!~ آخـر 10 مواضيع ~!
|
|
إضغط على
او
لمشاركة اصدقائك! |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
5.00 من 5
عدد المصوتين: 1
|
انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||
|
||||||
أما بعد ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أخواني وأخواتي أعضاء منتدى مونمس ، كثيرا ما قرأت من كتب ، وكثيرا ما أختزن عندي في مكتبتي الخاصة ، وكثيرة التي أحببتها ، و كثيرة جدا هي التي استفدت منها ، وتعلمت الكثير الكثير عند قراءتها ، لذلك ، أحببت أن أفيدكم معي ، لذلك .. فكرت أن أنسخ الكتاب لكم ، هنا على صفحات هذا المنتدى الغالي ، ولكن كما تعلمون ، لن أستطيع أن أنزله بأكمله دفعة واحدة ، لذلك ، سوف أنزله على دفعات ، بإذن المولى تعالى ، وأرجوا التشجيع من الجميع ، وإذا استفاد الأعضاء منه ، سوف أنزل غيره إذا فرغت منه ، بإذن الله إن شاء الله ، أما الآن .. فسوف أنزل مقدمة الكتاب ، وأتمنى التفاعل .. |
3 أعضاء قالوا شكراً لـ 7hokage على المشاركة المفيدة: |
07-21-2011, 12:45 PM | رقم المشاركة : 2 |
شكراً: 10
تم شكره 42 مرة في 14 مشاركة
|
رد: تعلم فن " التفكير والكلام " ... (( يوسف ميخائيل أسعد ))
المقدمة .. من الخطأ الاعتقاد بأن التفكير فطرة لا تحتاج إلى تدريب وتوجيه. صحيح أن عقل الإنسان لابد أن يعمل ، سواء خضع للتدريب أم سار على هواه ، ولكن بغير الخضوع لتدريب العقل على التفكير السليم والمنظم ، فإنه يأتي بتفكير غث تافه ، لا يعتد به ، ولا يقام له أي وزن. فالعقل إذا لم يخضع للتدريب الجيد ، وإذا لم يعتد على التفكير المنظم والعميق ، فإنه يكون أشبه بالأرض التي لا تخضع للتفليح وتترك للحشائش تنموا فيها ، و بالتالي فإنها لا تقدم ثماراً يفيد منها الإنسان. ولقد حاول الفلاسفة عبر العصور القيام بتقنين الوسائل التي ينبغي الاستعانة بها والتي يجب أن يخضع العقل لها ، وأن يتدرب بواسطتها ، حتى يتسنى له التفكير بطريقة جيدة. فنجد أولاً فيثاغورث ( القرن السادس ق م ) الذي اعتقد أن من يتمرس بالأرقام وفنون الهندسة ، يستطيع أن يفكر بطريقة جيدة ، وأن يسبر أغوار المجهول. ثم نجد سقراط ( 470 – 399 ق م ) الذي أخذ ينادي بقوله " أعرف نفسك " ، وهو يقصد بذلك أن تعرف كيف يفكر عقلك ، فتكون خليقاً إذن بأن تسوسه بحكمة لكي يفكر بطريقة جيدة. ونجد ديكارت ( 1596 – 1650 ) الذي يقول " أنا أفكر فأنا موجود " ، وهو يعني بذلك أنه طالما يفكر بالطريقة الجيدة ، فإنه يعتبر نفسه موجوداً. فمن لا يفكر بالطريقة السليمة ، لا يمكن الاعتراف بوجوده كإنسان ، يعلو في مستواه عن مستوى الكائنات الحية الأخرى. والواقع أن المربين عبر العصور المتعاقبة ، وفي جميع المجتمعات البشرية ، قد أخضعوا الأجيال الصغيرة من أطفال ومراهقين وشباب ، للوسائل الكفيلة بتربية عقولهم بطريقة سليمة حتى يكتسبوا القدرة على التفكير الجيد. وهذه الوسائل تتمثل أكثر ما تتمثل في المناهج الدراسية ، وقد آمن المربون بأن دراسة مواد المهارة بصفة خاصة – أعني القراءة والكتابة والحساب – تساعد المرء على اكتساب القدرة على سياسة عقله بطريقة ناجعة. وما يزال المربون دائبين حتى اليوم على تشريب تلاميذهم المناهج الدراسية ، وعلى حشد المعلومات في