صدقني هي فرصة نادرة كي تعرف طعم البرزخ ..
حين تنهض من ركام النوم وتنفض عنك غبار الموت ..
وتتذكر أنه لا شيء ينتظرك فعلا ولا أحد يترقب بعثك من جديد ..
لا وجد من يتلهف لسماع صوتك ولا متشوق لرؤية وجهك
لا يوجد اية اتصالات فائتة على جهازك ولا رسائل في بريدك ..
وكأنه لم يفتقدك أحد ولم ينتبه أحد لغيابك ولم يعيرك أحد اهتمامه ..
حينها فقط تكتشف انك ميت حيّ .. وأنك تحيا على هامش الآخرين ..
حينها فقط تلملم غطائك وتدفن نفسك مرة أخرى في السرير ..
ربما لو فاحت رائحتك .. سيشعرون بوجودك الغائب ..
هل جربت أن تنام يوما كاملا ؟؟
لأنك اكتشفت ذات حزن أن وجودك مزعج لأحد الأشخاص أو أحد الأصدقاء ..
ولكن حين يصير وجودك مزعج لكل شخص ..حينها عليك أن تموت بسرعة ..
صدقني النوم لا يكفي والهرب لا يكفي والنوم لا يكفي .. الموت فقط يكفي ..
لا تنتظر أن يرمموا صورتك التي اهترأت في موسم الخريف دون إذنك ..
لا تتوقع أن يحيكوا لك كفنا زاهي الألوان يليق بحجم حياتك الرمادية ..
لا تتمنّى أن يحملوك في تابوت فاخر حين لم يحملوك يوما في ذاكرتهم ..
فقط الموت سيكون أقسى صفعة على وجوههم الباردة التي لم تشعر بك ..
فقط الموت سيكون سخيا في احترامك وتقدير حياتك الفارغة منهم ؟؟
هل جربت أن تنام يوما كاملا ؟؟
لأنك أكتشفت أن الواقع ليس كريما معك بقدر الأحلام التي تتعاطاها في النوم ..
ولكن الحلم كان يعاود افتراسك بكل نفخة جديدة تعيدك للحياة التي هربت منها ..
يردّ لك الضحكة التي تيبست على الشفاه ويعيد لك السخرية المعادة التصنيع ..
ويجلدك بالمفاجآت المتوقعة ويعلقّ رغباتك على مقصلة كلمة يا ريت ..
الحلم كان أكبر من رحلة النعاس التي انتابتك ذات وجع
الحلم كان أكبر من البدايات التي وهبتها بنفسك نهايات مفجعة ..
الحلم كان أكبر من هروبك ومن نومك ومن موتك ومنك أنت .. ؟؟