عرض مشاركة واحدة
قديم 03-31-2012, 06:00 PM   رقم المشاركة : 2
المثنى
عضوية ذهبية






 

الحالة
المثنى غير متواجد حالياً

 
المثنى عضوية شعلة المنتدىالمثنى عضوية شعلة المنتدىالمثنى عضوية شعلة المنتدىالمثنى عضوية شعلة المنتدىالمثنى عضوية شعلة المنتدىالمثنى عضوية شعلة المنتدىالمثنى عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 2,058
تم شكره 3,608 مرة في 843 مشاركة

 
افتراضي رد: ||✿||..كتاب كشف الشبهات..||✿||..تقديم..|✿|..أخوكم المُثنى..|✿|..


عدناااا>>>



وسر المسألة أنه إذا قال: أنا لا أشرك بالله، فقل له: وما الشرك بالله؛ فسره

لي؟فإن قال: هو عبادة الأصنام، فقل: وما معنى عبادة الأصنام فسرها

لي ؟ فإن قال أنا لاأعبد إلا الله وحده فقل: ما معنى عبادة الله وحده

فسرها لي؟ فإن فسرها بما بينه القرآن فهو المطلوب ، وإن لم

يعرفه فكيف يدعي شيئاً وهو لا يعرفه، وإن فسر ذلك بغير معناه بينت له

الآيات الواضحات في معنى الشرك بالله وعبادة الأوثان، وأنه يفعلونه

في هذا الزمان , بعينه ، وأن عبادة الله وحده لا شريك له , هي

التي ينكرونها علينا ويصيحون كما صاح إخوانهم حيث قالوا
:

(أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ)[ص:5].

فإن قال: إنهم لا يكفرون بدعاء الملائكة والأنبياء، وإنما يكفرون لما قالوا: الملائكة

بنات الله؛ فإنا لم نقل: عبد القادر ابن الله ولا غيره.فالجواب : إن نسبة الولد

إلى الله كفر مستقل قال الله تعالى:
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ)

[الإخلاص:2،1]، والأحد الذي لا نظير له، والصمد المقصود في الحوائج، فمن جحد

هذا؛ فقد كفر، ولو لم يجحد السورة.وقال تعالى:
(مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ

مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ)
[المؤمنون:91] ، ففرق بين , النوعين ، وجعل كلا منهما كفراً

مستقلاً. وقال تعالى:
(وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ)

( بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ )
[الأنعام:100]، ففرق بين كفرين. والدليل على هذا أيضاً

أن الذين كفروا بدعاء اللات، مع كونه رجلاً صالحاً؛ لم يجعلوه ابن الله، والذين

كفروا بعبادة الجن لم يجعلوهم كذلك، وكذلك أيضاً العلماء في جميع

المذاهب الأربعة ؛ يذكرون في باب , حكم المرتد , أن المسلم


إذا زعم أن لله ولداً؛ فهو مرتد، ويفرقون بين النوعين،

وهذا في غاية الوضوح.



وإنقال: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)[يونس:62]. فقل: هذا

هو الحق، ولكن لا يُعبدُون، ونحن لم نذكر إلا عبادتهم مع الله،وشركهم معه،

وإلا ؛ فالواجب عليك حبهم واتباعهم والإقرار , بكرامتهم ، ولا , يجحد

كرامات الأولياء إلا أهل البدع والضلال. . . إلخ، ودين الله وسط


بين طرفين، وهدى بين ضلالتين، وحق بين باطلين.

فإذا عرفت أن هذا الذي يسميه المشركون في زماننا هذا "الاعتقاد"، هو

الشرك الذي أنزل الله في القرآن وقاتل رسول الله محمد صلى الله عليه

وسلم الناس عليه، فاعلم أن شرك الأولين أخف من شرك أهل

زماننا بأمرين
:
أحدهما: أن الأولين لا يشركون ولا يدعون الملائكة والأولياء

والأوثان مع الله إلا في الرخاء ، وأما في الشدة فيخلصون لله الدين،


كما قال تعالى
: (وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ

إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوراً
)[الإسراء:67

وقوله (
قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ

إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ

مَاتُشْرِكُونَ
)[الأنعام:41 وقوله ( وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ

إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ

عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ)[الزمر:8]، وقوله:

(وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)


[لقمان:32]،فمن فهم هذه المسألة التي وضحها الله في كتابه وهي أن


المشركين الذين قاتلهم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يدعون الله

ويدعون غيره في الرخاء، وأما في الضر والشدة فلا يدعون إلا الله وحده

لا شريك له،وينسون ساداتهم، تبين له الفرق بين شرك أهل زماننا

وشرك الأولين، ولكن أين من يفهم قلبه هذه المسألة فهماً

راسخاً؟ والله المستعان.



والأمر الثاني: أن الأولين يدعون مع الله أناساً مقربين عند الله: إما أنبياء وإما

أولياء , وإما ملائكة ، ويدعون أشجاراً أو أحجاراً مطيعة لله ليست عاصية , وأهل

زماننا يدعون مع الله أناساً من أفسق الناس، والذين يدعونهم هم الذين يحلون

لهم الفجور من الزنا ، والسرقة ، وترك الصلاة ، وغير ذلك والذي يعتقد في

الصالح أو الذي لايعصي مثل الخشب والحجر أهون ممن يعتقد فيمن

يشاهد فسقه وفساده ويشهد به
.

إذا تحققت أن الذين قاتلهم رسول الله ىأصح عقولاً وأخف شركاً من هؤلاء فاعلم
أن

لهؤلاء شبهة , يوردونها على ما ذكرنا ، وهي من أعظم شبههم فاصغ سمعك

لجوابها. وهي إنهم يقولون : إن الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون , أن

لا إله إلا الله , ويكذبون الرسول ، وينكرون البعث ، ويكذبون , القرآن

ويجعلونه سحراً ، ونحن نشهد أن لاإله إلا الله وأن محمداً

رسول الله، ونصدق القرآن، ونؤمن بالبعث، ونصلي، ونصوم ، فكيف تجعلوننا

مثل أولئك؟ فالجواب: أنه لا خلاف بين العلماء كلهم أن الرجل , إذا صدق

رسول الله
في شئ وكذبه في شئ أنه كافر لم يدخل في الإسلام.

وكذلك إذا آمن ببعض القرآن وجحد بعضه، كمن أقر بالتوحيد، وجحد وجوب الصلاة

أوأقر بالتوحيد والصلاة ، وجحد وجوب الزكاة، أو أقر بهذا كله وجحد الصوم ، أو

أقر بهذا كله وجحد الحج، ولما لم ينقد أناس في زمن النبي
(وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ

حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ
)

[آل عمران
:97].



ومن أقر بهذا كله وجحد البعث كفر بالإجماع وحل دمه وماله، كما قال جل

جلاله
: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنيُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ

نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (150) أُوْلَـئِكَ هُمُ


الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً)
[النساء:151،150] ، فإذا كان

الله قد , صرح في , كتابه أن من آمن ببعضٍ فهو الكافر حقاً ،وأنه

يستحق ما ذكر. زالت هذه الشبهة، وهذه هي التي ذكرها

بعض أهل الأحساء في كتابه الذي أرسل إلينا.

ويقال أيضاً: إذا كنت تقر أن من صدق الرسول في كل شئ وجحد وجوب الصلاة

أنه كافرحلال الدم بالإجماع، وكذلك إذا أقر بكل شئ إلا البعث ، وكذلك إذا

جحد وجوب , صوم رمضان لا يجحد هذا ، وصدق بذلك , كله ولا تختلف

المذاهب فيه، وقد نطق به القرآن كما قدمنا، فمعلوم أن التوحيد


هو أعظم فريضة جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أعظم من

الصلاة والزكاة والصوم والحج، فكيف إذا جحد الإنسان شيئاُ من هذه الأمور

كفر؟ ولو عمل بكل ما جاءبه الرسول، وإذا جحد التوحيد الذي هو دين

الرسل كلهم لا يكفر، سبحان الله! ما أعجب هذا الجهل
.

