سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

العودة   ملتقى مونمس ® > القسم الإسلامي > المنتدى الإسلامي العام

المنتدى الإسلامي العام يحوي قصص وروايات ومواضيع دينية نصية

!~ آخـر 10 مواضيع ~!
إضغط على شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع
5.00 من 5 عدد المصوتين: 2
انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-31-2012, 05:59 PM
الصورة الرمزية المثنى
عضوية ذهبية
 
شكراً: 2,058
تم شكره 3,608 مرة في 843 مشاركة

المثنى عضوية شعلة المنتدىالمثنى عضوية شعلة المنتدىالمثنى عضوية شعلة المنتدىالمثنى عضوية شعلة المنتدىالمثنى عضوية شعلة المنتدىالمثنى عضوية شعلة المنتدىالمثنى عضوية شعلة المنتدى









Oo5o.com (23) ||✿||..كتاب كشف الشبهات..||✿||..تقديم..|✿|..أخوكم المُثنى..|✿|..

 

||✿||..كتاب كشف الشبهات..||✿||..تقديم..|✿|..أخوكم المُثنى..|✿|..
||✿||..كتاب كشف الشبهات..||✿||..تقديم..|✿|..أخوكم المُثنى..|✿|..
||✿||..كتاب كشف الشبهات..||✿||..تقديم..|✿|..أخوكم المُثنى..|✿|..






ان آڷζـمد ڷڷـه , نζـمده ۈنسٺعينـه ۈنسٺغفره ۈنعۈذ بآلله من شرۈر أنفسنآ,

ۈمن سيئآٺ أعماڷنآ من يهده آللـه فڷآ مضڷ ڷه,ۈمن يضڷڷ فڷآ هآدي لـه

ۈأشهد أن ڷآ إڷـه إڷآ آللـه ۈحده ڷآ شريڪ ڷـه ۈأشهد أن مζـمد

ع‘ــــبــــــده ۈرســۈڷـــه أمــآ بعد .. :-

||



ڪيفζـآڷ إخۈآني أدآريّــﮯ ۈمشرفــﮯ ۈأعضآء منٺدى مونمس ان شاء

الله بخير وصحه وعافيه
يسرّنــﮯ أن أقدم ڷڪم
ۈأن أضع بين أيديڪم

في القسم الاسلامي
هذا
الكتاب الرائع والمهم جدااا....~

..
بـعنوان :-

|["..كشف - الشبهات.."]|


::..للشيخ والامام المجدد..::

|[... محمد ... بن ... عبد ... الوهاب ...]|

اا رحمه الله اا

------------------------------------
وقبل البدايه في الموضوع اتقدم
بشكر لاخي الغالي البطل الصامت وايضاء
لاختي شعاع القمر والاخت أبتسامه على
دعمهم المعنوي الذي والله لا يقدر بثمن
ولا املك لهم الا الدعاء فلا ...تنسوهم
اخواني وأخواتي الكرام من ..خالص
خالص الدعاء وخاصه عند السجود
واسال الله لي ولكم الاخلاص
بقول والعمل دومااا وابداا..
------------------------------------




اعلم رحمك الله أن التوحيد هو إفراد الله بالعبادة، وهو دين الرسل الذي أرسلهم

الله به إلى عباده. فأولهم نوح عليه السلام أرسله الله إلى قومه لما غلوا في

الصالحين وداً وسواعاً ويغوث ويعوق ونسراً، وآخر الرسل محمد صلى الله

عليه وسلم
، وهو الذي كسر صور هؤلاء الصالحين،أرسله إلى قوم

يتعبدون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله كثيراً، ولكنهم يجعلون


بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله.

يقولون: نريد منهم التقرب إلى الله ، ونريد شفاعتهم عنده؛ مثل

الملائكة،وعيسى،
ومريم، وأناس غيرهم من الصالحين.

فبعث الله إليهم محمداً
محمد صلى الله عليه وسلمي جدد لهم دين أبيهم إبراهيم

عليه السلام، ويخبرهم أن هذا التقرب
والاعتقاد , محض حق الله لا يصلح منه

شئ لغير الله لا لملك مقرب، ولا لنبي مرسل فضلاً
عن غيرهما، وإلا

فهؤلاء المشركون مقرون ويشهدون أن الله هو الخالق وحده لا

شريك لهو أنه لا يرزق إلا هو، ولا يحيي إلا هو ، ولا يميت إلا هو ، ولا يدبر الأمر

إلا هو ،
وأن جميع السماوات السبع ومن فيهن والأراضين السبع ومن فيها

كلهم عبيده وتحت تصرفه
وقهره.

فإذا أردت الدليل على أن هؤلاء الذين قاتلهم رسول الله
محمد صلى الله عليه

وسلم
يشهدون بهذا فاقرأ قوله تعالى: ((قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ

أَمَّن يَمْلِكُ
السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ

الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ
أَ فَلاَ تَتَّقُونَ))[يونس:31]

وقوله
:... ((قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا

تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَن
رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86)سَيَقُولُونَ

لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ
وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ

عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ
لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ))

[
المؤمنون:84-89] وغير ذلك من الآيات.


فإذا تحققت أنهم مقرون بهذا وأنه لم يدخلهم في التوحيد , الذي دعاهم إليه رسول

الله محمد صلى الله عليه وسلم، وعرفت أن التوحيد , الذي جحدوه , هو توحيد

العبادة الذي يسميه المشركون في زماننا (الاعتقاد) كما
كانوا يدعون الله

سبحانه ليلاً ونهاراً
.



ثم منهم من يدعو الملائكة لأجل صلاحهم وقربهم من الله ليشفعوا له، أو يدعوا

رجلاً صالحاً مثل اللات: أو نبياً مثل عيسى وعرفت أن رسول الله محمد صلى

الله عليه وسلم
قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم إلى إخلاص العبادة لله

وحده كما قال تعالى
: ((وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً)).....[الجن:18]

وقال
: (( لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ ))

[
الرعد:14]، وتحققت أن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قاتلهم

ليكون
الدعاء كله لله، والنذر كله لله، والذبح كله لله، والاستغاثة كلها

لله، وجميع أنواع
العبادات كلها لله، وعرفت أن إقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم

في , الإسلام ، وأن
قصدهم , الملائكة , أو الأنبياء ، أو الأولياء ، يريدون شفاعتهم

والتقرب إلى الله بذلك
هو الذي أحل , دماءهم وأمواله معرفت , حينئذٍ التوحيد

الذي دعت إليه الرسل وأبى عن
الإقرار به المشركون وهذا التوحيد هو

معنى قولك: لا إله إلا الله، فإن الإله هو
الذي يقصد لأجل هذه الأمور، سواء ملكاً،

أو نبياً، أو ولياً،أو شجرة ، أو قبراً ، أو
جنياً لم يريدوا أن الإله هو الخالق الرازق

المدبر، فإنهم يعلمون , أن ذلك لله وحده
كما قدمت لك ، وإنما يعنون بالإله

ما يعني المشركون في , زماننا بلفظ السيد .
فأتاهم , التوحيد وهي

(لا إله إلا الله)
والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها.

والكفار الجهال يعلمون أن مراد النبي
محمد صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة هو

إفراد الله تعالى بالتعلق به والكفر بما
يعبد من دون الله والبراءة منه ، فإنه
لما

قال لهم: { قولوا: لا إله إلا الله} ،... قالوا ((أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا

لَشَيْءٌ عُجَابٌ ))
[ص : 5].



فإذا عرفت أن , جهال الكفار يعرفون ذلك ، فالعجب ممن يدعي الإسلام وهو لا يعرف

من
تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهال الكفار، بل يظن أن ذلك هو التلفظ بحروفها

من غير
اعتقاد القلب لشئ من , المعاني ، والحاذق منهم , يظن أن معناها لا

يخلق ولا يرزق إلا
الله ، ولا يدبر الأمر إلا الله فلا خير في رجل جهال الكفار

أعلم منه بمعنى لا إله
إلا الله.

إذا عرفت ما ذكرت لك معرفة قلب، وعرفت الشرك بالله الذي قال الله فيه
( إِنَّ اللّهَ

لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن
يَشَاءُ)[النساء:48] وعرفت دين الله

الذي أرسل به الرسل من أولهم إلى آخرهم الذي لا يقبل
الله من أحد سواه،

وعرفت ما أصبح غالب الناس عليه من الجهل بهذا أفادك فائدتين
:

الأولى: الفرح بفضل الله وبرحمته، كما قال تعالى
: ((قُلْبِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ

فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا
يَجْمَعُونَ))[يونس:58].

وأفادك أيضاً الخوف العظيم، فإنك إذا عرفت أن الإنسان يكفر بكلمة يخرجها من
لسانه

وقد يقولها وهو جاهل، فلا يعذر بالجهل، وقد يقولها وهو يظن أنها تقربه إلى
الله

تعالى كما كان يفعل الكفار المشركون ، خصوصاً إن ألهمك الله ما قص عن

قوم موسى
مع صلاحهم وعلمهم ، أنهم أتوه قائلين: (( اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً

كَمَا
لَهُمْ آلِهَةٌ))[الأعراف:138]. فحينئذٍ يعظم حرصك وخوفك على

ما يخلصك من هذا وأمثاله.

وأعلم أنه سبحانه من حكمته لم يبعث نبياً بهذا التوحيد إلا جعل له أعداء. , كما
قال

تعالى: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى

بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً
)) [الأنعام:112].

وقد يكون لأعداء التوحيد علوم كثيرة وكتب وحجج كما قال تعالى
: (فَلَمَّا جَاءتْهُمْ

رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ
وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون

)[
غافر:83].



إذا عرفت ذلك، وعرفت أن الطريق إلى الله لا بد له , من أعداء قاعدين , عليه أهل


فصاحة وعلمٍ وحُجج، فالواجب عليك أن تتعلم من دين الله ما يصير , لك سلاحاً


تقابل به
هؤلاء الشياطين الذين قال إمامهم ومقدمهم لربك عز وجل: (لأَقْعُدَنَّ

لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ
أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ

أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ
تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)[الأعراف:17،16].

ولكن إذا أقبلت على الله ، وأصغيت إلى حججه وبيناته، فلا , تخف ولا تحزن ((
إِنَّ كَيْدَ

الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً))
[النساء:76] ، والعامي من الموحدين يغلب, ألفاً , من علماء

هؤلاء المشركين، كما قال تعالى
: ((وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ))[الصافات:173] فجند

الله هم الغالبون بالحجة واللسان ،
كما أنهم الغالبون بالسيف والسنان، وإنما

الخوف على الموحد الذي يسلك الطريق وليس
معه سلاح، وقد من الله

تعالى علينا بكتابه الذي جعله
((تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ))

[النحل:89] فلا يأتي صاحب باطل بحجة إلا وفي القرآن ما ينقضها ويبين بطلانها،

كما , قال تعالى
:: (( وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً ))

[
الفرقان:33]، قال بعض المفسرين: هذه الآية عامة في كل حجة

يأتي بها أهل الباطل إلى
يوم القيامة.

وأنا أذكر لك أشياء مما ذكر الله في كتابه جواباً لكلام احتج به المشركون في
زماننا

علينا فنقول
:

جواب أهل الباطل من طريقين : مجمل ، ومفصل . أما المجمل فهو الأمر العظيم

والفائدة
الكبيرة لمن عقلها، وذلك قوله تعالى: (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ

آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ
مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ

فَيَتَّبِعُونَ مَا
تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ

اللّهُ)
[آل عمران:7]، وقد صح عن رسول الله محمد صلى الله

عليه وسلم
، أنه قال: { إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه

منه فأولئك الذين سمى الله
فاحذروهم}.

مثال ذلك , إذا , قال لك , بعض المشركين
: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَخَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ

يَحْزَنُونَ)
[يونس:62] ، أو استدل بالشفاعة أنها حق ، وأن الأنبياء لهم جاه عند الله

أو ذكر كلاماً للنبي
محمد صلى الله عليه وسلم يستدل به على شئ من

باطله وأنت لا
تفهم معنى الكلام الذي ذكره، فجاوبه بقولك: إن الله

ذكر أن الذين في قلوبهم زيغ
يتركون المحكم ويتبعون المتشابه، وما ذكرته لك

من أن الله ذكر أن المشركين يقرون
بالربوبية، وأن كفرهم بتعلقهم على

الملائكة والأنبياء والأولياء مع قولهم
: (هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ)[يونس:18] هذا

أمر محكم بين، لا يقدر , أحد أن يغيير
معناه، وما ذكرته لي أيها , المشرك من

القرآن أو كلام النبي
محمد صلى الله عليه وسلم لا أعرف معناه، ولكن

أقطع أن كلام
الله لا يتناقض، وأن كلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا يخالف

كلام الله عز وجل، وهذا جواب سديد، ولكن لا يفهمه إلا من وفقه
الله
تعالى

فلا تستهن , به فإنه , كما قال تعالى
: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا
وَمَا

يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)
[فصلت:35
].

وأما الجواب المفصّل: فإن أعداء الله لهم اعتراضات كثيرة على دين الرسل

يصدون
بها الناس عنه.



منها قولهم: نحن لا نشرك بالله، بل نشهد أنه لا يخلق ولا يرزق ولا ينفع ولا

يضر إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ،

فضلاً عن عبد القادر أو غيره، ولكن أنا مذنب والصالحون لهم جاه عند

الله، وأطلب من الله بهم ،
فجاوبه بما تقدم وهو أن الذين قاتلهم

رسول الله
محمد صلى الله عليه وسلم مُقرِّون بما ذكرت،

ومُقرِّون بأن أوثانهم لا تدبر شيئاً
وإنما أرادوا الجاه والشفاعة. واقرأ عليه

ما ذكر الله في كتابه ووضحه
.

فإن قال: هؤلاء الآيات نزلت فيمن يعبد الأصنام، كيف تجعلون الصالحين مثل الأصنام


أم كيف تجعلون الأنبياء أصناماً؟ فجاوبه بما تقدم فإنه إذا أقر أن الكفار يشهدون


بالربوبية كلها لله، وأنهم ما أرادوا ممن قصدوا إلا الشفاعة
.

ولكن إذا أراد أن يفرق بين فعلهم وفعله بما ذكره، فاذكر له أن الكفار منهم

من
يدعو الصالحين والأصنام ومنهم من يدعو الأولياء الذين قال الله فيهم:

(
أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَب)

[
الإسراء:57]، ويدعون عيسى ابن مريم وأمه، وقد قال تعالى: (مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ

مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ
وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ

كَيْفَ نُبَيِّنُ
لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِندُونِ اللّهِ مَا

لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَاللّهُ هُوَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[المائدة:76،75]

واذكر له قوله تعالى
: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُ مْكَانُوا

يَعْبُدُونَ .. (40) ..قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ
كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم

بِهِم مُّؤْمِنُونَ)
[سبأ:41،40]، وقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ

أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ
اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ

مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ)[المائدة:116]، الآية،

فقل له
: أعرفت أن الله كفر من قصد الأصنام، وكفر من قصد الصالحين وقاتلهم

رسول الله
محمد صلى الله عليه وسلم.

فإن قال: الكفار يريدون منهم: وأنا أشهد أن الله هو النافع الضار لا أريد إلا
منه

والصالحون ليس لهم من الأمر شئ ولكن أقصدهم أرجو من الله

شفاعتهم
.فالجواب: أن هذا قول الكفار سواء بسواءٍ فاقرأ عليه قوله تعالى
:

(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)

[
الزمر:3]، وقوله تعالى: (وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ)

[يونس:18].



واعلم أن هذه الشبه الثلاث هي أكبر ما عندهم، فإذا عرفت أن الله وضحها

في كتابه،
وفهمتها فهماً جيداً فما بعدها أيسر منها.

فإنقال: أنا لا أعبد إلا الله وهذا الإلتجاء إلى الصالحين، ودعاءهم ليس
بعبادةٍ.

فقل له: أنت تقر أن الله فرض عليك إخلاص العبادة , وهو حقه عليك؟ فإذا

قال: نعم ،
فقل له: بين له هذا الذي فرض , عليك وهو إخلاص العبادة

لله وحده وهو حقه عليك فإن كان
لا يعرف العبادة ولا أنواعها فبينها

له بقولك: قال الله تعالى
: (ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ

لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ
)[الأعراف:55].

فإذا أعلمته بهذا فقل له: هل علمت هذا عبادة لله؟ فلا بد أن يقول لك: نعم،


والدعاء مخ العبادة ، فقل له : إذا أقررت أنه عبادة لله ودعوت الله ليلاً

ونهاراً
خوفاً وطمعاً ، ثم دعوت في تلك الحاجة نبياً أو غيره , هل

أشركت في عبادة الله غيره؟
فلا بد أن يقول : نعم ، فقل

له: فإذا عملت بقول الله تعالى
: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)[الكوثر:2]، وأطعت الله

ونحرت له هل هذا عبادة، فلا بد أن يقول: نعم، فقل
له: فإذا نحرت

لمخلوق نبي أو جني أو غيرهما ، هل أشركت في هذه


العبادة غير الله؟ فلا
بد أن يقر، ويقول نعم، وقل
له

أيضاً: المشركون الذين نزل فيهم القرآن، هل كانوا
يعبدون الملائكة

والصالحين واللات وغير ذلك؟ فلا بد أن يقول: نعم، فقل له: وهل كانت
عبادتهم

إياهم إلا في الدعاء والذبح والالتجاء ونحو ذلك،وإلا فهم مقرون أنهم عبيد
الله وتحت

قهره ، وأن الله هو الذي يدبر الأمر ولكن دعوهم ، والتجئوا إليهم للجه
والشفاعة،

وهذا ظاهر جدا
. فإن قال , أتنكر شفاعة رسول الله
وتبرأ منها فقل : لا أنكرها ولا

أتبرأ منها، بل هو
الشافع والمشفع وأرجو شفاعته ، ولكن الشفاعة كلها لله كما

قال تعالى
: (قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً)[الزمر:44] ولا تكون إلا من بعد إذن الله كما

قال عز وجل
: (مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ)[البقرة:255]، ولا يشفع في

أحد إلا من بعد أن يأذن الله فيه كما قال عز
وجل: (وَلَا يَشْفَعُونَ

إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى
)[الأنبياء:28 وهو لا يرضى إلا التوحيد كما قال تعالى:

(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ)[آل عمران:85 فإذا كانت الشفاعة

كلها لله ولا تكون إلا بعد إذنه ولا
يشفع النبي محمد صلى الله عليه وسلم

ولا غيره في أحدٍ حتى ياذن الله فيه، ولا يأذن إلا لأهل التوحيد بين لك

أن الشفاعة كلها لله،
وأطلبها منه، وأقول: اللهم لا تحرمني

شفاعته، اللهم شفعه في، وأمثال هذا
.

فإن قال: النبي محمد صلى الله عليه وسلم أعطي الشفاعة وأنا أطلبه مما أعطاه

الله، فالجواب أن الله أعطاه الشفاعة ونهاك عن هذا فقال
: (فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ

أَحَداً
) [الجن:18].


فإذا كنت تدعو الله أن يشفع نبيه فيك، فأطعه في قوله(فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ
أَحَداً)

[الجن:18] وأيضاً فإن الشفاعة أعطيها غير النبي محمد صلى الله عليه وسلم

فصح أن الملائكة يشفعون والأفراط يشفعون والأولياء يشفعون أتقول : إن الله


أعطاهم الشفاعة وأطلبها منهم ؟ فإن قلت هذا رجعت إلى عبادة الصالحين


التي ذكر الله في كتابه، وإن قلت لا، بطل قولك أعطاه الله الشفاعة وأنا


أطلبه مما أعطاه الله. فإن قال أنا لا أشرك بالله شيئاً حاشا وكلا ولكن


الالتجاء إلى الصالحين ليس بشرك، فقل له: إذا كنت تقر ان الله حرم الشرك أعظم

من تحريم الزنا وتقر أن الله لا يغفره، فما الذي حرمه الله وذكر أنه لايغفره، فإن

كان لا يدري، فقل له: كيف تبرئ نفسك من الشرك وأنت لا تعرفه؟ أم كيف

يحرم الله عليك هذا ويذكر أنه لا يغفره ولا تسأل عنه ولا تعرفه، أتظن

أن الله يحرمه ولا يبينه لنا؟؟
فإن قال: الشرك عبادة الأصنام ونحن

لا نعبد الأصنام فقل: ما معنى عبادة الأصنام ؟ أتظن أنهم يعتقدون أن تلك الأخشاب

والأحجار تخلق وترزق وتدبر أمر من دعاها ؟ فهذايكذبه القرآن، كما في قوله


تعالى
(قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ) [يونس:31] الآية.

