قصة واقعية ... قد تندم أن لم تقرأها
1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعزائي أحببت أن أنقل لكم أحداث هذه القصة المؤلمة للأستفادة والعبرة ..
وهي قصة واقعية .. حدثت لفتاة لم تبلغ من العمر سوى عشر سنوات ..
.................*.*.................*.*.......... ........*.*...............*.*...............
يقول راوي القصة : كنت على موعد مع صديق لشرب القهوة العربيه بعد صلاة العصر وصلت الى الفندق وتحديدا الى قاعة المقهى المكيف الجميل .............وذلك قبل الموعد بساعه.....
دخلت المقهى ولم أكن أعرف أين اجلس أو أنظر إلا أن جمال المكان شدني للتجول في أنحائه لرؤية كل زاويه فيه وبالفعل تنقلت حتى وصلت الى زاويه في أخر المقهى حيث وضع أثاث جميل وهادىء الألوان ...... وأضاءة خفيفة جداً
ولا يرى الانسان هناك إلا صفحة الوجه ....شدني ذلك ....وتقدمت قليلا وبهدوء شديد الى الجالس على تلك الاريكة فقط لكي أهنئه على حسن أختياره لتلك الزاويه .....ولكنني رأيت رجلا في الخمسينيات نحيف الوجه. قد خط فيه الزمن خطوطه ....وعيناه غائرتان ومليئتان بدمعتين من الحجم الكبير جدا ....وكان يجاهد لكي يمنعها من التدحرج عل خديه....
تقدمت إليه فرأيته غارقا في فكر بعيد جدا .......يخترق بنظرته الخمسينية ما وراء الفندق بل ما وراء الكرة الأرضية كلها.....
.................*.*.................*.*.......... ........*.*...............*.*...............
فقلت له : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
فنظر الي نظرة استغراب لانه لايعرفني ولا اعرفه.....
وقال : وعليكم السلام .وسكت.
فقلت : هل يمكنني الجلوس على الاريكة المقابله أم أنها محجوزة ؟
فقال : كالمنزعج لانقطاع حبل افكاره : لا...نعم ....تفضل........تفضل
فجلست وانا ساكت.... ولكن كيف للثرثار بأن يجلس دون تعذيب لسانه.....
فقلت : عفوا... ولكن لماذا تعذب عينيك وتمنع دمعتيك من التدحرج على خديك...لوكنت مكانك لأرحت عيني من تحمل حرارة الدمع الحزينة وأرسلتها على خديّ ...
فما أن سمع كلامي حتى تدحرجت الدموع على خديه وسلكت التقاطيع الكثيرة في وجهه ....ولكنه لم يمسحها بمنديل ...
قلت : لابد انك تذكرت أناسا أعزاء عليك
قال : وما يدريك ؟
قلت : أرى معزتهم في عينيك ومحياك...
قال : نعم أعزاء جدا جدا...
قلت: ومتى ستلتقيهم ؟
قال: والله أتمنى في كل لحظة السفر إليهم ولكن المسافه بعيده جدا.....
قلت : وأين سكناهم ؟
قال : أخر لقائي بها كان في أمريكا قبل ثلاث سنوات ولكننا افترقنا فلم نكن نلتقي الا في المنام او الاحلام.......
.................*.*.................*.*.......... ........*.*...............*.*...............
قلت : أيها العاشق أخبرني بقصة عشقك أن لم يكن في ذلك تدخل شخصي في حياتك.....
قال : وبأبتسامة صغيرة : لا أبدا .... ليس هناك بيني وبين ياسمين أية أسرار بل وستكون سعيدة حسب ظني بها لو أنني قصصت عليك قصة حبنا الكبير ولكن دعني أصحح لك معلومة صغيرة وهي أن ياسمين أبنتي التي كانت تبلغ من العمر عشر سنوات.... ففوجئت بالمعلومه..... ثم أستطرد قائلا : هل تحب أن تسمع قصتنا ؟
قلت متحمسا نعم وبكل شوق ..
قال : عشت في الدمام عشر سنين ورزقت بأبنة واحده أسميتها ياسمين وكان قد ولد لي من قبلها أبن واحد أسميته أحمد وكان يكبرها بثمان سنين وكنت أعمل هنا في مهنة هندسية .... فأنا مهندس وحائز على درجة الدكتوراه .....
كانت ياسمين أية من الجمال لها وجه نوراني وملائكي زاهر ومع بلوغها التاسعه من عمرها رأيتها من تلقاء نفسها تلبس الحجاب ....وتصلي........وتواظب على قراءة القرآن بصورة ملفته للنظر ....
فكانت ما أن تنتهي من اداء واجباتها المدرسية حتى تقوم على الفور وتفترش سجادة صلاتها الصغيرة .....وتأخذ بقرأنها وهي ترتله ترتيلا طفوليا ساحرا ..
فكنت اقول لها : قومي ألعبي مع صديقاتك
.
................*.*.................*.*........... .......*.*...............*.*...............
فكانت تقول : صديقي هو قرأني وصديقي هو ربي ونعم الصديق ..ثم تواصل قراءة القرأن
وذات يوم أشتكت من ألم في بطنها عند النوم
فأخذتها الى المستوصف القريب ....فأعطاها بعض المسكنات فتهدأ الامها ليومين........ثم تعاودها......وهكذا تكررت الحاله
ولم أعط الامر حينها أي جدية وفتحت الشركه التي أعمل بها فرعا في الولايات المتحده الامريكية وعرضوا عليّ منصب المدير العام هناك فوافقت ولم ينقضي شهر واحد حتى كنا في أحضان أمريكا مع زوجتي واحمد وياسمين......
ولا استطيع وصف سعادتنا بتلك الفرصه الذهبيه والسفر للعيش في امريكا......
بعد مضي قرابة الشهرين على وصولنا الى أمريكا عاودت الالام ياسمين فأخذتها الى دكتور باطني متخصص فقام بفحصها وقال: ستظهر النتائج بعد أسبوع ولا داعي للقلق ..أدخل كلام الطبيب الاطمئنان الى قلبي ..... وسرعان ما حجزت لنا مقاعد على أقرب رحلة الى مدينة الالعاب "اور لاند" وقضينا وقتا ممتعا مع ياسمين بين الالعاب والتنزه هنا وهناك وبينما نحن في متعة المرح رن صوت هاتفي النقال..... فوقع قلبي .... لا أحد في أمريكا يعرف رقمي ......عجبا اكيد أن الرقم خطأ... فترددت في الاجابه ....وأخيرا ضغطت على زر الاجابه : آلو من المتحدث ؟ أهلا يا حضرة المهندس ...معذرة على الازعاج فأنا الدكتور ستيفن ...طبيب ياسمين هل يمكنني لقاؤك في عيادتي غدا ؟
.................*.*.................*.*.......... ........*.*...............*.*...............
وهل هناك ما يقلق في النتائج ؟ في الواقع نعم ... لذا أود رؤية ياسمين وطرح عددا من الاسئله قبل التشخيص النهائي
حسنا سنكون عصر غد عند الخامسة في عيادتك الى اللقاء
اختلطت المخاوف والافكار في رأسي ولم أدر كيف أتصرف فقد بقي في برنامج الرحلة يومين وياسمين في غاية السعادة لانها المرة الاولى التي تخرج فيها للتنزه منذ وصولنا لامريكا
واخيرا اخبرتهم بان الشركه تريد حضوري غدا الى العمل لطارىء ما وهي فرصة جيده لمتابعة تحاليل ياسمين فوافقوا جميعا على العودة بشرط أن نرجع الى "اورلاند" في العطله الصيفيه وفي العياده استهل الدكتور ستيفين حديثه لياسمين بقوله :مرحبا ياسمين كيف حالك ؟
جيدة ولله الحمد ولكني أحس بالام وضعف لا أدري مم ؟
.................*.*.................*.*.......... ........*.*...............*.*...............
وبدأ الدكتور يطرح الاسئلة الكثيرة وأخيرا طأطأ رأسه وقال لي :تفضل في الغرفة الاخرى وفي الحجرة أنزل الدكتور على رأسي صاعقه تمنيت عندها لو أن الارض أنشقت وبلعتني قال الدكتور: منذ متى وياسمين تعاني من المرض؟
قلت : منذ سنة تقريبا وكنا نستعمل المهدئات وتتعافى ..
فقال الطبيب : ولكن مرضها لايتعافى بالمهدئات أنها مصابة بسرطان الدم في مراحله الاخيرة جدا ولم يبق لها من العمر الا ستة أشهر وقبل مجيئكم تم عرض التحاليل على أعضاء لجنة مرضى السرطان في المنطقة وأقروا جميعا بذلك من واقع التحاليل فلم اتمالك نفسي وانخرطت في البكاء وقلت : مسكينه والله مسكينه ياسمين هذه الوردة الجميله كيف ستموت وترحل عن الدنيا وسمعت زوجتي صوت بكائي فدخلت ولما علمت أغمي عليها وهنا دخلت ياسمين وأبني احمد وعندما علم احمد بالخبر احتضن اخته وقال :مستحيل أن تموت ياسمين ...
وأجابت ياسمين .........
.................*.*.................*.*.......... ........*.*...............*.*...............
يتبع..