شكراً: 7,337
تم شكره 4,753 مرة في 1,612 مشاركة
|
رد: سعد بن معآذ ../ هذا الذي اهتز لموته عرش الرحمن !!
لقد كان سعد سيداً في قومه ، وكان مشركاً وقتها ، فلما أرسل النبي r
مصعب بن عمير رضي الله عنه سفيراً للدعوة إلى الله تعالى في المدينة المنورة ...
وأسلم سعد على يديه ، فكان إسلامه فاتحة خير على المدينة كلها .
فلقد كان إسلامه سبباً في أن تشرق شمس الإسلام على المدينة كلها .
روى ابن اسحاق : أن أسعد بن زُرارة خرج بمصعب بن عمير يريد به دار بني عبد الأشهل ،
ودار بني ظَفَر ، وكان سعد بن معاذ ( ابن خالة أسعد بن زرارة ) ، فدخل به حائطاً من
حوائط بني ظفر . على بئر يقال لها بئر مَرَقٍ ، فجلسا في الحائط ، واجتمع إليهما رجال ممن أسلم , وسعد بن معاذ و أُسيد بن حُضير , يومئذ سيدا قومهما من بني عبد الأشهل ,
وكلاهما مشرك على دين قومه , فلما سمعا به قال سعد ابن معاذ لأسيد بن الحضير :
لا أبا لك , انطلق إلى هذين الرجلين اللذين قد أتيا دارينا ليُسفَّها ضعفاءنا , فازجُرهما
وانههما عن أن يأتيا دارينا , فإنه لولا أن أسعد بن زرارة مني حيث ما قد علمت كفيتُك ذلك ,
هو ابن خالتي ولا أجد عليه مقدماً , قال : فأخذ أسيد بن حضير حربته ثم أقبل إليهما ،
فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب بن عمير : هذا سيد قومه قد جاءك فاصدُق الله فيه ؛
قال مصعب : إن يجلس أكلمه .
قال : فوقف عليهما متشتماً , فقال : ما جاء بكما إلينا تسفّهان ضعفاءنا ؟
اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة ؛ فقال مصعب له : أَوَ تجلسُ فتسمعَ فإن رضيتَ أمراً قبلته ,
وإن كرهته كُفّ عنك ما تكره ؟
قال : أنصفتَ ,ثم ركز حربته وجلس إليهما , فكلمه مصعب بالإسلام ,
وقرأ عليه القرآن ؛ فقالا , فيما يذكر عنهما : والله لعرفنا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم
في إشراقه وتسهّله , ثم قال : ما أحسن هذا الكلام و أجمله !
كيف تصنعون إذا اردتم أن تدخلو في هذا الدين ؟
قالا له : تغتسل وتطهّر ثوبيك ثم تشهد شهادة الحق , ثم تصلي ,
فقام واغتسل وطهر ثوبيه , وتشهد شهادة الحق , ثم قام فركع ركعتين , ثم قال لهما :
إنّ ورائي رجلاً إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه, وسأرسله إليكما الآن
,(سعد بن معاذ), ثم أخذ حربته وانصرف إلى سعد وقومه وهم جلوس في ناديهم ,
فلما نظر إليه سعد بن معاذ مقبلاً قال : أحلف بالله لقد جاءكم أُسيد بغير الوجه الذي
ذهب به من عندكم , فلما وقف على النادي قال له سعد : ما فعلت ؟
قال : كلمت الرجلين , فوالله ما رأيت بهما بأساً, وقد نهيتهما فقالا : نفعل ما أحببتَ ,
وقد حُدّثت أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زراره ليقتلوه , وذلك أنهم قد عرفوا
أنه ابن خالتك ليخفروك* .
قال : فقام سعد مُغضباً مبادراً , تخوفاً للذي ذُكر له من بني حارثة ,
فأخذ الحربة من يده ثم قال : والله ما أراك أغنيت شيئاً , ثم خرج إليهما ؛فلما رآهما
سعدٌ مطمئنين عرف أن أسيداً إنما أراد منه أن يسمع منهما , فوقف عليهما متشتماً ,
ثم قال لأسعد بن زرارة : يا أبا أمامة أما والله لولا ما بيني وبينك من القرابة ما رُمت هذا مني
, أتغشانا في دارينا بما نكره ؟
وقد قال اسعد ابن زرارة لمصعب بن عمير : أي مصعب , جاءك والله سيدُ مَنْ وراءه قومه ,
إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان ,قال :فقال مصعب:أَوَ تقعد فتسمع ,فإن رضيت أمراً
ورغبت فيه قبلته, وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره؟ قال سعد: أنصفت .
ثم ركز الحربة وجلس, فعرض عليه الإسلام وقرأ عليه القرآن . قال : فعرفنا والله في وجهه
الإسلام قبل أن يتكلم ,لإشراقه وتسهله ؛ثم قال لهما: كيف تصنعون إذا انتم أسلمتم
ودخلتم في هذا الدين ؟
قالا تغتسل فتطهر وتطهر ثوبيك ثم تشهَّد شهادة الحق , ثم تصلي ركعتين ,
قال : فقام واغتسل وطهر ثوبيه , وتشهد شهادة الحق ثم ركع ركعتين ثم أخذ حربته فأقبل
عامداً إلى نادي قومه ومعه أسيد ابن حضير .
قال : فلما رآه قومه مقبلاً قالوا : نحلف بالله لقد رجع إليكم سعدٌ بغير الوجه الذي ذهب به
من عندكم , فلما وقف عليهم قال : يا بني عبد الاشهل , كيف تعلمون أمري فيكم؟
قالوا : سيدنا وأوصلنا وأفضلنا رأياً وإيماناَ نقيبة ؛ قال : فإن كلام رجالكم ونسائكم عليَّ حرامٌ
حتى تؤمنوا بالله ورسوله.
قالا : فوالله ما أمسى في دار بني الأشهل رجلٌ ولا امرأة إلا مسلماً ومسلمة , ورجع أسعد
ومصعب إلى منزل أسعد بن زرارة , فأقام عنده يدعو الناس إلى الإسلام ,حتى لم تبق دار
من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون .
وهكذا أسلم سعد رضي الله عنه وحمل أمانه هذا الدين على أعناقه وذهب يدعو الناس إلى
دين الملك جل وعلا وقلبه يتلهف شوقاً لرؤية النبي r ... وهكذا تكون ثمرة الدعوة الرحيمة ,
فلما أذن الله لحبيبه r بالهجرة فرح سعد بمقدم النبي r فرحاً لا يستطيع القلم وصفه وظل
ملازماً له يقبس من علمه وهديه وأخلاقه ...
وأحبَّ النبي r حُباً جعله يتمنى أن يفديه بنفسه وماله.
|