عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-31-2012, 05:59 PM
الصورة الرمزية المثنى
المثنى المثنى غير متواجد حالياً
عضوية ذهبية
 
شكراً: 2,058
تم شكره 3,608 مرة في 843 مشاركة

المثنى عضوية شعلة المنتدىالمثنى عضوية شعلة المنتدىالمثنى عضوية شعلة المنتدىالمثنى عضوية شعلة المنتدىالمثنى عضوية شعلة المنتدىالمثنى عضوية شعلة المنتدىالمثنى عضوية شعلة المنتدى









Oo5o.com (23) ||✿||..كتاب كشف الشبهات..||✿||..تقديم..|✿|..أخوكم المُثنى..|✿|..

 

||✿||..كتاب كشف الشبهات..||✿||..تقديم..|✿|..أخوكم المُثنى..|✿|..
||✿||..كتاب كشف الشبهات..||✿||..تقديم..|✿|..أخوكم المُثنى..|✿|..
||✿||..كتاب كشف الشبهات..||✿||..تقديم..|✿|..أخوكم المُثنى..|✿|..






ان آڷζـمد ڷڷـه , نζـمده ۈنسٺعينـه ۈنسٺغفره ۈنعۈذ بآلله من شرۈر أنفسنآ,

ۈمن سيئآٺ أعماڷنآ من يهده آللـه فڷآ مضڷ ڷه,ۈمن يضڷڷ فڷآ هآدي لـه

ۈأشهد أن ڷآ إڷـه إڷآ آللـه ۈحده ڷآ شريڪ ڷـه ۈأشهد أن مζـمد

ع‘ــــبــــــده ۈرســۈڷـــه أمــآ بعد .. :-

||



ڪيفζـآڷ إخۈآني أدآريّــﮯ ۈمشرفــﮯ ۈأعضآء منٺدى مونمس ان شاء

الله بخير وصحه وعافيه
يسرّنــﮯ أن أقدم ڷڪم
ۈأن أضع بين أيديڪم

في القسم الاسلامي
هذا
الكتاب الرائع والمهم جدااا....~

..
بـعنوان :-

|["..كشف - الشبهات.."]|


::..للشيخ والامام المجدد..::

|[... محمد ... بن ... عبد ... الوهاب ...]|

اا رحمه الله اا

------------------------------------
وقبل البدايه في الموضوع اتقدم
بشكر لاخي الغالي البطل الصامت وايضاء
لاختي شعاع القمر والاخت أبتسامه على
دعمهم المعنوي الذي والله لا يقدر بثمن
ولا املك لهم الا الدعاء فلا ...تنسوهم
اخواني وأخواتي الكرام من ..خالص
خالص الدعاء وخاصه عند السجود
واسال الله لي ولكم الاخلاص
بقول والعمل دومااا وابداا..
------------------------------------




اعلم رحمك الله أن التوحيد هو إفراد الله بالعبادة، وهو دين الرسل الذي أرسلهم

الله به إلى عباده. فأولهم نوح عليه السلام أرسله الله إلى قومه لما غلوا في

الصالحين وداً وسواعاً ويغوث ويعوق ونسراً، وآخر الرسل محمد صلى الله

عليه وسلم
، وهو الذي كسر صور هؤلاء الصالحين،أرسله إلى قوم

يتعبدون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله كثيراً، ولكنهم يجعلون


بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله.

يقولون: نريد منهم التقرب إلى الله ، ونريد شفاعتهم عنده؛ مثل

الملائكة،وعيسى،
ومريم، وأناس غيرهم من الصالحين.

فبعث الله إليهم محمداً
محمد صلى الله عليه وسلمي جدد لهم دين أبيهم إبراهيم

عليه السلام، ويخبرهم أن هذا التقرب
والاعتقاد , محض حق الله لا يصلح منه

شئ لغير الله لا لملك مقرب، ولا لنبي مرسل فضلاً
عن غيرهما، وإلا

فهؤلاء المشركون مقرون ويشهدون أن الله هو الخالق وحده لا

شريك لهو أنه لا يرزق إلا هو، ولا يحيي إلا هو ، ولا يميت إلا هو ، ولا يدبر الأمر

إلا هو ،
وأن جميع السماوات السبع ومن فيهن والأراضين السبع ومن فيها

كلهم عبيده وتحت تصرفه
وقهره.