وإن قال هو من قصد خشبة أو حجراً أو بنية على قبر أو غيره يدعون ذلك ويذبحون

له ويقولون، إنه يقربنا إلى الله زلفى ويدفع عنا ببركته ويعطينا ببركته
.

فقل صدقت، وهذا فعلكم عند الأحجار والبنايات التي على القبور وغيرها ، فهذا أقرأن

فعلهم هذا هو عبادة الأصنام، وهو المطلوب ويقال له أيضاً قولك:" الشرك
عبادة

الأصنام" ، هل مرادك أن الشرك مخصوص بهذا ، وأن الاعتماد على الصالحين

ودعاءهم لا يدخل في هذا ؟ فهذا يرده ما ذكر الله , في كتابه , من كفر من

تعلق على الملائكة أو عيسى أو الصالحين فلا بد أن يقر لك أن من أشرك

في عبادة الله أحداً من الصالحين فهو الشرك المذكور في
القرآن

وهذا هو المطلوب
.

يتابع>>>


-:مواضيع أخرى تفيدك:-

Share

التوقيع :
..سبحان الله وبحمده...سبحان الله العظيم..


رد مع اقتباس
قديم 03-31-2012, 06:00 PM   رقم المشاركة : 2
المثنى
عضوية ذهبية






 

الحالة
المثنى غير متواجد حالياً

 
المثنى عضوية شعلة المنتدىالمثنى عضوية شعلة المنتدىالمثنى عضوية شعلة المنتدىالمثنى عضوية شعلة المنتدىالمثنى عضوية شعلة المنتدىالمثنى عضوية شعلة المنتدىالمثنى عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 2,058
تم شكره 3,608 مرة في 843 مشاركة

 
افتراضي رد: ||✿||..كتاب كشف الشبهات..||✿||..تقديم..|✿|..أخوكم المُثنى..|✿|..


عدناااا>>>



وسر المسألة أنه إذا قال: أنا لا أشرك بالله، فقل له: وما الشرك بالله؛ فسره

لي؟فإن قال: هو عبادة الأصنام، فقل: وما معنى عبادة الأصنام فسرها

لي ؟ فإن قال أنا لاأعبد إلا الله وحده فقل: ما معنى عبادة الله وحده

فسرها لي؟ فإن فسرها بما بينه القرآن فهو المطلوب ، وإن لم

يعرفه فكيف يدعي شيئاً وهو لا يعرفه، وإن فسر ذلك بغير معناه بينت له

الآيات الواضحات في معنى الشرك بالله وعبادة الأوثان، وأنه يفعلونه

في هذا الزمان , بعينه ، وأن عبادة الله وحده لا شريك له , هي

التي ينكرونها علينا ويصيحون كما صاح إخوانهم حيث قالوا
:

(أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ)[ص:5].

فإن قال: إنهم لا يكفرون بدعاء الملائكة والأنبياء، وإنما يكفرون لما قالوا: الملائكة

بنات الله؛ فإنا لم نقل: عبد القادر ابن الله ولا غيره.فالجواب : إن نسبة الولد

إلى الله كفر مستقل قال الله تعالى:
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ)

[الإخلاص:2،1]، والأحد الذي لا نظير له، والصمد المقصود في الحوائج، فمن جحد

هذا؛ فقد كفر، ولو لم يجحد السورة.وقال تعالى:
(مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ

مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ)
[المؤمنون:91] ، ففرق بين , النوعين ، وجعل كلا منهما كفراً

مستقلاً. وقال تعالى:
(وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ)

( بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ )
[الأنعام:100]، ففرق بين كفرين. والدليل على هذا أيضاً

أن الذين كفروا بدعاء اللات، مع كونه رجلاً صالحاً؛ لم يجعلوه ابن الله، والذين

كفروا بعبادة الجن لم يجعلوهم كذلك، وكذلك أيضاً العلماء في جميع

المذاهب الأربعة ؛ يذكرون في باب , حكم المرتد , أن المسلم


إذا زعم أن لله ولداً؛ فهو مرتد، ويفرقون بين النوعين،

وهذا في غاية الوضوح.



وإنقال: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)[يونس:62]. فقل: هذا

هو الحق، ولكن لا يُعبدُون، ونحن لم نذكر إلا عبادتهم مع الله،وشركهم معه،

وإلا ؛ فالواجب عليك حبهم واتباعهم والإقرار , بكرامتهم ، ولا , يجحد

كرامات الأولياء إلا أهل البدع والضلال. . . إلخ، ودين الله وسط


بين طرفين، وهدى بين ضلالتين، وحق بين باطلين.

فإذا عرفت أن هذا الذي يسميه المشركون في زماننا هذا "الاعتقاد"، هو

الشرك الذي أنزل الله في القرآن وقاتل رسول الله محمد صلى الله عليه

وسلم الناس عليه، فاعلم أن شرك الأولين أخف من شرك أهل

زماننا بأمرين
:
أحدهما: أن الأولين لا يشركون ولا يدعون الملائكة والأولياء

والأوثان مع الله إلا في الرخاء ، وأما في الشدة فيخلصون لله الدين،


كما قال تعالى
: (وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ

إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوراً
)[الإسراء:67

وقوله (
قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ

إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ

مَاتُشْرِكُونَ
)[الأنعام:41 وقوله ( وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ

إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ

عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ)[الزمر:8]، وقوله:

(وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)


[لقمان:32]،فمن فهم هذه المسألة التي وضحها الله في كتابه وهي أن


المشركين الذين قاتلهم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يدعون الله

ويدعون غيره في الرخاء، وأما في الضر والشدة فلا يدعون إلا الله وحده

لا شريك له،وينسون ساداتهم، تبين له الفرق بين شرك أهل زماننا

وشرك الأولين، ولكن أين من يفهم قلبه هذه المسألة فهماً

راسخاً؟ والله المستعان.



والأمر الثاني: أن الأولين يدعون مع الله أناساً مقربين عند الله: إما أنبياء وإما

أولياء , وإما ملائكة ، ويدعون أشجاراً أو أحجاراً مطيعة لله ليست عاصية , وأهل

زماننا يدعون مع الله أناساً من أفسق الناس، والذين يدعونهم هم الذين يحلون

لهم الفجور من الزنا ، والسرقة ، وترك الصلاة ، وغير ذلك والذي يعتقد في

الصالح أو الذي لايعصي مثل الخشب والحجر أهون ممن يعتقد فيمن

يشاهد فسقه وفساده ويشهد به
.

إذا تحققت أن الذين قاتلهم رسول الله ىأصح عقولاً وأخف شركاً من هؤلاء فاعلم
أن

لهؤلاء شبهة , يوردونها على ما ذكرنا ، وهي من أعظم شبههم فاصغ سمعك

لجوابها. وهي إنهم يقولون : إن الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون , أن

لا إله إلا الله , ويكذبون الرسول ، وينكرون البعث ، ويكذبون , القرآن

ويجعلونه سحراً ، ونحن نشهد أن لاإله إلا الله وأن محمداً

رسول الله، ونصدق القرآن، ونؤمن بالبعث، ونصلي، ونصوم ، فكيف تجعلوننا

مثل أولئك؟ فالجواب: أنه لا خلاف بين العلماء كلهم أن الرجل , إذا صدق

رسول الله
في شئ وكذبه في شئ أنه كافر لم يدخل في الإسلام.

وكذلك إذا آمن ببعض القرآن وجحد بعضه، كمن أقر بالتوحيد، وجحد وجوب الصلاة

أوأقر بالتوحيد والصلاة ، وجحد وجوب الزكاة، أو أقر بهذا كله وجحد الصوم ، أو

أقر بهذا كله وجحد الحج، ولما لم ينقد أناس في زمن النبي
(وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ

حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ
)

[آل عمران
:97].



ومن أقر بهذا كله وجحد البعث كفر بالإجماع وحل دمه وماله، كما قال جل

جلاله
: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنيُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ

نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (150) أُوْلَـئِكَ هُمُ


الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً)
[النساء:151،150] ، فإذا كان

الله قد , صرح في , كتابه أن من آمن ببعضٍ فهو الكافر حقاً ،وأنه

يستحق ما ذكر. زالت هذه الشبهة، وهذه هي التي ذكرها

بعض أهل الأحساء في كتابه الذي أرسل إلينا.

ويقال أيضاً: إذا كنت تقر أن من صدق الرسول في كل شئ وجحد وجوب الصلاة

أنه كافرحلال الدم بالإجماع، وكذلك إذا أقر بكل شئ إلا البعث ، وكذلك إذا

جحد وجوب , صوم رمضان لا يجحد هذا ، وصدق بذلك , كله ولا تختلف

المذاهب فيه، وقد نطق به القرآن كما قدمنا، فمعلوم أن التوحيد


هو أعظم فريضة جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أعظم من

الصلاة والزكاة والصوم والحج، فكيف إذا جحد الإنسان شيئاُ من هذه الأمور

كفر؟ ولو عمل بكل ما جاءبه الرسول، وإذا جحد التوحيد الذي هو دين

الرسل كلهم لا يكفر، سبحان الله! ما أعجب هذا الجهل
.

ويقال أيضاً: هؤلاء أصحاب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني

حنيفة وقد أسلموا مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهم يشهدون أن لا إله

إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويصلون ويؤذنون، فإن قال: إنهم يقولون: أن

مسيلمة نبي ، قلنا
: هذا هو المطلوب ، إذا كان من رفع رجلا إلى رتبة

النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، كفر وحل ماله , ودمه ، ولم


تنفعه , الشهادتان ولا الصلاة ، فكيف بمن رفع شمسان أو

يوسف، أو صحابيا ، أو نبيا ، إلى مرتبة جبار السموات


والأرض؟ سبحان الله ما أعظم
( كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ

عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)
..[الروم:59].

ويقال أيضاً: الذين حرقهم علي بن أبي طالب بالنار كلهم يدعون الإسلام، وهم

من أصحاب علي محمد صلى الله عليه وسلم وتعلموا العلم من الصحابة

ولكن اعتقدوا في علي، مثل الاعتقاد في يوسف وشمسان

وأمثالهما، فكيف أجمع الصحابة على قتلهم وكفرهم؟ أتظنون أن الصحابة

يكفرون المسلمين ؟ أم تظنون أن الاعتقاد فيتاجٍ , وأمثاله لا يضر،

والاعتقاد في علي بن أبي طالب يكفر؟



ويقال أيضاً: بنو عبيدٍ القداحِ الذين ملكوا المغرب ومصر في زمان بني العباس،كلهم

يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ويدعون , الإسلام ، ويصلون

الجمعة والجماعة فلما أظهروا مخالفة الشريعة في أشياء دون ما نحن

فيه ، أجمع العلماء على كفرهم وقتالهم ، وأن بلادهم بلاد حرب،

وغزاهم المسلمون حتى استنقذوا ما بأيديه ممن , بلدان

المسلمين
.

ويقال أيضاً: إذا كان الأولون لم يكفروا إلا لأنهم جمعوا بين الشرك وتكذيب الرسول

محمد صلى الله عليه وسلمو القران،وإنكار البعث، وغير ذلك، فما معنى الباب

الذي ذكر العلماء في كل مذهب "باب حكم المرتد" وهو المسلم الذي يكفر

بعد إسلامه ، ثم ذكروا أنواعاً كثيرة كل نوعٍ منها يكفر ويحل دم الرجل

وماله ، حتى أنهم ذكروا أشياء يسيرة عند من فعلها ، مثل

كلمة يذكرها بلسانه دون قلبه أو كلمة يذكرها على

وجه المزح واللعب
.

ويقال أيضاً: الذين قال الله فيهم: (يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْوَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ

وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ)
[التوبة:74] أما سمعت أن الله كفرهم بكلمة مع

كونهم في زمن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم , يجاهدون

معه ويصلون معه ويزكون ويحجون ويوحدون، وكذلك الذين قال

الله فيهم: (
قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم

بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)
[التوبة:66،65] فهؤلاء الذين صرح الله أنهم كفروا بعد إيمانهم

وهم مع رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، قالوا

كلمة ذكروا أنهم قالوها على وجه المزح.

فتأمل هذه الشبهة وهي قولهم: تكفرون من المسلمين أناساً يشهدون أن لا

إله إلا الله ويصلون ويصومون ، تأمل جوابها فإنه من أنفع , ما في , هذه

الأوراق
.
ومن الدليل على ذلك أيضاً حكى الله عن بني إسرائيل

مع إسلامهم وعلمهم وصلاحهم أنهم قالوا لموسى
: (اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ)

[الأعراف:138 وقول ناسٍ من الصحابة: { اجعل لنا ذات أنواط} فحلف محمد

صلى الله عليه وسلمأن هذا نظير قول بني إسرائيل اجعل لنا إلهاً
.
ولكن

للمشركين شبهة يدلون بها عند هذه القصة وهي أنهم يقولون: فإن

بني إسرائيل لم يكفروا بذلك، وكذلك الذين قالوا:{ اجعل لنا

ذات أنواط}
لم يكفروا.