ذاكرتهم فيحفظوها ، سواء كان حفظهم لها حفظاً نصياً أم كان حفظاً معنوياً ، وذلك حتى يتمرسوا بالتفكير السديد. على أن التفكير هو قسيم الكلام ، سواء في ذلك الكلام المنطوق ، أم الكلام المكتوب. ومما لا شك فيه أن الكلام بنوعية بحاجة إلى دربة ، وهي ما لا تتأتي للمرء إلا عن طريق الخضوع لتدريبات معينة. ولقد أفرد الجاحظ كتابه البيان والتبيين لمعالجة الكلام منطوقاً ومكتوباً. فكما أن التفكير يحتاج إلى تربية حتى يستقيم ، كذا فإن الكلام بحاجة إلى تربية خاصة به حتى يكون ذا قيمة. صحيح أن الكلام التعبير عن التفكير ، ولكنه متميز منه ، فالتفكير شيء والكلام شيء آخر. فلقد يكون المرء متسماً بالتفكير الجيد ، ولكنه يكون مختلفا عن الإبانة السليمة ، فيعبر بطريفة فجة أو خاطئة عن أفكاره الجيدة. ولقد يكون المرء لسناً وصاحب قدرة تعبيرية مرتفعة المستوى ، بينما يكون تفكيره ضحلاً ، أو منحصراُ في نطاق ضيق ، أو في مجال لا يعتد به. ونحن في هذا الكتاب ، نحاول أن نعالج الوسائل التي نرى أنها كفيلة باكتساب فن التفكير السديد من جهة ، وفن الإبانة ، غير المشوبة بالانحرافات الذهنية ، من جهة أخرى ...
|
|
07-21-2011, 12:45 PM | رقم المشاركة : 3 |
شكراً: 10
تم شكره 42 مرة في 14 مشاركة
|
رد: تعلم فن " التفكير والكلام " ... (( يوسف ميخائيل أسعد ))
لا تترك نفسك للمصادفات : أعلم أنك إذا ما اعتمدت على الحط الحسن ، وظننت أن مواهبك سوف تبزغ إلى الوجود حتى ولو لم تحاول بدأب الكشف عن آفاقها ، وسبر أغوارها ، فإنك سوف تكبر وتشيخ ، بينما تظل مواهبك مطمورة في قوامك ، ولا يتسنى لك القيام بتوظيفها في واقع حياتك على الإطلاق. فكم من أشخاص كانت لديهم في قوامهم استعدادات ومواهب فذة وعظيمة للغاية ، ولكنهم ظلوا غير مستفيدين منها ، وغير مستثمرين لها طوال حياتهم التي ربما امتدت إلى أن بلغوا الشيخوخة. فالاستعدادات والمواهب كالكنوز التي تظل مطمورة ومخبوءة في باطن الأرض ولا يستفيد منها أحد ، إلى أن يقيض للمجتهدين المثابرين النبش عنها ، واستخراجها ، والإفادة منها. ولذا فإن من الأهمية بمكان أن تقوم أنت بنفسك بالبحث عن الوسائل الناجعة التي يتسنى لك بواسطتها كشف الغطاء عنها ، والوقوف عليها ، والسيطرة على مقاليدها ، واستثمراها في واقع حياتك ، بحيث تصير تلك الاستعدادات والمواهب مجسدة في حياتك العملية ، وذلك بتزويجها للمهام الاجتماعية التي يحس المجتمع أنه بحاجة إليها. ولكن الواقع أ ن عملية اكتشاف الاستعدادات والمواهب ليست من السهولة بمكان ، بل إنها تعتمد على المحاولات الكثيرة ، التي تفضي كلها إلى النجاح في الكشف عنها. فاعلم أن من المحتم عليك أن تبذل الكثير من المحاولات في سبيل الكشف عما لا تعلم بوجوده مطموراً في قوامك النفسي من استعدادات ومواهب ، كما أنك لا تعلم مستواها ، وهل هي متوافرة لديك بغزارة بحيث يتسنى لك إذا ما استثمرتها ، أن تصير من النابغين الذين يشار إليها بالبنان ، أم أنها متوافرة لديك بدرجة متوسطة ، فلا يتسنى لك مهما داومت على استثمارها ، فإنك سوف تكون من المتوسطين ، ولا ترتفع إلى مستوى العباقرة الذين يفيدون من استثمارها إلى حد بعيد جداً. ومن هنا فإن عليك بالتذرع بالصبر والمثابرة ، وألا تتعجل بلوغ مرادك. واعلم أن الشخصيات التي استطاعت أن تكتشف استعداداتها أو مواهبها ، كان أصحابها من الصابرين والمجتهدين في الوقت نفسه ، ولم يكونوا من المتعجلين لإحراز النجاح ، أو من البرمين بما كانوا يبذلونه من جهود غير مثمرة ، والقيام بمحاولات لم تكن تجلى عن نتائج بادية للعيان. واعلم يا صديقي أن النجاح في الحياة ليس من السهولة بمكان ، وأن الجهود التي تبذل في سبيل الكشف عن الاستعدادات والمواهب لا تفضي إلى النتائج المرجوة منها بسرعة. فهي ليست طوع بنان المرء ، ولا تقدم إليه على طبق من ذهب. على العكس من هذا فإن الناجحين في حياتهم ، وفي الكشف عن استعداداتهم ومواهبهم ، قد دأبوا على السير على الشوك الذي كان يدمي أرجلهم ، ويفت في عضدهم مرات ومرات ، ولكنهم كانوا في كل مرة يهزمون فيها ، ولا يتسنى لهم النجاح فيما كانوا يسعون لإحرازه من نجاح ، ينهضون من كبوتهم من جديد ، ويشمرون عن ساعد الجد ، ولا يركنون على اليأس والقنوط. إذن يخطئ من يظن أنه بمجرد قيامه بأول محاولة في سبيل الكشف عن استعداداته ومواهبه ، سوف يحصل على النتيجة المرجوة. فالحقيقة أنه لا مناص من مواصلة البحث والتنقيب عن استعداداتك ومواهبك بغير يأس وبغير ملل إلى أن تعثر على ما تترجاه من بحثك في قوامك الداخلي. تفاعل استعداداتك مع مقومات البيئة : إن المهم أن تعلم يقيناً أن استعداداتك ومواهبك لا تبدو للعيان إلا إذا تفاعلت مع مقومات البيئة الاجتماعية. فبغير ذلك التفاعل الذي ينبغي أن يتم بين الاستعدادات والمواهب وبين ما يناسبها من مؤثرات بيئية حضارية ، فإنها لا تخرج بأي حال من الأحوال إلى حيز الواقع ، ولا تصير من قوام شخصيتك المعلنة على الملأ ، والبادية للعيان ، والتي تتعامل بها في علاقاتك الاجتماعية. فإذا كان لديك استعداد أو موهبة للموسيقى مثلاً ، فإن ذلك الاستعداد أو الموهبة ، لا يمكن أن تتبدي في واقع حياتك ، إلا إذا تفاعل ذلك الاستعداد أو هذه الموهبة مع ممارسة الموسيقى بالفعل ، ومع مراعاة الأصول والمعايير الموسيقية التي توصلت إليها البشرية عبر الأجيال المتعاقبة. فبفرض أن لديك استعدادا وموهبة موسيقية ، فيكون في حوزتك إذن قوامان رئيسيان : القوام الداخلي الذي يتضمن تلك الموهبة الموسيقية التي لم توظف بعد. ثم وسائل التعلم والتدرب على الموسيقى. فإذا لم تكن لديك الاستعدادات والمواهب لتعلم الموسيقى والتدرب على فنونها ، فإنك مهما بذلت من جهد ، ومهما واظبت على حضور دروس الموسيقى ، وقضيت الساعات كل يوم في التعلم والتدرب حتى تتفوق في المضمار الموسيقى ، فإنك وإن اكتسبت بعض فنونها ، فلن تستطيع أن تتفوق على زملائك أصحاب الموهبة الموسيقية في تعلمها والنبوغ فيها ، بل تظل بصفة مستمرة في المؤخرة ، حتى ولو ظللت سنوات وسنوات وأنت مصمم على اكتساب المهارات الموسيقية والوقوف على أصولها ، ومن جهة أخرى فإنك إذا كنت حائزاً على استعداد وموهبة موسيقية عظيمة ، ولكنك لم تنتظم على التعلم والتدرب على الآلات الموسيقية ، وعلى مدارسة الفنون الموسيقية التي اتفق عليها أرباب هذا الفن ، فإنك لن تستفيد على الإطلاق مما يزخر به باطنك من استعدادات ومواهب موسيقية مطمورة بداخلك. ومعنى هذا أن الاستعداد أو الموهبة لابد أن تتفاعل مع الواقع والممارس بالفعل من فنون موسيقية ، وفي الوقت نفسه لابد من التدرب العملي على الآلات الموسيقية مع التركيز على إحداها طالما أنك تحس بأن لديك رغبة ملحة في اكتساب معلومات عنها والتدرب عليها بالعزف والإبداع وشق طريقك نحو النبوغ في استخدامها. المحاولة والخطأ : ومن الأهمية بمكان أن تستمر في تحسس مقوماتك الداخلية عن طريق المحاولة والخطأ تلو المحاولة والخطأ بغير كلل أو ملل ، وأيضا بغير انقطاع وبدأب مستمر لاكتساب المعرفة والمرانة على العديد من المجالات الخبرية ، إلى أن تعثر على ما لديك من استعداد وموهبة لتعلمه واكتساب والنبوغ فيه. من هنا فإن عليك بأن تتعلم الكثير من المهارات ، وأن تجس نبض الكثير من المجالات الخبرية ، إلى أن يتسنى لك العثور على ما يتلاءم مع استعداداتك ومواهبك. وعندئذٍ لابد من أن تنكب وتركز جهدك في ذلك الميدان الذي وجدت ضالتك المنشودة فيه. وبذا نستطيع أن نتنبأ لك بالتفوق في سبر أغواره والوقوف على أسراره ، وشق طريقك بنجاح في مجاهله. استفد من خبرات غيرك : ولكن على أية حال لابد من الإفادة من خبرات وتوجيهات من هم أعلم منك ، وأكثر دارية مما لديك في المجال الذي ترجوا أن تنبغ فيه ، حتى يتسنى لك أن تشق طريقك إلى النجاح في اكتشاف ما بداخلك من مطمورات استعداديه. فبغير أن تفيد من غيرك ، فإنك لا تستطيع أن تفيد من استعداداتك ومواهبك ، مهما استطعت أن تكشف النقاب عنها ، ومهما حاولت استثمارها. والواقع أن الحضارة قد سجلت لكل من يرغب من استثمار مواهبه والإفادة من استعداداته ، الكثير جداً من التوجيهات في الكتب والمراجع. ولكن برغم هذا ، فإن المواظبة على التعلم على أيدي خبراء في المجالات التي يرجو المرء سبر أغوارها ، والوقوف على أسرارها ، مع الخضوع لتوجيهاتهم وجهاً لوجه حتى يتسنى له استثمار استعداداته ومواهبه التي يرجو كشف النقاب عنها ، وقد اعتقد أنه صاحب استعداد وموهبة فيها بإقرار وتشجيع أولئك الأشخاص الذين اكتسبوا الخبرات العميقة فيها. وعليك أن تعلم أن جميع النابغين عبر التاريخ في المجالات الحضارية المختلفة ، قد أفادوا واكتسبوا ونهلوا الكثير من خبرات غيرهم. فالمعلم أو المدرب الذي يتحمس للكشف عن مواهبك ، سوف يستمر في الأخذ بيدك ، وفي توجيهاتك ونقدك بإزاء ما قد تنحرف عن الجادة فيه. وبالتالي فإنك سوف توفر الكثير من الجهود التي تضيع سدى إذا لم تسترشد بتوجيهات الثقات في المجال الذي تعشقه ، وتجد نفسك تكتسب الخبرات المتعلقة به بسرعة وإتقان. ومن المؤكد أن توجيهات أولئك الثقات ، سوف تقيك شر الوقوع في الأخطاء ، أو اكتساب عادات أدائية رديئة فيما تحاول شق طريقك فيه من مجالات التعلم واكتساب الخبرات. اختبارات الذكاء والقدرات الخاصة : الواقع أن علم النفس بمجهودات علمائه ، قد وضعوا العديد من اختبارات الذكاء من جهة ، واختبارات الاستعدادات والمواهب الخاصة من جهة أخرى. وبذا فإن المرء يستطيع أن يخضع لتلك الاختبارات بالتوجه معمل من معامل علم النفس حيث يتسنى له الوقوف على حقيقة استعداداته ومواهبه. وبذا فإنه يوفر على نفسه الكثير من المحاولات الطائشة التي لا يتسنى بواسطتها الوقوف بدقة على ما لديه منها. بيد أن علماء النفس الروس قد شككوا في جدوى اختبارات الذكاء والاختبارات التي تقيس الاستعدادات والمواهب الخاصة ، ورجحوا كفة الاكتساب على كفة الوراثة ، وأخذوا يؤكدون أن المرء يستطيع أن يشق طريقه في أي مجال إذا ما توافرت لديه العزيمة والرغبة في التعلم والتدرب على ما يتضمنه ذلك المجال الذي وقع اختياره عليه من مهارات حركية متباينة. ومهما يكن من أمر ، فمما لا شك فيه أن جس النبض في مجالات متعددة ، هو الذي يكشف النقاب عن مدى ما يتسنى للمرء النبوغ فيه من مجالات خبرية مختلفة وكثيرة. فإذا أنت تصفحت المجالات التي يتسنى لك غزوها وجس نبضك بإزائها ، فلا بد أنك سوف تعثر على مجال قريب إلى قلبك ، وأن لديك الرغبة في التعمق فيه ، وبز الآخرين الذين يشتركون معك في الاهتمام به ، والميل إليه ، وبذل الجهد فيه. ولكن عليك أن تميز بين وسائل الأداء في أي مجال تغزوه ، بين المضامين الخبرية التي يشتمل عليها. فبالنسبة لوسائل الأداء ، فأنت غير حر في ممارستها ، بل لابد أن تخضع نفسك لما اتفق عليه بإزائها. ولكن بالنسبة للضامنين الخبرية ، وأيضا بالنسبة لما يتسنى لك اكتشافه أو الإبداع فيه ، فأنت حر فيما تخططه وتضعه هدفاً لنفسك ، وفي تقديم إبداعات غير مسبوقة بإزائه.
|
|
07-21-2011, 12:45 PM | رقم المشاركة : 4 |
شكراً: 188
تم شكره 774 مرة في 431 مشاركة
|
رد: تعلم فن " التفكير والكلام " ... (( يوسف ميخائيل أسعد ))
مشكووووووووووور موضوع راائع تسلم يدك
|
|
07-21-2011, 12:46 PM | رقم المشاركة : 5 |
شكراً: 10
تم شكره 42 مرة في 14 مشاركة
|
رد: تعلم فن " التفكير والكلام " ... (( يوسف ميخائيل أسعد ))
أدوات النطق جاهزة عند الوليد : من الحقائق المعروفة أن الطفل يولد وهو مجهز بأدوات النطق. فهو يصرخ لحظة ميلاده. صحيح أن صراخه الذي يصدر عنه بعد نزوله من بطن أمه بمثابة عملية فسيولوجية ، تؤهله للتعامل مع العالم الجديد الذي خرج إليه من البيئة الحشوية التي عاش فيها ، ونشأ جنيناً بها ، وصحيح أيضاً أنه لا يعبر لذلك الصراخ عن شعور أو فكر ، إلا أن ذلك الصراح بمثابة المقدمة الضرورية للتعامل مع الواقع الخارجي ، أو قل إنه المقدمة لتعلم الكلام ، مع استمرار نموه ، ومع تفاعله الدائب مع بيئة الناس ، واكتساب مهارة التعبير عن نفسه ، أعني الإفصاح عن مشاعره الوجدانية. فالطفل الوليد إذن يكون مهيئاً حتى قبل ميلاده بأجهزة النطق باعتبارها الخامة التعبيرية التي سوف توظف في واقع حياته المقبلة ، ولكن في المقابل فإنه لا يبدي أية شواهد تدل على تشغيل مخه ، وإعمال فكره في وضعه أو بإزاء العلاقات التي سوف يقيمها مع عالم الناس. وبناء على هذا فإننا نقرر أن صراخ الطفل لحظة ميلاده يكون تمهيداً لتعلم الكلام ، سواء كان ذلك الكلام تعبيراً عن الانفعالات أم كان تعبيراً عن الفكر. ومعنى هذا أن التعبير عن دخيلة المرء سابق على تشغيل عقله بالمعاني أو الأفكار. صراخ الطفل تمهيد لبزوغ طبقات الشخصية : لعلنا لا نخطئ إذا ما قلنا إن هرم شخصية المرء يتخذ القوام البيولوجي قاعدة له ، ثم يعلو تلك القاعدة طبقة الوجدان. ومع استمرار النمو تتشكل طبقة جديدة بالشخصية هي طبقة الفكر ، ثم يعلوها طبقة العلاقات الاجتماعية. ومع بزوغ طبقة الوجدان وما يتواكب معها من تعبير عن الألم أو الحزن أو الفرح ، تكون التعبيرات الوجدانية قد بزغت إلى الوجود وبدأت في التبلور ، ويكون التعبير عن المشاعر الداخلية لدى ذلك الطفل ، قد اتخذ طريقه بطريقة ذات فاعلية في إقامة علاقات بنيه وبين عالمه الخارجي المتمثل بالدرجة الأولى في أمه المحتكين به بطريق مباشر. نشأة القوالب التعبيرية : والقوالب التعبيرية الوجدانية التي تفصح عما يعتمل بدخيلة الطفل من مشاعر ، تستمر في التعقيد والتفاعل سواء بالنقل والتقليد من الناس المحيطين به والمتعاملين معه ، أم بتفاعل ما اكتسبه من قوالب كلامية بعضها مع بعض. ولا شك أن تلك القوالب الكلامية تأخذ في التلبس بالمشاعر من جهة ، كما تأخذ في العقلنة عن طريق إدراك الطفل لمغزى ما تشير إليه تلك القوالب الكلامية أ التعبيرية من جهة أخرى. موسيقى الكلام : ومن الملاحظ أن موسيقى الكلام ، أو بتعبير أدق فإن تعبير الطفل عن دخيلته ، يكون تعبيراً موسيقياً. فبكاؤه لحظة ميلاده هو في الواقع تعبير موسيقى تلقائي أو فطري. ولكنه مع سماعه لتلك الموسيقى الصراخية – إذا صح التعبير – التي تصدر عنه المرة تلو المرة ، فإنه يتجاوب مع أنغامها ، أو قل إنه يتناغم مع ذلك الصراخ الذي ينبعث ن قوامه الداخلي ، فيأخذ في التطور به ويعمل على تنويعه وتوظيفه لتحقيق مطالبه ممن يحيطون به من أشخاص. تقليد الطفل للأصوات : وكلما أنخرط الطفل في النمو ، فإنه يكسب كلامه نغمات جديدة من الموسيقى التعبيرية ، فهو لا يقتصر على النغمات التي فطر عليها ، بل يأخذ في كسب كلامه نغمات جديدة ، يتلقاها عن الناس الذين يحيطون به ، كما أنه يأخذ في تقليد أصوات الطيور والحيوانات ، بل إنه يتفاعل مع كل ما يصل إلى أذنيه من أصوات ، بما في ذلك صفير الرياح ، وخرير المياه ، وقصف الرعد ، وكل ما يصل إلى أذنيه من أصوات ، سواء تناغم معها وأحبها ، أم خشى منها وخاف من مصدرها ، وقد صار يهتز فرقاً لدى سماعه مثلما يحدث عندما يقصف الرعد ، أو تصفر الرياح بشدة ، أو عندما ينهمر المطر مصحوباً بقطع من الجليد. بيد أن الطفل في تعبيراته عما يجيش في صدره من انفعالات ، يأخذ في تقليد المحيطين به بإزاء ما يلوكونه من كلام. فهو يقلدهم وينقل عنهم ، ويكون نقله للقوالب الكلامية منصباً على الأصوات التي تحملها الكلمات أو العبارات ، ولا يكون نقله منصباً على المعاني التي تحملها تلك الكلمات أو العبارات. ومن الطبيعي أن يبدأ الطفل بتقليد السهل من الكلام ويتدرج منه إلى الصعب ، ولكنه على أيه حال يقوم بتقليد الكلام الذي يصل إلى سمعه بطريقة كلية ، بمعنى أنه يركز على ما يحمله ذلك الكلام من موسيقى كلامية ، ولا يهمه ما إذا كان تقليده لما يصل إلى سمعه دقيقاَ أم محرفاً. ولا يهمه أيضاُ ما إذا كان الكلام مسوقاُ في موضعه ، أم أنه مخالف لما اتفق عليه الكبار واتفقوا على استخدامه في مواقف معينه. إلباس الكلام بالمعاني : وكلما قيض النمو للطفل بيولوجياً ووجدانياً وعقلياً واجتماعياً ، فإنه يستمر في التمكن تدريجياً في إلباس ما يفوه به من كلام بالمعاني الأكثر دقة. ولكن الواقع الذي لا مرية فيه ، أن الكلام والتعبير عن دخيلة المرء هو الأساس ، حتى بعد أن يشب عن الطوق ، ويستمر في اكتساب الخبرات المتباينة. فحتى أكثر الناس علماً وثقافة ، يعطون الأولوية للكلام على الفكر. فالقوالب الكلامية هي الركيزة الأساسية التي