الموضوع
:
اجاثا كرستي 6,7
عرض مشاركة واحدة
01-23-2012, 06:37 PM
رقم المشاركة :
3
المتدور الاسباني
عضو موقوف
الحالة
شكراً: 1,372
تم شكره 1,691 مرة في 741 مشاركة
رد: اجاثا كرستي 6,7
:: العميل السري ::
::
الفصل السابع
::
سافرت مسز سبروت في اليوم التالي الى لندن وتركت بتي في عناية سكان
سان سوسي بعد ان نبهت على الطفلة بعدم ازعاج اهل الدار, وتعلقت بتي بتوبنس
لتلاعبها.. ومنعت الامطار الشديدة خروجهما للنزهة، فلجـأتا الى حجرة نوم الفتاة
واتجهت بتي الى حيث تحتفظ بلعبها فسألتها توبنس أي هذه اللعب تفضل فقالت بتي
:
-
احكي لي حكاية
..
فجذبت توبنس ونظرت الى عنوان الكتاب ثم سألت بتي
..
-
هل
تعجبك أحلام ساندريلا ؟
-
كلا .. انه قذر
..
وتناولت بتي الكتاب وأعادته
الى مكانه وسحبت كتابا آخر من نهاية الرف وكان بنفس العنوان.. فأدركت توبنس أن
الكتب القديمة أهملت وأن مسز سبروت اشترت مجموعة جديدة للطفلة .. انها من الامهات
اللاتي يتطيرن من القذارة .. ويخشين على أطفالهن من عواقبها.. وأخذت بتي تعبث
بالكتاب ثم أعادته وتناولت غيره ثم غيره ، وكانت بتي تختطف الكتب من توبنس وتخبئها
وتحاول هذه العثور عليها.. وهكذا انقضى الصباح دون ان تشعر بمرور الوقت
..
وبعد الغذاء ذهبت بتي الى سريرها، واستدعت مسز اوروك توبنس الى غرفتها
وكانت غرفة ضل النظام طريقه اليها.. تفوح فيها روائح النعناع والنفتالين.. وانتثرت
فيها الصور بغير نظام. صور ابناء وأبناء وأخوة وأبناء اخوة مسز أوروك حتى خيل
لتوبنس انها في معرض للصور. أقيم في العصر الفيكتوري
..
وقالت مسز أوروك
:
-
ان لك طريقة عجيبة في معاملة الاطفال يا مسز بلنكنسوب
-
ان ذلك يرجع الى
طول المدة التي ربيت فيها ولدي
-
ولديك ! سمعت انهم ثلاثة
..
-
آه طبعا
..
انهم ثلاثة .. نعم ثلاثة .. ولكن أعني ولدي المتقاربين في السن فقد كنت أقوم
بتربيتهما وهما في هذه السن تقريبا معا .. هذا ما قصدت
..
-
آه.. اجلسي يا مسز
بلنكنسوب واعتبري نفسك في غرفتك
...
وأحست توبنس بنوع من الضيق الذي يحسه
المرء وهو في زيارة احدى الساحرات
..
وقالت مسز أوروك أخيرا
:
-
والآن يا
عزيزتي .. ما رأيك في سان سوسي ؟
فأجابت توبنس بكلام عام .. ولكن مسز أوروك
قاطعتها بقولها
:
-
أود أن اسألك ما اذا كنت قد لاحظت شيئا غريبا في سان سوسي؟
-
شيئا غريبا! ماذا تعنين ؟ كلا .. لم ألحظ
..
-
حتى ولا عن مسز برينا ؟ فقد
أدركت انك تراقبينها .. بل انك تشددين الرقابة عليها
..
واحمر وجه توبنس ولكنها
تمالكت نفسها وقالت
:
-
انها .. انها .. سيدة حلوة المعشر
..
-
اذن هي ليست
..
أعني انها سيدة مجتمعات .. اذا كان الظاهر كالباطن.. ولكن اذا لم تكن .. أ هذا
هو رأيك ؟
-
الواقع يا مسز أوروك انني لا أفهم .. سيدة مجتمعات.. تتظاهر.. لم
تكن .. ماذا تعنين ؟
-
ألم يخطر ببالك يوما ان أية واحدة منا قد تكون فعلا خلاف
ما تتظاهر به أمام الناس؟ فالمستر ميدوز مثلا .. يبدو لي أنه رجل غريب التصرفات
..
فأحيانا أراه يمثل الرجل الانجليزي الغبي المحدود الأفق وأحيانا أسمع منه كلمة أو
أرى منه ما يدل على أنه أبعد الناس عن الغباء.. ألا ترين في هذا غرابة ؟
فأجابت
توبنس بحزم
:
-
أوه . انني لا أرى في مستر ميدوز الا نموذجا للرجل العادي
..
-
اذن هناك غيره .. وأظن أنك تعرفين واحدا منهم على الاقل
..
فهزت توبنس
رأسها نفيا
..
فعادت مسز أوروك تقول
:
-
ان الاسم الذي أصده يبدأ بحرف ( ش
) ..
ولم تستطع توبنس أن تتمالك أعصابها أكثر من ذلك .. وظهرت عليها أمارات الغضب
، فقد خيل إليها أنها في موقف استجواب .. وأن عليها أن تدافع عن شيء عزيز عليها
فقال في حدة
:
-
ان كنت تقصدين شيلا فهي فتاة طائشة ثائرة,, وقد كنا جميعا كذلك
في مثل سنها
..
-
لا .. لا . لا .. ليست هذه من أقصد .. ألا تعلمين أن اسم مس
منتون الأول " شيرلي
" ..
-
أوه .. اذن تقصدين مس منتون ؟
-
لا ,, ليس هذا
ما أقصد .. ولكن
..
ولم تقو توبنس على احتمال الموقف أكثر من ذلك .. ان هذه
السيدة تتلاعب بها كما يتلاعب القط بالفار.. فقامت توبنس من مكانها واتجهت نحو
الشرفة تراقب نزول المطر وقد تضاربت الافكار في رأسها .. فكيف تتخلص من موقفها هذا
؟ وكيف سمحت لنفسها أن تقع في هذا الشرك .. وتوقف تفكيرها لحظة .. رأت خلال النافذة
تلك المرأة التي كانت تحادث كارل فون دينيم منذ أيام .. وكانت تتلفت يمنة ويسرة
بعينين جامدتين لا حياة فيهما .. حتى خيل لتوبنس انها تمثال يتحرك.. وكانت تتطلع
وتتطلع الى نوافذ سان سوسي .. وليس في نظراتها أي معنى.. رباه.. بل هناك معنى واضح
كل الوضوح انها نظرات مجنون وطافت برأس توبنس خيالات عديدة . ان هذه المرأة تمثل
الاشباح التي تسكن البيوت المهجورة.. واستدارت توبنس لتواجه مسز أوروك وغمغمت ببضعة
ألفاظ ثم اندفعت سريعا من باب الحجرة.. ونزلت الدرج .. فالحديقة .. فالطريق .. إلى
قمة التل .. فلما وصلت كانت المرأة قد اختفت .. فعادت توبنس من جديد الى الحديقة
وأخذت تجول فيها .. بين الشجيرات غير عابئة بما أصابها من هطول الامطار.. وكانت
تقتفي آثار أقدام المرأة الغريبة متوقعة أن تقودها هذه الآثار إلى حيث اختفت فجأة
..
وقادتها الآثار الى ابواب الفيلا ، فأحست توبنس باختناق لم تدر له سببا وشعرت ان
نكبة ما وشيكة الوقوع فقد حدثها انقباض قلبها بذلك .. ولكمها لم تستطع ان تخمن ما
هذه النكبة ؟ .. وما كان يخطر ببال مخلوق أن يخمن
..
وبعد أن اعتدل الجو
وانقطع المطر ساعدت مس منتون بتي على ارتداء ملابس الخروج استعدادا لنزهة في
المدينة القريبة.. ولتشتري مس منتون لبتي إوزة من البلاستيك ، وكانت بتي تصيح في
أرجاء الدار جزلة
..
ولاحظت توبنس عندما دخلت باب الدار ان هناك عودين من
الثقاب قد ألقيا على المنضدة التي تتوسط الردهة الخارجية في غير عناية ، فعرفت ان
مستر ميدوز يقضي الوقت في مراقبة مسز برينا ، فاتجهت توبنس الى حجرة الانتظار ووجدت
مستر ومسز كايلي وكان زوجها في حالة يرثى لها .. يشكو الضجيج الذي تحدثه الطفلة
ويقول انه لم يأتي الى سان سوسي الى هربا من الضجيج
..
فقالت توبنس
:
-
من
الصعب التحكم في الاطفال وهم في هذه السن
..
-
هه .. هذا كلام لا معنى له
..
انها آفة العصر الحديث .. أن يترك الاطفال يعبثون كما يحلو لهم
.
فقالت توبنس
تغير مجرى الحديث
:
-
أود أن تحدثني عن رأيك الخاص في طرق المعيشة في ألمانيا ،
فقد سمعت أنك قمت برحلات إلى بلاد كثيرة
..
-
انني كما تقولين يا سيدتي العزيزة
..
رجل ذو تجارب وخبرة وفي رأيي انه يجب ان تتفاهم بريطانيا وألمانيا .. فالنظام
النازي في رأيي هو خير الأنظمة صلاحية للبلدين
..
وقطع الحديث دخول مس منتون
تتبعها الطفلة حاملة إوزتها الجديدة
..
وما هي الا لحظات حتى أعد الشاي
..
وفي تلك الفترة رؤيت مسز سبروت داخلة بعد عودتها من لندن وهي تقول
:
-
أرجو الا
تكون بتي قد أزعجت أحدا
..
ثم وجهت الحديث للطفلة
:
-
كيف قضيت الوقت يا
بتي؟
-
قذر
..
ولم يعلق أحد على رد الطفلة اذ كان مفهوما أنها لا تعني
ما تقول وأخذت مسز سبروت تتحدث عن مشترياتها من لندن خلال احتسائها الشاي.. وانتقل
الجميع الى الشرفة فقد بدات الشمس تتسرب من تحت الغمام.. وكانت بتي تملأ الجو
بدعابتها وجريها في كل مكان.. واستمر الحال كذلك .. والنزلاء يتحدثون عن الاشاعات
وما ينتظر ان يحدث حتى قطعت مسز سبروت الحديث فجأة قائلة
:
-
انها السابعة اآن
..
كان يجب ان تنام الطفلة منذ ساعات ... بتي .. بتي ..بتي
..
ولم يكن أحد يلحظ
غياب الطفلة في أثناء الحديث .. وعادت مسز سبروت تصيح وقد تزايد قلقها
..
-
بتي
..
أين أنت؟
وقامت مسز سبروت تبحث عن الطفلة
..
وقاتل مس منتون ان الطفلة
لا بد أن تكون في مكان ما
..
وقالت توبنس لا بد انها اختبأت في المطبخ اذ كان
أطفالها يختبئون فيه
..
ودار البحث في كل مكان .. ولكن بدون جدوى . فقد اختفت
الطفلة اختفاء تاما
..
وظهر الغضب على وجه مسز سبروت .. وقالت
:
-
ربما تكون
قد خرجت من الفيلا .. ؟
فخرجت توبنس مع مسز سبروت ووقفتا تتلفتان هنا وهناك،
ولكنهما لم يريا سوى صبي على دراجة يحادث خادمة الفيلا المواجهة لسان سوسي
..
فتقدمت توبنس نحو الصبي وسألته اذا ما كان قد رأى فتاة صغيرة تخرج من الفيلا فأجابت
الخادمة
:
-
أهي تلبس فستانا قصيرا أخضر اللون ؟ رأيتها منذ نحو نصف ساعة
..
تسير في هذا الطريق مع سيدة
..
-
سيدة ..! أي سيدة
..!
-
انها سيدة
..
غريبة الهيئة .. و على كتفيها شال رخيص .. فخيل الي انها احدى المتسولات .. واني
اذكر اني رأيتها أكثر من مرة تحوم حول هذا المكان
..
وتذكرت توبنس فورا ذلك
الوجه الذي رأته يتلصص بعد الظهر في الحديقة ولكنها لم تكن ترى علاقة بينه وبين بتي
..
ولم تترك مسز سبروت لها فرصة للتفكير أكثر من ذلك فصاحت
:
-
بتي .. عزيزتي
بتي .. طفلتي.. لا بد أن تكون تلك المرأة احدى الغجريات .. فردت توبنس على الفور
..
-
لا .. لا .. ان وجهها لا يدل على ذلك.. فهي جميلة . ولا يمكن ان تكون من
الغجريات
..
فنظرت اليها مسز سبروت في عجب ودهشة مستفسرة ، فقالت توبنس
:
-
رأيت هذه المرأة بعد ظهر اليوم .. تتلصص خلال شجيرات الحديقة .. كما اذكر انني
لمحتها مرة قبل ذلك .. تحادث كارل فون دينيم .. نعم لا بد أن تكون نفس المرأة
..
وقالت الخادمة تؤكد كلام توبنس
:
-
نعم .. نعم .. انها نفس المرأة .. ان
شعرها الاشقر لا ينسى
..
فصاحت مسز سبروت
:
-
أواه .. يا ربي .. ماذا أفعل؟
فقالت توبنس وهي تضع ذراعها في ذراع مسز سبروت
:
-
تعالي الى الفيلا
..
لنطلب البوليس
..
فسارت مسز سبروت معها وهي تقول
:
-
لست أدري كيف رضيت بتي
أن تسير هكذا مع الغرباء .. دون أن تصيح
..
-
انها صغيرة جدا كما تعلمين .. وقد
تكون المرأة مخبولة
..
وكانت توبنس تقول هذا لتخفف وقع الصدمة على مسز سبروت
اذ كانت تعلم ان المرأة الغريبة في كامل قواها العقلية وقد شكت في ان يكون لكارل
علاقة بحادث الاختطاف هذا ، وقد تبددت شكوكها لما أقسم كارل ان لا علم له بأي شيء
عن هذا الموضوع ، وقد استغربه كذلك الجميع .. وبعد أن شرحت توبنس كل ما تعلم قال
الماجور بلتشلي موجها كلامه لمسز سبروت
..
-
لا تقلقي يا سيدتي .. سأذهب حالا
الى مركز البوليس
..
فقالت مسز سبروت
:
-
انتظر لحظة .. فقد تكون هناك
..
ثم جرت مسرعة الى غرفة بتي وعادت وهي تلهث وهجمت على الماجور بلتشلي وخطفت
سماعة التليفون من يده وهي تقول
:
-
لا .. لا .. لا تبلغ البوليس . .يجب الا
نبلغ البوليس
..
وتهاوت على أحد المقاعد وهي تبكي ، فالتفت الجميع حولها وقد
اشتد بهم العجب يحاولون تهدئتها وبعد لحظة قالت بصوت خنقته العبرات وهي ترفع شيئا
في يدها
:
-
وجدت هذه .. في حجرتي .. كانت مربوطة الى تمثال قطة من الحجر
..
انها انذار لي
..
فتناول مستر ميدوز الورقة وقرأ فيه ا
:
"
لقد وضعنا يدنا
على طفلتك وسنخبرك فيما بعد بما تفعلين ولكن .. اذا اتصلت بالبوليس سنقتل الطفلة
..
أغلقي فمك وانتظري تعليماتنا والا
.. "
وكانت موقعه بجمجمة وعظمتين متقاطعتين
..
وتكلم الجميع في نفس الوقت
:
-
القتلة المتوحشون .. الوحوش
...
ولكن صوت الماجور بلتشلي علا جميع الاصوات وهو يقول
:
-
كلام فارغ
..
مستحيل .. يجب أن ابلغ البوليس حالا .. فهو وحده الذي يستطيع ان يضع حدا لهذه
المهزلة
..
وتحرك ثانية متجها الى آله التليفون .. ولكن مسز سبروت صرخت ، فصاح
بها
:
-
يا سيدتي العزيزة .. لا بد من ذلك .. فما هذا الانذار الا حيلة مبتذلة
لمنعنا من اقتفاء اثر الخاطفين السفلة
..
-
سيقتلونها
..
-
مستحيل .. انهم
لا يجرءون
..
-
اني لا أسمح .. أنا أمها .. وأنا التي أقرر
..
-
أنا أفهم
..
فاهم .. ولكن استمعي الى نصيحتي يا سيدتي فتبليغ البوليس هو الحل الوحيد .. ألا
توافقني يا مستر ميدوز ؟
فهز تومي رأسه ايجابا .. وعاد بلتشلي يقول
:
-
وأنت يا كايلي؟ اذن انظري يا مسز سبروت .. ميدوز وكايلي يوافقاني
المتدور الاسباني
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات المتدور الاسباني