تفريغ الحلقة السابعة من برنامج ايام عمر-مُقدمة من فريق اسود الدعوة
تفريغ الحلقة السابعة من برنامج ايام عمر-مُقدمة من فريق اسود الدعوة
تفريغ الحلقة السابعة من برنامج ايام عمر-مُقدمة من فريق اسود الدعوة
الحمدُ لله ، و الصلآآآة و السلاآآم على رسولِ الله ، محمدٍ ابن عبد الله ، و على آله و اصحابة
و التابعين الى يوم الديــن ، و بــــعد :
حياآأكــم الله اخوتــي و اخواتي في الله اعضاء و زوار منتدانا الغاآألــي منتدى مونمس ، و اخصّ
بالتحية متابعيننا الكرام الذين يتابعون تفريغ حلقات هذا البرنامج المبارك ،،
بدأنا مشوار التفريغ و لله الحمد ، حتى وصلنا الى الحلقة السابعة بفضل من الله ومنة نحمدهُ سبحانه ان
يسر لنا هذا ، ونسأله بعظيم منه و كرمه ان يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه لا يدخله سمعه و لا رياءا .
و الان نترككم مع الحلقة ,,
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين أما بعد :
عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد , الرجلان في القمة , وهما من كبار الصحابةأحدهما الملهم المحدث الذي
ملأ الارض عدلاً وأمنا والآخر القائد المظفر الذي لم يذق طعم الهزيمة أبدا في أي معركة تولاها وهو الذي
سمّاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " سيف الله المسلول " ، " ومن تقطعت في يدي تسعة
أسياف يوم مؤتة " ؛ والغريب في الامر أنه ليس أشد ولا أنكى على أهل الأهواء وأعداء الملة والدين من
عمر ومن خالد ، ذلك هو السر في عدائهم الشديد لهذين الرجلين العظيمين .. بقصد النيل من الاسلام
من خلال الطعن فيهما وهما الذين ما علم التاريخ أحداً أبلى بلاءهما في الاسلام , ولا أشد نكاية على
أعدائه منهما .
دعونا في هذه الحلقة نستعرض العلاقة التي قامت بين هذين الرجلين العظيمين .
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " لم أعزل خالداً عن سخط ولا خيانة
ولكن الناس فُتنوا به , فخفت أن يُوكلوا ويُبتلوا به
فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع , وألا يكونوا بعرض فتنة " .
في هذه الحلقة لسنا نريد إنصاف عمر وخالد , فكل من منهما أكبر ان نتحدث عنهما في هذا الزمان لكنها
محاولة لمعرفة كلٍ من هذين العملاقين العظيمين ، كل منهما من خلال الآخر , كدرس من دروس مدرسة
عمر فلنشاهد ولنعي ولنفهم كيف هي منزلة خالد عند عمر رضي الله عنهما .
روى الثوري أنه قيل لعمر عند موته : استخلف - اجعل بعدنا خليفة - فقال عمر :لو أدركت خالد بن الوليد لوليته ,
ثم قدمت على ربي فقال لي : من أستخلفت على امة محمد ؟ لقلت : سمعت عبدك وخليلك رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم يقول : " خالد سيف من سيوف الله سلّه الله على المشركين" .
وقال عمر : أمّر خالد نفسه , لقد كان أبو بكر أعلم مني بالرجال وتحدث عمر الى خالد يوماً , فقال : " يا خالد والله
إنك عليّ لكريم وإنك إليّ لحبيب , ولن تعاتبني بعد اليوم على شيء " .
في معركة اليرموك يقف خالد بن الوليد في جنود الله في ثلاثين ألفاً يقاتلون مائتين وأربعين ألفاً قال بعض
المسلمين : " يا خالد ما أكثر الروم " , فقال له خالد : " بل قل ما أقل الروم ؛ إنما يكثر القوم بنصر الله ,
وددت أنهم قد أضعفوا لنا العدد , وأن الأشقر - أي خيله - قد برأ من وجعه " ، لبس خالد أكفانه , وقال :
" موعود الله أتى " , وخرج وصفّ جيشه وبدأت المعركة وأثناء معركة اليرومك مات أبو بكر رضي الله عنه ! ,
وتولى الخلافة بعده عمر رضي الله عنه فاتخذ مرسوماً عمرُ في خلافته الجديدة أن يعزل خالد بن الوليد !
سيف الله يعزله عن القيادة ! ويولي مكانه أبا عبيدة بن الجراح ويأتي الامر الى أبي عبيدة , فماذا فعل ؟
مــاذا فعل ؟
أثناء المعركة أخفى أبو عبيدة كتاب عمر , ولم يخبر خالداً بأن عمر قد عزله حتى انتهت المعركة , فلما انتهت
قام أبو عبيدة وأخبر خالداً بهذا الامر تعجب خالد وقال : " ولمَ لم تخبرني يا أبا عبيدة ؟ والله ما قاتلت بالامس
لعمر ولن أقاتل اليوم لعمر ولكني أقاتل لله رب العالمين " .
يقاتل لله وهو قائد ! , ويقاتل لله وهو جندي بعد أن يعزل ! ؛ لأنه ما أراد بعمله إلا وجه الله , لا يهمه منصب
ولا قيادة ! , ومن أراد بعمله الدنيا فما له عند الله من خلاق ولمّا سُئل الفاروق عن سبب عزله لخالد بن الوليد ,
قال عمر رضي الله عنه : " لم أعزل خالداً عن سخطٍ ولا خيانة , ولكن الناس فُتنوا به , فخفت أن يُوكلوا
ويُبتلوا به ، فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع , وألا يكونوا بعرض فتنة " .
الله اكبر ! , انظروا الى عمر , الى حرصه على جناب التوحيد وإخلاص التوكل عليه خاف من أن يظن الناس
أن النصر لشجاعة خالد وأن الفتح لبطولة خالد ! وهو الذي ما أنهزم قط ! , خالد ما ذاق طعم الهزيمة أبدا
-
تسعون معركة مرت محجلة .. من بعد عشر بنان الفتح يحصيها
وخالد في سبيل الله مشعـلها .. وخالد في سبيل الله مـذكيها
ما نازل الفرس إلا خاب نازلهـم.. ولارمى الروم إلا طــاش راميها
-
هذا خالد..!!
فأراد الفاروق رضي الله عنه أن يحفظ المسلمين من الوقوع في هذه الفتنة - الله أكبر- ليت أبا حفص
وأبا سليمان يعلمان أننا اليوم قد قست قلوبنا بالشهوات ، أصابتنا العطالة والبطالة والتهور والتواكل والتكاسل ؛
عن أفرضِ فرائض الإسلام وعن أكبر أركان الإسلام وعن ذروة سنام الإسلام ؛ نسكن القصور والفلل ونجلس
على الفرش ونركب السيارات أقوياء في الدنيا ، شجعان للدرهم والدينار، أذكياء في أعمالنا ، نشطاء في
وظائفنا لكننا مع الله لم نقم بواجبنا وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوع وشدة وعطش ولكنهم
في جهاد ؛ يقومون الليل ، ويصومون النهار ، ويتلون كتاب الله ويجاهدون في سبيل الله - يارب فابعث لنا
من مثلهم نفراً يشيدون لنا مجداً أضعناه - .
أيها الأخوة إنما جاهد خالد لأعلاء كلمة الله حتى استقرت في غالب اسقاع المعمورة ، ويأتي خالد رضي الله
عنه بعد ان تنتهي المعارك يأتي إلى حمص في أرض الشام ليعود إلى أهله بعد رحلة الجهاد الطويل ،
يُقبل الناس بعدها على الغنائم وعلى رفع الدور والقصور ويقبل خالد في آخر أيامه - يقبل على آيات الله و
على كلام الله- كان خالد لما كبرت سِنه إذا صلى الفجر أخذ مصحفاً فينشره بين يديه ويقرأ حتى يقترب وقت
الظهر ؛ يقول أهل العلم كان خالد إذا قرأ القرآن يبكي ويقول : " شغلني الجهاد عن القرآن " ، خالد يقول هذا
الكلام يقول شغلني الجهاد ذروة سلام الإسلام ، -شغلني الجهاد عن القرآن- يتحسر على حياته والله
ماضاعت حياته إنها لحياة محفوظة عند رب العالمين ماشغله عن القرآن إلا الجهاد ، فماذا نقول نحن ونحن
في زمن الفتن ..!! هل شغلنا الجهاد عن القرآن لنعتذر به عند الله يوم القيامة ..؟
أم شغلتنا الشهوات والمعاصي..؟ ولاحول ولاقوة إلا بالله .
روى ابن عساكر قال دخل أبو الدرداء على خالد في مرض موته فقال خالد : " يا أبا الدرداء لأن مات عمر لتريّن
أموراً تُنكرها فقد وجدت عليه في نفسي أموراً " - يقول خالد وجدت في نفسي أمور على عمر واستنكرتها ؛
يقول لما تدبرتها في مرضي هذا وحضرني من الله حاضر عرفت أن عمر كان يريد وجه الله بكل مافعل انظروا
إلى حسن الإعتذار سبحان الله -.
من هذه المرآه نرى انعكاسات مافعل عمر في خالد ونسمع صداها في تقدير خالد لعمر وهو الذي عزله
عن قيادة الجيوس الإسلامية الفاتحة كلٌ في رضى الله فعل مافعل ، وكلٌ في سبيل الله لاقى ما لاقى
ولم يكن عند أولئك الكبار شيء أحب إليهم من تحمل العنت والمشاق في سبيل الله ؛ طهارةٌ في القلوب ،
وصدقٌ في الإيمان ، ومبالغةٌ في العدل فـ رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم .
ويأتي خبر وفاة خالد إلى عمر ابن الخطاب رضي الله عنه بالمدينة وهو الذي يعرف قيمة خالد فيضل واقفاً
يرتعش ويرتعد ويقول : " إنا لله وإنا إليه راجعون ، والله يا أبا سليمان لقد عشت سعيداً ، ومت حميداً وماعند
الله خير ".. ثم يبكي عمر رضي الله عنه ويقول : "مضوا وخلفوني وحدي " ثم أخذ عمر بردته يجرها وجلس
في المسجد وحده يبكي وأخذ يضرب رجله بعصى عنده أرتجت المدينة بالبكاء لمصابهم بخالد سيف الله
المسلول ويأتي رجل إلى عمر ويقول : ياأمير المؤمنين إن نسائنا يبكين ويندبن خالدا ؛ قال عمر : ثكلتك أمك
أسكت دعهن على مثل أبي سليمان فلتبكي البواكي .
كان بين خالد وبين عمر مثل مابين البشر من الإحن في بعض الأمور ، لكن لما حضرت الوفاة خالد ابن الوليد
هل تدرون إلى من أوصى أن يُقسم تركته وصدقاته وعقاره ..!!
قال : بلغوا عمر ابن الخطاب عني السلام وقولوا له قد جعلت وصيتي وتركتي وإنفاذ عهدي إلى عمر ابن
الخطاب رضي الله عنه فلما أخبرو عمر وكان واقفاً بكى حتى جلس ومن هذه الوصية نصنع أحجاراً نلقمها
في أفواه الذين أرادوا أن يحطوا من قدر أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ومن منزلة سيف الله
خالد رضي الله عنهما وأرضاهما ومن منزلة أي عظيم من العظماء الذين رباهم وعلمهم أستاذ العظماء أستاذ
الدنيا نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين .
- - -
و حرصاً من فريق اسود الدعوة على الاستفادة الكاملة من الحلقة نقدم لكم مقطع الحلقة
بمشاهدة مباشرة ..
-
-
وفي الختاام ،، نسأل الله تعالى ان ينفعنا بما قرأنا و سمعنا و رأينااآ .. ما كان من توفيق فمن الله
وحده ، و ما كان من خطأ فمن انفسنا و الشيطــآآن ,,
- - -