تكتسب أو تشحن بالمعاني ، سواء أتى شحنها بالمعاني بطريقة دقيقة أم بطريقة فجة ومهوشة. فجميع الناس الأسوياء يتكلمون ، ولكن ثمة تفاوتاً بين الواحد منهم والآخر في القدرة على تحميل الكلام بالمعاني والمفاهيم الدقيقة. فالأمي ، برغم قدرته العالية على الإفصاح عن نفسه بالكلام ، فإن ما يفوه به ، ولا يحمل في قوامه ما يحمله كلام العالم أو الفيلسوف. فكل الناس الأسوياء يتكلمون ، ولكنهم يتفاوتون بعضهم عن بعض إزاء ما يلبسون كلامهم به من المعاني. اتساع نطاق اللغة : ومن هنا فإننا نستطيع أن نميز بين الكلام باعتباره أصواتاً تخرج من أجهزة النطق ، وبين ما يحمله العقل من أفكار ومعان ، وما استطاع المرء إحرازه من مفاهيم. ولا شك أن هناك تمايزاً بين اللغة وبين ما تستخدم فيه من مواقف اجتماعية. على أن اللغة تتسع نطاقاً ، فلا تقتصر على ما ينطق به اللسان ، بل تتواكب مع التغيرات التي تحدث في ملامح الوجه وقسماته ، ومع نظرات العينين ، ومع حركات اليدين ، وما يتخذه الجسم من أوضاع ، وما يصدر عنه من حركات. ناهيك عن أن اللغة بعد أن كانت منطوقة فحسب ، فإنها مع ما يكتسبه الطفل ويتعلمه بالمدرسة ، تأخذ في المواكبة بين لغته المنطوقة وبين لغته المكتوبة. ثم إنه يضيف إلى لغته القومية لغة أو لغات أجنبية ينطقها ويقرأها. ناهيك عن الرموز الحسابية والجبرية والهندسية التي يكتسبها. اللغة استقبال وتصدير معاً : وبعد أن كانت اللغة في حياة الطفل أداة لاستقبال الخبرات اليومية والتفاعل معها ، فإنها تصير مع استمرار نموه الخبري ، أداة تصديرية أيضاُ. فهو يتلقى الكلام من جهة ، ويصدره من جهة أخرى. وكلما توافر المناخ الثقافي حول المرء ، ومع اتباع وسائل التربية السليمة معه ، فإنه يتفقه فيما ينتقيه من مصادر الكلام فيتفاعل مع ما يستقبله منه ويهضمه ، بحيث يصير من لحم كيانه ، كما أنه يأخذ في التعبير عن نفسه بالكلام المنطوق والكلام المكتوب ، لا بطريقة نقلية ، كما كان حاله وهو بعد صغير ، بل إنه يأخذ الإبداع الكلامي ، فيقرض الشعر ، ويجيد في إبداع الكلام المنثور ، كما أنه قد يتمكن من التأليف بالكلام المدبج على الورق ، أو يصير من المفكرين المبدعين الذين يساهمون في إثراء الثقافة الإنسانية. موسيقى الكلام لا يتغنى عن تحصيل مضمون : على أنه لا يفهم مما سقناه قبلاً ، أن من يتمكن من موسيقى الكلام ، يصير بالضرورة عالماً أو فيلسوفاً أو مفكراً. الواقع أن ما نقصد الإعراب عنه ، هو أن التسلح بأدب الكلام ، واستيعاب حصيلة لغوية متينة ، تمكنه من التعبير عن أفكاره بدقة ويسر ، كما تمكنه من الإفادة إلى حد بعيد مما يقوم بتحصيله من معرفة. فكلما زدت من ثروتك اللغوية ، واستوعبت المصطلحات العلمية والفلسفية التي تدخل نطاق اهتماماتك العلمية أو الفلسفية ، أو بصدد أي مجال من المجالات المعرفية التي تهتم به ، أو تتخصص فيه ، فإن ذلك يجعلك جاهزاً للمشاركة فيه. فالحصيلة اللغوية التي تنالها ، وتتمكن من استخدامها ، بحيث تصير في قبضتك ، وتحت إمرتك ، ويجعل من السهولة بمكان التقدم حثيثاً في التحصيل والتصدير معاً. ذلك أن المتمكن من أداة التعبير ، يتسنى له أن يحصل بطريقة أسرع وأدق ، كما يتسنى له من جهة أخرى أن يبين عما اختمر في ذهنه ، و يتقن التعبير عنه ، والإبداع فيه. اجعل من استخدام اللغة عادة سلوكية : على أن الهدف الذي يجب أن تترسمه وتضعه نصب عينيك ، هو أن تجعل اللغة أو اللغات التي تتعلمها عادة ذهنية تعبيرية. وبذا يتسنى لك ممارستها بطريقة شبه لاشعورية. فالشخص المثقف والخليق بأن ينعت بهذا النعت ، هو ذاك الذي لا يتكلف أو يتحمل مشقة ما يقوم بقراءته ، وما يقوم بتصديره من أفكار سواء بلسانه أم بقلمه. فاللغة تصير عندئذٍ طوع بنانه. فهو كما يقوم ويقعد ويسير دون أن يلقى بالاً إلى ما يقوم به من حركات ، ودون أن يركز ذهنه فيما يضطلع به ، كذا فإن الشخص المتمكن من أداة استقباله للمعاني ، والمصدر لأفكاره ومشاعره ، لا يلقى بالاَ إلى الدقائق ، بل يهتم بالمعاني التي يسوقها ويركز ذهنه فيها ، ويوجه اهتمامه إليها ولكن هذا لا يعني أن يقع في الأخطاء اللغوية. ذلك أن التمكن من أداة الاستقبال والتصدير – أعني اللغة – يحمي المرء كم الزلل من أخي خطأ لغوي ، سواء من حيث السياق الكلامي ، أم من حيث استخدام المصطلحات أم من حيث هجاء الكلمات. استخدام الكمبيوتر في الكتابة : لقد ظل الناس يستخدمون القلم في الكتابة حتى وقت قريب. ولكن مع ظهور الآلة الكاتبة ومن بعدها الكمبيوتر ، فإن التطوريين من الأدباء والعلماء والفلاسفة وأصحاب الفكر ، قد طوروا أداة التعبير التي يدبجون بها كلامهم ، ويعبرون بواسطتها عن أفكارهم ، فهم لم يعودوا يستخدمون القلم إلا في نطاق ضيق ، ولكن اعتمادهم الرئيسي صار مركزاً على الكتابة بالكمبيوتر. بيد أن المستهدف هو أن يتمكن المرء من استخدام هذه التكنولوجيا العجيبة التي تسهل الكثير من الصعوبات التي تكتنف طريقة التأليف بالقلم. فأنت إذا ما اشتريت كمبيوتر شخصي ، وتدربت على استخدامه في الكتابة بطريقة صحيحة بأحد المراكز التدريب ، أعني الكتابة باللمس باستخدام أصابعك العشرة ، فإن ذلك سوف يسهل أمامك الطريق للتعبير عما ترغب في التعبير عنه ، ثم طبعه بواسطة الطابعة ( البرنتر ) ، كما أنه يسهل أمامك مهمة تصحيح ما تقوم بكتابته ، دون أن تتكلف المحو أو الشطب أو عير ذلك مما ظل يضايق المؤلفين قبل اقتنائهم للكمبيوتر.
|
|
07-21-2011, 12:50 PM | رقم المشاركة : 6 |
شكراً: 10
تم شكره 42 مرة في 14 مشاركة
|
رد: تعلم فن " التفكير والكلام " ... (( يوسف ميخائيل أسعد ))
|
|
07-21-2011, 02:17 PM | رقم المشاركة : 7 |
شكراً: 56
تم شكره 64 مرة في 22 مشاركة
|
رد: تعلم فن " التفكير والكلام " ... (( يوسف ميخائيل أسعد ))
مشكووووووور اخوي وجزاك الله خير
وتسلم ايدك على المجهووود
|
|
07-21-2011, 04:00 PM | رقم المشاركة : 8 |
شكراً: 10
تم شكره 42 مرة في 14 مشاركة
|
رد: تعلم فن " التفكير والكلام " ... (( يوسف ميخائيل أسعد ))
بارك الله فيك
|
|
07-21-2011, 04:43 PM | رقم المشاركة : 9 |
شكراً: 126
تم شكره 1,101 مرة في 432 مشاركة
|
رد: تعلم فن " التفكير والكلام " ... (( يوسف ميخائيل أسعد ))
يعطيك العافيه
|
|
07-21-2011, 04:55 PM | رقم المشاركة : 10 |
شكراً: 1,536
تم شكره 1,377 مرة في 458 مشاركة
|
رد: تعلم فن " التفكير والكلام " ... (( يوسف ميخائيل أسعد ))
جزاك الله خير اخي
مووضع اكثر من راااااااائع
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|