فالجواب أن تقول: إن بني إسرائيل لم يفعلوا ذلك وكذلك الذين سألوا النبي

محمد صلى الله عليه وسلم لم يفعلوا، ولا خلاف في أن بني إسرائيل لم يفعلوا

ذلك، ولو فعلوا ذلك لكفروا، وكذلك لا خلاف في أن الذين نهاهم النبي محمد

صلى الله عليه وسلم لو لم يطيعوه واتخذوا ذات أنواط بعد نهيه لكفرو، وهذا

هو المطلوب
.
ولكن هذه القصة تفيد أن المسلم بل العالم قد يقع في

أنواع من الشرك لا يدري عنها فتفيد التعلم والتحرز ومعرفة أن


قول الجاهل التوحيد فهمناه أن هذا من أكبر الجهل


وكايد الشيطان
.



"وتفيد" أيضاً أن المسلم إذا تكلم بكلام كُفر وهو لا يدري فنبه على ذلك فتاب

منساعته، أنه لا يكفر، كما فعل بنو إسرائيل والذين سألوا النبي محمد صلى

الله عليه وسلم، "وتفيد" أيضاً أنه لو لم يكفر فإنه يغلظ عليه الكلام تغليظاً


شديداً كما فعل رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.

وللمشركين شبهة أخرى يقولون: إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنكر على

أسامة قتل , من قال : لا إله إلا الله ، وقال له
: { أقتلته بعد ما قال لا إله إلا

الله ؟ }
وكذلك قوله : { أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله }

وأحاديث أخرى في الكف عمن قالها، ومراد هؤلاء الجهلة أن من


قالها لا يكفر ولا يقتل ولو فعل ما فعل
.

فيقال لهؤلاء الجهلة: معلوم أن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قاتل

اليهود وسباهم وهو يقولون : لا إله إلا الله ، وأن أصحاب رسول الله محمد


صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وهم يشهدون أن لا إله إلا


الله، وأن محمداً رسول الله ويصلون ويدعون الإسلام، وكذلك

الذين حرقهم على بن أبي طالب بالنار
.

وهؤلاء الجهلة يقولون: إن من أنكر البعث كفر وقتل ولو قال: لا إله إلا الله، وأن

من جحد شيئاً من أركان الإسلام كفر وقتل ولو قالها، فكيف لا تنفعه إذا


جحد فرعاً من الفروع؟ وتنفعه إذا جحد التوحيد الذي هو أساس دين


الرسل ورأسه ، ولكن أعداء الله ما , فهموا معنى الأحاديث،

ولن يفهموا
.

فأما حديث أسامة فإنه قتل رجلاً ادعى الإسلام بسبب أنه ظن أنه ما ادعى

الإسلام إلا خوفاً على دمه وماله ، والرجل إذا أظهر الإسلام وجب الكف

عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك وأنزل الله تعالى في ذلك
: ( يَا أَيُّهَا

الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ
)[النساء:94] أي

تثبتوا، فالآية تدل على أنه يجب الكف عنه والتثبت ، فإذا تبين منه بعد ذلك

ما يخالف الإسلام قتل لقوله تعالى:
(فَتَبَيَّنُوا) ولو كان لا يقتل إذا قالها لم

يكن للتثبيت معنى، وكذلك الحديث الآخر وأمثاله
.

معنى ما ذكرناه إن من أظهر التوحيد والإسلام وجب الكف عنه إلا أن

يتبين منه ما يناقض ذلك
.



والدليل على هذا أن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلمه والذي قال:

{أقتلته بعد ما قال: لا إله إلا الله؟}
، وقال: { أمرت أن أقاتل الناس حتى

يقولون لا إله إلا الله } هو الذي قال في الخوارج: { أينما لقيتومهم

فاقتلوهم لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عادٍ}
مع كونهم أكثر الناس

عبادةً، وتهليلاً وتسبيحاً، حتى أن الصحابة يحقرون صلاتهم عندهم، وهم

تعلموا العلم من الصحابة فلم تنفعهم "لا إله إلا الله
" ولا كثرة العبادة

ولا ادعاء الإسلام لما ظهر منهم مخالفة الشريعة.

وكذلك ما ذكرناه من قتال اليهود وقتال الصحابة بني حنيفة، وكذلك أراد محمد

صلى الله عليه وسلمأن يغزو بني المصطلق لما أخبره رجل منهم أنهم منعوا

الزكاة حتى أنزل الله(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا)
[الحجرات

:6]،وكان الرجل كاذباً عليهم، وكل هذا يدل على أن مراد النبي محمد صلى

الله عليه وسلم في الأحاديث التي احتجوا بها ما ذكرناه.

ولهم شبهة أخرى وهي ما ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن الناس يوم

القيامة يستغيثون بآدم ، ثم بنوح ، ثم بإبراهيم ، ثم بموسى ، ثم, بعيسى

فكلهم يعتذر حتى ينتهوا إلى رسول الله محمد صلى الله عليه
وسلم

قالوا فهذا يدل على أن الاستغاثةبغير الله ليست شركاً.

والجواب أن تقول: سبحان من طبع على قلوب أعدائه، فإن الاستغاثة بالمخلوق

فيما يقدر عليه لا ننكرها، كما قال تعالى في قصة موسى (
فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي

مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ)
[القصص:15] وكما يستغيث الإنسان

بأصحابه في الحرب أو غيره في أشياء يقدر عليها المخلوق، ونحن

أنكرنا استغاثة العبادة التي يفعلونها عند قبور الأولياء أو في

غيبتهم في الأشياء التي لايقدر عليها إلا الله.

إذا ثبت ذلك فاستغاثتهم بالأنبياء يوم القيامة يريدون منهم أن يدعوا الله أني

حاسب الناس حتى يستريح أهل الجنة من كرب الموقف، وهذا جائز في

الدنيا والآخرة،وذلك أن تأتي عند رجل صالح حي يجالسك ويسمع

كلامك وتقول له
: ادع الله لي كما كان أصحاب رسول الله محمد

صلى الله عليه وسلم يسألونه ذلك في حياته، وأما بعد موته، فحاشا وكلا

أنهم سألوا ذلك عند قبره، بل أنكرالسلف على من قصد دعاء الله عند

قبره، فكيف بدعائه نفسه محمد صلى الله عليه وسلم؟

ولهم شبهة أخرى وهي , قصة إبراهيم لما ألقي في النار اعترض , له جبريل

في الهواء فقال له
: ألك حاجة؟ فقال إبراهيم أما إليك فلا، فقالوا: فلو كانت

الاستغاثة شركا لم يعرضها على إبراهيم.



فالجواب: أن هذا من جنس الشبهة الأولى فإن جبريل عرض , عليه أن ينفعه

بأمر يقدر عليه، فإنه كما قال الله تعالى فيه
: (شَدِيدُ الْقُوَى)[ النجم:5 ] فلو

أذن له أن يأخذ نار إبراهيم وما حولها من الأرض , والجبال , ويقلبها في

المشرق أو المغرب لفعل ، ولو أمره الله أن , يضع إبراهيم في

المشرق أو المغرب لفعل، ولو أمره الله أن يضع براهيم

عليه السلام في مكانٍ بعيد عنهم لفعل ، ولو أمره أن , يرفعه إلى السماء

لفعل، وهذا كرجل غني له مال كثير يرى رجلاً محتاجاً فيعرض عليه أن

يقرضه أو أن يهبه شيئاً يقضيبه حاجته فيأبى ذلك المحتاج أن يأخذ

ويصبر إلى أن يأتيه الله برزق لا منة فيه لأحد،فأين هذا من

استغاثة العبادة والشرك لو كانوا يفقهون
؟

ولنختم الكلام بمسألة عظيمة مهمة تفهم مما تقدم ولكن نفرد لها الكلام

لعظم شأنها ولكثرة الغلط فيها فنقول
:

لا خلاف أن التوحيد لا بد أن يكون بالقلب واللسان , والعمل فإن اخت , شئ

من هذا لم يكن الرجل مسلماً ، فإن عرف التوحيد ولم يعمل به , فهو

كافر مرتد معاند ككفر فرعون وإبليس وأمثالهما، وهذا يغلط فيه


كثير من الناس يقولون: أن هذا حق ونحن نفهم هذا ونشهد أنه حق، ولكننا

لا نقدر أن نفعله، ولا يجوز عند أهل بلدنا إلا من وافقهم، أوغير ذلك من

الأعذار، ولم يدر المسكين أن غالب أئمة الكفر يعرفون الحق، ولم

يتركوه إلا لشئ من الأعذار كما قال تعالى
: ( اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً )

[التوبة:9] وغير , ذلك من الآيات ، كقوله: ( يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ

أَبْنَاءهُمْ )
[البقرة:146].

فإن عمل بالتوحيد عملاً ظاهراً وهو لا يفهمه ولا يعتقده بقلبه ، فهو منافق

وهو شر من الكافر الخالص(
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِمِنَ النَّارِ)

[النساء
:145].

وهذه المسألة مسألة طويلة تبين لك إذا , تأملتها في ألسنة الناس ترى

من يعرف الحق ويترك العمل به ، لخوف نقص دنيا أو جاه أو مداراة

لأحد، وترى من يعمل به ظاهراً لاباطناً، فإذا سألته عما يعتقده بقلبه فإذا

هو لا يعرفه
. ولكن عليك بفهم آيتين من كتاب الله:

أولاهما، قوله تعالى: (لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)[التوبة:66] فإذا تحققت

أن بعض الصحابة الذين غزوا الروم مع رسول الله محمد صلى الله عليه

وسلم، كفروا بسبب كلمة قالوها على وجه اللعب والمزح، تبين لك

أن الذي يتكلم بالكفر ويعمل به خوفاً من نقصمالٍ ، أو جاهٍ أو

مداراة لأحد، أعظم ممن يتكلم بكلمة يمزح بها.

والآية الثانية قوله تعالى(مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ
مُطْمَئِنٌّ

بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ
عَذَابٌ

عَظِيمٌ (106) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَىالآخِرَةِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ

يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)
[النحل:107،106] فلم يعذر الله من

هؤلاء إلا من أكره مع كون قلبه مطمئناً بالإيمان، وأما غير هذا فقد كفر بعد

إيمانه سواء فعله خوفاً أو مداراة، أو مشحةً بوطنه أو أهله أو عشيرته

أو ماله، أو فعل على موجه المزح أو لغير ذك من الأغراض


إلا المكره.
فالآية تدل على هذا من وجهين:

الأول قوله تعالى( إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ)، فلم يستثن الله تعالى إلا المكره، ومعلوم أن

الإنسان لا يكره إلا على الكلام أو الفعل ، وأما عقيدة القلب فلا يكره أحد


عليها ، والثاني , قوله تعالى
: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا

عَلَى الآخِرَةِ)
فصرح أن هذا الكفر والعذاب لم يكن بسبب

الاعتقاد والجهل والبغض للدين ومحبة الكفر، وإنما سببه أن له في

ذلك حظا من , حظوظ , الدنيا فآثره على الدين ، والله سبحانه


وتعالى أعلم وأعز وأكرم ، وصلى الله على نبينا محمد


وعلى آله وصحبه وسلم
.

تمت والحمد لله رب العالمين.

•»والىاللقاء مع موضوع جديد ان شاء الله تعالى...^^

_________________________________

» فڪرة وتقديم
::
المُثنى«•


» ٺنسيق وتدقيق ::
المُثنى «•

» ٺصميم اڷفۈآصڷ::
المُثنى«•

...ودعم
جميع أعضاء المنتدى...





وفي الختام اتمنى ان ينال طرحي رضاكم وان تستفيدو منه...."


" ڪفارة آڷمجڷس"


سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا أنت نستغفرك ونتوب اليك.."







آخر تعديل المثنى يوم 04-03-2012 في 08:43 AM.

رد مع اقتباس
قديم 03-31-2012, 06:02 PM   رقم المشاركة : 3
شعاع القمر
عضو سوبر






 

الحالة
شعاع القمر غير متواجد حالياً

 
شعاع القمر عضوية مشهورة نوعاً ماشعاع القمر عضوية مشهورة نوعاً ماشعاع القمر عضوية مشهورة نوعاً ما

شكراً: 4,116
تم شكره 2,057 مرة في 575 مشاركة

 
Smile رد: ||✿||..كتاب كشف الشبهات..||✿||..تقديم..|✿|..أخوكم المُثنى..|✿|..

آخر تعديل شعاع القمر يوم 04-01-2012 في 04:50 AM.

رد مع اقتباس
4 أعضاء قالوا شكراً لـ شعاع القمر على المشاركة المفيدة:
قديم 03-31-2012, 06:56 PM   رقم المشاركة : 4
توكي
عضو فعال





 

الحالة
توكي غير متواجد حالياً

 
توكي عضوية تخطو طريقها

شكراً: 12
تم شكره 146 مرة في 101 مشاركة

 
افتراضي رد: ||✿||..كتاب كشف الشبهات..||✿||..تقديم..|✿|..أخوكم المُثنى..|✿|..

جزاك الله كل خير
وما فصرت على
الموضوع الرائع

رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ توكي على المشاركة المفيدة:
قديم 03-31-2012, 08:02 PM   رقم المشاركة : 5
شذى الحور
مشرفة منتدى العام والطبخ






 

الحالة
شذى الحور غير متواجد حالياً

 
شذى الحور عضوية معروفة للجميعشذى الحور عضوية معروفة للجميعشذى الحور عضوية معروفة للجميعشذى الحور عضوية معروفة للجميعشذى الحور عضوية معروفة للجميعشذى الحور عضوية معروفة للجميع

شكراً: 7,337
تم شكره 4,753 مرة في 1,612 مشاركة

 
افتراضي رد: ||||..كتاب كشف الشبهات..||||..تقديم..||..أخوكم المُثنى..||..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

بارك الله فيك اخي  المثنى  وكما عودتنا اخي الفاضل ..


مواضيعك في غاية الاهمية وفي غاية الفائدة ..

جزاك الله عنا خير الجزاء ..ونفع بك الامة الاسلامية .. الكلمات وحدها لا تكفي لكي تعبر لك عن خالص الشكر بما تقدمه لنا ..

لذلك .. فسأدع الكلمات المبعثره الى جانب وادعو الله لك بالخير ..

واشكر الاخ البطل الصامت .. والاختان ابتسامة وشعاع القمر .. بشكر اخي المثنى لهم ..

وفقكم الله ورزقكم الجنة ورزقكم منها الفردوس الاعلى وكل من قال آمين ...

تقبلو خالص تحياتي اختكم في الله .. شذى الحور ..

آخر تعديل شذى الحور يوم 03-31-2012 في 08:28 PM.

رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ شذى الحور على المشاركة المفيدة:
قديم 03-31-2012, 09:07 PM   رقم المشاركة : 6
عبد الرحمن
مراقب عام






 

الحالة
عبد الرحمن غير متواجد حالياً

 
عبد الرحمن عضوية ستكون لها صيت عما قريبعبد الرحمن عضوية ستكون لها صيت عما قريب

شكراً: 436
تم شكره 512 مرة في 103 مشاركة

 
افتراضي رد: ||✿||..كتاب كشف الشبهات..||✿||..تقديم..|✿|..أخوكم المُثنى..|✿|..

جزاك الله خير اخي المثنى
موضوع رائع جدا و مفيد
جعل الله كل ما تقدمه في ميزان حسناتك يوم تلقاه
ننتضرر ابداعاتك القادمة
ربي يوفقك لما يحبه ويرضاه

رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ عبد الرحمن على المشاركة المفيدة:
قديم 03-31-2012, 10:50 PM   رقم المشاركة : 7
البطل الصامت
مراقب سابق






 

الحالة
البطل الصامت  غير متواجد حالياً

 
البطل الصامت  عضوية شعلة المنتدىالبطل الصامت  عضوية شعلة المنتدىالبطل الصامت  عضوية شعلة المنتدىالبطل الصامت  عضوية شعلة المنتدىالبطل الصامت  عضوية شعلة المنتدىالبطل الصامت  عضوية شعلة المنتدىالبطل الصامت  عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 6,294
تم شكره 7,922 مرة في 2,114 مشاركة

 
افتراضي رد: ||✿||..كتاب كشف الشبهات..||✿||..تقديم..|✿|..أخوكم المُثنى..|✿|..

يســلم ايـــدكـ علــى هــذا الطــرح البنــاء والمتميــز
جَزْآٍكْ آللهٌ كًٌلّ خًيْرَ
وَجْعٌلّ مًثْوِآكّْ آلجًنْهَ ~
دائمــا فـى تميــز ودائمــا تـأتينــا بالجـديـد والجميــل
تحياتي

آخر تعديل البطل الصامت يوم 04-02-2012 في 08:40 AM.

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ البطل الصامت على المشاركة المفيدة:
قديم 04-01-2012, 05:40 PM   رقم المشاركة : 8






 

الحالة
حــ العين ـــور غير متواجد حالياً

 
حــ العين ـــور عضوية جيدة فعلاًحــ العين ـــور عضوية جيدة فعلاًحــ العين ـــور عضوية جيدة فعلاًحــ العين ـــور عضوية جيدة فعلاً

شكراً: 793
تم شكره 2,636 مرة في 858 مشاركة

 
افتراضي رد: ||✿||..كتاب كشف الشبهات..||✿||..تقديم..|✿|..أخوكم المُثنى..|✿|..

يسلمووووو

يعطيك العافيه ا

فدة وستفدت

تحياتي لك

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ حــ العين ـــور على المشاركة المفيدة:
قديم 04-01-2012, 05:45 PM   رقم المشاركة : 9
Alaa Hatim
عضو متألق






 

الحالة
Alaa Hatim غير متواجد حالياً

 
Alaa Hatim عضوية ستكون لها صيت عما قريبAlaa Hatim عضوية ستكون لها صيت عما قريب

شكراً: 285
تم شكره 613 مرة في 270 مشاركة

 
افتراضي رد: ||✿||..كتاب كشف الشبهات..||✿||..تقديم..|✿|..أخوكم المُثنى..|✿|..

مااااا شاااااااااء الله

مبدع دائكا أخى
جزااااااااااااك الله خيرا

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ Alaa Hatim على المشاركة المفيدة:
قديم 04-02-2012, 08:49 AM   رقم المشاركة : 10
ابتسامة
مراقبة عامة
مشرفة القسم الإسلامي






 

الحالة
ابتسامة غير متواجد حالياً

 
ابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 9,781
تم شكره 5,490 مرة في 2,349 مشاركة

 
افتراضي رد: ||✿||..كتاب كشف الشبهات..||✿||..تقديم..|✿|..أخوكم المُثنى..|✿|..

اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك ونحن نعلم ونستغفرك لما لا نعلم
ماشاء الله لاقوة إلا بالله بارك الله فيك أخي
طرح قيم وتنسيق مميز ومجهود كبير
أسأل الله العظيم أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم
وأن يوفقك لكل خير ويرزقك علما ونورا وتقى وهدايه
ويجزيك عنا خير الجزاء , وينفع بك الإسلام والمسلمين
أشكرك أخي على شكرنا فنحن لا نستحق ذلك لم نقدم شي

نسأل الله العفو والغفران ’ والشكر للأخت شذى الحور
جزاك الله خير الجزااء
...........

بوركت أخي
واصل وفقك البارئ

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ ابتسامة على المشاركة المفيدة:
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لموقع مونمس / " يمنع منعاً باتا المواضيع السيئة المخالفة للشريعة الإسلامية" التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما رأي الكاتب نفسه
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0