فإذا أردت الدليل على أن هؤلاء الذين قاتلهم رسول الله
محمد صلى الله عليه

وسلم
يشهدون بهذا فاقرأ قوله تعالى: ((قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ

أَمَّن يَمْلِكُ
السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ

الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ
أَ فَلاَ تَتَّقُونَ))[يونس:31]

وقوله
:... ((قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا

تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَن
رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86)سَيَقُولُونَ

لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ
وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ

عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ
لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ))

[
المؤمنون:84-89] وغير ذلك من الآيات.


فإذا تحققت أنهم مقرون بهذا وأنه لم يدخلهم في التوحيد , الذي دعاهم إليه رسول

الله محمد صلى الله عليه وسلم، وعرفت أن التوحيد , الذي جحدوه , هو توحيد

العبادة الذي يسميه المشركون في زماننا (الاعتقاد) كما
كانوا يدعون الله

سبحانه ليلاً ونهاراً
.



ثم منهم من يدعو الملائكة لأجل صلاحهم وقربهم من الله ليشفعوا له، أو يدعوا

رجلاً صالحاً مثل اللات: أو نبياً مثل عيسى وعرفت أن رسول الله محمد صلى

الله عليه وسلم
قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم إلى إخلاص العبادة لله

وحده كما قال تعالى
: ((وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً)).....[الجن:18]

وقال
: (( لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ ))

[
الرعد:14]، وتحققت أن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قاتلهم

ليكون
الدعاء كله لله، والنذر كله لله، والذبح كله لله، والاستغاثة كلها

لله، وجميع أنواع
العبادات كلها لله، وعرفت أن إقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم

في , الإسلام ، وأن
قصدهم , الملائكة , أو الأنبياء ، أو الأولياء ، يريدون شفاعتهم

والتقرب إلى الله بذلك
هو الذي أحل , دماءهم وأمواله معرفت , حينئذٍ التوحيد

الذي دعت إليه الرسل وأبى عن
الإقرار به المشركون وهذا التوحيد هو

معنى قولك: لا إله إلا الله، فإن الإله هو
الذي يقصد لأجل هذه الأمور، سواء ملكاً،

أو نبياً، أو ولياً،أو شجرة ، أو قبراً ، أو
جنياً لم يريدوا أن الإله هو الخالق الرازق

المدبر، فإنهم يعلمون , أن ذلك لله وحده
كما قدمت لك ، وإنما يعنون بالإله

ما يعني المشركون في , زماننا بلفظ السيد .
فأتاهم , التوحيد وهي

(لا إله إلا الله)
والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها.

والكفار الجهال يعلمون أن مراد النبي
محمد صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة هو

إفراد الله تعالى بالتعلق به والكفر بما
يعبد من دون الله والبراءة منه ، فإنه
لما

قال لهم: { قولوا: لا إله إلا الله} ،... قالوا ((أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا

لَشَيْءٌ عُجَابٌ ))
[ص : 5].



فإذا عرفت أن , جهال الكفار يعرفون ذلك ، فالعجب ممن يدعي الإسلام وهو لا يعرف

من
تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهال الكفار، بل يظن أن ذلك هو التلفظ بحروفها

من غير
اعتقاد القلب لشئ من , المعاني ، والحاذق منهم , يظن أن معناها لا

يخلق ولا يرزق إلا
الله ، ولا يدبر الأمر إلا الله فلا خير في رجل جهال الكفار

أعلم منه بمعنى لا إله
إلا الله.

إذا عرفت ما ذكرت لك معرفة قلب، وعرفت الشرك بالله الذي قال الله فيه
( إِنَّ اللّهَ

لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن
يَشَاءُ)[النساء:48] وعرفت دين الله

الذي أرسل به الرسل من أولهم إلى آخرهم الذي لا يقبل
الله من أحد سواه،

وعرفت ما أصبح غالب الناس عليه من الجهل بهذا أفادك فائدتين
:

الأولى: الفرح بفضل الله وبرحمته، كما قال تعالى
: ((قُلْبِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ

فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا
يَجْمَعُونَ))[يونس:58].

وأفادك أيضاً الخوف العظيم، فإنك إذا عرفت أن الإنسان يكفر بكلمة يخرجها من
لسانه

وقد يقولها وهو جاهل، فلا يعذر بالجهل، وقد يقولها وهو يظن أنها تقربه إلى
الله

تعالى كما كان يفعل الكفار المشركون ، خصوصاً إن ألهمك الله ما قص عن

قوم موسى
مع صلاحهم وعلمهم ، أنهم أتوه قائلين: (( اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً

كَمَا
لَهُمْ آلِهَةٌ))[الأعراف:138]. فحينئذٍ يعظم حرصك وخوفك على

ما يخلصك من هذا وأمثاله.

