قصة واقعية ... قد تندم أن لم تقرأها

2

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعزائي كنت قد نشرت الجزء الأول لهذه القصة الواقعية الأليمة .. وقد وعدتكم بنشر الجزء الثاني
وها أنا أطرحه بين أيديكم .. وأرجوا الأستفادة منها ..
لنكمل ..

فقالت ياسمين ببرأتها المعهودة : أموت يعني ماذا أموت .. فتلعثم الجميع من هذا السؤال
فقال الطبيب يعني سترحلين الى الله فقالت ياسمين حقا سأرحل الى الله ؟ وهل الله سيء الرحيل إليه ؟ ألم تعلماني يا والداي بأن الله أفضل من الوالدين والناس وكل الدنيا ؟ وهل رحيلي الى الله يجعلك تبكي يا أبي وأمي يغمى عليها
فوقع كلامها البريء الشفاف مثل صاعقة أخرى..... فياسمين ترى في الموت رحلة شيقة فيها لقاء مع الحبيب ...... عليك الان ان تبدئي العلاج ........
فقالت : اذا كان لابد من الموت فلماذا العلاج والدواء والمصاريف؟
نعم يا ياسمين ...نحن الاصحاء أيضا سنموت ...... فهل يعني ذلك بأن نمتنع عن الاكل والعلاج والسفر والنوم وبناء مستقبل ؟ فلو فعلنا ذلك لتهدمت الحياة ولم يبق على وجه الارض كائن حي
الطبيب : تعلمين يا ياسمين بأن في جسد كل أنسان أجهزة والآت كثيرة هي كلها أمانات من الله اعطانا اياها لنعتني بها..... .فأنت مثلا...أذا أعطتك صديقتك لعبه ... هل ستقومين بكسرها ام تستعينين بها ؟ ياسمين : بل سأعتني بها وأحافظ عليها
الطبيب : وكذلك هو الحال لجهازك الهضمي والعصبي والقلب والمعدة والعينين والاذنين كلها أجهزة ينبغي عليكي الاهتمام بها وصيانتها من التلف..... والادويه والمواد الكميائيه التي سنقوم باعطائك اياها انما لها هدفين :

.................*.*.................*.*.......... ........*.*...............*.*...............

الاول : تخفيف الالآم المرضى ..
والثاني : المحافظة قدر الامكان على أجهزتك الداخلية من التلف .....حتى عندما تلتقين بربك وخالقك تقولين له لقد حافظت على الامانات التي جعلتني مسؤولة عنها.....ها أنا أعيدها لك الا ما تلف من غير قصد مني
ياسمين : أذا كان الامر كذلك..... فأنا مستعدة لأخذ العلاج حتى لا أقف أمام الله كوقوفي أمام صديقتي إذا كثرت لعبها وحاجياتها

مضت الستة أشهر ثقيلة وحزينة بالنسبة لنا كأسرة ستفقد أبنتها المدللة والمحبوبة ...
وعكس ذلك كان بالنسبة لابنتي ياسمين .....فكانت كل يوم يمر يزيدها أشراقا وجمالا وقربا من الله تعالى ...قامت بحفظ سور من القرآن ...وسألناها لماذا تحفظين القرآن؟
قالت : علمت بأن الله يحب القرآن.....فأردت أن أقول له يارب حفظت بعض سور القرآن لأنك تحب من يحفظه... وكانت كثيرة الصلاة وقوفا ...وأحيانا كثيره تصلي على سريرها فسألتها عن ذلك فقالت :سمعت أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول :
" قرة عيني في الصلاة " فأحببت أن تكون الصلاة قرة عين ..
وحان يوم رحيلها ...

.................*.*.................*.*.......... ........*.*...............*.*...............

وأشرق بالانوار وجهها وأمتلأت شفتاها بأبتسامة واسعة واخذت تقرأ سورة "يس" التي حفظتها وكانت تجد مشقة في قرأتها الى أن ختمت السورة ثم قرأت سورة " الحمد "وسوره "قل هو الله احد" ثم "اية الكرسي" .
ثم قالت : الحمد لله العظيم الذي علمني القرآن وحفظنياه وقوى جسمي للصلاة وساعدني وأنار حياتي بوالدين مؤمنين مسلمين صابرين حمدا كثيرا ابدا ...... وأشكره بأنه لم يجعلني كافرة أو عاصية او تاركة للصلاة .
ثم قالت : تنحى يا والدي قليلا فأن سقف الحجرة قد أنشق وأرى أناسا مبتسمين لابسين البياض وهم قادمون نحوي ويدعونني لمشاركتهم في التحليق معهم الى الله تعالى .
وما لبثت أن أغمضت عينيها وهي مبتسمه ورحلت الى الله رب العالمين ....
ثم أجهش الاب بالبكاء وبكي بكاء مريرا جعل كل من في قاعة المقهى في الفندق يلتفتون الى الزاوية التي نحن فيها.
فقلت له : هون عليك فهي في رحمة الله تعالى وكنفه ورعايته فليرحمها الله ويلهم قلوبكم الصبر على فراقها .
فقال : رحمة الله عليها فقد كانت أبنة بارة مؤمنة قانتة لم تترك صلاتها ولا قرآنها حتى آخر لحظات عمرها ...تغمد الله بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته.
اسأل الله العلي العظيم ان يرحمها ويجمعنا بها في الفردوس الاعلى أللهم آمــــيـــن ..

.................*.*.................*.*.......... ........*.*...............*.*...............

أعزائي أعتقد أنكم قد عرفتم عمر هذه الوردة من خلال القصة .. نعم لم تبلغ من العمر سوى عشر سنوات ..
وأنظروا كيف أستقبلت أمر الموت .. صراحة لا أجد كلمات معبرة عن قصتها .. أعتقد أن ما قرأتموه كان كافيا ..
أسأل الله أن يرحم جميع أموات المسلمين ويرزقنا الرحمة منه ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

-:مواضيع أخرى تفيدك:-

• إنها كلمات رائعة حقاً... ولكن الأروع ان تقرأها وتعمل بها
• قصة واقعية ... قد تندم أن لم تقرأها 1
• قصة واقعية
• إنها كلمات رائعة حقاً... ولكن الأروع ان تقرأها وتعمل بها
• قصص واقعية