عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-02-2015, 03:57 AM
الصورة الرمزية همسات مسلمة
همسات مسلمة همسات مسلمة غير متواجد حالياً
مشرفة القسم الإسلامي
 
شكراً: 4,865
تم شكره 5,049 مرة في 2,081 مشاركة

همسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدى









Oo5o.com (16) الرضا بالقضاء والقدر//تدعو القلوب بما تشتهى فيجيب الله بما هو خير لها

 
الرضا بالقضاء والقدر//تدعو القلوب بما تشتهى فيجيب الله بما هو خير لها/الرضا بالقضاء والقدر//تدعو القلوب بما تشتهى فيجيب الله بما هو خير لها
الرضا بالقضاء والقدر//تدعو القلوب بما تشتهى فيجيب الله بما هو خير لها/الرضا بالقضاء والقدر//تدعو القلوب بما تشتهى فيجيب الله بما هو خير لها



بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم
وعلى آله وصحبه الكرام ومن استن بسنته واهتدى بهديه إلى يوم الدين أمــــــ بعد ــــــــا:



الدنيا خدَّاعة غدَّارة، فتّانة غرّارة، تُضْحِك وتُبْكي،
وتجمع وتشتِّت، شدة ورخاء، وسرَّاء وضرَّاء.

يا ربما ابتسمتْ يوماً لذي شَرَهٍ

وربما خضعت يوماً لمحتال
تطيبُ حيناً، وتُغرينا لذائذُهــا
لكنَّها لو وعيّنا دارُ أهوال

فتأملوا ـ إخواني ـ الناس من حولكم، هل يخلو أحد من مصيبة أزعجته، أو من مشكلة أقلقته،
أو من همٍّ أحرقه، أو من مرض أقعده، أو من ولد أشغله، أو من دَيْنٍ أيقظه، أو من مال أتعبه،
كم من عبدٍ مظلوم، وكم من فقيرٍ ومعدومٍ، وكم من مغمومٍ ومهمومٍ، قلوب تشتعل، ونفوس
تحترق، وهكذا هي الدنيا مصائب ورزايا، ومحن وبلايا، صرخات وزفرات، وأنّات وآهات


طُبعت على كدر، وأنت تريدُها صفواً من الأقذار والأكدار

البعض يزيد المصيبة ألمًا بتسخطه وجزعه، وحزنه ونكده، ويخسر دينه ودنياه،
كما قال صلى الله عليه وسلم إنما الصبر عند الصدمة الأولى، وقال تعالى:
. وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ
مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)} البقرة

إنه القضاء والقدر، جفَّ القلم، ورُفِعَت الصُّحف، وقُضِيَ الأمر،


(مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)
إنه الإيمان والعقيدة واليقين،

(قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ )
إنه الرضا بالقضاء أعظم عبادات القلب أثراً في النفس

الرضا يوجب طمأنينة القلب، وسكونه وثباته عند الأزمات،
وكما قال صلى الله عليه وسلم:
عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له،
وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن.
نعم ليس ذلك إلا للمؤمن الصادق في إيمانه ،الراضي بقضاء ربه المحقق للركن السادس
من أركان الأيمان ، الإيمان بالقضاء والقدر فالسخط يوجب الشك في الله،
وفي قضائه وقدره، وأنه بخسه وحرمه، وابتلاه ومنعه،
(ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)




لا شكّ أن سلفنا الصالح رحمهم الله هم أهدى الناس قلوباً، يشهد بذلك كل من نظر في
أحوالهم وتأمّل عباراتهم؛ وهذه الهداية جاءت عندما استقرّ الإيمان في قلوبهم،
وعرفوا الله حق معرفته، وقدروه حقّ قدره، فجعل الله لهم فرقاناً يميّزون به بين الحق
والباطل، وبصيرةً يُدركون بها بواطن الأمور مصداقاً لقوله تعالى:
{وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن: 11].

وأولئك الأخيار أدمنوا النظر والتأمّل في نصوص الوحيين، فتجلّت لهم حقائق المعاني،
وتكشّفت لهم معالمُ خفيّة، ودقائق لطيفة من العلوم الشرعيّة، والحِكَم الربّانية
.

لِننظر سويّاً إلى إيمانهم بالقضاء والقدر كيف كان أثره على كلماتهم؟
وكيف عبّروا عنه بإشراقةِ لفظٍ، وجمال عبارةٍ، وعميق معنى، حتى صارت حِكَماً
تدور على ألسنة الخلق، ويُهتدى بها إلى الحق



يروي لنا زياد بن زاذان أن
الإمام عمر بن عبد العزيز قال:
ما كنتُ على حال من حالات الدنيا فيسرنى أني على غيرها
، ومما حُفظ عنه قوله: أصبحت وما لي سرورٌ إلا في مواضع القضاء والقدر،

واشتُهرت عنه دعواتٍ كان يُكثر من تردادها:
;اللهم رضّني بقضائك، وبارك لي في قدرك،
حتى لا أُحب تعجيل شئ أخّرته، ولا تأخير شئ عجّلته


ويقول خلف بن إسماعيل: ;سمعتُ رجلاً مبتلى من هؤلاء الزمنى
-أي من كان مرضهم مزمناً- يقول:
وعزتك لو أمرت الهوام فقسمتني مُضَغاً ما ازددت لك بتوفيقك إلا صبراً،
وعنك بمنّك ونعمتك إلا رضاً
،
وكان الجُذام قد قطّع يديه ورجليه، وعامّة بدنه



وفي قوله تعالى: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن: 11]،
يقول علقمة:
هي المصيبة تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله،
فيسلّم لها ويرضى




واجتمع مالك بن دينار ومحمد بن واسع فتذاكرا العيش
فقال مالك: ما شيء أفضل من أن يكون للرجل غلّة - أي أرضٌ أو زراعة - يعيش فيها
فقال محمد: طوبى لمن وجد غداءً ولم يجد عشاءً، ووجد عشاءً ولم يجد غداءً،
وهو عن الله عز و جل راض
.



وروى أحمد بن أبي الحواري أن أبا سليمان كان يقول:
إذا سلا العبد عن الشهوات فهو راضٍ.


وأُثر عن الإمام ابن عون قوله:
ارض بقضاء الله على ما كان من عسر ويسر؛ فإن ذلك
أقل لهمّك، وأبلغ فيما تطلب من آخرتك، واعلم أن العبد
لن يصيب حقيقة الرضا حتى يكون رضاه عند الفقر والبؤس كرضاه عند الغناء والرخاء،
كيف تستقضي الله في أمرك ثم تسخط إن رأيت قضاءه مخالفاً لهواك؟
ولعل ما هويت من ذلك لو وُفّق لك لكان فيه هلكتك، وترضى قضاءه إذا وافق هواك؟
وذلك لقلة علمك بالغيب، وكيف تستقضيه إن كنت كذلك ما أنصفت من نفسك،
ولا أصبت باب الرضا.



وعن عامر بن عبد قيس قال:
ما أبالي ما فاتني من الدنيا بعد آيات في كتاب الله يعني قوله تعالى:
(
وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ )[هود: 6]،

وقوله تعالى: {
مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ ۚ } [فاطر: 2]،

وقوله تعالى: {
وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(17)﴾الأنعام: 17].



ونُسب إلى الإمام الشافعى قوله:

ما شئتَ كان وإن لم أشأ *** وما شئتُ إن لم تشـأ لم يكن

خلقتَ العباد على ما علمتَ *** ففي العلم يجري الفتى والمسن

على ذا مننتَ وهذا خذلتَ *** وهذا أعنــتَ وذا لم تُعــن

فمنهم شقي ومنهـم سعيد ***ومنهـم قبيـح ومنهم حسـن



قال الإمام ابن القيّم رحمه الله:
الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العابدين، وقرة عيون المشتاقين،
ومن ملأ قلبه من الرضا بالقدر؛ ملأ الله صدره غنىً وأمناً، وفرَّغ قلبه لمحبته، والإنابة إليه،
والتوكل عليه
، ومن فاته حظُّه من الرضا امتلأ قلبه بضدِ ذلك، واشتغل عما فيه سعادته وفلاحه.



اللهم ارزقنا الرضا بما قسمته لنا
فإنك ولينا ومولانا ولا قوة لنا دون قوتك
اللهم ارزقنا لساناً يلهج بشكرك وحمدك
يا رب لك الحمد على ما قضيت والشكر على ما أعطيت
تباركت ربنا وتعاليت،يا رب لك الحمد حتى ترضى
ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا.






الرضا بالقضاء والقدر//تدعو القلوب بما تشتهى فيجيب الله بما هو خير لها/الرضا بالقضاء والقدر//تدعو القلوب بما تشتهى فيجيب الله بما هو خير لها
الرضا بالقضاء والقدر//تدعو القلوب بما تشتهى فيجيب الله بما هو خير لها/الرضا بالقضاء والقدر//تدعو القلوب بما تشتهى فيجيب الله بما هو خير لها


-:مواضيع أخرى تفيدك:-

Share

التوقيع :
جهلت عيون الناس مافي داخلي
فوجدت ربي بالفؤاد بصيرا
يا أيها الحزن المسافر في دمي

دعني فقلبي لن يكون أسيرا

ربي معي فمن الذي أخشي إذن

مادام ربي يحسن التدبيرا

وهو الذي قد قال في قرآنه

"وكفي بربك هاديا ونصير "

التعديل الأخير تم بواسطة ابتسامة ; 01-13-2015 الساعة 03:05 AM
رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ همسات مسلمة على المشاركة المفيدة: