11-03-2013, 05:18 AM
|
|
السير سير القلوب
السير سير القلوب|السير سير القلوب|السير سير القلوب|السير سير القلوب
السير سير القلوب|السير سير القلوب|السير سير القلوب|السير سير القلوب
السير سير القلوب|السير سير القلوب|السير سير القلوب|السير سير القلوب
السير سير القلوب|السير سير القلوب|السير سير القلوب|السير سير القلوب
أسفار الدنيا تقطع بسير الجوارح , لكن أسفار الآخرة لا يكفيها سير الجوارح بل لابد
وأن يتقدمها سير القلوب إلى ربها وخالقها , فلا يعتقد مؤمن أنه سيره إلى الله بجوارحه
فقط عند التزامه الطاعات وابتعاده عن المنكرات سيوصله إليه سبحانه ,
بل أن السير الأول والاهم والأكثر خطورة والأعظم أثرا هو سير القلب .
فالقلب محل نظر الله عز وجل , وهو أساس قبول وتفاضل الأعمال ,
فالله عز وجل لا يقبل في الآخرة إلا القلب السليم فقال سبحانه
" يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ " ,
ويروي مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ " .
ويتقبل الله العمل القليل من القلب المنيب ويثيب عليه الأجر الجزيل ,
ولا يقبل العمل الكبير من قلب غير مخبت لربه , فكما قال ربنا سبحانه "
قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ " ,
فالله غني عن صدقة من يتصدق بها ثم يمن على عباد الله بفساد في قلبه .
ولهذا فكل سير بالجوارح لا يتقدمه ولا يصاحبه سير القلب لله لا قيمة له
ولا أثر ولا يرفع العبد عند ربه , بل قد يكون وبالا على صاحبه وقد يكون سببا
في هلاكه إن افتقر ذلك العمل للإخلاص لله في قلب العبد , فيروي مسلم في
صحيحه عن عن ابي هريرة رضي الله عنه قال :
حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم " أن الله إذا كان يوم القيامة ينزل إلى
العباد ليقضي بينهم ، وكل أمة جاثية فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ،
ورجل قتل في سبيل الله ، ورجل كثير المال .
فيقول الله للقارئ : ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي ؟
قال : بلى ، يارب .
قال : فماذا عملت فيما علمت ؟
قال كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار ،
فيقول الله : كذبت ، وتقول الملائكة : كذبت ،
ويقول الله له : بل أردت أن يقال فلان قارئ . وقد قيل ذلك .
ويؤتى بصاحب المال . فيقول الله : ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج لأحد .
قال : بلى ، يارب
قال : فماذا عملت فيما آتيتك ؟
قال : كنت أصل الرحم وأتصدق .
قال : كذبت ، وتقول له الملائكة : كذبت .
ويقول الله : بل أردت ان يقال : فلان جواد . فقد قيل ذلك .
ثم يؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقول الله : فبماذا قتلت ؟
فيقول : أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت .
فيقول الله له : كذبت ، وتقول له الملائكة : كذبت .
ويقول الله : بل أردت أن يقال : فلان جريءٌ .فقد قيل ذلك .
ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتي .
فقال : يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة "
ولهذا فعندما يسير المؤمن إلى ربه بقلبه يحاول أن يتغلب في طريقه على
الأكدار التي تتعلق به , وأن يجتاز فيه العوائق التي تصرفه عن غايته ,
وحينها يحتاج لقوة يستطيع أن يدفع بها غوائل الشهوة والشبهة عن قلبه
ولكي يصح اتجاهه وسيره لربه كلما انحرف عن مبتغاه وليتزود بالقوة التي
تعينه على مواصلة السير على الطريق .
وأول الطريق ووسطه وخاتمته معرفة العبد لربه ومعرفته لقدر نفسه ,
فيتفكر المؤمن في فقره مع غنى ربه , وضعفه مع قوة ربه , وبذلته مع عزة ربه ,
فيشعر بقيمته الحقيقية دون زيف أو ادعاء قدرة , فيوقن أنه لا يقدر على فعل شيئ
إلا بإذن ربه , ويعلم أنه لا يصل بعقله لنفع نفسه بل الخير كل الخير
في أتباعه لأوامر ربه والانتهاء عن نواهيه
ينظر المؤمن حوله , فيرى الناس عند ابتعادهم عن ربهم يتهارجون تهارج الحمر في البرية
, لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا , يتمسكون بعقولهم ويعادون شريعة ربهم
, فيجدهم وقد استحالت حياتهم جحيما لا يطاق , وانقلبت معيشتهم إلى شريعة غاب
لا قيم فيها ولا أخلاق , يأخذون من دنياهم بحسب قوتهم ويمسون بعد ذلك جيفا
يلعن آخرَهم أولُهم , وصدق فيهم قول الله عز وجل
" وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى"
ونثق أنه سيسأله ربه تعالى يوم القيامة " قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً"
وسيرد عليه ربنا سبحانه " قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى" .
ولا يطمع امرؤ في سلامة قلبه على الدوام , فلا يسلم القلب من التقلب أبدا
, وتعرض الفتن على القلوب كل لحظة , ولا يدري المؤمن في أي فتنة يقع قلبه
, فلا يطمئن مؤمن إلا بعد أن يضع إحدى قدميه في الجنة .
والمؤمن يتفقد قلبه باستمرار , يتفقد نيته في كل عمل , ويتفقد حياته وحيويته
في الأعمال الصالحة فان لم يجده فينبغي عليه مراجعة نفسه والبحث عن قلبه
واستعادته , فيقول ابن مسعود رضي الله عنه "
أطلب قلبك في ثلاثة مواطن : عند سماع القرآن , وفى مجالس الذكر ,
وفى أوقات الخلوة , فان لم تجده في هذه المواطن فاسأل الله يمن عليك بقلب ,
فانه لا قلب لك "
وحينما يفتش عن أسباب غفلته , فيقف على أسباب وحشته
, فلابد له أن يحاول بعدها أن يزيل العوائق التي تحول بينه وبين الوصول لربه
, فيقول الحسن البصري عن حال المؤمن والفاجر في تفقد قلبيهما
" إنَّ الْمُؤْمِن وَاَللَّه مَا نَرَاهُ إِلَّا يَلُوم نَفْسه : مَا أَرَدْت بِكَلِمَتِي مَا أَرَدْت بِأَكْلَتِي
مَا أَرَدْت بِحَدِيثِ نَفْسِي , وَإِنَّ الْفَاجِر يَمْضِي قُدُمًا مَا يُعَاتِب نَفْسه " .
ودائما ما تجد المؤمن يضن بلحظات سعادة القرب من الله ويخشى ضياعها منه
بسبب معصيته ويخشى فواتها بغفلة قلبه , فما أجملها من سعادة لا يشعر بها
ولا يعلم عنها شيئا من حرم منها ,
فما اصدق إبراهيم بن أدهم التابعي الجليل حين عبر لحظة صفاء قلب وسعادة غامرة
فقال:" لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من سعادة لجالدونا عليها بالسيوف " .
وكان صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم يتفقدون قلوبهم , فيشتكي أحدهم
ما لقي من قساوة قلبه لحبيبه صلى الله عليه وسلم , فكان يوصيهم بما يرقق
قلوبهم بمخالطة الضعفاء والمساكين فهذا انفع للقلوب من مخالطة السادة والكبراء
ووجهاء الناس , فيروي الإمام أحمد بإسناد حسن
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم
قسوة قلبه ، فقال: " امسح رأس اليتيم ، وأطعم المسكين " .
دمتم فى حفظ الرحمن وعلى طاعته
السير سير القلوب|السير سير القلوب|السير سير القلوب|السير سير القلوب
السير سير القلوب|السير سير القلوب|السير سير القلوب|السير سير القلوب
السير سير القلوب|السير سير القلوب|السير سير القلوب|السير سير القلوب
السير سير القلوب|السير سير القلوب|السير سير القلوب|السير سير القلوب
التعديل الأخير تم بواسطة همسات مسلمة ; 01-06-2015 الساعة 02:59 AM
|