وأعلم أنه سبحانه من حكمته لم يبعث نبياً بهذا التوحيد إلا جعل له أعداء. , كما
قال

تعالى: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى

بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً
)) [الأنعام:112].

وقد يكون لأعداء التوحيد علوم كثيرة وكتب وحجج كما قال تعالى
: (فَلَمَّا جَاءتْهُمْ

رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ
وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون

)[
غافر:83].



إذا عرفت ذلك، وعرفت أن الطريق إلى الله لا بد له , من أعداء قاعدين , عليه أهل


فصاحة وعلمٍ وحُجج، فالواجب عليك أن تتعلم من دين الله ما يصير , لك سلاحاً


تقابل به
هؤلاء الشياطين الذين قال إمامهم ومقدمهم لربك عز وجل: (لأَقْعُدَنَّ

لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ
أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ

أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ
تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)[الأعراف:17،16].

ولكن إذا أقبلت على الله ، وأصغيت إلى حججه وبيناته، فلا , تخف ولا تحزن ((
إِنَّ كَيْدَ

الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً))
[النساء:76] ، والعامي من الموحدين يغلب, ألفاً , من علماء

هؤلاء المشركين، كما قال تعالى
: ((وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ))[الصافات:173] فجند

الله هم الغالبون بالحجة واللسان ،
كما أنهم الغالبون بالسيف والسنان، وإنما

الخوف على الموحد الذي يسلك الطريق وليس
معه سلاح، وقد من الله

تعالى علينا بكتابه الذي جعله
((تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ))

[النحل:89] فلا يأتي صاحب باطل بحجة إلا وفي القرآن ما ينقضها ويبين بطلانها،

كما , قال تعالى
:: (( وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً ))

[
الفرقان:33]، قال بعض المفسرين: هذه الآية عامة في كل حجة

يأتي بها أهل الباطل إلى
يوم القيامة.

وأنا أذكر لك أشياء مما ذكر الله في كتابه جواباً لكلام احتج به المشركون في
زماننا

علينا فنقول
:

جواب أهل الباطل من طريقين : مجمل ، ومفصل . أما المجمل فهو الأمر العظيم

والفائدة
الكبيرة لمن عقلها، وذلك قوله تعالى: (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ

آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ
مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ

فَيَتَّبِعُونَ مَا
تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ

اللّهُ)
[آل عمران:7]، وقد صح عن رسول الله محمد صلى الله

عليه وسلم
، أنه قال: { إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه

منه فأولئك الذين سمى الله
فاحذروهم}.

مثال ذلك , إذا , قال لك , بعض المشركين
: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَخَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ

يَحْزَنُونَ)
[يونس:62] ، أو استدل بالشفاعة أنها حق ، وأن الأنبياء لهم جاه عند الله

أو ذكر كلاماً للنبي
محمد صلى الله عليه وسلم يستدل به على شئ من

باطله وأنت لا
تفهم معنى الكلام الذي ذكره، فجاوبه بقولك: إن الله

ذكر أن الذين في قلوبهم زيغ
يتركون المحكم ويتبعون المتشابه، وما ذكرته لك

من أن الله ذكر أن المشركين يقرون
بالربوبية، وأن كفرهم بتعلقهم على

الملائكة والأنبياء والأولياء مع قولهم
: (هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ)[يونس:18] هذا

أمر محكم بين، لا يقدر , أحد أن يغيير
معناه، وما ذكرته لي أيها , المشرك من

القرآن أو كلام النبي
محمد صلى الله عليه وسلم لا أعرف معناه، ولكن

أقطع أن كلام
الله لا يتناقض، وأن كلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا يخالف

كلام الله عز وجل، وهذا جواب سديد، ولكن لا يفهمه إلا من وفقه
الله
تعالى

فلا تستهن , به فإنه , كما قال تعالى
: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا
وَمَا

يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)
[فصلت:35
].

وأما الجواب المفصّل: فإن أعداء الله لهم اعتراضات كثيرة على دين الرسل

يصدون
بها الناس عنه.



