الموضوع: قمة الوفاء
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-20-2011, 11:19 PM
الصورة الرمزية &ورد الجوري&
&ورد الجوري& &ورد الجوري& غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
شكراً: 70
تم شكره 233 مرة في 78 مشاركة

&ورد الجوري& عضوية تخطو طريقها









افتراضي قمة الوفاء

 
قمة المحبة والوفاء والعفو



--------------------------------------------------------------------------------



بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله



صلى الله عليه وسلم





( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَهُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران:104)




جيل لن يتكرر



أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه



‏قال عمر: ما هذا



‏قالوا : يا أمير المؤمنين ،هذا قتل أبانا



‏قال: أقتلت أباهم ؟‏قال: نعم قتلته



‏قال : كيف قتلتَه ؟



‏قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته، فلم ينزجر، فأرسلت عليه‏حجراً، وقع على رأسه فمات...



‏قال عمر : القصاص .... ‏الإعدام.. قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا



يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟‏ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا‏يحابي ‏أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ، ولو كان ‏ابنه ‏القاتل ، لاقتص منه..



‏قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ، فأُخبرُهم ‏بأنك ‏سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا




قال عمر : من يكفلك



أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟



‏فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا داره‏ ولا قبيلته ولا منزله ، فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على‏ أرض ، ولا على ناقة ، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ..



‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن ‏يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه‏وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ،وأطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ، ونكّس عمر ‏رأسه ، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟



‏قالا : لا ،من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..



‏قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!



‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته



وزهده ، وصدقه ،وقال: ‏يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله



‏قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو كان قاتلا!



‏قال: أتعرفه ؟



‏قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله؟



‏قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ، فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي
إن شاء‏الله


‏قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!



‏قال: الله المستعان يا أمير



المؤمنين ...



‏فذهب الرجل، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع ‏أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم بعده ،ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل ....



‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمرالموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ، وفي العصر‏ نادى ‏في المدينة : الصلاة جامعة ، فجاءالشابان ، واجتمع الناس ، وأتى أبو ‏ذر‏ وجلس أمام عمر ، قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!



‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعةعلى غير عادتها، وسكت‏الصحابة واجمين ، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.



‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد‏لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ، لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها ‏اللاعبون ‏ولاتدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس دون أناس، وفي مكان دون مكان...



‏وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر،وكبّر المسلمون‏معه



‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ماشعرنا بك ‏وما عرفنا مكانك !!



‏قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ،وجئتُ لأُقتل..



وخشيت أن يقال لقدذهب الوفاء بالعهد من الناس



فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟



فقال أبو ذر :



خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس



‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟



‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه..



وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس!



‏قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته ..... ‏جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ، وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ‏ يوم فرّجت عن هذاالرجل كربته، وجزاك الله خيراً أيها الرجل‏لصدقك ووفائك ... ‏وجزاك الله خيراً ياأمير المؤمنين لعدلك و رحمتك....



‏قال أحد المحدثين :



والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت سعادة الإيمان ‏والإسلام في أكفان عمر!!.







-:مواضيع أخرى تفيدك:-

Share

التوقيع :



التعديل الأخير تم بواسطة &ورد الجوري& ; 06-20-2011 الساعة 11:31 PM
رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ &ورد الجوري& على المشاركة المفيدة: