المنتدى الإسلامي العام يحوي قصص وروايات ومواضيع دينية نصية |
!~ آخـر 10 مواضيع ~!
|
|
إضغط على
او
لمشاركة اصدقائك! |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
من 5
عدد المصوتين: 0
|
انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||
|
||||||
د. عبدالله فرج الله لقد بلغ القوم هذه المكانة، بفقه دقيق، وفهم عميق، لحقيقة هذه الرسالة، ما أحوجنا لمثل هذا الفقه، وذاك الفهم، الذي تستقيم به أعمالنا، وتزكو به نفوسنا أثر عن الأولين - رحمهم الله - أنهم كانوا لا يقفون عند حدود أداء الطاعات، والقيام بالعبادات، فيشعرون بعدها بأداء الواجب، والقيام باللازم، بل كان أحدهم يأخذه عند أدائها همّ، ويسيطر عليه غمّ، خوف أن يعتور هذه الطاعة نقص، أو يحجبها تقصير، فيبدأ بعدها مشوار جديد، يلحون فيه بالدعاء، ويطيلون فيه الرجاء، وربما سيطر على بعضهم البكاء.. كل هذا حتى يتكرم الكريم بالقبول الحسن.. فالخوف كل الخوف، أن ترد الأعمال، وتضرب بها الوجوه.. نعم، لقد كانوا يعملون، ويرجون من الله القبول، ولا يمنون بعمل، ولا يعجبون بطاعة، ولا يفتنون بعبادة، وإن عظمت في أعين الآخرين، إلا أنها صغيرة في ميزانهم، قليلة في أعينهم .. كان أحدهم إذا صلى صلاته.. كان كأنه أذنب ذنباً، لشدة ما كان يصنع بعدها من استغفار ودعاء ورجاء.. فهذا وهيب بن الورد - رحمه الله - صلى العصر، وإلى جنبه أبو صالح الجدي ، راوي الحادثة، الذي قال : فلما صلى جعل يقول : اللهم إن كنت نقصت منها شيئاً أو قصرت فيها فاغفر لي . قال: كأنه قد أذنب ذنباً عظيماً يستغفر منه. وهذا عثمان بن أبي دهرش -رحمه الله- يخبرنا خبره بقوله : ما صليت صلاة قط إلا استغفرت الله تعالى من تقصيري فيها. فمن يفعل فعلهم، ويظن ظنهم، ويأخذ بمنهجهم، في الحرص على نقاء طاعته، وصفاء عبادته، وقبول عمله.. ؟! لقد بلغ القوم هذه المكانة، بفقه دقيق، وفهم عميق، لحقيقة هذه الرسالة، ما أحوجنا لمثل هذا الفقه، وذاك الفهم، الذي تستقيم به أعمالنا، وتزكو به نفوسنا.. إن فهمهم هذا أخذ بهم حتى وضعهم عالياً في مصاف الأنبياء عملاً وسلوكاً، حتى كان يصدق وصف أحدهم : كان كلامه يشبه كلام النبوة، والأمر لم يتوقف عند حدود الكلام، بل تجاوزه إلى التطبيق في الأعمال، والصدق في السلوك .. فالأمر ليس بكثرة العمل، بل الأمر في تحسينه وإحكامه، وهذا ما أشار إليه وهيب بن ورد -رحمه الله- بقوله: « لا يكن هَمُّ أحدكم في كثرة العمل، ولكن ليكن هَمُّه في إحكامه وتحسينه، فإن العبد قد يصلي وهو يعصي الله في صلاته، وقد يصوم وهو يعصي الله في صيامه » . انظر.. فقد تكون صلاتك معصية، إذا لم تصنها بصدق الإخلاص، وحسن الالتزام، وعظمة الاستقامة، وتحفظها من داء العجب، وتبتعد بها عن مواطن النقص والتقصير.. فليس الشأن في أداء العبادات فقط.. بل الشأن كله في أن تستقيم الحياة كلها بأمر الله.. فاستقم كما أمرت.. الشأن هنا.. في الاستقامة الكاملة، التي تستوعب مفردات الحياة كلها، كبيرها وصغيرها، عظيمها وحقيرها.. فإن رأيت الاستقامة في صلاة أو صوم.. ثم بعد ذلك عملت برأيك، واتبعت هواك، في تجارتك أو عملك أو حياتك الخاصة أو العامة.. كنت بعيداً.. ما عرفت الحقيقة، وما أدركت سرا واحداً من أسرار الطاعة، وما تذوقت لها طعماً، ولا عرفت لها لوناً، من ألوان الراحة والطمأنينة .. كان إذا صلى.. كأنه أذنب ذنباً.. والأمر لم يقف عند الصلاة فقط، بل تجاوز ذلك إلى الصيام والصدقة والحج.. وغيرها من الطاعات.. فقد كان من منهجهم -رحمهم الله- أن الأعمال الصالحة تختم بالاستغفار والدعاء.. رجاء القبول والرضى.. كان إذا صلى.. كأنه أذنب ذنبا.. من يستشعر هذا.. ويقف عند متأملاً متفكراً؟! ونحن نرى جمعنا الذي ينفض سريعاً سريعاً، كأن في أعقابنا خيلاً مغيرة، في دبر كل صلاة.. فأين نحن من حال سلفنا الكرام؟! ما إن نركع الركعات، ونؤدي بعض الطاعات.. حتى نفزع مسرعين إلى أشغالنا وأعمالنا وجلساتنا وأهوائنا.. فالأمر عندنا قد قضي.. والقبول بلا شك قد حصل.. فقد جاء دور الدنيا.. التي بتنا نختلس منها لعباداتنا أضيق الأوقات، وأضيق الأماكن.. كان إذا صلى.. كأنه أذنب ذنباً .. حال يدعوك ويستوقفك.. ويقل لك صارخاً فيك : انتبه إلى طاعاتك وعباداتك.. أحسن صلاتك وصومك.. وتب واستغفر عقب كل عمل صالح تقم به. التعديل الأخير تم بواسطة Alaa Hatim ; 11-27-2011 الساعة 10:29 PM |
2 أعضاء قالوا شكراً لـ مجنون ناروتو على المشاركة المفيدة: |
11-24-2011, 10:12 PM | رقم المشاركة : 2 |
شكراً: 673
تم شكره 522 مرة في 288 مشاركة
|
رد: لا تكااابر ترااااره نهااااية الدنياااا مقاااابر
السلام عليكم
ما شاء الله كلام يوزن بالذهب شكرا لك اخى على نقلك وجزا الله د عبد الله فرج عنا خير الجزاء
|
|
11-25-2011, 02:41 AM | رقم المشاركة : 3 |
شكراً: 6,294
تم شكره 7,922 مرة في 2,114 مشاركة
|
رد: لا تكااابر ترااااره نهااااية الدنياااا مقاااابر
ونحن نرى جمعنا الذي ينفض سريعاً سريعاً، كأن في أعقابنا خيلاً مغيرة، في دبر كل صلاة.. فأين نحن من حال سلفنا الكرام؟! ما إن نركع الركعات، ونؤدي بعض الطاعات.. حتى نفزع مسرعين إلى أشغالنا وأعمالنا وجلساتنا وأهوائنا.. فالأمر عندنا قد قضي.. والقبول بلا شك قد حصل.. فقد جاء دور الدنيا.. التي بتنا نختلس منها لعباداتنا أضيق الأوقات، وأضيق الأماكن..
نعم حالنا مع الصلاه هكذا ياويلنا يوم القيامه..اصبحنا منشغلين عن الدنيا يا حسرتا علينا..اللهم رحماك ..ثبت قلوبنا بإلايمان جزاك الله الف الف خير وجعله في ميزان حسناتك وبارك الرحمن فيك واسعدك في الدنيا والاخره طرح راقي وممتاز تسلم يداك
|
|
11-25-2011, 07:03 AM | رقم المشاركة : 4 |
شكراً: 0
تم شكره 46 مرة في 40 مشاركة
|
رد: لا تكااابر ترااااره نهااااية الدنياااا مقاااابر
مشكوووور ع المووووضوووع الرائع..
وجعله الله في ميزان حسناتك..
|
|
11-27-2011, 07:14 PM | رقم المشاركة : 5 |
شكراً: 53
تم شكره 57 مرة في 41 مشاركة
|
رد: لا تكااابر ترااااه نهااااية الدنياااا مقاااابر
شي حلو كتير بارك الله فيك
|
|
11-27-2011, 07:42 PM | رقم المشاركة : 6 |
شكراً: 213
تم شكره 168 مرة في 87 مشاركة
|
رد: لا تكااابر ترااااره نهااااية الدنياااا مقاااابر
جزاك الله كل خير وبارك الله فيك
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|