البداية العظيمة للقـــاء الله تعالى
اليوم موعدنـــا مع البداية العظيمة للقــــاء الله تعالى، التي ستنقلك من حالٍ إلى حــــال ومن عالم إلى عالم آخر .. إنهـــا ..
تكبيـــــرة الإحرام
واعلم إنه لا يوجد أي ألفــــاظ تُقـــال قبل تكبيــرة الإحرام ولا تلفُّظ بالنيـــة ..
فلا يجوز أن تقول ألفــاظ مثل: اللهم أحسِّن وقوفنا بين يديك أو نوِّيت أن أصلي صلاة كذا ..
فنحن لا نتبع سوى صلاة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. الذي قال "صلوا كما رأيتموني أصلي.." [متفق عليه]، وقال تعالى {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب: 21] فلا يجوز أن نزيد على صلاته شيئا أو ننقص.
ولمـــاذا نبدأ الصــلاة بالتكبيــــر دون غيــــره؟
لأن التكبيـــر يستحضِّر القلب .. فإذا ذكَّر العبد نفسه بأن الله عز وجلَّ أكبر من كل ما سواه، فلن يُفكِّر في أي شيء سوى الله تعالى ..
والله أكبـــر تعني ..أن الله تعالى أكبر وأولى وأعظم مما تُفكِّر فيه من الدنيـــا .. ومن كبريائه سبحــانه، أن العبادات الصادرة إليه من أهل السموات والأرض مقصودها تكبيره وتعظيمه ..
فالتكبيـــر هو شعار العبادات العظيمة .. كالصــلاة والآذان والحج وتكبيـــرات العيدين، قال تعالى {.. وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185]
وهو بدايــة للقــــاء الرحمن جلَّ جلاله ..فالله أكبر من همومك وجميع ما يشغل بالك .. إن خِفت ظالمًا فالله أكبر .. وإن نازعتك الدنيــا فالله منها أكبر ..
---------------------------------------------------------
الله أكبـــر إلى أن يخلو قلبـــك من كل شيء سوى ربـــك الأكبــــر،،
-----------------------------------------------------------
ولهذا جُعِّل التكبير تذكيرًا لك في كل موضع من مواضع الصلاة، لكي لا تسهو ...الله أكبر عند الركوع...الله أكبر عند النزول للسجود،وبين السجدتين،وحين الرفع من السجود.
صفة رفع اليــــد في التكبيــر
كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرفع يديه ممدودة الأصابع لا يُفرِّج بينها ولا يضمها ضمًا شديدًا .. وتارة يرفع مع التكبير وتارة بعد التكبير وتارة قبله .. وكان يرفعهما حذو منكبيه، ولربما رفعهما حتى يُحاذي بهما فروع أذنيه.
فعليك أن تنوِّع بين جميع الصفـــات الواردة .. لأن التنويع بين الصفات الواردة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، سُيعطيك دفعة قوية للخشـــوع .. إنما إن إلتزمت بصفة واحدة على الدوام، فإنك سوف تؤديها بصفة روتينية .. وليس المطلوب منك مجرد تحريك عضلاتك بشكل آلي في الصلاة !!
---------------------------------------------------------------
فسبحان الحكيم الذي علَّم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر من صفة لصلاته،
لكي تتمتع أمته بأكبر قدر من الخشوع واللذة،،
---------------------------------------------------------------
كما إن التنويع يجعلك تقوم بإحيــــاء سُنة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين الناس .. فيكون لك عظيم الأجر بإذن الله، فقد قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "من أحيا سنة من سنتي فعمل بها الناس كان له مثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئا .." [رواه ابن ماجه وحسنه الألباني]
تابعونا لنتعمَّق أكثر مع المعاني العظيمة للتكبيـــر،،
التعديل الأخير تم بواسطة همسات مسلمة ; 11-07-2011 الساعة 05:42 AM