ألسلام عليكم نقرر دائما مايجب بطريقين إما عن طريق العقل أو نجعل القلب يتخذ ما مال إليه قرارا قد يحدث صراعا وقد يكون هذا الصراع مريرا ولكن في النهاية سيكون هنالك مرجح يعطي أحدهما سببا للإختيار وبالتأكيد لن يكون مقنعا للآخر وتختلف هذه المرجحات بين العقل والقلب فما كان منها للعقل جاء رصينا لكونه مبني على الفكر وتعرضه للبحث والتدقيق بغالب أجزاءه ودخوله ضمن دوامته المتعبة أما المرجحات القلبية فهي عاطفية كمواجهة أمر الأبناء من قبل الآباء فما كان يستحق العقوبة تواضع إلى التنبيه بحنان ورقة . ولكن هنالك قرارات تحتاج أحيانا لما هو أبعد من العقل وإن كانت هي ضمن مداراته وكمثال على ذلك سؤال منطقي أو هو فوق المنطق تم طرحه بصيغ مختلفة ( وفكرة السؤال فقط منقولة بتصرف مني في صيغتها) يحتاج الحدث فيه لقرار أيضا فوق ما تتصوره منطقيا وقد يقرر بعضنا بقلبه ولكنه كذلك يحتاج للعقل ليقرر من يكون الضحية وهو افتراض أنك تقود سيارتك في طريق سريع وفجأة رأيت أمامك وعلى بعد أمتار قليلة ثلاثة أطفال يلعبون وسط الطريق وبجانبهم طريق فرعي متروك لا تمر عليه العربات أبدا يلعب في وسطه طفل واحد ولم تستطع كبح سرعة السيارة ، وكان لابد من أخذ أحد الطريقين أما الطريق الرئيسي الصالح فتدهس ثلاثة أطفال وأما الطريق الفرعي المتروك لتدهس طفلا واحدا !! انتهى السؤال فما هي المرجحات لعقلك ولقلبك ومن ثم ماهو خيارك بالتأكيد هنا سيكون المرجح للقلب أمر عاطفي باختيار الطريق الفرعي ودهس الطفل الوحيد بدل الثلاثة أطفال وهو أيضا مرجحا عقليا من حيث تقليل نسبة الضرر ، وفقدان الواحد خير من الثلاثة . ولكن هناك مرجح ثانٍ للعقل قد يغيب عن بال الكثيرين وهو العدل والإنصاف .. فما ذنب الطفل الوحيد الذي اختار اللعب على طريق متروكٍ لاتمر عليه العربات وهو مطمئن لعدم وجود الخطر فأمن نفسه تحت قرار منطقي فهل تصح عقوبته والتضحية به . بينما يكافأ الأطفال الثلاثة الذين استهتروا بأرواحهم واختاروا اللعب وسط طريق غير مؤمن ويعلمون شدة خطورته من هنا يمكن فهم الكثير عن طريقة اتخاذنا للقرارات ومن هنا يمكن فهم العقلية التي تسيّر مجتمع ما لو اتخذنا هذا المثال كصورة واقعية تحدث كثيرا وعلى جميع المستويات فكثيرا ما يُطلبُ من أصحاب القرارات الواعية والمنطقية التضحية في سبيل إنقاذ ( الرعونة ) بحجج واهية ومبررات قد تكون إنسانية بل قد يلبسونها لباسا دينيا وهذا فيه مافيه من الضرر على المجتمع وعلى أسس سلوكياته ما يحبط الفكر المبدع وحرف منهجيته . أما إذا جعلت العاطفة مرجحا لقلبك فلا بأس إن كانت التضحية منك وبرضاك لا على حساب غيرك من المبدعين إذن هو فكر ... عدالة ... واستقامة .. ماتنهض به المجتمعات نهوضا حقيقيا يشمل جميع جوانب الحياة ستقول لي ... فاين العاطفة ... أين الرحمة ؟؟ أقول لك إنها موجودة ... في صلب عدالتك