ويقال أيضاً: هؤلاء أصحاب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني

حنيفة وقد أسلموا مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهم يشهدون أن لا إله

إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويصلون ويؤذنون، فإن قال: إنهم يقولون: أن

مسيلمة نبي ، قلنا
: هذا هو المطلوب ، إذا كان من رفع رجلا إلى رتبة

النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، كفر وحل ماله , ودمه ، ولم


تنفعه , الشهادتان ولا الصلاة ، فكيف بمن رفع شمسان أو

يوسف، أو صحابيا ، أو نبيا ، إلى مرتبة جبار السموات


والأرض؟ سبحان الله ما أعظم
( كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ

عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)
..[الروم:59].

ويقال أيضاً: الذين حرقهم علي بن أبي طالب بالنار كلهم يدعون الإسلام، وهم

من أصحاب علي محمد صلى الله عليه وسلم وتعلموا العلم من الصحابة

ولكن اعتقدوا في علي، مثل الاعتقاد في يوسف وشمسان

وأمثالهما، فكيف أجمع الصحابة على قتلهم وكفرهم؟ أتظنون أن الصحابة

يكفرون المسلمين ؟ أم تظنون أن الاعتقاد فيتاجٍ , وأمثاله لا يضر،

والاعتقاد في علي بن أبي طالب يكفر؟



ويقال أيضاً: بنو عبيدٍ القداحِ الذين ملكوا المغرب ومصر في زمان بني العباس،كلهم

يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ويدعون , الإسلام ، ويصلون

الجمعة والجماعة فلما أظهروا مخالفة الشريعة في أشياء دون ما نحن

فيه ، أجمع العلماء على كفرهم وقتالهم ، وأن بلادهم بلاد حرب،

وغزاهم المسلمون حتى استنقذوا ما بأيديه ممن , بلدان

المسلمين
.

ويقال أيضاً: إذا كان الأولون لم يكفروا إلا لأنهم جمعوا بين الشرك وتكذيب الرسول

محمد صلى الله عليه وسلمو القران،وإنكار البعث، وغير ذلك، فما معنى الباب

الذي ذكر العلماء في كل مذهب "باب حكم المرتد" وهو المسلم الذي يكفر

بعد إسلامه ، ثم ذكروا أنواعاً كثيرة كل نوعٍ منها يكفر ويحل دم الرجل

وماله ، حتى أنهم ذكروا أشياء يسيرة عند من فعلها ، مثل

كلمة يذكرها بلسانه دون قلبه أو كلمة يذكرها على

وجه المزح واللعب
.

ويقال أيضاً: الذين قال الله فيهم: (يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْوَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ

وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ)
[التوبة:74] أما سمعت أن الله كفرهم بكلمة مع

كونهم في زمن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم , يجاهدون

معه ويصلون معه ويزكون ويحجون ويوحدون، وكذلك الذين قال

الله فيهم: (
قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم

بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)
[التوبة:66،65] فهؤلاء الذين صرح الله أنهم كفروا بعد إيمانهم

وهم مع رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، قالوا

كلمة ذكروا أنهم قالوها على وجه المزح.

فتأمل هذه الشبهة وهي قولهم: تكفرون من المسلمين أناساً يشهدون أن لا

إله إلا الله ويصلون ويصومون ، تأمل جوابها فإنه من أنفع , ما في , هذه

الأوراق
.
ومن الدليل على ذلك أيضاً حكى الله عن بني إسرائيل

مع إسلامهم وعلمهم وصلاحهم أنهم قالوا لموسى
: (اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ)

[الأعراف:138 وقول ناسٍ من الصحابة: { اجعل لنا ذات أنواط} فحلف محمد

صلى الله عليه وسلمأن هذا نظير قول بني إسرائيل اجعل لنا إلهاً
.
ولكن

للمشركين شبهة يدلون بها عند هذه القصة وهي أنهم يقولون: فإن

بني إسرائيل لم يكفروا بذلك، وكذلك الذين قالوا:{ اجعل لنا

ذات أنواط}
لم يكفروا.

فالجواب أن تقول: إن بني إسرائيل لم يفعلوا ذلك وكذلك الذين سألوا النبي

محمد صلى الله عليه وسلم لم يفعلوا، ولا خلاف في أن بني إسرائيل لم يفعلوا

ذلك، ولو فعلوا ذلك لكفروا، وكذلك لا خلاف في أن الذين نهاهم النبي محمد

صلى الله عليه وسلم لو لم يطيعوه واتخذوا ذات أنواط بعد نهيه لكفرو، وهذا

هو المطلوب
.
ولكن هذه القصة تفيد أن المسلم بل العالم قد يقع في

أنواع من الشرك لا يدري عنها فتفيد التعلم والتحرز ومعرفة أن


قول الجاهل التوحيد فهمناه أن هذا من أكبر الجهل


وكايد الشيطان
.



"وتفيد" أيضاً أن المسلم إذا تكلم بكلام كُفر وهو لا يدري فنبه على ذلك فتاب

منساعته، أنه لا يكفر، كما فعل بنو إسرائيل والذين سألوا النبي محمد صلى

الله عليه وسلم، "وتفيد" أيضاً أنه لو لم يكفر فإنه يغلظ عليه الكلام تغليظاً


شديداً كما فعل رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.

وللمشركين شبهة أخرى يقولون: إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنكر على

أسامة قتل , من قال : لا إله إلا الله ، وقال له
: { أقتلته بعد ما قال لا إله إلا

الله ؟ }
وكذلك قوله : { أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله }

وأحاديث أخرى في الكف عمن قالها، ومراد هؤلاء الجهلة أن من


قالها لا يكفر ولا يقتل ولو فعل ما فعل
.

فيقال لهؤلاء الجهلة: معلوم أن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قاتل

اليهود وسباهم وهو يقولون : لا إله إلا الله ، وأن أصحاب رسول الله محمد


صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وهم يشهدون أن لا إله إلا


الله، وأن محمداً رسول الله ويصلون ويدعون الإسلام، وكذلك

الذين حرقهم على بن أبي طالب بالنار
.

وهؤلاء الجهلة يقولون: إن من أنكر البعث كفر وقتل ولو قال: لا إله إلا الله، وأن

من جحد شيئاً من أركان الإسلام كفر وقتل ولو قالها، فكيف لا تنفعه إذا


جحد فرعاً من الفروع؟ وتنفعه إذا جحد التوحيد الذي هو أساس دين


الرسل ورأسه ، ولكن أعداء الله ما , فهموا معنى الأحاديث،

ولن يفهموا
.

فأما حديث أسامة فإنه قتل رجلاً ادعى الإسلام بسبب أنه ظن أنه ما ادعى

الإسلام إلا خوفاً على دمه وماله ، والرجل إذا أظهر الإسلام وجب الكف

عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك وأنزل الله تعالى في ذلك
: ( يَا أَيُّهَا

الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ
)[النساء:94] أي

تثبتوا، فالآية تدل على أنه يجب الكف عنه والتثبت ، فإذا تبين منه بعد ذلك

ما يخالف الإسلام قتل لقوله تعالى:
(فَتَبَيَّنُوا) ولو كان لا يقتل إذا قالها لم

يكن للتثبيت معنى، وكذلك الحديث الآخر وأمثاله
.

معنى ما ذكرناه إن من أظهر التوحيد والإسلام وجب الكف عنه إلا أن

يتبين منه ما يناقض ذلك
.



والدليل على هذا أن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلمه والذي قال:

{أقتلته بعد ما قال: لا إله إلا الله؟}
، وقال: { أمرت أن أقاتل الناس حتى

يقولون لا إله إلا الله } هو الذي قال في الخوارج: { أينما لقيتومهم

فاقتلوهم لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عادٍ}
مع كونهم أكثر الناس

عبادةً، وتهليلاً وتسبيحاً، حتى أن الصحابة يحقرون صلاتهم عندهم، وهم

تعلموا العلم من الصحابة فلم تنفعهم "لا إله إلا الله
" ولا كثرة العبادة

ولا ادعاء الإسلام لما ظهر منهم مخالفة الشريعة.

وكذلك ما ذكرناه من قتال اليهود وقتال الصحابة بني حنيفة، وكذلك أراد محمد

صلى الله عليه وسلمأن يغزو بني المصطلق لما أخبره رجل منهم أنهم منعوا

الزكاة حتى أنزل الله(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا)
[الحجرات

:6]،وكان الرجل كاذباً عليهم، وكل هذا يدل على أن مراد النبي محمد صلى

الله عليه وسلم في الأحاديث التي احتجوا بها ما ذكرناه.

ولهم شبهة أخرى وهي ما ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن الناس يوم

القيامة يستغيثون بآدم ، ثم بنوح ، ثم بإبراهيم ، ثم بموسى ، ثم, بعيسى

فكلهم يعتذر حتى ينتهوا إلى رسول الله محمد صلى الله عليه
وسلم

قالوا فهذا يدل على أن الاستغاثةبغير الله ليست شركاً.

والجواب أن تقول: سبحان من طبع على قلوب أعدائه، فإن الاستغاثة بالمخلوق

فيما يقدر عليه لا ننكرها، كما قال تعالى في قصة موسى (
فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي

مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ)
[القصص:15] وكما يستغيث الإنسان

بأصحابه في الحرب أو غيره في أشياء يقدر عليها المخلوق، ونحن

أنكرنا استغاثة العبادة التي يفعلونها عند قبور الأولياء أو في

غيبتهم في الأشياء التي لايقدر عليها إلا الله.

إذا ثبت ذلك فاستغاثتهم بالأنبياء يوم القيامة يريدون منهم أن يدعوا الله أني

حاسب الناس حتى يستريح أهل الجنة من كرب الموقف، وهذا جائز في

الدنيا والآخرة،وذلك أن تأتي عند رجل صالح حي يجالسك ويسمع

كلامك وتقول له
: ادع الله لي كما كان أصحاب رسول الله محمد

صلى الله عليه وسلم يسألونه ذلك في حياته، وأما بعد موته، فحاشا وكلا

أنهم سألوا ذلك عند قبره، بل أنكرالسلف على من قصد دعاء الله عند

قبره، فكيف بدعائه نفسه محمد صلى الله عليه وسلم؟

ولهم شبهة أخرى وهي , قصة إبراهيم لما ألقي في النار اعترض , له جبريل

في الهواء فقال له
: ألك حاجة؟ فقال إبراهيم أما إليك فلا، فقالوا: فلو كانت

الاستغاثة شركا لم يعرضها على إبراهيم.



فالجواب: أن هذا من جنس الشبهة الأولى فإن جبريل عرض , عليه أن ينفعه

بأمر يقدر عليه، فإنه كما قال الله تعالى فيه
: (شَدِيدُ الْقُوَى)[ النجم:5 ] فلو

أذن له أن يأخذ نار إبراهيم وما حولها من الأرض , والجبال , ويقلبها في

المشرق أو المغرب لفعل ، ولو أمره الله أن , يضع إبراهيم في

المشرق أو المغرب لفعل، ولو أمره الله أن يضع براهيم

عليه السلام في مكانٍ بعيد عنهم لفعل ، ولو أمره أن , يرفعه إلى السماء

لفعل، وهذا كرجل غني له مال كثير يرى رجلاً محتاجاً فيعرض عليه أن

يقرضه أو أن يهبه شيئاً يقضيبه حاجته فيأبى ذلك المحتاج أن يأخذ

ويصبر إلى أن يأتيه الله برزق لا منة فيه لأحد،فأين هذا من

استغاثة العبادة والشرك لو كانوا يفقهون
؟

ولنختم الكلام بمسألة عظيمة مهمة تفهم مما تقدم ولكن نفرد لها الكلام

لعظم شأنها ولكثرة الغلط فيها فنقول
:

لا خلاف أن التوحيد لا بد أن يكون بالقلب واللسان , والعمل فإن اخت , شئ

من هذا لم يكن الرجل مسلماً ، فإن عرف التوحيد ولم يعمل به , فهو

كافر مرتد معاند ككفر فرعون وإبليس وأمثالهما، وهذا يغلط فيه


كثير من الناس يقولون: أن هذا حق ونحن نفهم هذا ونشهد أنه حق، ولكننا

لا نقدر أن نفعله، ولا يجوز عند أهل بلدنا إلا من وافقهم، أوغير ذلك من

الأعذار، ولم يدر المسكين أن غالب أئمة الكفر يعرفون الحق، ولم

يتركوه إلا لشئ من الأعذار كما قال تعالى
: ( اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً )

[التوبة:9] وغير , ذلك من الآيات ، كقوله: ( يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ

أَبْنَاءهُمْ )
[البقرة:146].

فإن عمل بالتوحيد عملاً ظاهراً وهو لا يفهمه ولا يعتقده بقلبه ، فهو منافق

وهو شر من الكافر الخالص(
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِمِنَ النَّارِ)

[النساء
:145].

وهذه المسألة مسألة طويلة تبين لك إذا , تأملتها في ألسنة الناس ترى

من يعرف الحق ويترك العمل به ، لخوف نقص دنيا أو جاه أو مداراة

لأحد، وترى من يعمل به ظاهراً لاباطناً، فإذا سألته عما يعتقده بقلبه فإذا

هو لا يعرفه
. ولكن عليك بفهم آيتين من كتاب الله:

أولاهما، قوله تعالى: (لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)[التوبة:66] فإذا تحققت

أن بعض الصحابة الذين غزوا الروم مع رسول الله محمد صلى الله عليه

وسلم، كفروا بسبب كلمة قالوها على وجه اللعب والمزح، تبين لك

أن الذي يتكلم بالكفر ويعمل به خوفاً من نقصمالٍ ، أو جاهٍ أو

مداراة لأحد، أعظم ممن يتكلم بكلمة يمزح بها.

والآية الثانية قوله تعالى(مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ
مُطْمَئِنٌّ

بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ
عَذَابٌ

عَظِيمٌ (106) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَىالآخِرَةِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ

يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)
[النحل:107،106] فلم يعذر الله من

هؤلاء إلا من أكره مع كون قلبه مطمئناً بالإيمان، وأما غير هذا فقد كفر بعد

إيمانه سواء فعله خوفاً أو مداراة، أو مشحةً بوطنه أو أهله أو عشيرته

أو ماله، أو فعل على موجه المزح أو لغير ذك من الأغراض


إلا المكره.
فالآية تدل على هذا من وجهين:

الأول قوله تعالى( إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ)، فلم يستثن الله تعالى إلا المكره، ومعلوم أن

الإنسان لا يكره إلا على الكلام أو الفعل ، وأما عقيدة القلب فلا يكره أحد


عليها ، والثاني , قوله تعالى
: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا

عَلَى الآخِرَةِ)
فصرح أن هذا الكفر والعذاب لم يكن بسبب

الاعتقاد والجهل والبغض للدين ومحبة الكفر، وإنما سببه أن له في

ذلك حظا من , حظوظ , الدنيا فآثره على الدين ، والله سبحانه


وتعالى أعلم وأعز وأكرم ، وصلى الله على نبينا محمد


وعلى آله وصحبه وسلم
.

تمت والحمد لله رب العالمين.

•»والىاللقاء مع موضوع جديد ان شاء الله تعالى...^^

_________________________________

» فڪرة وتقديم
::
المُثنى«•


» ٺنسيق وتدقيق ::
المُثنى «•

» ٺصميم اڷفۈآصڷ::
المُثنى«•

...ودعم
جميع أعضاء المنتدى...





وفي الختام اتمنى ان ينال طرحي رضاكم وان تستفيدو منه...."


" ڪفارة آڷمجڷس"


سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا أنت نستغفرك ونتوب اليك.."







آخر تعديل المثنى يوم 04-03-2012 في 08:43 AM.

رد مع اقتباس
9 أعضاء قالوا شكراً لـ المثنى على المشاركة المفيدة: