أول وقف خيري عرف في الإسلام هو وقف سبع بساتين بالمدينة، كانت لرجل
يهودي اسمه مخبريق أوصى بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين عزم على القتال
مع المسلمين في غزوة أحد، قال في وصيته: "إن أصبت ـ أي قتلت، فأموالي لمحمد ـ يضعها حيث أراه الله، فقتل، وحاز النبي صلى الله عليه وسلم تلك البساتين السبعة،
فتصدق بها، أي حبسها. ومضى الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ على ما سنه النبي
صلى الله عليه وسلم، وعملوا بما حث عليه من الإكثار من الصدقة والإنفاق
مما يحبون، وسجلوا أروع الأمثلة في التطوع بأحب أموالهم إليهم.
من تلك الأمثلة وقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقيل هو ثاني وقف في الإسلام،
ففي الحديث أنه أصاب أرضاً بخيبر، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وقال: يا رسول الله: أصبت مالاً بخيبر لم أصب قط مالاً أنفس منه، فبم تأمرني؟
فقال: "إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها". فتصدق بها عمر على ألا تباع ولا توهب
ولا تورث، وتكون (أي منافعها وثمارها) في الفقراء وذوي القربى والرقاب والضيف
وابن السبيل، ولاجناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف ويطعم غير متمول.
ثم تتابعت الأوقاف بعد ذلك في أوجه البر والخير.
::::::::::::::
جزاكى الله خيراً أختى وبارك فيكى
وجعل ما قدمتى فى ميزان حسناتك بإذنه تعالى.