«أشادوا بدورها في ثورة يناير... وبمشاركتها القوية في مختلف الاستحقاقات الديمقراطية .. من استفتاء على الدستور لانتخابات الرئاسة والبرلمان.. كان لها الحضور اللافت.. وفي النهاية قدموا لها المكافأة .. رصاصات غادرة، سكنت في قلب نصف المجتمع».
لم تكن شهيدات مصر اللاتي سقطن برصاص بلطجية خلال مظاهرات جمعة كسر الانقلاب، مجرد أرقام أضيفت لقائمة من سقطوا منذ إعلان الجيش عزل الرئيس محمد مرسي، بل يبدو الأمر كما لو أن هذه الدماء جعلت من المرأة المصرية، ليست فقط مشاركاً للرجل في الثورة على الاستبداد وطلب الحرية، بل قائدة لثورة شعبية جديدة تتصدر مسيراتها وفعالياتها النساء لأول مرة منذ ثورة 25 يناير.
ولعل الظهور اللافت للمرأة في مختلف فعاليات اعتصام رافضي الانقلاب العسكري برابعة العدوية، خير دليل على أن نساء مصر قررن أن يقدن بأنفسهم صحوة الشعب ضد الردة على الديمقراطية والحرية، فالمرأة التي تتظاهر وتعتصم في الميادين، نزلت من بيتها واصطحبت معها الزوج والأخ والابن والأب، أسرة كاملة، وجدت طريقها للميدان، بفضل هذه المرأة التي لم تقود أسرتها فحسب، بل قدمت دماءها فداء لوطن يأمل أبناءه أن يعود من جديد، وطناً للكرامة والحرية.