ألّف العلماء كتبا كثيرة في علوم الحديث الشّريف وقواعده وأصوله ، وتفنّنوا فيها غاية التفنّن ، ولم يتركوا شاردة أو واردة إلا ذكروها ، ولا مبهمة إلّا وأوضحوها ، ولا يألون جهدا في الدفاع عن حياض الدّين من تأويل الجاهلين وتحريف الغالين وانتحال المبطلين ،
فجزاهم الله خير الجزاء وزادهم أوفر العطاء وكتب لهم السّعادة في دار البقاء .
وعلم الحديث بحوره زاخرة وكنوزه وافرة ، لا يقدر على خوض ميادينه إلا فحول الرّجال ، فبه يكشف النّقاب عن مجملات الكتاب ، وتستقيم الأحكام ويتبيّن الحلال والحرام، فلولاه لقال في الدّين من شاء ما شاء . فالحمد لله .
ومن المعلوم أنّه متشعّب الأصول غزير الفصول ، له عدّة أبواب لا يملك مفاتيحها إلّا فطاحلة أهل العلم من أولي الألباب ، فمن شاء فليرجع إلى دواوينه لينهل من مصافي ينابيعه ، وأنا هنا أريد أن أذكر نقطة من بحره لعلّي أنال شرف نشره ، بطريقة سهلة مبسطة نقلتها من كتب أهل العلم ليس لي فيها ناقة ولا جمل لو نادى كل واحد بحقه لبقي الموضوع خاويا على عروشه .