08-10-2011, 09:54 PM
|
|
آنتصار آلعقل أم آلخرافة..|[(مسآبقه نبض آحرفي
الفصل الأول
˜ انه الثالث هذا الشهر ...يبدو إننا لن نحظى بالإجازة التي حلمنا بها يا بني ...
˜ كانت تلك كلمات السيد جورج لاتياري و هو يرمقني بنظرة ملؤها الشفقة ... تنهدات من جميع أفراد طاقم التحقيق ...
˜ فالجميع كان يمني نفسه بإجازة في هذا الصيف القائظ ..
˜ إنها الكلمات نفسها ... و ظروف الاختفاء نفسها ... يبدو الفاعل رتيبا و مملا.. ما رأيك يا جورج ؟
˜ اجل ..اجل أنها مشابهة للحادثتين السابقتين ...لكن في الأمر سرا ... ربما سنعلمه عن قريب ..
˜ ألا يبدو الأمر غريبا ؟ لا توجد هناك أية آثار للتسلل... صحيح إن محتويات الغرفة مبعثرة ومقلوبة رأسا على عقب ... إلا انه لم يسرق أي شيء ...
˜ اجل ... وهذه الكلمات ... نفسها في كل حادثة ...
˜ يبدو إننا لن ننجو من السنة الصحافة السليطة .. خاصة إن الثلاثة من أصحاب النفوذ و الأموال ..
˜ اعتقد انه يوجد رابط بين هؤلاء الثلاثة ..أنهم ذوي نفوذ و أصحاب أموال طائلة ... و لهم سجلات عريضة في مجال الممنوعات و طرق المال اللامشروعة ...هل تعتقد إن بإمكاني إجراء تحقيقاتي مع ذوي الضحايا ؟
˜ بالطبع ... خذ معك احد المحققين البارعين ... لمساعدتك .. أنت تعرف انك لم تعد شابا ... بإمكاني أن آمر ...
˜ لا لا يا جيمي ... لدي هنا هذا الشاب
˜ قالها السيد لاتياري بكل ثقة .. مشيرا إلي ..
˜ هذا ؟؟ _قالها و هو يتفحصني .. يبدو إبلها ... و مبتدئا ... لكن لا بأس ... ربما يمكنه تعلم بعض الأشياء من داهية مثلك ... علي المغادرة الآن ... أتمنى لك التوفيق ...
˜ التفت السيد لاتياري إلي مبتسما :
˜ لا تنزعج يا بني ... انه لا يقصد جرحك ... لكن هذا هو طبعه ...
˜ لا لا يا سيدي .. لم انزعج إطلاقا .. ابتسمت محاولا إخفاء كرهي الشديد للسيد ستديمان ... إذ لطالما كرهت ذلك العجوز البدين ... انه يحدج الجميع من خلال نظاراته السميكة ... محاولا تقييمهم ...
˜ و إبداء رأيه ..
- اذهب للنوم يا بني ... لدينا عمل كثير في الغد ....
˜ اذعنت للأمر ... و قطعت الطريق و أنا امني النفس بالتحقيق مع جورج لاتياري ... الأسطورة ... الذي طالما سمعنا بانجازاته في الأكاديمية .......
في الطريق إلى بيت الضحية الأولى .. استوقفني منظر السيد لاتياري كان يبدو غامضا مع تلك النظرة المرتسمة على وجهه ... حاولت مسايرته لكن سرعان ما استوقفتنا تلك البوابة العريضة .. ذات اللون الذهبي البراق .. و كأنها كانت فصل بين عالمين مختلفين كل الاختلاف ....
تاهت عيناي و هما تحدقان في ذلك القصر الضخم .. انه يبدو كالقصور التي حلمنا بها صغارا بعد قصص ما قبل النوم .... تبدو الحديقة مزدانة بأجمل الألوان ... الناس تعمل هنا و هناك بكل نشاط ...
قادنا احد الخدم لمقابلة السيدة كلاريسون ... زوجة الضحية الأولى .......
أطلت امرأة في عقدها الرابع ... يبدو على محياها العز و الترف ... استقبلتنا بحرارة
على الرغم من حزنها إلا إن بإمكانك الشعور بأنها مرتاحة لاختفائه مما أثار فضولي و استغرابي ..
سرعان ما بدأ السيد لاتياري بالأسئلة ....
˜ متى كانت آخر مرة رأيت فيها السيد كلاريسون ؟
˜ عند الساعة السابعة من مساء يوم الحادثة .. كان قد عاد متأخرا من عمله .. و جرت بيننا مشادة كلامية ثم صعد إلى المكتب .. مضت بعد ذلك ثلاث ساعات تقريبا ..حينها صعدت للمكتب و لاحظت اختفائه
˜ حسنا ...هل بإمكاني سؤالك عن مكان تواجدك خلال تلك المدة ؟ أي قبل اكتشاف اختفاء زوجك ..
˜ بالطبع ... لقد كنت أشاهد التلفاز .. كنت أشاهد إحدى المسلسلات ...
التمعت عينا السيد لاتياري ببريق الانتصار في تلك اللحظة ... و كأنه قد اكتشف شيئا ..
˜ هل أنت متأكدة من ذلك سيدتي ؟
أجابت و الاضطراب يبدو على محياها ..
˜ اجل .. اجل متأكدة من ذلك ...
˜ تجاهل السيد لاتياري تلعثمها .. و إجابتها الواهنة ....
˜ سيدتي هل لاحظت تصرفات غريبة من قبل السيد كلاريسون .. أو أمر لم تعتادي عليه قبل الحادث ؟
˜ لا اعتقد ذلك .. آه صحيح .. كان على اتصال دائم مع شاب غريب .. عندما سألته أجاب بأنه احد المحامين ....
˜ هل رأيته أو التقيته ؟ اعني هل بإمكانك و صفه لرسامينا ؟
˜ رأيته مرة واحدة ... في إحدى رحلاتنا خارج البلاد و لم تكن رؤيتي له واضحة جدا .. لكن اعتقد إن بإمكاني وصفه ...
في تلك اللحظة فاجئنا السيد لاتياري بالأمر بخروجنا .. و انتهاء التحقيق ..
تفا جئت السيدة كلاريسون بمغادرتنا ..و بهذا التحقيق الذي يمكن أن يسجل على انه اقصر تحقيق في التاريخ
غير أني ، و بحكم معرفتي بالسيد لاتياري أدركت أن في الأمر سرا ......
˜ الم تكن مرتاحة باختفائه ؟؟؟
اجل يا بني .. ملاحظة جيدة ...لكنك أغفلت أن الجميع كان سعيدا باختفاء السيد كلاريسون ... و هناك أمر آخر ... لا تقل لي انك لم تنتبه للآثار الخضر المز رقة على عنقها ... و هي كانت ترتدي ملابس سميكة ... مع إن الجو أشبه ما يكون بالجحيم من شدة الحرارة أي إنها كانت تحاول إخفاء آثار أخرى و هناك حجة غيابها ... لقد كانت تكذب ... ففي تلك الليلة لم تنقل المحطات سوى مهرجان الألعاب النارية السنوي ..
˜ أي إن ذلك يجعلها من المشتبه بهم ...
˜ اعتقد ذلك .....
|