منها قولهم: نحن لا نشرك بالله، بل نشهد أنه لا يخلق ولا يرزق ولا ينفع ولا

يضر إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ،

فضلاً عن عبد القادر أو غيره، ولكن أنا مذنب والصالحون لهم جاه عند

الله، وأطلب من الله بهم ،
فجاوبه بما تقدم وهو أن الذين قاتلهم

رسول الله
محمد صلى الله عليه وسلم مُقرِّون بما ذكرت،

ومُقرِّون بأن أوثانهم لا تدبر شيئاً
وإنما أرادوا الجاه والشفاعة. واقرأ عليه

ما ذكر الله في كتابه ووضحه
.

فإن قال: هؤلاء الآيات نزلت فيمن يعبد الأصنام، كيف تجعلون الصالحين مثل الأصنام


أم كيف تجعلون الأنبياء أصناماً؟ فجاوبه بما تقدم فإنه إذا أقر أن الكفار يشهدون


بالربوبية كلها لله، وأنهم ما أرادوا ممن قصدوا إلا الشفاعة
.

ولكن إذا أراد أن يفرق بين فعلهم وفعله بما ذكره، فاذكر له أن الكفار منهم

من
يدعو الصالحين والأصنام ومنهم من يدعو الأولياء الذين قال الله فيهم:

(
أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَب)

[
الإسراء:57]، ويدعون عيسى ابن مريم وأمه، وقد قال تعالى: (مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ

مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ
وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ

كَيْفَ نُبَيِّنُ
لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِندُونِ اللّهِ مَا

لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَاللّهُ هُوَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[المائدة:76،75]

واذكر له قوله تعالى
: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُ مْكَانُوا

يَعْبُدُونَ .. (40) ..قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ
كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم

بِهِم مُّؤْمِنُونَ)
[سبأ:41،40]، وقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ

أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ
اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ

مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ)[المائدة:116]، الآية،

فقل له
: أعرفت أن الله كفر من قصد الأصنام، وكفر من قصد الصالحين وقاتلهم

رسول الله
محمد صلى الله عليه وسلم.

فإن قال: الكفار يريدون منهم: وأنا أشهد أن الله هو النافع الضار لا أريد إلا
منه

والصالحون ليس لهم من الأمر شئ ولكن أقصدهم أرجو من الله

شفاعتهم
.فالجواب: أن هذا قول الكفار سواء بسواءٍ فاقرأ عليه قوله تعالى
:

(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)

[
الزمر:3]، وقوله تعالى: (وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ)

[يونس:18].



واعلم أن هذه الشبه الثلاث هي أكبر ما عندهم، فإذا عرفت أن الله وضحها

في كتابه،
وفهمتها فهماً جيداً فما بعدها أيسر منها.

فإنقال: أنا لا أعبد إلا الله وهذا الإلتجاء إلى الصالحين، ودعاءهم ليس
بعبادةٍ.

فقل له: أنت تقر أن الله فرض عليك إخلاص العبادة , وهو حقه عليك؟ فإذا

قال: نعم ،
فقل له: بين له هذا الذي فرض , عليك وهو إخلاص العبادة

لله وحده وهو حقه عليك فإن كان
لا يعرف العبادة ولا أنواعها فبينها

له بقولك: قال الله تعالى
: (ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ

لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ
)[الأعراف:55].

فإذا أعلمته بهذا فقل له: هل علمت هذا عبادة لله؟ فلا بد أن يقول لك: نعم،


والدعاء مخ العبادة ، فقل له : إذا أقررت أنه عبادة لله ودعوت الله ليلاً

ونهاراً
خوفاً وطمعاً ، ثم دعوت في تلك الحاجة نبياً أو غيره , هل

أشركت في عبادة الله غيره؟
فلا بد أن يقول : نعم ، فقل

له: فإذا عملت بقول الله تعالى
: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)[الكوثر:2]، وأطعت الله

ونحرت له هل هذا عبادة، فلا بد أن يقول: نعم، فقل
له: فإذا نحرت

لمخلوق نبي أو جني أو غيرهما ، هل أشركت في هذه


العبادة غير الله؟ فلا
بد أن يقر، ويقول نعم، وقل
له

أيضاً: المشركون الذين نزل فيهم القرآن، هل كانوا
يعبدون الملائكة

والصالحين واللات وغير ذلك؟ فلا بد أن يقول: نعم، فقل له: وهل كانت
عبادتهم

إياهم إلا في الدعاء والذبح والالتجاء ونحو ذلك،وإلا فهم مقرون أنهم عبيد
الله وتحت

قهره ، وأن الله هو الذي يدبر الأمر ولكن دعوهم ، والتجئوا إليهم للجه
والشفاعة،

وهذا ظاهر جدا
. فإن قال , أتنكر شفاعة رسول الله
وتبرأ منها فقل : لا أنكرها ولا

أتبرأ منها، بل هو
الشافع والمشفع وأرجو شفاعته ، ولكن الشفاعة كلها لله كما

قال تعالى
: (قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً)[الزمر:44] ولا تكون إلا من بعد إذن الله كما

قال عز وجل
: (مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ)[البقرة:255]، ولا يشفع في

أحد إلا من بعد أن يأذن الله فيه كما قال عز
وجل: (وَلَا يَشْفَعُونَ

إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى
)[الأنبياء:28 وهو لا يرضى إلا التوحيد كما قال تعالى:

(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ)[آل عمران:85 فإذا كانت الشفاعة

كلها لله ولا تكون إلا بعد إذنه ولا
يشفع النبي محمد صلى الله عليه وسلم

ولا غيره في أحدٍ حتى ياذن الله فيه، ولا يأذن إلا لأهل التوحيد بين لك

أن الشفاعة كلها لله،
وأطلبها منه، وأقول: اللهم لا تحرمني

شفاعته، اللهم شفعه في، وأمثال هذا
.

فإن قال: النبي محمد صلى الله عليه وسلم أعطي الشفاعة وأنا أطلبه مما أعطاه

الله، فالجواب أن الله أعطاه الشفاعة ونهاك عن هذا فقال
: (فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ

أَحَداً
) [الجن:18].


فإذا كنت تدعو الله أن يشفع نبيه فيك، فأطعه في قوله(فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ
أَحَداً)

[الجن:18] وأيضاً فإن الشفاعة أعطيها غير النبي محمد صلى الله عليه وسلم

فصح أن الملائكة يشفعون والأفراط يشفعون والأولياء يشفعون أتقول : إن الله


أعطاهم الشفاعة وأطلبها منهم ؟ فإن قلت هذا رجعت إلى عبادة الصالحين


التي ذكر الله في كتابه، وإن قلت لا، بطل قولك أعطاه الله الشفاعة وأنا


أطلبه مما أعطاه الله. فإن قال أنا لا أشرك بالله شيئاً حاشا وكلا ولكن


الالتجاء إلى الصالحين ليس بشرك، فقل له: إذا كنت تقر ان الله حرم الشرك أعظم

من تحريم الزنا وتقر أن الله لا يغفره، فما الذي حرمه الله وذكر أنه لايغفره، فإن

كان لا يدري، فقل له: كيف تبرئ نفسك من الشرك وأنت لا تعرفه؟ أم كيف

يحرم الله عليك هذا ويذكر أنه لا يغفره ولا تسأل عنه ولا تعرفه، أتظن

أن الله يحرمه ولا يبينه لنا؟؟
فإن قال: الشرك عبادة الأصنام ونحن

لا نعبد الأصنام فقل: ما معنى عبادة الأصنام ؟ أتظن أنهم يعتقدون أن تلك الأخشاب

والأحجار تخلق وترزق وتدبر أمر من دعاها ؟ فهذايكذبه القرآن، كما في قوله


تعالى
(قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ) [يونس:31] الآية.

وإن قال هو من قصد خشبة أو حجراً أو بنية على قبر أو غيره يدعون ذلك ويذبحون

له ويقولون، إنه يقربنا إلى الله زلفى ويدفع عنا ببركته ويعطينا ببركته
.

فقل صدقت، وهذا فعلكم عند الأحجار والبنايات التي على القبور وغيرها ، فهذا أقرأن

فعلهم هذا هو عبادة الأصنام، وهو المطلوب ويقال له أيضاً قولك:" الشرك
عبادة

الأصنام" ، هل مرادك أن الشرك مخصوص بهذا ، وأن الاعتماد على الصالحين

ودعاءهم لا يدخل في هذا ؟ فهذا يرده ما ذكر الله , في كتابه , من كفر من

تعلق على الملائكة أو عيسى أو الصالحين فلا بد أن يقر لك أن من أشرك

في عبادة الله أحداً من الصالحين فهو الشرك المذكور في
القرآن

وهذا هو المطلوب
.

يتابع>>>


-:مواضيع أخرى تفيدك:-

Share

التوقيع :
..سبحان الله وبحمده...سبحان الله العظيم..


رد مع اقتباس
10 أعضاء قالوا شكراً لـ المثنى على المشاركة المفيدة: