عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-11-2012, 02:00 AM
الصورة الرمزية همسات مسلمة
همسات مسلمة همسات مسلمة غير متواجد حالياً
مشرفة القسم الإسلامي
 
شكراً: 4,865
تم شكره 5,050 مرة في 2,081 مشاركة

همسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدى









Llahmuh الذئاب لا تعرف الوفاء

 








هذه خاطره ونصيحه من اب يغار على جميع بنت مسلمه

وهو يحاورها قائلآ:


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:


أنا- يا ابنتي- رجل خبرت الحياة وخبرتني، وعاركت الأيام وعاركتني،
وصارعت الليالي وصارعتني، وسحت في الديار شرقها وغربها،
وتعاملت مع النفوس شريفها ووضيعها، فخذي مني نصيحة أب مشفق،
يحب لك الخير ويتمنى لك الرفعة، نصيحة من يرى كرامتك وشرفك ورفعتك
أعز وأغلى عليه من نفسه التي بين جانحتيه.



إي والله- يا بنتي- هذا هو شعور أي أب نحو ابنته، فخذيها واقبليها
وضعيها نصب عينيك، لأني أرى سهاماً نحوك مرصودة قد أصابت حرابها،
وأرى شباكاً حولك منصوبة قد امتلأت فخاخها، وأرى الترائي بالرذيلة
قد جرت ثيابها، وأرى البراءة من الفضيلة قد اتسع خرقها، وأرى حولك
قلوباً من الرحمة قد اقفرت، وأرى أمامك عيوناً عن البكاء قد جمدت،
وأرى بوناً شاسعاً بين دخائل القلوب وملامح الوجوه، وأرى كذب
الأسماء عن حقائقها، فالإجرام والفجور فتوة، والتبذل والتفسخ حرية،
والرذيلة فناً، والربا فائدة، وأم الخبائث- الخمر- مشروباً روحياً،
والانحلال حضارة، ألا ساء ما يزرون،



كل هذا- يا ابنتي- لكي يستمتع بجسدك الطاهر ودمائك النقية ذئاب،
بك متربصة، قد سخروا أقلاماً غلب جهلها على علمها، لبست
لك ثياب النصح والإرشاد، فأقبلوا يخلطون بالبيان شبهاً، وبالدواء
سماً نقاعاً، وبالسبيل الواضح جرداً مضلاً، فالجلود جلود الضأن،
والقلوب قلوب الذئاب،فترى وتسمع منهم حشفاً وسوء كيله، قد
بيتوا أمراً تكالبوا عليه مجمعين على غير هدى ولا مثال سابق
حتى وقع الحافر على الحافر، ألا ساء ما يزرون.



إنهم يخطون نحوك خطواتهم الأولى ثم يدعونك تكملين الطريق،
فلولا لينك ما اشتد عودهم، ولولا رضاك ما أقدموا، أنت فتحت لهم الباب
حين طرقوا فلما نهشوا نهشتهم صرخت "أغيثوني "،
ولو أنك أوصدت دونهم أبوابك، ورأوا منك الحزم والإعراض
لما جرؤ بعدها فاجر أن يقتحم السوار المنيع،

لكنهم صوروا لك الحياة حباً في حب، وغراماً في غرام، وعشقاً في
عشق، فلا تسير ولا تصح الحياة بدون هذا الحب الجنسي الذي
يزعمون، وبه يتشدقون قالوا: لابد من الحب الشريف
العذري بين الشاب والفتاة، والله يقول
:
((فلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفاً (32)
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ
وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ
أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33))) فأي حب هذا الذي يزعمون،
وأي شرف هذا الذي يتشدقون، (( قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ))



لا- يا ابنتي- لا تصدقيهم، ولا تصدقي الذئب،
لا تصدقيه بأنه يطلب منك الحديث فقط، أتراه يكتفي به،
لا، سيطلب المقابلة، فهل يكتفي بهذا؟ لا، سيطلب النظر،
ثم العناق، وثم وثم.،.

فما حديث الحب العذري الشريف إلا شهوة لم تقض، ورغبة لم تتحقق

وما دون ذلك وهم وضلال وكذلك وتدليس على النفس،
إن حديث الحب العذري بين شاب وفتاة خرافة لا تروج شوقه
إلا على المجانين والمراهقين
وأهل الدياثة والخنا.


فلا تستمعي بما زخرفه الشعراء في أمثال، عنترة وعبلة،
وقيس وليلى، وجميل وبثينة، والفرزدق والنوار، وكثير وعزة، وغيرهم.


ولا بما زوره الأدباء في مجدولين، وبول وفرجيني، وكرازبيلا،
والأجنحة المتكسرة، فما هذا إلا صورة من صور الرغبة في الاتصال
الجنسي لم تجد طريقها إلى التنفيذ، إنها غريزة النوع فلا يرويها
إلا ما يتم به، هذه حقيقة ومن أنكرها وجد الرد عليه داخل نفسه،
ففي كل نفس الدليل على أنها حقيقة لا سبيل إلى إنكارها،
و"ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما" أخرجه البخاري .


فالحب العذري الذي يزعمون جوع جنسي، فهل يصدق الجائع
إذا حلف بأغلظ الأيمان أنه لا يريد من المائدة الشهية إلا أن ينظر إليها،
ويشم ريحها من على البعد فقط، كي ينظم في وصفها ا لأشعار
ويصوغ القوافي.


فالضحية أخيراً أنت- يا ابنتي- يأتي الشاب فيغوي الفتاة،
فإذا اشتركا في الإثم ذهب هو خفيفاً نظيفاً، وحملت هي ثمرة
الإثم في حشاها، ثم يتوب هو فينسى المجتمع حوبته، ويقبل توبته،
وتتوب هي فلا يقبل لها المجتمع توبة أبدا، وإذا أراد هذا الشاب
الزواج أعرض عن تلك الفتاة التي أفسدها مترفعا عنها، ومدعيا
أنه لا يتزوج البنات الفاسدات، ولسان حاله يقول:
أميطوا الأذى عن الطريق؟ فإنه من شعب الإيمان،


أين ما أخذه على نفسه من وعود؟ أين ما قطعه من عهود؟
كتبت إحداهن وكانت سليلة مجد ومن بيت عز تستعطف
الذئب بعد أن سلبها عذريتها،


فقالت: "لو كان بي أن أكتب إليك لأجدد عهداً دارساً أو وداً قديماً
ما كتبت سطراً، ولا خططت حرفاً، لأني لا أعتقد أن عهداً مثل عهدك الغادر،
ووداً مثل ودك الكاذب، يستحق أن أحفل به فأذكره، أو آسف عليه فأطلب تجديده، إنك عرفت حين تركتني أن بين جنبي ناراً تضطرم،
وجنيناً يضطرب، تلك للأسف على الماضي، وذاك للخوف من المستقبل،
فلم تبل بذلك، وفررت مني حتى لا تحمل نفسك مؤونة النظر إلى
شقاء أنت صاحبه، ولا تكلف يدك مسح دموع أنت مرسلها،
فهل أستطيع بعد ذلك أن أتصور أنك رجل شريف لا بل لا أستطيع
أن أتصور أنك إنسان، لأنك ما تركت خلة من الخلال المتفرقة في نفوس العجماوات والوحوش الضارية إلا جمعتها في نفسك، وظهرت بها جميعها في مظهر واحد، كذبت علي في دعواك أنك تحبني وما كنت تحب إلا نفسك،
وكل ما في الأمر أنك رأيتني السبيل إلى إرضاء نفساً، فممرت بي في
طريقك إليها، ولولا ذلك ما طرقت لي باباً، ولا رأبت لي وجهاً، خنتني إذا عاهدنني على الزواج، فأخلفت وعدك ذهاباً بنفسك أن تتزوج امرأة مجرمة ساقطة، وما هذه الجريمة ولا تلك السقطة إلا صورة نفسك، وصنعة يدك،
ولولاك ما كنت مجرمة ولا ساقطة، فقد دفعتك - جهدي- حتى عييث بأمرك، فسقطت بين يديك سقوط الطفل الصغير، بين يدي الجبار الكبير،
سرقت عفتي، فأصبح ذليلة النفس حزينة القلب، أستثقل الحياة
وأستبطئ الأجل،
وأي لذة في العيش لامرأة لا تستطيع أن تكون زوجة لرجل ولا أماً لولد!
بل لا تستطيع أن تعيش في مجتمع من هذه المجتمعات البشرية
إلا وهي خافضة رأسها، ترتعد أوصالها، وتذوب أحشاؤها، خوفاً
من تهكم المتهكمين، سلبتني راحتي لأني أصبحت مضطرة
بعد تلك الحادثة إلى الفرار من ذلك القصر... وتلك النعمة الواسعة
وذلك
العيش الراغد إلى منزل لا يعرفني فيه أحد... قتلت أبي وأمي،
فقد علمت أنهما ماتا، وما أحسب موتهما إلا حزناً لفقدي، ويأساً من لقائي، قتلتني لأن ذلك العيش المر الذي شربته من كأسك،
وذلك الهم الذي عالجته بسببك، قد بلغا مبلغهما من جسمي ونفسي


فأصبحت في فراش الموت كالذبالة المحترقة...
فأنت كاذب خادع ولص قاتل، ولا أحسب أن الله
تاركك بدون أن يأخذ لي بحقي منك...




ذئب آخر: "كان من شباب الخلاعة واللهو، علم أن المنزل الذي يجاور
منزله يشتمل على فتاة حسناء من ذوات الثراء والنعمة والرفاهية والرغد،
فرما إليها النظرة الأولى فتعلقها، فكررها أخرى، فبلغت منه،
فتراسلا، تم تزاورا، ثم افترقا، وقد خيمت روايتهما بما تختم به
كل رواية غرامية يمثلها أبناء آدم وحواء على مسرح هذا الوجود،
عادت الفتاة تحمل بين جانحتيها هما يضطرم في فؤادها، وجنيناً
يضطرب في أحشائها، ولقد يكون لها إلى كتمان الأول سبيل،
أما الثاني فسرٌّ مذاع، وحديث مُشاع، إن اتسعت له الصدور،
فلا تتسع له البطون، وإن ضن به اليوم فلا يضن به الغد...
فلما أسهر الهم ليلها، وأقض مضجعها، لم تر لها بداً من الفرار بنفسها،
والنجاة بحياتها، فعمدت إلى ليلة من الليالي الداجية فلبستها وتلفعت بردائها،
ثم رمت بنفسها في بحرها الأسود، فمازالت أمواجها تتلقفها وتترامى
بها حتى قذفت بها إلى شاطىء الفجر، فإذا هي في غرفة مهجورة
في إحدى المنازل البالية، في بعض الأحياء الخاملة
وإذا هي وحيدة في غرفتها لا مؤنس لها إلا ذلك الهم المضطرم.



وتدور عجلة الزمان دورتها، تلك العجلة التي لا حيلة لنا في إيقافها

فماذا كان؟

يغفر المجتمع لهذا الذئب، ويقبل توبته، وينسى زلته، ويعين قاضيا،
وتضع المسكينة طفلتها في تلكم الغرفة المتهالكة، باعت جميع ما تملك
يدها وما يحمل بدنها وما تشتمل عليه غرفتها من حلي وثياب وأثاث،
حتى إذا طار غراب الليل عن مجثمه أسدلت برقعها على وجهها وائنزرت
بمئزرها، وأنشأت تطوف شوارع المدينة وتقطع طرقها، لا تبغي مقصداً
ولا ترى غاية سوى الفرار بنفسها من همها، وهمها لا يزال يسايرها
ويترسم مواقع أقدامها.،.

وفي إحدى الليالي سيق إليها رجل،
كان ينقم عليها شأناً من
شؤون لشهواته ولذاته، فزعم أنها سرقت كيس دراهمه...
ورفع أمرها إلى القضاء... وجاء يوم الفصل.. فسيقت إلى المحكمة،
وفي يدها فتاتها، وقد بلغت السابعة من عمرها فأخذ القاضي
ينظر في القضايا ويحكم فيها... حتى أتى دور الفتاة، فما وقع بصره عليها
حتى شدهت عن نفسها وألم بها من الاضطراب والحيرة ما كاد يذهب
برشدها، ذلك أنها عرفته وعرفت أنه ذلك الفتى الذي كان سبب شقائها،
وعلة بلائها، فنظرت إليه نظرة شزراء،

ثم صرخت صرخة دوى بها المكان دويا وقالت:


"رويدك أيها القاضي، ليس لك أن تكون حكماً في قضيتي،
فكلانا سارق،وكلانا خائن، والخائن لا يقضي على الخائن،
واللص لا يصلح أن يكون قاضيا بين اللصوص "

فعجب القاضي والحاضرون لهذا المنظر الغريب...
وهم أن يدعو الشرطي لإخراجها، فحسرت قناعها عن وجهها،
فنظر إليها نظرة ألم فيها بكل شيء.،،
وعادت الفتاة إلى إتمام حديثها

فقالت:

"أنا سارقة المال، وأنت سارق العرض، والعرض أثمن من المال،
فأنت أكبر مني جناية، وأعظم جرمة، وإن الرجل الذي سرق ماله
ليستطيع أن يعزي نفسه باسترداده أو الاعتياض عنه،
أما الفتاة التي سرقت عرضها فلا عزاء لها؟ لأن العرض الذاهب لا يعود،
لولاك لما سرقت، ولا وصلت إلى ما إليه وصلت، فاترك كرسيك لغيرك،
وقف بجانبي ليحاكمنا القضاء العادل على جريمة واحدة، أنت مدبرها وأنا المسخرة فيها... رأيتك حين دخلت هذا المكان،
وسمعت الحاجب يصرخ لمقدمك، ويستنهض الصفوف للقيام لك !
ورأيت نفسي حين دخلت والعيون تتخطاني والقلوب تقتحمني،

فقلت يا للعجب، كم تكذب العناوين، وكم تخدع الألقاب.،.

أتيت بي إلى هنا، لتحكم علي بالسجن كأن لم يكفك ما أسلفت إلي
من الشقاء حتى أردت أن تجيء بلاحق لذلك السابق،.. ألم تك إنسانا،
فترثى لشقائي وبلائي؟ إن لم تكن عندي وسيلة أمت بها إليك،
فوسيلتي إليك ابنتك هذه فهي الصلة الباقية بيني وبينك.


___________________

ومـا خفى من بلايا ومصائب كان أعظم
نسأل الله العفو والعافية والستر فى الدنيا والآخرة
إنه ولى ذلك ومــــولاه





-:مواضيع أخرى تفيدك:-

Share

التوقيع :
جهلت عيون الناس مافي داخلي
فوجدت ربي بالفؤاد بصيرا
يا أيها الحزن المسافر في دمي

دعني فقلبي لن يكون أسيرا

ربي معي فمن الذي أخشي إذن

مادام ربي يحسن التدبيرا

وهو الذي قد قال في قرآنه

"وكفي بربك هاديا ونصير "
رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ همسات مسلمة على المشاركة المفيدة: