!~ آخـر 10 مواضيع ~!
|
|
إضغط على
او
لمشاركة اصدقائك! |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
5.00 من 5
عدد المصوتين: 3
|
انواع عرض الموضوع |
09-08-2012, 01:34 AM | رقم المشاركة : 111 |
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
رد: روايه جميله جدا
في نفس الوقت : في بيت نجلاء : حبس أنفاسه وطالع في عمته اللي جالسه بصمت , أخذ وقت طويل عشان يقدر يفتح الموضوع ويكلمها فيه لكنها صدمته وقالته إنه ما عندها خبر أكيد عن هالموضوع لكنها تتذكر شي عن سحر والرضاع , راح لصلاة العصر هو وأخوه وترجاها ما يرجع إلا وهي جايبة خبر أكيد من وفاء .. طالعت فيه عمته بتوتر , كانت تحبه حب كبير بحكم إنه ولدها الوحيد , زفرت وقالت وهي تفرك يدينها : والله ما أدري اش أقولك يا صقر !! اتصلت على وفاء وقالت إنها ما تتذكر كم مرة رضعتها .. زفر بقوة وخرج الهوا الحبيس في صدره وقال : هي بالله هذا كلام , يا ناس وحده ترضع و ما تعرف كم مرة رضعت , يعني بالله ما تعرفون إن الرضاع شي كبير ومهم .. قالت عمته : والله حاولت أخذ منها كلمة لكنها أصرت إنها ما تتذكر , أنا أتذكر إنها شفتها ترضعها ثلاث مرات في فترة نفاسها قبل ما تسافر المدينة مع زوجها , وما أدري إن كانت رضعتها وأنا ماني موجودة .. أشر سطام له بحماس , زفر صقر وقال : مو عشانهم مهم متذكرين معناته إنه ما في رضاع .. ورجع لف على عمته وقال : عمه .. طالعت فيه بحب وقالت بلهفة : يا هلا .. همس برجاء : لازم أعرف كم رضعة , تراني مكلم ماهر وسامر على موضوع الخطبة , يعني لازم أنبههم في أقرب فرصة قبل ما يكلمونها و .. خرج جواله وقال : أنا أكلمها بنفسي .. انتبه سطام لظل منعكس على باب المجلس , رفع بصره وابتسم لمن عرفها من طرف تنورتها الزيتي الواضحة من طرف الباب ورجع نزل بصره , ركب الجهاز ورجع نزله لمن سمع صوت صقر الحاد وهو يقول : كيف ما تعرفين كييييييييييييف ؟؟ .. ولف عشان يقرأ شفايفه أريح لراسه وإذنه , ركز عليها وهو يدعي بداخله إن الموضوع ينتهي على خير .. قال صقر من بين أسنانه : وفااااااااء .. وصله صوتها الخافت الخائف وهو تقول : حبيبي صقر والله ما أتذكر , ياخي كنت بنت 18 يوم رضعتها و كان اللي مات أول أولادي , يعني كنت خبلة ما أهتم بشي , اش بيذكرني دحين بعد 26 سنة ؟؟ .. : اللهم طولك يارووووووح , يعني أنا اش أسوي ؟؟ أوقف الخطبة ولا إيه ؟؟ : إسأل أمي هي فاكرة .. قاطعها : عمتي مهي متذكرة غير ثلاث رضعات , وفاء يعني بالله منتي متذكرة سحر بنتك ولا لا ؟؟ مو معقولة .. سمع صوت فوضى من جهة وفاء تلاها صمت , قال : وفاء .... وفااء .. وصله صوتها الخافت أشد خفوتا من المعتاد وهي تقول : صقر , أم ماجد أكدت له دحين إنه سحر بنتنا .. حس بشعور غريــــــــــب يموج بداخله ويقلب كيانه قلب , غمض عيونه بقوة وهو يصرخ بداخله ~ يعني أنا خاااااااااااااااااااااااااااااااالهااااااااااااااا ااا , أنا خال البنت اللي كنت بأتزوجهااااااااااااااااااااااااا ~ : صقر .. صقر ... صقر .. : صقر .. فتح عيونه على صوت عمته وناولها جواله وهو يهمس : أم ماجد أكدت الرضاع .. شهقت عمته وضربت صدرها وهي تقول : لا حول ولا قوة إلا بالله .. قام أول ما سحبت منه الجوال وتحرك بسرعه وخرج , تمسكت فيه هيام وقالت بخوف : صقر .. بعدها بخفه وهو يقول : مو دحين .. وتحرك خارج من الفيلا , لصقت في الجدر وهي تسمع أمها تصرخ بعصبية : كيف أهملتي شي زي كذا كييييييييييييف ؟؟ عارفه إنتي اش سويتي ؟؟ اش موقف سحر دحين ؟؟ وأولادك ؟؟ دحين طلع الرضاع , سته وعشرين سنة وين كنت وقتهاااااااااا , ليه ماخبرتيني ؟؟ خالك رأفة بحالك قالك رضعي سحر لكنك رضعتيها 3 مرات وطفشتي وقلتي ما بتكملين الرضااااااااااع , الكلللللللللللللللل عارف إنك ماكملتي الرضاع عشان كذا انسى , دحيييييييييين جاية تأكدينه , صقر , تسألين دحين عن صقر ؟؟ خرج ووجهه مسود .. غمضت هيام عيونها وسدت أذانيها ما تبغى تسمع صراخ أمها على أختها الكبيرة وجريت لغرفتها , رمت نفسها على سريرها وهي تحس قلبها بيخرج من قفصه من شدة الخوف والرعب ~ سحر بنت أختي , يعني تقابل أبوي وتقابل أعمامي وجدي كماااااااااااااان , وصقور يصير خالها بالرضاع , ياربي رحمتك ~ : هيومه .. رفعت راسها عن مخدتها أول ما سمعت صوت أختها , صرخت وهي تنط من السرير : وسااااااااااااااااااااااااااااااام , سحر رضعت من وفااااااااااااء .. ضحكت وسام وقالت : أهااااااااااااااااااا , طيب .. ولفت عنها وجلست على سريرها بتعب وفتحت المجلة اللي كانت في يدها , قالت وهي تهزها : يا حماره والله أتكلم من جـــــــــــد , صقر خطبها وقالوله ما تقدر لأنها بنت أختك بالرضااااااااااااااااااااااع .. انتفضت وسام وصرخت : صقر خطب سحــــــــر .. مسكت هيام المجلة وضربتها على راس وسام وصرخت : هذا اللي لقطتيه , أقولك طلع خالها بالرضااااااااااااااع .. سكنت حركات وسام للحظة وهي تطالع بعيون متسعة وهمست بعدها وهي تقطب حواجبها : ما فهمت .. صرخت هيام : يا عااااااااااااااااااااااااااااااااالم ارحموني منهاااااااااااااااااااااا .. ورفعت يدينها للسما وقالت بقهر : يارب خذها يارب وريح البشرية من غباااااااااااءهاااااااااا .. وخرجت من الغرفة بغيض , لحقتها وسام ببطء وهي تقول : تعالي هنا , اعتذري لو سمحتي , لا تنسين إني أكبر منك , بنت , هياااااااااامو .. دخلت هيام الحمام وصكت الباب بكل قوتها , حكت وسام جبينها وتحركت لمصدر صوت أمها وتوقفت لمن سمعت صوت همهماته وآهاته المميزة , ابتسمت ورجعت للصاله دقايق وجاتها أمها وهي تزفر بضيق , تحركت بسرعة بقدر ما تسمح لها قدمها وراحت للمطبخ , طلت من طاقته للشارع , ابتسمت وهي تشوفه واقف بحيرة قدام الشارع الخالي من السيارات قبل ما يأشر حركة بيده , ضحكت من قلبها لمن فهمت سبته , واندست أول ما شافته يلتفت راجع للعمارة , رجعت وجلست بهدوء ولا كإنها سوت شي , وانتبهت لحظتها إنه أمها تمسح دموعها , فتحت عيونها على إتساعها وقالت : أميييييييي .. وشهقت وكملت : لا تقولين الموضوع اللي قالته هيام حقيقة .. كانت متعودة على كذب هيام وتمثيلها البارع اللي يخدعها دايما , واليوم اللي قررت ما تطيح في خدعها يطلع حقيقة , صوت رنين الجرس خلاها تخرج من دوامة الأفكار اللي أغرقتها بشكل مرعب , لفت على الممر ورجعت لفت على أمها وهمست : أمي ترى هذا سطام .. قامت أمها عشان تفتح الباب و راحت هي للحمام ودقت الباب وهي تقول : هياااااام , هياااااااااااام افتحي الباب .. ولصقت إذنها في الباب ولمن سمعت بكاها لصقت فمها في طرف الباب و قالت : هيوم حبيبي مو زين تصيحين في الحمام .. وصلها صوت شهقة هيام قبل ماتقول بصوت مقطع : إنتي ما شفتي وجهه لمن خرج , حبيبي هوه والله انصدم بالخبر .. همست وهي خايفة من ردة فعلها : طيب لا تنطقين اسم الله في الحمام .. فتحت هيام الباب بقوة , ابتسمت وسام وقالت على طول : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ... رمت نفسها على صدر وسام وهي تقول من وسط بكاها : ماشفتي وجهه , ماشفتي وجهه .. ابتسمت وسام ومسحت على شعرها وقالت : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , يمكن لو خطبها كان تعسوا في حياتهم و لا واحد فيهم يطلع مايناسب الثاني ويتطلقون وتصير مشاكل , والحمد لله الرضاع خير لهم .. رفعت هيام وجهها وقالت : اش شعوره لمن يقابلها ؟؟ قصدي أكيد بيتقابلون بحكم إنه خالها صــح ؟؟ هزت راسها بإيوه والابتسامة الهادئة مازالت تزين وجهها وكملت : وبتقابل أبوية وأعمامي وجداني و حتى ماجد زوج وفاء وعيالها بتقابلهم , يعني وضعها صعب زي وضع صقور .. بعدت هيام عنها وقالت : طيب صقور فين راح .. مسكت ضحكتها لمن تذكرت سبة سطام وقالت : ما أدري , بس شكله نسي سطام .. جات أمها وقالت بسرعة : بنات وين مفتاح سيارة السواق ؟؟ تحركت وسام وسحبته من فوق دولاب التلفزيون وناولته لأمها اللي رجعت للمجلس , حست بألم يفتك برجلها , نزلت بصرها وزفرت وهي تقول : الحمد لله .. وتحركت ببطء للكنبه ورمت نفسها عليها وحطت رجلها اليمين فوق الطاولة , ضربتها هيام على جبيرتها وهي تسأل : تعو.... : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآي , يا متوحشة .. سحبت هيام يدها وقالت : سورييييييييي .. جات أمهم وجلست على الكنبه المقابله لهم وزفرت وهي تقول : الله يسهل .. طالعوا فيها الثنتين بتوتر أنهته وسام وهي تبتسم وتقول : عسى أن تكرهوا شئيا وهو خير لكم .. تغير وجه نجلاء لمن سمعت هالكلمات اللي ذكرتها بماضي سحيق , ماضي موجع .. ***************************** في جدة : فيلا صالح : حست بضربات قلبها تزيد وتعلى , غمضت عيونها وعقلها يدور بحث عن إجابة سريعة , وأخيرا فتحت عيونها وقالت : ضيعتها , ما أدري فين ضيعتها .. وصلها صوت العنود اللحوح وهي تقول : أهااااااااا , علينااااااااا , لو ضيعتيها كان جبتي الجنان لنا عشان ندور عليها .. ~ الله يقطع إبليسك يا رزوووووووووق دحين كيف أصرف العنود بدون ماتحس إن الموضوع فيه شي , ياربيييييييييييييييي و الله بأروح فيهاااااااااااااا ~ قالت بصوت حاولت قد ما تقدر تصبغه بالهدوء والصدق المدعى وهي تحس رعبها يزيد من دخول سفانة : أقولك اختفت من جوالي بدون ما أدري , لكن كنت وقتها ماني فاضيه أدور عليها لأني كنت مفجوعة على أبويه ليش دخل المستشفى .. ابتسمت سفانة وقالت : تكلمين مين ؟؟ في نفس الوقت اللي قالت العنود : وليش أحسك خايفة , أنا متصلة عشان أقولك إني لقيت تعليقتك , بس مستحـــيل تتخيلين مع مين .. كانت خايفة من إنفضاح توترها و مهي عارفه ترد على مين ولا مين , طالعت في سفانة بصمت وهي راصة على جوالها بيد .. طالعت فيها سفانة باستغراب وسألت : ريم اش بك ؟؟.. ونادت العنود : ريماااااااااااااان , وين رحتييييييييييييييييييييي ؟؟.. قالت بحدة وعصبية مفاجأة لمن انتبهت لتتنيحتها : نـــعـــم , معاكم يالرجة إنتي وهيه , دوشتوني وحده تتكلم مو ثنتين .. ضحكت سفانة عليها وحطت الصينية اللي شايلتها على الكومدينه اللي جنب سريرها و جلست جنبها وهي تقول : أكيد عنيدي .. وصل ريم صوت صرخة العنود وهي تقول : الله يسد سموع إبلييييييييييييس قولي آمين سديتي سمعي يالمتخلفة .. ضحكت وقالت : آآآآآآآآسفة , والله ماني قادرة أركز عليك ولا على سفانة .. شهقت العنود شهقة قوية , قالت ريم بفجعة : بنت روحك لا تخرج .. صرخت بعد شهقتها : يالخوانااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اات , مجتمعين بدونيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي , يازفووووووووووووووووووت .. قهقهت ريم وسحبت سفانه منها الجوال وقالت بهدوء وهي تحول على المكبر الصوتي : هــي , صوتك وصلني من الطاقة , ارحمي حقين الاتصالات من صوتك النشاز .. : آآآآآآآآآآآآآآآآآنا صوتي نشاز يا صوت البقر , والله لا أوريكم اللي مجتمعات بدون ما تعطوني خبر .. قهقهت سفانة وقالت : والله هي كلها عمارتين بيني وبينها قلت ليش ما أجي و اتطمن عليها مسكينة وجعانه .. : ###### .... صرخوا الثنتين باستنكار و ضحكت ريم و سفانه تقول : يا وصخة لمي لسانك حاطه على سبيكر .. شهقت العنود وسألت : لا يكون مرة عمي في ؟؟ .. : لا إحمدي ربك .. : أشــــوه , المره الجاية يالفالحة يوم تحطين سبيكر أعطيني تنبيه .. : خليهم يعرفون سواد وجهك ولسانك الوصخ يالوصخة .. : يالدبالية , افتحوا الباب أنا جاية دحين .. طالعت ريم في الجوال بدهشة وهي تقول : من جـــــد ؟؟ : والله من جد , من بعد المسافة , أطق عبايتي وأجي , تبغون شي من السوبر ماركت ؟؟ قالت سفانة بحماس : شكلي على ذوقك بس ركزي على الحلاوة القطن والآيس كريم أبو أربعة .. : ماشاااااااااااء الله ما صدقت ست سفانة , انتي بالذات ما بجيب لك شي عشان تتعلمين ما تخونيني .. قالت سفانة بسرعة : آآآآآآآآآآخر مرة والله آسفه .. : طيب أفكر , يلا مع السلامة .. لمن صكت الجوال ضربتها ريم وهي تقول : بنت تذلك الدب هذي بحلاوة قطن و آيس كريم .. قالت سفانة وهي تفرك يدها وتجلس على سرير عهود القريب من الطاقة : والله أحبها .. ابتسمت ريم ولفت وجهها للصينية اللي حاطه فيها سفانة شربة عدس سوتها لها جدتها حمده وقالت : الله يسعدها جده متعبة نفسها .. قامت سفانة عن سرير عهود وشالت الصينية وحطتها على فخوذ ريم المربعة فوق سريرها : تقولك إشربيها عشان تلم عظامك وتخرج البرد منه .. مسكت ريم الملعقة وقالت : أصلا جده لو يصير عندك كسر في رجلك تعطيك العدس وتقولك زين .. ضحكت سفانة ورعبت فوق السرير وقالت وهي تشيل مخدة عهود القلب وتضمها لصدرها : العدس عندها علاج كل مرض .. ~ ياربي دحين لو جات العنود اش بيفكني منها ومن تحقيقاتها , فرحت يوم نست الموضوع على الجوال , ياربييييييييييييييييييي والله قلبي يعورني , بنت ريم , خليك على كلمتك , إنتي ضيعتيها و ما تدرين فينها , طيب لو قالت لي عند عبد الرزاق اش أقول ؟؟ اش المفروض تكون ردة فعلي ؟؟ أعصب , أستغرب , أطلب منها ترجعه من عنده , ولا ...... آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , كله منك يارزوق كله منــــك , أنا ناقصتك ولا ... ~ : ريم .. رفعت بصرها لسفانة اللي أشرت لها على الملعقة وهي تقول بحيرة : لك ساعة ماسكة الملعقة قدام فمك , بتاكلين ولا لا .. زفرت وهي تحط الملعقة في فمها , ورجعت طالعت في سفانة وسألت بلا تفكير : اش شعورك نحو عبد الإله ؟؟ تمنت لو توقف الزمن وتسحب كلمتها وترجعها لفمها , لكن وجه سفانة الهادئ وهي تقول بعفوية : حزنت عليه من قلب لأني عارفه إنه أكبر متضرر من حكاية الرصاصة .. زفرت بداخلها براحة إنه سفانة فهمت السؤال على أساس اللي صار قبل يومين ~ شكله العنود ماقالت لها إني قريت رسالتها ~ خرجت من أفكارها واستمعت لسفانة وهي تكمل : أبويه راح بعد الظهر عشان يبادله لكنه رفض , يوم رجع أبويه قال لأمي يخلي خالي يروح للمستشفى عشان يخرج عبد الإله من هناك لأنه مانام من يومين وشكله صاير زي الأشباح .. ضحكت ريم وقالت : وييييييييي أشوفه جا معصصصب وأبويه وعبد الرحمن يدخلونه للبيت غصب عنه , أتاريهم جابرينه , وما دخل لغرفته إلا لمن حلف عليه أبويه ما يطلع .. ضحكت سفانة وقالت : حراااااام عليهم , يخلونه براحته هو حرررر , صح تعب عليه بس هو مبسوط , يعني أنا لو وجعت عنيدي بأجلس عندها إلين تقوم بالسلامة خلي عاد لو أنا اللي ساهمت في وجعها , وهو نفس الشي .. طالعت في سفانة بإعجاب شديد وقالت : أنا نفسي أعرف هو ليه مصر يعذب نفسه , كلنا عارفين إن الموضوع خطأ , يعني محد يلومه .. ابتسمت سفانة بهدوء وقالت : هو يلوم نفسه وهذا يكفي , أخص شي هو لوم الذات .. وسكتت وسألت بحيرة : اش فيك تطالعيني كذا ؟؟ ضحكت ريم وقالت وهي تنزل راسها وتطالع في زبدية العدس : ولا شي .. ~ ما شاء الله عليها , كيف تقدر تتحكم بتصرفاتها كذا ؟؟ تتكلم عن عبد الإله بدون ما تتلعثم أو تخجل أو يبان على وجهها شي , أنا لو ما قريت رسالتها كان ما لاحظت عليها أبدا إنها تكن له مشاعر ~ خرجت من أفكارها لمن حست بيد دافيه على جبينها , التفتت ليسارها وهي ترفع بصرها اللي اصطدم بنظرات سفانة الحانية وهي تسأل : مسخنة يا قلبي ؟؟ لا منتي مسخنة ولا .. ولمن سحبت يدها وهي تكمل : يمكن يدي حاره .. حست بالبروده تجتاح جبينها , جلست سفانة جنبها و دنقت عليها وحطت جبينها على جبينها وقالت : لاااااا منتي مسخنة الحمد لله .. وبعدت عنها وهي تقول بحيرة : بس اش فيك شاحبة و يا غير مسرحة وعقلك في عالم آخر .. بعدت ريم الصينية وحطتها على الكومدينه وهي تقول كاذبة : غثيانه و ما أبغى آكل .. انفتح باب الغرفة بعد دقتين قوية و عبد الإله يقول : ريم .. التفتت ريم ليمينها و انصدمت من دخوله المفاجئ بدون ما يستنى إذنها بالدخول و ما قدرت تنطق بحرف , أول ما شافته سفانة مواجه لها شهقت وتحركت عشان تغطي نفسها ناسية إنها على السرير , وصرخت برعب لمن لقيت نفسها تهوي من فوق السرير , صرخت ريم وهي تحاول تمسكها : سفاااااااانة .. لمح عبد الإله شي يهوي بين سرير ريم وعهود ويختفي عن أنظاره فوقف متنح , ريم اللي ما قدرت تمسك نفسها أكثر قهقهت من قلبها وقالت وهي تبعد لحافها وتنزل من سريرها : وراااااااااك يا أفندي , إطلع برا.. تراجع وهو يحك شعره وصك الباب , انحنت ريم وهي تضحك على سفانة اللي طايحة على جنبها اليمين ودافنه وجهها في ذراعها وقالت : سامحيني سفسف والله شكلك كان تحفــه .. ووقفت عن الضحك لمن شافت أكتاف سفانه تهتز وصوت غريب يطلع منها , حطت يدها على كتفها وهي تقول بخوف : سفانة .. انفجرت سفانة بالضحك و انقلبت على ظهرها وهي تتأوه و تقول : آآآآآآآآآآي ظهري , الله يفشل إبليــــس .. ضحكت ريم ومدت يدها تسندها عشان تقوم وهي تقول : فجعتيني على بالي تصيحين .. حمحمت سفانة وقالت وهي ترتب شعرها : هو صح تعورت من الطيحة و كبريائي تكسر و متأكدة إنه شكلي كان زي الأراجوز بس الموقف يضحك .. وشهقت ولفت على ريم وقالت : تكفييييييييييييييين لا تقولينه لعنيدي الحشاشة والله ما بتعايرني به سنة .. ضحكت ريم وقالت : أحاول ما أقولها , تعرفين لساني مفلوت و من دحين أقولك لو قلته تراه بحسن نية ... رمتها سفانه بنظرة حاده وهي تقول : مافي فضيحة تنقال بحسن نية , ترى لو عرفت عنيد بأذبحك هااااااا , وروحي شوفي أخوك اش يبغى .. خرجت ريم من غرفتها لقيته مربع فوق الكنب اللي في الصاله , أول ماشافها سأل : مين ؟؟ قالت بعصبية وهي عارفه إنها أكيد سمعها تصرخ باسمها : يعني منته عارف مين ؟؟ المفروض تستنى إلين أقولك أدخل .. قال بإعتراض : عهود قالت إنك صاحية و ماخبرتني إنه عندك أحد .. قالت باعتراض مماثل : ولو , يمكن كنت قاعده أغير ملابسي , بس فشلت البنت وخليتها تطيح .. ابتسم بتعب وقال : طمنيها و قوليلها ما شفت إلا خيال , والله ما انتبهت لها , هي تعورت ؟؟ حست بخيبة أمل غريبة إنه ما شافها , ضربته على كتفه وقالت : لا والله ؟؟ طاحت من فوق السرير وتسأل تعورت !! أكيد تعورت .. تثاوب وقال : أبويه فين ؟؟ عقدت حواجبها بتفكير وقالت : عند جده أكيد .. قام بسرعة وبنشاط عجيب وقال : إذا جا قوليله عبد الإله نام وراح للمستشفى .. شهقت وقالت : ماني مكذبه عليه .. لف عليها وقال : أنا أقولك إني نمت , يلا مع السلامة .. واختفى من قدامها قبل ما تنطق بحرف , رجعت للغرفة وقالت أول مالفت عليها سفانة : شارد عن أبويه ما يبغاه يشوفه وهو راجع للمستشفى .. ابتسمت سفانة وقالت : صدقيني هو مرتاح كذا , الله يخليهم لبعض يا رب .. وسحبتها وهي تقول : تعااااااااااااااالي عشان تكملين العدس ولا والله أعلم حمده عنك وما بيفكك منها إلا ملك الموت .. راح عبد الإله لغرفته , تشطف وغير ولبس ثوبه ونزل وهو حاط شماغه على كتفه , دق الجرس بشكل مزعج وهو نازل , أشر للخدامة إنه بيرد وفتح الباب بقوة وهو منزعج من الدق .. : أناجيــــــــــــــــــــــــت ... انتفض برعب و نزل راسه أول ما عرفها وتراجع وهو يسمع شهقتها المقرونه بضربة مختلطه بصوت البندري وهي تقول بهمس معاتب : قلت لك يالخبلة يمكن في أحد ما سمعتي .. مسك ضحكته وقال : حياكم , تفضلوا .. سمع صوت خطواتهم وسلام العنود الهادئ المناقض لصرختها المدوية قبل شوي , رد السلام وخرج وصك الباب وراه .. شهقت العنود وضربت خدودها وقالت وهي تنطط : يا فشلتييييييييييييييييييييي , يافشلتي , اش بيقول عني دحين ؟؟ قالت البندري تعدد على يدينها : طفلة خبلة مرجوجة ووقحة صايعة قليلة أدب .. ووقفت شويه وكملت : آآآآآآآ وبيدعي لعدنان الضعيف اللي بياخذ مخفوفه زيك .. قالت العنود بعصبية : هــــــــــــي حدك عاد , كلللللللللللللللها رضينابها لكن طفلة ...... أبـــدا , هذا الطول والعرض طفلة .. طالعت فيها البندري بصدمة وقالت : رضيتي بكل السبات حتى صايعة ومخفوفه ومارضيتي بطفلة .. عضت العنود لسانها بتريقة وهي تبتسم ابتسامة واسعة , وطلعت جري من الدرج لغرفة ريم وعهود , زفرت البندري وقالت : هالبنت غريبة بشكل .. وانتبهت إنها لوحدها , ياما مرت عليها أيام كانت تتحين الفرص وتخترع الأعذار عشان تلقى وقت تكون فيه لوحدها بدون رقيب عشان تلتقي به , يسرقون فيه بعض النظرات والابتسامات وأحيانا بعض اللمسات غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ سامحني ياااااااااااااااارب , تخفيت عن عيون البشر وتناسيت عيونك اللي ما تنام , أنا كيف وصلت لهالإنحطاط اللي خلاني أعصي ربي وأضيع ديني وأخون أهلي وناسي تحت أنوفهم , ياربي رحمتك , أي زوااااااااااج هذا اللي بيضمني معاه , أي زواااااااااااااج ~ زفرت وتحركت بسرعة للدور اللي فوق , ماتبغى تفكر أكثر , خلاص تعبت من كثر التفكير بالجاي , قررت تعيش يومها بيومه من دون ماتشغل نفسها بتفكير يتعب قلبها , الله كاتبه ربي بتشوفه .. دخلت لغرفة ريم اللي كان بابها مفتوح على ضحك ريم وسفانة على العنود اللي تقول : قسما بالله انتفض ما أكذب عليكم .. قالت البندري بعد ما سلمت : غصب ينتفض .. لفت طرحتها وحطت برقعها ولبست عبايتها على راسها وضمت أطراف العباية تحت دقنها ونطت وهي مايله على يمينها وهي تقول تقلدها : أنا جيــــــــــت .. زاد ضحك سفانة وريم من تمثيل البندري وقالت العنود باعتراض : مو لهالدرجة .. فكت البندري حجابها وهي تضحك وقالت : والله أخس , ريمان شربي أخوك من طاسة الخلعه , صدقيني العنود قطعت الخلف عنده .. لمحت سفانة تغير وجه العنود الطفيف قبل ما تضحك وتقول بمزح : إي طبعا خايفه عليه , أخو زوجك لازم تدهنين سيرك عن أهله .. كانت أكثر وحده تفهمها , عرفت إنها محرجة ومقهورة من اللي صار لأبعد درجة خاصة وإنه اللي حصل الموقف معاه هو عبد الإله , فقالت تنهي الموضوع : ما شاء الله بندوري اش العباية الكشيخه هذي ؟؟ يا حركتاااااااااااات من متى تلبسين عباية على الراس ؟؟ سكتت بإحراج , فقالت ريم تخرجها من إحراجها : صـــــــــــح , أول مرة أشوفك لابستها , ما شاء الله حلو شكلها وقماشها أسود السواد اللي هو , اش نوع قماشها ؟؟ .. ابتسمت و قالت بفخر : هذي عنود أهدتني إياها , و اليوم أول مرة ألبسها .. حمحمت العنود وقالت : شكريا , شكريا , هذي كريب ياباني يا طويلة العمر عشان كذا سوادها كحل , لكن الحقيقة تقال , أنا رحت أفصل لنفسي وحده فقال لي الهندي اللي يطول عمر أمه إنه إذا فصلت ثنتين يسوي تخفيض فقلت مالي إلا أفصل وحده لبندوري لأني عارفه إنه هنوف مفصلة قريب .. ضحكت ريم قالت : طيب خليك ساكته , خليها كإنها منك , بعدين ليه الله يطول عمر أمه مو عمره .. شهقت العنود وقالت : وأنا اش لي في الرجااااااااااال أدعي له , عيـــــب , أدعي لأمه .. ضحكت سفانة وقالت : والله إنت تحــــــــــفة بجد , إلا متى تطلع نتيجة تحليلك إنت والمحروس .. حطت يدها على بطنها وتغير وجهها وهي تقول : بطنــــــــــــي تكفين لا تقولين نتيجة , تصدقين انتظار نتيجة الثانوية العامة أهون من هالنتيجة .. ماحسبوا يشوفونها متوترة فقاموا يعلقون ويتريقون عليها .. ***************************** في مستشفى العسكري : أخيرا طمنتها على كل شي وإنه الحمل سليم وكل شي سليم , أزهار اللي ما اقتنعت بحكاية إنه مافيها شي قالت بهمس وهي مستحية من وجود جاسم : دكتورة أحس نفسي متضايقة وتعبانه على طول و ... قاطعتها الدكتورة وهي تبتسم لها : عادي يا حبيبتي الشهور الثلاث الأولى كلها مشاعر مضطربه .. ولفت على جاسم ورمقته بنظرات رقيقة و الابتسامة مازالت تزين شفايفها , زفرت أزهار وقالت بإصرار : لا قصدي في شعور غريب ينتابني وأفكار مهي طبيعية تراودني , أحيانا أحس بدوخة في غير وقت الصباح و ما يكون قبلها غثيان و ... قاطعتها الدكتورة : كله عادي .. زفرت مرة ثانية وهمست باستسلام : طيب .. ولمن جات بتخرج قالت الطبيبة بهمس لجاسم اللي قام معاها : أستاذ جاسم ممكن كلمة .. لف عليها فهمست بابتسامة متسعة : مدام أزهار تدلع عليك شويه , أكيد إنك مهملها الفترة اللي فاتت وهي تحاول تلفت نظرك لأنه كل الفحوصات تدل على إنها الحمد لله ما فيها أي شي .. حس براحة من كلامها وقال بمرح وهو يبتسم : إذا على كذا الحمد لله , مقدور عليه الموضوع , خفت الموضوع أكبر من كذا .. ضحكت وقالت : لا لا تخاف عليها , صحتها زي الفل .. لف و انصدم لمن شاف نظرات أزهار الحادة و شفايفها المزمومة بغيض , حمحم ولحق بها ومسك ذراعها وهو يقول بهدوء : مشينا .. سحبت ذراعها منه وقالت بعصبية : ما أحتاج مساعدتك .. وغطت وجهها وتحركت بخطوات قويه برا الغرفة , ابتسم للدكتورة وخرج وراها , لحقها وقال بهمس : أزهار .. لفت عليه وهي ناسيه هي فين وصرخت : ما أبغى أسمع حـ ....ـر.... ودارت الدنيا حولينها فجأة وخلتها تقطع كلامها , غمضت عيونها وهمست : أبغى عمر .. وفتحت شنطتها وخرجت جوالها ودقت على عمر و هي تقول : ما بأرجع معاك البيت , بأروح أرتاح عند أخويه .. انصدم من اللي قاعد يصير , تلفت حولينه وهمس بغيض وهو يمسكها من ذراعها : رخي صوتك وتحركي نتفاهم في السيارة .. سحبت ذراعها وقالت بصوت مخنوق من دون ما تقول السلام : عمر تعالي في مستشفى العسكري دحين , في قسم النساء والولادة .. مسك ذراعها مرة ثانية ورصها بقوة وهو يهمس : بنت , بلا دلع زايد , فجعتي أخوك .. زاد اختناق صوتها وهي تطنشه و تقول لأخوها : ما أبغى أرجع البيت , تعال خذني دحييييييييييين ولا والله أخذ تاكسي ... وهي تصك الجوال رص ذراعها أكثر وقال من بين أسنانه وهو يدفها قدامه : تحركي قدامي , فضحتينا قدام الناس , والله تروحين البيت وانتي ماتشوفين الدرب .. التفتت له بحده وقالت وهي تسحب ذراعها : ماني راجعة اليوم البيت .. فلت ذراعها فجأة وهو يحس بغيض ماله حدود منها , انفلات ذراعها المفاجئ اللي اختلط مع موجة دوخه جديده خلاها تطيح على الأرض من طولها , صدم راسها في الأرض بقوة وطاحت شنطتها وتناثرت أشياءها من قوة الطيحة , ما استوعب جاسم اللي صار إلا لمن سمع صوت ضجة سقوطها اللي تبعها صوت صرخات وشهقات متنوعة , شافها على الأرض عند أقدامه , هتف بخوف : أزهاااااااااار .. جريت الدكتورة رانيا ومعاها ممرضتين وانحنوا على أزهار .. اسمها وهو ينطلق من بين شفايف جاسم اخترق عقله وهو خارج من المصعد مع مجموعة طلبة , لف للجموع المتحلقه وتحرك بخطوات واسعة وأزاح الجموع المتحلقه , وأول ماشاف السواد التام اللي مو باين منه شي هتف صوت بداخله ~ والله , أزهار , والله هي ما غيرها ~ وتأكد لمن شاف جاسم , صرخ بطول صوته : نقااااااااااااااااله بسرعه .. قالت رانيا بخوف : دكتور مطلق أ ... تجاهلها و ساعد الممرضتين في شيل أزهار وحطوها على النقاله وهو يسأل جاسم المذهول : اش صار لها ؟؟؟ وتحركوا ورا النقاله لغرفة الطوارئ , قالت رانيا وهي تمشي وراه : دوبها خرجت من عندي وسويت لها فحص شامل ما كان فيها شي .. التفت لرانيا وعقد حواجبه لمن تذكر تخصصها وسألها بحزم : أزهار حامل ؟؟ قالت : إيوه و .... توقف عن مشيه وطالع فيها بصدمة ورجع التفت لجاسم وسأل : من متى ؟؟ انتبه جاسم للي حوله ~ هذا بأي حق يسأل هالأسئله عنها ؟؟ ومن سمح له يلمسها ويشيلها على النقاله ؟؟ واش كاااااااااان عشان يتصرف بهالحرية معاها ؟؟ مو عشان كان دكتورها لفترة يجي دحين ويتصرف بهالطريقة ~ عقد جاسم حواجبه وقال بحزم : ممكن أعرف بأي صفة تسأل وليش تتوقع مني إني أجاوبك ؟؟ تراجعت رانيا لمن شافت نظرات جاسم البارده , قال مطلق بهدوء وهو يتفرس في وجه جاسم ونظراته الحاده : بصفتي طبيبها النفسي وأتوقع منك تجاوبني بصفتك زوجها والحريص على مصلحتها .. طالعت فيه رانيا بصدمة وهي تقول : أزهار مريضتك يا دكتور مطلق .. لف عليها وقال بحزم : كان عندها Memory loss وحاليا تستخدم APO-CITALOPRAM .. حطت يدها على فمها وهي تشهق شهقة خفيفة قالت بعدها باعتراض : مهو مكتوب في ملفها إنها مريضة نفسية أو إنها تستخدم هذا الدواء .. انصعق جاسم ~ اش هذا الأبوستيلوبرام اللي ما قيد سمعت به , من متى تستخدمه ؟؟ ~ سأل بتردد وهو يلاحظ الوجوم على وجيههم : ليش ؟؟ هذا الدوا يأثر على حملها ؟؟ صمت مهيب ساد الممر قبل ما يقول مطلق بهدوء : ما أدري اش التطورات اللي صارت من آخر جلسة حضرت فيها أزهار عشان كذا لازم نفحص حالتها و نسألها أول عن .. قاطعه جاسم بصوت حاد وهو يحس بغيض من نطقه لاسم أزهار بهالسهولة : أبغى طبيبة تفحصها .. التزم مطلق الصمت وقالت رانيا : مافي طبيبة نفسية عندنا هنا .. قال جاسم : ما يهمني , أنا أبغى طبيبة تفحصها ... خرجت الممرضة وقالت بخوف : the patient wakes up and she's crying dac .. دخل جاسم بسرعة ولحقته رانيا , تناهى لمسامعه صوت بكاء مخنوق غريب , بعد الستارة وتصنم لمن شافها مستلقية على ظهرها بعبايتها وهي تمسح أقدامها في الفراش كإنها متوجعة من شي وهي مغطية وجهها المكشوف بيدينها والممرضة تحاول تفرد يدها اليسار عشان المحلول المثبت فيها , تقدم بشويش من الجهة اليمين وهمس وهو يمسح شعرها المتناثر على المخدة : أزهار .. حست لحظتها بكل أوجاعها تتضاعف أعطته ظهرها وقالت من بين شهقاتها وبدون ماتزيح يدينها عن وجهها : إطلع برا .. وزاد صياحها وهي تقول برجاء : الله يخليك إطلع برااااا .. وارتفع صوت بكاءها بشكل غريب خلى قلبه ينقبض , ماقدر ينفذ طلبها , تحرك بعيد عن السرير وابتعد عن نظرها لكنه وقف ورى الستارة وهو يسمع لصوت بكاءها المختلط بصوت رانيا وهي تقول : خلاص يا أزهار , قوليلي اش تحسين بالضبط ؟؟ تعبانه ولا في وجع ولا ... ~ دحين جاية تسألني , من أول قاعدة تتأمل في جاسم وترميه بنظراتها وهو حضرته مبسوووووط ~ قاطعتها أزهار اللي ما عاد تحتمل سماع صوتها أكثر بصوت حاد وهي تبعد يدينها عن وجهها عشان تدف يد رانيا اللي على كتفها : مالك دخل فيني , مو أنا قاعدة أتدلع على زوجي .. ارتبكت رانيا وقالت : صدقيني يا مدام أزهار أنا ما قصدت اللي قولته , حبيت أخفف الجو شويه و .. ~ كذابه , كذاااااااااااابه ~ قاطعتها أزهار بذات الصوت الغريب واللي حاولت تسيطر على حدته بلا فائدة : مو لو حضرتك تحسين باللي أحسه ما قلتي تتدلع , كيف تسمين نفسك طبيبة وإنتي ما تحسين بآلام مريضك ؟؟ .. تلعثمت وهي تقول : لا أنا .. قاطعتها وهي تحس بغثيان غريب : إنت حتى ماخليتني أشرح لك كل اللي أحسه على طول سكتيني .. لمن شافت تلون وجه رانيا حست بالذنب , ما تحب تحسس أحد بالذنب حتى لو كان غلطان , سحبت نفس عميــــق ومسحت دموعها تهدأ نفسها وكملت بصوت أقل حدة : ما أبغى أحد ولا أبغى أي شي , أبغى أخويه و بسسسس , سيبوني في حالي .. قالت رانيا تحاول تستميلها وهي عارفه بداخلها إنها ما استمعت لها بشكل كافي : طيب اش رايك , الدكتور مطلق موجود ويبغى يشوفك , أدخله ؟؟.. رفعت أزهار وجهها بصدمة وهمست بلا شعور : مطلق .. الراحة اللي تلمسها جاسم بين طيات صوتها وهي تهمس باسمه بكل حرية حسها زي الطعنة في قلبه , رافقها شعور غريب زي النيران في جوفه يصرخ فيه إنه ما يخلي مطلق يدخل لو على جثته .. : أبغى جاسم أول .. همسها المضطرب وصل لمسامعه رغم خفوته , غمض عيونه للحظة وفتحها وهو يزيح الستارة ويدخل لها , أول ما التقت عيونه بعيونها شاف الدموع تتجمع فيها مرة ثانية , قال بعتاب : ليه ما قلتيلي إنك تاخذين دوا نفسي .. سؤاله الغير متوقع خلى الدموع تتجمد في عيونها وهي تهز راسها بلا , كمل بضيق وهو مقهور ليش ماوثقت فيه إلى الآن : إلا تاخذين , مطلق بنفسه قال إنك تاخذين دوا .. بلعت ريقها وقالت بتلعثم : لا , أنا ... قاطعها بصوت أعلى : إنتي عارفه إنه يأثر على الحمل , يعني مو بس أهملتي نفسك إنت أهملتي النونو كمان و .. أول ما سمعت ذكره للنونو صرخت : خلااااااااااااااااااااااااااااااااااااص .. صكت أذنيها بكفوفها وصرخت مرة ثانية : ما أبغى أسمــــــع , ما أبغى أسمع أكثر .. تحرك بسرعة وجلس على السرير جنبها و قال : أزها ... دفته بعيد عنها وصرخت : إطلع برااااااااااااا ... تراجع لورى من دفعتها القوية لكنه انصدم أكثر من نظرات عيونها الغريبة , حاول كذا مرة يكلمها ويفهمها لكنها كانت سادة أذنيها وتطالع فيه بذات النظرات , خرج من الغرفة وهو يحس بأعصابه مشدودة من نظرة عيونها اللي انحفرت بداخله لقي مطلق واقف يدور في الممر , أول ما شافه مطلق تصنم في مكانه وجلس دقايق يقاوم شي بداخله وأخيرا تقدم منه وقال بصوت حاد وهو يهز يده بعصبية : هذي مهي طريقة تتعامل فيها مع مريضة نفسية , إنت قاعد تزيد حالتها سوووووووووووء , المفروض تتعامل معاها بطريقة خاصة .. صوت مطلق الحاد كان بمثابة القشة اللي قصمت ظهر البعير , صرخ جاسم بعصبية : ترا ماني ناقصك , أنا مريت بأخص يومييييين في حياتي , بعدين مااااااااالك دخل في حرمتي , أنا حر كيف أعاملها سااااااااااااامع , وإذا مو عاجبك أعلى مافي خيلك إركبه .. لأول مرة من فترة طويلة يفقد مطلق زمام أعصابه وهو يقول بصوت عالي : إلا لي دخل , أزهار مريضتي وأنا بصفتي طبيبها هذا بحد ذاته يخلي من حقي إني أهتم بمصلحتها .. تتبع عمر الأصوات والضوضاء اللي جمعت الناس وهو يطالع في جواله اللي أزهار مهي راضية ترد عليه , و انصدم لمن شافهم الاثنين ~ اش يجيب جاسم ومطلق في مكان واحد ؟؟ وليش لاصقين كذا في بعض و ~ انتبه لحظتها للناس المتجمعة حولين هذولي الاثنين , تحرك بسرعة في نفس الوقت اللي تحرك جاسم بعصبية ومد يده باستفزاز وطبطب بها على خد مطلق وهو يقول من بين أسنانه : أقوووول يالحبيب لو عاد نطقت اسمها فكك هذا أكسره لك .. دف مطلق يده بقوة وقال بنفس النبرة العالية وهو يقرب من جاسم أكثر كإنه يبين له إنه مو مهتم في اللي قاعد يقوله : يكون في علمك إنها حاليا ما هي قادرة تسيطر على انفعالاتها , وكلامك زي البنزين على النار , إنت قاعد تضغط عليهااااااااا .. هتف عمر باعتراض وهو يبعده عن جاسم المعصب : مطــــلق استهدي بالله .. ونقل بصره بينهم وسأل بخوف وأصوات غريبة توصله : اش فيكم ؟؟ اش عندكم ؟؟ التزموا الصمت وكل واحد يشيح بوجهه عن الثاني , قال وهو يركز بصره على جاسم : جاسم , اش صار ؟؟ فين أزهار ؟؟ ميز الأصوات الغريبه , حس بإنقباض غريب في قلبه , إلتفت وهو يقول بصدمة : هذا صوت صياح أزهار .. و لمن جا بيتحرك مسكه مطلق من يده ورص عليها وهو يقول : خليها ترتاح شويه .. قال بحدة : بتقولون لي اش فيه ولا بتخلوني زي المجنوووووون .. سكت مطلق وفلت يد عمر وهو مو قادر يقول إنه ما حيعرف حالتها إلا لمن يفحصها احترام لرغبة جاسم اللي وضح له إنه ما يبغاه يفحص زوجته , قال جاسم بصوت غريب : أزهار تاخذ دوا نفسي .. لف عليه عمر وهو يحس ضربات قلبه تتسارع وهو يقول : إيوه , ليه ؟؟ همس بعتاب : وأنا آخر من يعلم .. وتبادل نظرات صامته مع عمر قبل ما يعطيه ظهره وهو يتحرك مبتعد , مسكه عمر وهو يقول : جاسم ما كنت أدري إنه ما عندك خبر , ما توقعت إنه أزهار ما قالت لك .. لف عليه جاسم وانطلقت الكلمات منه بلا تفكير وهو يقول بقهر : هي تقول شي أصلا .. قال مطلق بهدوء : أفضل إنكم تتفضلون لمكتبي عشان تتناقشون هناك بخصوصية .. ولف على رانيا وقال : دكتوره رانيا , رجاء ماتعطين أز .. المريضة أي دواء قبل مراجعتي , وحاليا أعطيها محلول فقط .. ولف على طلبته المكونين من أربع شباب وبنتين وقال : سووا جولة على المرضى , بعد شوية حأطلب Diagnosis من كل واحد فيكم عن الحالة المرضية ونوع الأدوية اللي ممكن تعطى له ونوع treatment .. وأشر لجاسم وعمر إنهم يتبعونه وتحرك بهدوء قبلهم , تبادل عمر نظرة قلقة مع جاسم وتبع مطلق , زفر جاسم ولحقهم ... ************************* في مستشفى الملك فهد : طالع في يدين الدكتور رامي وهو يفك اللصق عنه بشويش ورجع طالع في أبوه الواقف عند نهاية السرير و جنبه أمه , كان يحس بضربات قلبه تتسارع غصب عنه , رفع رامي بصره للشاشه ورجع طالع فيه بابتسامة مشجعة وهو يقول : ليش التوتر يا بطل , ماشاء الله قطعت شوط طويل بعون الله .. ابتسم لرامي مجامل وهو يصرخ بداخله ~ كيف ما أتوتر وأنا أفكر في رئتي ؟؟ إن شاء الله تقدر تعمل بنفسها , ولو ماعملت بنفسها حأقعد طول عمري على جهاز التنفس ؟؟ حسااااااااان لو تفتح عمل الشيطان , خلي ثقتك في ربك كبيرة , اللي نجاك من الموت يسهل عليك هالأمر , يارب رحمتك ~ , لمن رفع رامي يده بيأشر للمممرضه إنها تطفي الجهاز رفع حسان يده ورصها على يد رامي , قال رامي بسرعة للممرضة : wait .. رفعت الممرضة اصباعها عن الزر وطالعت فيهم بصمت , حس حسان بالخجل من نفسه وبعد بصره عن أبوه وأمه , قالت نورة بهدوء : حسان حبيبي تبغانا نطلع .. هز راسه بلا وهو يحس دموعه بتخونه وهو يصرخ بداخله ~ يارب قوينيييييييييييييييي ~ قبض علي بيدينه على أقدام حسان وقال بصوت قوي : حسان , حسان .. انتبه حسان لحظتها إنه ينتفض من الخوف , قال رامي بهدوء وهو يبعد عنه : إذا تحس بضغط أو توتر ممكن نأجل الموضوع لبكرة الصباح .. قال علي وهو يضغط أقدام حسان عشان يخفف نفضتها : اللي يريحك ياولدي .. ~ لاااااااااااااا , فكوه عنيييييييي ~ هز حسان راسه بلا ورفع يده بتهور بينزع الجهاز , مسك رامي يده وقال بحزم هادئ : مو بهذي الطريقة , شويه شويه , إذا مستعد نطفي الجهاز أول .. غمض عيونه بقوة وأشر بيده , قال رامي بعد فترة صمت : tern it off .. صوت زر جهاز التنفس تبعه تخافت صوت الضجيج الصادر منه , حس حسان بشي ثقيل جثم على صدره تبعه اختناق مفاجئ ممزوج بغصة مزعجة لمن سحب رامي الخرطوم اللي بداخل حلقه , غمض عيونه من شدة الغصة و رجع فتحها على اتساعها وقبض على يد رامي بقوة , قال رامي بهدوء : عادي , عادي , حاول تتنفس بهدوء .. شهق حسان شهقة قويه وحس بألم فضيع في صدره , قبض على يد رامي أكثر وهو يجاهد عشان يخرج الهوا وبيده الثانية قبض على غطاء السرير , قال رامي بهدوء وهو يضغط يده : حسان إنت متوتر , تنفس بشويش وحاول تخرج الهوا مو بس تدخله .. توالت شهقات حسان و حمر وجهه ومن بين أنفاسه المخنوقة شافها قابضة على عبايتها بقوة وهي تطالع فيه بثبات , أشر بيده على أمه وحركها بقوة , لف علي على نورة وقال بهدوء وهو مازال قابض على أقدام حسان اللي تبغى تتفلت منه : أم حسان ما عليك أمر إطلعي شويه .. قالت بهدوء وهي تتحرك لحسان : آسفه ما أقدر .. وحطت يدها على جبين حسان وهي تقول بصوت ثابت : ما أقدر أسيبك يا حسان .. حس بدفء يدها رغم القفاز اللي يغطيها , نزلت دموعه وهو يشهق بقوة , كان يحس اختناقه يزيد وبرئتينه اللي بتتفجر توجعه بشكل لا يوصف , قال رامي بسرعة : give ma the pipe , مدام أم حسان تراجعي شويه لو سمحتي .. هز حسان راسه بلا وهو يجاهد عشان يزفر الهواء لكن شهقاته المتواليه واللي تحسسه بنيران تشتعل في صدره ما كانت تسمح له يخرج الهواء , حس بأصواتهم تبتعد عنه وحس بذبول غريب في جسمه .. : حساااااااااان , ولدي , حساااااااااااااااااان .. فتح عيونه بسرعة على صرختها الخايفة و حس بيدينها اللي قابضه على أكتافه وهي تهزه , حس بوجع في صدره لكنه انتبه إنه يتنفس بنفسه , ضمته نورة وهي تصيح وتقول : لا عاد تخوفني كذا .. غمض عيونه بوجع و ما قدر يقولها تبعد عن صدره لكن رامي قال بمرح : أم حسان الله يهديك ما جيتي تضمينه إلا من هناك جهة العملية , تعالي من يمينه .. وقال علي بمزح وهو يسحبها عن حسان : من أول مسويه فيها قوية وتنهارين في الأخير .. وضمها وهي تصيح من قلبها على صدره , ابتسم حسان وفتح فمه بيتكلم لكنه حس بوجع منعه من الكلام , ابتسم رامي وقال وهو يطبطب على كتفه : يا بطل , يعني عشان بعد الله قدرت تتنفس لوحدك مستعجل على نفسك تبغى تتكلم , تونا مخرجين خرطوم كان ضاغط على حنجرتك , أصبر شوي .. وكمل وهو ياخذ السجل من الممرضة : ما قلتلك إنك كنت متوتر , من يوم بدأت تغيب عن الوعي جسمك تصرف بطبيعية وتنفس لوحده .. غمض حسان عيونه كإنه يشكره وفتح عيونه ولف على أبوه وأمه وابتسم بتعب , كان يحس هالدقايق استنفذت كل طاقته , حاول يفتح عيونه وقت أطول لكنه غاص في ظلام مريح .. دنق رامي بسرعة وهو يسحب شي معدني يشبه القلم , فتح عين حسان وسلط عليها الضوء و قال يطمنهم وهو يرفع جسمه : عادي هذا من تأثير الإرهاق .. ومسك ذراعه وقاس نبضاته وضغطه وقال : الحمد لله , كل شي مطمئن .. وطالع فيهم بإعجاب وقال بابتسامة صادقة وهو يتذكر قصة علي اللي سمعها تتوارد بين الموجودين في المستشفى من بعد دخول حسان : { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ } ابتسم علي وقال : الله يجعلنا وإياك منهم يا رب , الحمد لله على كل شيء , الحمد لله حمدا كثيرا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه .. زاد إعجابه بتواضع علي وقال : دحين إن شاء الله بنخليه تحت الملاحظة لساعتين و ننقله بعدها لغرفة عادية .. قال علي بامتنان : جزاك الله خير يادكتور و جعل الله كل ما تفعله في ميزان حسناتك ونفع بك الأمة .. حس رامي بالإحراج من كلامه فتنحنح و رافقه وخرج وهو يشرح له عن الترتيبات والأدوية والتعليمات اللي لازم يتقيد بها حسان , وقفت نورة من الجهة اليمنى من السرير عند راس حسان , خلعت قفازاتها ومسحت على شعره بحنان وسلمت على راسه وخدوده وضمته بشويش ووقفت تتأمله بحب , وصلها صوته المرح يقطع تأملاتها وهو يقول : أم حسان , وين بتباتين الليلة عندهم أرسل لك اللحاف والمخدة .. لفت عليه وابتسمت وهي تقول : أبغى أجلس معاه شويه .. جا وسحب لها الكرسي الوحيد في الغرفة وقال وهو يطبطب عليه : تفضلي ياستي , ولا يقعد في خاطرك إنك ماجلستي عنده .. جلست و مدت يدينها وقبضت على يده وهي تقول بصوت متهدج : شفته يموت قدام عيوني .. حط يدينه على أكتافها وقال : هو شكله حس بهالشعور عشان كذا طلب منك تخرجين .. هزت راسها وقالت وهي تمسح خده وترتب شعره : لا مو كذا , هو ما كان يبغاني أشوفه وهو يتوجع , لأنه طول السنين اللي إنت غبت فيها كان يبتسم , عمري ما شفته مقطب أو حتى معصب , كان يكتم غيضه أو يفجر غضبه بعيد عني , حتى يوم يمرض يروح للمستشفى ويرجع بدون ما يقول لي لأنه خايف أشيل هم فوق همي , ترى مامداني الوقت عشان أقولك إنه ما قصر معاي في شي ولا مع أخواته , والله شالهم على كفوف الراحة , خدمنا بعيونه وكان يبدينا على نفسه , الله يرضى عليه , يشهد ربي إني راضيه عليه دنيا وآخره , الله يوفقه و ينور دربه .. ابتسم وهو يشوف وجه حسان المستكين وقال : الحمد لله , ربيتي رجال يا نورة , انتي تحصدين اللي تزرعينه , بعدين هو اش يبغى من الدنيا ؟؟ اللي يبغاه حصل عليه والحمد لله , رضاك ودعواتك , في شي أحسن من رضى الوالدين ودعواتهم ؟؟ .. زفرت وهي تتحمد الله , ولمن قامت تصنمت في مكانها للحظة قبل ما تقول باستغراب : عبد الإله .. لف علي وقال باعتراض لمن شاف وجهه الشااااااااحب : إحنا ما أرسلناك البيت عشان ترتاح .. طالع في حسان المنزوع عنه الجهاز وقال بصوت حاد مبحوح : حرام عليكم من كلامكم حسبته ماااااات , والله لو مادققت فيه ولاحظت إنه يتنفس كان مت وراااااه و .. قطع كلامه لمن تهدج صوته وتنفس بحده وهو يطالع فيهم باعتراض , ضحك علي وتحرك له وضمه وهو يطبطب على ظهره بقوة وهو يقول : ولد , اش فيك صاير خواف ؟؟ وين إيمانك ؟؟ قال باعتراض وهو يقاوم دموعه اللي حسها بتخونه : مو حضراتكم قاعدين تتكلمون بطريقة كإنكم تنعون ميت وتذكرون محاسنه .. ضحكت نورة وقالت وهي تحط يدها على كتفه وتضغطها بتشجيع : عبووووود ما توقعت قلبك سخيف كذا .. بلع غصته وبعد عن علي وقال : معليش مع حسونه قلبي سخيف , عادي .. ضحك علي وقال : الله يخليكم لبعض .. وسحبه معاه وهو يكمل : و بتمشي معايا دحين عشان ترجع للبيت ترتاح .. قال برجاء : عمي تكفى والله مرتاح مع حسان هنا , والله .. طالع فيه وهو يزفر بضيق وقالت نورة : علي خلي الولد براحته .. قطب عبد الإله حواجبه وقال باعتراض : عمتي نــورة عمي يقول ولد وسكتنا ترجعين تقولينها , حرااااام عليكم طاق الـ 27 تقولون علي ولد .. قالت نورة وهي تضحك : بتظل ولد في نظري لو جبت 5 عيال , يلا روح من قدامي قبل ما أغير رأيي وأخلي علي يجرك لبيت أبوك جر .. ابتسم وسلم على راسها وهو يشكرها و دخل عند حسان , وقف عند راسه وتأمله بصمت , مد يده وضربه على كتفه وهو يقول : يا حمار تفك الجهاز من دوني , إصحى وأوريك شغلك .. ولمن شافه مستكين صامت , عيونه مغمضه بهدوء , فمه شبه مفتوح من التعب , راح وبلل قطعة شاش ورجع مسح بها شفايفه و دنق عليه بعدها وسلم على جبينه تسليمه طويــله قاوم فيها غصته ورجع جلس على الكرسي لمن تذكر عبد الرزاق يوم قاله إنه صاير زي البنات دموعه عند الباب , ابتسم ومسح عيونه وهو يقول بضحكه : ما ألوم البنات يوم يصيحون كل شوي , حاجة تريح .. وبعد فترة سحب الكرسي وقربه من سرير حسان واتكأ بأكواعه على السرير ودفن راسه بينهم وهو يقول : عارف وأنا جاي هنا قابلت العنود , إنت عارف إنه عدنان خطبها لكن اللي ماتعرفه إني تقدمت لها قبل لكنها رفضتني .. ورفع راسه وطالع في حسان وقال : هــي لا يروح فكرك بعيد , ترى مارفضتني عشان شي , قال إيه قال عشان في وحده تحبني , تصدق أدفع اللي في جيبي وأعرف الحمارة اللي تحبيني , على أي أساس تحبني الخبلة !! بناتنا خربت عقولهم ستار أكاديمي و خرابط الحب , بغيت أنجن لحظة عرفت سببها السخيف لرفضي وخرجت وأنا ناوي إني أقول لعمي على كل شي وهو يتصرف معاها ومع الخبلة الثانية لكنك ساعتها اتصلت علي وطلبت مني أقابلك .. زفر ورجع دفن راسه وهو يقول : صوتك كان غريب , عزمت يوم أجيك أستشيرك في الموضوع , ويوم جيتك أول كلمة قلتها يا خي ابتسم الحياة حلوة بس نفهمها , وكان ذاك اليوم هو أول مرة تطلب مني فيها أدينك , ما دريت إنك بحاجة الفلوس إلى لمن طلبت سلفه , حسيت لحظتها بنفس إحساسي دحين , إني ما قدرت أصير أخوك وأفهمك بدون ما تتكلم وتتطلب , كان نفسي وقتها أعطيك كل ما أملك و ما أصعبها هاللحظة اللي خرجت فيها الفلوس ومديتها لك وأخذتها و إنت تبتسم , ماتدري إنه هاللحظة هي نفسها اللي خلتني أنسى موضوع عمي واللي كنت بأقوله , علمتني إنه مافي شي يستاهل العصبية والزعل , استحقرت نفسي قدامك وإنت شايل هم أمك وأخواتك ومصاريفهم وأنا فاضي بأحط راسي من راس العنود والخبلة اللي معاها .. : صدق فاضي .. رفع راسه بسرعة لمن وصله الصوت الثقيل المتحشرج وأول ماشاف حسان مفتح نص عيونه وهو يطالع فيه بتعب فز من الكرسي وصرخ بحماس : حساااااااااااان .. ولمن انحنى عليه رفع حسان يده وهو يأشر على صدره باليد الثانية , ضحك عبد الإله وقال : صح إنها سبة بس والله أحلى كلمة سمعتها .. ابتسم حسان وهمس بصوت مخنوق متقطع : انقلع .. عني .. يالمز ..عج .. عدد عبد الإله على أصابيعه وقال : فاضي , مزعج خذ راحتك حبيبي , يااااااااااااا حيا الله هالصوت اللي يشبه صوت جدتي حمده بعد 70 سنة .. ضحك حسان ولف على نفسه بتوجع وهو يمسك صدره بقوة , قالت الممرضة اللي دخلت على أصواتهم : إس هادااااااااا ؟؟ هادا مريد لازم ما في إدهااااااااك بئدين في عوووور.. قال عبد الإله بلهجة خنوعة : على أمرك , آسف عمتي والله ما قصدت .. ولمن ضحك حسان مرة ثانية وهو يتوجع لفت عليه الممرضة وقالت : إس فيه قوووووووول ؟؟ يلا لو سمهت out , out pleas , هادا مريد تحتو ملااهدا سويه بعدين هو في روح غرفة فوق.. وقامت ترطن بالفلبينية .. : أشوفكم مطلعين جن ميري ؟؟ التفت عبد الإله للدكتور رامي اللي كمل : توني قايل لعمك إنه الضحك واحد من الممنوعات , ممنوع بتاااااااااتا عشان مكان العملية وعشان رئته .. قال عبد الإله بهدوء : إن شاء الله .. طالع فيه رامي وأشر على الباب الزجاجي الكبير وقال : طيب ممكن يا بطل تخرج من هنا إلين تنتهي فترة الملاحظة , هي كلها ساعتين .. ابتسم عبد الإله وخرج بعد ما أشر لحسان مودع ... ******************************* أول ما فتح دخل للصفحة الرئيسة للمنتدى شافه .. ** Vampire ** الحالة متصل .. رفع حواجبه باستغراب وقال : ياااااااااااااااسلااااااااااااااام .. خرج جواله ودق على الرقم وهو يضغط بالسهم على ** Vampire ** عشان يشوف هو في أي موضوع .. (( إن الهاتف المطلوب لايمكن الاتصال به الآن فضـ ... )) صك الخط ورجع دق على رقم ثاني وحط الجوال على إذنه وثبته بكتفه وهو يكتب موضوع في صفحة الورد .. وصله الصوت المرحب : السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .. قطب حواجبه ووقف عن الكتابة وقال : وعليكم السلااااااااااااااااام , أشوف بعض ناس أون لاااااااااااااااااااين .. و لمن وصلته الضحكة الهادئة عقد حواجبه وقال : تراني معطيك الباسورد صح بس في حالة صار لي شي تخبر المنتدى مو عشان تدخل باسمي .. زادت ضحكته وهو يقول : والله حلوة لوحة المشرفين , اش رايك أحذف .. قاطعه وهو يمسك الجوال اللي كان بيطيح : عدنان واللي يرحم أمك لا تحذف شي .. وصله صوت عدنان الهادئ وهو يقول : هي أمزح معاك , من جدي يعني بأتصرف من راسي , المهم تراني دخلت باسمك لأنه حضرة المراقب سوالي حظر , هذا دوبه دوبي , آخر مرة وأنا موجود أرسل لي لو تغير اسمك مية مرة بأعرفك وبعدها عطاني الحظر .. ضحك سامر من قلبه وقال : دوااااااااااك , تستاهل يوم أقولك ممنوع مناقشة المذاهب ما تسمع .. : يا خي كنت أرد عليه بأدب وبأجوبة منطقية وبدلائل ما تجاوزت حدودي .. قال سامر بأسف : سوري يالحبيب بعد تحريات اكتشفت إن المراقب من طينة كاتب الموضوع عشان كذا سوا لك حظر .. وصله صوت عدنان البارد وهو يقول بلا مبالاة : المهم بسوي لي بريد جديد و بأدخل باسم جديد .. غير مكان الجوال للإذن الثانية وهو يقول باستغراب : عدنان أسألك بالله ماطفشت من كثر ما يسوون لك حظر , هذي رابع مرة .. : وراهم وراهم إلين يملون , كل ماشفت موضوع مو عاجبني بأرد , قل الحق ولو على نفسك , يعني يكتب قصة كلها فسوق وفجور وخرابيط الحب اللي تلعب بعقول البنات والشباب وقلنا حرية قلم لكن يكتب أخطااااااااء دينية ويدافع عنها بحمااااااااااااااااااااس , آآآآآآآآآآآآآآآخ يالقهر , قلبي يحترق منه .. ضحك سامر من قلبه وقال : إنت تقول إن المراقب دوبه دوبك وإنت دوبك دوب هالعضو .. : لا هو زااااااااااااايد حاله , عنده قلم قوي وجرئ يدخلك في عمق الكتابة لكنه يااااااحسافة يدس السم في العسل .. شاف نافذة طلعت له .. $ أحلى فراولة $ : حبيب قلبي .. ابتسم وفتح النافذة وكتب : هلا والله .. وهو يسأل عدنان : اش قلت لي اسمه ؟؟ .. جاوبه عدنان وهو يزفر بطفش : التقاء الساكنين .. عقد حواجبه واعتدل في جلسته وهو يقول : إيـــــــش ؟؟ واش معناه التقاء الساكنين , أفتكر قيد مر علي في مرحلة دراسية .. وضحك لمن قال عدنان : إنننننننننسى , هذا شي ما تفهمونه إنتم قوم yes , no , بعيد عن مجالك بعد الشمس عن الأرض ... $ أحلى فراولة $ : هلا حبي , هلا قلبي , والله واحشني يا أصيل .. قال وهو يكتب كلماته بسرعة : و إنت من فضاوتك تقعد تقرأ قصص .. : مشكلتي ما أقرأ إلا له, كتاباته أدبية لغتها قمــة في الرقي , الله يهديه ويهدينا أجمعين .. ضغط زر الإدخال وهو يبتسم .. % اتحادي أصيل % : هلا فيك , كيف حالك حبيبتي ؟؟ : سموووووووور , معايا ؟؟ انتبه سامر للجوال وقال : أوووو نسيتك , دخل علي ماهر ماسنجر .. : من لقي أحبابه , يوم تخلص من عنده أعطني رنة لو لقيتني موجود , يلا سلام عليكم .. ابتسم يوم شاف الصورة المتحركة للسمراء اللي ترسم القلب بروجها وقال : في أمان الله .. $ أحلى فراولة $ : حبيبي اش سويت في المدرسة اليوووووووووم , عسى ما تعبت ؟؟ ضحك وكتب بسرعة .. % اتحادي أصيل % : يا شينك يوم تقلد الحريم , عز الله عوفتني فيهم .. $ أحلى فراولة $ : هههههههههههههه , مي راكبة ؟؟.. % اتحادي أصيل % : جنوط على حمار .. $ أحلى فراولة $ : الله يخسك يالملعون .. % اتحادي أصيل % : كم مرة قلنا لك لا تلعن , بعدين غير اسمك تراك جبت اللي الشبهة , بالقوة افتكيت من لسان سحور المرة اللي فاتت .. $ أحلى فراولة $ : اش أسوي ؟؟ لزوم المسرحية اللي مسويها على واحد من الشباب .. % اتحادي أصيل % : لا تقول سعود .. $ أحلى فراولة $ : خخخخخخخخخ هو في غيره أبو البنات , ياحبه للحريم , والله لا أطلع الحب هذا من عينه .. % اتحادي أصيل % : أبو طبع مايغير طبعه .. $ أحلى فراولة $ : أحاول , المهم , كيف عملك اليوم ؟؟ ولا أقول .. $ أحلى فراولة $ : ركب الكاميرا خليني أشوفك .. % اتحادي أصيل % : تعرفها .. $ أحلى فراولة $ : يا حيوان .. % اتحادي أصيل % : نو وي .. $ أحلى فراولة $ : ليــــــــه ؟؟ طالع سامر في الشاشة طويل قبل ما يكتب .. % اتحادي أصيل % : تبغى الحقيقة ؟؟ % اتحادي أصيل % : مارحت الدوام اليوم .. أرسل له صورة واحد مفجوع عيونه تخرج من مكانها , ابتسم بألم لمن شاف الصمت من جهة ماهر وأخيرا تحرك وكتب .. % اتحادي أصيل % : وصلت لباب المدرسة ويوم شفت الطلاب تراجعت .. $ أحلى فراولة $ : ليه كانوا ضخام ؟؟ ضحك من قلبه وكتب .. % اتحادي أصيل % : عيال ثانوي اش تبغى أحجامهم يعني ؟؟ % اتحادي أصيل % : و .. % اتحادي أصيل % : و رجعت بعد الطابور الصباحي ودخلت متأخر واعتذرت من المدير عن الدخول لأي حصة وجلست منزوي على كرسي مكتبي في غرفة المدرسين وأنا أحس إن الكل يصرخ فيني إنت مدمن .. $ أحلى فراولة $ : ما حاول واحد من المدرسين إنه يكلمك .. % اتحادي أصيل % : واحد بس , لكن يوم شاف برودي و هدوئي قرر ينسحب هو كمان بهدوء .. $ أحلى فراولة $ : وتعترف كمان .. طالع في صورة الولد اللي يلعب في بالون المويه ويرميه على الشاشه , زفر وكتب .. % اتحادي أصيل % : غصب عني , ليه سنتين مبتعد عن محيط الدراسة , حسيت بإحساسي أول يوم داومت فيه قبل سنين , وكمان المدرسين اللي عندي أصغرهم عمره 36 سنة متزوج وعنده 3 عيال , يعني ويني و وينهم .. $ أحلى فراولة $ : عادي , المهم دخلت المدرسة يا بطل , أنا فخور بك .. % اتحادي أصيل % : لا والله !! إحلف يا شيخ , شايفني بزر عندك .. $ أحلى فراولة $ : ههههههههههههههههههههههههههه .. % اتحادي أصيل % : إنقلع عن وجهي وروح كلم حرمتك .. $ أحلى فراولة $ : ##### ... % اتحادي أصيل % : يالوصخ , فمك يبغاله غسل على قولة سلمى .. $ أحلى فراولة $ : آآآآآآآآآآآآآآخ , ذكرني لا رجعت أروح أسلم عليها , تراني مارحت لها من فترة وإنت تعرف جدتك لو غبت عنها يوم تقول لي سنة ماشفتك .. % اتحادي أصيل % : ههههههههههههههههههههههههههه , إنت تستاهل اللي يجيك يالقاطع .. $ أحلى فراولة $ : اش أسوي لسفراتي ؟؟ ولا أقعد عند سلمى وهي تصرف علي وعلى النقاقة اللي ماخذها .. % اتحادي أصيل % : محد ضربك على يدك , الكل شاااااااااااااااااارد عن بنات عمي عبد العزيز وإنت ضارب بكلام الكل عرض الحايط و رايح لعرين اللبوة وماخذ بنتها تستااااااااااااااااااااااااهل , ذووووووووق .. $ أحلى فراولة $ : أحبها .. قطب سامر حواجبه وطالع في الشاشة بقرف وهو يقول بقهر : اش اللي محببه في وحده بززززززززرة زي أريج , يعععععععععععع والله ماعنده ذوق .. ورجع كتب .. % اتحادي أصيل % : الله يسهل لكم ويجمعكم على خير .. $ أحلى فراولة $ : مشكور , المهم أبغاك بكرة تروح المدرسة وتدخل حصصك ساااااااااااااااامع .. استغرب سامر لمن سمع صوت جرس البيت الداخلي لكنه طنشه و كتب.. % اتحادي أصيل % : إن شاء الله , انتبه لنفسك .. ولمن تذكر كتب .. % اتحادي أصيل % : وصـــــــح , سامحني ظلمتك على بالي إنت اللي داخل باسمي للمنتدى لكنه طلع الأعزب المثالي .. $ أحلى فراولة $ : يااااااااااااااااااااا بخت المظلوم بالجنة , حلالك إظلم زي ما تبغى , كللللللللللللللللللللها آخذها منك يوم القيامة .. % اتحادي أصيل % : روح إنقلع .. $ أحلى فراولة $ : وإنت إنقلع .. وقفل المحادثة وتحرك خارج من الغرفة لمن سمع صوت الجرس يرن بإلحاح , استغرب إنه مافي أحد يرد على الجرس وتذكر إنه الشغاله شردت يعني إستحاله أحد يرد , فتح الباب و انصدم لمن شاف المنظر , ثلاث بنات لابسات عبايات على الكتف وطرح على أكتافهم ووراهم رجال .. ابتسم الرجال لمن شاف ذهوله وقال : سامحني أخوي شكلي غلطان في .. صرخ سامر بحماس : خااااااااااااالد .. وتجاوز البنات وضمه بفرح وهو يقول : الحمد لله على السلامة , الحمد لله على السلامة .. ابتسم خالد وقال وهو يضمه : إنت أي واحد فيهم ؟؟ ضحك سامر وقال وهو يبعد عنه ويتأمل وجهه : يعني , يعني ما تعرفني .. ولف على البنات وطالع فيهم بتعجب وقال وهو يأشر عليهم : غيناء , غيداء , غدي .. ضحكت أكبرهم واللي فهمت تريقته وقالت أصغرهم بصوت نحيف : آنا مو غيداء السعليه أنا غديييييييييييييي ... ضربتها أوسطهم وقالت بعصبية : آنا سعليه يالفطساء .. شهقت غدي وقالت بدلع وهي تأشر على أنفها بطريقة مسرحية : حد السيف هذا كللللللللله وتقولين فطساء , ودك في زيه .. قهقه سامر وقال : يلعن أبو التكبر , بنت من وين جايبة هاللسان الطويل وإنتي توك صغيرة .. لفت عليه وقالت وهي تعدل طرحتها : عمي أنا 7 سنين وين صغيرة .. حط يده على جبينه وقال بتطويل : سبببببببببببببببببببببببببببع سنيييييييييييييييييييييين , أتاريك عجوز .. رمته بنظرات حاده بنص عينها وقالت : لا تتريقك أتكلم جد .. انبهت سامر منها و ضحك خالد وقال : الله يحفظها , لا تراعيها , والله تاكلك بقشورك .. تقدمت غيناء أكبرهم واللي ماتجاوزت الـ 10 وسلمت عليه بخجل وهي تقول بصوت واطي : كيف حالك عمو ؟؟ سلم عليها وعلى بقيتهم وطالع لورى وقال : وين أم غيناء ؟؟ ابتسم خالد وقال : هاهااااااااو ضحكتني , تبغاها تجي هنا وتسيب أهلها وهي ماحسبت من الله توصل السعودية , من المطار قالت ماتشوف وجهي إلا في المطار وإحنا راجعين باكستان .. ضحك وأشر له يتفضل وهو يقول : من حقها , سنة ما شافتهم .. ولف و قال بصوت عالي : أمـــــــــــــي إلحقــــي , تعالي بسرعـــــــــــــــــــــــــة .. قال خالد : لا تفجعها .. طنشه سامر وقال بصوت أعلى : أمـــــــــــــــــي .. طلت أمه من الدرج وهي تسأل بخوف : اش فيـ ..... وسكتت لمن شافته من البعيد واقف في الممر وحوله بناته , حطت يدها موضع قلبها اللي حسته يخفق من الفرحة وهي تهتف بعدم تصديق : خاااااااالد .. و نزلت الدرج بسرعة عجيبة , تقدم خالد بسرعة أكبر وقطع الممر وطلع درجتين قبل ما يلقاها في حضنه تضمه وهي تبكي , ابتسم وضمها وهو يقول : أم خالد الله يهديك , ليش الدموع ؟؟ مرت فترة وهو يحس بإهتزاز جسمها بين ذراعينه , ضمها وهو يفكر إنه مستحيل يلقى الإنسان أحد يحبه زي أمه , سلم على راسها وهو يقول : يمه خلاص حبيبتي .. صرخت سحر بعدم تصديق : واااااااااااااااااااااااااااا , خاااااااااااالد ... ولفت وهي تهتف : سلافه خالد جااااااااااااااااااااااااااااااااا .. ونزلت الدرج ووقف قدامهم وقالت : يمه أعطيني فرصة أسلم .. ابتسم لها خالد وأشر لها تسيبها كمان شوي إلين ترتاح , رفعت نفسها على أطراف أصابيع رجولها وسلمت على خده وهي تقول : وحشتناااااااا .. ولفت على بناته وفردت يدينها وهي تقول : هلااااااااااااااا بالأميرات الثلاثة .. وسلمت عليهم بحب وهي عارفه إنهم كعادتهم أول ما يجون , كاشين و ساكتين , نص يوم بس وتطلع كل مواهبهم الدفينة .. : oh my god , no way !! , خااااالد .. لفت سحر و حركت فمها بدون صوت تقلدها وهي تمثل بيدها حركات عدم التصديق , ضحكوا البنات وقال سامر بضحكه : ياكرهك للإنجليزي .. لف خالد وقال : صح , صقر برا يبغاك في موضوع .. ابتسم سامر وطالع في سحر بنظرة تسلية قبل مايخرج لصقر اللي سلم عليه أول ماشافه وتحمد له بسلامة خالد , طالع في سامر بحيرة وهو يقول : الله يسلمك من كل شر .. وسكت قبل مايسأل : صقر اش به وجهك ؟؟ طالع فيه صقر بصمت للحظات طويلة بترها لمن سأل : كلمت سحر على الخطبة ؟؟ هز راسه بلا وهو يقول : لا , قلت خلي إلين يرجع أبويه من السفر , ليش ؟؟ تبغاني أكلمها دحين ؟؟ هز راسه بلا وهو يقول بهدوء عجيب : مايحتاج , انسى الموضوع تماما لأنه عمتي نجلاء تقول إنه سحر راضعة من وفاء .. قطب حواجبه بتفكير ورجع فتح عيونه عن آخرها وهو يقول : لا تقول .. هز صقر راسه وقال : والله , أم زوج وفاء أكدت الرضاع .. شهق سامر وقال : بسسسسسسسس , كييييييييييييييييييييف ؟؟ هز صقر أكتافه باستسلام وهمس : علمي علمك ... طالع فيه سامر بألم ووجع , كان وده يعرف اش يفكر فيه وهو هادي كذا ليه , لف صقر وقال : هذا اللي كنت أبغاه منك , زين اللي محد دري بالموضوع غيرنا , إنساه طيب .. وقف مذهول يطالع في ظهر صقر وهو راجع لسيارة وحاول قد مايقدر يحرك لسانه أو يدينه لكنه ماقدر , وقف بصمت يتتبع آخر لمحات السيارة اللي غابت في أقرب منعطف على اليسار , جلس يفكر بعمق لدقائق يحاول يستوعب الموضوع وأخيرا رجع للمجلس و أول ماشاف سحر جالسة جنب خالد وهي لافه يدينها حولين ذراعه بمحبة زفر ودخل وهو يتصنع الابتسامة ... ***************************
|
|
09-08-2012, 01:38 AM | رقم المشاركة : 112 |
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
رد: روايه جميله جدا
في مستشفى العسكري : : دحين سواء في حالة كانت تاخذه وهي حامل أو في حالة تركته لازم تجيها هالأعراض , إكتئاب , دوخة , عصبية زائدة , تصورات غريبة , أفكار مبهمة , خمول , تعب وإرهاق .. و لف على عمر اللي كان وجهه واجم وسأله : متى بالضبط صرفت لها الدواء آخر مرة .. قال عمر وهو يفكر : على ما أعتقد قبل زواجها بيومين وكنت صارف لي روشته حق شهرين .. قال مطلق وهو يهز راسه : فاكر , طيب كم مضى على زواجكم ؟؟ سأل سؤاله وهو يطالع في جاسم اللي قال بسرعة : شهرين وأسبوعين بالضبط .. زفر مطلق وهو يفرك عيونه وهو يقول : الدكتورة رانيا تقول إن الحمل له ثلاث أسابيع تقريبا .. وضغط قلمه وكتب على الورقة اللي قدامه وهو يكمل : يعني لو إنها كانت تاخذ الحبوب بانتظام هذا معناته إنه لهااااااا ...... 16 يوم بدون الحبوب والحمل مدته 21 يوم يعني كانت تاخذ الحبوب لمدة ...... 5 أيام أثناء الحمل .. وحط القلم وقال وهو يطالع فيهم : ونقدر نقول ساعتها إن شاء الله إن الخمسة أيام ماتأثر على حملها , لكن هذا في حالة حسبنا إنها ما تركت أي حبه أو نسيتها لكن لو في حالة نسيت وحده ورجعت أخذتها في اليوم الثاني بتختلف الأيام .. ركز نظره على جاسم وسأل : هل لاحظت عليها تغير في شخصيتها في يوم , يعني كانت فيها على غير العادة ؟؟ .. لمن شافه مقطب يفكر , حمحم وقال وهو يركز نظره على الورق : طيب هل لاحظت عليها .. وحمحم مرتين وكح و كمل : أي برود عاطفي في الأوقات الحميمة ؟؟.. نزل عمر راسه وقطب جاسم حواجبه بعصبية لمن تذكر لحظات زي كذا , قال مطلق يفسر له : ترى هذي كلها دلائل على عدم أخذها للحبوب فأنا أبغى أعرف إذا كانت نسيت بعض الجرعات ... زفر جاسم وهو يقول : مرت أيام نادره كنت أشوفها فيها متضايقة وطفشانه و ... سكت وهو يتذكر إنها كانت تحرص إنه مايشوفها إلا مبتسمة , حس بقلبه يخفق بقوة ومشاعر ألم تكتسحه ~ كانت تاخذ دوى نفسي , عمرها مابينت لي , أنا زوجها وعايش معاها في نفس البيت كيف ماعرفت , أزهار ليش دسيتي عني ؟؟ ليش ؟؟ ~ حس بأصابع باردة تقبض على يده اللي مريحها ركبته , رفع بصره وانتبه لنظرات عمر المتسائلة , لف على مطلق وقال : متى تفحصها يا دكتور ؟؟ أخفى مطلق دهشته من سؤاله وقال بهدوء : حاليا ما أظن حالتها تسمح إني أدخل عليها , قصدي أفضل إنه عمر يدخل عليها أول بما إنها طلبته ونشوف بعدها اش ممكن نسوي .. ولف على عمر وقال : إذا دخلت عليها أبغاك تحرص أشد الحرص إنها ما تدري إن الدواء هذا يأثر على حملها و إنه له آثار جانبية على الطفل عشان ماتزيد حالة الإكتئاب اللي ممكن هي فيها الآن وكمان عشان ماتكذب في أخذ جرعات الدواء .. قال عمر باستنكار : تكذب !!! أزهار ما تكذب .. زفر مطلق وقال : ممكن في هالحالة إنها تكذب عشان تقنعنا إنها ماسببت ضررلجنينها... : مستحيييييييييييل تكذب .. قال مطلق بهدوء : عمر هي في حالتها الآن لا شعوريا حتكذب عشان نفسها , عشان ما تتلقى الملامة وعشان تخرج نفسها من عقدة الذنب وماتقعد عايشه فيها طول حياتها لو لا قدر الله صار لحملها شي ... زفر عمر وقال : لا حول ولا قوة إلا بالله .. ابتسم مطلق بتشجيع وقال : إن شاء الله خير , أنا عند ظن عبدي بي .. **************************** من غمضت عينها اللي بعد جهد وقفت دموعها رجعت الصور تتدافع قدام عيونها وتذكرها باللي صار , فتحتها بسرعة وقامت , حست بشي على صدرها يدفعها , انتبهت للممرضة اللي ابتسمت بحنان وهي تقول : مداااااااااد لازم في راحة .. رجعت رمت نفسها على ورى وهي تطالع في السقف .. دخل عمر لغرفة الطوارئ وراح للسرير اللي دلته عليه الممرضة , سحب نفس عميق ودخل وهو يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. فتحت عيونها عن آخرها وقامت من سدحتها , أول ماشافته نزلت من السرير وهي تقول بصوت متهدج : عموووووووور .. تصنم في مكانه لمن شافها , كانت شاحبه بشكل غريب , ضمته بقوة وهي تقول : عمووووووور , وينك ؟؟ ليش تأخرت علي ؟؟ لف يدينه حولينها وضمها وهو يقول : كيف حالك دحين ؟؟ إن شاء الله أحسن .. غمضت عيونها بقوة لمن حست بالدموع ترجع لها وهمست : الحمد لله بخير بس أبغى أروح البيت دحين .. ولمن شافته ساكت رفعت راسها وطالعت فيه بعيون زايغة , قال بهدوء : أزهار تراني فاهم اللي تحسينه .. تفجرت الدموع من عيونها وقالت : لا ماتدري , ماتفهم , محد يفهم اللي أحسه .. قال بهدوء : حبيبتي أزهار ترى اللي تحسينه والأفكار الغريبة اللي تجيك مو من عقلك , هذي من تأثر الدواء اللي تاخذينه .. بعدت عنه وطالعت فيه بنظرات غريبة , قال بهدوء : الدواء اللي تاخذينه إذا سبتيه فجأة يسبب أعراض جانبية لأن الجسم تعود عليه , يسبب دوخات , غثيان , خمول وتعب , ضيق وعدم رغبة في أشياء كثيرة , وأعراض كثيرة تخص العقل لأن الدوا أصلا مضاد للإكتئاب وجسمك كان متعود عليه لفترة طويلة .. استعادت ذاكرتها أول مرة راودها هالشعور في ماليزيا ولمن رجعت الفندق تذكرت إنها نسيت تاخذ دواها وأخذته ومن بعدها ما حست بهالشعور , وربط عقلها الموضوع وتذكرت الأيام اللي تلتها ونسيت فيها الجرعة يرجع لها نفس هالشعور , غمضت عيونها بقوة وهي تقول : الحمد لله , الحمد لله .. وغطت وجهها بيدينها وهي تقول : يارب لك الحمد , والله كنت بأنجن وأنا أفكر طول هالمدة اش اللي فيني .. حزن عليها وقال : الحمد لله , بس ليش ماتكلمتي ؟؟ ليش ماقلتي ؟؟ مسحت دموعها اللي مهي راضية توقف وهي تقول : ماكنت أبغى أشغلكم .. ابتسم وقال : الله يهديك يعني بتكلفين علينا لو تكلمتي .. قالت بصوت مقطع من كثر البكى : مشاكلي كثيرة عشان كذا قلت مو لازم .. تقدم منها وقال يقاطعها : غبية .. وضمها وهو يكمل : يعني زوجك ومافيها مشكلة تدسين عنه أنا تدسين عنييييييي ؟؟ يعني مافي من أهلك إلا أنا وتدسين .. سندت جبينها على صدره وهي تحس براحة , حضنه يختلف عن حضن جاسم , حضنه أدفأ , همست بتعب : كنت أحس بخمول وخوف غريب , أحيانا اصحى نص الليل والضيق يخنق صدري خنق وما أدري اش فيني , أقعد أدور البيت وأقرأ قرآن وأصلي والضيق هو هو مايتغير بس يخف , أحيانا أفكار غريبة تراودني لكني أنفضها وأنا بأموت من الخوف .. ورفعت راسها وقالت : يعني الدوا هو سبب هذا كله .. هز راسه وهو يخفي عنها خوفه من إنها أخذت الدوا أثناء حملها , مطلق شدد عليه مايثيرها بأي طريقة وإنه يبقيها هادئة قد مايقدر عشان حالتها , لازم يسألها بدون ماتحس إن الموضوع ممكن فيه شي .. سألته بحيرة : الدكتورة تقول الدكتور مطلق برا , اش جابه هنا ؟؟ ابتسم وقال وهو يجلسها على السرير : حتى أنا استغربت طلع إنه هذي المستشفى اللي يشتغل فيها وراح للملك فهد كطبيب زائر عشان الدكتورة كانت عندها إجازة ذاك الوقت ... سكتت لفترة بعدين سألت بهمس : جاسم برا ؟؟ : إيوه برا , تبغيني أدخــ .. هزت راسها بلا وهي تقول بحدة : لا .. ونزلت راسها لمن شافت نظراته المتسائلة وسألت : عرف بالدوا صح ؟؟.. حس بتوتر , خاف يكلمها في الموضوع ويأثر عليها فالتزم الصمت , طالعت فيه برجاء وقالت : عمور عرف ؟؟ هز راسه بإيوه وقال : لازم يعرف , إنتي ليش ماقلتي له ؟؟ نزلت راسها وحطت يدينها في حضنها وهمست : ماكنت أبغاه يدري إني آخذ أدويه نفسيه .. : أزهار حبيبتي مو عيب إنك تاخذين دوى نفسي , ناس كثير ياخذون أدويه , الطب النفسي زيه زي باقي الأمراض .. هزت راسها بلا وهي تقول : برضو , ماكنت أبغى أقول له .. ولمن حس بإختناق صوتها قال بهدوء : طيب ارتاحي دحين و .. سألته فجأة : الدوا أثر على الحمل ؟؟ انصعق من سؤالها المفاجئ وقال : هااااا , لا , قصدي .. زفر وقال بصدق : ما أدري ... التمعت عيونها وهي تقول : جاسم قال إني أثرت على النونو وإني .. جلس جنبها وقال يقاطعها وهو يحط يده على كتفها : جاسم ماقصد هالشي .. هزت راسها بلا وقالت بحزم : إلا قصده أصلا هو ماهمه فيني .. طالع فيها باستغراب وهو يردد كلامها : ماهمه فيك ؟؟ غمضت عيونها بقوة تمنع دموعها وقامت من عنده لكنه رجعها وهو يقول بلطف : أزهار لازم ترتاحين .. دفت يده و قامت ولفت عليه وصرخت بعصبية : أنا مرتاحة , إنتم بس فكوني وسيبوني لوحدي .. وحست بالوجع لمن شافت عيونه المتسعة بصدمة من صرختها فتمالكت نفسها غصب وهي تقول : تعبت من كثر ماتقولون ارتاحي , والله تعبت .. وزفرت وقالت : هو لو الراحة بيدي كان ارتحت وريحت اللي حولي لكنها مهي بيدي , في شي يخلـ ..ـيني غصب أ .. سكتت وهي تتأمله بصمت , ولمن ابتسم لها بهدوء ارتجفت شفايفها لكنها رصت عليها بقوة قبل ما تهمس وهي تشوف نظراته الغريبة لها : عمور إذا هذا من تأثير الدوا علي كيف الجنين .. وارتجفت شفايفها أكثر وهي تكمل بهمس أشد خفوتا : أنا وقفت الدوا عشانه .. وشهقت بقوة وغطت وجهها وهي تقول بصوت متوجع : والله وقفت الدوا عشانه , كان مكتوب إنه ممنوع للمرأة الحامل وأنا وقفته , والله وقفته .. قام وضمها وهو يقول : أزهار إنـ .. هزت راسها بلا وهي تقول بنفس الصوت المتوجع وهي تدفه : لا تتكلم , الله يخليك لا تقول شيييييييييييييييييييي , خلوني أسمع صوتي بس ما أبغى أسمع صوت ثاني .. بعد عنها وطالع فيها بخوف وهو يهمس : تبغيني أخرج .. سدت أذنيها و هزت راسها بلا وهي تقول بنفس النبرة الموجعة : خليك هنا بس لا تتكلم .. هز راسه بإيوه وهو يصرخ بداخله ~ يارب ارحم حالها , ياربي أختي ومالي غيرها وإنت أعلم , لو صار فيها شي , استغفر الله العظيم , عمر ترى لو تفتح عمل الشيطان , إن شاء الله إنها بخير , إن شاء الله إنها بخير ~ وقف في مكانه بصمت وهو يتأملها ولمن لف وجهه عنها انتبه لجزمته السوداء الجلد الباينه من تحت الستاير , صاحت شويه ورجعت مسحت دموعها وقالت : أنا وقفت الدوا من بعد شهر وأسبوع من الزواج ومن وقفته وأنا أحس نفسي غريبة , ماربطت إنه هذا بسببه أو من تأثير إني سبته , مشاعل هي اللي نبهتني إنه هالأدوية ممكن ماتنفع للحامل في حالة إني حملت ووقفتها رحت وقرأت الورقة وما فهمت منها شي إلا إنه المقبلين على الحمل لازم يستشيرون الطبيب قبل والحامل والمرضع لازم ما يتعاطون هالدواء فوقفته , ماتتخيل وقتها الأفكار اللي كانت تجيني بسبب اللي أحسه , فكرت في كل الإحتمالات اللي ممكن تكون السبب , البعد عن الله , مس , عين , سحر زي ماصار لمشاعل , كل شي خطر ببالي وكنت طول هالمدة أضغط على نفسي وأحاول أتجاهل اللي أحسه .. واختنق صوتها وهي تكمل : تعبت , والله تعبت .. سكت احترام لرغبتها بعدم سماع أي صوت رغم إنه كان وده يواسيها , كان يعرفها , مستحيل تشتكي لأحد إلا لمن توصل لحد الإنفجار .. بلعت ريقها وقالت بهدوء بعد ماتنحنحت : عمر الله يخليك أبغى أروح البيت , أبغى أروح دحين .. طالع فيها للحظات وسأل بعدها بتردد : وجاسم ؟؟ لفت وجهها وهمست : قوله إني تعبانة وأبغى أرتاح .. انتبه لحظتها لتحرك مطلق من ورى الستارة , زفر وقال : الله يقدم اللي فيه الخير , ارتاحي انت هنا , دقايق وراجع لك .. ولمن خرج لقي جاسم واقف في الممر ومعاه مطلق اللي ماسك ملف يقرأ فيه ويدون عليه بعض الملاحظات , أول ماخلص تدوين ملاحظاته قال : الحمد لله , شيء مطمئن إنها وقفت الأدوية قبل فترة فبكذا نستبعد حكاية التأثر على الحمل لكن ... حك حاجبه اليمين وكمل : من نبرة صوتها ومن كلامها يبدو إنها مهي قادرة تتجاوز فقدان الدوا رغم إنه مررررر .... طالع في الملف وكمل : أكثر من شهر على عدم تعاطيها .. ولف عليهم وكمل بهدوء : وطبعا هذا مهو شيء مستغرب خاصة إنها كانت تتعاطاه لأكثر من 7 شهور وبنسب عاليه في البداية .. وزفر وكمل وهو ينقل بصره بينهم : حاليا ما أقدر أوصف لها أو أعطيها أيييييي دواء , المهم الآآآآآآآآن إننا نهتم بحالتها النفسية , خاصة في أشهر الحمل الأولى , يعني أعراض الوحام مع أعراض عدم تقبل جسمها لتوقف الدواء حتكون عصيبة عليها فياليت نضغط على أنفسنا شويه ونسايسها بأي شي هي تشوفه إنه هو راحتها , يعني هي حاليا تشوف إنه راحتها في جلستها في بيت أهلها فالأفضل إنها تروح مع عمر .. قال عبارته الأخيرة وهو يطالع في جاسم اللي رماه بنظرات باااارده قبل مايلف على عمر وهو يقول بهدوء بارد : الله يعيننا نسوي زي مايقول الدكتووووور .. ما انتبه عمر لنظرات العداء الغريبة المتبادلة بينهم وهو يرجع للغرفة عشان يقول لأزهار تجهز نفسها .. لبست أزهار حجابها ودخلت يدينها جوة العباية لأنها نسيت قفازاتها من كثر تعبها وتحركت مع عمر اللي حط يده بخفة ورى ظهرها كإنه يساعدها , أول ماشافته حست بكل مشاعرها تثور , لفت وجهها بعيد عنه لمن شافته يتقدم لهم .. : أوصلكم للسيارة .. قالها وتقدمهم بخطوات حازمة , طالعت في ظهره بحسرة و لفت على عمر وسألته : وين الدكتور مطلق ؟؟ اش قال ؟؟ ابتسم عمر وقال : الحمد لله , طمنا عليك وقال إن شاء الله الجنين ما حيكون عليه أي ضرر , يعني اتطمني المهم صحتك بس .. ابتسمت براحة , ولمن خرجوا للمواقف لف جاسم عليهم , دنقت راسها وأشر عمر على مكان سيارته , وقف جاسم عند الباب اللي جنب السائق وفتحه لمن فتح عمر السيارة , لمن لاحظ إنها تجاهلته و ما طالعت فيه ابتسم وقال : انتبهي لنفسك .. جلست على المقعد بصمت , صك جاسم الباب وقال يخاطب عمر بمرح وهو يتأملها : هالله هالله في حرمتي .. ابتسم عمر لمن شافه يطالع في أزهار اللي مارفعت بصرها له ولو لجزء من الثانية وقال وهو يشغل السيارة : في عيوني إن شاء الله , انتبه لنفسك , في آمان الله .. رفع جاسم يده مودع وتحركت السيارة مبتعدة عن المكان , طالعت أزهار في المراية الجانبية وشافته واقف يطالع في السيارة , غطت وجهها لمن بدأت الدموع ترجع لها ... **************************** : واللـــــــه ؟؟ الله يبشرك بالخيــــــــر يارب .. لصقت العنود في سفانة وحطت إذنها على الجوال بفضول وهي متجاهلة سحب البندري لبلوزتها عشان تجلسها , دفتها سفانة وهي تقول : فكوا الجهاز عن حسان وقدر يتنفس لوحده .. صرخوا بحماس وكان أكثرهم حماسا ريم رغم وجعها , ضحكت سفانة لمن سمعت صوت أمها تقول من الطرف الثاني : أكيد هذا ريم .. وقالت : أكيد طبعا , المهم متى بتوصلون عشان أتجهز .. وصلها صوت أمها المحرج المتردد وهي تقول : أبوك عازمني على عشا بمناسبة سلامة حسان .. ابتسمت بفرح وقالت بحماس : الله يسعدكم دووووووووووووووووم يارب , روحوا حبايبي المكان اللي يعجبكم , أقول أمي في مطعم صيني يجنن عند سوق النجار مستر وحيعجب أبويه , ولا أقول عندكم مطعم شيزان الهندي قريب منه , اختاروا اللي يعجبكم ولا ... ضحكة أمها قطعت كلامها قبل ماتقول : شكرا يا قلبي , خلاص بنروح لواحد فيهم , بس انتي كيف بترجعين للـ .. قاطعتها سفانة : عااااااااااااااادي أخلي العنود والبندري يوصلوني وهم راجعين البيت , أهم هنا عندي , أهم شي استمتعوا بوقتكم .. : الله يرزقك الزوج الصالح يا بنتي .. : الجنة الجنة , أهم شي الجنة يا أمي .. ضحكت نورة وقالت : الله يرزقك الزوج الصالح في الدنيا والجنة معاه في الآخره , يلا في آمان الله يابنتي .. : مع السلاااااااااامه , سلمي على أبويه .. صكت الجوال ونطت بفرح وهي تقول : رايحين مطعم , رايحين مطعم .. طاح الجوال من يدها من كثر ماتنطط , طالعوا فيها باستغراب وقالت البندري : اللي يشوف فرحتك يقول بتروح معاهم .. زفرت سفانة وقالت بتأثر وهي تدنق على جوالها : هذي أول مرة بيروحون مطعم من فوق خمس سنين فراق , ياحباااااااااااايبي هم , حتى يوم تلاقوا كانوا مهمومين من اللي صار لحسان .. وسحبت الجوال اللي نشب في الزولية اللي كلها خيوط صوف وهي تكمل : الحمد لله اللي اتطمنوا عليه وبدأوا يفكرون بنفسهم .. ولفت بوزها لمن انقطعت تعليقتها , جلست على الأرض جنبهم وهي تحاول تحرر تعليقتها من الزولية , لحظتها تذكرت العنود اللي ناسيته , لفت على ريم وقالت بحماس : أووووووووو صـــــــــــح !! ماكملت لك كلامي , ماتتخيلين مع مين شفنا تعليقتك ؟؟ حست ريم بالرعب يملأ قلبها والمغص رجع لبطنها وهي تصرخ بداخلها ~ شفنا , شفنا , يعني مو هي بس اللي عرفت ~ حاولت تتمالك نفسها وهي تسأل بهدوء : مع مين ؟؟ طالعت فيها العنود باستغراب وهي تقول : اش فيك منتي متحمسة ؟؟ بالقوة قدرت تمسك نفسها وماتفتح عيونها عن آخرها من شدة الرعب , نقلت سفانة نظرها بينهم وهي تسأل : عن إيش تتكلمون ؟؟ قالت البندري وهي تلف عليها : فاكرة ميدالية ريم اللي بهذلتنا عليها .. طالعت فيهم ريم بتوتر وسفانة تسأل بحيرة : أية ؟؟ قالت العنود بحماس : ذيك اللي سوتها بأسلاك النحاس ولفتها على الكريستاله و .. قاطعتها سفانة متذكرة : آآآآآآآآآآآآآآه , اش فيها ؟؟ ابتسمت العنود وقالت : ريم ضيعتها و ماتصدقين لقيتها عند مين !! لفت على ريم و كملت بحماس : عند رزوق .. شهقت سفانة وقالت : رزوووووق ماغيره .. نقلت ريم نظراتها بينهم وهي مهي عارفه اش المفروض تكون ردة فعلها وأخيرا قالت بعدم تصديق مصطنع : كذااااااابه .. هزت العنود راسها وقالت : والله , ويوم سألته قال ليش مافي إلا ريم عندها هالتعليقة ويوم قلته إنك سويتيها بنفسك ضيع الموضوع وراح .. وضحكت وكملت : شكله سارقها وإنت منتي دارية ... قطبت سفانة حواجبها وقالت : متى لحق يسرقها وليش ؟؟ لمن شافتهم بيتعمقون في الموضوع قالت تنهي الموضوع : أنا فقدتها لفترة وتوقعت إنها طاحت من الجوال بدون ما أحس , المهم خليه يرجعها ليه .. ابتسمت البندري وقالت : الحلال يرجع لأصحابه .. ولفت العنود بوزها وقالت : أحاول , بس ما أضمن لك , رزوق عليه طلعات أحيانا .. انفتح الباب ودخلت عهود , سلمت عليهم وجلست معاهم وهي تسأل : الله يحيكم , ماشاء الله إش سبب الزيارة الغير متوقعة هذي ... ضحكت سفانة وقالت : اللي يسمعك يقول أول مرة نطب عليكم من دون موعد , بعدين كم ريمااااااان عندنا , هي وحده وغاليه علينا .. ابتسمت ريم وهي تسمع لهروجهم وتأملت ابتساماتهم وضحكهم براحة , لكن الشي اللي استغربته هو البرود الغريب اللي صار يكسو علاقة أختها بالبندري رغم إنه مرت عليهم فترة مايفترقون عن بعض وطول الوقت وهم يتهامسون بمواضيع ماتنتهي , انتبهت من شرودها على صوت عهود وهي تسأل : اش أخبار العرسان ؟؟ قالت سفانة بمرح : يوم تقولين العرسان حددي , العرسان الجدد ولا اللي بيصيروووووون عرسان .. قالت ريم بابتسامة : لا أزهار من بعد ماحملت ماعاد هي عروس , خلاص العروس دحين بندوري ... قالت العنود باعتراض : زهره بتكون عروسة إلين تجيب النونو .. قالت عهود : هو قصدي أخبارها .. استغرب الكل سؤالها عن أزهار لكن العنود قالت : الحمد لله إن شاء الله زينين , آخر مرة سمعت أخبارهم فجر الجمعة يوم جابنا جاسم للبيت بعد مادرينا بالخبر ... : يعني ما جاتكم ؟؟ : وليش تجينا يوم جمعة وزوجها وراه دوام .. قالت بهدوء : أسأل , قلت يمكن تجي تزور الهنوف وتخرجها من صمتها وصدمتها .. وكملت بسخرية : أخبرها خبيرة في إخراج الناس من صدماتهم ... دق جوالها ريم اللي كان فوق سريرها ومنع البنات من التعبير عن اللي بيغون يقولونه , مدت سفانة يدها لأنها الأقرب وطالعت في الاسم وقالت مبتسمة وهي تمد الجوال لريم : واحد من الناس , اش الاسم السخيف هذا ؟؟.. حست بأعصابها مشدوده , سحبت الجوال بسرعة وأعطته مشغول وهي تقول بداخلها ~ إنت مابترسيها على بر ~ , استغربوا إنها تعطيه مشغول كل مادق , دق عليها فوق الخمس مرات , شويه طلعت نغمة ثانية , رفعت العنود جوالها وقالت بضحكه وهي ترفع الخط وتحط الجوال على إذنها : ذكرنا القط فجاء ينط , هلااااا رزوق .. فتحت عيونها على اتساعها وقالت بصدمة : هاااااااا .. سدت سماعة الجوال وسألت بتوتر : ريم رزوق يقول ليش ماتردين على جوالك !! فتحت ريم عيونها على اتساعها و ماعرفت اش ترد خاصة والكل كان يطالع فيها بنظرات غريبة وأخيرا قالت بهمس : قوليله اش تبغى .. رجعت العنود الجوال وقالت : تقولك اش تبغى ؟؟ بعدين تعااااااااااااااااال إنت ووجهك استحي قاعد تدق على جوال البنت , ترى ... هااااااااااااااا ... غمضت عيونها وطلع صوت عبد الرزاق الحاد واضح و هو يصرخ : أعطيني إياها وانتي ساكته .. مدت الجوال لريم وقالت : خذي يبغى يكلمك .. كانت بتعاند وترفض لكنها خافت تشككهم زيادة فمدت يدها وأخذت الجوال وهمست : السلام عليكم ... كان صوته حاد وهو يقول بعصبية : تو الناااااااااااااااس , مابغينا ست ريم , ترى شوفي لو حطيت في بالي أوصلك أوصلك ساااااااامعة , يوم أدق تردين .. التزمت الصمت واكتفت بإبعاد بصرها عن البنات اللي يطالعون فيها بفضول , وصلها صوته أهدأ وهو يقول : أنا تحت , بسرعة خلي الشغالة تجيب لي شنطة عبد الإله .. سألت بحيرة : أي شنطة ؟؟ قال بحدة : لي كم وأنا أدق على تلفون البيت وعلى الأنترفون , عبد الإله طلب من أمك تجهز أشياؤه لأنه بينام عند حسان , يبغى ثوب وبنطلون وبلوزه وملابس داخليه و اللاب توب حقه مع ملحقاته .. همست بإحراج : إن شاء الله أخرجها دحين .. وصلتها زفرته تبعها صمت طويل قبل ما يهمس : شربتي دواك ؟؟.. حست بنبضات قلبها تتسارع وهي تقول بتلعثم : ها , إيوه .. : طيب يلا خلي الشغالة تطلع لي الأشياء ترى لي ساعة ملطوع عند الباب , مو انتي تنزلين , ماني متوحش أخليك تنزلين وانتي تعبانه .. كبحت ابتسامتها اللي رغم عنها بدأت تصارع شفايفها وقالت : إن شاء الله .. : take caer , bay bay ... : مع السلامة .. وصكت الجوال وقالت لعهود بهدوء مصطنع : يقول له ساعه عند الباب يدق الجرس والتلفون محد يرد , يبغى شنطة عبد الإله اللي جهزتها أمي لأنه رايح المستشفى , روحي قولي لإيمي توديها له .. قامت عهود بعد مارمتها بنظرة غريبة ترافقها ابتسامة ملتويه , أول ماخرجت عهود سألتها العنود بحيرة : طيب عرفنا ليش داق عليك بسسسس ليش مسميته واحد من الناس ؟؟ قالت بمرح مصطنع : لأنه واحد من الناس .. ضحكت سفانة والبندري وقطبت العنود حواجبها وهي تقول : في شي ماني فاهمته .. قالت ريم وهي تقوم من مكانها بسرعة : ماوريناكم الصور اللي طبعتها أسماء .. وفتحت درجها وخرجت مظروف كبير وخرجت منه الصور و سفانة تقول متذكرة : صح , جبت الصور معايا , تقولكم أسماء بعد ماتخلصون منها قطعوها , هي عندها نسخة على الجهاز ... نسيوا الموضوع وهم يسحبون الصور اللي التقطتها لهم أسماء في زواج جاسم وأزهار , ارتاحت ريم لمن شافت انشغالهم وقالت بداخلها ~ صرت مصطنعة من أولي لآخري , رعععععععععععععب , والله تعبت , اش أسوي مع هالولد , كيف يفهم إنهم بيسبب لي المشاكل ؟؟ ياربيييييييييييييييييييي .......... شربتي دواك ؟؟ ~ سرح عقلها لمن تذكرت همسه المفاجئ و حست بخفقات قلبها تزيد كإنه توه اللي قالها , هزت راسها تبغى تبعد هالتفكير من عقلها وحاولت قد ماتقدر تركز مع البنات اللي قاموا يحشون في بعض وكل وحده تتريق على حركة الثانية ووضعيتها في الصورة .. ************************** وقف وسط الصاله وهو ينقل بصره فيها والصمت يحسه يلف حولين رقبته ويخنقه , العاده لمن يدخل يسمع جريها قبل ماتنط عليه عشان تحضنه أو تفاجأه من ورى الباب أو واقفه قدام الباب تزين شفايفها ابتسامة محبة هادئة , صك باب الشقة بضيق وتحرك للمطبخ عشان يشرب مويه ولمن شاف الصحون المكسرة على الأرض تذكر منظرها وهي طايحة على الأرض , دنق وشال الأجزاء المتناثرة وانتبه لخيط دم بين الحطام , حط الأجزاء في حوض المغسلة وسحب منديل بلله ومسح خيط الدم ورمى المنديل في الزباله وغسل يدينه وراح صب لنفسه كاسة مويه , شربها وهو يمشي لغرفة النوم وهناك شاف بذلته العسكرية على الأرض مكان ما سابها أول مارجع من العمل , زفر ورفعها وحطها على كرسي التسريحة وهو يقول : زين اللي بكره عندي رمايه .. فتح الدولاب وتأكد من وجود الفرهول الخاص بالرماية , كان معلق وتحته جزمته الخاصه وشرابه ~ من عرفتها وهي منظمة ~ صك الدولاب وانسدح على السرير وطالع في السقف بصمت , كان يسمع صوت تكات عقرب الثواني للساعة من شدة الهدوء , حس بالإختناق يرجع له لمن تذكر كلامها اللي ماينتهي وهي تحكيه اش كانت تسوي من راح إلين جا وهو يترجاها تسكت عشان ينام كم ساعة , انقلب على جنبه ومسك جواله اللي حطه على الطاولة وبدأ يقلب في الرسايل اللي فيه وفي الأستديو , وشويه قلب على الجهة الثانية وهو يفتح على الألعاب وبدأ في لعبة البالوت اللي مخزنها في الجوال , لعبة ولعبتين ورمى الجوال وهو يزفر بطفش , طالع في السقف مرة ثانية بصمت , قام وفتح المكيف عشان يكسر الصمت الخانق وقفل الأنوار و رجع انسدح , غمض عيونه يبغى ينام لكن صورة مطلق رجعت له بشكل غريب وخلت النوم يطير من عينه , حاول يتذكر كلام أبوه لمن كان يحكيه عن الجلسات اللي يحضرها مع أزهار بانتظام لكنه ماقدر يستعيد شي لأنه أصلا ماكان يلقي لكلام أبوه بال في ذاك الوقت , كان يهز راسه كإنه يستمع وهو عقله في وادي ثاني لأنه كان يشوف إن الإستماع لموضوع عن البنت الغريبة اللي احتلت بيته أمر سخيف وماله معنى , سحب جوال وقام كتب رسالة وأرسلها لها وطالع في شاشة الجوال بمشاعر غريبة مختلطة خلته يستعيد ذكرى ليلى ورسائلها , انتظر وانتظر لكن ماكان في أي رد , عمره ما حس بخيبة الأمل اللي حسها الآن لمن ما ترد ليلى على رسائله , كتب رساله ثانيه و أرسلها وانتظر , دقائق مرت وتحولت لربع الساعة ولا مجيب , تنهد وقام بسرعة .. *********************** (( البيت من دونك ظلام )) .. (( أنا رايح لبيت أهلي لأني ماني قادر أنام في البيت من دونك )) .. غرقت الدموع عيونها وهي تقرأ رسايله للمرة الخامسة , صكت الجوال وحطته تحت مخدتها وضمت لحافها بقوة وهي تسحب نفس طويل عشان يفك شويه من الخنقة اللي تحسها , صرخت بداخلها وهي تغمض عيونها بقوة ~ لييييييييييه ؟؟ ليه لازم تعذبني كذا ؟؟ ليييييييييييه ؟؟ ياربي رحمتك , يارب انزع هالمشاعر من قلبي , يارب خليني أقوى , آآآآآآآآه يا جاسم كيف حرقت قلبي !! كنت متحملة كل المشاعر اللي أحسها وأقاومها عشانك , كنت أقول كافيه عذابه, لكن اللي شفته خلاني أنهار , كل القوة اللي كنت أتسلح بها و أحارب بها مشاعري الغريبة تلاشت , ليييييه يا جاسم ؟؟ ~ دق باب الغرفة ودخل وهو يهمس بلطف : أزهار نايمه ؟؟ غمضت عيونها بقوة والتزمت الصمت عشان يحسبها نايمه , زفر وصك الباب وراح للصالة , رمى جسده على الكنبه وهو يستغفر , مسح وجهه ولحيته وطالع في ساعة الحائط اللي تشير للـ 11 مساء , قام وفك أزرار ثوبه , وصله صوت جرس الباب , تحرك له وهو يعقد حواجبه بحيرة , فتح الباب وتصنم لمن عرفها رغم حجابها , ماتوقع إنها تجي وهو ماله نص ساعه مكلمها وشارح لها حالة أزهار .. دنقت راسها وهمست بخجل وهي ترص على الصينية اللي شايلتها : أمي سوت هالأكل لأزهار لمن عرفت إنها جات من المستشفى .. حس بإحراج من منظره , مسد شعره و ضم أطراف ثوبه و تحرك مبتعد عن الباب وهو يقول بهمس مخنوق : تفضلي .. حست بأعصابها مشدوده وهي تدخل للشقة , حاولت تتذكر آخر مرة شافته فيها و زاد إحراجها لمن تذكرت إنه زواجهم تحدد , حطت الصينية على طاولة المدخل , أشر لها على غرفة أزهار وقال : تلقينها جوة حاطه نفسها نايمه و .. سكت غصب عنه لمن نزلت غطاها , تأمل وجهها الخالي إلا من ملمع بسيط على شفايفها , ابتسم وهمس : وحشتيني .. رفعت نظراتها المصدومة فلف وجهه بسرعة وحمحم بإحراج وهو يقول : روحيلها , أسيبكم براحتكم .. وتحرك لغرفته , لمن صك الباب غطت فمها وهي تضحك على حركته , شالت الصينية وفتحت الباب بصعوبة ودفته برجلها وهي تقول : يا دببببببببببببببب .. حطت الصينية على الطاولة اللي جنب السرير وفتحت الأنوار وهي تقول : زهووووروووور قومي .. جلست جنبها ودنقت عليها وسلمت على راسها وهي تقول : هذي من أمي .. وباستها على خدها وكملت : وهذي مني .. ولفت وجه أزهار اللي باين إنها مغمضة عيونها بقوة وأنفها الأحمر يوضح إنها كانت تصيح وسلمت على خدها الثاني وهي تقول : وهذي من جارتنا أم خلدون .. ودنقت وهي تقول : وهذي ... ضحكت أزهار ودفتها وهي تقول : إيش , أمة محمد موصيتك تسلمين علي .. شاركتها الضحك وهي تقول : إيوه يابنت , كذا أزهار اللي أعرفها , قومي يا دبه وشوفي أمي اش مسويه لك أكل , متوصيه فيك تقول لازم تاكلين كثير لأنك دحين لازم تغذين اثنين .. قامت أزهار من سريرها وطالعت في منى للحظة قبل ماتضمها وهي تقول : شكرا .. ضمتها منى بقوة وهي تقول : لاااااااااااااااا شكر على واجب , يلا كلي .. وشالت القصدير عن الصحون , قالت أزهار وهي تقوم : هذي يبغالها جلسة أرض .. ضحكت منى وشالت الصينية وحطتها على الأرض وصكت الباب وجابت مخده وحطتها وقالت : طيب إجلسي فوقها .. جلست عليها أزهار وبدأت تاكل وهي تحس شهيتها مفتوحة بشكل كبير , ابتسمت منى وهي تراقبها وبدأت تحكيها عن آخر أخبار الجيران , وأزهار تضحك على وصف منى للمناسبات اللي صارت .. وقف عمر متردد عند باب الغرفة كان مبسوط إنه يسمع ضحك أزهار وخايف يدخل فتستحي منى كعادتها وتقعد ساكته , زفر ورجع جلس على الكنب وفتح التلفزيون رغم إنه يحس إنه بيموت ويشوف منى .. : كيف رضيلك أبوك تجين هنا دحين .. ابتسمت وقالت : أمي نشبت فيه , ماخلت شي ماقالته له عشان يقبل , قعدت تقوله إنك وحيده وتعبانه وماعندك أحد وطبعا مانسيت تمدح عمور وإنه طيب ووووو من هذا الكلام وأخيرا وافق .. طالعت فيها أزهار بابتسامة ملتويه وقالت بصوت خفيض : وطبعا الربحان من وضعي هو ست منى , ماحسبت , حطت نفسها ماتبغى تروح وإنها منحرجة وهي ودها تطير عند بعض ناس .. ضحكت منى بحرج وقالت باعتراض : لا , هو , لا .. ورجعت ضربتها وهي تقول بتريقة : محد عارفني غيرك .. قهقهت أزهار من قلبها وهي تقول : الله يعينك يا عمووووووور على ماابتلاك ربي .. حطت يدها على قلبها وقالت بطريقة مسرحية : ويييييي أخيرا ارتحت بعد ماشفته .. قالت أزهار : صدقيني هو اللي ارتاح , مسوين عليه حظر تجوال الفترة الأخيرة .. لمن تذكرت منى كلمته اللي انطلقت بعفوية حست بخجل فضيع , دنقت راسها ولعبت بطرحتها وهي تقول : لازم , مابقي شي على الزواج , بعدين عشان دراستي وغيره .. ابتسمت أزهار وقالت : الله يجمعكم على خير في أقرب وقت .. طالعت فيها منى بخجل وهمست بصدق : إن شاء الله أقدر أسعده و أعوضه .. ابتسمت أزهار براحة وقالت : إن شاء الله هو كمان يسعدك .. قامت وقالت بمرح : لازم أروح قبل مايجي أبويه ويخرجني مع شعري .. ضحكت أزهار وقالت وهي بتقوم : جزاك الله خير و .. جلستها منى وقالت : أعرف طريقي , ارتاحي وانتبهي لنفسك , بكرة أول ما تصحين من النوم رني عليه عشان أجيك ومعايا الفطور , خلينا نستعيد أيام الهياته .. طالعت فيها أزهار بحيرة وسألتها : ليش ماعندك كلية بكرة ؟؟ ابتسمت وقالت : اش فيك نسيتي يابنت !! إحنا مانداوم إلا بعد البزران بأسبوع .. قالت متذكره : آآآآآآآآه الإجازة اللي فرضناها من روسنا , إفتكرتها .. ضحكت منى وهي تتحرك خارجه وهي تقول : زين اللي افتكرتيها , يلا مع السلامة .. وخرجت وصكت الباب بهدوء وهي تطالع في الصالة بحيرة ~ ماااااااااااااالت عليك , ليه ماخرج من غرفته إلى الآن , لايكون راح ناااااام , أففففففففف , خجله بيذبحنييييييييييي , لو كان واحد ثاني كان ماحسب تجيه فرصة ~ تحركت وهي تعدل طرحتها وهي تهمس بغيض : الدب ماشفته زين .. وتحركت في الممر وهي تفكر إنها كانت قلقانه عليه بسبب نبرة صوته اللي وضحت لها خوفه على أزهار , كان ودها تطمنه وجها لوجه , حست باختناق ورجع راسها على ورى لمن انشدت طرحتها , تأوهت وهي تمسك رقبتها وتلف على ورى بتشوف الشي اللي نشبت فيه طرحتها , فتحت عيونها على آخرها , طالع عمر فيها وطالع في أصابيعه الماسكه طرف طرحتها , سابها بسرعة وقال بحرج : ناديتك ما سمعتيني .. مسكت ضحكتها على حركته عشان ماتحرجه أكثر والتزمت الصمت وهي تعدل طرحتها , ابتسم وقال وهو يطالع في الأرض : عسى ماعورتك .. ~ خليتني أباغم زي الغنمه المذبوحه وتقول عسى ماعورتك ~ مسكت ابتسامتها وقالت بصوت مخنوق مصطنع : أحس نفسي مختنق .. رفع راسه وطالع فيها بخوف وسأل : مخنوقه ؟؟.. مسكت ضحكتها وهي تقول بداخلها ~ سامحني , هالطريقة هي الوحيدة اللي كانت حتخليك تطالع فيني ~ حطت يدها على رقبتها وهمست : لا دحين أحسن بس أحس كإن الطرحة لسه خانقتني .. تقدم منها وقال بقلق وهو ناسي خجله : يمكن أثرها بس , أشوف .. ~ تشوووووووووف , تشوف إيه ؟؟ ~ حست بالخجل لمن شافت إنها تمادت في لعبة هي مهي قدها , تنحنحت وقالت وهي تدنق راسها وتحكم لف طرحتها : هاااااا , لا خلاص , دحين أحسن .. توقف مكانه لمن شاف خدودها بدأت تحمر , ابتسم بمحبة وقال بأسف : سامحيني على الدفاشة .. ~ ياربيييييييي حسسته بالذنب ~ هزت راسها وقالت بلا تفكير وهي تمسك طرف الطرحة : لاااا , كنت أتدلـ .. وسكتت لمن انتبهت لغلطتها , طالعت فيه برعب و طالع فيها بصدمة قبل ما يضحك من قلبه ضحكة لأول مرة تسمعها , تمنت لو الأرض تنشق وتبلعها لحظتها , غطت وجهها بطرف الطرحة وعدلت عبايتها على الراس وتحركت وهي تهمس : مع السلامه .. مسك يدها اليمين يمنعها من الخروج فلفت عليه , دنق عليها و سلم على خدها وهمس : الله يخليك لي يارب .. بعدت عنه بحرج وحمدت ربها إنه الغطى مو موضح تعابير وجهها المتغيرة وأنفاسها المقطوعة ولا كان ماتت من كثر الخجل , تحركت بسرعة وفتحت الباب وخرجت ولحظتها استغرب من الجرأة اللي طاحت عليه فجأة , حمحم بخجل وتحرك وراها , وهي تضغط جرس شقتهم حست بوجوده , فتح لها كمال الباب وسأل بصدمة : إنتي من وين جاااااااااايه ؟؟ طنشته ودخلت بسرعة , انتبه لحظتها لعمر الواقف عند باب شقته , قال : آهاااااااااا , كانت عندك .. تجاهل عمر لهجته الغريبة و أشر على راسه بتحيه وهو يقول : سلم على عمي وعمتي وقولهم جزاكم الله خير .. طالع فيه كمال بنظرات تسليه وسأل وهو يغمز له بعين : جزاهم الله خير على إيييييييييييييييييه ؟؟ حس عمر بخجل فضيع داراه وهو يقول بعصبية مصطنعة : أقول أدخل أشرب لك كاسة حليب قبل ماتنام , عيال آخر زمن .. ودخل الشقة وصك الباب وهو مغتاض من ضحك كمال اللي قال بكل هدوء : ليه مستحي حلالك .. تحرك لغرفة أزهار وهو يقول : حشى مافي براءة في أطفال هالزمن , أنا أتنافض من الخجل وهو يقولها كإنه يناقش فلم كرتون .. ********************* .............. يتبع .. يوم الأحد 17 / 8 / 1427 هـ : الساعة 6.30 الصباح : وقف بعد ماركن سيارته وسحب نفس عميييييييييييييييق وتحرك بخطوات متردد , أول ماوصل عند البوابه اللي واقفين عندها مجموعات متحلقه من الشباب , اللي شايل شنطة على الكتف واللي حاط الكتب داخل سجادة مثبتها فوق راسه واللي من دون شنطة , ومجموعة واقفه بعيد والدخان الأبيض الصادر من بينهم يوضح إنهم قاعدين يدخنون خارج أسوار المدرسة حث خطواته وخلاها ثابته , قال بصوت جهوري وهو يبتسم : السلام عليكم .. ردوا عليه بعضهم السلام والكل يتفحصه بنظرات تباينت مابين الحاده والمتفحصة بفضول و البارده والغير مهتمة , تعداهم بخطوات قوية ودخل المدرسة وهو يسلم على كل من يمر عليه , ولمن دخل مبنى المدرسة راح لغرفة الوكيل , سلم عليه وهو يوقع في دفتر الحضور , دون وقت حضوره وراح لغرفة المدرسين , وقبل مايدخلها دخل الحمام الخاص بهم , أول ماصك الباب استند عليه وزفر بقوة وهو يطالع في السقف , مسح جبينه اللي بدأ يندي وتحرك للمرايه , حط شنطته فوق المغسلة وعدل شماغه وهو يقول : قطعت ربع المشوار يا سامر , رببببببببببع المشوار .. سحب نفس عميق وشال شنطته وخرج , دخل غرفة المعلمين وقال بابتسامة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , كيف صباحكم يا شباب ؟؟ .. ردوا السلام وهم يطالعون فيه بتساؤل , حمحم وقال : معليش على عدم تفاعلي معاكم أمس , تعرفون الواحد توه منقول و ... عفوه من بقية الكلام وهم يرحبون فيه بحفاوة , ابتسم وهو يقول بداخله ~ ربع المشوار الثاني , باقي نصه بس ~ , جلس على مكتبه رتبه وجهز أوراقه إلين رن الجرس يعلن بدأ الطابور الصباحي , سحب نفس عميق وتحرك بعد ماخرج الأساتذة , مشي وراهم وهو يسحب أنفاس ويخرجها من فمه عشان يخفف توتر , أول مانزل الدرجات وشاف الشباب اللي وقفوا بملل على شكل طوابير كسى وجهه بهدوء مصطنع ووقف مع بقية الأساتذة عشان يستمعون للسلام الملكي والإذاعة المدرسية , كان مركز بصره على الطلبة اللي يؤدون الإذاعة باهتمام وهو متجاهل نظرات بقية الطلاب اللي حسها تخترق وجهه , ولمن رفع يده بيلمس ندبته انتبه في اللحظة الأخيرة وحولها لشماغه رغم إنه عارف إنه مايحتاج تعديل , عدله بخفه ونزل يده وعقد يدينه على صدره , ولمن انتهت الإذاعة لف بصره على الطلاب وانصدم لمن شاف الكل بلا استثناء مثبت نظره عليه , ابتسم لهم بهدوء وتحرك لنهاية الطوابير لمن بدأ كل مدرس يتقدم الطابور المسؤول عنه في الحصة الأولى .. : شغلت الكل , أول مرة يكونون هاديين كذا .. لف سامر على المرشد الطلابي اللي أعطاه نصائح مفيدة بالأمس وهو اللي توسط له عند المدير عشان مايدخل حصصه وقال بابتسامة : الله يعين , جزاك الله خير على أمس .. ابتسم المرشد وقال : ولو , مين أول فصل بتدخله إن شاء الله .. : الحصة الثانية , أولى / ج .. ابتسم وقال بتشيجع : المهم ركز على اثنين , بدر وهيثم , لو قدرت توصلهم توصل للفصل كله , تراهم متزعمينهم ومسوين فيها عناترة زمانهم , وركز على بدر .. قال سامر بامتنان : الله يجزيك عني خير الجزاء يا أستاذ يوسف .. حط يده على كتف سامر وشد عليها بقوة وقال : روح ريح وراجع درسك قبل ماتدخل عند الطلاب .. هز راسه وقال : إن شاء الله .. وتحرك مع بقية الأساتذه اللي ماعندهم حصة أولى ورفع جواله اللي كان يهتز داخل جيبه , رفع الجوال وفتح الرسالة وابتسم لمن شاف إنها منها .. (( صباح الخيييييييييير يا قرصان سامر , قصدي يا أستاذ سامر , ليه ما أخذت مومو معاك عشان تقص رقبته قدام الطلاب عشان يخافون منك , أوووووو لا تدري عني المريخية والله تقتلني , المهم انتبه لنفسك وشد حيلك بس مو مرة عشان ما ينقطع خخخخخخ , بالتوفيق حبيبي )) فتح رسالتها اللي وصلته صباح الأمس .. (( جوووود مورنينغ مستر سامر , آي هوب يو آر فاين ناو , أقول سمورو لاتضحك , ما أعرف إنجليزي ولا كان كتبت لك بالإنجليزي , إحمد ربك اللي كتبتها عربي وأنا فاهمة معناها , تراني قعدت ساعة أترجا الدب المريخيه عشان تقولي اش معني أتمنى إنك بخير بالإنجليزي ويكون في علمك تأففت فوق العشر مرات وهي تنقلني , المهم انتبه لنفسك وخليك أســــــــــــد , جووووود لاك , مع السلامة وبالتوفيق يا عسل )) ما غلط يوم سماها الحنونه , صك الجوال ورجعه لجيبه وهو يتذكر كلام صقر , حس بحسرة غريبة , تمنى من قلبه لو صقر ياخذ سحر لكن قدر الله , كيف حتتقبل سحر موضوع الرضاع , واش حتكون ردة فعل الكل لمن يصرح عمه بهالموضوع , نفض هذا كله وهو يجلس على مكتبه ويفتح كتابه عشان يراجع الدرس ... ***************************** طالع أحمد بحيرة في البذلة الكاملة المخصصة للرماية والمعلقه في الشماعه , وطلع للدور العلوي , لقي البندري جالسه ومعاها كتاب الأذكار , ابتسم وقال بتحبب : ماشاء الله هالأيام صرت أشوفك كثير , هذا كله عشان بتروحين عنا يعني .. رفعت البندري راسها وابتسمت وهي تقول : شفت كيف , أبغاكم تفتقدوني .. زفر وجلس جنبها وهو يقول : إحنا بنفتقدك من غير شي يابنتي .. وحط يده على شعرها المغطى بشرشف الصلاة , ابتسمت له وقالت : بس إن شاء الله أكلمكم دايما وماتحسون إنكم إفتقدتوني , بعدين عندنا الماسنجر , نشغل الكاميرا وأكلمكم كإني قاعدة وسطكم .. شرشف صلاتها الملفوف حولين وجهها خلاها تبان أصغر بكثير من عمرها , بعد يده عن راسها وطالع فيها بألم وهو يقول : سامحيني يابنتي .. انصدمت البندري من كلمته فسألت بتوتر : على إيه يا أبويه .. قال بخجل : والله ماكنت موافق على عبد الرحمن , خاصة بعد ماتضارب هو وعمك وخلاه يدخل المستشفى , لحظتها قررت إني أفسخ الخطبة لكن أخوانك وقفوا في وجهي وقالوا كلام كثير اقتنعت فيه مؤقتا لكن كل فترة يجيني شعور بالذنب , أحس نفسي رميتك عليه وهو .. ~ آآآآآآآآآآآآه يا أبويه , منته داري بالحقيقة ~ حطت يدها على يده وقالت بتأكيد : أبويه عشان تتطمن أبغى أقولك أشياء , أولها أنا لو ما أبغى عبدالرحمن كان رفضته , هو ولد عمي وماله غيري ومالي غيره , أنا عارفه إنه عبدالرحمن أخلاقه شويه لكن صدقني الولد ماله إلا بنت عمه هي اللي بتتحمله وبتحاول تصلحه , يعني إذا أنا بنت عمه رفضته من يقبل به , وعمي صالح اش بيكون شعوره , ثانيا لا تنسى إنه الكل يقول إنه تغير من بعد ما وجع عمي صح ولا لا ؟؟ أهم شي عرف غلطه و استسمح من أبوه وأمه ووعدهم إنه يتغير , و صار يجلس عندهم كثير وانتهى سوء التفاهم اللي بينهم والحمد لله , فليش شاغل بالك إلى الآن ؟؟ .. طالع فيها وسألها برجاء : متأكدة إنك تبغينه ؟؟ ترى ممكن أقول لعمك إنك ماتبغين عشان أمريكا صعب تعيشين فيها 3 سنين و دراستك .. ~ ياليييييييييييييييت , يالييييييييييييييييييييت , لكن غصب عني آخذه , مين بياخذني بعد الفضيحة اللي سويتها , أنا اللي رميت نفسي تحت أقدامه من البداية وحأظل تحت أقدامه للأبد يا أبويه ~ هزت راسها وقالت بحزم وهي تبتسم : متأكدة , ودراستي بأكملها هناك , وصدقني اللغة اللي بأكتسبها إن شاء الله بتساعدني في قسمي أكثر , لا تشيل هم حبيبي .. زفر وقال : الله يقدم اللي فيه الخير , والله إني أدعيلك وأدعي لأخواتك دايما .. ابتسمت بمحبة وضمته وهي تصرخ بداخلها ~ ويني عنك كل هالسنين ؟؟ ويني عن كل هالحب , كل هالحناااااااااان , ليه توني اللي حسيت فيه ؟؟ ليه دورته عند إنسان ثاني , يا حبيبي يا أبويه ~ حست بيدينه حولينها تضمها بلطف , زاد اختناقها وهي تصرخ ~ سامحني يا أبويه , ماتدري باللي سويته , خايف علي من عبد الرحمن وإنت ماتدري إني زيه , بعت نفسي برخيص , كان ثمن شرفي شوية كلام معسول ورسايل وهدايا , سامحني يا أبويه ~ , بعد عنها أبوها وسأل : صـــح , ليه بذلة أخوك حقت الرماية معلقه على الشماعة ؟؟ : بذلة أخويه ؟؟ : جاسم .. قطبت حواجبها بتفكير وقالت : ما أدري .. ولمن شافت أمها خارجه من الغرفة سألت : أمي بذلة جاسم حقت الرمايه ليش معلقه تحت ؟؟ : بذلة جاااسم !!!! ما أدري .. وصلهم صوت عبد الرزاق المستنكر وهو يصرخ : maaaaaaaaaaaaam what is he doing in my roooooom??? سألت هدى بضيق وهي تفكر ببذلة جاسم : هذا اش قاعد يقول ؟؟ طل عليهم عبد الرزاق من الدرج وقال : حضرة النقيب محتل سريري ليه ؟؟ ماعنده بيت ينام فيه ؟؟ طالعوا فيه بصدمة وسألت هدى : جاسم نايم هناااااااااااا ؟؟ في غرفتك !!! قال بطفش : لا في جيبي , إنزلي شوفيه نايم على سريري .. قال أحمد بحزم : هيييييييي تراك تكلم أمك مو واحد من أصحابك .. حك عبد الرزاق شعره وقال : أنا جاي طفشااااااااان وتعباااااااااااااااان أبغى أنام فألقى السرير محتل , ليه مانام في غرفته لو حرمته طاردته من البيت .. نزلت هدى لتحت وقالت البندري : حاجة غريبة ما ... قال بخشونة يقاطعها : صكي حلقك محد طلب رأيك .. قام أحمد وقال : ولـــد , مين سمح لك تخاطب أختك بهالطريقة , حتى لو هي أصغر منك تحترمها .. حست البندري برعب إنها بتسبب مشكلة بين أبوها وأخوها , فقالت : لا أبويه .. قاطع أحمد كلامها وهو يقول لعبد الرزاق بعصبية : جاي طفشان وتعبان من كثر السهر مع الناكسين اللي زيك وتحط حرتك في أمك وأختك , اش قالت أختك عشان تسكتها بهالطريقة , ويكون في علمك معاملتك لها تراها مهي عاجبتني هاليومين .. حست برعب وتخيلت لو يفضح عبد الرزاق كل شي في لحظة غضب فقالت بهدوء : أبويه عادي , متعودين على عبدالرزاق , الله يخليك مايحتاج هذا كله .. رماها عبد الرزاق بنظره شذره وتحرك نازل , زفر أحمد وقال : ياإن هالولد مطلع لي نخل في راسي , ساعات يازينه وساعات ... زفر بضيق وقال بحسرة : ما أقول إلا الله يهديه ويصلحه , الله يهديك يا عبد الرزاق .. جلسته وجلست جنبه وهي تحمد ربها إنه ماتهور عبدالرزاق وطلع كل شي , انفتح باب غرفة نومها وطلعت منه العنود وهي تفرك عيونها بيد وباليد الثانية تحك شعرها وهي تقول : اش فيه ؟؟ اش عندكم من فجر الله خير ؟؟ قالت البندري : روحي إلحقي صلي الفجر قبل الإشراق وتعالي نحكيك .. طالعت في ساعتها وشهقت وهي تقول : باقي 7 دقايق .. وجريت راجعة للغرفة وهي تقول : ليه ماصحيتونيييييييييييييييييييييييي ؟؟ ضحك أحمد لمن قالت البندري : تكسرت يدي من كثر ما أصحيها .. لف عليها وسألها : إلا وين الهنوف ؟؟ من زمان ماشفتها .. زفرت وقالت : معتزلة في غرفتها , حتى أمس مارضيت تروح معانا لريم .. قام وقال : أروح أشوفها ... وقفت هدى عند راس السرير وطالعت بحيرة في جاسم الغارق في النوم , مدت يدها وهزته من كتفه بهدوء وهي تهمس : جاسم , أبويه جاسم .. قال عبد الرزاق بتريقة : أمي قاعدة تهدنين عليه عشان ينام .. ومد يده وضرب جاسم بكل قوته وهو يكمل بصوت عالي : هييييييييييي , قوم عن سريري .. بعدت أمه يده وهي تقول : بشويش عليه لا تفجعه , مو زين الواحد يصحى على فجعه .. : أمي تعبااااااااان , خليه يقوم , جاسم يالـ ### .. ضربته أمه على كتفه وهي تقول : استح على وجهك تقول هالألفاظ قدامي .. قام جاسم على مناقشتهم وطالع فيهم بعدم استيعاب , ولمن تذكر قام بسرعة وهو يسأل : الساعه كم ؟؟ قالت أمه : سبعة إلا ربع , إنت ليش هنا ؟؟ ضرب جهته وهو يقول : لا صليت ولا لبست , ياربيييييييييييييي كمان اليوم بأوصل متأخر .. وفتح عيونه بصدمة لمن تذكر ونط من السرير منطلق للحمام وهو يهتف : عندي رماااااااااااااااايه , الباصات حتمشي من دوني .. زفرت هدى وقالت : برضو ماقال لي هو ليش هنا , وحرمته وين .. انسدح عبد الرزاق على بطنه بملابسه من دون ماينزع الجزمة وهو يتنهد براحة , ضم المخده وغمض عيونه بتعب , دنقت هدى وفكت حبال الجزمة وحطتها عند طرف السرير وهو تقول : الله يصلحكم يارب .. فتح عيونه لكنه ماالتفت لها وثبت نظره على صورته وهو صغير المحطوطة على الطاولة , سمع صوت خطواتها الهادئة المختلطة بحفيف ثوبها تبتعد , انقلب على ظهره وطالع فيها وهي تخرج من غرفته وصوت غريب يصرخ بداخله ~ بكرة حتروح , بكرة حتفارقهم ~ سكًت الصوت وهو يقول بداخله ~ أحسن أنا ودي أفارقهم , خليني أتنفس شويه بدل الكتمه والخنقه والحصار اللي أنا قاعد فيه هنا ~ غمض عيونه بقوة وفتحها لمن انفتح باب حمامه بقوة مفاجئة وخرج منه جاسم بنفس السرعة اللي نط فيها وهو يقول : مشكور على الغرفة .. صرخ عبد الرزاق وهو يطالع فيه وهو يقف الباب : لا عاد تعيدها مرة ثانية سااااااااامع !! وزفر وانقلب على بطنه ودفن وجهه في المخده وهو يقول مخاطب الصوت اللي رجع له : خلاااااااااااص .. سلم تسليمة الفراغ من الصلاة وشافها واقفه قريب منه وماسكه ساندوتش وكباية شاهي , قام وتناوله منها وهو يقول : مشكور يمه .. شاف نظراتها القلقة وهي تقول : ترى أنا ما أبغى أتدخل .. و شاف ساعة الحائط اللي دلته على تأخيره لكنه طنشها , أمه أهم من عمله , قاطعها بهدوء : ما فيها تدخل أبد , الموضوع ومافيه إنه أزهار تعبت أمس ووديتها المستشفى فقال الدكتور لازم ترتاح في بيت أهلها شويه عشان نفسيتها تعبانه .. : تعبانة من إيه ؟؟ وابتسم وقال : سوينا فحوصات وطلعت حامل .. صرخت أمه صرخة فرحة قبل ماتضمه وهي تقول : مبروووووووووك , مبروووووووك يا ولدي , والله فرحانة لكم من قلبي .. بعد الكباية اللي ماسكها عشان ماتكب على أمه اللي اندفعت له فجأة وضحك وهو يقول : لهالدرجة فرحانة .. بعدت عنه وقالت بلهفة : كيف ما أفرح , ما أعز من الولد إلا ولد الولد .. حس براحة وهو يشوف ابتسامتها , عشقه إنه يكون سبب لهالابتسامة , قالت لمن انتبهت للوقت : روح الله يرضى عليك إلحق شغلك بس لاتسرع ها .. سلم على راسها وقال : علمي أبويه تراني ماقلت له .. وحشر الساندوتش في فمه ولوح لها وهو خارج , طالعت فيه بفرحة وتحركت لغرفة عبدالرزاق الأقرب لها ودقت الباب وفتحته وهي تقول بحماس : أزهار حامل .. لف عليها وطالع فيها بحواجب معقدة وهو يسأل ببرود : so what !! ولمن شاف عدم الفهم على أمه قال بطفش : ويعني ؟؟ زمت شفايفها بضيق وقالت : نام نام .. وصكت الباب وهي تزفر ولمن تذكرت أحمد طلعت الدرج وهي تحس نفسها خفيفة ونشيطة على غير العادة , سمعت صوته جاي من غرفة الهنوف , دخلتها بفرح وشافت الهنوف جالسة على السرير بين أخواتها اللي جالسات معاها فوقه وأحمد جالس على كرسي مجاوره لسريرها , قالت بحماس : أزهار حامل , توه جاسم خبرني .. ابتسموا البنات وقال أحمد بفرح : بالله , الله يبشرك بالجنة , على البركة , على البركة .. وصرخت العنود براحة : الحمد لله , الحمد لله , أخيرا عرفتم , والله عاااااااااااانيت خلال هاليومين من كثر ما أنا بالقوووووووووووة ماسكة لساني , الكلمة توصل هنا هنا .. وقرنت كلامها وهي تمد لسانها وتأشرعلى طرفه وكملت : مت وحيت هاليومين .. ضحكوا عليها وقالت البندري بتريقة : لازم تموتين وتحين عندك خبر ومنتي قادرة تقولينه .. قالت العنود : كله من جسوم , قال أنا أعلم , وكل ما اتصل أقول أخيييييييرا بيعلم وأرتاح ويطلع موضوع ثاني .. ضحك أبوها وقال : الله يعينك على نفسك .. وطالع فيها بتحبب وهو يقول : ويعين عدنان عليك .. سيطرت على انفعلاتها وكست وجهها بهدوء وهي تقول بدلع : يحمد ربــــه اللي ماخذ العنووووووووود بنت أحمد , يجيله أصلا يلقى وحده زيي .. وقالت البندري تأكد : يبوس يده وجه وقفا .. حمحمت العنود بفخر وسلمت على خد البندري و هي تقول : وييييييييي مشكورة ياقلبي ... تقدمت هدى منهم و هي تقول : مين يشهد للعروس ؟؟ قال أحمد وهو يحاول يحسب : متى تطلع النتيجة !! .. سيطرت على انفعلاتها للمرة الثانية وهي تقول : يوووو يا أبويه مستعجل على إيه , بدري , بدري .. : نتطمن بس .. : اللي فيه الخير بيقدمه ربي .. ابتسم وقال وهو يقوم : صادقة , يلا أنا أقوم أجهز نفسي للعمل أروح أوقع واستأذن وأجيك ... قالت الهنوف باعتراض : مايحتاج تكلف على نفسـ .. قاطعها : لا كلافة ولا شي .. ولف على هدى وتحرك خارج معاها وهو يقول : بأستئذن عشان أوديها غصب عنها لزيارة حسان , أمس يقولون شالوا عنه الجهاز فقلت أحسن تروح تزوره في الصباح عشان ماتنحرج من وجود أهله في العصر .. قالت : الله يقويك يارب .. : إلا ماقلك جاسم هو ليش نايم هنا , ووين أزهار عنه ؟؟ وبعدت أصواتهم و هدى تجاوبه : يقول أمس سووا الفحوصات وراحت أزهار تنام عند أخوها عشان نفسيتها شويه تعبانة , أكيد من الوحام .. نطت العنود من السرير ومسكت بطنها وهي تقول : مغغغغغغغغغغغغغغغغغص , وييييييي بغيت أموت من كثر المغص .. قهقت البندري وضحكت الهنوف لأول مرة من درت بالحادث وقالت : وحاطه نفسك قوية على إيه , طلعتي خيخه .. قالت باعتراض : أنا قويه بس اسمه يجيب لي المغص .. زاد ضحك البندري وهي تقول : على كذا ماصرتي قويه .. قالت وهي تطالع فيها بنص عين : نشووووووووووفك يوم جوازك اش تسوين , بتطلعين خيخه زيي وقولي ماقالتها عنيد .. اختفت ضحكتها يوم طرت العنود الزواج لكنها حاولت قدامهم تبين نفسها عادية وهي تقول : طيب نشوف .. قالت الهنوف تعقب على كلامها : إذا أحيانا ربي .. لفوا عليها وهم يقولون : إن شاء الله .. وكملت العنود وهي تحط يدها موضع قلبها : يوووووووو بعض نااااااااس رايحين يشوفون حبيب القلب مازولا .. نزلت الهنوف راسها وهمست : عشان أبويه بس .. رفعت حواجبها وقالت : عشان أبويه بسسسسسسس , عيني في عينك .. ضربتها البندري وسحبتها برا الغرفة وهي تقول : سيبي البنت في حالها .. *************************** ابتسمت وهي تلحس بطرف لسانها الدم اللي تسلل من بين شفايفها .. : لا تبتسمين يعلك المووووووووووت .. مسحت فمها بقفا يدها وكتمت ابتسامتها وهي تقول : إنت تامر آمر .. ماوصلت لحرف الراء الأخير إلا وصفعة جديدة تهوي نفس الخد ~ يعلللللللللل يدك الكسر , يارب تموت ويصلون عليك اليوم الظهر ~ .. : لا تطالعين فيني كذاااااااااا , رخي نظرك .. ركزت نظرها عليه بعناد .. : نزززززززلي عينك .. : وسام تكفين نزلي نظرك .. بلعت ريقها وبعد صراع بداخلها بعدت نظرها وهي تحرك فكها اللي حسته تحرك من قوة الصفعات اللي تلقاها , طالعت في أمها الواقفة عند طرف المجلس ووراها هيام اللي تطالع في المنظر برعب , سحبت نفس وقالت بهدوء : خلصت ضربـ ... صفعة جديدة خلتها تبلع باقي حروفها وأمها تصرخ : حراااااااااام عليك اللي تسويه , تراك شوهت البنت , خااااااااااااااف الله فيهم .. : مااااااااااااااااالك دخل , إذا مو عاجبك إنقلعي لأهلك .. صرخت بقهر : وأسيب بناتي تحت رحمتك , الله لا يقول .. لمن تحرك صرخت هيام وهي تدس وجهها في ظهر أمها ورغم الجبيرة اللي في يدها تحركت وسام وصرخت وهي تمسكه من كمه باليد السليمة : هيييييييييي حدك , والله لا أكسر يدك لو مديتها .. لف عليها وهو يصرخ : إنت قد هالكلمة يالـ ###### .. لمن شمت أنفاسه الكريه تراجعت بسرعة تتفادى ضربته الجديده , كانت تعرفه لمن يرجع من سهرته اللي تمتد لتباشير الصباح لازم يكون مزاجه حاد , طاح على الأرض من اختلال توازنه فتحركت وسام بسرعة قد ما تقدر وسحبت أمها وهيام و دخلتهم للمجلس الثاني و صكت الباب وقفلته بالمفتاح وهي تسمع صراخ أبوها وسبه وشتايمه اللي يشيب لها شعر الراس , زفرت براحة وتراجعت عن الباب اللي بدأ يهتز من قوة ضرباته وقالت بطفش : ويييييييييييييي , اليوم مزاجه ماااااااااااش .. ولمن شافت نظرات أمها الكسيرة ودموع هيام ابتسمت وقالت : خير اش فيكم ؟؟ ضمتها أمها وهي تشهق من كثر البكى اللي كتمته , ابتسمت ولفت يدينها حولين أمها وهي تقول : يوووووووو يا أم وفاء , اللي يشوفك يقول أول مرة يسوي زوجها كذا .. صاحت نجلاء وضمتها بقوة وهي تقول : والله ماتهمني نفسي قد ماتهميني يا بنتي , حراااااام اللي يسويه فيك .. ضحكت وسام وقالت : أووو عادي .. وصرخت بداخلها ~ هو لو على الضرب هين ~ وكملت : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم .. وطالعت في هيام وأشرت لها بعيونها توقف بكى وهي تأشر بطرف خفي على أمها , مسحت هيام دموعها وقالت : طيب ماجا الوقت اللي نشتكي فيه لأحد .. لفت عليها أمها وقالت بحزم : لااااااااااااااا .. : أمي خلاص الوضع صار ماعاد يحتمل , الأسبوع اللي فات كاسر يد وسام , و اللي قبله عقال و اليوم مسوي في وجهها خرايط , بكرة اش بيسوي والأسبوع اللي بعده .. نزلت راسها وقالت بحسرة : عمره ماكان كذا , أبوك مريض حاليا ولازم إحنا نكون جنبه .. طالعت فيها وسام وضحكت بداخلها وهي تقول ~ مريض حاليا بسسسسسسسسسس , والله من سنين وهو مريض لكن ماشاء الله صبرك يهد جبااااااااااااااااااااال ~ وخرجت من أفكارها لمن لفت عليها هيام وهي تسألها : بالله انتي اش رايك يا وسام في اللي تقوله أمي .. تلمست وسام خدها اللي حسته بدأ يورم وقالت ببرود : والله زوجها و هي حره .. قالت هيام بعناد : أصلا وفاء المرة اللي فاتت مسكتني عشان تستجوبني على اللي قاعد يصير و ميعاد وميران شاكين كمان .. قالت أمها بحزم : يدرون بكيفهم , المهم الشكوى ما تجي مني .. تحركت وسام بتعب وجلست على الكنبة وسندت رجولها على الكنبة الثانية وهي تقول : يااااااارب رحمتك .. ولفت بوزها لمن تعالت ضربات الباب بشكل أقوى وقالت : ياربييييييي اش هالإزعاج ؟؟ مو كافي راسي مصدع .. سندته على ذراع الكنبه وقالت : لا هدت ثورته صحوني عشان أروح أنام في الغرفة .. طالعت فيها نجلاء بألم وقالت هيام بغيض : يااااااااااااا ربي كيف هالبنت تبط الكبد , بااااااااااااااااااااارده , أمي مو معقوله اللي قاعد يصير , والله لو يدري خالي عبد الكريم ولا عبد العزيز لا غير يذبحونه .. : أخواني آخر ناس أدخلهم في موضوع أبوك , أسكتي وفكيني من صوتك , وسام اللي تتلقى كل الضرب ما تكلمت تجين انتي تتكلمين .. : يمه يعني أنا عاجبني اللي قاعد يصير لوسام .. : اسكتي ومالك دخل .. و من وسط ضربات الباب المتتالية المختلطه بجرس الباب اللي أكيد يدقه واحد من الجيران المنزعجين كعادتهم من الصجة غمضت عيونها متجاهلة الأوجاع اللي تفتك بوجهها وهي تتذكر الماضي .. : بابا خلاص , الله يخليك خلاص .. مارحم صوتها الطفولي المترجي وهو يلهث ويقول : شويه بس .. : آآآآآآآآآآه يععععععععععع , ما أبغـــــى .. صفعة تلاها صوته الخشن وهو يقول : أصصصصصصصصص .. يدينه الخشنة وهي تتلمس مناطق حساسة من جسدها الغض ونظراته اللي تلمع ببريق مقرف والمناظر الغريبة اللي تخدش براءة عيونها الباكية هذا كله خلاها تحس بـ .. : وسام ... شهقت بقوة وهي تفتح عيونها على اتساعها , اليد دافيه على جبينها واللي تمسح العرق المتصبب منها وصوتها الحنون المختلط بصوت صفير غريب وهي تقول : بسم الله عليك , حبيبتي نايمه هنا ليه ؟؟ طالعت في المطبخ بحيرة وتعلق بصرها بنجلاء , صرخ صوت بداخلها ~ خلاص انسيه يا وسام , انسيه ~ قامت من الكرسي اللي جالسة عليه بتعب وقالت : نمت وأنا أستنى الكفتيرا تفور .. ابتسمت نجلاء وقالت : مو زين تنامين وانتي قاعدة عشان رجلك .. طالعت في رجلها وزفرت وهي تتحرك للكفتيرا , طفت النار عنها وصبتها على كباية النسكافيه المجهزتها وهي تسمع لصوت هيام العالي وهي تكلم وحده من صحباتها , ابتسمت وهي تسمعها تحلف لصحبتها إنه أخوها بالرضاع طلعت البنت اللي خاطبها تصير خالته بالرضاع وقالت وهي تشتم ريحة قهوتها السوداء المرة : أصبحنا وأصبح الملك لله , هذولي البنات من يقعدون في البيت ماعندهم غير التلفونات والحش في خلق الله وهاااااتك ياذنوب .. سمعت صوت طبقة الباب القوية فتحركت بأسرع شكل تسمح به جبيرتها , طالعت في الباب الخارجي وشافته داخل وهو يطالعها بكره , اتسعت عيونها برعب .. : وساااااااااام أنا أسألك متى بيفكون الجبيرة ؟؟ .. لفت على هيام اللي جايه لها وهي مجرجرة التلفون وراها ورجعت طالعت في الممر وانصدمت لمن مالقيته قدامها .. : وسام في إيش تطالعين ؟؟ وطلت هيام في الممر ورجعت طالعت فيها وهي تقول : بنت .. غمضت وسام عيونها بتعب وهمست : بعد ثلاث أيام أفكها إن شاء الله .. وتحركت لغرفة نومها وحطت الكوب على مكتبها ورمت نفسها على سريرها وهي تصرخ بداخلها ~ انسيــــه يا وسااااااااااام , انسيــــــــــه ~ ************************* أشكر الأخت الفاضلة daffodil على ردها اللطيف الذي أحرجني باستعدادها للمساعدة , شكرا أخيتي .. وشكر خاص لمراقبتنا الفاضلة jana على مساعدتها السريعة لي في هذا الجزء , جزاها الله عني خير الجزاء .. بداية الحصة الثانية : الساعة 8.5 صباحا : وقف سامر خارج الفصل وهو ضام دفتر التحضير وكتاب الإنجليزي لصدره بيد واليد اليسار قابض فيها على المقلمية , سحب نفس عميق وهو يسمع أصوات الشباب داخل الفصل مختلطة بصوت احتكاك أرجل الكراسي بالأرض تلاه بعض لكمات وشتايم , خلاص أعطاهم فترة خمس دقايق من رن الجرس لازم يدخل ويضبطهم دحين , حمحم وضرب أقدامه في الأرض عشان تنسمع خطواته ودخل وهو يقول : السلااااام عليكم ورحم الله وبركاته .. البعض قام ورد بأدب , عرف لحظتها إن اللي ردوا هم الأوائل على الفصل لأن البقية زفروا بضيق وهم يرجعون لمقاعدهم بطفش , حط أشياؤه على الطاولة ووقف مكانه بثبات وهو ينقل بصره بينهم بصمت , قال واحد وهو يخرج كتبه ويضربها على سطح الطاولة بطفش : يا كرهي لهالمادة السخيفة .. : افتكينا منها أمس .. : يوووووووووووووو اش هالطفش .. ~ سامر خليك ثابت , لا تعطيهم فرصة يلاحظون توترك أو خوفك , الإنطباع الأول هو اللي يرسخ دايم , خليك ثابت , خليك ثابت ~ : أقول اش فيه الأستاذ مسطل.. : صاير أبو الهول .. وتعالت همهمات وضحكات لكنه ظل على جموده وهو ينقل نظراته على الكل بلا استثناء وهو يجاهد إنه يتجاهل ضربات قلبه المتعالية واللي حسها مسموعة لكل المدرسة مو بس طلاب هالفصل , بدأت الأصوات تتخافت شويه شويه ولمن مرت خمس دقائق كان الصمت يسود الفصل والكل يطالع في سامر بتعجب , رماهم بنظرة شامله وسأل بهدوء : did you all finished writing?? if you did, someone please clean the chalkboard (( هل أكملتم الكتابة ؟؟ إذا انتهيتم فلينظف أحدكم السبورة رجاء )) .. قام واحد من الطلبة اللي جالسين في الطاولات اللي قدام ولمن بدأ يمسح السبورة قال واحد ضخم في نهاية الفصل : أستاذ ماكتبت الدرس لسه .. ~ بدأنااااااااااااااااا , سامر تصرف زي ماكنت تتصرف دايما ~ تقدم بسرعة لأول طالب قدامه وسأله : نقلت اللي على السبورة ؟؟ هز الولد راسه فمد يده وقال : أعطيني دفترك لو سمحت .. خرج الولد الدفتر بسرعة وناوله له , تحرك لنهاية الفصل وحط الدفتر على الطاولة وابتسم للضخم وقال بهدوء : هذا دفتر زميلك أنقل منه الدرس ورجعه له لأنه مضى عشر دقائق على بدأ الحصة و صدقني لو كان وقت الحصة أطول من الـ 45 دقيقة اللي صارت 35 الآن كان أعطيتك وقت عشان تنقل الدرس .. ~ يارب مايرد , يارب مايتواقح معاي ~ لمن شافه ساكت ومبهت من تصرفه , رجع لبداية الفصل وهو يصرخ بداخله ~ yes , yeeeeeeees ~ ومع كل خطوة يحس نفسه سيطر على انفعلاته وتوتره أكثر , لف عليهم لمن وصل لطاولته وهو يقول بكل الثبات اللي حسه يتسلل له ويتشعب بداخله : There are some important rules .. (( هناك بعض القواعد المهمة ..)) طالع فيهم وكمل : first , i did not ask for the chalkboard to be cleaned, but, i'll give another chance to write whatever you wished if you dont exceed 10 minutes (( أولا : لن أقول أنني أريد السبورة نظيفة ولكن سأمنحكم الفرصة لكتابة ماتريدون إذا لم تتجاوزا العشر دقائق ..)) ورفع يده وعدد على أصابيعه : second: never speak arabic in class, even if you asked for authorization to go to the bathroom. If your english is weak, i still want to hear you speak it (( ثانيا : عدم التحدث باللغة العربية خلال الفصل حتى عند طلب الإذن بالذهاب للحمام , حتى لو كانت لغتكم ضعيفة أود سماعها )) .. وابتسم بتشجيع لمن شاف البعض اللي فهم الكلام مقطب بعدم استساغة للموضوع وكمل يقول : don't think this will be a new type of terrorism , all I want is that you get Accustomed to the language here until you use it abroad without shame , hearing the recurrence of the words will force you to focus at these words and remember it .. (( لا تعتقدوا أن هذا سيكون نوعا جديدا من الإرهاب , كل ما أريده أن تتعودوا على اللغة هنا حتى تستخدمونها في الخارج بلا خجل , الاستماع لإعادة الكلمات ستجبرك على التركيز على هذه الكلمات وتذكرها )) .. ولمن شاف استماعهم وصمتهم حس براحة إنه بدأ يستعيد شيء من ثقته , أشر على الوسطى وكمل وهو يرفع واحد من حواجبه بتسلية : I am the only entitled to speak Arabic (( أنا الوحيد المسموح له بالتحدث بالعربية )) .. : أستاااااااااااذ .. : ليييييييييش ؟؟ : واللي مايعرف .. : اش قاعد يقول ؟؟ : علمي علمك , إذا فهمت تعال قولي .. : هي مالك فهمت شي ؟؟.. : يعني سايب الفصل كله وجاي لي أنا اللي ما أفك الييس من النو .. تجاهل همهاتهم و نزل يده ونقل بصره بينهم وقال بصوت ثقيل : Most importantly , you will haaaaaaaate the situation in the beginning and also you will be praying for my death .. (( الأكثر أهمية , ستكرهووووون الوضع في البداية و أيضا ستصلون لكي أموت )) .. ضحكوا الطلبة اللي فهموا الحديث وهو كمل بثقة : but you will thanke me at the end .. (( لكن ستشكرونني في نهاية الفصل )) .. وانتبه لحظتها لحاجة مهمه فقال : Forgive me for my lack Gustatory , my name is Samer Abdel-Karim Al … , I will be your teacher for this year and the next two years, if god keeps me alive till then. (( أعذروني على قلة ذوقي , أنا الأستاذ سامر عبد الكريم الـ ..... سأكون معلمكم لهذه السنة والسنة التي بعدها والتي بعدها إذا كتب لي ربي الحياة )) .. وابتسم ابتسامة واسعة وهو يقول : وهالمرة حأسوي استثناء وحأشرح القواعد المهمة عندي مرة ثانية باللغة العربية ولآخر مرة , أنا الأستاذ سامر عبد الكريم الـ .... وبدأ يقولهم على القواعد باللغة العربية واللي بعدها بدأ الطلاب يفهمون اش يقول وبدأوا يشتكون ويبدون عدم رغبتهم بهالشروط لكنه وعدهم إنه ما حيضغط على أي أحد ويجبره على التحدث في حالة عدم رغبته لكن بشرط إنه هالشخص مايتكلم طوال الحصة .. ************************* الساعة8,20 صباحا : كانت تحس درجة حرارتها ترتفع وتنخفض , فركت يدينها المتجمدة اللي كانت تشتعل حرارة قبل ثواني وركزت بصرها على بوابة المستشفى , حست بشي يجثم على كتفها , التفتت لأبوها اللي ابتسم وهو يقول : يلا ننزل .. حست بالسخونة تجتاح جسمها مرة ثانية من شدة الخجل , فتحت الباب وخرجت بصمت , وهي تمشي وراه حمدت ربها إنه رفض ياخذ العنود معاهم رغم إنها وعدته تجلس في الانتظار إلين يخلصون لأنها تبغى تفطر في الدانوب بعد المستشفى , دخلت المصعد وهي تحس أنفاسها كل مالها تختنق , غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ ~ هنوف اش فيك ؟؟ عادي بتروحين تتحمدين له بالسلامة وتطلعين ~ لمن سمعت صوت جرس المصعد فتحت عيونها وخرجت ورى أبوها اللي التفت يتأكد إنها تتبعه كإنه حاس إنه ودها تشرد , مع كل خطوة تخطوها ومع كل رقم تقرأه على اللوحات المثبته على الأبواب تتسارع نبضات قلبها , زفرت بينها وبين نفسها لمن شافت أبوها يوقف قدام باب غرفة وهو يدقه , أول ما انفتح الباب وطل من وراه عبد الإله تراجعت خطوتين ولصقت في جدر الممر , ابتسم عبد الإله بعد ماسلم على عمه وقال بمزح : يافرحة بعض نااااااااااااس , أخاف يكتبون له خروج اليوم .. تمنت لو تنشق الأرض وتبلعها خاصة لمن ضحك أبوها وهو يضربه على كتفه بتحبب وهو يسأله : كيفه دحين ؟؟ صاحي .. قال وهو يحك جبينه : الحقيقة توه نام , مانام طول الليل .. : لاااا .. قال عبد الإله : مو مشكلة تفضلوا .. و دخل ثواني و رجع خرج و هو يقول : زين أروح أفطر في الكافتريا .. ومر من عندهم وهو يقول : الحمد لله على سلامته يا الهنوف , سامحينا على اللي صار .. همست بخجل : الله يسلمك .. قال أحمد بسرعة وهو يلحقه : هي تعال , وين رايح لوحدك .. لف عليه عبد الإله بتساؤل فقال : استناني أروح معاك .. مسك ضحكته لمن فتحت الهنوف عيونها عن آخرها ومسكت كم ثوب أبوها وهي تقول باعتراض : أبويه .. قال بهدوء : أدخلي على زوجك , دقايق وأجيك , أنا خلاص شفته أمس .. وتحرك , طالعت في ظهره برعب ورجعت طالعت في باب الغرفة المفتوح كإنها تطالع في وحش مفترس , وقفت لفترة طويلة في مكانها وتحركت بعدها لداخل الغرفة , صكت الباب وفتحت غطاها , طالعت بتردد في الستارة اللي مغطية المنظر عنها , تحركت ببطء وهي تطالع ليمينها , بدأ المنظر يتضح لها شويه شويه , أول ما شافت أقدامه المغطية بلحاف المستشفى وفوق بطانية تغطيه إلين ركبه و تسلل بعدها نظرها للأعلى وتصنم على صدره الملفوف بشكل مخيف واستقر على وجهه المستكين , كان نايم على ظهره والسرير شبه مرفوع من عند راسه , تدافعت الدموع لعيونها بسرعة , غطت وجهها وكتمت شهقتها اللي كانت بتسلل من بين شفايفها , بعدت يدينها وهي تطالع فيه بخوف , حركت أقدامها بالقوة وسحبتها سحب إلين وصلت عند منتصف السرير وقفت في مكانها وهي تتأمل وجهه , ماتتخيل إنها كانت حتفقده لولا رحمة ربي , مسحت دموع تسللت لخدودها بأطراف أصابيعها وهي تشد على شنطتها ونقابها باليد اليسرى , زفرت بشويش عشان ماتزعجه و هي تتأمله بصمت , لمن لاحظت إنها تتأمل كل تقاسيمه سحبت نفس عميق وهي تحس بالخجل يخنقها , بعدت نظرها عنه وتأملت الضماد اللي على صدره , مدت يدها بتلمسه ورجعت سحبتها ~ هنوووووف اش هالخبال ؟؟ انتي بتقرين عليه ~ مدت يدها بعد تردد طويل وحطتها على صدره وهي تهمس : أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيك .. كررتها ثلاث وهي تحس بالدموع تتسلل لعيونها مرة ثانية , سحبت يدها ومسحت دموعها وهي تصرخ بداخلها ~ استغفري ربك , هذا الصياح كله وهو نجى , إحمدي الله , الحمد لله , الحمد لله , يارب لا تحرمني منه , ياااااااارب لاتحرمني منه ~ تراجعت عن السرير لمن تغيرت أنفاسه فجأة , سحب نفس عميق وقطب حواجبه دلالة الوجع وهو ينقلب على يمينه , كتمت أنفاسها بتوتر ولمن استقر في نومته خرجت أنفاسها اللي كتمتها , ضحكت على نفسها وعلى خجلها الزايد الغريب , تمنت لو عندها شوية من جرأة العنود , صح صايرة تخونها جرأتها مؤخرا لكنها تعتبر أكبر جريئة في نظرها , تقدمت ومدت يدها بلا تفكير ومسدت حواجبه المقطبه وهي تبتسم بحب , ولمن حست برغبة إنها تمسح شعره قبضت يدها و تراجعت بسرعة وهي تحس نفسها بتموت من الخجل , لبست نقابها وخرجت من الغرفة , على خروجها التقت بأبوها , ابتسم وسأل : وين رايحة ؟؟ همست بخجل : خلاص اتطمنت عليه .. : صحي .. هزت راسها بلا , زفر ومد يده وقبض على يدها اللي حسها بااااااااارده زي الثلج , ضغطتها دلالة شكر وامتنان , ضحك وتحرك وهو يقول : الحمد لله ربي رزقني كل الأنواع , خجلك و جرأة العنود واعتدال البندري , لو تعطيك العنود شويه من اللي عندها كان صرتم معتدلات زي البندري .. ضحكت وقالت وهي تحس براحة عجيبة بعد ماشافته : كان وقتها ماحيصير لكل فينا شخصيتها الخاصة , صح ؟؟ ولمن هز راسه سألته : ومين اللي تحب شخصيتها أكثر ؟؟ دخل المصعد وقال : كل وحده فيكم لها مكان .. قالت : لااااااااا ما أبغى هالجواب الديموقراطي .. لاحظ إنها بدأت تنطلق بعد ماحبست نفسها وصامت عن الكلام ليومين ~ والله إنتم الحريم , عجيباااااااااات ~ قال بهدوء : هالجواب الديموقراطي عشان ما أتحاسب قدام الله على التفريق , اللي لها معزة خلي لها معزة داخل القلب وبس .. كانت متأكدة مليون إنه العنود هي اللي لها المعزة الخاصة لكنها فرحت إنه ماصرح بهالشي قدامها , رصت يده بقوة وقربت منه وهي تخرج من المصعد .. لف عليها وابتسم لها وهو يحس إنها رجعت طفلته الصغيرة , من صغرها كانت تحب ترص على يده وتضمه وهو يمشي , ولمن اصطدم بصره بحجابها اللي وضح طولها وتجاوز راسها لكتفه تذكر إنها كبرت , وبعد كم شهر حتغادره زي البندري وماحيمر طويل قبل ماتفارقه العنود كمان , سحب يده من يدها ولفها على كتفها وهو يمشي في المواقف .. ************************** الساعة 3 قبل العصر : طالع جاسم في الوجوه المتأمله له , نزل راسه لصحن الرز ورفع ملعقة لفمه وهو يقول : خير .. نزلت الهنوف عيونها وتشاغلت بكاسة الموية وركزت البندري عيونها على الأكل وهدى تقول : خير ياستاتي ذبحتم أخوكم , عنيد .. رفع بصره لقيها لسه مبحلقة فيه , ابتسم وقال : خير ست عنيد .. سألت بلا تردد : كيف تعبت أزهار ومتى ؟؟ إحنا كنا معاها لفجر الجمعة وكانت صحتها زي البمب ما شاء الله .. شهقت هدى وقالت بعصبية : بنت , اش هاللقافة الزايدة ؟؟ مالك دخل فيهم .. لفت العنود بوزها وقالت باعتراض : شايله هم أزهار بس .. قال بهدوء : تعبانه شويه وتبغى ترتاح .. طالعت فيه وقالت بمزح : أهم شي مو إنت مزعلها .. : عنووووووووووود .. قالتها أمها باعتراض حازم ودقتها الهنوف من جهة والبندري من جهة , رماها بنظرة بااااااارده وطنشها , قال أحمد بابتسامة هادية : عنود حطي راسك في أكلك .. استغربت ردة فعلهم وقالت وهي تحشر اللقمة في فمها : أمزح معاه شايفته طفشان .. جا عبد الرزاق وهو يسحب رجوله ورافع يده اليسار و مدخل يده اليمين من تحت فنيلة القطنية يحك جنبه بطفش وهو يسأل : اش تاكلون ؟؟ قالت أمه : سليق .. أول ماوقع بصره على البندري قال : أستغفر الله , يا سدة النفس مع صباح الله خير .. انكمشت البندري ورخت بصرها للسفرة بسرعة والعنود اللي ما انتبهت لوجهة نظراته قالت : أولا إحنا محنا صباح , قربنا من العصر دحين , ثانيا السليق يسوى الأكل كله مو عشان ذقت الخرابيط الفرنسية تقول على السليق سدة نفس .. زفر وقال : يااااااااااااااا شين الملاقيف اللي يدخلون في السالفة عرض , أقول كلي كلي , انتفخي عشان مايقول عدنان ضاحكين علي ومزوجيني عود مكرونة بيتوني .. شهقت وقالت باستنكار لمن ضحك الكل على تعليقه : أنا مكرونة بيتوني ؟؟ قال ببرود وهو يطالع البندري بنظرات حاده : عووووود مو المكرونة بكبرها عشان ماتكثرين نفسك و ناشف مو مستوي كمان .. قامت البندري اللي ماقدرت تتحمل نظراته وقالت : الحمد لله شبعت .. وتحركت لغرفتها رغم محاولات أمها إنها تاكل أكثر , زفر عبد الرزاق براحة وجلس معاهم , قالت العنود : يعععععععع , قوم غسل يدك على الأقل , توك محكحك إلين قايل بس .. مد يده بعناد و ومسح الأكل اللي كان في ملعقتها , نزلت الملعقة وهي تقول : يا قرفففففففففف , رزووووووووووووووق .. ضحك باستمتاع و سحب ملعقة وبدأ ياكل , حطت اللقمة في السفرة وهي تقول : خلي ربي يحاسبك على النعمة اللي قاعد تلعب فيها .. لف جاسم على عبد الرزاق وهمس : هي خف على البندري عشان أبوي مايلاحظ شي , كافي إلى الآن مو راضي على إصرارنا على الزواج .. قال عبد الرزاق ببرود : خلي يدري عن سواد وجهها الـ ##### , والله لو أصر أكثر على فسخ الخطوبة كان خبرته بكل شي .. دقه جاسم وهو يهمس : مهما صااار حسك عينك تفكر تعلمه , ترا وقتها بيكون أجله .. لف عليه عبد الرزاق ورماه بنظرات غريبة ورجع لأكله , سأله بحيرة : ليش تطالعني كذا ؟؟ قالت بهدوء : تغيرت كثير .. عقد حواجبه وقال بصدمة : تغيـــــرت !! وانتبه لنفسه لمن شاف نظرات الكل منصبة عليه , ابتسم عبدالرزاق وقال : 180 درجة .. طنشه جاسم وكمل أكله وهو غصب عنه يحس الأكل رغم لذته ماله طعم من كثر تفكيره في أزهار اللي ماردت على رسايله ولا على مكالمته الوحيده قبل ساعة .. *****************************
|
|
09-08-2012, 01:42 AM | رقم المشاركة : 113 |
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
رد: روايه جميله جدا
بعد صلاة العصر بوقت : في المستشفى : : لاااااااااااااااااااااااااااااااااااا , لا تقول .. ابتسم عبد الإله وقال : والله .. ضرب حسان حاجز السرير بطرف يده وهو يقول متأوه من الوجع : اش هالحظ ؟؟ آآآآي صدري .. ضحك عبد الإله وقال : يا شيخ ارحم نفسك , الحركة المفاجئة العنيفة تراك ممنوع عنها , إنت بس أشر وأنا أجيبها لك دحين .. طالع فيه حسان بضيق وقال وهو ينتحنح بسبب الحشرجة اللي مازال يحسها في حلقه : تنكت إنت ووجهك .. ابتسم عبد الإله وقال بثقة : والله أجيبها لك إنت بس قول .. هز حسان راسه وهو يكح و قال برعب : لا بطلت , لهجتك خوفتني .. قهقه عبد الإله وقال : الله يقطع سواليفك , أتكلم جد تبغاني أجيبها أجيبها .. هز راسه مرة ثانية وقال : لا شكرا هي متى مابغت تجي تجي .. قال بعناد : ترا عمي جارها ولا هي ماتبغى تجي .. لف حسان بيمسك مخدته عشان يرميها عليه لكنه توقف وهو يصرخ ويمسك صدره , نط عبد الإله ومسكه وسدحه وهو يقول : إنت ليش تتصرف كإنك صرت طبيعي , تراك ما كملت 20 ساعة من فكوا عنك الجهاااااز يالمتخلف , قبل يومين ضاربتك الرصاصة .. غمض حسان عيونه بقوة وهو يعض شفايفه بوجع , مسح عبد الإله العرق عن جبينه بالمنديل اللي سحبه وهو يقول : ترا أخرج عنك وأخليك لوحدك عشان ماتتهور .. : أخرج وفكه من خلقتك يا أخس لصقة جنسون .. : أنا أول مرة أشوف قاتل يمشي في جنازة اللي قتله .. قال حسان من بين أسنانه بوجع : أحلى لصقة وأحلى قاتل .. لف عبد الإله وابتسم وهو يقول بأدب : جزاكم الله خير هذا من طيب أصلكم .. وحرك حواجبه , رماه جاسم بنظرة لا مبالية وهو يقول : ولو أحلى لصقة برضك مزعج .. وقهقه عبد الرزاق وهو يقول : ترا مو لايق عليك الأدب .. وسلموا على بعض ووقف جاسم جنب حسان وهو يسأله عن حاله , قال حسان : أشوفك مغرز عندي كل شويه ناط , ماعندك بيت تقعد فيه .. فتح فمه بيتكلم لكن عبدالرزاق سبقه وهو يقول بتريقة : كشتته حرمته .. شد عبد الإله ظهره وقال بتريقة : أحه , أبو أحمد تكشته حرمه , ماهقيتها منك يالأسد .. قال عبد الرزاق وهو يطالع في جاسم اللي أشر له يسكت : وأزيدك من الشعر بيت , كشتته وراحت بيت أهلها ومالها نية ترجع حاليا .. : أفاااااااااااااااااااا يا ولد العم , ياخسارة الشوارب فيك , روح شدها مع شعرها ورجعها ورجلك فوق رقبتها .. قال حسان بعصبية : بس انت واياه مايجوز تحرشون , بعدين اش هالسوقيه ؟؟ اش هالألفاظ رجلك فوق رقبتها بنت الناس نعجة عندكم .. ضحكوا كلهم على عصبيته المفاجأة وقال عبد الإله : أعذروه , زعلان عشان بعض نااااااااااااس غاليييييييييين جووا وهو في سابع نومه , حتى ريقانه نازله على المخده .. فتح عيونه على اتساعها وهو يسأل بصدمة : كذاااااااااااب , كنت مريقن ؟؟ : والعيون نص مفتوحة وتشخر كمان , يوم دخلت عليك قعدت أقول , يا بنت عمي المسكينة , أشوفها شارده مسسسسرع ما خرجت , حتى عبايتها كانت تطير وراها وهي تجرجر في عمي عشان تخرج من المستشفى .. رجع جاسم راسه على ورى من كثر الضحك وضرب عبدالرزاق فخذه وهو يقهقه طالع فيهم حسان بضيق وقال : اضحكوا , اش وراكم ؟؟ وإنت .. ولف على جاسم وهو يكمل : إنقلع عن وجهي لا أشوف شيفتك , قاعد أدافع عنك وتضحك علي .. حمحم جاسم وقال : ياخي غصب عني أضحك .. لف على عبد الإله وقال : وإنت , لا أشوفك تقعد عندي الليلة , مستغني عنك .. وبعد فترة من المناقشات ودعهم جاسم وخرج هو وعبدالرزاق وتقابلوا في الممر مع عمهم جلال وعياله وسلموا عليهم ... ************************* في المساء : في فيلا أحمد : طالع في جواله وزفر وهو يطالع في الاسم دق عليه مرة ومرتين وثلاثة ومافي رد , حس بضيق وبأعصابه شويه وتفلت من زمامها , رمى الجوال وانسدح وهو يطالع في سقفه الجبس المزخرف بأشكال هندسية تتخلها إضاءات صفراء صغيرة , وبعد فترة تحرك وخرج للصالة ومسك تلفون البيت ودق الرقم , وصله صوتها الناعم وهي تقول بدلع : يا هلا .. سكت للحظة قبل فوصله صوتها الطبيعي وهي تقول : عنيدي ترا مافيني للعبك .. ماعرف اش يقول لكنه في النهاية قال : بكرة الصباح مسافر .. صمت طويل ساد لدرجة إنه اعتقد إنها صكت الخط , قال بتساؤل : ريم .. وصله صوتها المخنوق وهي تهمس : حرام عليك اللي تسويه فيني , تراني عايشه برعب من كثر ماتتصل علي , ياخي ارحمني والله لو مو ولد عمي كان اشتكيتك لأبويه , تراني ما أبغى المشاكل .. قال وهو يحس نبض قلبه يتسارع بخوف من صوتها الغريب : ريمان أنا .. صرختها اخترقت أذنه وهي تقول بعصبية : ماااااااايحق لك تدلعني , ولد عمي على عيني وراسي لكن إنت تجاوزت حدك , تجاوزته كثيييييييييير وأنا ساكته لا عاد تتصل على جوالي لأنك لو اتصلت مرة ثانية والله شوفني حلفت لا أعلم عليك أبويه وأقوله إنك تضايقني وإنك .. قال يقاطعها : طيب كلمة بس .. : ولااااااااا حرف , ما أبغى أسمع منك حرف مع السـ .. ابتسم وقال لمن حس إنها بتنهي المكالمة : أحبك .. *********************** واقفة في المجلس شبه المظلم اللي راحت له عشان تختفي عن أنظار أهلها اللي بيعرفون من ملامح وجهها الخايفة إنه في شي , حست بكل أعصابها المشدوده ترتخي من كلمته , انهارت جالسة على أقرب كنبه لها وهي تحس رجولها الذايبة تنتفض بقوة , رصت الجوال على إذنها بقوة و انحنت وهي تلف يدها اليسرى على بطنها اللي بدأت تلتوي بشكل مرعب , كانت تحس نبضات قلبها زي القطار الهادر بداخلها وكلمته ونبرته تتردد زي الصدى بداخلها ~ أحبك , أحبك , أحبك , أحبك ~ غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ لييييييييييش ؟؟ ليش تسوي فيني كذا , ياربي هل هذا عقاب لي ولا اختباااااااااااااااااار , ياااااااااااااااارب ~ همست بضعف : اتق الله .. وفتحت عيونها اللي تسللت منها دمعتين وهي تقول بقهر : اتق الله في اللي قاعد تسويه , لو إنك تحبني صح كان جيتني بالحلال و مارضيت علي الغلط , إنت زيك زي أي واحد في الشارع , تتوقع لو لاحقني زيك وقالي هالكلمة اللي شوهتها بأصدقه .. ولمن اختنق صوتها كتمت صياحها ماتبغاه يعرف كيف أثرت فيها كلمته وخلتها تنهار , لازم تبان قوية قدامه , لازم , بلعت ريقها وكملت بصوت قوي : ويكون في علمك لو إنك آآآآآآآآآخر رجال في العالم ما حبيتك , اللي ما يراعي حق الله في نفسه مايراعيها في غيره .. وصلها صوته وهو يهمس بصوت غريب : شكرا , مع السلامة .. صكت الجوال بيد مرتجفه وطالعت فيه برعب , انفلت من أصابيعها وطاح على الأرض الرخامية وهي ترفع يدينها وتغطي وجهها وبلا مقدمات انفجرت تصيح من قلبها , كانت تحس كل عضو في جسمها يئن وكل نبضة من نبضات قلبها توجع روحها أكثر .. ********************* Revenge # my # طالع في اسمها المسجل في جواله وهو يبتسم ~ انتقامي , والله طلعت هي المنتقمة مو أنا ~ غير اسمها لـ my deadly # # وقال وهو يزفر : هذا أنسب .. وزفر مرة ثانية وقام عن الصالة وتحرك لغرفته لكنه توقف عند غرفة جاسم , دق الباب ودخل لقيه غارق في النوم , ابتسم وخرج وهو يحس بعدم رغبة في النوم , طلع للدور العلوي ولقي العنود مربعة على الكنبة وهي تقلب في القنوات , أول ما شافته نطت للطاولة اللي قدامها وغطت صينية الأكل وهي تقول : تبغى تجلس حياك , تبغى تاكل إنقلع .. قال وهو يجلس جنبها : بالله هذي طريقة تودعين فيها أخوك اللي مسافر بكره .. بعدت عن الصينية بسرعة وهي تقول : لا حبيبي تفضل .. ضحك وقال وهو يسحب ساندتشها : ينضحك عليك بسرعة .. أكل لقمة ورجعه لها وهو يقول : وعععععععع , جبنة سايلة مع حلاوة طحينية , حلو ومالح .. قالت باستمتاع : أححححححححححلى شي .. ورفعت كوبها وهي تكمل بنفس الاستمتاع : و مع كوب نسكافيه أووووفففففف كملت .. طالع فيها بقرف وهو يقول : منتي حقت نعمه , تعالي فرنسا وشوفي الأكل الصح وقولي أووفف .. سألته باهتمام مفاجئ : إي صح , طول عمري بأسألك هالسؤال وأنسى , اش أحلى شي في فرنسا .. قال بلا تردد : حريمها .. وحرك حواجبه غياض لمن طالعت في بصدمة , لفت بوزها وضربته وهي تقول : أكلمك جــد .. قال وهو ياخذ الكوب منها ويشرب منه : برج إيفل طبعا والريف الفرنسي المحيط بجبال الألب , طبيعة ولا في الخيال .. وكمل وهو يغمز لها : بتشوفين تناسب شهر العسل ولا لا ؟؟ بلعت اللقمة اللي فمها بدون ماتمضغها زين فحستها بداية بتقطع حلقها , حنت ظهرها لقدام وهي تتأوه , كانت تحس اللقمة تضغط على ظهرها و تكتم أنفاسها , ضربها على ظهرها بعفاشة وهو يقول : يالمفجوعة .. لفت عليه وهي تحك مكان ضربته و قالت وهي تخبي خجلها : أنا المفجوعة ولا إنت اللي تفكيرك زي وجهك , بعدين هذي مي يد ماشاء الله مرزبة , ذكرتني بيد سفانو .. : والله إنك jock لمن تنكسفين , مهي لايقة .. بعدت وجهها عنه وثبتت نظرها على التلفزيون وهي تقول بهدوء مصطنع وهي تحس نفسها بتموت من الخجل من جوة : ما فهمتها بس أكيد سبة , لو سمحت خليني أركز على المسلسل .. طالع في التلفزيون بصمت وعقله في مكان ثاني , ولمن خرجت البندري من الغرفة لف وطالع فيها بحدة وقام وهو يقول : إذا أتت الشياطين انصرفت الملائكة .. ونزل على طول , قالت العنود بصوت عالي تمازحه : ترى الصح إذا حضرت الملائكة انصرفت الشياطين .. ولفت على البندري اللي تغير وجهها واكتسى بألم صارخ وقالت : هو اش به عليك ؟؟ مهو طبيعي , انتي تضاربتي معاه يابنت من دون ماتقولين لي .. هزت راسها بحركة مبهمة وهي تكمل طريقها لغرفة الهنوف اللي وعدتها تساعدها في فرز الملابس اللي بتاخذها معاها لأمريكا عشان تتبرع بالباقي قبل رمضان .. ************************ يوم الاثنين 18 / 8 / 1427 هـ : صباحا في الشقة : فتح الباب وابتسم وهو يقول بترحاب صادق : هلااااااااا والله .. ابتسم جاسم وقال : السلام عليكم .. سلم عليه عمر وهو يقول : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , تفضل تفضل حياك .. دخل جاسم الشقة وجلس في الصالة وهو يدور ببصره في الأرجاء , قال عمر بإحراج : معليش الشقة حايسة , تعرف عشان البويات وتغير الفرش و .. ابتسم جاسم وقال : لا عادي , عارف كيف تأثيث البيت يتعب .. تحرك عمر لغرفة أزهار وهو يقول : دقيقة أصحيها لك .. ماقال خليها تنام لأنه يحس برغبة ملحة إنه يشوفها , لمن دخل عمر الغرفة زفر جاسم وطالع في الظرف اللي في يد والأكياس اللي في اليد الثانية وهو يتذكر كمبيوتره , تأفف وهو يقول بداخله ~ يعني كان لازم تخلي صور ليلى عندك في الجهاز , أفففففففففففففف أنا اش خلاني أحطها واش خلاني أنساها وما أمسحها , أكيد كل هذا اللي مسويته مو من تأثير الدوا بس ~ .. : أزهار , بنت , زهرة .... فتحت عيونها ببطء ولمن شافت عمر تذكرت هي فين وليش وعقلها استعاد كل اللي صار , استغفرت وقامت وهي تفرك عيونها وتسأل : الساعة كم ؟؟ ابتسم وقال : لسه توها 9 الصباح , قومي زوجك جاي يسلم عليك .. فتحت عيونها على اتساعها وكانت تبغى ترفض رفض قاطع إنها تقابله لو ما شافت نظرة عمر المتوترة القلقة , قامت وقالت : دحين أخرج .. خرج عمر وهمس وهو يسحب شماغه اللي كوته له أزهار وعلقته : دحين جايه , يلا مع السلامة لازم أروح الجامعة دحين عندي محاضرة .. ودعه جاسم وهو يحس براحة إنه بيكون معاها لوحدهم , ماكان يبغى شاهد على مناوشاتهم في حال قررت أزهار تنفجر وتنشر الغسيل على الملأ بصوت عالي .. خرجت بعد ما كحلت عينها و مشطت شعرها وحطت لمعه خفيفه على شفايفها , وقفت عند باب غرفتها ولا تعدت عتبته لأكثر من شبر , وقف وابتسم بتردد ابتسامة خفيفه لكنها طنشته وتجاهلت خفقات الألم في قلبها وهي تشوفه واقف ببذلته العسكرية و طالعت ببرود في اللي في يده وهي تقول لنفسها ~ أزهار اخزي الشيطان , الرجال جايب معاه فطور , أعدي الموضوع وأخليه يشوفني هبلة ملطشة عادي عندها اللي قاعد يصير , لو تنازلت دحين مابيكون لي صوت بعدها , بسسسسسسسسسسس , أكيد إنه .. أزهار لا تدورين الأعذار له ~ , ابتسم لمن شاف برودها اللي حسه غريب ومناقض لشخصيتها و قال وهو يلوح بيده بالظرف : جبت نتيجة تحليل العنود .. بلا تفكير قالت بلهفة : بشر .. اتسعت ابتسامته أكثر خاصة لمن رجعت ضبطت ملامحها المنفعلة , تقدم منها وهو يخرج الورقة من الظرف وناولها لها , مسكت طرف الورقة وسحبتها وعيونها تجري على السطور .. أول ماشافت اسم الخاطب والمخطوبة والتوقيع على توافق الطرفين قالت بفرح وهي تحط يدها موضع قلبها : يا حبيبتي يا عنوووووووود .. مد يده بجواله وقال : خذي بشريها .. لفت عليه وقالت بفرح : أناااااا , ليه هي ماتدري ؟؟ قال وهو يتأملها بنظرات غريبة : أنا خرجت الورقة بالواسطة ولا هي ماتخرج قبل أسبوع .. مدت يدها بتاخذ الجوال وساعتها تذكرت إنه قاعد يسايسها , رجعت يدها وقالت : أدق من جوالي .. ودخلت الغرفة بتجيب الجوال ~ ياربي هالرجال بااااااارع في تضييع المواضيع , أففففففففف ~ دقت على جوال العنود وهي تتناساه للحظة , ولمن وصلها صوت العنود النوم وهي تقول : هلا , هلا والله .. ضحكت وقالت بعفوية : واش ذا الصووووووت , بنت تذكري ماتجاوبين على عدنان وانتي نايمة .. قالت العنود من بين أسنانها : مغغغغغغغغغغغغغغغغص , طيرتي النوم من عيني الله يقطع شرك .. ضحكت بخفة وقالت بعناد : واللي يقولك النتيجة معايا دحين .. الشهقة القوية وهي تصرخ : إيييييييييييييييييييش ؟؟ تلاها صوت ضجة غريبة وتأوه , سألت بحيرة : بنت اش فيك ؟؟ : طحت من فوق السرير .. ضحكت من قلبها وهي ترجع راسها على ورى وقالت : الله يقطع شرك انتي ياتحفة , هذا كللللللللللله عشان النتيجة .. : أزهااااااااااااااااااااااااااار أخلصي , اش النتيجة ؟؟ عقدت حواجبها وهي تقول بتفكير : إممممممممممممممممم ... : يالدببببببببببببببببببببببببببببب .. صوتها المقهور المترقب وضح تماما إنها خارجة من قلبها , ضحكت وقالت : ألف مبروك يا قلبي , توافق .. شهقت العنود وقالت بصوت ثقيل وبغير تصديق : كذاااااااااااااااااااااااابة .. : والله شوفيها قدامي أقرأها لك ؟؟.. قالت بصوت ممطوط غير مهتم : لا مايحتاج , إعفيني من هالتفاهات اللي مالها داعي .. أزهار اللي تعرف ردات فعل العنود الغريبة ضحكت وقالت : تفاهااااااات , يلا أسيبك لوحدك تفكرين في اللي قلته , مع السلامة .. : إنقلعي .. : شكرا , جزاك الله خير .. صكت الجوال وطالعت فيه وهي تبتسم وتقول : الله يوفقها يارب .. ولمن لفت شافته واقف عاقد يدينه قدام صدره وهو مستند بكتفه اليمين على إطار الباب وهو يتأملها تحركت وأعطته الورقة وقالت بهدوء : شكرا .. اعتدل و تناول الورقة بدون اهتمام و سأل وهو يرجعها للظرف : كيفك دحين ؟؟ طااااالعت فيه بصمت , لمن رفع راسه لها لفت وجهها بعيد عنه وهمست بصدق : جسديا أنا بخير و عقليا و نفسيا ما أقدر أجزم لك إنها بخير لكن الشي اللي متأكدة منه مليون في المية إني قلبيا منهارة .. ورجعت طالعت فيه بنظرات قوية وهي تكمل : تراني حرقت كل الصور .. ~ حرقت , حرقت , حرقت إيش ؟؟ عن إيش تتكلم ؟؟ يمكن قصدها إنها حذفتها من الكمبيوتر ~ طالع فيها بحيرة وهي تكمل بثبات : أحتاج وقت عشان أقدر أرجع لحياتي الطبيعية معاك .. كلمتها صدمته , عقد حواجبه وهو يقول باستنكار : إييييييييييش ؟؟ وقت ؟؟ اش قصدك ؟؟ : وقت , أحتاج وقت , ما أدري كم , إلين يهدأ البركان اللي في قلبي .. قال بعصبية : إنتي حكمتي على الموضوع من دون ماتسأليني , ترا أنا أكره هالطبع فيك , تسكتييييييييييييين وتراكمين بعدين تنفجرين على شي تافه .. طالعت في بصدمة وهي تقول : تاااااااااااافه , الصور اللي شفتها شي تافه .. صرخ بعصبية : إيوه شي تافه لأنها صور قديمة , إنتي المفروض قبل كل شي تصارحيني باللي شفتيه مو تسكتين , بعدين هذي خصوصيات مفروض ماتفتشين فيها .. بلا شعور صرخت بقهر : مافي شي اسمه خصوصيات في البيت بين الزوج وزوجته , خصوصياتك الزففففففففففت خليها ... رفع يده ووقفها بسرعة وهي تكمل : عند أصحابك اللي زيك .. وابتسمت وقالت باستفزاز : ليش وقفت ؟؟ أضرب اش وراك , مهي لك بأوله .. سحب نفس عميق وهو ينزل يده وقال بهدوء : أنا ما حأرد لأن الواحد وهو معصب يقول كلام يندم عليه .. وكمل بنفس الهدوء : وعلى الخصوصيات ما أدري مين اللي داس عن واحد عايش معاه كل هالفترة إنه ياخذ علاج .. رمته بنظرات غريبة وهي تعض شفتها بقهر , زفر وقال : أزهار أنا .. همست : لا تنطق اسمي .. ورصت شفايفها المرتجفة وهي تهمس بصوت أخفت : إذا ليه أي معزة في قلبك لا تنطق اسمي على لسانك , صوتك ما أبغى أسمعه نهائيا عشان ما أكرهك أكثر .. فتح عيونه على آخرها وهو يقول : لهالدرجة .. رمته بنظرات حادة وقالت بعصبية مفاجئة : حاليا وأكثر كمان , بعد اللي شفته ما أتخيل .. وسكتت , ماتبغى تتكلم أكثر , عيبها لمن تكون مجروحة تحاول تؤذي الشخص اللي قدامها بكلمات تعرف إنها تجرحه وهي تعرف هالشي فيها فسكتت .. سحبت نفس عميق وخرجته وهمست : أحط لك الفطور .. قال وهو يحس كل حيله مهدود وفتران : لا مشكور , ماني مشتهي شي , أروح أودي النتيجة للبيت وأرجع للعمل لأني مستأذن منه .. ووقف يطالع فيها بصمت وهي تتطالع في الأرض بصمت , همس برجاء مرح : مايجي تودعيني بطريقة أحسن .. رفعت راسها وطالعت فيه بهدوء , همس بصدق : والله البيت ما يسوى بدونك .. ~ حرام عليك يا جاسم , لا تحرق قلبي أكثر , رووووووح وفكني من المشاعر اللي تصارعني ~ زفرت وبعدت وجهها عنه رجع سأل بمرح : ما يجي تودعيني بطريقة أحسن , ترا يمكن أخرج من هنا ويصير لي حادث وأموت و يكون هذا آخر .. طالعت فيه بصدمة ورجعت قاطعته ببرود : ما أحب هالكلام , اللي كاتبه ربي بيصير .. رفع حواجبه باستنكار وقال : يعني عادي أموت وإحنا متخاصمين .. زفرت وقالت : ما قصدت كذا , بس إنت قاعد تستخدم طريقة غير عادلة .. زم شفايفه للحظة وبعدها مد يده لوجهها , تراجعت بسرعة لكنه قال بهدوء وهو يمسح بإبهامه خدها اليسار : انتي ماغسلتي وجهك لمن صحيتي من النوم .. بعدت يده بخشونه ومسحت خدها بيدها , قال وهو يحارب ابتسامته و يمد يده مرة ثانية : لا هنا .. انتبهت إنه قاعد يلعب عليها فدفت يده وقالت بحزم : روح لعملك ابرك لك عشان ما يهزئونك .. قال وهو يأشر على الكيس اللي سابه في الصالة : سندوتشات الطعمية الستة والـ 3 عصيرات كلها بتاكلينها وتشربينها لوحدك .. وكمل : هو صح إنت من يومك سعلية وتاكلين الأخضر واليابس لكن مو لدرجة .. لمن حست إنها بتنفجر من الضحك والغيض في نفس الوقت تمالكت نفسها وقالت بهدوء : دحين أدق على مرة أخوي وأخليها تجي تشاركني .. زفر وخرج , أول ما صكت الباب وراه حست برغبة في البكاء والضحك في وقت واحد , راحت للصالة وجلست وهي تقاوم مشاعرها المختلطة وصرخت بداخلها ~ والله صور ليلى اللي في جواله ماسوت فيني نفس سوات هالصور , يارب رحمتك ~ ولمن بدأ عقلها يستعيد صور النساء العاريات تماما وهم في وضعيات أقل ما يقال عنها مشينة منحلة مقززة مثيرة لكل أنواع المشاعر المخيفة , غطت وجهها بيدينها وهي تقول : متى بتروح هالصور عن بالي , متى ؟؟ قامت بسرعة وجلست تدور في الصالة وهي تتذكر الصور اللي من شدة صدمتها ظلت تتطالع فيها لوقت طوييييييل , كانت تسمع كثير من صديقاتها في الكلية يشتكون , اللي لقيت مع أخوها فيلم إباحي و اللي لقيت معاه صور جنسية واللي قرأت عنده كتب وقصص متعمقه في هذي الأمور , والكثيرات كانوا يوصفون اللي يشاهدونه وكانت تنرعب وتخاف وتستغفر من مجرد السماع وتحمد ربها على أخوانها وتربيتهم و ماتخيلت في يوم إنها تشوف زي هالشي وعند مين , عند زوجها , لحظتها حسته حيوان ولا يرقى عن هالمرتبة , توقفت عن الدوران لمن وصلت لهالنقطة في التفكير و حطت يدينها موضع قلبها وضغطت على صدرها بقوة وهي تقول : يااااااااااااااااارب هدي قلبي , يارب أتوسلك تخفف عني اللي أحسه , ياربي أتوسلك ما أبغى أكرهه , ما أبغى أكره جاسم .. **************************** : تغطرفون على إيه ؟؟ أنا حزنان على الولد .. مدت العنود يدها وضربته وهي تقول : يا دببببببببب أختك تقول عني هالكلام .. قال وهو يثبت حزامه : أختي ولا لا أنا قاعد أقول الحقيقة .. : أقول روح روح قبل ماتطير عنك الطيارة وتقعد في حلقنا يلا ترانا من أول نستنى اللحظة اللي بتفارقنا فيها , هالمرة قعدت عندنا بزيادة .. قالت هدى باستنكار : عنووووووووووود .. لفت عليها وقالت بضحكة : أمزح يا أمي يعني من جدي أتكلم .. وضمته وهي تقول : والله بيوحشنا وبتوحشنا محشاته .. دفها بخشونة وهو يقول : ما أحب أحد يضمني .. ولف على أمه وقال : يلا مع السلامة .. وسحب شنطته وتحرك , قامت هدى بسرعة وضمته وهي توصيه على نفسه , طبطب على كتفها وقال باختصار : إن شاء الله .. سلمت عليه الهنوف بهدوءها المعتاد وتحرك بعدها للباب والعنود تتابعه وهي تثرثر بوصايا و طلبات ماتنتهي , شافها واقفة بتردد عند المدخل , قالت البندري وهي تحس أعصابها على شفير الانهيار : عبد الرزاق .. لف وجهه وقاطعها ببرود : الواحد مايبغى يتنحس من بداية رحلته .. تقدمت منه بسرعة ومسكت يده وهي تهمس برجاء : لاتروح وانت زعلان .. سحب يده بخشونة وهو يقول ببرود : لا تلمسيني بيدك .. قالت برجاء وعيونها تلمع منذرة بالدموع : تكفى يا أخويه لا تروح وانت زعلان , كافي زواجي منته حاضره وهو مابقي عليه إلا 8 أيام .. رماها بنظرات باردة قاتلة وتحرك بدون مايزيد حرف , غطت وجهها وهي تشهق بوجع , ضمتها العنود وهي تنقل بصرها برعب بين ظهر عبد الرزاق اللي خرج وبين البندري المنهارة ~ ياربي اش فيييييييييييييييييييييه ؟؟ اش اللي صار بينهم وهم مهم راضين يعلمون عليه ؟؟ يمه يكون البندري سوت شي وطاح عليها عبد الرزاق عشان كذا هو ... عنوووووود بلا هالأفكار البشعة , ياربي اش اللي قاعد يصير ~ بعدت عنها البندري وهي تمسح دموعها و تحركت بسرعة طالعة للغرفة عشان مايشوفها أحد , رجعت للصالة وطالعت بصمت في أمها اللي تمسح دموعها والهنوف اللي ضامتها وهي تقول : أمي الله يهديك هو كل ماراح تسوين هالمناحة , خلاص هانت , راح الكثير ومابقي إلا القليل .. طالعت في الظرف اللي جابه جاسم لها عشان يودع أخوه مرة وحده , يعني هي مالحقت تفرح بالخبر فـ ~ عنوووووووووود استغفري , اش هالتفكير ؟؟ الحمد لله على كل حال ~ وبعد لحظة سرحان غرقت فيها تفكير غير منحصر في شي واحد صرخت : السووووووووووووووووق .. وكملت وهي تطالع في أمها الهنوف : مابقي إلا 8 أيام على الجوااااااااااااااااااااز .. ضربت جبهتها وقالت : ماطلع فستاني لسه وورايا الإكسسوار والصندل و ... شهقت وقالت : أووووووووووو صـــــــــح اليوم بروفة فستان البندري , ياربييييييييييييييييييييي ياكثر الأشيااااااااااء اللي لازم نسويها .. ضحكوا عليها وقالت الهنوف : انتي لا تقعدين تعددينها عشان ماتحسينها كثيرة .. تحركت العنود ومسكت التلفون وقالت : لازم نستنفر كل الجيوش عشان نخلص من الدبش وأشياء الفرح , ألووووووووووووو , يا هلا والله أحلى حمده في الوجود .. وغمضت عينها وهي تقول بتلعثم : لا , هو , لا , يوووووو ياجده يعني ما أرحب فيك وأهلي إلا يوم يكون وراي مصيبة الله يهديك , لا , هو , كل الموضوع إني أبغى أكلم سفانة عشان تجهز نفسها للسوق العصر , هاااا , طيب , يلا مع السـ .. وبعدت السماعة عن إذنها وقالت : صكت السماعة في وجهي كعادتها من دون ماتقول مع السلامة .. ضحكوا الثنتين على تعابير وجهها المصدومة والهنوف تقول : ما تعودتي لسه , دايم تصك الخط بدون ماتودع .. رجعت السماعة مكانها وهي تقول : كل مرة بالنسبة لي كإنها أول مرة .. ************************ الساعة 12 قبل الظهر : همس حسان : محمد راح يوصله المطار .. قال بصدمة : المطااااااااااااار , ليه متى رحلته ؟؟ قال عبد الإله وهو يطالع في عمر باستغراب : إيوه دحين , ليه تسأل بهالطريقة ؟؟ قال عمر وهو يخرج من عندهم : على بالي بيسافر في الليل , عن إذنكم .. تخافت صوته وهو خارج إلين اختفى وهم ماسمعوا الكلمة الأخيرة , طالعوا في بعض بحيرة , توه جا من محاضرته ماجلس حتى 5 دقايق .. خرج جواله وهو يهرول لمواقف المستشفى , دق على رقمه وهو يقول : يارب يرد , يارب يرد .. : Hiiiiiiiiiiiiiiiiiiii ... أول ماوصله صوته المرح صرخ بعصبية : ياللي مالك خويييييييييييييييييي ... ضحكة عبد الرزاق رنت في إذنه وهو يقول : الناس تسلم أول يالمطوع .. استحى عمر وقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. رد باختصار : وعليكم , خير اش عندك معصب ؟؟ واش فيك تلهث ؟؟ وقف عمر عند سيارته وفتح الباب ودخل السيارة وقال بحزم : تعتب باب الطيارة قبل ما أوصل المطار أذبحك سامع .. : إنت جاااااااااااااااااااااااي ؟؟ قال وهو يشغل سيارته : إيوه جاي , مسافة الطريق إن شاء الله .. : مايحتاج تـ ... قاطعه : مالك دخل , مع السلامة .. وحرك سيارته بسرعة معقولة وهو يدعي ربه إنه ماينادون النداء الأخير قبل مايوصل ... *********************** عبر شارع الأربعين : التزمت الصمت وهي تطالع في واجهات المحلات على طرف الشارع وهي راجعة لبيتها , كانت تحس بغليااااااااان بداخل صدرها , كانت مستغربة اش اللي مخلي بندر يتصل عليها في الدوام ويقولها ماترجع مع الباص لأنه جاي ياخذها ودحين عرفت السبب ~ والله لو يموووووووووت , والله لو على جثتيييييييييييييييييي ~ : مشاعل اش رأيك ؟؟ قالت بهدوء : نجوم السما أقرب .. ولفت عليه وقالت بعصبية : دحين انت راضيك إنه يبغاني الثانية , شوووووووف ماله حق يرفض اللي تقدم لي ويقول هالكلام اللي مايخش العقل , هو راح وشاف حياته والله يسعده ويسعد حرمته ويهنيهم ببعض من حقي أشوف حياتي , أما إنكم تربطوني وتوقفون الناس اللي تقدموا لي عشان هو حضرته لسه يبغاني .. : مشاعل هو من البداية شاريك و لو مو السحر وطلبك ماكان طلقك , هو يحلف بالله يمين إنه مازال يحبك ويبغاك و .. قالت بألم تقاطعه : السحر لساعه موجود , اللي فرقنا أول بيفرقنا تالي بعدين هو لو من جد صادق في كلامه ماكان تزوج من يوم اتطلقنا .. : أهله ضغطوا عليه .. لفت وجهها لقزاز الطاقه وهي تقول بكل قهر حسته بداخلها : إي باين ضغطوا عليه , المسكين عمره 7 سنين ما يقدر يواجه ضغط .. : مشاااااااااااعل .. لفت وطالعت في وجه أخوها المصدوم من كلامها ورجعت طالعت من القزاز وهي تصرخ بداخلها ~ محد حااااااااااااس فيني , محد حاس , والله محد حاس , يعني يحسبونها سهلة إنه زوجي اللي حبيته وحبني يتزوج وإحنا ماكملنا شهر من الطلاق كإنه ما حسب , لاااااااااا ومسكنها في البيت اللي كان بيتي , حتى لو أهله ضغطوا عليه كان المفروض .... كان المفروض ...... ~ زفرت بتعب , مشاعر الألم والحزن في بداية زواجها تحولت لشوووووووق و فقد موجع بعد طلاقها , افتقدت ناصر وكل شي يخصه وشويه شويه تحولت هالمشاعر لتساؤلات مخيفة من خطبته وزواجه القريب , هو خرج السحر يعني هو حاليا يقوم بكل خطوة بإرادته , رجعت لها مشاعر الألم والحزن مرة ثانية مغلفة بحسرة غريبة تلاها فترة برود ولا مبالاة من كثر الصدمات اللي تلقتها من أهلها اللي كان مفروض يكونون أكبر سند لها , وأكثر مايوجعها إنها الآن بدأت تحس بكره وغيض , حبها بدأ يتحول لشئ آخر تماما ~ ما يحق له , مايحق له يعيش حياته ويحاول يرسم حياتي , والله لو ماني عاقلة كفاية كان رضيت بأول متقدم عنااااااااد فيه , والله حتى وأنا أموووووووووت فيك ياناصر ما بخليك تاخذني الثانية بعد هالحرمة كيف بعد ماطعنتني طعنة ما تروح إلا يوم أندفن , الله يسامحك , الله يسامحك ~.. : مشاعل .. : بندر قلتلك نجوم السما أقرب .. زفر وقال : لا تجين تشتكين لو تصرف عمي أو عبد الله في الموضوع .. ابتسمت وقالت بثبات : إي طيب , أنا أعرف أتصرف معاهم , والله ماعاش اللي يجبرني على شي ما أبغاه .. وكملت بينها وبين نفسها ~ أحلى شي في الصدمات , تخليك أقوى و ... بايع الدنيا بتراااااااااااااااب ~ .. أشرت على البقالة وقالت : أبغى آيس كريم .. رماها بنظرة جانبية وهو يقول : تراني معطيك وجه .. قالت بهدوء : طيب كمل جميلك .. وقف عند البقالة ومد يده وهو يقول : طيب هاتي الفلوس .. : يالبخييييييييييييل , على ريال .. : أقول إنتي موظفة وعندك فلوسك , أصرفي على نفسك .. فتحت محفظتها وخرجت 10 ريال وقالت : جيب للكل .. ولمن خرج راقبته وهو رايح , كان أقرب أخوانها لها وأكثرهم حنية , لكن لا اجتمع مع عبد الله ومعاذ , زفرت وقالت : الله يسهل .. وقلبت في جوالها عشان تدق على أزهار تستشيرها في الموضوع ويوم مرت باسمه بلا تردد سوت له مسح نهائي من جهازها .. ************************* في مطار الملك خالد : دوى الصوت الموسيقي يتبعه صوت : النداء الأخير للرحلة رقم 1523 و المتوجه بإذن الله إلى باريس , الرجاء من الركاب المسافرين على هذه الرحلة التوجه إلى البوابة رقم 9 .. وتعالى بعدها نفس الصوت الموسيقي وبدأت نفس الرسالة باللغة الإنجليزية , زفر عبد الرزاق وهو يطالع في الحواجز اللي وراها المودعين , أشر له محمد وهو يقول : روح بتفوتك الرحلة .. طالع عبد الرزاق لما وراء المودعين وهو يقول من بين أسنانه : أنا اش اللي موقفني هنا , لازم أتحرك , مالت عليه ذاك المطوع , اش كان يبغى ؟؟ زفر وجا بيتحرك لكن وصله صوته وهو ينادي : عبدالرزاااااااااق .. ابتسم لمن شافه ينسل من بين المودعين , رجع للحواجز وهو يقول : لو ماكان الشي اللي موقفني عشانه مهم I will kill you .. ولمن وصل له قاله عمر وهو يطالع فيه بنظرات غريبة : انتبه لنفسك وإدعيلي , ترا دعاء المسافر مستجاب ... قال بغيض : لا تقول مأخرني عشان تقولي هالكلام .. ناوله عمر دفتر وقال وهو يبتسم : صراحة كنت أبغى أشوفك , تفضل .. طالع عبد الرزاق في الدفتر وتناوله منه وهو يسأل : اش هالدفتر ؟؟ همس وهو يضربه على كتفه يبعده : تحرك تراك تأخرت , أستودعك الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك .. إلتفت عبد الرزاق ولمن شافهم بيقفلون البوابة صرخ : استنواااااااااااا , بوابة تسعة .. ضم شنطة المحمول ونط الحواجز , ضحك عمر ومحمد وهم يشوفونه يجري وهو يلوح بجوازه وتذكرته .. وهم يقطعون تذكرته ويفتحون البوابة لف عليهم ولوح لهم وهو يصرخ بدون اهتمام بنظرات الكل : يا مطــــــــوع , مع السلامة .. ضحك عمر وهو يحس بإحراج من نظرات الكل لهم , انسحب هو ومحمد لمن دخل عبدالرزاق واختفى , زفر عمر وقال وهو يمشي جنب محمد : الله يسهل له .. ابتسم محمد وقال : إنت أول واحد يجي يودعه بهالطريقة , طول عمره يجي ويروح و هو يتشحد أحد يوصله وأحيانا يروح بالتاكسي , محد من أصحابه فكر يجي يودعه .. استغرب عمر وتذكر كيف كان يرافق عمار هو وعمير ويوصلونه إلى البوابة أحيانا إذا محد انتبه لهم ويتابعونه إلين يختفي عن نظرهم , سأل : ليه ؟؟.. هز أكتافه وقال : يمكن لأنه طبيعة عبد الرزاق اجتماعية , يعني مع الكل , له جماعات كثيرة ماله أصدقاء معينين أو خاصين .. حك عمر حاجبه وهو يتذكر الدفتر اللي أعطاه إياه , هل فعلا كانت خطوته هذي صائبة ولا لا , خاف إنه أعطى الدفتر لشخص خطأ , تمنى لو يرجع بالزمن و ... استغفر ربه وقال بداخله ~ الخيرة فيما اختاره الله ~ ... ************************* في نفس الوقت في الشرقية : (( الخيرة فيما اختاره الله , الزواج قسمة ونصيب , النتيجة طلعت غير متوافقة , عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , أهم شيء إن هذا ما يأثر على علاقتنا )) .. : مهندس عدنان .. بعد عدنان بصره عن شاشة الجوال ورجعة لجيبه وهو يقوم من مقعده حول الطاولة اللي التف حولها بعض مدراء ومسؤولي الشركة , قال بهدوء وهو يفرد رسومات و مخططات المركز التجاري : المشروع يحتاج ميزانية هائلة لكنه .... بعد انتهاء الاجتماع , جمع عدنان أوراقه وهو غارق بتفكير خرجه منه يد زميله اللي شدت على كتفه وهو يقول : اش فيك ملخبط في الأرقام اليوم , دوخت العميل من كثر ماتعدل في الأرقام .. زفر عدنان وقال بهدوء : الله يسهل .. وتحرك خارج من المكتب بسرعة لمن حس بالجوال يهتز بداخل جيبه , أول ما خرج طلع الجوال وشاف اسم جاسم .. : عدنان لو سمحت تعال للمكتب .. جز على أسنانه بغيض وتحرك ورى المدير وهو يعطي جاسم مشغول , كان المدير يناقشه في سرحانه اليوم واللي كان بيضيع عليهم عميل ممتاز وإنه هذي أول مرة يشوفه بهالحال والدنيا كلها مصايب كل هذا يناقشه فيها وهو سرحان , كان يحس نفسه مصدوم , أولا اتصال سامر بعد الفجر وهو ينقله خبر صقر و سحر الصاعق , ثانيا نتيجة تحليله ~ كنت واثق إنها إيجابية , مافي بيني وبينها قرابة عشان يكون بيننا أمراض وراثية , الحمد لله الخيره فيما اختاره الله ~ : لسه دماغك مشغوله , إيه في إيه ياباشمهندس , عألك مشغول بإيه ؟؟ ابتسم عدنان لمديره وقال : ولا شي , مشاكل بسيطة وإن شاء الله تنحل .. : مشاكل إييييييييييييييه و إنته لسه ماتجوزتش أمال لما تتجوز وتخلف بتؤل إيه .. ~ مو هي المشكلة في الجواااااااااز ~ زفر عدنان وقال : الله يسهل .. : أوم يابني أوم ورح ريح دماغك على المخده وأول يارب , ماتؤلش ياربي عندي مصيبة كبيرة , أوووووووول يا مصيبة أنا عند ربي كبيييييييييير .. ضحك عدنان وقال وهو يقوم : إن شاء الله , سلم على ميرفت وشرين .. اتسعت ابتسامة المدير وهو يقول بحماس : الله يسلمك يابني , ويرزؤك بنت الحلال اللي تخلفلك كتاكيت حلوين الليلة أبل بكرة .. خرج عدنان وهو شايل شنطته الجلد ومعلق الأسطولنة السوداء اللي تحفظ المخطوطات على كتفه , ولمن دخل السيارة خرج جواله ودق على جاسم , ماخلصت الرنة إلا وهو راد عليه وهو يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. ابتسم وقال بمرح متكلف عشان مايحس جاسم بصدمته : حرمتك مأثرة عليك بقوة , حتى رسالتك كلها آيات ومواعظ .. ضحك جاسم وقال : شوف إحنا مانعرف كيف ترتيبات قبل الزواج عند قبيلتكم بس ترى إحنا الـ ... مانسوي شي , بس تجون تقدمون الهدايا وإذا المهر جاهز والشقة جاهزة تحددون يوم الزواج في نفس يوم تقديم الهدايا , وترا أبويه يقول مايحتاج تجون دحين , خلوا الزيارة مرة وحده على جواز البندري عشان تحضرون الزواج وماتنزلون مرتين .. حاول عدنان يستوعب كلامه لكنه ماقدر فسأله بحيرة : إنت اش قاعد تقول ؟؟ قهقه جاسم قبل مايقول : مبروووووك عليك أختي , ألف مبروووووووووك , النتيجة سليمة وكل شي سليم بس حبيت ألعب على أعـ .. صرخ عدنان بلا تفكير : يالحيوااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان .. زاد ضحك جاسم وعدنان يكمل بعصبية : خليتني أتفشل قدام العميل وقدام المدراء و بقية المهندسين .. : أوف أوف لييييييييييش هذا كله ؟؟ لصادتك أختي بقوة .. صك عدنان الجوال في وجهه وهو يحس بغيض منه , رجع دق عليه جاسم مرة ومرتين وثلاث لكنه طنشه وهو يسوق السيارة للشقة , دقايق ووصلته رسالة فتحها وأول ما قرأها ضحك من قلبه و ظل ثواني بعد ضحكه مبتسم وهو يحس براحة كبيرة ولمن تذكرها دق على البيت على طول عشان يخبرها , كان يعرف إنه أمه تتمنى تسمع خبر عن هالموضوع من زمان .. ************************ (( اليوم : الأربعاء 24 / 1 / 1427 هـ الساعة : 11 مساء .. الحالة : غائم ممطر .. اليوم فقط وبعد عناء طويل ومعارك كلامية ونفسية مميتة دخلت المنزل أو بالأحرى ما كان يدعى بالمنزل , هل البرودة التي أحسها بسبب الجو أم بسبب قلبي الذي أحسه كقالب ثلج ؟؟ لطالما كنت أرى أن الكتابة هي وسيلة الضعفاء للبوح بمكنوناتهم , كان لدي عمار من بعد الله أشكو له ثقل أفكاري .. الآن لم يبقى سوى أنا وجدران ما أسميه بالمنزل .. دخلت منذ ساعتين ولكني مازلت قابعا في الصالة بلا حراك , لكم أشعر بثقل في قدمي وقلبي , ليس لدي طاقة أو قوة لأتحرك في أرجاء المنزل الذي يحمل في كل أركانه أطيافهم .. أمي , عمار , أزهار , عمير , هل حقا لن أراكم بعد اليوم ؟؟ لم لا أستطيع التصديق ؟؟ لم قلبي يخبرني أن هذه ليست الحقيقة ؟؟ رباااااااااااااااااااااااااه مالي سواك ألجأ إليه .. ربااااااااااااااااااه ارحمني برحمتك التي تسع كل شيء .. رباااااااااااااه أدعوك أن تثبت قلبي وتصبرني .. )) صك عبد الرزاق الدفتر وغمض عيونه بقوة وهو يصرخ بداخله ~ ليه معطيني هالدفتر ؟؟ لييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه ؟؟ ~ فتح عيونه وتصفح أوراق الدفتر , كانت مليئة بالكتابات , وقف عند آخر صفحة مكتوبة وتصنم لمن لمح اسمه .. (( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... أخي الغالي عبد الرزاق .. لا أعلم إن كان ما ستقرؤه هنا سيروقك أم لا , وربما لن تكمل قراءته , أقسم لك أني لا أعلم السبب الذي دفعني لإخراج هذا الدفتر من صندوق أسراري لأعطيه لك , ربما لأنك ستكون وحيدا في الخارج مثلما كنت في فترة سابقة , وربما لأنني شعرت برغبة أن تتعرفني أكثر وأخرج عن كوني (( المطوع )) الذي يتعبك بكثرة نصائحه ونقاشاته وربما لأسباب قد أخبرك بها عندما نلتقي مرة أخرى بإذن الله في دنيانا , ومن يعلم قد يكون لقاؤنا هذا آخر لقاء بيننا ويكون هذا الدفتر هو آخر بقاياي على وجه هذه الخليقة ولن نلتقي بعدها إلا في الجنة بإذن الله العلي القدير .. رزوق .. هناك بعض وريقات باقية , أكتب فيها إذا أحببت وعند عودتك سأطالبك برد دفتري لي .. أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه .. أخوك المحب : أبو عبد الله )) حس بغصة غريبة فصك الدفتر ودخله في شنطة المحمول اللي خرجه وفتحه وبدا يطقطق عليه .. *********************** في الرياض : في فيلا عبد الكريم : أول مافتح سامر باب الفيلا قال بصوت مجهد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. ما رد أحد عليه والبيت كان يبدو خالي من شدة هدوؤه , تحرك وهو ينزع شماغه بتعب وانتبه لحظتها إنه في همهمة غريبة من ركن المدخل اللي تزينه فازة كبيرة تقارب طوله , تحرك لها وطالع وراها لقي عيون تطالع له من وسط الظلام .. : بوووووووووووووووووووووووو ... تراجع لورى وهو يغمض عيونه وهو يقول : الله لا يبارك في العدو .. ضحكت غدي ضحكة طفولية وهي تقول : فجعتك .. رمى شنطته وشماغه وشمر أكمامه وهو يقول : فجعتك هاااااااااااا .. صرخت غدي لمن شافت حركته وفهمتها وشردت من قدامه وهي تصرخ : أبويه , جدتييييييييييييييييييييييييييي , واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ... خرجت سحر من المطبخ مفجوعة وابتسمت لمن شافت سامر شايل غدي ورافعها للمروحة وهو يقول بتهديد : أعلقك في المروحة , أعلقك في المروحة ... ثواني ونزلت غيداء و غيناء وتعلقوا فيه يبغونه يلاعبهم , قالت : بنات خالكم جاي من المدرسة تعبان , خلوه يتغدى وينام والعصر يلاعبكم .. قال بمرح وهو يرفع ثوبه ويربطه عند خصره : لا عادي , ألاعبهم إلين تغرفون الغدا .. ابتسمت و هي تراقبه يلاعبهم وهم يضحكون بفرح , شويه ونزل خالد وقام يلعب معاهم , ضحكت من قلبها وقالت وهي تشوف أمها اللي غارقه في الطبخ : الله يخلف عليك يا أم خالد , مايكبرون عيالك , طالعي خيبلت بهم غدي ... لفت عليها وقالت : عقبال ما أشوف عيااااااالك وعيال عدنان وعيالكم كلكم وانتم تلعبون هنا .. نزلت سلافة اللي توها صحيت من النوم , وقفت عندهم وهي ضامة مومو وتقول بصوتها النحيف : اش هذا أصواتكم واصله فوق tooo much noisy ... طالعت فيها سحر اللي مافهمت اش تقول وقالت بتريقة : لا والله , إي والله إنك صادقة , هو هذا اللي أنا كنت بأقوله , لازم يكبرون .. قالت تصحح لها : لااااااااااااا أنا قاعدة أقول إنهم مسويين إزعااااااااج !! شهقة بتريقة وهي تهز راسها وتقول : أهااااااااااااااااااااا ومنكم نستفيد .. وقبضت على كمها بقوة وجرتها على المطبخ وهي تقول بطفش : قالولك مهتمة في الخبال اللي قاعدة تقولينه , تحركي أفرشي السفرة وجهزي الصحون ... ولمن تذكرت سابت سلافة و لفت على أخوانها وقالت بفرح : إيوه صح , عدنان طلعت نتيجة تحاليله متوافقة .. تعالت صيحات حماسهم وتفاجأت سحر لمن انطلقوا يدورون على جوالاتهم يتحدون مين يبارك له أول .. : بابا .. : بابا .. وقالت غدي : بابا , خالو ..... خالو , بابا ... ضحكت وقالت : آآآآآآآآآآآه يالسوسه , لاعبتها صح .. ولمن سمعت خالد يقول : هلاااااااااااااااا بالمعرس .. صرخوا البنات الصغار : هيييييييييييييي , بابا فاز ... و تبع صرخ فرحتها كلامها وهي تكمل : حبيبي خالو إن شاء الله في المرة الجاية إنت تسبق .. ضمها سامر وشالها وهو يبوسها , شهقت سحر وقالت لأمها : لاااااااااااا هالبنت كل مالي أكتشف إني لازم آخذ دروس خصوصية عندها , ماشاء الله , البنت سوسة مع مرتبة الشرف ... نقلت حنان نظراتها بينهم وهي تدعي بداخلها إن الله يديم السعادة عليهم ... *********************** في مطار باريس _ أورلي : ابتسم أول ماشاف أصحابه بانتظاره , صرخ أوسمهم : هيييييييي , رزووووووووووق , هناااااا , يا مطول الغيبات ياجايب الغنايم , طولت الغيبة يا رجال , والله اشتقنالك .. والبقية يرحبون به بكلمات خليط من الفرنسية والإنجليزية , ضحك وقال بالعربي : أحس اللغة مغبرة .. ابتسم الفرنسي واللي كان أطولهم وهو يصفق كفه بكف عبد الرزاق قبل مايكورون يدينهم ويضربونها ببعض ويقبضون يدينهم وينحنون على بعض عشان يدقون أكتافهم ببعض تحية بطريقة الزنوج المعتادة في الشارع و سأله بالفرنسية : Comment dit-on eshtaqnalk en français ? قهقوا وعبد الرزاق يقول بالفرنسي : nous manquons you .. وكمل بالعربي : معناها إشتقنالك .. مايدري ليه حس لها رنة غريبة وهو ينطقها بالعربي .. ضحك ميشيل وسأل بالإنجليزيه بمزح : we miss you ?? oooooh no no no .. وبعد و أشر على وحده كانت واقفة وراهم وقال : sheeeeeeeeee miss you ... انصدم عبد الرزاق لمن شافها وقال : سااااااره .. ابتسمت ساره بخجل وهي تقول بلغة عربية فيها لكنه فرنسية : حمد لله على السلامة رزوق .. ابتسم بتردد وقال : هلا سرسوره , الله يسلمك .. طالعت فيه بصمت معبر وهي تبتسم بخجل , تأمل وجهها الجميل الخالي من الزينة وعيونها الخضراء وخصلات شعرها الناعمة اللي انسلت من تحت طرحتها الرمادية المثبته حولين وجهها , بعد نظره عنها لمن تذكر صوتها وهي تصرخ ~ ماااااااااايحق لك تدلعني ~ , مشي معاهم وهم شايلين عنه الشنطة والأكياس و مخلين معاه شنطة المحمول , لف على سارة وسألها : اش اللي جابك المطار معاهم .. همست بخجل : ماقدرت أستنى إلى يوم تجي للجامعة قلت أجي أشوفك هنا .. لمن لف عنها شاف الشباب يغمزون له ويسوون له حركات حس بعدها بضيق غريب رغم إنه في العادة يقعد ينكت معاهم على هالحركات , الكل لاحظ صمته اللي مهو من طبيعته لكنهم ماعلقوا , أول ماانتبه للي حوله والأجسام العارية السافرة واللغة الموسيقية الغريبة حس بضيقه يزيد , طالع في ساعته وانتبه إن صلاة العصر أكيد انتهت فقال بعفوية : ماصليت العصر لسه .. لفوا عليه الشباب وانفجروا بالضحك وميشيل مقطب حواجبه ومبتسم رغم إنه مافهم شي , قال واحد منهم بتريقة : ماشاء الله متى أشهرت إسلامك ؟؟؟.. وقاموا ينكتون على اللي قاله , وسحبه الثاني وهو يقول : أقول تعال مسوين لك حفلة صغيرة في البار اللي جنب السكن , لمن نوصل هناك صلي على كيفك حتى لو بتصلي التراويح .. تبعهم عبد الرزاق بتردد لأنه يعرف إن السكن بعيد وأكيد بيفوته وقت الصلاة , دقايق ومن بعد ماركب السيارة في الوسط بين سارة وميشيل وبدأ الشباب يستخدمون اللغة الفرنسية المخلوطة بألفاظ إنجليزية احتراما لميشيل نسي توتره وتردده وحس إنه رجع للعالم اللي ينتمي له .. **************************
|
|
09-08-2012, 01:44 AM | رقم المشاركة : 114 |
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
رد: روايه جميله جدا
تم بحمد الله الجزء الثاني من الفصل السابع عشر ..
تتابعون في الجزء الثالث والأخير من الفصل السابع عشر .. .............. فتحت عيونها على اتساعها و هي تطالع في الدفتر برعب و هو يقول بهدوء : يلا وقعي .................. ................ قالت برجاء : هنوف حرام عليك , لازم تزورينه , تراه من زمان يطلبك .............. ......................صرخ بعصبية : ليلى بالذات ماأبغى أسمع سيرتها على لسانك ................ ................ قالت بصوت حاد باكي : هاتوا عربيـــــــة , جيبوا لي عربيــــــــــة والله ما أقدر أمشي ......... قراءة ممتعة ..
|
|
09-08-2012, 01:49 AM | رقم المشاركة : 115 |
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
رد: روايه جميله جدا
الجزء الثالث من الفصل السايع عشر ..
يوم الأربعاء 20 / 8 / 1427 هـ .. في شقة في الدور الثاني : : خلاص بطلت , ما أقدر أروح الزواج والبنات تعبانات .. : لا ما عليك منهم , في وفاء معاهم وأنا ما بأطول , عشاء الرجال على 10,30 , 11 , يعني ما بتأخر .. : والله ما أدري و .. : روحي , هو كل يوم زواج .. كانت تستمع للمناقشة بين نجلاء وفهد وقلبها يخفق بقوة بين ضلوعها وهي تصرخ بداخلها ~ أمي لا تروحيييييييييييييين , لاتروحين وتسيبينا معاه ~ .. : وسام اش تسوين هنا ؟؟ خرجت من ورى الكنبه و نقلت بصرها بينهم , ضمتها نجلاء وهي تقول : وفاء تنام معاك انتي و ميران اليوم طيب , خليكم عاقلين واسمعوا الكلام زين .. وحست جبينها وهي تقول : لاااا ماشاء الله , مافي سخونه , الحمد لله .. وراحت لغرفتها عشان تتجهز , أول ما شافت وسام نظراته اللي كانت تتوعدها بليلة عذااااااب طويلة جريت لغرفتها المشتركة مع ميران .. ومع مرور الدقائق وبعد دوران طويل في البيت وبعد تردد طفولي همست برجاء وهي تطالع في الطويلة الجالسة تمشط شعرها بدلال قدام التسريحة : ميعاد نامي معايا في الغرفة .. زفرت ميعاد وهي تقول باستهزاء : هذا اللي نقص علي , بعدين انتي منتي بزرة في التمهيدي , تراك خلاص كبرتي , صرتي سنة أولى , بعدين ميران عندك .. ترجتها أكثر : الله يخليك , ميران نايمه .. دفتها ميعاد وراحت لغرفة التلفزيون وهي تقول : انقلعي عني .. قالت بتهديد طفولي بعد ما قطعت الأمل بإنها تستمع لها بالرجاء : والله لا أعلم أمي إنك تتفرجين في ذيك القناة اللي كلها قلة حيا .. لفت عليها ميعاد وتلقت حينها عقاب يعلمها تلزم حدودها مع اللي أكبر منها على حد قولها , وبعد ما يئست من وفاء التعبانة من النفاس و اللي تعذرت إنها مشغولة في تنويم هيام ذات العام الواحد , تسللت لسريرها المجاور لسرير ميران النايمة بعد فترة حمى طويلة و حاولت قد ما تقدر تنام قبل ما يرجع لكن الكحه اللي ما راحت أثارها ماخلتها تنام , ولمن سمعت صوت يد الباب تتحرك بعد مدة ما تعرف مداها غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ يارب ساعدني , يارب ساعدني ~ سمعت صوت أنفاسه الثقيلة قريبة منها و ...... خرجت من ذكرياتها لمن طالع فيها الطبيب وهو يبتسم , زفرت ولفت وجهها تتأكد إن الممرضة موجودة , حط يده على ركبتها وقال بلطف : و كيف تحسينها دحين ؟؟ قالت ببرود وهي ودها تفجر يده : الحمد لله .. لمن حرك يده قشعر جسمها كله , سحبت رجلها وقالت بحدة : بنفك الجبيرة دحين ولا لا ؟؟ رجع رجلها وقال بهدوء : بنفكها , ليش هالعصبية كلها يا وسام ؟؟ لفت بوزها وزفرت بضيق كانت تعرف إنه ما سوى شي غير عمله لكنها تكره كل لمسة من أي رجل لو بالغلط , شافت الممرضة تمد له آلة قص الجبس , قرب الكرسي أكثر منها وبدأ يقص الجبس وهو يعطيها نصائح ما بعد فك الجبيرة , وبعد ما انتهى من فكها حط يده بعد ما دهنها على باطن قدمها يفركها ويحركها بشويش وهو يسألها تحس ألم ولا لا و يطلع لنص ساقها و هي في عالم ثاني , كانت تحس بكل جسمها متصلب , هزت راسها بلا وسحبت رجلها بسرعة وهي تتنفس براحة من انتهاء المهمة , قال وهو يغسل يدينه : ترى الكسر انجبر لكن ألمه حيظل ملازم لك لفترة فرجاء ما تنسين اللي وصيتك عليه , عدم الوقوف لفترة طويلة , تضغطين بثقل جسمك على قدمك الثانية عشان تخففين الضغط على القدم اليمنى و أهم شي تمارين القدم .. مد يده وقال : يلا أبغى أشوفك تمشين عليها .. نزلت عن السرير وحست بغرابه وهي تدعس الأرض بقدمها بعد شهر ونص من التجبير , كانت تحس بألم زي وخز السكاكين في ساقها لكن هالألم أخف مليووون مرة من وجعها أول ما انكسر ساقها .. سألها : ها كيف ؟؟ هزت راسها وقالت : في ألم بس أخف من أول .. ابتسم وقال : الحمد لله , دحين نسوي أشعة عشان نتأكد إن العظام رجعت مكانها وبعدها نخلي سبيلك .. لمن خرجت من الغرفة الصغيرة الملحقة بغرفة الطبيب وقفت هيام اللي كانت تنتظرها وقالت : ها كيفك دحين ؟؟ ابتسمت وهزت راسها وهي تقول : الحمد لله , لازم نسوي أشعة .. نزلت للدور الأرضي وسوت الأشعة وطلعت مرة ثانية للدكتور اللي قال بابتسامة : الحمد لله , أهم شي اهتمي باللي قلته وتعالي راجعيني بعد أسبوع بس مو زي هالوقت لأنه حنكون رمضان بإذن الله و حاجة ثانية .. هز راسه وقال : إحرصي ماتجيني المرة الجاية وحوضك مكسور يا وسام ... مسكت هيام ضحكتها وخرجت مع وسام اللي قالت : ياااااااا مخص اللي يستخفون دمهم .. قالت هيام : والله حبوب , ما أدري اش فيك عليه .. قالت بضيق : كذا , أكره كل الرجال .. ماعلقت هيام وهي تمسك يدها وتجلسها على درج المستشفى وهي تقول : خليك هنا على بال ما أوقف تاكسي .. وكملت وهي تطالع في الشارع : لو درى عننا خالي عبدالكريم بيذبحنا .. ابتسمت وسام وقالت : ما حيدري , المهم انتي لمي لسانك .. : كيف ما حيدري ؟؟ أكيد بيسأل مين وداك المستشفى عشان تفكين الجبيرة .. قالت وسام وهي تطلع جوالها وتقلب فيه : هو لازم يقدر إننا بنستحي نطلب سواقه كل ما احتجنا شي , والله فشله , يعني إنتم عادي ممكن تتطلبون السواق يسوي شغلاتكم لكن أنا اش دخله فيني .. قالت هيام باعتراض وهي تدلك ساقها : هو يعتبرك وحده مننا , وما يفرق أبدا في المعاملة .. قالت وسام تنهي الموضوع : ولو , أنا أستحي , وقفي تاكسي وانتي ساكته , ترى مزاجي معكر .. ضحكت هيام وقالت : لازم يتعكر دام بتداومين بعد يومين ... زفرت وسام بطفش وقالت برجاء : تكفين لا تتطرين المدرسة عشان ما أتأزم أكثر .. ووقفت لمن شافت تاكسي وقف عند هيام اللي جات تساعدها .. ************************ بعد العصر : عزيز مول : جدة : وقفت على السلم الكهربائي وهي تقول بحزم : لا كودو ولا كانتون , ماعندنا وقت ناكل , يا دوووب نخلص أشغالنا ونرجع بعد المغرب عشان ما تعطينا جده موشح .. تبعتها البندري والعنود وريم وهي تقول بتأفف : بس أنا جيعاااااااانه , جيعانه .. قالت العنود تأيد سفانة : ويعلك تموتين جووووع , قولي آمين , الجواز ما بقى عليه إلا ستة أيام ولسه ما خلصنا شي ... حطت البندري يدها على موضع قلبها وقالت : لا تعدون , ترى قلبي يعورني يوم تعدون الأيام .. أول ما وصلوا تحركوا لمحل سيتي ماكس المقابل لهم , تحركت ريم وتوقفت لمن حست بشي مثبتها في مكانها , لفت وجهها وشهقت لمن شافت عبايتها داخله بين أسنان السلم المتحرك وحست بشده للعباية اللي بدأت تتآكل قدام عيونها , وهم ماشين وصلهم صوتها الخايف وهي تقول : بنات إلحقوني .. التفتوا البنات لمن ميزوا صوت ريم اللي وقفت عند آخر الدرجات وهي تشد عبايتها اللي بدأت تنسحب داخل الدرج المتحرك , شهقت البندري وصرخت العنود : ريييييييييييييييييييم .. وتحركت سفانة بسرعة وهي تأشر لرجل أمن واقف جنب محل النظارات يهرج مع واحد من العاملين , في نفس الوقت اللي جري فيها واحد من الشباب وصاحبه يقول : الزر الأحمر , الزر الأحمر ... أول ما ضغط الشاب الزر الأحمر الصغير اللي في نهاية السلم توقفت الحركة , جلست ريم على الأرض وهي تحس رجولها ذبلانه من الخوف , دنقت سفانة عليها وضمتها وهي تقول : بسم الله عليك , بسم الله عليك .. وصلهم رجل الأمن اللي شكر الشاب اللي قال بابتسامة : يوم يصير زي كذا إضغطوا الزر الأحمر , بعدين إرفعوا عباياتكم لمن تطلعون .. جا صاحبه وسحبه وهو يقول بتريقة : لا تطولها وهي قصيرة , ما بقي إلا تعطيهم الرقم .. كتمت العنود ضحكها احترام لريم المكسوفة من التجمهر اللي صاير و من رجلين الأمن الثانيين اللي وقفوا عندها وواحد فيهم ماسك طرف عبايتها يحاول يسحبها والثاني جالس على أطراف رجوله يطالع في طرف العباية المحشور , تمنت ريم لو تذوب في ملابسها من كثر الخجل , قال الجالس : لا تشد تراك قطعتها .. قال رجل الأمن الأكبر سنا فيهم واللي وقف يشرف عليهم : أنا عندي فكرة , أختي أوقفي على الدرجة عشان نرجع السلم بالعكس عشان نطلع العباية .. ونزل اللي كان يشد عبايتها من سلم النزول ودخل مفتاح صغير في نهاية السلم وحرك السلم على ورى , شهقت لمن تحرك السلم ووصلها صوت تمزق قماش عبايتها اللي خرجت وفجوة دائرية كبيرة في طرفها .. قال الجالس : خلااااص , خلاااااص ... حمدت ربها مليون مرة اللي غيرت ثوب البيت الأسود المزين بورود ملونه بكل لون ممكن تتخيله البشرية ولبست بداله تنورة جنز وبلوزة , قال رجل الأمن اللي تحت : ححركه على قدام .. ولمن تحرك رفعت عبايتها وشقحت آخر درجة ورمت نفسها على أول وحده قدامها وكانت سفانة , ضمتها سفانة وهي تقول : حمد لله على السلامة .. قالت العنود بتريقة : يا شيخة لك علي كانتون على حسابي سلامة لك .. ضربتها ريم وقالت بصوت مرتجف : إن كانك شمتانه فيني إن شاء الله يذوقك ربي اللي ذقته .. سحبتهم سفانة لجهة المطاعم لمن شافت الناس المتجمهرة مازالت تراقبهم , وجلسوا على أبعد طاولات موجودة والقريبة من ألعاب الأطفال , قالت سفانة : اش رايك أجيب لك أكل و نروح إحنا نكمل تسوقنا .. هزت ريم راسها بلا وقالت بصدق : والله ماعاد إني مشتهية شي , بأقعد هنا إلين تخلصون , فضيحة أمشي بعباية مقطوعة .. قالت العنود بتريقة : أهم شي ما تعقدتي , مشكلة عقدة من المصاعد ومن السلالم كيف بتطلعين بعد كذا .. ضحكوا عليها فقالت بغيض : هاهاها عادي في سلالم عادية من جوة المصلى تودي على الأدوار .. فتحت البندري عيونها على اتساعها وهي تقول : لا يكون من جد فكرتي بها وتعقدتي من السلالم المتحركة .. هزت ريم راسها بلا وهي تقول : ارتاحي , ويلا انقلعوا عن وجهي .. اعتذروا إنهم لازم يسيبونها , وتحركوا يكملون تسوقهم , جلست بصمت وهي تستعيد برعب الموقف اللي صار , وبعد فترة شنطتها بتشوف كم معاها عشان تروح تشتري لها وجبة وانتبهت لجوالها , رسالة Blue tooth من ### البنات , شهقت لمن شافت الاسم وبكل قوتها ضغطت على لا , و رجعت الجوال في شنطتها , هي صح مسمية نفسها ريماني و دمي حجازي لكن عمرها ما قصدت به جذب للشباب وعمرها ما استقبلت أي بلوتوث من غير الناس اللي تعرفهم من اشترت الجوال , قامت من مكانها ومشيت ببطء عشان ماتبان القطعة وكلها أمل إنه عبايتها الواسعة حتخفي القطعة , طلبت من كانتون ورجعت مكانها وأكلت من تحت غطاها وهي تطالع في جوالها كل شوية يمكن وحده من البنات دقت عليها لأنها محولته صامت من بعد ما اتصل عليها عبد الرزاق من البيت قبل كم يوم , وقفت عن الأكل لمن تذكرت المكالمة وحست بشبع غريب وهي لسه ما أكلت كم لقمه , غطت الأكل ومسحت فمها بالمنديل وجلست تطالع في جوالها , زفرت وفتحت على الرسائل وتوجهت للحافظات وفتحت حافظة مكتوب عليها دردشة , كانت تحتفظ فيها بكل الرسائل المكتوبة من البنات لها , ووقعت عينها على رسالة برقم من دون اسم (( ترى أنا يوم قلت لك أحبك قلتها من قلب .. سامحيني لو غلطت عليك في يوم .. وادعيلي , أنا في المطار حاليا كلها نص ساعة وتقلع الطيارة ..)) زفرت وصكت الجوال وغرقت في تفكير عميق ~ هل هو فعلا يحبني و ماعرف كيف يعبر بشكل صحيح بسبب تأثره بالمجتمع اللي كان فيه ولا .... يمكن هو بيتأكد إذا أنا من البنات المغزلجيات ولا .... أففففففففففففف , أنا أفكر فيه ليه , بسسسسسسسس ... , يااااااااااا رب ~ سندت راسها على الطاولة وهي تحس باضطرابات غير مريحة في قلبها , ~ أكيد هو سوى كذا عشان يعرف إننا إحنا البنات نتأثر بالكلام , أقل كلمة ممكن تأثر فينا , معقولة عهود تسمع هالكلام من اللي تكلمهم على طول وتحس بهالإحساس عشان كذا تكلمهم ~ رفعت راسها وحطت يدها موضع قلبها اللي بدأ يتخافق بقوة , مسكت جوالها بسرعة وفتحت الحافظة وحذفت الرسالة وهي تقول لنفسها بحزم ~ ريم , اش السخافه هذي ؟؟ استغفري ربك وحكمي عقلك , من متى يحكم تصرفاتك هواك ؟؟ ويعني قلبك يخفق لأنه قال إنه يحبني ؟؟ طبيعي البنت تتأثر لمن تسمع هالكلمات اللي ترضي غرورها الأنثوي , اللي يبغاني يجيني , بعدين كل اللعابين يسوون هالطريقة مع البنات , نفس الألفاظ نفس الاتصالات والملاحقة إلين يحسسها إنها هي الوحيدة اللي في باله وهو مسويها مع مية قبلها , أنا متأكدة مليون إنه عبد الرزاق مسوي هالطريقة مع ألف بنت في فرنسا , مو العنود بنفسها كانت تقول جواله كله صوره مع صحباته هناك ~ زفرت براحة لمن وصلت لهالإستنتاج اللي أخذ منها كم يوم , قالت بهمس : عادي المشاعر اللي مريت بها أهم شي ما أخليها تسيطر علي وتصير كل همي .. فتحت علبة الغدا وبدأت تاكل باستمتاع وهي تحس بهدوء مع نفسها , وهي تاكل خرجت جوالها وبدأت تشيك على البلوتوث وتشوف الأسماء الموجودة ... أمير الشوق 5512314.... كودو ليست مجرد مكتبة .. ثلج مغلي .. بنت ###### صلي على الرسول .. معذبة القلوب .. محتاج حنان5684675... غجرية .. لا تنسى ذكر الله .. ####### بلتثني وأبلتثك .. . . كانت تجد متعة في قراءة الأسماء لأنها تدلها بطريقة أو بأخرى على تفكير صاحبه , استغفرت من كثر تقززها من الأسماء المنحلة ودعت للي كاتبين الذكر .. **************************** في الرياض : قال بعصبية مهي من طبيعته : أنا قلت مية مرة البنات ما يطلعون تاكسي لوحدهم , يعني لازم تكسرين كلمتي يا نجلاء , لازم تكسرينها .. قالت نجلاء بتردد : والله يا عبدالكريم أنا قلت لها لكن هي رفضت .. لف عبد الكريم على هيام وقال بحدة : فينها وسام .. وصله صوتها من ورى الباب وهي تقول : أنا هنا يا خال .. زفر عبد الكريم لمن سمع صوتها القوي الثابت وقال وهو يطالع على الأرض : يا بنتي يا وسام أنا من حرصي عليك ما أبغاك تروحين وتجين بتكاسي , سواقي موجود متى ما تبغينه دقي عليه .. : جزاك الله خير والله ما تقصر , أنا عارفه إنك تعتبرني زي بناتك لكن .. قاطعها بحزم : بتسمعين اللي أقوله ولا لا .. الصمت كان سيد الموقف , زفر عبد الكريم وقال : لو قلت لك تدفعين ميتين كل شهر من راتب السواق تستخدمينه .. قالت بحماس : إيوه .. قال : خلاص اتفقنا , تدقين على السواق متى ما احتجتيه من دون ماترجعين لأحد سامعه , وترى السواق تغير , اللي دحين موجود هو سواق الشركة اللي عندي , جبته مؤقت إلين يجي السواق اللي قدمت عليه بدل اللي شرد .. : إن شاء الله , جزاك الله خير .. : ولو واجب يا بنتي .. بعد فترة ضحكت هيام وقالت : خالي , كيف عرفت تتصرف مع وسام ؟؟ ابتسم عبد الكريم وقال بحنان : لأنها تشبه أبوها الله يرحمه .. قالت هيام بصدمة : أبويه ماااات .. ضحك لمن ضربتها أمها وهي تقول : قصده أبوها خالد الله يرحمه مو أبوك فهد .. قالت لمن فهمت : آآآآآآآآآآآآآه , ما أدري ليش إلى الآن ماني مستوعبة إنها مهي أختي .. قال عبد الكريم وهو يمد يده بفنجان القهوة : يمكن لأنها عايشة معاك من يوم وعيتي على الدنيا .. صبت له القهوة وناولته له وهي تسأل : خالو من جد إنت مسمي ولدك خالد عليه .. هز راسه وقال وهز يده دلالة القوة : كان رجاااااال , من يدخل المجلس يفز الكل لدخلته , كان شديد و ما يخاف في الله أحد .. طالعت فيه هيام بعيون متسعة وهي تقول : عمري ماسمعت أحد يتكلم عنه , بس دايم أسمعهم يقولون على وسام بنت الشهيد .. زفر وقال : لأنه استشهد في أفغانستان الله يرحمه ويوسع مدخله , تصدقين سبحان الله ريحة المسك كانت تفوح من دمه فوح .. : وااااااااااا , سبحان الله .. ابتسم ابتسامة شجن وقال : ربي ما كتب لي الشهادة وقتها .. شهقت برعب وصرخت : خالي كنت في أفغانستان إنت كمان ؟؟ ابتسمت نجلاء وقالت : خالك عبد الكريم و أبو وسام و جارنا أبو عدي , كلهم راحوا لأفغانستان .. شهقت وسألت : كيييييييف ؟؟ كنتم تمسكون مسدسات .. : وقنابل يدوية ورشاشات , كنا في ساحة حرب .. وضحك لمن شاف عيونها المتسعة , مسح على راسها وقال : كان هذا من زمااان أيام أول أزمة صارت لأفغانستان .. : ودحين ليه ما نجاهد ؟؟ ابتسم وقال : طاعة ولاة الأمر يا بنتي واجبة .. : وليه ما يسمحون بالجهاد ليه ؟؟ عاجبهم أمريكا اش تسوي ؟؟ قال بحزم لطيف : يا بنتي ما يصير نتكلم في هالأمور , هم أدرى , وتهمهم مصلحة الشعب وأمنهم أولا وأخيرا .. ضحكت وقالت : يا دبلوماسي إنت , لا تكون عميل مخابرات وأنا ما أدري .. ابتسم وقال : لا ماني عميل مخابرات .. تأففت وهي تقول : يوووووووو , ليه مافي في عائلتنا واحد شخصية كذا في المخابرات , دايم أقرأ عن رجال المخابرات في كل العالم وعممممممممري ما سمعت عن رجل مخابرات سعودي .. لفت على عبد الكريم وسألت : خالي هو عندنا مخابرات ؟؟ ضحك وقال : طبعا عندنا , كل دولة عندها مخابرات , يلا قومي إلبسي عبايتك عشان نروح لجدتك سلمى , تراها تستناكم .. ولمن خرجت من الصالة وراحت لغرفتها قالت نجلاء : أظنها حتتجنن لو دريت إنه خالد في المخابرات .. ابتسم وقال : لا تقولين لها عشان أعرف لسانها مفلووووووت , يعني ثواني ويوصل الخبر لآخر الحي .. قامت وقالت : أقوم ألبس عبايتي أنا كمان عشان ما أأخرك .. طالع فيها وهي تمشي وهي تعرج من وجع ركبها رغم إنها ما تجاوزت الـ 45 حس بقلبه ينعصر عليها عصر , زفر وطالع في فنجانه وهو يقول : الله يسامحك يا فهد , الله يسامحك على اللي سويته فيها .. **************************** يومين ما ترد لا على اتصالاته ولا على رسايله , طالع في العمارة وهو يحس دمه يغلي بداخل عروقه , سحب نفس عميق وهو يقول : لا تطلع إلا وانت هادي .. زفر بقوة وضرب الدركسون وهو يصرخ بداخله ~ كيف أهدأ وهي مهي راضية تعطيني مجال أتكلم , حتى يوم أتصل على البيت ويرد عمر يقولي تعبانه تقولك اتصل بعد شوي ~ حرك سيارته لمن حس إنه مو قادر يسيطر على غضبه , ولمن خرج من الحارة وتذكر شعوره كل ما دخل شقتهم اللي صار يروح عشان ياخذ منها ملابسه واللي يحتاجه بس رجع لف الدركسون راجع للعمارة وهو يقول من بين أسنانه : الله يلعن إبليسك يا أزهار .. وقف سيارته بحدة قدام العمارة وخرج وهو يصفق الباب بقوة , من يوم السبت ما شافها إلا دقايق معدودة صباح الاثنين , طلع الدرجات بسرعة عشان ما يتراجع وهو يأكد لنفسه إنه سعيه لها مو إهانه له بقدر ما هو محاولة إصلاح , هو الرجال الأحكم ولازم يضغط على نفسه , وقف عند الباب وسحب نفس عميق صار يسحبه كثير وضغط الجرس , دقايق وانفتح الباب وطل من وراه عمر وهو يقول : يا حيا الله من جانا , وينك يا رجال ؟؟ ابتسم جاسم بهدوء وهو يبادله السلام ويقول : موجودين , كيف حالك إنت ؟؟ : بخير , تفضل .. أول ما دخل قال عمر بصوت عالي : أزهاااااااااااار زوجك جاااااااااااااااااا .. ولف على جاسم و قال وهو يلبس صندله : أنا بأروح البقالة أجيب مقاضي للبيت .. فتح جاسم فمه لكن عمر كمل وهو يفتح الباب : مع السلامه .. ورجع لف وهمس وهو يمسح لحيته : طول بالك عليها تراها صايرة عصبية , تكفى يا جاسم , ترى تكفى تهز رجاجيل , والله ما أتحمل أشوفها زعلانه .. وخرج بسرعه و صك الباب وراه , زفر جاسم وهو يحس بثقل في قلبه , ولمن تذكر شي حك جبينه بتساؤل وهو يقول : عادي عنده يخرج بثوب البيت المصري .. وهز أكتافه ودخل للصالة وهو يقول : ياااااااا ولد .. قفلت أزهار باب غرفتها بالمفتاح بشويش وسحبت نفس عميق وزفرته وهي تغمض عيونها , ما كانت عندها القدرة والقوة اللي تخليها تواجهه , كانت مرتاحة في اليومين اللي فاتت , تعرف إن هذا يعتبر تهرب وضعف لكنها ما تبغى تشوفه , ما تبغى تشوفه نهائيا , تحتاج وقت عشان تقدر تسترجع قوتها وتلملم شتات روحها , صوت دقاته الهادية على الباب خرجها من أفكارها وخلاها تبعد عن الباب كإنه وحش وهي تطالع فيه برعب وضربات قلبها تتسارع .. : أزهار .. ~ اشتقت لك , والله اشتقت لك , ياربي لا تخليني أضعف قدامه , لو ضعفت دحين ماعاد أقدر أفرض رأي وبيعرف إنه غبية , كلمتين منه تنسيني كل شي ~ .. زفر لمن ما سمع لها صوت وقرب من الباب وهمس بتحبب : زهره قلبي افتحي الباب , والله ماني جاي عشان أتفرج في صالتكم و أخرج .. ~ لا تدلعني , أنا ماني ناقصة , لله مشاعري في دوامه ~ غمضت عيونها بقوة , مشتاقة له من أعمق أعماق قلبها المتوجع , ماتقدر تنكر ولا تقاوم , هذي آيه من آيات الله , الموده بين الزوجين آيه , مهما صار و مهمها حدث بينهم هذي الآية بتظل مسيطرة عليهم ~ يارب أتوسلك يارب , خليني قويه و ~ .. : زهوره تراني أحس نفسي مجنون وأنا قاعد أكلم الباب , بس ...... والله وحشتيني .. ~ خليني أفكر شوي , لا تقاطع أفكارييييييييييييي , ياربي اش أسويييييييييييييييييي ~ سحبت نفس عميق وتوجهت للباب لكنها ترددت وقالت بصوت حاولت قد ماتقدر تخليه قوي وثابت : دقيقة لو سمحت .. وراحت للمراية , أول ما شافت وجهها انصعقت , راحت وخلعت جلابيتها ولبست تنورة وبلوزة بحكم إن عمر موجود و ما تقدر تلبس بنطلون قدامه , زفرت لمن شافت شعرها وقالت وهي تمسك الشباصة : هي بالله هذا الأندومي اش بيهجده , الحمد لله على كل حال .. مسدته قد ماتقدر ولمت مقدمة شعرها وأطرافه بشباصة بعد ما حطت شوية كريم وجل عشان تثبته وخلت الباقي على طبيعته الغجرية , كحلت عيونها ورسمتها وحطت زينه خفيفة وما تحركت إلا بعد ما حست برضى عن شكلها , ما تبغاه يجي ويلقاها مهمله نفسها , سحبت نفس عميييييييييييق وزفرته وفتحت باب غرفتها , أول ما شافته يقوم من الكنبه وهو يبتسم ابتسامة غريبة حست بقلبها يخفق بجنون وبحرارة تتسلل لخدودها لكنها في اللحظة الأخيرة ضبطت انفعالاتها بعد جهد جهيد وتقدمت بثبات ومدت يدها بهدوء بارد , مد يده و قبض بكل قوته على يدها وهو يتأملها بصمت , كان يحس بشوق عمره في حياته ما حس به , سحبت يدها منه وجلست على الكنبه المقابله وتعمدت إنه يكون بينهم الطاولة الزجاج عشان تفصل بينهم , جلس وقال وهو يرفع واحد من حواجبه : يا برووووووودك , هذي التحية اللي قدرتي عليها بعد هالغياب .. طالعت فيه ببرود وقالت : غصب عني .. طالع فيها بصمت للحظة سأل بعدها : ليش مارديتي على رسايلي واتصالاتي ؟؟ قالت بصدق : ما أبغى أرد .. حس بغليان دمه اللي حاول يتخلص منه واللي بالقوة تخلص من بعضه يرجع له بشكل أقوى , حاول يضبط أعصابه وهو يسأل : طيب إلى متى بتستمر هالحال , يعني دحين من السبت وانتي هنا واليوم ربوع , كل هذا ولسه ما ارتحتي .. قالت بثبات : قلت لك أحتاج وقت .. قال بحزم : خذي الوقت اللي تبغينه في بيتنا , أبويه كل شوي يسأل اش صار وليش إلى الآن مارجعتي البيت , وأمي ما سألتني عن شي لكن نظراتها تكفي .. نزلت راسها وقالت بثبات : ما أقدر أرجع حاليا , نهائيا ما أقدر أرجع , الصور .. زفر بضيق وقال بنفاذ صبر : ياااااااااذا الصور اللي ذليتينا فيها .. رفعت راسها وقالت بحزم : برضو مستهين فيها , الصور المبتذله اللي شفتها إلى الآن تقشعر ببدني وفوق هذا كله على كثر عيوبك ماتخيلت في يوم إنك من هواة تجميع هالصور و ... اختنق صوتها لمن حست الألم اللي في أعماق قلبها ينضح ويتصاعد بقوة , قطب حواجبه وهو يقول بصدمة : كثر عيوبيييييي , صور مبتذله ؟؟ انت اش قاعده تقوليييييييييييين ؟؟ قالت بعصبية وهي توقف : صور الحريم العرايا اللي شفتها في درجك , ما تتخيل اش حسيت وقتها , تمنيت .... تمنيت ... وزاد اختناق صوتها وهي تطالع في وجهه اللي كانت تعابيره غير مفهومه , همست بوجع : تمنيت إني ما حبيتك بجنون عشان ما أتوجع هالوجع كله , تمنيت لو إني ما تزوجتك ولا عرفتك ولا .... وسحبت نفس قوي عشان تمنع الدموع اللي بدأت تتسلل لعيونها وطالعت فيه بألم ممزوج بعتاب وهي تصرخ بداخلها ~ ولا عرفت حنانك اللي أكيد غمرت غيري به , ولا عشقت ابتسامتك اللي أكيد وجهتها لغيري , ولا ......ولا .... ولا ...... ~ صرخت بغيض : حتى مزاجيتك اللي تطلع الشيب حبيتها فيك , وانت كيف تجازيني ؟؟ بعصبية مالها مبرر و رغم كذا أبلعهااااااا , بابتسامات توزعها على كل حرمة ترميك بنظرات إعجاب وأتغاضى عنها وأحط نفسي ما شفتها , كرهت الخروج للسوق ولا التمشيات من كثر ما توزع إبتسامات معجون الأسنان .. استثارته سخريتها فقال ببرود : النظرة الأولى حلال و الابتسامة في وجه أخيك صدقة .. فتحت عيونها على اتساعها وصرخت : لا والله , استغفر ربك على هالكلام , أصلا لو إنك نزلت عينك عنها من البداية ولا رميتها بنظرة احتقار على قلة حياها ما كان تمادوا البنات في فعايلهم , يا حسرتي على المسلمين إن كان كل قال نفس كلامك .. وقف بحدة لكنه تمالك نفسه لمن صرخت وهي تأشر عليه : ماخلصت كلامييييييييي , والله لو فتحت فمك قبل ما أخلص كل اللي في قلبي لا أدخل غرفتي وما عاد تشوف رقعة وجهي إلين أموت .. كان وجهها محمر لدرجة حسه شويه وينفجر من العصبية , حس بقلبه يرتجف بداخله , من تزوجها عمره ما شافها بهالعصبية وبهالشكل , حس بقلبه المرتجف يذوب وجع لمن شاف جسمها كله ينتفض وهي تقول : استحملت القنوات اللي قاعد تتفرج فيها , ستار أكاديمي و الحقيرات أليسا ونانسي وغيرهم , كللللللللللللللللها تغاضيت عنها وقلت بيجي يوم وتحترم فيه مشاعري كملتزمة قبل ما أكون زوجة وتبطل مشاهدة هالأشياء على الأقل قدامي لكنك ما احترمت ولا وحده من الثنتين .. وكورت يدها المرتجفة وضغطتها في راحتها اليسرى وهي تقول : ضغغغغغغغطت على نفسي ضغغغغغغغغغط وأنا أشوفك تتمرن على العود وبينت لك مليون مرة بالكلام وبالخروج من الغرفة إني ماني موافقة على وجوده في بيتي لكنك ما اهتميت .. ومدت يدها على اتساعها وهي تصرخ : كان ممكن أستحمل كللللللللللللللل اللي صار , كلللله أغفره و أصبر عليه أو أتجاهله , حتى الصورالخليغة كان ممكن أتغاضى لأنه كل هذا كووووووووووم والنونو كوم , هذا كيف بيعيش في هالبيئة , كيف بيتربى بيني وبينك ؟؟ أنا بأقوله الأغاني حراااااااااااام وإنت بتدق له عوووووووووووود , بأشغله المجد وإنت بتشغل له سبيستون وإي آر تي , أنا بأحفظه القرآن وإنت بتدندن له آخر أغنية في آخر أوبريت صار , أنا بأحكيه عن سيرة الرسول و أبو بكر وعمر وإنت بتحكيه عن بيكهام و أحمد نور , أنا بأعلمه حب المسلمين وكره الكفار وإنت بتزرع فيه إن الإتحاد أحسن من الأهلي اللي تكرههم وتحتقرهم .. واختنق صوتها للحظة قبل ما ترجع تقول بألم : أنا حزنانه عليه من قبل ما يجي , أنا بأوريه صور الحيوانات والفواكه وبيجي يوم بيطيح على صور زي الصور اللي شفتهااا .. غمض عيونه بقوة وفتحها بسرعة يطالع فيها بصمت , كلامها كان مباشر وحاد بطريقة مرعبة , بطبيعته لمن أحد يهاجمه يهاجم حتى لو كان غلطان لكن منظرها خلاه يتراجع عن هالمبدأ ويكتفي بالصمت , قوتها الواضح لعيونه إنها تدعيها واللي يفضح هشاشتها جسمها المرتجف وعيونها اللامعة اللي حاربت الدموع بضراوة كل هذا حسه يطعنه مليون مرة , رغم كل عيوبه اللي ذكرتها ما كان من ضمنها تلذذه بقهر المرأة , ماكان هاين عليه إنها توصل لهالحال بسببه , كان كل جزء في جسمها يرتجف من العصبية , لف حولين الطاولة وتقدم لها , و رغم إنها حست براحة غير طبيعية وفتور غريب في جسمها بعد ما فرغت كل الكلام اللي كان يصارعها أيااااااام وليالي طويلة إلا إنها قالت بقوة : حسك عينك تقرب مني .. سألها وهو يتجاهل تحذيرها : خلصتي كلامك ؟؟ قالت بعصبية وهي تتراجع : ما خلصت لكن هذا اللي جا في بالي دحين .. رفع واحد من حواجبه فقالت بحده وبدون تفكير : إيوه و أككككككككككرهك لمن ترفع حاجبك بهالطريقة .. تصنم في مكانه وطالع فيها بصدمة قبل ما يقهقه من قلبه لدرجة رجع راسه على ورى , زمت شفايفها بغيض وعقدت ذراعينها قدام صدرها وهي تقول من بين أسنانها : الله يبسطك دوم , أصلا دايما أحر ما عندي أبرد ما.... اختنقت باقي حروفها لمن لقيت نفسها في أحضانه , حاولت تبعد لكنه ضمها بقوة وهو يهمس : كله معترف فيه لكن والذي خلقني ما أعرف شي عن الصور اللي تقولين عليها , عمري ما حبيت هالصور ولا عمري احتفظت فيها لا في جوال ولا في أوراق ولا حتى في جهازي .. كانت تحس إنها على شفير الانهيار , ثواني وتنفجر صياح على صدره , تنفجر بدموع وجع و ألم وشوق و حنين , لكنها تذكرت إنها ماتبغى تنهي الموضوع بدون شروط , استجمعت البقية الباقية من شتات قوتها ودفته بعيد عنها وقالت : هذا ما يغير من حقيقة إني لقيتها في درجك .. قال بحيرة : في درجي مو جهازي !! طالعت فيه بحيرة مماثله وهي تقول : جهازك !! أصلا أنا عمري ما فتحت جهازك و ... قطبت حواجبها بعصبية وكملت ببراءة : لا تغير الموضوووووع , الصور لقيتها في درجك يعني صورك , إلا إن كان أنا حطيتها وأنا ما أدري , مافي غيري وغيرك في البيت و .... قطب حواجبه بتفكير وهو يحاول يفهم اللي قاعد يصير , ولمن شاف إنه مافي فايدة من تفكيره رجع يركز عقله مع أزهار اللي أنهت كلامها وهي تقول بحزم : هذا كل اللي عندي .. طالع فيها بحزم وقال بثبات : ولو حلفت لك إني ما أعرف شي عن الصور اللي قلتي عليها بتصدقيني .. عيونه المثبته على وجهها لمحت التردد في اختلاجات وجهها اللي كانت تجاهد عشان تخليه ثابت بارد مليء بالقوة , قالت بهجوم عشان ما تعطيه مجال يحلف لأنه ساعتها بتصدقه وبينتهي الموضوع : أجل إنت اش كان قصدك بالخصوصيات اللي تقول عليها لمن كنت أناقشك في الصور ؟؟ ضبط ملامحه بإحتراف وهو يقول بهدوء : جهازي لقيته مغلق بطريقة غلط , يعني واحد نازع الفيش بسرعة من دون ما يسوي إغلاق للجهاز , ولمن راجعت المستندات الأخيرة لقيت الشخص متصفح في ملفاتي القديمة وأنا الحقيقة ما أتذكر اش في هالملفات لكن اللي متأكد منه إنه مافيها شي من هالكلام اللي تقولينه .. تأملته بصمت , كان عارف إنه عقلها قاعد يدور وعيونها تستنى تشوف بعض الإرتباك عليه عشان كذا جمد نظراته عليها بهدوء , بعد لحظات حسها بتدوم للأبد زفرت وبعدت نظرها عنه وهي تهمس : لا حول ولا قوة إلا بالله .. وجلست على أقرب كنبه وهي تكمل بذات الهمس : ما أدري , أحس في شي غلط , في شي ماني فاهمته .. ركع على الأرض قدامها وحط يدينه على ركبها و سألها بهمس وهو يتأمل عيونها التايهة : زهره , تحبيني بجنون ؟؟ فتحت عيونها على اتساعها ورصت يدينها بقوة في حضنها وحمرت خدودها وهي تقول بصوت مخنوق : هااااااا , مين قال ؟؟ همس بابتسامة رقيقة وهو يمد يدينه ويحطها بشويش على يدينها عشان ما تسحبها : انتي قلتي .. قالت وهي تلف وجهها : كذابة , الكذب على الزوج حلال , يعني ممكن أقولك إنت أحلى رجال شفته وانت قررررررررد .. مسك ضحكته لمن ضغطت على الكلمة ولف يدينه وقبض بقوة على يدينها الصغيره مقارنة بيده وطالع في جانب وجهها وهمس : راضي إني أكون قرد إن كان بتقولين لي إني أحلى رجال شفتيه .. شاف التواء شفتيها بشبح ابتسامة قبل ما تضبطها وهي تقول بهدوء : الشهادة لله منته قرد ولا ما كان ذبحوني الحريم بملاحقتهم لك , بس .. لفت عليه لمن اكتشفت حاجة وقالت بعفوية : تصدق ليتك قرد عشان محد يطالع فيك .. انفجر بالضحك , ضحك و ضحك وضحك إلين دمعت عيونه , سحبت يدينها منه وهو يضحك وقالت بضيق وهي تدفه بعيد عنها : يوم أقولك أحر ما عندي أبرد ما عندك ماتصدق .. جلس على الأرض من دفتها وهو يحاول يمسك ضحكه , مسح عيونه وهو يتنحنح عشان يصفي حنجرته ويوقف ضحك وعدل شماغه وعقاله اللي حسه تزحزح من دفتها , كانت تعاني من كثر ما تحارب مشاعرها , رجع ركع على ركبه ومد يدينه عشان يمسك يدينها وهو يقول بتريقة : انسي الدقايق الأخيرة خلينا نرجع من عند سؤالي اللي ما جاوبتي عليه .. لمن تذكرت سؤاله المحرج ضربت يدينه بخفه وهي تقول بغيض : حلوه ذي انسي , شايفنا في فيلم ولا مسلسل !! قوم عني قوم .. قال بعصبية وهو يقبض على يدينها : يا دبــه وحشتيني .. حس بجمود وعرف إنها تصغي له , ابتسم وقال بحب وهو قاصد يغيضها : والله وحشتيني , وحشني خبالك وإزعاجك و تهديداتك و زنك اللي ما يخلص , حتى تصحيتك المتخلفه بالمويه كل فجر وسعلوتك وحشتني .. سحبت يدينها وقامت بعصبية وهي تقول : ما قلت ولا شي حسن , كله ذم سيد جسوم .. قام وهو ماسك ضحكته وقال : طيب هذا اللي افتقدته من يوم رحتي .. طالعت فيه بصدمة وقالت وهي تأشر بيدها بعصبية : بسسسسسسسسسسسسسسسسس , هذا اللي افتقدته .. حرك حواجبه وقال : وشي ثاني بس لو بأطريه بتعصبين .. رمته بنظرات حاده ~أزهار اعقلي , هو ما قال شي غلط , هذا حقه ~ وبعد ثواني زفرت و قالت بهدوء : إذا على الشي الثاني أنا مستعدة أرجع البيت الليلة وأوفي حقوقك كلللللللللللها عشان ما تلعني الملائكة .... و تحركت لغرفتها , لحقها بسرعة ومسك يدها وهو يضحك ويقول : كنت أمزح أمممممممممممزح .. ~ يلعب بأعصابي و مشاعري ويقول يمزح , يا نااااااااااس أذبحه , أفجره ~ سحبت يدها و صرخت بعصبية : أنا مريضة نفسيا و حااااااااااااامل ما يصلح معايا المزح الزغل اللي قاعد تمزحه , بعدين تعااااااااال إنت يوم تسأل تحبيني بجنون و ما أدري اشكله , عمرك قلتلي أحبك يا سيد جسوم ؟؟.. ولمن شافته يفكر قالت بحزم وهي تأشر بإصباعها : ولاااااااااا مره .. قال باعتراض وهو مقطب حواجبه : أقولك حبيبتي .. : ناااااااادرا و بعدين فرق بين حبيبتي و أحبك , مو أنا أقول لريناد لمن أطلب منها شي روحي حبيبتي ولا جيبي يا حبيبتي .. حك حاجبه اليمين وهو يقول : طيب أقولها دحـ .. قاطعته بحزم : مالها طعم دحين بعد ما قلت لك , أصلا ما عمري انتظرتها منك لأن الحب بالأفعااااااال مو بالكلام , أنا بس حبيت أنبهك .. طالع فيها بجدية وقال : طيب أطلبي اللي يرضيك .. ~ أخييييييييييييييييييييييييييييييييرا , مابغيت تقولها , شكرا يارب شكرا ياااااااااااااااااااارب ~ أخفت ابتسامتها وهي تقول بحزم : العود يخرج من بيتنا .. وضغطت على كلمة بيتنا عشان تحسسه إنها مازالت تحس بالانتماء له , قال بتأكيد بعد لحظة تفكير : جاك .. قالت بهدوء كإنه موافقته هذه ما أثرت فيها رغم إنه قلبها يتراقص فرح بداخلها : والدش كمان .. طالع فيها بحده وهو يقول : نـــعــــم , وفين تبغيني أروح يوم يكون في مباراة ؟؟ أروح مقهى برأيك وسط الدخان والشيشة وغيره , يعني يرضيك هالشي .. ~ يا ذي المباريات هي والأخبار مسوين زحححححححمة , كل دخل الدش بيته وقال عشان المباريات والأخبار والعيال وغيرهم يا غير يفرفرون في باقي القنوات ~ قالت بهدوء : مو شرط مقهى , روح عند واحد من الشباب , من كثرها المباريات , إنت بنفسك تقول إنها كل فترة يعني مو على طول تحتاج الدش .. كمل بسخرية : ليش ما نفصل التلفون والكهربا كمان .. قالت ببرود وهي ترفع حاجبها تقلد طريقته : إذا تبغى تفصل التلفون إفصله الحمد لله عندنا جوالات لكن الكهرباء ما أنصحك لأنه ساعتها كيف بأشغل الغسالة وأغسل ملابسك والكاوية كمان كيف بأكوي , حتى الطبخ ما أقدر أطبخ في الظلام والأهم من هذا كله كيف بتشغل جهازك ؟؟.. رفع حواجبه وهو يطالع فيها بصمت دام للحظات , خافت من فشل طريقتها لمن شافت ملامحه تدل على طفشه فتحركت بسرعة ورفعت نفسها على أطراف أقدامها ولفت يدينها حولين رقبته وضمته بقوة وهي تهمس بشوق : ياربي كيف وحشتني ... وغمضت عيونها وهي تضمه أكثر وكملت بحب صادق هامسة : كل شي فيك اشتقت له حتى ريحة عطرك .. ~ يارب يوافق , ياربي ما احتمل بعده , يا حي يا قيوم تجعله يوافق , يا رب أسألك باسمك الأعظم الذي إذا سئلت به أجبت إنه يوافق ~ بعد لحظات فتحت عيونها بتوتر وخوف لمن حست بجموده , يدينه على جانبينه , ما بادلها الحضن ولا همس بحرف ~ ياااااااااااااارب أتوسلك ~ قبضت بأصابيعها على غترته و ضمته أكثر وهي تهمس برجاء متوجع : جاسم .. : جاك .. ولمن حست بيدينه حولينها تضمها بقوة وهو يكمل بهمس : تامرين بشي ثاني .. هزت راسها بلا و الدموع تتجمع في عيونها وهي تهمس : ما يأمر عليك عدو .. و دفنت وجهها في كتفه وهي تقول بصوت مخنوق : جاسم أحبك , والله أحبك .. وتسللت دموعها وهي تهمس : الله يخليك لا تخليني أبعد عنك مرة ثانية .. وانفجرت تصيح من أعمق أعماق قلبها وهي تتذكر ~ عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , ماكان ليصيبك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ~ كرهت الصور وتمنت لو إنها ما شافتها , قلبها انسحق وتفطر لكنها تذكرت إن المؤمن أمره كله خير إن جاءه خير شكر وإن أصابته مصيبة صبر فدعت ربها يصبرها , من كان يتخيل إن الصور هي اللي بتكون سبب في خروج العود والدش من بيتها , كانت تحس نفسها منهارة وكل جسمها يذوب وأطرافها ماعاد تشيلها لولا يدينه القوية المحيطة بخصرها .. *************************** : شويه ما شفت إلا صاحبه جاره وهو يقوله , لا تطولها وهي قصيرة , ما بقي إلا ترقمهم .. انفجروا البنات بالضحك وقالت البندري من وسط ضحكها : ماشاء الله , حافظة كلامه حرف حرف .. قالت سفانة وهي تضحك : لا ولا حظي نبرات صوتها ما شاء الله , نففففففففس نبرة الولد .. لفت العنود بوزها وقالت : قولوا ما شاء الله .. قالوا في وقت واحد : قلنا .. قالت الهنوف : عاد العنود وماشاء الله في زحمة .. بعدت بلوزتها وتفلت جوتها وهي تقول : بسم الله عليه , بسم الله عليه .. وضمت أصابيع يدها وحركتها بشكل دائري فوق راسها وهي تقول : خمسة وخميسة .. زاد ضحكهم لمن قالت ريم : جاتكم أم البدع والتخاريف , هي بنت مايجوز اللي قاعده تسوينه , اش خمسة وخميسة ؟؟.. هزت أكتافها وقالت : ما أدري أشوفهم يسوونها لمن يخافون من العين .. قالت أسماء بهدوء : هذا بلانا , إحنا أمه تتبع كل شي بلا تفكير .. هزوا سمية و الخنساء روسهم وهم يقولون : نعم , نعم .. طالعت فيهم أسماء بنظرات بااااارده وضربتهم الهنوف من ورى روسهم وهي تقول : بلا تريقة إنت وهي .. قالت البندري : ها هنوف بشري لقيتي الأقمشة في العماري .. سحبت كيس كبير وهي تقول : أهااااااا , ما عدا البلوزة العشبي ما لقيت قماش بنطلون نفس الدرجة الغامقة أو أي درجة مقاربة .. وبدأوا يخرجون من الأكياس الأشياء اللي اشتروها , لأنه من ضيق الوقت توزعوا كل جماعة تسوي شي , دخلت خولة المجلس وهي محملة بأكياس كثيرة , نزعت غطاها وهي تلهث وتقول : السـ .. ـلام عليـ ..ـكم .. ردوا عليها السلام وفزت سمية و الخنساء وشالوا عنها الأكياس , رمت نفسها بكل ثقلها على الكرسي وهي تقول : واااااااااو يا رجولي , ما عاد أقدر أمشي , استغفر الله العظيم ... ودخلت وراها ساره وهي تقول بتأفف وهي تنزع طرحتها : ذكروني ما عاد أروح سوق مع أمي مرة ثانية .. قالت حمده : محد قااااااااااااااالك دوري من صباح الله خير إلين دحين انتي وبنتك .. قالت خوله باعتراض : جده أي من صباح الله خير , أنا ما تحركت إلا قبل المغرب بشوي , بعدين ما خلصنا أغراض الزواج وما بقي إلا ستة أيام وها اليوم خلص يعني خمس أيام بس .. قالت العنود : رجاء , رجاء بدون عد لأنه عندنا عرايس ما يبغون أحد يعد لهم كم باقي .. قالت حمده بعصبية تخاطب خولة : والله الشقى هو اللي موديك , أصلا الدبش يغلق في يوم واحد , أروح لمحل كبير وأقـــــشقش من الملابس وأخرج .. قالت نورة بهدوء : أمي الأسواق ماعاد هي زي أول , و طلبات البنات كمان ماعاد هي زي أول ... لفت خوله عن نقاش أمها وجدتها و قالت تخاطب بناتها : والله لو يدري عني أبوكم إني لبعد العشاء في السوق يطلقني ... ضحكت سمية وقالت بمزح : زين أمي , خليه يدري عشان يصير في حياتنا أكشن و .. قاطعها صوت حمده المعصب وهي تقول : و يعل يكشنونك في نار جهنم قولي آمين , قال خليه يدري قال .. البنات ما قدروا يستحملون أكثر , ضحكوا وقهقوا على جدتهم اللي دايما تمسك آخر كلمة وتحولها لسبة إذا ما عجبها الكلام اللي ينقال , حتى لو ما كان للكلمة معنى .. *************************** ........................ يتبع .. في الرياض : في بيت سلطان عبد الكريم الـ .... : : لازم ننهي الموضوع .. صوته الجهوري رغم السنون اللي شرخته سكت كل الموجودين , التفت عبد الكريم لأبوه اللي كمل كلامه : لازم ننهي الموضوع اليوم , أم ماجد وجارتين أكدوا رضاع سحر من وفاء .. أخفى صقر توتره ولف وجهه و سطام يأشر بيده وهو ينطق بعض الكلمات بصوت مخنوق , زفر عبد الكريم وقال : في فرق بين الثنتين , هم مهم توأم متماثل زي ماهر وسامر عشان ما نعرف نفرق مين اللي رضعت , الكل أكد إنه سحر هي اللي رضعت .. تنهد سطام وأشر على جانب راسه وهو يقول بذات الصوت : دـيا مجـ ـونه .. ابتسم ماهر وقال : حلللوة دنيا مجنونه .. قام سلطان وهو يتوكأ على عصاه , فز عبد الكريم وحط يده اليمين ورى ظهره وباليد الثانية سند بها يد أبوه وهو يقول بصوت خفيض : بتروح داخل .. قال سلطان وهو يضغط على يد ولده وعلى عصايته عشان يعدل وقفته : بأروح أخبر أمك واللي جوة باللي صار .. بعد ما تحركوا داخلين ووراهم عبد العزيز وخالد , زفر صقر وهو يلعب بخاتمه اللي حاطه في خنصره ويطالع في الموجودين , أخوانه و التوأم و عبيد و عادل , قال ماهر وهو يدقه : هي أخويه , اش أخبارك ؟؟ : ماهر .. قالها سامر باستنكار , كان حاس بتوتر صقر ومشاعره المتضاربه , قال ماهر باعتراض : أنا اش قللللللللت ؟؟ ماقلت غير الحقيقة .. ولف على صقر وضربه على فخذه بأطراف أصابيعه و قال : أحلى شي لمن تجي تسهر عندنا نقدر نلعب أربعة , البنت مكتوب على جبهتها بالوت .. ضحك صقر غصب عنه , ما كان يتخيل إنها تلعب بالوت , وفتح سطام عيونه على اتساعها وأشر بيده بسرعه وهو يهمهم : مـ وله .. ـهر ...... بـ.ا.ـوت .. قطب ماهر حواجبه وأشر بسبابته إنه يعيد اش قال , فقال سامر وهو يأشر بسرعة : معقوله ونص , فناااااانة بالوت .. قال ماهر بغيض : اش معنى انت تفهمه وأنا لااااااااااااااا ... ضحك سامر وقال : كان معايا واحد أبكم في .. وتردد للحظة قبل ما يكمل بذات الابتسامة : مجمع الأمل اللي كنت أتعالج فيه ... : أشوووووووووفك خبير .. وتابع بابتسامة لمن شاف إنه صقر ارتاح من مزحه : بس في شي سيء , ماعاد نقدر نقولها سوي العشاء لأنها ماكانت تسويه إلا عشانها تستحي منك , دحين بتضربك بأي شي قدامها بدون اعتبار .. قال سامر وهو يحك راسه : الله يعينك على ضربها وعصبيتها .. ابتسم أسامة وقال بمزح : يعني دحين زادت عندنا أخت , لاااااااااا إله إلا الله , هذا بس فالح يجمع أخوات , يا خي إنت والـ .. ولف يأشر على سطام المبتسم وكمل : ـدلخ الثاني تجوزوا وفكونا خلونا نشوف حياتنا .. نزل سطام عقال بيده وهو يأشر باليد الثانية على نفسه وهو يقول : أـا .. د ــخ .. فز أسامة بسرعة وهو يقول : محشوووووم والله , آآآآآآآآآنا الدلخ مو انت , بس تكفى رجع الماغنوم مكانه .. وحك يدينه وهو يقول : عاد هو عليه لسعات .. من وسط ضحك الشباب قال : سامر , تستااااااهل , اللي إنت يالبزقة تبغى تتجوز قبلنا .. قال أسامة باستنكار : حراااااام عليكم , 22 سنة بزقة , خلاااااااااااص أنا عجزت أبغى أتجوز إفهموووووووهاااااااااااااا .. ولف على سطام وصقر وقال بعصبية : تجوزا .. زاد ضحك الشباب عليه وعبيد اللي في نفس سنه يقول : الله يفشلك , تخرج من الكلية وتوظف بعدين قول أبغى أتجوز , بتصرف على بنت الناس بألف المكافأة اللي تجيك .. قال باعتراض : أبويه يصرف علينا إلين ربي يسهلها وأتوظف .. قال صقر : لا والله و إحلف , أصلا ميييييييين اللي بترضى بواحد زيك , لا شهادة و لا وظيفة .. قال بمزح : عندي سيارة كامري .. مسح ماهر عيونه اللي بدأت تدمع من كثر الضحك لمن أشر لهم سطام بتريقة , وسامر يترجم حركاته السريعه ويقول : بيأكل بنت الناس شكامانات ويشربها بنزيـ .. وانفجر ضحك وهو يقول : لا ويقولك فصلها فستان من تظليل السيارة .. طالع فيهم أسامة بطفش وهو يزفر بضيق , قال صقر : هذا كللللللللللله من طارق الله يساااااامحه , تزوج وخلاك تغار .. خرج عادل من صمته على غير العادة وقال : أنا أخوه و أكبر منه ما غرت هو يغار ليه .. قال عبيد وهو يحك شعره الطويل اللي يوصل لأطراف أكتافه : والله أنا غرت , مو هو كان خوينا ولاصق فينا , ويا غير مشعث الشعر ونحيييييييييف بيموت , دحين الوجه ربرب وبانت النعمه في خدوده ولبسه أحسن لبس .. قال عادل برعب : قول ما شاء الله تحسد أخوي .. : ما شاء الله , ما شاء الله .. وجلسوا يتناقشون عن محاسن الزواج ومساوئه ... ************************** في جدة : في فيلا حمده : قاومت ابتسامتها وهي تسمع حمده تقول بعصبية : خمسة أياااااااااام , وإنت ساكت عنهم , دحين تخليه يروح ويرجع حرمته .. الكل التزم الصمت , زفر أحمد وقال : يمه هو مو بكيفي , ما أبغى أتدخل في خصوصياتهم , هو قال البنت تعبانة , خلاص متى ما ارتاحت رجعت .. قالت : الحرمه ما لها إلا بيت زوجها , دق لي على جاسم دحين .. قالت نورة بهدوء : أمي الله يسلمك الأمور ما تنحل بهالطريقة , خلي جاسم يجي واسألي عن الموضوع .. وأشرت للبنات يطلعون من الغرفة , خرجوا كلهم ما عدا خولة اللي قالت : جده يمكن هم عندهم مشاكل ولا شي ما يبغون أحد يتدخل بينهم .. راحت للمطبخ وسمحت لابتسامتها بالظهور وهي تقول : أخيرا .. ورفعت جوالها ودقت على رقم وانتظرت الإجابه وهي تمرر سبابتها على طاولة الطعام الموجودة في المطبخ , ولمن وصلها الصوت الناعم قالت بفرح : يا جنية فكرتك نجحت .. وصلتها ضحكتها الناعمة الملتوية وهي تقول بصوت عذب : قلت لك اسمعي شوري وما بتندمين , المطوعات هذولي ما ينفع معاهم إلا كذا , إلا عوعو حبيبي .. : هلا , آمري , تدللي .. رجعت تضحك مرة ثانية قبل ما تهمس : أهم شي جبتي من أثره شي .. قالت وهي تلعب في طقم العلب الفخارية الأربعة المرسوم عليها فواكه : طبعا ودي عايزة سؤال .. : حلووو , متى مالقيتي وقت جيبيه لي مع 400 ريال وجاسم في لمح البصر يكون طوع بنانك .. ضحكت و قالت وهي تفتح وحده من العلب وتطالع في محتواها : الله لا يحرمني منك .. : عهود ... التفتت عهود لريم وقالت بطفش وهي ترجع تغطي السكر : خيييييييييييير .. قالت ريم بضيق : و إذا بليتم فاستتروا , مالقيتي تتكلمين إلا هنا .. زفرت عهود وقالت بحده : قاعده أكلم صحبتي حراااااااام يعني .. زمت ريم شفايفها وقالت ببرود : كإني ما أعرف صحباتك المقصودات ست عهود .. مدت عهود الجوال وقالت بتحدي : خذي كلميها إذا منتي مصدقة .. رمتها ريم بنظرة حادة وخرجت بعد ماقالت : انت وربك .. رجعت الجوال لإذنها وقالت : إيوه يا عمري , لالالالا هذي الغثيثة اللي ينقال عليها أختي الصغيرة , هاااااااا .. وضحكت وهي تقول : إي والله إحمدي ربك اللي ما عندك أخت صغيرة تجيب لك البلى , هذي لصقة , من مدة سمعتني و أنا أكلم فوفو ومسكتها علي , إنت وإنت وحاطه فيها ناصحة وهي قبل كم يوم وجهها تلون سبع ألوان يوم كلمها ولد عمي , وتهمس بشويش و تتلعثم .. : عوعو الله يخس ابليسك ذكرتيني بأيام الثانوي .. لمن دخلت العنود وسفانة ووراهم الهنوف قالت : جي جي أكلمك بعدين يا عمري , يلا مع السلامة .. اتكت العنود بكتفها على جدر المطبخ ومثلت كإنها ماسكه جوال وقالت بصوت مدلع : أكلمك بعديييييين يا عمري , مع السلامة .. ضحكوا البنات وقالت سفانه : ماااااااا ششششششششاء الله , تقليد ولا الواقع .. حطت عهود جوالها في جيب بنطلونها وقالت بحماس : داخلين المطبخ ليه ؟؟ قالت العنود وهي تأشر على الهنوف : الهنوف بتسوي لحسا .. اندفعت الهنوف من وراها وغطت فمها بيدينها وهي تقول بخجل : إنت ما تتبل في فمك فوله .. ضحكت عهود وقالت بدلع : ممكن أساعدكم في مشروعكم السري .. استغربوا هالمبادرة من عهود الدائمة الإنعزال لكنهم رحبوا بها بحماااااااااس .. ***************************** في نفس الوقت في الرياض : ابتسم سلطان وضم سحر وهو يقول : أصلا كلكم في كفه وهذي في كفه , هذي حلالي و مالي .. ولا شخص من الموجودين قدر يعلق لأنهم يعرفون معزة سحر عند جدها , حمحمت سحر بفخر وقالت وهي تسلم على يده : الله يخليلي أبو عبدالكريم .. قالت سلافه بعدم اهتمام مصطنع : عادي , عادي so what??ويعني يحبك أكثر .. قطب سلطان حواجبه وقال : سوا مات , عهدي بسوا بطاقات تفلون .. ضحك الكل على كلمته وقالت أم عادل ثاني أكبر بناته : أبوي , البنت تتكلم إنجليزي .. انتصب في جلسته وقال : أنا أخو مبارك , تتكلم لغة الكفاااااار , بوش والملعون الثاني حق اسرائيل , لييييييييه ؟؟ .. كتموا البنات ضحكهم لمن أشر لهم عبد الكريم وهو يقول بهدوء لأبوه : أبويه لازم الواحد يتعلم لغة عدوه عشان يأمن مكره , بعدين لغتهم صارت ضرورية هالأيام لأن الكل يتكلم بها في الشرق والغرب .. زفر وقال وهو يرجع يريح جلسته : بس برضو , أنا ما أقول ما نتعلم , لااااااازم نتعلم , الله قال إقرأ للرسول وهو ما يقرا ولا يكتب , أنا قصدي اش موزمه تستخدمه هنا .. قطبت سلافه حواجبها وقالت بعدم استيعاب : إييييه ؟؟ ايش اش موزمه ؟؟ قالت جدتها سلمى تفسر لها : ياللي ما تفهمين , يعني اش قام به ؟؟ ماعاد قدروا يكتمون ضحكهم , ضحكوا من قلب خاصة لمن زمت سلافة شفايفها بضيق و قالت بصوتها النحيف : تكلموا عربيييييييييي هو أنا فهمت الأولى عشان أفهم الثانية , أنا عارفه إنتم الإثنينه متعاونين عليه .. قالت عمتها أم عبيد اللي تصغر أم عادل بثلاث سنين : يعني , اش له داعي إنك تتكلمين إنجليزي , فهمتي .. قالت وهي لافه بوزها : مو كان قال هذي من أول بدل الموزم و قام به هذه .. قالت أريام بلهجة جدتها وجدها : الله , دحين قمتوا تبطرون على كلمات الأولين , من دخلتوا المدارس تحسبون نفسكم غديتم أسنع منا .. سحر اللي جالسة عند رجول جدها اللي جالس على كنبه في صدر الصالة قالت تقلدها : إي والله , ترى الأولين اللي ما يعرفون يكتبون و يقرون هم اللي علموكم كيف تدرسون وبالمطاااارده دخلوكم المدارس ودحين جاين تكبرون على كلام اللي ربوكم وربوا أبوانكم .. مد سلطان يدينه وضمها وهو يقول : ويعلني ما أفقد هالحس والصوت , حكيمة هالبنية ... وبعد وقال : خشمك خشمك .. رفعت نفسها وتخاشمت مع جدها وسط ضحكهم على سلافة اللي قالت : إي سحر تقولها your nose وأنا طحت فيني , ما أقول إلا الله لنا .. و سلطان اللي قال بعصبية : هذي اش تقول اش تقول , الموز تلقينه في المطبخ مو عندي .. لفت بوزها وهي تسمع لهروجهم المتفرقة , شويه قامت ريم و هي تقول : أنا أجيب المعجنات من المطبخ .. قالت سلافه بضيق : ريمو جيبي لي مويه .. ما خلصت جملتها إلا وسلطان لاف عليها وهو يقول بتريقة : مووووويه , اسمه ماء , مااااااااء , حتى الماء قمتو تدلعونه , لا حوووووول .. قالت سلمى لمن شافت وجه سلافة المتغير : سلطان , اش فيك على البنية ؟؟ رفع راسه ومرر سبابته من تحت لحيته يأشر على حلقه وهو يقول : شايفه هالمكان , مهي داخلتلي منه أبد هالبنية , ماني بالعها .. وأشر على أعلى حلقه وقال : هني , ناشبة هني ما تحدر .. قامت و هتفت باستنكار وبصوت باكي : جدووووووووووووووووووووووووووو ... ضحك وقال بتحبب : يا عونه , أمزح معاك أنا .. رجعت جلست وهي لافه وجهها وباين عليها إنها قاعدة تبلع البكى اللي كان على وشك الخروج .. قالت سلمى بضيق : هذا ينقاله مزح , نشفت دم البنية و عورت قلبها .. قال بهدوء : لالالا هي عارفه جدها زين ما بتزعل .. جات نجلاء من جهة جهة غرفة أمها وأبوها وقالت بهدوء : أبويه , خالد يقولك تراه يستنى من زمان .. قالت سلمى وهي تقوم : أروح أسلم عليه .. سندتها أم أيمن أصغر بناتها و ساعدتها لمن خرجوا من الغرفة , قام سلطان ووراه أولاده وخرجوا , شويه وقامت أم عادل و أم عبيد , دقايق ورجعت نجلاء وقالت : سحوره تعالي صبي القهوة للي جوه .. قامت سحر وتحركت خارجة وقبل ما تتحرك أي بنت همست نجلاء : ولا وحده تجي الغرف سامعين , خلود تعالي الله يسعدك .. وخرجت وخلود وراها وهي تقول : خير اش فيه ؟؟ أريام وأخواتها التزموا الصمت وطالعوا في سلافة وسمر وبنات عماتهم اللي كانوا مستغربات من اللي قاعد يصير , نطت هيام من مكانها وحطت يدها موضع قلبها وهي تقول : يا حبيبتي يا سحووووووره .. سمر اللي كانت مشغولة عن العالم بتغير حفاظات ولدها وتجهيز رضاعته استثارتها الكلمة فلفت عن ربيع وقالت بتوتر: اش فييييييييييه ؟؟ سحر فيها شي !! غدير بنت أم عادل المربعة جنبها على الأرض وهي حاطة ولدها فوق رجولها على بطنه وتهزه قالت بحماس : لااااااااااااا تقولين جاها عريس .. : واااااااااااااااا .. : nooooooooooooo waaaaaaaaaay .. : يااااااااااااااي .. : حماااااااااااااااس .. تباينت صرخات البنات المتحمسة , وطالعت أريام في ميعاد بتوتر , لفت سمر بوزها وقالت بضيق وهي تشيل ولدها الباكي وتضمه لصدرها وهي تلقمه الرضاعة : لو كان خطبة كان دريت .. سحبت ميعاد أختها وجلستها وهي تهمس بهدوء : هيااااااااام قلنا الموضوع ما يطلع قبل ما تدري سحر .. قالت باعتراض : خلاص هي هناك وراحوا عشان يقولون لها .. : يقولون لها على إييييييييييييه ؟؟ : told her what ؟؟ رفعت هيام راسها على سؤال سمر وسلافة , وانصعقت لمن لقيتهم كلهم يطالعون فيها بترقب , عضت شفتها بعدين قالت بشكل قاطع : طلع إنه سحر راضعة من وفاء يعني صقور خالها .. صمت دام جزء من الثانية قبل ما تتعالى صرخات الصدمة و الاستنكار وعدم التصديق صرخت : كذاااااااااااااااااااابة .. : إحلفي .. : هيام تتريقين .. ضربت سمر صدرها وقالت بفجعة : متى هالكلااااااااااااام ؟؟؟ وليه طلع دحين هالكلام ؟؟ وقالت سلافة وهي تسد أذنيها : impassepol , I’m dreaming , noooooo it’s a nightmare .. *** ابتسمت سحر لهم بتوتر لمن قامت خلود وصكت باب الغرفة وتحركت جنب جدها اللي أشر لها تجلس بينه وبين أبوها , كانت تحس بخووووووووف غريب , جلست ونقلت بصرها بين جديها وعماتها الأربعة و عمها الوحيد وركزت نظرها على خلود اللي رجعت وجلست في مكان مقابل لها وهي تبتسم بتشجيع , رجعت ابتسمت مرة ثانية لكنها سرعان ما ذابت لمن حست بيد جدها على فخذها وهو يقول بهدوء : في وحده من الحريم قالت إنها رضعتك .. فتحت عيونها على اتساعها لكنها التزمت الصمت وهي تحس بعقلها يدووووووووووور بلا توقف .. : سحر .. رفعت نظرها لأبوها وهي تقول : نعم .. ابتسم لها بتشجيع وقال : طلع عندك أخوات وأخوان .. بلعت ريقها لمن حست بحلقها ينشف فجأة وهي ترجع تطالع في جدها اللي ضغط على فخذها وهو يقول : ترى الرضاع مؤكد , وتونا قبل كمِ يوم عرفناه .. ضحكت سحر من شدة التوتر وهي تقول : وعندي أم وأب بالرضاع ؟؟ قال جدها : وخوال و أعمام وجدان .. فتحت عيونها على اتساعها وهي تسأل بعد لحظة صمت التزمها الجميع عشان تستوعب اللي ينقال , دخلت يدينها جوة أكمام بلوزتها الطويلة ورجعت خرجتها ورفعت يدها اليمين ولعبت في خصلات شعرها قبل ما تسأل بصوت هادئ : ومين اللي رضعتني ؟؟.. فتحت نجلاء فمها وقالت بحنان : وفاء اللي رضعتك يا سحر .. رفعت راسها وطالعت فيها بصدمة وهي تقول بداخلها ~ وفاء أمي بالرضاع , يعني زوجها أبويه , وعيالها أخواني , وااااااااا , مستحيل يعني بأقابل راكان و ريان , يا كسفتييييييييييييييي , وبأقابل أخوان ماجد وأبوووووه ياربييييييييييييييييييييييييييييي ~ تحولت نظراتها للرعب وهي تصرخ بداخلها ~ يعني عمتي نجلاء تصير جدتي وزوجها فهد يصير جدييييييييييييييييييييي , استغفر الله العظيم , وبناتهم يصيرون خالاتي , وعععععععع ما بقي إلا هيامو تصير خالتي , صح بأقابل أخوان فهد كمان , الدائرة كل مالها تتســــــــــع , سحر خلاص وقفي تفكير~ كانت الأفكار تتلاحق في راسها بسرعة كإنها تحاول تخليها تستوعب أكبر قدر ممكن من نتائج هالرضاع اللي طلع لها بعد 26 سنة بدأت جدتها سلمى تعدد لها الناس اللي بنتقابلهم وهي تطالع في جدتها بابتسامة ... : ........ حتى صقر ولد عمك يصير خالك دحين .. *** قالت ميعاد الكلام اللي حفظها إياه خوالها : وفاء تذكرت إنه في رضاع فجات تتأكد من أمي لكن أمي قالت لها إنها مارضعتها إلا ثلاث مرات ومنا ومنا وبعد تحريات أم ماجد زوج وفاء تذكرت إنها رضعت الرضعات المحرمة وثنتين من الجيران كمان أكدوا اللي صار .. كانت سمر تستمع لهم وأنفاسها تتسارع وبلا شعور كانت تمد ولدها لغدير اللي أخذته منها بعد ما نومت ولدها على فراشه الصوفي الأبيض , قامت سمر بسرعة وراحت جري لغرفة جدها .. : سمر .. : بنت .. تحركوا البنات بيوقفونها لكنهم انصدموا منها , أنفاسها كان لها صوت من شدتها , كانت حاسه بشي يوجع قلبها , شعور غريب يكتنفها , يا ما حست بهالشعور و هي نايمة ولمن كانت تقوم كانت تكتشف إنه سحر مسخنة أو متوجعة من ضرس أو صايبها مغص أو أي شي مؤلم , كانت عيونها مركزة على باب جدتها المقفول , فتحت الباب بدون استئذان و دارت بنظراتها على الموجودين , وتعلقت بسحر اللي جلست بين أبوها وجدها ووجهها هادئ مبتسم , قالت سحر و عيونها تلمع بالمرح : دريتي بالخبر الصاعق .. قرأت شي في عيونها اللمعة المرحة كانت ممزوجة بلمعة غريبة , قامت سحر لمن شافت نظراتها فجريت لها سمر وضمتها بقوة و أنفاسها تزداد حده , ضحكت سحر وضمتها وهي تقول : اش فييييييييك ؟؟ هذا كله غيره عشان صار عندي عائلة جديدة .. ضمتها أكثر وهي تصرخ بداخلها ~ لا تضحكين يا سحر , أعرفك لمن تتوجعين , لا تضحكين ~ وانخرطت في البكاء بشكل مفاجئ صدم الكل , ~ سمر الله لا يحرمني منك , ليه دايم تصيحين بدالي , صرتي تخليني أخاف أوجع عشان ما تتألمين وأخاف أحزن عشان ما تصيحين , تكفين لا تصيحين , تراني ما أتحمل دموعك , ~ زادت سحر من احتضانها وهي تضحك وتقول : بنت اش فيك ؟؟ وهمست بعدها بحنان وهي تبعد عنها وتحاول ترفع راسها : خلاااااااااص , هذا كله عشاني , بنت , إرفعي راسك خلاص .. غطت سمر وجهها وهي تقول بوجع : ماني قادرة أوقف .. حطت سحر يدينها ورى ظهر أختها و رجعتها لحضنها وهي تقول : طيب صيحي براحتك .. وكملت بهمس متوجع : صيحي بدالي زي دايما .. لفت سمر يدينها حولين خصر سحر وهي تصيح من قلبها , قال سلطان وهو يشوف كل الحريم والبنات يصيحون بلا استثناء قال : مخبل والله إنه دموعكم زاااااااايدة .. ولف على زوجته لقيها تمسح دموعها بطرف مسفعها , قال بعصبية : حتى إنت معاهم , توني أقول عليهم مخبل .. لفت عليه وقالت وهي تمسح دموعها : قالولك الصياح حرام , مير إنتم الرجال قلوبكم حجر ما تحسون زينا إحنا الحريم .. لف سلطان على عياله الاثنين وأشر بعصايته على سلمى وهو يقول : شاهديييييييين , شاهدييييييييييين , تقول على قلبي حجر , هذا اللي ألقاه من أمكم , شوفوا شوفوا عشان يوم أقولكم بأتزوج وحده صغيرة تتحملني وترجع لي شبابي ما تقولون لي عندك الوالدة .. قالت أم أيمن دلوعة أمها : أبويه أنا كمان ماني راضيه , تاخذ على أم عبد الكريم , الله لا يقول .. قالت سلمى باعتراض : خليه , خليه , دحين اللي رادينك عيالك , عبد الكريم , عبد العزيز اللي يمنع أبوه أنا ماني راضيه عليه ... ولفت على سلطان وهي تهش بيدها وكملت ببرود : تبغى تتجوز روح , درب السلامه , أنا لو بأمنعك عشان خوفي عليك ربي يعذبك على بنت الناس اللي ما بتطول منك شي بتنام طول النهار عنها وآخر يا غير تكبس رجولك بفكس عشان الرمتزم هذا اللي يقولون عليه حق العظام .. لف عبد الكريم وجهه عشان ما يلمح أبوه ضحكته و عبد العزيز ما قدر يمسك نفسه , ضحك مع البنات اللي قاموا يضحكون على مهاوشة جدهم وجدتهم اللي ما تنتهي .. لف سلطان فجمد عبد الكريم ملامحه بسرعه وطالع في الأرض بأدب , فقال : آآآآآآآآ يالوصخ إي والله يالوصخ تضحك على أبوك , بلا سنون قول آآآآآآمين .. سكت عبد العزيز وحمحم وهو يمسح فمه ويحك ذقنه المحلوقه وهو يهمس لأخوه الكبير : لا خرجنا علمني كيف تمسك ضحكك .. همس عبد الكريم : لا تكلمني عشان ما أفكها كاي على قولة سامر , تراني بالقوة ماسكها .. وزادت حدة سلطان اللي ما وقف حربه الكلامية مع سلمى اللي قاعده تعدل في مسفعها وهي تقول بهدوء لنجلاء ولا كإنه في أحد يهاوشها : عادي , عادي , أبوك هو كذا يثور ويرجع يسكت , من يوم تزوجته وهو كذا .. : ##### .. زفرت وكملت كلامها مع نجلاء وهي تقول : وييي يا على الرجال الشياب ألفاظ , لا كبروا ماعاد يمسكون لسانهم .. ضحكت سمر من ضحك الجميع ومسحت دموعها وهي تطالع في سحر اللي طالعت فيها بابتسامة حلوة مشجعة .. جات غدير وهي شايله ربيع ووقفت بينهم وهي تقول : خلصتم مسرحيتكم .. وناولت ربيع لأمه وهي تقول : خذييييييي , كني ناقصة أنا ما أحسب ولدي ينام .. أخذته سحر قبل أمه لمن شافت عيونه مفتوحة على اتساعها وهو يتأمل السقف بشغف طفولي , صرخت : يا ناسو يا كلبو يا قميلة إنته .. وضمته وهي تبوسه على خده بقوووووة ... قالت هيام بدلع : بنت سحر روحي جيبيلي كاسة مويه .. رمتها سحر بنظرات بارده وهي تقول : الله خلق لك رجول ليه .. قالت وهي تحرك حواجبك : أقوووول أنا صرت خالتك .. وأشرت بسبابتها على الباب وهي تقول بحدة مصطنعة : يلا بسرعة تحركي .. ناولت ربيع لأمه وهي تقول بتهديد : خالتك هاااااا , سموره امسكي ولدك لأني بأسوي في وجه الدب ذيك شوارع .. وتحركت لهيام اللي شهقت وجريت وهي تصرخ : يا أميييييييييييييييييييييييييي ... ****************************
|
|
09-08-2012, 01:53 AM | رقم المشاركة : 116 |
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
رد: روايه جميله جدا
زفر وقال وهو يطالع فيها : زهوره ما خلصتي .. كانت جالسة عن يساره وهي مغطية وجهها وصوت نشيجها يقطعه شهقاتها اللي كانت تهز جسمها هز , قبض على معصمينها وبعد يدينها وهو يقول : خلاص بكى .. لفت وجهها عنه وقالت بصوت مخنوق : لا تطالع أكيد كحلي ساح .. ضحك وقال وهو يدنق ويطالع فيها عناد : وععععععععع خرعتيني , أول مرة أشوف بترول يطلع من العيون .. ضحكت وهي تسحب يدينها منه ومسحت خدودها بقفى يدينها لمن شافتها نظيفه قالت : ماشاء الله أصلي هالكحل .. ولمن رفعت بصرها له شافته ملتفت لها بكامل جسده وفي عيونه نظرة لأول مرة تشوفها , كانت نظرة غريبة , تخافق قلبها و فرت دمعه من عينها طالع فيها برعب وقال : خلااااااااص , اش فيك .. ابتسمت وهمست : دموع الفرحة ... مد يده ولمس دمعتها بسبابته ورفعها لفمه وقال : مالحه , يقولون دموع الفرحه حلوة .. ضحكت وقالت : أهم شي إنها أقل ملوحه .. ابتسم لها وهمس : يديم لي الضحكه وصاحبتها .. نزلت راسها بحرج وبعدت خصلات وهميه عن وجهها , ضحك وقال : متزوج تححححححفه أنا .. رفعت راسها وقالت بجد : جاسم .. ولمن شافته يطالع فيها بشكل يدل على استماعه نزلت راسها وبدأت تلعب في أصابيعها وهي تقول : ترى أنا ما كنت أبغى أدس عليك حكاية الدوا .. كان يحس براحة عجيبة من انتهاء المشكلة اللي شغلته و من قربها اللي عرف في الأيام الماضيه إنه ما يطيق بعاده ولمن ذكرت الدوا حس بتغير في مزاجه فقال بهدوء : انسي المو.. قالت بحزم : لاااا .. وطالعت فيه وهي تقول بصوت قوي : ما أبغى أرجع بدون ما تعرف كل شي .. ورجعت نزلت راسها وهمست : أنا في البداية كنت أحسبك داري , وفي ذاك اليوم لمن رجعنا من بيتكم وكنت تعبانه قلت لك بأروح أشرب الدوا لكنك صدمتني لمن سألتني أي دوا انتي مصدعة ولا شي ؟؟ وعرفت لحظتها إنك ما تعرف عن الدوا وهذا صدمني أكثر , أمي وأبوية والبنات , الكل يعرف عن الدوا , كيف يطلع إنك إنت الوحيد اللي ما يدري , المهم كنت مقررة أكلمك في موضوعه وكل مرة أستجمع شجاعتي عشان أقولك لكنها تخوني في آخر لحظة وتخليني أتراجع , وبعدها وقفته فشفت إنه مالي داعي أخبرك .. سألها بحيرة : وليش تخونك شجاعتك ؟؟ لاحظ إنها كانت تفرك يدينها بقوة وتعصرها بتوتر , مد يده وحطها على يدينها , رفعت راسها وهمست : كنت أبغى حبك مو شفقتك ... فتح عيونه على اتساعها وقال بصدمة : شفقه , عمري حسستك إني مشفق عليك ؟؟.. هزت راسها بلا وطالعت في عيونه و هي تكمل بنفس الهمس : خفت إنك .. خفت من .... زفر و حط يده على فمها يقاطعها وهو يهمس : مايحتاج نتكلم في هالموضوع , انتهينا منه صح ؟؟ طالعت فيه بحب عميق , حب حسته بيغرقها ويهشمها من قوته .. رفع حواجبه و قال بصوت ثقيل : لا تطالعين فيه بهالعيون لأننا محنا في بيتنا يعني ممكن أتهور ويجي أخوك فجأة و .. شهقت وضربته وهي تقول بوجه محمر : خلاص فهمت .. ضحك على خجلها , قامت وهي تقول : أجيب لك شي تشربه و ... قبض على معصمها ورجعها مكانها وهو يقول : شبعان ومرتوي , إجلسي إنت بس .. قامت وهي تقول : شي بسيط بـ .. رجعها بقوة ولف عليها وضمها وهو يهمس بصوت مخنوق : خليك جنبي ما أبغى شي ثاني .. رن جرس الباب فشهقت بقوة وبعدته وهي ترتب شعرها ولبسها , ضحك جاسم على منظرها وقال : فجعتيني , اللي يشوفك يقول ممسوكين بجرم , حرمتي وضميتها .. ضربته على كتفه وقالت : أصصصصصصص .. وقامت بسرعة ووقفت عند الممر لمن سمعت صوت فتح الباب , طالعت فيه بصدمه وهي تأشر عليه وتقول خرجت بالثوب المصريييييييييي .. حك شعره وقال بغيض : كله منك ومن زوجك , يكون في علمك قعدت جوة السيارة عشان محد يشوفني خارج الشارع بلبس البيت .. ضحكت و قالت : آآآآآآسفه يا قلبي .. ابتسم لمن شاف ضحكتها وقال وهو يتقدم : أشوف الوجه منووووور .. وطالع في الصالة وابتسم لجاسم اللي كان جالس ومبتسم , رفع يدنه وقال : الله يديم ضحكتكم , ولا يفرقكم في يوم .. نزلت أزهار راسها مستحية منه وقال جاسم : آآآآآآآمين .. مسك عمر كمها من عند كتفها وقال بمزح : يلا لو سمحتي , بيت زوجك ولا أشوفك عندي بعد كذا .. وأشر على جاسم وهو يكمل : وإنت معاها , يلااااا , لاااااااا أشووووووف ظل واحد فيكم قبل شهر شيبتوا راسي , ولا أقول , تعالولي أول رمضان عشان تباركون لي بالشهر .. ولمن سمع ضحكهم ضحك معاهم وهو يحس بالراحة من عودة المياه لمجاريها , دقايق واستأذن جاسم عشان عنده مشاوير لكنه طلب من أزهار تجهز نفسها عشان ترجع معاه بعد ما يخلص مشاويره , أزهار كانت تتمنى لو تقوله ما أدخل إلا لمن تنفذ طلباتي لكنها ما حبت تسوي بلبلة زيادة , هو أعطاها كلمته ولازم تثق فيه وإنه حينفذها .. ********************* الساعة 1 بعد منتصف الليل : شقة نجلاء : سكون الغرفة شبه المضاءة ما كان يخترقه سوى صوت مكيف الهواء اللي يتعالى ما بين فترة وفترة , تأملت صفحات الكتاب اللي تقرؤه على مكتبها وهي ترفع كوب القهوة التركيه التي تعشقها لفمها .. (( ................... )) يد ثقيلة وضعت على كتفها , طاح الكوب من يدها وانسكب السائل الحار على فخوذها , شهقت بقوة وفزت من مكانها وهي تصرخ بوجع .. : وسااااااااااام .. لفت وسام على هيام وهي مبعدة التنورة عن جسمها وهي تقول بعصبية : كم مرة قلت لك لا تفاجئيني ... قالت باعتراض وهي تجري بعبايتها خارجة من الغرفة : مافاجأتك , بس حطيت يدي , أروح أجيب ثلج وموية .. غمضت وسام عيونها بقوة وهي تستغفر ورجعت فتحتها لمن سمعت صوت نجلاء اللي دخلت ورى هيام اللي شايلة جك مويه وقالب الثلج , ابتسمت وقالت : بسيطه , شلت التنورة على طول , بس لسعه .. مسكتها نجلاء ودخلتها للحمام وهي تقول : لا حول ولا قوة إلا بالله , إنت ليه دايم تصير لك هالأشياء .. قالت هيام وهي تفك العباية وترميها على السرير قبل ما تدخل معاهم الحمام : لأنها منحوسه .. قالت وسام بحزم : بنت مايجوز هالكلام و ... شهقت لمن صبت نجلاء الموية البارده عليها وهي تقول : لازم تخلعين التنورة .. ضحكت وقالت : قدامكم , ليييييييييه ؟؟ شاطئ العرايا , أخرجوا وأنا أفكها لوحدي .. لمن خرجوا نزعت تنورتها اللي تفوح منها رائحة القهوة وبعدت بصرها عن البقع الدائرية الغامقة واللي تكرمش الجلد بداخلها بطريقة بشعة , عدة دوائر صغيرة ما يتجاوز حجمها السم الواحد , صبت الموية الباردة وفركت جلدها اللي بدأ يحمر بالثلج إلين حست بتجمد خلاياها ومسكت علبة العسل ودهنته على جلدها وهي تقول بداخلها ~ منتي ناقصة عاهات يا وسام ~ العسل الجامد بدأ يتقاطر بسيولة الماء بسبب حرارة جسمها اللي ذوبته , كانت تتطالع في القطرات اللي تقطر على أرضية الحمام , لونها البني المحمر يتحول لذهبي صافي من أثر توسعها , ذكرها المنظر بذيك القطرات الحمراء اللي كانت تتقاطر على نفس البلاط قبل أعوام سحيقة , أعوام ما محت ذكرى الوجع اللي كان يلفها والسكاكين اللي تخترق جانبي أسفل بطنها وأنينها الخافت المختلط بصوت أنفاسها اللاهثه ودموعها المنسكبة وهي تدهن فمها بملوحة مالها وصف , قامت بسرعة و غسلت العسل اللي حسته أخذ وقته وهي تصرخ بداخلها ~ خلاااااااااص إنسيه , إنسيه يا وسام ~ و لفت نفسها بمنشفة وعقدتها على خصرها و طالعت في صورتها المنعكسة في المراية وهي تقول بداخلها ~ عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ~ ابتسمت لصورتها وخرجت من الحمام وهي تقول : خلصت العملية بنجاح .. جلست على سريرها وهي تضم أطراف المنشفة عشان تتأكد إنها ما تتكشف قدام أمها وهيام اللي قالت وهي حاسه بتأنيب الضمير : سامحينييييييييييييييييييييييي والله , ما قصدت أفجعك .. ابتسمت وسام وقالت : عادي , كل بقضاء وقدر يابنت , مكتوب لي وأنا في بطن أمي .. نسيت هيام عقدة الذنب وهي تقول بحماس وبصوت ممطوط : جدي خبر سحـــــر وسمر صاااااااااااحـــــت والكل انفجع من الخبر , وتصدقيييييييييين , سحر رفضت تقابل صقور , قالت مره وحده في العيد تقابل أهلها الجدد كلللللللللللللهم و أريج تقوووووووول ... كانت وسام تستمع لها بابتسامة هادئة وهي تهز راسها , قامت نجلاء وهي سادة أذانيها بعد فترة وهي تقول : الله يعينك يا وسام على ثرثرتها ... كانت وسام معتادة على ثرثرة هيام اللي مالها حد , ولمن مرت ساعة وهي لسه تبربر راحت لمكتبها ومسكت كتابها وصكته ورجعته لدرجها ونظمت المكتب وراحت للدولاب تخرج لها بجامة وهي تقول : وبعدين اش صار ؟؟.. كانت هيام بعفويتها بلسم لجراحها الكثيرة ~ لو في حسنة وحيدة سويتها في حياتك يا عمي هو إنك جبت هالبنات لهالدنيا , الله يسامحك وين ماكنت , الله يسامحك ~ : وأريام تقول إنه سطام يبغى يكمل دراسته علشان كذا مقدم على الماجستير و .. اسمه استثارها وخرجها من أفكارها , ابتسمت بحنان وهي تهمس : الله يسهل له .. ************************** في نفس الوقت في جدة : عند شقة أزهار وجاسم : كانت أزهار تحس بتوتر وهي واقفة قدام باب شقتهم اللي فتحه جاسم وهو يقول : نورتي البيت , تفضلي .. رفعت غطاها بعد ما دخلت وهي تسلم وابتسمت , حست براحة من مجرد الدخول للبيت , حست بالأمان وإنها اشتاقت لكل ركن فيه ~ سبحان الله كيف الإنسان ~ نزعت عبايتها وتفاجأت لمن شافته يتناولها عنها ويعلقها في الشماعة , طالعت في باستغراب فابتسم وهو يأشر للداخل وهو يقول : تفضلي .. أول ما دخلت لاحظت إنه في شي غريب في الصاله المظلمة , فتحت الأنوار وشهقت لمن شافت الكيكه اللي على الطاولة وحولينها صحون ورق عنب ومعجنات وأكواب وعصيرات , غطت فمها بيدينها وهي تتأوه و تقول : جسووووووووم .. ابتسم وقال بتردد مو من عادته : حاجة بسيطة , كل شي سويته بسرعه بسرعه وعلى بال ما كنت أسويها جا واحد من الشباب أخذ الريسيفر والعود .. وتقدم منها وسحبها للطاولة وهو يقول : تعالي إقري .. اتسعت عيونها لمن شافت الكلمة الوحيدة اللي تتوسط سطح كيكة الشوكلاته (( أحبك )) .. غطت وجهها وهي تحاول تمسك دموعها عشان ما يقول عليها صايرة بكاية لكنها ما قدرت , كان اللي يصير فوق مستوى تخيلها , ضحك وقال : اش فيييييييييييك ؟؟ إنتي قلتي ما تبغين تسمعينها فكتبتها .. ولمن شاف صمتها عرف إنها تقاوم صياحها , همس بخفوت : تبغين تصيحين صيحي .. ما خلص كلمته إلا وهي جالسه على الأرض على أطراف رجولها وهي تصييح من قلبها وتقول : شكرا , والله ما تصدق قد ايش فرحتي , أحلى مفاجأة تلقيتها في حياتي .. زفر وجلس جنبها وحط يده على ظهرها ومسدها بصمت وهو بداخله يقول ~ شكرا يا مطلق , شكرا على كل اللي سويته ~ .. *************************** ............... يتبع .. وبعدها بفترة في فيلا عبدالكريم : صكت سحر جوالها بعد ما أنهت مكالمتها مع عدنان اللي تأسف منها إنه ماقدر ينزل من الشرقية عشان يكون معاها ووعدها إنه بيجي في أقرب فرصة , طالعت في الظلام الحالك اللي يحيط بها وهي منسدحة على سريرها , حطت جوالها على الكومدينة وتلحفت وهي تدفن وجهها في المخدة .. ومن وسط الصمت استعاد عقلها صوت ماهر وهو يقول بحماس : ما أتخيل إنه صقر من بين الناس كلها هو اللي متقدم لسحر .. تلاها ضحكة سامر وهو يقول : أنا أستنى يقولون لها الموضوع عشان أشوف وجهها و .. توقفت ذاكرتها عند هالحد لأنها شردت من المكان وهي خايفة ومستحية إنهم يشوفونها ويعرفون إنها سمعت اللي قالوه وهي جاية تناديهم للغدا .. ~ خالي بالرضاع , طلع خالي بالرضاع , حكمتك يارب , رحمتك يارب ~ دمعة وحيدة تسللت من عينها وبللت مخدتها تلاها صوت استنشاقها للهواء وهي تمسح أنفها بالمنديل .. ************************ بعدها بخمسة أيام : الأحد 25 / 8 / 1427 هـ في فرنسا الساعة 8 صباحا : (( اليوم : السبت 30 محرم 1427 هـ الساعة : 4 عصرا .. الحالة : سحب متراكمة تعصف بها الرياح منذرة بمطر هائل .. أرجوك يا إلهي إرحم ضعفي وقلة حيلتي وهواني على النااااااااااس .. ربي ليس لي سواك .. فتاتين عشرينيتين وثلاثة شبان في يوم واحد ... آآآآآآآآآآه يا قلبي المكلوم .. وقفت في تلك الغرفة الباردة وأنا أشعر أن أطرافي أكثر برودة من تلك الأدراج المعدنية اللي تملآ الغرفة , سحب الأول و كم هو شعور مؤلم متضارب حين يفتح الغطاء ليكشف عن ميتة تتمنى من كل قلبك أن تكون أختك ليرتاح قلبك المطحون بالمشاعر و تدعو في ذات الوقت ألا تكون هي حتى تمني نفسك بأمل مرير .. ليست أزهار .. لا هي ولا التي تليها .. من تكونان إذن ؟؟ أين أهلهما ؟؟ هل ماتتا غرقا ؟؟ أم بنزيف أم .... : الجثة التالية .. يال قسوته هذا ما صرخت به بداخلي عندما سمعت صوته البارد المتأفف الذي ينبه إلى نفاذ صبره , وكما كانت سابقتها , شعرت بنفس الشعور .. همست وأنا أنظر لآخر الجثث : ليس هو .. لا أدري هل قلتها براحة أم بضيق من أفكاري التي صرخت أنها لن تعلن احتضار تكونها بداخلي كل ليلة .. أين هماااااااااا ؟؟ أزهار , عمير , أين أنتما ؟؟ حيان , جائعان , مريضان أم ميتان في عمق البحر أو محروقان حتى الموت أو ... في بطن إحدى المخلوقات .. ربااااااااااااااااه ارحم ضعفي , ربااااااااااااااه من لي سواك أشكو له وأبث له حزني .. رحمك الله يا عمار , رحمك الله يا أماه .. ماذا سأفعل الآن ؟؟ استعدت البيت ولكني بلا أهل , بلى مااااااااااااال .. حتى الجامعة تطالبني بإعادة أوراقي ومراجعتها , هل ستذهب الوظيفة كما ذهب غيرها ؟؟ لا بأس , فأنا فقدت الأغلى .. أتوسلك أيتها الأمطار لا تهطلي الآن , لا تهطلي لأن رياح وجعي تكفي لـ )) صك الدفتر بسرعة ورفع راسه لمن ناداه نايف وهو يقول بلهجة نجدية ثقيلة : تأخرنا على المحاضـــرة , تحررررررررررك .. انتبه للساعة فحط الدفتر في درج سرير وتحرك بسرعة وهو يشيل شنطة المحمول وجواله المحطوط على الكومدينه وهو يصرخ : مطوووووووووور ترانا مشيناااااااااا .. ما وصل لرصيف الشارع إلا ومطر سابقه على سيارة نايف , ثبت يده على طرف الباب ونط جوة السيارة وجلس على المقعد برشاقة وهو يقول بلهجة خليجية : رزوقو لا تبطي ترا ورانا محاضره .. رماه عبد الرزاق بنظرة بارده وهو يقذعه ببعض السباب باللغة الفرنسية قبل ما يقول : ترا لا تخلينا نغير رأينا ونطردك من الشقة بعد ما نسوي حزب سعودي .. قال بتريقه : سوها وورنا شطارتك إن كان فيك خير .. أول ما وصلوا الجامعة لقيوا ميشيل في انتظارهم , نزل عبدالرزاق من السيارة وفرد يدينه يتنفس الهواء البارد وهو يقول : cooooooooooool .. وانتبه لساره اللي جات ناحيتهم وهي تمشي بهدوء وهي ضامة حقيبتها الواسعة , ابتسم وقال : صباحو .. ابتسمت وقالت : خيرو .. على الرغم من باعه الطويل مع البنات الفرنسيات إلا إنه ساره بالذات ما كان يقدر يقرب منها أو يحاول يستميلها رغم إنه نظراتها تفضح حبها له , يمكن لأنها من أب سعودي , كانت تطالع فيه بنظرات خجولة , ابتسم وقال : أحلى شي إنك أخذتي عيون أمك وخشم أبوك .. دنقت راسها بخجل في نفس اللحظة اللي رن جواله , رفعه ولمن شاف الرقم طنشه ورجع طالع في سارة و ضربها على كتفها وقال : يلا انقلعي لمحاضرتك .. ولف على الشباب اللي سبقوه وتحرك لهم وهو يناديهم بصوت عالي .. ************************** في نفس الوقت في جدة : فيلا حمده : الساعة 10 صباحا : كانت الضجة تسود المجلس الكبير الجوهرة تزاعق تنادي بنتها ريناد وهي مدده رجولها فوق مسندة حطتها تحت ركبها عشان الحنا اللي في رجولها ورافعه يدينها اللي جلست سمية تغطيها بأكياس عشان تترطب و سفانة منسدحه وهي ضامه لحافها بتعب , والبندري جالسة حول سفرة فطور مفروشة على الأرض ومعاها العنود و ريم و أسماء و خوله , و الخنساء جالسة جنب أمها تقشر لها الحنا اللي نشف وهي تقول : سارونه تحركي جيبي الفكس قبل ما أخلص التقشي .. زفرت سارة وهي تقول : كل شي سارة , سارة , أنا بأغير اسمي والله .. سألتها العنود : وبتغيرينه لإيه ؟؟ قالت بضيق : ولا شي عشان محد يناديني .. قالت سفانه وهي تعدل راسها المصدع على المخدة : طيب يا ولا شي تحركي بسرعة وجيبي الفكس من عند غرفة جده حمده .. تأففت وهي تقوم , قالت خوله : يا ربي أنا نفسي أعرف , هالبنت تتأفف على الطالعة والنازلة , حتى أول ما تقوم من النوم تتأفف , اش أسويلها ؟؟ مو إحنا من صغرنا كرفونا اللي أكبر مننا وما قلنا شي .. ضحكت الحناية اللي قاعدة تحني يد الهنوف اليسار وقالت بلهجة سعودية ما تدل على جنسيتها السودانية : ياااااااا , هو بس التأفف اللي طالعين فيه , الله يرحمنا برحمته و حالهم صارت تخوف .. وافقتها هدى اللي جلست ممدده رجولها المتحنية والمغطاه بأكياس وهي تهز يدينها عشان تنشف الحنا , و قالت علا مرة جلال وهي مستسلمه ليدين بنت الحنايا اللي ما جاوزت الـ 18 سنة : عادي تأفف البنات , قصدي من كثر شغلهم في البيت , أنا اش أقول , والله يا علي ياغير يتأفف ومن إيييييييييه , من الزهق , جاب لي الجنان الله يصلحه .. قالت العنود لمن شافت مرة عمها بتخلص : عمتي علا أنا بعدك .. قالت خوله : نعـــم , أنا بعدها .. لفت عليها العنود وقالت : روحي عند أم أحمد .. قالت أم أحمد من دون ماتلتفت لهم وهي تعصر المخروط اللي حاشيته بالحنا وتحركه بحركات سريعة بارعة تشكل رسومات في قمة الروعة : أنا لا خلصت الهنوف بأبدأ في العروسة .. لفت ريم على العنود وسألتها : ليش مستعجلة ؟؟ قالت وهي تخرج نوته من جيب تنورتها : لأني أبغى أخلص قبل الظهر , والحنا يقعد ساعتين على الأقل , ورايا أروح المشغل بعد الظهر عشان أجيب فستان أمي وريناد و تنانير البندري اللي وديناها للتضيق ووو .... فتحت الصفحة الثانية من النوته وهي تقول : ناقصنا غراء مسدس عشان البطاقات اللي بنثبتها على الهدايا اللي بنوزعها قبل الزفة و ... قالت بتعب : خلاص , خلاص , تعبت من التعداد .. رجعت العنود النوته وهي تقول : تراني بآخذك معايا السوق .. : ياسلااااااااااام , بتهلكيني أكثر مما أنا مهلوكة , لا تخليني أقول ليتني رحت مع أمي وعهود لبيت جداني .. قالت العنود : غصصصصصصصصصصصب عنك بتروحين , أم الخيييييييير سفسف تعبانه ولا كان أخذتها معايا , بعدين محد ضربك على يدك وقالك لا تروحين معاهم .. قالت ريم : أم أحمد حناها أحلى من الحناية اللي هناك .. ضحكت أم أحمد وشكرتها والعنود تقول : بسسسسسسسس , عشان الحنااااااااا .. ضحكت ريم وقالت : لا مو بس كذا , تعرفين ليه , ما أقدر أستغني عنكم و بعدين هذه آخر يومين مع البندري فأبغى أقعد معاها أكبر قدر ممكن ... قالت هدى بهدوء : عنود لا تنسين عمك عبد الكريم بيجي اليوم بعد المغرب مع أهله عشان يقدمون الهدايا ويحددون كل شي .. طاحت الزيتونه اللي كانت رافعتها لفمها من يدها لمن سمعت اللي قالته أمها , وتمالكت المغصة اللي صارت ترافقها دوم ~ قالتلي سحر أمس إنهم جايين بس ما صدقتها , ياربيييييييييييييييييييييييييي ~ وقالت بهدوء مصطنع : يمه الله يهديك , أنا ما بتأخر إلى بعد المغرب .. ابتسمت سفانه لمن سمعت صوتها اللي لاحظت فيه توترها وقامت من سدحتها بعد ما خف عنها الصداع وراحت تشاركهم الفطور اللي خلصوه كله تقريبا وما بقي منه إلا النزر القليل ... ************************* بعد العصر في مستشفى العسكري : في مكتب مطلق : تعالت ضحكته قبل ما يمسكها وهو يحمحم بحرج , قال جاسم وهو يضحك : المهم إنه ناوي يجيك هو الثاني , بعدين تعال إش هالضحكه اللي إنت ضاحكها , من أول مسوي فيها برستيج وجامد وإنت من جمبها , ضحكتك تقول ضحكة رقاصة في بار .. فتح مطلق عيونه على اتساعها و قام من مقعده وقال وهو يسحب جاسم : طيب إطلع من مكتبي , يلا لو سمحت , شكرا على الزيارة .. ضحك جاسم وقال : من جدي أتكلم .. قال مطلق بغيض : وأنا كمان من جدي أتكلم .. قام جاسم وقال بهدوء : جزاك الله خير , والله جيت عشان أشكرك , الحمد لله الحال من حسن لأحسن .. ابتسم مطلق وقال بصدق : الحمد لله , لا شكر على واجب يا جاسم .. صافحه جاسم وشد على يده بقوة وهو يطالع فيه بامتنان , ابتسم مطلق ورافقه لخارج المكتب , وأول ما فتح الباب وشاف الطلبة ابتسم لهم , دنق عليه جاسم وهو يعدل شماغه ويهمس من بين أسنانه : الله يعيييييييينك , والله ماعندهم ماعند جدتي , الكتاب باين من عنوانه .. بالقوة ضبط نفسه ومنع ضحكته من الخروج قدام طلبته ولف على جاسم وقال بابتسامة رزينة : في آمان الله يا جاسم .. غمز له جاسم وهو يهمس : أموت أنا على الرزة .. رماه بنظرة تحذير فودعه جاسم وتحرك خارج من المستشفى , راقب جاسم إلين اختفى عن نظره , وابتسم بعدها و لف على طلبته يقولهم اش واجباتهم لهذا اليوم ... ************************ : المهم إنه جا عمي بعد موشح عبد الله وبربر وطلع وسخ قلبه وخرج مع زوجته اللي ما قصرت حتى هي وأنا بداخلي أقول مع نفسهم , يتكلمون مع نفسهم .. ضحكت أزهار وهي تقول : أموووووت أنا على الناس الجامده , والله أنا فخورة بك يا مشاعل .. : والله هذا اللي ناقص , قال إيه قال بالطيب بالغصب بتاخذين ناصر , ناصر أولى من الغريب , وعناد فيهم رفضت ناصر واللي متقدم كمان , أنا بكيفي أتزوج اللي أبغاه وأوافق عليه .. تنهدت أزهار وقالت : والله إنهم , كيف جا في بالهم يجوزونك غصب وين عايشين إحنا .. : تخلللللللف , المهم أنا ما اتصلت عشان أغثيك بسيرتهم , بغيت أسألك جاية تقدمين على الوظيفة اللي قلت لك عليها .. زفرت وقالت : حاليا لا , قاعده أجاهد عشان أرجع أزهار القديمة وأتناسى تأثير الحبوب ومن ذي الأشياء في عقلي مشغول حاليا وما أفكر بوظيفة .. انفتح الباب ودخل جاسم فقالت بسرعة : شعوله أكلمك بعدين , جسوم جا , مع السلامة .. صكت الجوال وقامت ترحب بجاسم اللي ابتسم لمن شافها بعبايتها وقال : ما شاء الله , مستعدة .. قالت بحماس : من ساعة , يلا أخاف تروح الحناية وأنا ما تحنيت .. قال ببرود وهو يجلس على الكنبه : أبغى أشرب شوية شاهي بعدين نروح .. سكتت متفاجأة لكنها تمالكت مفاجأتها بسرعة وقالت وهي تفك طرحتها : أبشر , ثواني ويكون الشاهي عنـ.. ضحك وقال يقاطعها وهو يقوم قبل ما يسحبها للباب : تحركي قدامي , إنتي مافي شي يعصب بك لاطعك ساعة وبعدها أقول شاهي تقولين أبشر .. مافهمت اللي يقوله ولمن استوعبت فتحت عيونها وقالت بصدمة: إنت مسويها بالقصد , جسوموووووووووو , يا حبك للعب بأعصابيييييييي .. ************************ بعد المغرب في فيلا حمده : ~ بلاهة , تخلف , غباااااااااااااء , اش هالشعور المحرج اللي أحسه , والله تخلف , تخلف , عنوووووووووووود , ارفعي راسك , سحورة ماغيرها اللي قاعده قدامك ~ رفعت راسها وطالعت في سحر الجالسة جنب خلود ومرة خالد , ولمن شافت سحر ماسكة ضحكتها كشرت بوجهها وقاومت إنها تمد لسانها لها .. : كيف حالك يا عروسة ؟؟ التفتت لخلود برعب وهي تبلع ريقها وابتسمت بتردد وهي تهمس : الحمد لله .. قالت مرة خالد بمرح : ايش فيك ؟؟ حتى صوتك ماينسمع , وييييييي تراني فرحت من قلبي لمن قالوا لي سلفتك مرحة وفرفوشة وتشيل المكان بضحكتها .. ابتسمت خلود وهي تدقها وضحكت سحر على العنود اللي ابتسمت بخجل وهي ترميها بنظرات غيض , كانت تصرخ بداخلها ~ خليني أستفرد بك والله لا أنحرك يا شيخة ~ قالت أزهار وهي راحمتها : هي حبوبة ومرحه لكنها ساكته لأنها مستحية حبتين .. قالت البندري بتريقة : إيييييييييييييه باين مستحية .. وكملت سحر بسخرية : مستحية يا بندري حراااااااااام عليييييييييييييييييك .. طنشتهم العنود وهي تغلي من جوة , ولمن قامت تصب القهوة وقفت عند سحر وتناولت منها الفنجان ومدت رجلها ودعست رجل سحر من دون محد يشوفها , تأوهت سحر وسحبت رجلها وهي تهمس : يالمجرمة , قطعتي أصابيعي .. ابتسمت العنود وقالت من بين أسنانها : عشان تبطلين تريقة , يالدب يالـ ### .. قهقهت سحر وهي تهمس : السبة مهي لايقة على الشياكة والابتسامة أبببببببببببدا , لا محنية كمااااااااااااااان .. راحت عنها العنود ورجعت جلست في مكانها بين أمها و الهنوف اللي ابتسمت لها بتشجيع , لفت الجوهرة على أزهار وقالت بهدوء : أزهار جيبيلي صحن الحلى .. قامت أزهار وجابت صحن الحلى وناولته لها , همست الهنوف وهي تدنق على العنود : لاحظتي ولا خجلك المصطنع مو مخليك تشوفين شي .. لفت عليها وهمست بغيض : أولا خجلي مو مصطنع , إنتم ليش ما خذين عني هالفكرة , ثانيا إيوه ملاحظة وحاسه بغليااااااااااااااان بداخلي .. همست الهنوف : أولا لأنه مو لايق عليك الخجل , ثانيا الجوهرة من جات أزهار إلى الآن وهي كل شويه تطلب منها طلب , البنت ما قعدت زي الناس .. طالعت العنود في ازهار المبتسمة وهي تكلم مرة خالد وهمست : والضعيفه ممشيتها , مو معقوله هذا كله طلبات , الجوهره حاقده على أزهار بشكل مو طبيعي ولسبب مجهول , يعني تتصيد لها الأخطاء و ... قطعت كلامها لمن قالت الجوهرة : الناس تحط الثلاجة في اليسار والفناجين على اليمين عشان لمن تصب تقدم باليمين .. ابتسمت أزهار اللي كانت ماسكه الثلاجة بيسراها عشان تبغى تفك غطاها بس , ~ يعني بالله في أحد ما يعرف هالشي , استغفر الله العظيييييييييييييييييم , استحملي يازهوره لأجل عييييييييييييييييين تكرم مدينة ~ ابتسمت بهدوء وفتحت غطى الثلاجة وغيرت مكانها ليمناها وبدأت تصب للفناجين الفاضية .. قالت الهنوف بهمس : والله لو أنا مكانها كان أغمى علي .. رصت العنود شفايفها وسحبت نفس وخرجته وقالت بعدها : الحمد لله إن أهله هنا ولا كان رحت وتضاربت معاها أم لسانين .. وانتبهت لظلال عند الباب , ابتسمت لمن شافت سفانة وريم ووراها بقية البنات يأشرون لها بحماس ومسكت ضحكتها لمن شافت خوله تضربهم وتسحب فيهم قبل ما تدخل وهي تسلم بهدوء , سلمت على الموجودين وجلست وهي ترحب فيهم , رجعوا البنات عند الباب مستغلين إنه الضيوف ما يشوفونهم وبدأوا يسوون حركات مضحكة قدامها , كانت تعرف إنهم متحمسين يبغون يدخلون من شدة الحماس لكن معروف عندهم لمن يجون أهل العريس ما تدخل أي بنت غير العروسة لهم .. *** حافظ عدنان على هدوؤه لمن قال صالح بعصبية : ماتسوي جوازين .. وعبد الكريم يقول : أنا الحمد لله بخير ونعمة بأسوي لك واحد فيهم عرس , بعدين البنت ما تقدر تجهز نفسها في شهرين وشوي .. قال صالح : مادام الولد جاهز والمهر موجود وكل شي متيسر إش له داعي العجلة , بعدين اش الصرف هذا , تجوز ماهر وبعدها بشهر ولا شهرين تجوز عدنان , خلهم كلهم في يوم واحد .. كان أحمد ملتزم الصمت والكل كمان لأن الإتفاق بين الكبار , طالع عدنان بترقب في صالح وهو يحس بتوتره يزيد , لو أصر على اللي يقوله معناته جوازه بيكون في نهاية ذو القعدة , حبس نفسه لمن زفر أبوه وهو ينقل بصره بين صالح وأحمد وجلال .. ورجع طالع في عدنان وهو يسأل : ها عدنان .. قال بلا تردد : الشور شوركم , اللي تشوفونه مناسب سووه , إذا الموعد يناسب العروسة أنا ماعندي مانع .. ابتسم صالح وقال : على بركة الله .. أطلق نفسه الحبيس وضبط أعصابه قدامهم وهو يحس بأعاصير غريبة بداخله .. ابتسم له جاسم وقال بهمس وهو يدقه : بتدخل السجن بعد شهرين وشويه بسسسسسسسس .. ابتسم بهدوء وطنشه , لكنه رجع يدقه وهو يقول : إلا ما قلتلي ليش كنت منرفز حدك من مزحتي , هااااااااااااا .. لف عليه عدنان ولمن شاف نظرة الخبث المتسلية رفع حواجبه بهدوء وهو يقول : أنا كنت متنرفز , يتهيأ لك .. : عيني في عينك .. طالع فيه ببرود , ضحك جاسم وقال : يا حلاتك يالبارد إنته , والله من جنبها , كني ما أعرفك .. ابتسم عدنان ورجع التفت للكباريه وهو يقول بداخله ~ معقوله زواجي بهالسرعة ~ .. ولمن قرب وقت العشا اتصل خالد بأخته وقال لها يطلعون .. *** توادعوا الحريم عند الباب وقالت سحر وهي تضم العنود : مبروووووووووووووك يا عمود الكهرب , والله فرحت لكم من قلبي .. ضربتها العنود مستغلة خروج خلود ومرة خالد وقالت : ترااااااااااب , أنا عمود كهرب .. ضحكت وأشرت على أزهار وقالت : أزهار أطلقت هاللقب وخلاص صار ماركتك .. : سحـــــــر .. غطت وجهها وسلمت على العنود وقالت : هذي من أمي , تقولك سامحيها اللي ما قدرت تجي .. استحت العنود من تأسفها وقالت باعتراض : لاااااااا , والله عادي , مو لازم تجي .. ولمن انتبهت لغلط كلمتها طقطقت بلسانها وقالت : لالا , مو كذا , ماقصدت إنه مالها داعي تجي , قصدت , إنها ما يحتاج تجي , لا , كيف أشرحها .. انفرطوا ضحك عليى ارتباكها , ضربتها سحر وقالت : فاهمة خلاص .. وقالت الهنوف بهدوء : قصدك إنه ما يحتاج تتعب نفسها , وإنك مقدره .. أشرت على الهنوف وقالت بحماس : إييييييييييييوه , هذا اللي كنت أقصده , هو هذا , نفسه , تخيلي إني أنا اللي قلته .. خرجت وهي تقول : والله إنك تحححححفة .. ولمن انصك الباب ضربت جبهتها وهي تقول بقهر : اش هالكلجه ؟؟ قالت الجوهرة وهي تمط شفايفها : أصلا طول عمرك ما تعرفين تهرجين وما توزنين كلامك قبل ما تخرجينه , ترمين الكلام كذا بلا عقل زي الهبل بعدين تفكرين فيه .. سكت الكل مذهولين من كلامها , لكن العنود قالت بمرح : أنا منشكحة عشان زواج بندوري عشان كذا ما بأعلق على كلامك الرقيق ووو .. لفت على البنات وقالت حماس : بنوصي عشااااااااااااااااااااااااااااااااا .. وتحركت بسرعة وهي تقول : وين شريط الزفة حق العروسه خلونا نسمعه وإحنا نتعشى .. سحبوها البنات وأصروا عليها تفتح الهدايا , كانت أربع هدايا مغلفة بتغاليف حمراء مذهبة أنيقة , ساعة وعطر وطقم ذهب أصفر و سحبة ذهب مخلط , كانت البنات يتناقلونها وهم يسمون وحمده تهاوشهم عشان يرجعونها لعلبها وهي تقول : يعلللللللكن ما تكثرن , الناس لسه ماركبوا السيارة , لو نسيت وحده غطاها ورجعت عشانه ولقيتكم متبركات تتفرجون في الهدايا .. قالت العنود اللي جالسه عند رجولها على الأرض بمزح : جده مستحيل تخرج وحده من دون غطاها .. مدت حمده يدها وشدت خصلة من شعر العنود اللي لمته بطريقة ناعمه , تأوهت العنود وقالت بسرعة عشان تخرج جدتها من عصبيتها وهي تناولها الطقم : جده شوفي , حلو مو ؟؟ *********************** عصر الاثنين 26 / 8 / 1427 هـ في فيلا أحمد : اليد القوية اللي قبضت على يدها المنقوشة بالحنا اللي شايله القلم والصوت المرح الممازح وصاحبته تقول : في مجال تتراجعين .. بعدت البندري نظرها عن الدفتر والتفتت للعنود اللي تابعت بنفس المرح وهي تخاطبها بصيغة المذكر : بندر لا توقع على وثيقة موت يا أبو الشباب , ترى الزواج سجن , إسأل مجرب ولا ... ضربة جاسم اللي صفعت جبهتها سكتتها وهو يقول : صكي حلقك وخلي البنت توقع .. ضحكت البندري ووقعت على الدفتر والبنات يغطرفون وهم واقفين جهة المطبخ ويطالعون للصالة اللي وقف جاسم وسطها وهو ماد الدفتر للبندري اللي جالسة بإحراج على الكنبه وحولينها أخواتها وأمها وعمتها نورة , وبعد ما ناولته القلم طالع فيها للحظة قبل ما يدنق ويسلم على جبينها , انعصر قلب أزهار على البندري اللي طالعت فيه بذهول قبل ما تدمع عيونها , غطت وجهها بسرعة فضمتها الهنوف وهي تبلع ريقها بسرعة عشان ما تنزل الدموع اللي بدأت تهدد عيونها , قالت العنود وهي تدفه عشان يروح لمجلس الرجال : بسسسسسسس هذا اللي لقيناه منك , صيحتها , بعدين تعال , والله لو ماتسلم على راسي ملكتي أقطع شفايفك .. ضحك وقال : إنقلعي , ماني مسلم عليك .. وانصدم لمن شاف عهود خارجة من الجهة الثانية للدرج , نزل نظره بسرعه ورجع رفعه يدور على أزهار لكنها كانت ضامه البندري وهي تهمس لها , وتحرك وهو يحس براحه إنها ماشافت شي , قالت العنود وهي تشوفه رايح للمجلس : أنا وإنت والزمن طوييييييييل .. ورجعت لمن تعالت غطاريف البنات اللي جووا يسلمون على البندري وهم يخبون دموعهم , ضحكت وقالت : يا شين الدموع اللي عند الباب .. قالت ريم وهي تمسح عيونها : شوية غبار دخل في عيني , عمتي هدى شغالتكم ماتنظف البيت زين .. مسحت سفانه عيونها وخشمها بالمنديل وقالت تأيدها : إي خالتي غيريها .. ضحكت البندري عليهم وهي تمسح دموعها لمن قالت العنود بتريقة : إحلفي إنتي وهي , إحلفوا بس .. **** مد جاسم الدفتر للمملك وهو يرمي عبد الرحمن بنظرات كره , كان يكرهه من الأعماق ولو القتل حلال كان قتله , ابتسم له عبد الرحمن بسخرية زادت غيضه , كان مستغل إنه جاسم ما يقدر يرميه بكلمة تنزع هالابتسامة من وجهه , ابتسم عدنان اللي كان واقف و معاه دلة القهوة وسحب جاسم وجلسه وهو يقول من بين أسنانه وهو راسم ابتسامة هادية : مو وقته هالنظرات , أبوك يطالع فينا .. لف جاسم على أبوه بتوتر خوف إنه لاحظ شي وانصدم لمن شاف ابتسامته وهو يقول : عدنان .. لف عليه عدنان وقال : سم .. قال بابتسامة وهو يأشر للكنبه اللي جنب المملك : سم الله عدوينك , تعال نعقد عليكم مرة وحده .. فتح عيونه على اتساعها خاصة لمن بدأت همهمات الشباب الحماسية و محمد ولد جلال يقول : يجييييييييييي , عريسين في يوم واحد ... قبض بكل قوته على الدله عشان ما تطيح من شدة توتره وصدمته وبلا شعور طالع في أبوه , الكل ضحك على حركته , ابتسم عبد الكريم وقال : تعال , أقرب .. قام جاسم بسرعة و غيضه كله يتحول لفرحة عميقة , شال الدله من يده والفناجين من يده , حمحم عدنان وتحرك بثبات للمقعد الفاضي , كان يحس بمشاعر مضطربة , نزل راسه وهو يسمع للشيخ يبدأ بالسلام وبعدها يبدأ يكتب عقد النكاح , كان يردد ورى الشيخ الكلمات اللي ينقلها له وهو يحس بأعصابه مضغوطه بشكل غريب , كان يحس لمسه وحده له ممكن تفتح صمامات الأمان اللي بالقوة ماسك بها أعصابه , ولمن شاف الدفتر قدامه ضغط على القلم بقوة وهو يوقع .. وابتسم لمن غطرف له عبدالإله و جاسم ياخذ الدفتر وهو يقول بفرح ماله حدود : ألف مبروك .. بادله ابتسامة هادية و جلس يطالع فيه وهو راجع لداخل الفيلا .. قالت العنود بحماس : وييييييييي شكل الشيخ خلص خطبته عشان كذا يغطرفون .. قالت خوله وهي تهز راسها : مو معقوله بهالسرعة .. : ياولد .. نطت العنود وقالت : جسوووووووووووووم .. وطلعت راسها من الباب وهي تقول بحماس : هااااااا بيدخل العريس .. وشهقت لمن شافت الدفتر وسألت : اش فيييييييييييييه ؟؟ في غلط في التوقيع ؟؟ بالقوة مسك ضحكته وهو يقول : إيوه , قوليلهم درب .. لفت عليهم لقيتهم كلهم خرجوا عن الصالة فقالت وهي تأشر له : تعال , تعال راحوا خلاص .. ومشيت قبله وهي تقول باستغراب : غلط في التوقيع , أول مرة أسمع .. الكل كان يطالع بحيرة وحمده تقول : غلط في التوقيع , اش هالنحاسه ؟؟ قالت نورة : أمي ما يجوز التطير .. طالعت فيه البندري بحيرة , والعنود تحاربه وهي تقول : أشوف فين الغلط , أشوف .. وانصدموا لمن اتسعت ابتسامته و هو يغمز لهم بعينه ويأشر براسه على العنود , قالت العنود باستنكار : وين راح توقيع البندري و اسم العريـ... س .. وحست إنه بيغمى عليها لمن شافت اسم العريس بخط كبير منمق واضح .. عدنان بن عبدالكريم بن سلطان الـ ..... فتحت عيونها على اتساعها و هي تطالع في الدفتر برعب و هو يقول بهدوء : يلا وقعي ... , تعالت صرخات البنات اللي تفاجؤوا بالموقف , قالت حمده بعصبية : بسسسسسسسسس , والله إنكن قليلات الميز , حسكن يعل الله يقطع حسكن , إستحن قاعدين تزاعقون قدام الولد .. حطت سفانة يدها موضع قلبها وهي تقول : يا عمممممممممممري يا عنيدي , يا عمممممممممممري هيه , طالعي وجهها .. كانت العنود تحس بطواحين العالم تجمعت في بطنها , طالعت بذبول لجاسم اللي قهقه من قلبه وهو يقول : يلا وقعيييييييييي , من أول تناقزين زي البسوس , جاك اللي يهجدك .. هزت راسها بلا وهي تقول بصوت مخنوق : ما أبغى .. انفجروا ضحك والجوهرة تقول بتأفف : جينا للبزرنة .. هزت العنود أكتافها وقالت : ما أبغى أتجوز اليوم , يووووووو , أنا حره , بكيفي .. قالت جدتها : يا المصروعة , عارفين إنك بتموتين على الجواز ويعني يعني حاطه مستحية , دحين ورق وبعدين لاحقين على الجواز ... تقدمت أمها والهنوف منها , ضمتها الهنوف وهي تقول : عنيدي يلا وقعي .. طالعت في القلم اللي مدته أمها لها وقبضت يدينها , كانت بداخلها تصرخ ~ عنود بلا بلاهة وقعي , اش هالتصرفات الأرعة , يلا وقعي ~ لكن جسمها رافض يطاوعها , قبضت يدينها وقالت : خلو هنوف توقع بدالي .. قالت الجوهرة بنفاذ صبر : عنود بلا دلع , وقعي الناس يستنون ... ناول جاسم أمه الدفتر ودنق على إذن العنود وهمس : ترا الضعيف معاك في الهوا سوا , توهم جلسوه كإنه في كرسي الإعدام وبدأوا كتابة العقد .. ضحكت غصب عنها وقالت بتشفي : أحسن .. ضربها على راسها وقال : صاحبي ما أرضى عليه .. وسحب القلم وناوله لها وقال : يلا وقعي .. همست له : بس خطي يضحك .. قال بصوت عالي : عااااااااااادي , أصلا قعد يتريق على طريقة كتابتك لحرف الحاء , ناسيه إنه شافه يوم التحليل .. ولمن سمعت ضحك البنات وقعت بسرعة بأصابع مرتجفة وهي تحس بغيض من اللي سمعته , الغطاريف اللي بدؤها البنات زادت مغصها لكنها حطت القلم داخل الدفتر بهدوء مصطنع , صك الدفتر و لف عليها و ابتسم لها وقال : : مبروك على أعز أصحابي ....... أخبل وأطفق أخواتي .. قالت باستنكار : جاااااااااااااااااااااااااااااااااااسم ... وفرصعت عيونها بغضب , دنق عليها و سلم على جبينها وهو يقول : عشان ما تقولين سلم على البندري وما سلم عليه .. زال كل غضبها وتحول لخجل فضيع وهي تدنق راسها , ضحك وغمز لها وهو خارج , وفي أقل من الثانية تذكر إنه يبغى يهاوش أزهار لف عليهم و رجع نزل راسه لمن شاف كل البنات ناطين على العنود وحمده تقول بعصبية : ويعللللللللللللللللللللكن ما تكثرن , الولد ما خرج وانتم هاجمات زي الوحوش , انتم متى بتعقلووووووووون , أبغى أفهم متى و .. ضحك جاسم على هواش جدته واللي ضحكه أكثر إن البنات كانوا يصارخون ويباركون وهم مهم منتبهين للي تقوله جدتهم .. أول ما دخل المجلس شاف عيون عدنان معلقه به , ابتسم له وهو يقول : مبروك يالعرييييييييييس .. أخذ المملك الدفتر وقال : أحتاج شاهديـن .. ماخلص كلمته إلا و خالد و ماهر مادين بطاقاتهم , قال أبوهم بهدوء وهو ماسك ضحكته على حماسهم : واحد فيكم عشان عم البنت يبغى يشهد .. قال صالح : خليهم , خليهم , من فرحتهم بأخوهم .. قال عدنان بإحراج وهو يطالع في أخوانه وهو مفتقد وجود سامر اللي ما قدر يغيب عن المدرسة : جاسم وعدني يكون شاهد في عقدي .. ابتسم جاسم وقام على طول وخرج محفظته وهو يقول : ياخي من زمان أستناك تقولها .. قال ماهر بغيض : كنت بأغيض سامر ليش وقعت وهو ما يوقع .. رماه عبد الكريم بنظرات حاده وهو يقول بصوت قوي : خالد قوم اشهد مع جاسم .. قال خالد بتريقة بعد ماوقع : تستاهل , عمري ما شفت حمود يغيض محيمد .. لف عنه بغيض وشاف عدنان يبتسم له وهو يهز راسه دلالة شكره لحماسه , ابتسم و التزم الكل الصمت لمن بدأ الشيخ يلقي خطبته .. **** البنات كانوا حايسات في المطبخ أثناء الخطبة يصبون العصير المبرد في الفريزر في كاسات مزينه .. : ما صار هذا كوكتييييييييييييييل ... شهقت أسماء لمن شافت الكاسة اللي كلها لون واحد و قالت سفانه وهي تضرب الخنساء : حطي المنجا أول بعدين الجوافة وآخر شي الفراوله .. حطت يدها على خصرها وقالت : اش معنى ؟؟ قالت أسماء بهدوء وهي تنظف بقايا العصير عن أول صينية جهزت : لأنه المنجا أثقل شي فنحطها تحت وبعدها الجوافة وآخر شي الفراولة لأنه أخف وبكذا ماتختلط ببعضها وتبان على شكل طبقات ملونة , عرفتي ليش ... وشالت الصينية وراحت توديها لأخوها سالم اللي وقف مع حمزة بانتظار الصواني , ناولتها إياه وهي تقول : انتبه لا ينكب شي على الصينية .. وجات ريم وناولت حمزة الصينية الثانية وهي تقول : حموز ناديلي عبود .. قال وهو يقطب حواجبه : أي عبود فيهم , أكثر اللي جوه عبابيد .. لفت بوزها وقالت : يعني يعني منت عارف .. قال بتريقة : عمي عبد الكريم .. قالت بغيض : قسما بالله لو ما معاك صينية العصير كان ضربتك , إنقلع ونادي عبد الإله بسرعة .. ومسكت ريناد وقالت بهمس : رنود روحي نادي سفانه بسرعة .. وسحبت نفس وهي تقول لنفسها وتحركت داخله : إن شاء الله يصير كل شي زي ما خططت .. زفرت سفانه وقالت لريناد : خلاص لا تسحبيني , والله بأروح , ماني شارده , والله .. سابتها ريناد وراحت تلعب مع علي وجاسم عيال جلال .. قالت بتريقة وهي تدخل للمدخل المؤدي للمجلس : سويتي مصيبة جديده .. وانصدمت لمن مالقيتها , لفت تطالع جهة الحمامات .. : الريم .. لفت وجهها وفتحت عيونها على اتساعها لمن شافته قدامها ما يفصل بينهم إلا متر .. تراجع على ورى وهو مثبت نظره بيستوعب الشخص اللي قدامه , تراجعت سفانه ورى الباب وحطت يدينها على موضع قلبها اللي حسته بيخرج من المفاجأة .. وصلها صوته وهو يقول بلهجة غريبة : السموحة , قالولي ريم تبغاك .. غمضت عيونها بقوة تبغى تستوعب اللي صار ~ ياربيييييييييي لايكون محسبني مسويتها بالقصد , ياويلييييييييييييييييييي , يا فضيحتي , آآآآآآآه يا حسرتي لو كان يفكر بهالشكل ~ وفتحتها على اتساعها وغطت فمها لمن وصلتها نبرة الضحك في صوته وهو يقول : سفانة , تحركي ناديها .. ~ عرفني , عرفني , تفوووووووووو , مالت على وجهك يا ريم ~ وتحركت بغيض ولمن شافت ريم جايه قالت بعصبية : انتي وينك ؟؟ قالت ببراءة كنت أستناك , وينك إنتي ؟؟ قالت من بين أسنانها : مالت عليك , فشلتيني , إنقلعي كلمي أخوك .. تحركت ريم وهي تخفي ابتسامتها , دخلت المدخل وقالت : سلام .. ضربها على كتفها وقال : وينك إنتي ؟؟ ضحكت من قلبها وقالت : نفس سؤال سفانة .. قطب حواجبه للحظة بعدين سأل : اش تبغين ؟؟ سألته بلهفة حاولت تكبتها : كانت مستحية , صار شي ؟؟ قال بهدوء : كانت معطيتني ظهرها وعلى بالي إنها إنت ولمن ناديتها طلعت هي وشردت , المهم اش تبغيييييييييين , ترى الرجال جوه بأروح لهم .. ما حسبت لهالسؤال من شدة الحماس , طالعت فيه بعيون متسعه قالت بعدها : آآآآآآآآآ , نسيت .. قطب حواجبه للحظة قال بعدها : تعالي , تعالي , إنت لك كم يوم صادعة راسي بسفانة , لا يكووووون .. قاطعته بسرعه : مع السلامه .. قبض على ذراعها وقال بتحذير : رييييييييييييم ... زفرت وسألته بطريقة مباشرة : بالله مهي حلوة ؟؟ طالع فيها باستنكار وهو يهتف : حللللللللوة .. قالت بهمس : صراحة هي عاجبتني وبعدين يا بخت من جمع راسين في الحلال , أنا كنت أبغاك تشوفها نظرة شرعية .. ضربها على راسها وقال بعصبية : من متى مشتغلة خطابه الأخت ولا عشان كتبنا عقدين في يوم واحد صابكم الحماس , والله إنكم يالحريم تحف , تتصرفون بعدين تفكرون , يلا حلي عن سماي .. قالت بغيض : طيب لا تعصب , يووووووووو كيف دمك فاير .. وتحركت للداخل وهو يقول بغيض : حرييييييييييم , اللي في روسهم يسوونه .. ورجع للمجلس .. ~ أموت وأعرف اش معنى سفانه اللي ذبحتني بها , وفجأة كمان , عمرها ما تكلمت عنها و دحيـ...... ~ توقف ولف يطالع على الباب بصدمة وهو يتذكر كلمتها ~ عشان في وحده تحبك ...... لا يمكن تلقى مكان فيه سفانه من دون العنود .... ~ فرك جبينه بتوتر وهو يقول بداخله ~ يكون هي اللي تحبني ~ فتح عيونه على اتساعها وهو يطالع في الباب المصكوك ~ مستحييييييييييييييييييل , سفانة , سفانة ما غيرها , عبد الإله هذا مجرد استنتاج ممكن يكون صحيح أو خاطئ , بسسسسسسسس ~ : عبوووووووود , اش تسوي عندك ؟؟ تعال صور , ماني عارف اش صار للكاميرا .. نزع كل هالأفكار عن راسه وتحرك وتناول كاميرا الفيديو من محمد وراح يكمل التصوير لأنه وعد حسان إنه يصور له كل لحظة عشان مايحس إنه ما شاركهم فرحتهم و ما يدري ليه لمن فكر بحسان مر اسم سفانة بباله , استغفر وشغل الكاميرا وبدأ التصوير وهو يقول بمرح : حسونة , عدنا من جديد , شوف دحين أطب لك على العريس المصدوم .. ووقف قدام عدنان وقال : يا العريس المصدوم ياللي تدور على أبوك زي البزران , كلمة لو سمحت لمريضنا العتيد في المستشفى .. ابتسم عدنان وقال بهدوء : شد حيلك وقوم بالسلامة عشان نزفك لبيتك إن شاء الله .. ضحك عبد الإله وقال : حسونه , عدنان جابها على الجرح هااااااااا , عدنان صدقني بيدعيلك آخر الليل بدعاوي ما تتصورها عشان هالكلام الحلو ... *** : عنيد سامعتني .. لفت العنود وقالت بحزم : طبعا .. طقت سفانة بلسانها وقالت : والله ولا تدرين عن إيش أتكلم .. قالت بصوت تايه : هاااااااا , لا معاك .. زفرت وقالت وهي تقوم : ياربي البنت تاهت وهي ماشافت المحروس لو شافته ... قبضت العنود بيدها اليسرى على ذراعها وحطت يدها اليمين على بطنها وهي تقول بصوت مخنوق : لا تقولين هالكلام مرة ثانية عشان ما أنمغصصصصصصصصص .. سحبت سفانة ذراعها و قالت وهي تقوم : لالالالالا حالتك مستعصية جدااااااااااااا , الله يعينك على نفسك .. لحقتها العنود وهي تقول : أنا اش فيني ؟؟ ولفت على أزهار اللي كانت راجعة للمطبخ بعد ما وزعت العصيرات على الحريم وسألتها بثبات : زهوره أنا حالتي مستعصية ؟؟ رفعت أزهار عيونها لفوق تفكر وهي تقول : إمممممممممم , خليني أشوف .. طالعت فيها وابتسمت وهي تهمس : لو قالولك بتقابلين عدنان تقا... انحنت العنود وهي ماسكه بطنها بيدينها وهي تقول : الله يقطع إبليسك يالحماااااااااااااااره .. قهقهت أزهار وقالت : أولا حالتك مستعصية فعلا , ثانيا فمك يبغاله غسل بالصابووووون على ألفاظك الوقحة , اش هالكلمة ؟؟ اعتدلت العنود وقالت : اللي يسمعك يحسبني قلت #### وكل اللي قلته حماره .. شهقت أزهار وضربتها بطرف الصينية بخفه وهي تقول : يععععععلني أشوفك داخله على عدنان اليوم قبل بكرة عشان أتشفى فيك وأشوف هاللسان يطلع ولا لا .. وتحركت للمطبخ بزعل , لحقتها العنود وهي تقول برجاء : زهوووووووووووور اسحبي دعوتك , دعواتك تستجاب .. قالت أزهار : ياااااااااارب تستجاب .. : لا تكفيييييييييييييييييين , ترضين يغمى عليه وأموووووووووووت .. : موتي إذا كان هذي ألفاظك .. : أزهااااااااااااااااااااااااااااار .. ************************* بعد ما راحوا الحريم والرجال فضي البيت إلا من البنات اللي تحاشروا في المطبخ وكل وحده فيهم ماسكة أندوميها وتستنى وحده من عيون البوتجاز تفضى , قالت العنود وهي مربعة فوق طاولة الطعام وحاطه في حضنها أندوميين : يا الدبيااااااات , خلصواااااااا , ما صارت خمس قدور على البوتجاز .. قالت سمية وهي تفتح الثلاجة : من أخذ عصيري , الحرامي يعترف بسرعة .. ورمت سفانة بنظرات حادة وهي تكمل : ماراحت عني يا خاله .. قالت الخنساء وهي تقلب أندوميها على النار : سلامة أختي من السرقه رفعتيه في الثلاجة اللي فوووووووق نسيتي .. قالت أسماء وهي واقفة في طرف المطبخ بعيد عن الزحمه : لا عاد تتهمين الناس بهتان , تأكدي بعدين اتهمي .. زفرت سمية وقالت وهي تلف على البندري اللي واقفة معاهم عند البوتجاز والابتسامة الواااااسعة على شفايفها : بندر تبادليني , خذي أسماء وأعطيني .... أشرت العنود وقالت بفخر : أكيد تبغيني .. بلا تردد قالت : وعععععععععععععع , نقص عليه أتخلص من الآنسة منشن تجيني بوزو , أنا أبغى الملاك الحالم سهيف رهيف هنوفه .. ابتسمت الهنوف بخجل و شهقت العنود وهي مغتاظة من ضحك البنات وقالت : أنا بوزو يا زيتونه مرة باباي .. زاد ضحك البنات لمن قالت سمية : على الأقل زيتونه طايحين عندها اثنين مو زيك إنتي بوزو أبو شعر منكوش ويقزز بالنفووووووووس .. بعدت العنود أندوميها ونزلت من الطاولة وهي تقول بعصبية : آآآآآآآآآآآآآآ يالحشاشة يا بنت الإييييييييييييييييييييييه , ضاااااااااااربتك ضاااااااااااااااربتك ... حطت سمية زبديتها على الطاولة وشردت وهي تضحك , لمن مروا من عندها وهم يدورون حولين الطاولة زي المجانين صرخت سفانة وهي تبعد قدرها اللي كانت ماسكته بالمساكات وهي تقول بعصبية : يا متخلفاااااااااات , بكرة الجواز لا تنحرقون ولا تنكسر رجل وحده فيكم ... توقفت العنود عن الجري وقالت بحماس : عين فضيت , ياااااااااااي , بموت جوع .. وبعد ما انتهوا من طبخه توزعوا على الكراسي وبدأوا ياكلون وهم يناقشون كيف حتكون الزفة بكره ومتى حتطلع البندري ومتى توقف , هنا بدأت أسماء تسوي أندوميها , كانوا يعرفونها ما تحب الزحمة أو الإزعاج أو الإحتكاك الكثير بالأوادم عشان كذا دايما هي آخر وحده في أي شي , لمن خلصوا من الأكل طلعوا لغرفة العنود والبندري و كل وحده فيهم شايله بطانيه ولا لحاف خرجتها لهم سيتي وحطتها على جنب عشان يتلحفون بها , كانت البندري بتموت من الفرحة ليش قرروا ينامون عندها آخر ليلتين , معاهم ماكانت تفكر بعبدالرحمن ولا بمستقبلها المخيف , وبعد ما نام الكل مسكت جوالها واتصلت عليه , كان صوت المتقطع يتلوه صوت المجيب الآلي , ومن تنطلق الصافرة معلنة بدأ البداية ترجع تصك الخط وتتصل ثاني , وأخيرا كتبت رسالة وأرسلتها و جلست فوق سريرها وسط الظلام وهي ضامة رجولها وملصقة فخوذها ببطنها و لفت يدينها حولين سيقانها وسندت دقنها بين ركبتينها وهي تطالع في الجوال اللي قدامها على السرير , ركزت بصرها على شاشته وهي تهمس بداخلها ~ اتصل , رن رنه , إرسل رساله , أيييييييييييييييييييي شيييييييييييييييييييييييييي ~ بعد ساعة كانت سارحة فيها في أفكار متعدده خلفيتها الموسيقية أنواع الشخير والأنين من البنات النايمات زفرت وسحبت جوالها وحطته على الكومدينه وهي تهمس بخيبة أمل موجعه : ما حيرد ولا حيتصل ... وانسدحت وضمت بطانيتها وهي تهمس : ياااااااااااااااااا رب رحمتك , يارب خاااااااااااايفة .. ************************ الثلاثاء 26 / 8 / 1427 هـ : يوم الزواج الساعة 10 الصباح : فيلا أحمد : زفرت وهي تطالع في الساعة , قلق صابها ومنعها من النوم وحسبت بداخلها وقالت : 16 ساعة وأنزف له .. طالعت في جوالها وضغطت الرقم اللي حاولت تدق عليه من فترة وانتظرت المجيب , طالعت في الساعة وقالت : يكون نايم .. وقامت من سريرها تبغى تنزل منه ولمن طالعت على الأرض ابتسمت وهي تشوف سمية نايمة على الأرض ومتلحفه وفوقها رجل الخنساء اللي نايمة جنبها , لفت بتنزل من الجهة الثانية لكنها توقفت في اللحظة الأخيرة لمن شافت أسماء نايمة فوق طراحتين ومتلحفة بلحافها وهي مشبكة سماعات الجوال في أذنيها , تحركت لنهاية السرير ونزلت منه , وقفت عند سرير العنود لمن اعترض طريقها على الأرض جسمين , كانت العنود نايمة بعمق واللحاف منزاح عنها وسيقانها كلها مكشوفة , مسكت اللحاف وغطتها وانتبهت إن اللي جنبها سفانة , طالعت بحيرة لسرير العنود وانتبهت للهنوف اللي نايمة عليه .. بالقوة مدت رجلها وتعدت جسم العنود وسفانة وقبل ما تخرج من الغرفة شافت ريم لوحدها جنب دولاب الملابس . اتسعت ابتسامتها أكثر وخرجت , لقيت أمها وأبوها جالسين وحاطين القهوة , ابتسمت وقالت : السلام عليكم , صباح الخير على الحلويـــــــــــن .. ابتسم أبوها وقال : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. وقالت أمها بحنية : صباح النور على العروس .. سلمت عليهم وجلست مقابلهم على الأرض قدام الطاولة اللي حاطين عليها قهوتهم , صبت لها أمها فنجان وناولته لها وهي تقول : اش مقومك من بدري , لازم ترتاحين شوية عشان وراك سهر .. ابتسمت وقالت : الحمد لله مرتاحة .. وانتبهت لنظرات أبوها المتفحصة , لفت عليه وابتسمت , كانت عارفه إنه شايل همها , لمن ابتسمت له زفر وبدأ يوصيها بالأشياء اللي لازم تسويها هناك في أمريكا .. كانت مستمتعة لأقصى درجة بالجلسة معاهم وبهروجهم اللي اختلطت بذكريات الماضي اللي سافروا فيها لأمريكا بداية زواجهم عشان أبوها يكمل دراسته .. : وكنت ما آكل غير رز محروق .. شهقت هدى وقالت باعتراض : ما حرقته إلا ثلاث مرات بس .. قطب حواجبه وقال بتريقه : أي صح ثلاث مرات لكنك كنت ترفعين الباقي لليوم اللي بعده يعني أكلته 6 مرات .. ولف على البندري وكمل : المشكلة مو في الرز المحروق المشكلة إني كنت أضطر أكذب وأقولها إنه عادي عندي الحرق مو باين في الطعم وآآآآآآآآآكل وريحة الحرق بتطلع من خشمي .. ضحكت من قلبها وهي تشوف هدى تدق فخذه من تحت وهي تقول : مو لهالدرجة , إنت مزودها .. وتكمل بصوت راخي : لا تفشلني قدام بنتي , ماتعرف عني إلا الزين .. ~ هل بيجي يوم وأصير أنا وعبد الرحمن زي كذا ؟؟ يارب , يارب سهل لي يارب ~ ... : أشوف حناك .. ابتسمت ومدت يدينها لأبوها , طالع في نقش الحنا وقلب يدينها وطالع فيها بحنان وقال : ماشاء الله مرة حلو , إقري على نفسك .. : إن شاء الله .. : يا سلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام .. لفوا على صوت العنود اللي واقفة عند باب الغرفة , كانت حاطة يدينها على خصرها و شعرها متناثر بإهمال والشباصة ناشبة في أطرافه , كملت وهي تمشي لهم : مو عشانها عروووووووس تقعدون تدلعونها .. ومدت يدينها بطريقة طفولية ودخلتها بين أبوها والبندري وورتها لأبوها وهي تقول : شوف حناي , شووووووف , حلو مووووو ؟؟ ضحك وقال : حلو .. ماقال كلمته إلا نطت في حلقه سفانه وريم وهم يمدون يدينهم عشان يشوف حناهم , ضحك وقال : حلو , حلو , كلللللللللكم حلوين .. طالعت فيهم هدى بحيرة وقالت : ماشاء الله اش صحاكم في وقت واحد !! قالت الهنوف وهي تخرج من الغرفة ووراها أسماء : هو بنتكم المرجوجة تخلي أحد ينااااااااام ... ابتسمت العنود وقالت : أحلى شي صباح الزواج , أبوية بنوصي فطور من كودو .. ابتسم وقال : وصوا اللي تبغون , سونارتي عندكم على الذمة .. لفت عليهم وقالت : يلا بسرعة كل وحده اش طلبها ؟؟ قولوا لسفانة .. زفرت سفانة وهي تقول : يا ذا سفانة المسكينة اللي حتى يوم الزواج هي المسؤولة عن التوصية والكتابة ... وبدأوا يعطون سفانة الطلبات , قالت هدى : التوأم وينهم ؟؟ طالعوا حولينهم وقالت ريم : صــح وين سمية والخنساء ؟؟ أكيد نايمين .. ونطت بسرعة هي والعنود لجوة الغرفة وثواني من إزعاجهم وصلهم صوت سمية تهاوش والخنساء تترجاهم تنام شوية كمان .. *************************** ابتسمت لمن شافته لابس ثوبه ومتجهز , قالت بمزح : أشوف بعض الناااااااس من قبل الظهر وهم شادين الظهر يعني يعني بأساعد .. ابتسم وطنشها وهو يعدل كبكاته , قامت من مكانها ومسكت كمه وبدأت تصك الكبك وهي تكمل : وكبكااااااااات , والله مانقدر , أحد قالك بتقابلها اليوم ولا لايكون متشخص إحتمال تشوفك من هنا ولا من هناك .. مارد عليها واكتفى بابتسامة , قالت خلود : بنت سحر , فكي أخوك جبتي له الجنان .. ضحكت وقالت : اش عليك هو مطنش ومبتسم ؟؟ وابتسمت وقالت بخبث : شكل الموضوع عاجبه .. ضحك وقال : يعني سواء اعترضت ولا سكت برضك وراي وراي .. وتحرك وهو يقول : عن إذنك أبوي , بأروح أشوف عمي أحمد يحتاج شي ولا لا .. ضحك عبد الكريم لمن قالت سحر بتريقه : شوفي شوفي كيف يقولها .. ومطت كلامها وهي تقلده :عمـــي أحمد .. قال عبد الكريم : روح روح ياولدي لو بتراعيها مابتخرج , في آمان الله , أنا أصلي الظهر مع أخوانك وألحقك .. رافقته سحر إلين خرج من الجناح , ولمن دخل المصعد لوحت له مودعه , ابتسم وأشر لها تدخل , دخلت ورجعت لأبوها اللي جلست خلود جنبه وقالت لمن شافته يرفض القهوة اللي ناولتها له خلود : معلييييييييش يا خلود قهوتك مي زي قهوة أم خاااااااااااااااالد , حنون قهوتها غييييييييييييير , من صباح الله خير وأنا أحاول فيه وهو يقول مـــالي نفـــس .. ضحك وقال : والله إنك سوسه , مو أنا أسافر من دون أمك ماصار لي شي .. طالعت فيه وقالت بخبث : بس منت متعود تروح جوة السعودية وهي مهي معااااااااااااااك , أظن إنه لو خيروك كان طيرتني أنا وخلود للرياض وجبت أم العيااااااااااااال .. ضحكت خلود من ضحك أبوها وقالت : بنت تحركي ودقي على العنود عشان تسألينها عن مكان الكوفيرة اللي قالت لك عليها .. قطبت حواجبها وقالت : ويييي مايحتاااااااااج , اللي يسمعك يقول مانعرف جده نسيتي إننا كنا عايشين فيها .. ضحكت خلود وقالت : يعني ما يتغير المكان يعني , لنا كم سنة وإحنا ناقلين الرياض .. قالت سحر : هاهاها ضحكتيني وأنا ما أبغى أضحك , حبيبتي جدة هي جدة ماتغير فيها شي , زادت حفرها ومطباتها بـــس.. تنهدت خلود وقالت : مع كذا حلــــــــــــــوة , يامن يرجعنا لها .. شهقت سحر وقالت باعتراض : لا حبيبتي العيشة في الرياض أحلى .. قال أبوهم لمن حس ببداية دفاع عن المدينتين : كلها حلوة , يلا قوموا تجهزوا وشوفوا مرة أخوكم , الظهر أذن , بأروح أصلي وأشوف عمكم أحمد اش يحتاج .. ******************************** ........................ يتبع .. الساعة 2 الظهر : في فيلا أحمد : : بندور يلا , جاسم تحت يستنى .. زفرت البندري وهي تلف طرحتها بيدين مرتجفة , كانت تحس بخوف غريب , لفت وجهها عن العنود اللي طالعت فيها بحيرة وقالت : يلا روحي إلبسي انتي كمان , الجوهرة بتذبحك لو شافتك متأخرة .. ابتسمت العنود وقالت : لا أبشرك افتكينا منها وأقنعناها تتزين في الكوفيرة اللي في القاعة مع أمي وبقية الحريم وأنا بأروح مع سفانة وريم وتماضر .. تحركت البندري وهي تسأل : والهنوف والبقية .. مشيت معاها و قالت وهي تحك شعرها بتفكير : هي وعهود وبنات خولة بتجيهم وحدة في البيت .. نزلت الدرج وهي تحس قلبها يضرب بقوة مع كل خطوة , أول ماشافته واقف عند الباب وهو يتكلم مع الجوهرة اللي تناقشه بحماس تصنمت , ولمن لف وجهه لها نزلت راسها وتغطت ومشيت بسرعة , ابتسم بصمت وقال : يلا مع السلامة , إذا تبغون شي اتصلوا علي .. ركبت قدام وهي ساكته , حرك السيارة وانطلق بها بسرعة , لحظات صمت سادت قبل ما يقطعها همسها الخافت وهي تهمس باسمه , حس بألم يقطع قلبه , زفر بقوة ولف عليها وهو يجبر نفسه على الابتسام وهو يقول بمرح مصطنع : آمري يالعروس , تدللي .. لفت عليه و مدت يدها اليمين وقبضت بها على ذراعه بقوة , ركز نظره على الطريق بصمت وهو يرص يدينه على الدركسون يبغى يفرغ مشاعره فيه , ولمن حس بعصرتها تزيد قال بهدوء : ترى المعيشة هناك غير , ومابيكون أحد حولينك لكن في عرب وخليجين كثير إن شاء الله في المنطقة اللي بتكونين فيها فانتبهي لنفسك هناك ودايم قفلي على نفسك وتأكدي إنه في أقفال على الباب , وترى لو احتجتيني في أي وقت ما يردك إلا لسانك .. سحبت يدها ورجعت تعتدل في جلستها وهي تصرخ بداخلها ~ مو هذا الكلام اللي كنت أبغاه , مو هذا الكلام , قول إنك غفرت لي اللي صار وإنك بتنساه وبترجع تعاملني زي أول , قول إني ما بعيش الباقي من عمري وأنا محتقرة في عيونك , تكفي يا جاسم قولها , والله محتاجة لهالكلمة , آنا ما أخذت عبد الرحمن و رضيت بكل شي إلا عشان أصلح غلطتي , عشان ما أفضحكم , تكفى قولها , لا تقول إني ضحيت بنفسي ورميت نفسي بين فكين عبد الرحمن على لا شي , قولي إني ما دخلت حياة أنا متأكدة إنها بتكون كئيبة عشان ولا شي , جاسم , جاسم ~ , لفت عليه وشافته يخرج جواله ويدق على جوال أزهار اللي واقفين قدام عمارتها .. دقيقة وشافتها نازلة , كتلة سواد مهيبة ما يكسر حدة سوادها إلا شنطتها الصغيرة , ابتسمت بمحبة وفكت الباب عشان ترجع ورى , قالت أزهار : والله ما ترجعين ورى .. قالت البندري بإعتراض : لا أ .. قاطعتها أزهار : عشانك عروس بأخليك قدام .. وكملت بعربية فصحى وبطريقة مرحة وهي تفتح الباب اللي ورى : تمتعي بهذا الدلال يا فتاتي .. دخلت البندري وهي تحس بإحراج من اللي صار وسمعت سلام أزهار الطويل كعادتها , نزعت أزهار قفازها و مدت يدها المحنية من بين المقعدين وقالت بهدوء : كيف حالك جاسم ؟؟ .. لف و طالع في يدها ورجع طالع في السواد اللي دايم يحجب عنه عيونها وتفكيرها وقال ببرود : هذا اللي قدرتي عليه بعد يومين .. قالت بتريقة وهي تهز يدها مصرة تصافحه : يعني تبغاني آخذك بالأحضان في السيارة يعني , هو يوم بس .. كانت عارفه إنه زعلان ليش نامت عند عمر المسخن من بعد يوم الحنا , مد يده بطفش , ابتسمت لمن شافت تعابير وجهه وضغطت يده بقوه ودنقت سلمت عليها , رفع حواجبه بدهشة وسحب يده بسرعة وضربها على راسها بخفة , ضحكت من قلبها وقالت وهي تفرك مكان الضربة : آآآآآآآآي عورتني .. أعطاها ظهره وشغل السيارة وتحرك , قالت أزهار بأذيه : بندوري شوفي أخوك ضربني على راسي , عور جسمي وأزم النونو نفسيا .. لف وجهه بعيد عنهم وهو يكتم ابتسامته اللي تحاربه , ابتسمت البندري والتزمت الصمت , طالعت أزهار فيه و مدت يدها ومسحت خده بقوة وهي تقول : في حاجة .. لف وجهه بعيد وقال وهو يدف يدها بخشونة : هي أهجدي , إحنا في سيارة .. ورجع اعتدل وهو يتأفف , مدت يدها وهي تكتم ضحكتها و قالت : بس في حاجة ناشبة , إنت ما غسلت وجهك بعد ... بعد وجهه هالمرة وهو يضحك ويقول : خلاااااااااااااااص .. تذكر مزحه معاها بعد قبل ما يتصافون , ضحكت البندري من ضحكهم وهي مهي فاهمة شي , قالت أزهار بلهجة لطيفة : بندوري أكيد تقولين عننا مخبل .. هزت البندري أكتافها وقالت : لا عادي .. ابتسمت أزهار وقالت بحنان : إن شاء الله بتفهمين هالأشياء في المستقبل القريب .. ومدت يدها وحطتها على كتف البندري ورصتها بقوة وهي تقول بتأكيد : إن شاء الله .. زفرت البندري وقالت بهمس : الله يقدم اللي فيه الخير .. ورجع لجاسم شعور الألم اللي يقلق روحه , ولمن وصلوا للصالون وانفتح الباب لف على البندري وقال : بندري ... لفت عليه وعيونها كلها رجاء , خرجت أزهار بسرعة وصكت الباب , شافته يتكلم بهدوء بضع كلمات خرجت بعدها البندري ودخلت الصالون بسرعة , لوحت له مودعه ودخلت , لقيتها واقفه عند المدخل وهي تمسح دموعها , حطت نفسها ماشافت شي وراحت للبنت المبتسمة عند الاستقبال وناولتها ورقة الحجز الخاصة بها وبالبندري , طالعت فيها البنت وسألت بلطف : مين العروسة ؟؟ جات البندري اللي تمالكت نفسها وأشرت عليها أزهار وقالت بابتسامة : القمر اللي هنا العروسة .. طالعت فيها البنت وقالت : أول شي بنستشور شعرك و بعدين نسوي المكياج أووووو لازم ننظف حواجبك قبل مانسوي المكياج .. مسدت البندري حواجبها وقالت : لا ما يحتاج .. قطبت أزهار حواجبها بحيرة وسألت : كيف تنظيف الحواجب ؟؟ ابتسمت البندري ودقتها يعني اسكتي والبنت تقول : يعني نشيل الشعرات الزايده عن الحاجب وننظفه عشان ... قاطعتها أزهار بصدمة : يعني نمص .. قالت البنت بإعتراض : تنظيف إحنا مانمسك الحاجب لكن الشعرات اللي فوقه وتحته .. ابتسمت أزهار وقالت : يا حلو اللفظ , سهـــل مرة , تنظيف !! حبيبتي اسمه نمــــص , أي شي يخص شعر الحاجب يعتبر نمص إلا التشقير اسمه تشقير مو نمص .. قالت اللي جنبها : طيب إذا ماتبغي تنظفيه , نشقره ونقصص أطراف الشعره عشان ماينزل الشعر الأسود على الشعر المشقر .. قالت أزهار بنفس الابتسامة والهدوء : التشقير مختلف فيه لكن قص الأطراف هذا كمان يعتبر من النمص .. شهقت وقالت : لااااااااا , انتي متشدده مره صدقيني أنا متصله بشيخ وقال جائز إذا كان قص مو حلق بموس أو نتف للشعره ... مسكت البندري ضحكتها لمن شافت تغير وجه أزهار وصدمتها وهي تقول بتعجب : شيخ قالك جائز !! ومدت يدها بسرعة وهي تقول بحزم : أعطيني رقمه أكلمه بنفسي , أقولك والله حرااااااااااام القص والحلق والنتف كله حراااااااام وملعونه اللي تسويه واللي تسويلها كمان .. ارتبكت وقالت : ماعندي رقمه حاليا لكن إن شاء الله أجيبه لك , بعدين هادي ليلة العمر مو معقوله بتطلع كذا .. قالت أزهار بضحكه : ويعني ليلة العمر , أبدأ حياتي وأنا ملعونه من ربي , يا زينها من ليلة عمر .. وقالت الثانيه تهدأ الموضوع : هند خلي الزباين براحتهم .. وجاتهم وحده تدلهم على المكان اللي بيسشورون فيه , تحركت أزهار وهي تقبض يدينها بكل قوتها على حبل شنطتها وتبعتها البندري وهي تقول بضحكه : حسيتك شويه وتنتفين شعر راسها ... زفرت أزهار وقالت بضيق : نقولهم ثووووور يقولون إحلبوه , يلفون من هنا ومن هنا إلا يبغون يحللون الموضوع بأي طريقه .. وتنهدت وقالت : الله يهديهم .. وكملت وهي تلف على البندري : تصدقين وحده اللـــــــه يصلحها ويهديها قالت للشيخ , ياشيخ أنا أحلق الحاجب كله ما أنمصه من فوق ومن تحت وبعد كذا أرسم بالقلم , يعني بالله عقلها ماقالها إنه كللللللللله نفس الشي , صدق ناس غريبه صارت تسوي الحرام وماعليها من لعنة ربها كله عشان تطلع حلوه , استغفر الله العظيم , هي فكرت الناس اللي انعجبوا في شكلها بيرافقونها للقبر ويوقفون معاها وقت الحساب ويدافعون عنها قدام الله , يارب ثبتنا على دينك وطاعتك .. سرحت البندري وهي تتذكر أفكارها السابقه والقريبة العهد بها , كانت زي هذولي البنتين اللي يدافعون بحماس الواثق في شي واضح إنه حرام .. : من هنا ياعروسه .. ابتسمت أزهار وقالت بمرح تخرجها من سرحانها اللممزوج بالكآبة : يلا أنا رايحه للي بتسشور لي , اش عليـــــك , من قدك ياعـــم حاطينك في جناح العرايس .. ضحكت البندري وقالت : بيننا كول .. استلمتها وحده وبدأت تسشور شعرها , صوت السشوار الرتيب وحرارة هواؤه اللي يضرب في بشرتها البارده من التكيف المركزي بين لحظة والثانية غرقها في ذكرياتها القديمة اللي تمنت لو تقدر تمحيها , كان راسها يتحرك مع شد العامله للفرشه الملفوف عليها شعرها لكنه مانفض عنها أفكارها الكئيبة , رفعت جوالها وطالعت في رقمه , إلى متى بيطنشها ؟؟ إلى متى ؟؟ دقت رقمه وحطت الجوال على إذنها لكنها كالعاده لا مجيب بعدها يجيها الصوت الأنثوي الناعم يطلب منها ترك رسالة على الآلة , زفرت وصكت الجوال وهي تغرق في أفكار ثانية .. : خلصنا يا عروسه .. رفعت راسها وطالعت في المرايه اللي عكست صورة بنت شاحبه أبعد ماتكون عن كونها عروسة ووراها العامله المبتسمه , بادلتها الابتسامة عبر المراية وقامت لمن جاتها وحده تدلها على مكان المكياج , قابلت في طريقها أزهار اللي لسه في الانتظار , قالت أزهار : رايحه للمكياج ؟؟ هزت راسها بتوتر , ابتسمت أزهار وقالت : الله يوفقك , أهم شي توضي قبل ماتدخلين مو بعد مايحطون المكياج تقومين تقولين بأتوضأ .. راحت البندري للحمام وتوضت ودخلت على المكياج , غرقوها بالأساس والبودرة , وجهها ورقبتها ويدينها , حاولت تعترض لكنهم قالوا لازم العرايس ينحط لهم الأساس بهالشكل , انسدحت واستسلمت ليدينهم وهي تزفر بتوتر ... ********************
|
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ اسير الصمت على المشاركة المفيدة: |
09-08-2012, 01:59 AM | رقم المشاركة : 117 |
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
رد: روايه جميله جدا
بعد آذان المغرب : كانت تحس بضيق مع مرور الدقائق , زفرت وقالت : لو سمحتي أبغى أصلي .. قالت العامله بهدوء وهي تكمل ضربات الفرشة على عيون البندري : مابقي شي يا عروسه مو معقوله بنوقف الشغل في نصه .. سكتت البندري واستسلمت ليدها ويوم وصلها صوت السلام في المسجد القريب بعدت يدها وقالت : أصلي و أكمل , مابياخذ مني دقايق .. زفرت العامله بطفش وقالت : بكيفك .. وخرجت من الغرفه بعدما استوقفتها البندري تسألها عن القبلة وهي تلف طرحتها على راسها , وقفت العاملة عند المقسم اللي بين الغرف وخرجت سيجارتها وولعتها وهي تقول للعامله اللي ماره : ناس طفش , يعني اش فيها لو خلصت شغلي وراحت تصلي .. ضحكت صاحبتها وقالت : يومك أسود منيل زي يومي .. طالعت فيهم العامله الثالثه اللي قاعده ترتب الأدوات في الأدراج المتحركة و قالت : بنت إنتي وهيه , كم مرت قلت لكم مايجوز هالكلام , أولا غيبه , ثانيا سابين الدهر وهذا حرام ثالثا .... ممنوع التدخين جوة المشغل ياست منيرة طفي القرف اللي قاعدة تدخنينه .. قالت منيرة بتريقه : لو ممنوع ليش يحطون طفايات في كل مكان ؟؟.. ضحكت الثانية وقالت : ياهوووووو يامحلل انته , تعجبيني .. : منيرة , كم مرة قلنا التدخين ممنوع في غير الكافتريا , هذا آخر إنذار ... تأففت منيرة لمن شافت هند واقفة عند بداية القسم وهي تتطالع فيها بحده , طفت سجارتها في الطفايه المحطوطه على طاولة صغيرة ورفعت يدينها فوق باستسلام وقالت بمرح : أوكي مسكتيني بالجرم المشهود , سورييييييييييي آخر مره ... رمتهم هند بنظرات حاده وقالت : يلا لو سمحتم كل وحده على شغلها الهروج الجانبية مالها داعي ... لمن شافت الموضوع انتهى تقدمت أزهار اللي كانت تشاهد المشهد من بعيد وقالت لمنيرة بابتسامة وهي تحاول تسيطر على خصلات شعرها الناعم : ممكن أشوف العروسه ؟؟ طالعت فيها منيرة وقالت بطفش وهي تأشر بيدها للغرفة : تفضلي بس تراها لسه ماخلصت يعني هذا مو شكلها النهائي .. دخلت أزهار وقالت وهي تدق الباب : بندوري ..... خلصت سشوار وباقي المكياج , إن شاء الله بنخرج بدري زي ما اتفقنا معاهم واااااااااااااااااو ماشاء الله المكياج وهو ما خلص حلو .. ولمن تقدمت شافت إن البندري تطالع فيها بعيون غريبه وهي منسدحه على السرير وفمها شبه مفتوح , وقفت جنبها وقالت وهي تقبض على كف البندري اليمين : اش فيك تطالعيني كذا ؟؟ اش فيك منسدحة كذا !! اعتدلي عشان تخلص الحرمة شغلها ... كف البندري المعصورة بداخل قبضة أزهار ما تحركت أصابيعها , نظرات عيونها ماتغيرت , حست أزهار بشعور غريـــــب يجتاحها وهي تطالع في عيون البندري , رصت يدها وهي تقول : بندوري .. وحست بحرارة في أعلى صدرها مختلطه بدقات قلبها اللي بدأت تنبض بقوة وبطء موجع , رصت اليد أكثر وهزتها باليد الثانية وهي تقول بصوت أعلى : بندري , بندري .. طاح راس البندري على كتفها اليمين وتدلى بطريقة غريبة وعيونها مازالت بنفس الوضعية كما هي ~ لااااااااااااااااااااااااااااااااااا , مستحيل ~ صرخت وهي تهزها بيدينها : بندريييييييييييييييييييييي , بندري ردي علي , بندريييييييييييييييييييييييييييييي ... دخلت بعض العاملات على صرختها في اللحظة اللي شهقت فيها وهي تتراجع وعيونها مثبته على عيون البندري المفتوحة لمن تدلت يدها من السرير, قالت بصوت غريب : لا حول ولا قوة إلا بالله , يارب أتوسلك , ياربي أتوسلـ... واختنقت الكلمات لمن جف حلقها فجأة من شدة الرعب , كان في شي مفقود في عيون البندري , لمعة غريبة مفقودة , لمعة الحياة , رجعت تقدمت من السرير والشعور المرعب الموجع يزيد في أعلى صدرها ويمر زي الحبال الملتوية في بطنها , هزتها بفتور وهي تقول بصوت متهدج : بندري قومي , بندري الله يسعدك قومي ترى مزحك صاير ماصخ ماله طعم .. ولمن شافت العيون مثبته بلا حراك والفك شبه متدلي همست بضعف ودموعها تحاربها : بندري قومي , اليوم عرسك , ماما بتزفك , الكل يستنونك هناك , اش تبغيني أقولهم ؟؟ .. ونزلت دمعتين على خدودها وهي تقول : تبغيني أقولهم ماتت .. ~ ماتت , ماتت , ماتت , ماتت , ماتت , ماتت ~ ترددت الكلمة زي الصدى في زوايا عقلها وهي تطالع في عيون البندري الكحيلة المثقلة أجفانها بلون وردي وتركواز يشبه ألون الخرز اللي في فستان عرسها , عيون جمييييلة لكنها بلا حياة , صرخت من قلبها : يااااااااااااااااااااااااااااااااااااربـــــــــــ ــ , ياربي رحمــــتك , ياربي ماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااتت , بندري ماااااااااااااااااااااااااتت .. لفت على العاملات المصدومات وصرخت : سووا شيييييييييييييي , البندري ماتتحـرك , البندري مااااااااااااااااااتت , تحركوا سووا شييييييييييييييييييييي .. ولفت على البندري وهزتها بقوة وهي تصرخ : بندري قومييييييييييييييي , قومييييييييييييي , الله يخلييييييييييييييييييييييييك , قومييييييييييييييييييييييييييييييييي , لاتسوين فيني كذاااااااااااااااااااااااااااااا .. جريت العاملة اللي كانت تهاوشهم مع هند اللي قالت لوحده فيهم تتصل بسرعه بالإسعاف , سحبت أزهار اللي صرخت وهي تقاومها : سيبينيييييييييييييييييييي , خليها تكلمنييييييييييييييييييييييييييي , ليش ما هي راضية تجاوبنيييييييييييييييييييييييييييييي .. ضمتها العامله بقوة وهي تقول بهدوء : قولي لا إله إلا الله , قولي لا إله إلا الله .. صرخت أزهار بحرقه وهي تتشبث بالعامله : لاااااااااااااا إله إلا الله , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ياربي كيف أقولهم ؟؟ كيف أقول لجاااااااااسم , آآآآآآآآآآآآآآآآآآه ياقلبي , يا حبيبتي يا ماما , كيف بأقولها بنتك ماااااااااااااااتت , العروسة ماااااااااااااااااتت , آآآآآآآآآآآآآه يا ربي آآآآآآآآه .. وقفت هند جنب السرير وطالعت في البندري ولفت على العامله وهمست بدون صوت : ميته .. صرخت بعض العاملات وبعضهم قاموا يصيحون بلا مقدمات وتدافعوا بعض الحريم بيشوفون اش اللي قاعد يصير , قالت العامله اللي حاضنه أزهار اللي تصيح بصوت يقطع القلب : لو سمحتم إخلوا الغرفة بسرعة .. : واااااااااااااااااااااااا .. : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ .... : مااااااتـــت .. : في حرمه ماتت جوه .. خرجتهم هند وبدأت تدفهم لبرا وهي تحاول تصك باب الغرفة والحريم يتساؤلون اش اللي قاعد يصير .. : اش فيه ؟؟ اش صار ؟؟؟ : يقولون في عروسه ماتت .. : يا حبيبتي هيه , الله يصبر أهلها .. من وسط فوضى المشاعر والدموع والصراخ اللي حسته يقطع حنجرتها كان صوت رخيم يقرأ القرآن في إذنها ويغرق قلبها بالسكينه , كانت تحس روحها تنازعها من شدة الألم والخوف لكنها سرعان مابدأت تستكين , كانت العامله تضمها بقوة وهي ملصقه فمها في إذن أزهار وتقرأ المعوذات والفاتحة و آية الكرسي ولمن شافت إنها لسه ماهدأت بدأت تقرأ أواخر سورة البقرة ولمن انتهت قالت : أختي اصبري الدنيا كذا , عظم الله أجرك , عظم الله أجرك .. شهقت أزهار شهقات متتاليه وهمست بعدها بضعف : جزاك الله خير .. ورجعت تبكي لكن هالمرة بصمت , جابت هند كرسي وجلستها عليه ومسدت على شعرها بحنان وهي تقول : ادعيلها بالرحمة هذا الشي اللي تقدرين عليه .. ولفت على العامله لمن رجعت أزهار راسها على ورى وسندته على ظهر الكرسي وهي تئن بألم وقالت : لمياء روحي جيبي كاسة مويه .. غطت أزهار وجهها بكفينها وهي تقول من وسط أنينها : اليوم عرسهااااااااا , الناس قاعدة تستنى .. مسحت هند على شعرها وهي تقول : الله يرحمها , قولي الله يرحمها .. : ياربي اش أقولهم , ياربي اش أقولهم .. جابت لها لمياء الموية اللي نفثت فيها بعد ما قرأت الفاتحة سبعة مرات وشربتها إياها وغسلت بالباقية وجهها وصدرها وهي تقول : لله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار يا أختي و المؤمن في جميع أحواله له خير في النعمة شكر وفي المصيبة صبر و .... كانت أزهار تستمع لها وهي تحس براحة من الموية البارده اللي تنسكب على وجهها وصدرها .. *************************** في القاعة : وقفت العنود وسط الغرفة المخصصة للعروسة وحطت يدينها على خصرها وقالت : وين القبضة ؟؟ رفعت سفانة راسها وسألت وهي تركب حلقها : أي قبضة ؟؟ أشر العنود بيدها وقالت : المسكة حقت البندري .. شهقت سفانة وقالت وهي تقوم : واااااااااااااااااااا , نسينا نجيبها من محل الورود .. زفرت وقالت وهي تخرج جوالها عشان تدق على جاسم : لازم منها الحوسة , لاااااااااازم .. تحركت سفانة ولبست صندلها الفضي المناسب لفستانها الكحلي والفضي وخرجت من الغرفة وراحت لقسم أهل العريس , دخلت وهي تقول : سلااااااااااام .. ورفعت حواجبها باستغراب لمن شافت عهود واقفة قدام المراية وهي لابسة فستان ساتان أحمر صارخ مطرز بالذهبي , عاري إلا من سلسلتين ذهبية , من قدام قصير لنص الساق ومن ورى طويل له ذيل , لفت عليها عهود وردت السلام وهي تتأكد من منظرها في المراية , قالت سفانة : اش هذا الفستان ؟؟ من جدك بتنزلين عند الناس كذا !!.. لفت عليها عهود وسألت بصدمة : لييييييييييييه ؟؟ مو حلو .. قطبت سفانه حواجبها وقالت : فاصخ .. ضحكت عهود وهزت يدها بحركة لا مبالية وتحركت خارجة من الغرفة وهي تقول : ماعندك سالفه فجعتيني .. لحقت بها سفانة وهي تقول : بنت والله مايجوز تطلعين عند الناس كذا .. : ركبي مهي باينه وهذا المهم .. : لا جلستي ولا دنقتي ولا تحركتي تبان , بعدين الحياء شعبة من الإيمان , وين الحياء في لبسك ؟؟.. : سفانة تراني مبسووووووووووووطة على الآخر فلا تجين وتصدعين لي راسي دحين .. وقفت سفانة على راس الدرج وهي تطالع في عهود وهي تنزل بلا خجل من مواجهة الناس بهالمنظر , طالعت في ساعتها وابتسمت وهي تقول : لسه الساعة 9 , يعني يمديني آآآآآآآآكل قبل مايجون الناس .. سمعت صوت الكعب العالي تتردد بسرعة , ضحكت لمن شافت العنود خارجة من الغرفة وهي رافعة فستانها وتجري وهي مهي مهتمة بالكعب العالي , قالت : بنت شوية شوية لا تتكسرين وتقلبين لنا الجواز .. مرت من عندها ونزلت الدرج وهي تقول بسرعة : جاسم عند الباب جاب الحلويات ويتحلف لو جيت خلال ثانية بيطش الصحون في الشارع .. ضحكت وقالت وهي تنزل بهدوء : دومه مستعجل ومعصب , الله يعينك يا أزهار .. شافت سمية والخنساء جالسات على الكراسي اللي في الممر وهم يتضاربون على وصلة الكروسان الباقية في الصحن وكل وحده منهم ماسكة علبة مشروب غازي , قالت : تحركي إنتي وهيه الله يفشلكم قاعدين تطفحون في الممر , لو جات وحده من المعازيم دحين وشافتكم , روحوا ساعدوا العنود عند الباب .. قالت سمية وهي ترفع العلبة : خاله إحنا نشرب بالمصاصه عشان الروج .. زفرت سفانة وقالت بتريقه : إيه طيب يا برستيج إنتم , قاعدين تاكلون بعفاشة وتقولون نشرب بالمصاصة عشان ما يروح الروج , ثلاثة أرباعه راح مع الكروسان .. وصلهم صوت العنود المقطوع من ثقل العلب الأربعة الكبيرة المغلفة بقطيفة عودي : سميو وخنسو تحركوا ساعدونيييييييييييييييييي .. تحركوا الثلاثة وكل وحده فيهم شالت علبة , دخلوا للقاعة وحطوها على الطاولة اللي قدام حمده , قالت العنود وهي تسلم على جدتها : ياهووووووووو ما أقدر أنا على اللي لابسين أحلى كرته في العالم .. ورفعت راسها ولمست طرحة حمده وهي تقول : لاااااااااا وطرحه مطرزة أطرافها كمان .. ضربتها حمده على يدها وهي تقول : قومي عني , روحي اشتغلي وشوفي اش الناقص أبرك لك .. ضحكوا عليها البنات لمن ضمت جدتها وسلمت على راسها مرة ومرتين وثلاثة وحمده تهاوشها وهي تحاول تبعدها .. : بنااااااااااااات يلا نتصور قبل ما يجون الناس .. التفتوا لأسماء الواقفة على المنصة وهي تلوح لهم بكاميرا الديجتال , كانوا يعرفونها مدمنة تصوير, تعتبر هي أمينة الصور , حاطه كل الصور في جهازها اللي ما تشبك عليه النت , تحركوا لها وقاموا يسوون حركات خبال وحركات ناعمه شوية انضمت لهم خوله وعهود والجوهرة , بعدت العنود عنهم وهي تقول : أبغى صورة لي مع سفسف لوحدنا .. ووقفت وشدت سفانة جنبها .. : ياخونة تتصورون من دونييييييييييييييييييييييييييي .. طلعت ريم للمنصة وناولت خوله الجوال وهي تقول : خوله له ساعة يدق .. وجريت عشان تتصور معاهم , طالعت خولة في المكالمات وانصدمت لمن لقيتها 7 مكالمات من أزهار , تحركت وبعدت عن رجتهم وهي تتصل على أزهار .. **************************** : لاحول ولا قوة إلا بالله , إنا لله و إنا إليه راجعون , لله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار .. غمض عيونه بصدمة وهو يردد العبارة أكثر من مرة , وصله همسها الضعيف وهي تقول : عمور خوله ماترد , مستحيل أنقل الخبر لأحد غيرها هي ما شاء الله أكثرهم إلتزاما وصبرا , ما أقدر , والله ما أقدر .. : أزهار اش تبغيني أسوي ؟؟ أروح للقاعة وأدور على خوله .. : خلاص شوفها قاعدة تدق على الخط الثاني , مع السلامة .. وقبل مايبعد الجوال ترجته بصوت كسير : إدعيلي .. : الله يصبرك ويقويك .. قفل الجوال وطالع في أحمد الواقف جنب أخوه صالح وهم يسلمون على الوفد الجديد اللي دوبه وصل , الضحكة كانت هي المسيطرة على المكان والابتسامات على كل الوجوه مرتسمة .. : هلاااااااااااااا مطوعنا , اش فيك شارد عن الناس .. لف بابتسامة هادئة لعبد الإله وقال : هلا فيك , ولا شي , كنت أبغى أشم شوية هوا .. حمحم عبد الإله وهو يعدل غترته وقال : اش رايك في كشختي ؟؟ .. : ماشاء الله عليك .. ضحك جاسم اللي جا لهم وقال : باين عليك أخو العريس .. لف عبد الإله وقال : أوووووووو هلاااااااااااااااا أخو العروسة , و متى وصلت ؟؟.. قال جاسم : قبل شوي , وديت العروسة للصالون ورحت تروشت وجبت الحلى وجيت .. ولف على عمر وسلم عليه بترحاب وهو يقول : كيف حال اللي سارق حرمتي .. ماقدر عمر يجاريه في مزحه أو ضحكه وهو يقول بهدوء : بخير الحمد لله , عن إذنكم عمي أحمد يأشر لي .. وتحرك بسرعة , طالعوا الإثنين فيه وهو رايح عنهم وقال جاسم بعدها : أقول يبغون المسكة من محل ***** للزهور , روح جيبها أخو العريس على إيه .. زفر عمر وهو يستمع لضحكهم ومضاربتهم على مين يروح و حاول يكسي وجهه بقناع مبتسم وهو يطالع في أحمد اللي مسكه مع يده وسحبه لواحد رجال غريب وهو يقول : هذا عمر اللي أقولك عليه .. ولف على عمر وهو يقول : عمر , هذا الدكتور حامد أعز أصحابي أنا وعمك صالح من أيام الطفولة .. تبادل عمر السلام وهو يجاوب على أسئلة حامد .. ************************ نهاية الفصل السابع عشر : بأي حال عدت يا عيد ؟؟؟؟ خشبة ذات أذرع و غ ط اء .. عتمة ليل في وضح النهار ودموع ترفض الانصياع .. رائحة ك ا ف و ر شقت عنان السماء .. . . . ماذا أسمع ؟؟ قرع للطبول أم دوي مدافع !! برودة غلفت حرارة جسد ي ذ و ب .. و نحيب أغرق أنفاسا تسابق المجهول .. . . . لحظة !! لماذا أهرب ؟؟ مم أحاول الاختباء ؟؟ . . . القرع و الدوي بدأ يتخافت ... بل يتباطأ .. يتباطأ حد الألم .. لحظة صمت فـ هـ د و ء .. . . . لماذا لا نعرف قيمة من نحب إلا عندما يغادرنا ؟؟ يرحل عنا .. يتركنا في هذه الدنيا نصارع وحدنا .. . . . لن نسمع همسه الحاني وهو يشجعنا .. لن نرى بسمته الحلوة عندما يمازحنا .. لن نستشعر دفأ يديه وهو يصافحنا .. لن تلمع عينيه فرحا وهو يطالعنا .. لن نضحك له اعتذارا عندما يعاتبنا .. . . . اقرعي يا طبول .. غلفيني يا برودة .. أغرقني يا نحيب .. . . . أ كـ رهـ ك يا جسدي عندما تذوب ألما .. و يخفق قلبك شوقا .. و فوق هذا ... تأبى الدموع أن تجد لها من عينك هربا .. . . . و ل ك ن . . . إلي يا كل خيوط الأمل .. أربطيني , أوثقيني .. أنسجيني بإبرة الإيمان على جدارن الصبر .. اصنعي مني وشاحا حتى غ ط ا ء اصنعيني لو أردت للألم .. . . . أقنعي جسدي الكريه أن روحي تحتويه .. ذب ألما واجعل قلبك يخفق شوقا .. اصنع ما بدا لك اصنع .. جفف دمعي لا أبالي .. يكفيني أن لقاءها في جنان ربي ......... روحي ت رت ج ي هـ .. ***************************** في قاعة الفرح : سألت بهمس وهي تبعد عنهم قد ماتقدر : تعبانه كيف ؟؟ : تعبانه مره مره , ما أدري فجأة تعبت , الله يخليك تعاليلي محد عندي هنا ومستحيل أنادي وحده من البنات , ماعندي غير الله ثم انتي .. حست خوله بشي فسألت : أزهار صار شي .. : انتي تعالي وبس , ترى عمر عند الباب يستناك تخرجين له نوع سيارته ... : طيب مع السلامة .. هزت خوله راسها وتحركت وهي تحس بقلق مو طبيعي , راحت لأمها وأشرت لها تجي , وسحبتها جهة الحمامات وقالت : البندري تعبانة وصوت أزهار ما يطمن , وفوق هذا كله تقوللي أخوها يستناني في سيارته .. : الله يستر .. قالت بهدوء بعد ما سحبت نفس يساعدها : أنا رايحة دحين وبآخذ معايا العنود .. هزت نورة راسها وقالت : مالقيتي غير العنود , تراها حساسة , يعني لو شافت إنه أختها فيها شي ممكن تموت , خذي أختك سفانة ماشاء الله عليها كتومه .. ولمن شافت ارتباك خوله مسكت يدها بقوة وقالت وهي تطالع في عيونها : إن شاء الله خير , تفاءلي بالخير , روحي إلبسي عبايتك وأنا أرسل لك سفانة من دون ما يحس أحد .. طلعت خوله تجيب عبايتها وراحت نورة وأشرت لسفانة اللي كانت واقفة ورى ريم والعنود الجالسات على كرسي العروسة , استأذنت منهم وجات لأمها وهي تقول بمرح : آآآآآآآآآآمري يا عمة العروسة وعمة العريس .. ابتسمت نورة وقالت بهدوء : بدون أي صوت أو أي ربشة , أختك خوله بتروح للبندري عشانها تعبت شويه , أبغاك تروحين معاها .. تغير وجه سفانة وطلعت بسرعة لغرفة العروسة ولمن شافت منظر خوله سكتت بخلعه , لبست عبايتها ولحقت ورى خوله اللي أصرت يخرجون من باب العروسة الخلفي عشان محد يشوفهم ... *************************** طالعت في رجال الإسعاف الواقفين حولين البندري وعاملات المشغل الجالسات معاهم بعبيهم وهمست بتعب : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , ها عمور .. رد السلام وقال بهمس وهو يطالع في الطريق : خلاص قربنا , شويه ونكون عندكم .. بلعت غصة طلعت لحلقها وهمست : ترى في سيارة إسعاف عند الباب أخاف ينصدمون .. قال بثبات لمن سمع نبرة صوتها : خلاص أنا أتصرف إن شاء الله , إنتي كيفك ؟؟ طالعت في وجه البندري المغمض العينين و اللي تبرعت لمياء و أزالت عنه المكياج وقالت بصوت مقطع : الحمد لله .. صك عمر الجوال ورص على الدركسون وهو مهو عارف اش يقول , لكن اللي طمنه لمن شاف حجاب الثنتين الكامل زي أخته أزهار لمن خروجوا له من القاعة , تنحنح وقال بعد ما تجاوز حرجه : أم سالم .. رفعت خوله راسها بترقب وهي تقول بخوف : نعم .. قال بهدوء : أزهار اتصلت تقول إنهم اضطروا ينادون الإسعاف .. شهقت سفانة لكن خوله دقتها بسرعة وهي تسأل بثبات مصطنع ما يشبه ضربات قلبها : ليه ؟؟ تعبانه مره يعني .. كانت أصوات تصرخ بداخله ومشاعر مختلطه , ما أصعب إنك تنقل لشخص خبر موت أحد , لكنه لازم ينقله عشان مايكون الحمل كله على أزهار أخته مهي ناقصة .. استجمع كل قوته وقال وهو يستحضر كل العبارات اللطيفة : انتي تعرفين إن المؤمن إذا أحبه الله ابتلاه , ولازم المؤمن يصبر لأن الله يختبر إيمانه , الله تعالى يقول { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين } ما أحب الله عبدا إلا ابتلاه , ما أحب الله عبدا إلا ابتلاه ... كانوا يستمعون لصوته الهاديء الرخيم وشعور غريب يتسلل لهم , ولمن قال بنفس الهدوء : الله أخذ أمانته , البندري راحت للي أرحم مني ومنكم , عظم الله أجركم وصبركم على مصيبتكم .. الشعور الغريب تحول لرعب ممزوج بذهول , شهقت سفانة وغطت فمها بيدينها وهي تغوص في المقعد , وقالت خوله وهي تحط يدينها على راسها : إنا لله وإنا إليه راجعون , إنا لله وإنا إليه راجعون , لا حول ولا قوة إلا بالله , لا حول ولا قوة إلا بالله .. طالعت سفانة في أختها وبعدت يدينها عن فمها وقالت وهي تحس أنفاسها تختنق : خوله , ليش تقولين إنا لله وإنا إليه راجعون , البندري طيبة , تعبانه شويه بس .. لفت عليها خوله وضمتها بقوة وهي تقول بصوت متوجع : لا يا سفانة , خلاص ربي أخذ أمانته , ربي أخذ البندري .. هزت سفانه راسها بلا وهي تهمس : لا , لا , صدقيني هي تعبانه شويه بس , قبل ساعة كلمتها وقالت إنها مخلصة السشوار وبتروح تتمكيج و ... غمض عمر عيونه للحظة ورجع فتحها وهو يوقف السيارة قدام المشغل , من وقفها خرج على طول وبعد عن السيارة وهو يدعي لهم بالصبر .. مسحت خوله على وجه سفانه المذهوله وقالت : تعالي ندخل .. هزت راسها بلا وهي تقول : بأقعد في السيارة .. : سفانه .. قالت بصوت مخنوق : تكفين خليني .. خرجت خوله ودخلت المشغل وهي تحس قلبها يزداد نبضه مع كل خطوه , كان جسمها متماسك لكنه يرتجف رجف من الداخل , كان عقلها يعصف بأفكار مالها حدود , خالها ومرته اش بيسوون , أخواتها , أخوانها , جدتها حمده و و و .. توقفت أفكارها لمن شافت الحريم اللي يصيحون واللي واقفين بذهول , ~ يعني صح اللي صار ~ تحركت بخطوات سريعة , وقفتها وحده من العاملات بعبايتها وقالت : في رجال في القسم اللي .. قالت تقاطعها : أنا بنت عمتها .. : عظم الله أجرك .. ~ يعني صح اللي يصير , البندري ماتت ~ تحركت بخطوات سريعة ورى العاملة وهي تحس نفسها تطير في الهوا , ما كانت حاسه بالأرض تحت رجولها , وأول ما عرفت أزهار قالت : أزهار .. التفتت أزهار برعب واضح في عيونها اللي رفعت عنها الغطى , تقدمت منها تخرجها وهي تقول بثبات : متى جيتي ؟؟ أخرجي هي تعبانه وعندها الدكتور دحين و .. قبضت خوله على ذراعينها وقالت : عمر قالي .. أول ما سمعت أزهار هالكلمة حست بكل ألمها يرجع يتفجر , تشبثت بخوله وهي تقول بوجع : آآآآآه ياخوله , مااااتت , بندري مااتت , ماتت لوحدهاااا , ماكنت معاها , ماكان أحد معاها .. ضمتها خوله بقوة وهي تصيح من قلبها , كلمات أزهار أكدت لها إنها مهي في حلم , البندري ماتت , العروسة اللي الكل ينتظر طلتها ماتت , دلوعة خالها وأصغر بناته ماتت .. كانت تصيح بنشيج متوجع وكلمات أزهار تمزق روحها أكثر وأكثر , ضمتها بقوة وهي تقول : خلاص يا أزهار , احتسبي يا أزهار , إنت تسوين كذا , ما يجووووووووز , اللي تسوينه ما يجوز ,, قالت من وسط دموعها وهي تحاول قد ماتقدر إنها ماتنزلق على الأرض بسبب رجولها الذايبه : اللهم لا اعترااااض , ياارب رحمتك , ياربي عفوك وصبرك يااااااربــــ .. قالت لمياء وهي تحط يدها على كتف خوله : خليها , المؤمن عند الصدمة الأولى , خليها تقول مادامت ما تندب ولا تنوح , ترى اللي مرت فيه مو هين .. من بين دموعها شافت الدكتور والممرض خارجين من الغرفة و الدكتور يقول : فين أهلها .. لفت أزهار عليه وهي تعدل عبايتها على راسها وتقول بصوت مخنوق : إحنا أهلها .. قال بهدوء : عظم الله أجركم , البنت جاتها سكتة مفاجئة .. غطت خوله وجهها وهي تبكي بصمت , وقالت أزهار : طيب كيف نـ ... قال بهدوء : لازم ننقلها للمستشفى عشان يفحصونها هناك مرة ثانية عشان يستخرجون لها شهادة وفاة .. كبتت دموعها وهي تأشر براسها , خرج رجلين الأمن اللي يسوقون الإسعاف وهم شايلينها في نقاله ومغطينها بشرشف أبيض تخترق بياضه الأحزمة السوداء المربوطه حولينها عشان تثبتها في النقاله , شهقت خوله ولفت وجهها وهي تقول : ياربي رحمتك , ياربي رحمتك , يا حبيبتي يالبندري .. وغطت فمها وهي تحاول قد ماتقدر تكتم صياحها , لفت عليها أزهار وضمتها بقوة وهي تقول : خلاص يا خوله , ادعيلها بالرحمه .. خرجوا الدكتور وتبعه البقية , كانوا كل مامروا من عند حريم يقولون لهم عظم الله أجركم , عند الإستقبال ناولت هند لأزهار شنطتها وشنطة البندري , شكرتها وخرجت .. *** من وسط اللاشعور و اللا تفكير , من وسط الذهول وعدم التصديق شافتهم خارجين وهم شايلينها , كلها مغطاة , غطت فمها بيدينها تكتم صرخاتها ومدت يدها بسرعة تبغى تفتح الباب , يدها كانت تنزلق , تحسست الباب وسط الظلام وهي تصرخ : وين اليد , وين اليد .. ولمن وصلت لها فتحت الباب بقوة وخرجت بسرعة , جريت وهي تصرخ : بندريييييييييييييييييييييي .. جريت لها خوله وضمتها , صرخت : خليني أشوفهااااااااااااااااااااا , بندرييييييييييييييييييييييييييييييييي .. غطى عمر وجهه وهو يستغفر لمن خوله تتشبث في أختها وهي تقول بحزم : تشوفينها بعدين , تشوفينها بعدين .. صرخت سفانة : بندريييييييييييييييييييييييييييييييييي , لااااااااااااااااااا خلوني أشوفهاااااااا .. قالت خوله بحزم وهي تهزها : سفانه قولي إنا لله وإنا إليه راجعون , إدعيلها بالرحمة .. تفجرت دموعها الحبيسة بصمت لمن انطلق صوت سيارة الإسعاف الموجع اللي حسته يشعل فتيل آلامها , جرتها خوله بمساعدة أزهار للسيارة ودخلوها , جلست أزهار قدام وطالعت في أخوها اللي فتح الباب بعد ما تناقش مع الدكتور ودخل وهو يلقي السلام , شغل السيارة ومد يده ورصها على يد أزهار اللي رصت على يده بقووووة , قال بهدوء : أرجعكم للقاعه بس ما تدخلون إلا لمن أعطي خبر لجاسم وعمي أحمد .. كانت صوت البكاء المخنوق والشهقات المتقطعه يخترق سكون المكان بعد كلمته .. انتفض الكل لمن تعالت رنت الجوال , خرجته سفانة بسرعة وزاد صياحها وهي تقول بوجع : العنووووود , العنود تتصل علي , اش أقولها , أنا ورى سيارة الإسعاف اللي شايلة أختك الميته .. زجرتها خوله وهي تقول : انتي بتعترضين على قضا ربك دحين , استغفري ربك .. طاح الجوال من يد سفانة وهي تغطي وجهها وتصيح صياح اشد من الأول .. **************************** لفت العنود على عمتها نورة وقالت : بنتك الدبببببببببببببب ما ترد , اش أسوي فيها دحين ؟؟ قالت نورة بهدوء : يمكن عشان هي مشغولة .. زفرت وقالت : ليش ما قالت لي إنه فستانها انقطع ليه .. تنهدت نورة وما جاوبتها عشان ما تأكد لها كلام هي استنتجته من نفسها و هي قالت لها إنها راحت مع خوله المشغل عشان عندها مشكلة وهي حسبته مشغل الخياطة , تركتها على اعتقادها وهي تطالع في جوالها بتوتر , كانت تنتظر اتصال خوله عشان تطمنها .. صدح صوت الدقاقه بموال : جيناكم زوااااااااار قاصدين الداااااااااااار , افتحوا الباب شرقي .. وتعالى بعدها صوت الدفوف , قالت العنود : يوووووووووو بدأ الدق وهي مهي هنا , حتى أزهار الحماره ماترد .. جات الجوهرة وقالت بضيق : هي بالله ما كإن في دقاقه في جده كللللللللللللها غير هذي اللي جات في زواج أزهار .. قالت العنود بصوت ممطوط وهي تدق على سفانة مرة ثالثة : عاد هذا طلب العروووووووس ومحد يرفضه , ويكون في علمك هي دفعت فلوسها بنفسها لأنه مرة عمي صاااااااااااالح .. وهمست بينها وبين نفسها : اللي من طختك .. وكملت بصوت عالي : ما تبغى الدق الإسلامي .. وكملت بسخرية : وما بتدفع 5000 على دق ما ........ يسوى على حد قولها .. نهرتها نورة وهي تقول : عنود لسانك حصانك إن صنتيه صانك , بالله لو سمعتك وحده اش بتقول , تتريق على مرة عمها .. تغير وجه العنود من اللي قالته نورة ومن حدته , لأنه نورة بالذات ماتحتد على أي شي , قالت بدلع : آآآآآآآآآآسفة .. وعضت لسانها وتابعت : ما عاد أعيدها .. ابتسمت نورة وقالت الجوهرة بتأفف وهي تروح لبعض المعازيم اللي توهم وصلوا : انتي ميؤوس منك .. زفرت العنود وقالت : ماتررررررررررررد .. بعد ما سلمت على كم حرمة نادتها ريم اللي تعرف حبها لهالغنية وهي تقول بحماس : إلحقي بدأت تغني يا دار .. ناولت عمتها الجوال وقالت بحماس : يا دار , يا حبي لهالغنية .. طالعت نورة في الجوال ورصته بقوة وهي تقول : الحمد لله على كل حال .. وتحركت لجوة الصالة وابتسمت لهدى المتزينة بفستان أسود هادئ له إكسسوارات فضية ومسويه شعرها بتسريحه ناعمه ومكياج خفيف .. سألتها هدى بلهفة : ها اش تبغى أزهار من خوله ؟؟ قالت بصدمة : أزهار .. قالت هدى : ريم تقول إنها كانت تدق عليها قبل فترة .. ابتسمت نورة وقالت : تقولها لسه ما خلصوا .. زفرت هدى وقالت : إن شاء الله ما تتأخر أكثر , نبغى نزفها بدري عشان وراها سفرة .. قالت نورة : إن شاء الله .. وطالعت للكوشة , كانت العنود ترقص بدلع مع ريم وهي تبتسم للبنات اللي جلسوا على طاولة جنب الدرج المؤدي للكوشة وعلى مقربة منهم كانت بنتها سمية ترقص مع الخنساء .. خرجت بسرعة ودقت على خوله وأزهار و سفانة لكن محد رد عليها وأخيرا دقت عليه .. **************************** أول ما شاف الاسم رفع الجوال وقال بابتسامة وهو يطالع في ولده اللي زام شفايفه بضيق : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , هلا نورة .. كان صوتها الهاديء يحمل في طياته قلق وهي تسأله عن أحوالهم وكيف جوازهم , قال بهدوء : نورة اش فيك ؟؟ متصلة عليه عشان تشوفين أحوال الرجال , أنا خرجت من القاعة عشان أشوف حسان اللي جاب الجنان للدكتور يبغى يطلع شويه عشان يحضر الفرح .. قال حسان بضيق : مافي فرق بين اليوم و أربع أيام , خلاص طفشت .. قال علي بحزم : لازم تكمل أسبوعين زي ماقال الدكتور , ارتاح لأنك منت رايح مكان .. بعد لحظات صمت قالت : خلاص أكلمك بعدين .. قال بهدوء : استني .. وخرج من غرفة حسان اللي قال بصوت عالي عشان يسمعه أبوه : أبويه تعبــــت , تجمدت من كثر القعدة على السرير .. تجاوز الأسرة السبعة اللي كلها مرضى و همس بلطف بعد ما خرج من الغرفة المشتركة : اش عندك ؟؟ بدون لحظة تفكير قالت له على كل شي صار , طمنها وقال إنه هو بيشوف السالفة , ومن قفل من عندها دق على خوله .. ما خلصت الرنة إلا وردت عليه خوله , بعد السلام قال : خوله اش صار أمك قلقانه عليكم .. وسكت وهو يستمع للكلمات السريعة الغير مترابطة , غمض عيونه وهمس : إنا لله وإنا إليه راجعون , وينكم إنتم دحين ؟؟ سحب نفس وقال بهدوء : طيب لا تصيحين , قولي لعمر يستناني , أنا عندكم هنا فوق , دقايق وأكون عندكم , مسافة الطريق .. ورجع لحسان وقال : عند إذنك , ماشي خلاص .. زفر حسان وقال : روحوا كلوا مفطحات وخلوني أنا على أكل المستشفى اللي ماله طعم , أنا دحين عرفت سبب جلوس المرضى في المستشفى , من الأكل اللي يلوع الكبد .. قال بحزم : قول الحمد لله .. وسحب الستارة وخرج , زفر حسان ورجع ظهره للسرير , طالع في الطاقة اللي على يساره ورجع طالع للستارة اللي على يمينه وقال : هي , عزيز عندك أحد .. انسحبت الستارة وطل من وراها عبد العزيز وهو يقول : لا , وإنت باين من صوتك الملعلع ما عندك أحد .. ابتسم في وجه جاره اللي جاي عشان غسيل الكلى واللي ينتظر عمليته المقرره لزرع الكلى خلال يومين وقال : ما شاء الله الأهل جايبين لك قهوة .. قال عبد العزيز بحزم وهو يبعد ثلاجة القهوة : أقول مابتشرب , مانعينك من السوائل المهيجة , الهيل ماينفع لك .. زفر وقال : أنا ما خلصت من أمي وجدتي اللي كل شوي متصله تنصح تجيني إنت .. قال عبد العزيز بتريقه : أكيد متضايق عشان بعض ناس ماجوا .. لف عليه وقال بغيض : ياشين النااااااس لا بدأوا يرمون في الكلام , هي مي زوجتي عشان تجيني , البنت تستحي , يقولون رايحة لزوجها وهي مملكة , زين اللي جات أول مرة .. حرك جواجبه بغيض وقال : قول هالكلام لنفسك اللي كل يوم تترجاها تجي .. فتح عيونه على اتساعها و سأل بذهول واستنكار : مين قالك ؟؟ قال بضحكه : أبو عبد الله .. قال حسان بصوت عالي : أبو عبد الله , شغلك عندي .. وصلته ضحكة أبو عبد الله أربعيني العمر واللي متنوم من 4 أيام بانتظار عملية استئصال أورام حميدة في رجله اليمين اللي ما عاد يقدر يمشي عليها من شدة الألم .. *************************** لملمت سفانة أطراف فستانها الباين من تحت عبايتها بيد وباليد الثانية مسحت دموعها وهي جالسة في انتظار النساء اللي أصر عمر يدخلون له عشان ما يستنون في السيارة , زفرت أزهار وهي تروح وتجي وسط غرفة الإنتظار المكتظة بالنساء المتوجعات وأطفال الباكيين واستغفرت خوله قبل ما تقول : أزهار ارتاحي .. طالعت أزهار في كل المقاعد المشغولة وقالت بهدوء : مرتاحة وأنا واقفة .. : خوله , أم سالم .. نطت سفانة أول ما سمعت صوت أبوها وجريت لخارج الغرفة , شافته واقف على جنب ومعاه عمر على مقربة منه , جريت ورمت نفسها في حضنه وهي تصييح من قلبها , ضمها وطالع في خوله اللي خرجت بهدوء وقال : نرجعكم القاعة عشان الطبيب مصر يجي ولي أمرها عشان يستخرج شهادة الوفاة .. هزت راسها بصمت , همس بحنان : عظم الله أجركم .. همست خوله : جزاك الله خير .. زاد احتضانه لسفانة وهو يردد على مسامعها كلام حسته مشابه لكلام عمر في السيارة .. خرجوا من المستشفى وأزهار رغم عنها كانت تصرخ بداخلها ~ كيف نسيبها لوحدها ؟؟ كييييييف ؟؟ ~ مسكت كم عمر اللي ماشي قدامها و سألت : عمر , وينها ؟؟ ما حب يقولها إنهم حطوها في الثلاجة إلين يجي ولي أمرها فقال : ماعليك , هم مهتمين بها وإحنا شوية ونرجع .. ************************* راحت لجناح العروسة ورفعت جوالها ودقت عليه , وأول ما وصلها همسه وهو يقول : ياااااااااا هلا والله , كنك حاسه فيني .. ابتسمت الهنوف بخجل وقالت : السلام عليكم .. : وعليكم السلااااام والرحمة , يا هلا والله , يااااااااااااأهلين وسهلين .. زاد خجلها من ترحيبه الحار فقالت بهمس : عمتي تقول إنك زعلان تبغى تخرج وتحضر الفرح فقلت أتصل أتطمن عليك .. زفر وقال : خلاص ما أبغى , مادام كلمتيني .. ضحكت وقالت باستنكار : حساااااااااان , أتكلم جد أنا .. قال بجدية : صراحة مليت , والله مليت , أحس نفسي منفي في الأسكيمو من كثر ما أنا لوحدي , أول عبود كان معايا يسليني لكن من فترة خلصت إجازته ورجع لعمله وصاير لوحدي محد يطل علي , بأتجنن من الطفش .. قالت بهدوء : مادام إنك بخير وعافية هذا أهم شي .. قال : صادقة , الحمد لله على العافية , بس إبن آدم طماع , يبغى كل شي .. سكتت وهي ماعندها شي تضيفه , وصلها همسه الرقيق وهو يسألها : متصلة علي عشان كذا ؟؟ ابتسمت بحرج وقالت بتلعثم : لا هو ... يعني لمن قالت عمه نورة ... قصدي ... خفت إنك طفشان و .... ضحك وقال : عمري , روحي لجواز أختك , مايهمك فيني , أنا بخير وعافيه .. التزمت الصمت وهي تبتسم بهدوء , وتخافق قلبها لمن سأل بخفوت : هنيف ما بتجيني .. نزلت راسها للأرض مع إنه مافي أحد معاها وبالقوة همست : ما أقدر , جده تقول لا .. قال باعتراض : حاولي معاها , أنا يوم كلمتها ماخلت سبة ما سبتني إياها , حتى يوم حاولت أحنن قلبها علي قالت لولا .. ضحكت وقالت : مادام قالت لولا يعني إقطع الأمل نهائي .. : الله يصبرني , هنوفه , متى يجي يوم عرسنا ؟؟ انصعقت من سؤاله وحست بخجل الكون يتجمع في خدودها وهي تهمس : الله يقدم اللي فيه الخير .. وشهقت لمن انفتح الباب عن آخره وطلت منه سمية اللي قالت وهي تبحلق فيها : شتسويييييييييييييييييييييييين ؟؟ اش به وجهك محمر ؟؟ قالت بتلعثم : هااااااا , ولا شي .. دخلت وراها خنساء وطالعتها بنظرات مستمتعة وهي تقول : أكيييييييييييييييييييد تكلمين أخويه .. وسكتت للحظة قبل ما تكمل : يالصاااااااااااااااااااااااااااايعة .. تمنت الهنوف لو تتلاشى من مكانها وتختفي خاصة لمن سمعت ضحكة حسان اللي قال : الله يقطع شرهم من بنات , ردي عليهم .. قالت سمية بتريقة : يوووووووو مهي قادرة تصبر إلين يخلص الجواز طلعت تتصل عليه .. صرخت الخنساء : حسااااااااااااان أشوفك مصروع على الجواز , أتاريه من تحت راسها السوسه .. شهقت الهنوف وتحركت بعصبية وخرجتهم من الغرفة وهم يحاول فيها إنها تخليهم لأنهم بيجيبون بعض الأشياء اللي طلبتها هدى , صكت الباب واستندت عليه وسحبت نفس عميق ورجعت الجوال لإذنها وصلتها ضحكاته اللي ماانتهت وهو يقول : سوسة , حلللللللللللو اللقب .. همست بإحراج : مع السلامه .. حاول يخليها تكلمه أكثر لكنها ودعته وصكت الجوال , ولمن لفت وفتحت الباب لقيتهم واقفين جنب الباب وهم مدنقين عليه يتجسسون , رمتهم بنظرات نارية وهي تقول : ياقليلات الأدب .. صرخوا وجريوا شاردين عنها وهم يضحكون , قالت : ما بجري وراكم يالمخبل , انتبهوا لا تطيحون وانتم بهالكشخة .. ونزلت من الجناح وانتبهت في الإستقبال لوحده رشيقة القوام , كان الكثير من المعازيم موجودين لكن هي بالذات لفتتها , كانت لابسة فستان فوشي صارخ بلا حبال يوصل لأعلى ركبتيها ولابسه تحته شراب بلمعة , كان شكلها يشبه راقصات الباليه بحذاءها المنخفض .. : جي جي .. انتبهت لصرخة عهود اللي اندفعت تحضن هالبنت اللي صرخت بحماس : عوعو , وحشتيني .. تبادلوا الأحضان الحارة والقبلات , تحركت الهنوف تسلم على بعض المعازيم وهي مستغربة الكيس الصغير اللي ناولته عهود لصديقتها اللي حطته في شنطتها وهي تغمز لها .. ***************************** ابتسم أحمد لمن شاف علي جاي ووراه عمر , ضحك وهو يقول : وينك يارجال , حطينا العشا , الكل كان يسأل عنك , تصدق بدأت أشك إنهم جايين يتحمدون لك بالسلامة مهم جاين يباركون لصالح .. ابتسم صالح وقال : يستاهل أبو حمزة .. طالع علي فيهم بثبات وهو يقول : أبغاكم في كلمة راس .. بان القلق على ملامحهم وهم يقومون بسرعة , انتبه جلال اللي قاعد ينكت مع أولاده والشباب على عبد الرحمن الواقف بينهم بثقة وهو يطالع للكاميرا اللي ماسكها عبد الإله اللي أزعجهم بكثرة التصوير , ساب الشباب و تحرك من الإستقبال للممر و خرج من القاعة ووقف عند الدرجات المؤدية للشارع و التفت ليمينه و قبل ما يلتفت ليساره شافهم واقفين جنب سيارة العريس المشرعة , تحرك لهم وهو يسمع علي يقول بهدوء : ونقلناها للمستشفى .. قطب حواجبه وانفجع لمن شاف وجه أحمد الشاحب وهو يقول : واش قال الطبيب ؟؟ همس علي : قال إنها ارتاحت من عذاب الدنيا وشقاها .. مسك طرف غترته وغطى وجهه بها و صالح يقول وهو حاط يدينه على راسه : لاحول ولا قوة إلا بالله , لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظييييييييييم , رحمتك يارب .. ~ بنتي ماتت , بنتي ماتت , بنتي ماتت , بنتي ماتت ~ استعاد عقله ضحكاتها صباح اليوم وهي متربعة على الأرض بكل حيوية الشباب , بكل صحتها , نظراتها المحبة الحنونة اللامعة اللي تخفي بين طياتها نظرة غريبة ما فهمها , يدينها البيضاء الصغيرة وهي تكبس رجله السمراء , عقله استعاد كل شريط اليوم كإنه يبغى يزيد وجعه وألمه وفقده , دموعه اللي بللت غترته وخلجات قلبه المنفطر زادت لمن سمع صوت جاتهم أصوات الرجال وهم يسألون : اش فيه ؟؟ اش صار ؟؟ ماقدر يبعد غترته عن وجهه عشان مايختفي وجهها الضاحك المرتسم بداخله , مايبغى يشوف الواقع دحين , جسم ثقيل حضنه وصاحبه يقول بوجع : الصبر يا أحمد , الصبر يا أحمد , لله ما أعطى ولله ما أخذ .. صوت علي اللي فقد ولد من أولاده خلاه يبكي بحرقة , قال بوجع : إنت حسيت باللي أحسه يا علي . إنت توجعت على حمزة زي ما أتوجع عليها ياعلي .. ضمه علي وهو يقول بهدوء : الصبر يا أحمد , الصبر .. انتبه الشباب للرجال اللي كانوا ينسلون للخارج واحد واحد وشويه صاروا جماعات , استغرب جاسم من المنظر , صح هم يخرجون بعد العشا , لكن خروجهم كان فيه شي مريب , تحرك مع عدنان اللي لحقه وهو يقول : جاسم وين بتروح ؟؟ لحقهم عبد الإله بكاميرته وهو يقول بمرح : هي أخو العروس , نظرة وحده بس .. انصدم جاسم لمن شاف الرجال متجمعين حولين أبوه , بعدهم وهو يقول : أبويه , أبويه .. وتفاجأ لمن لقي نفسه في وجه عمر المحمر , طالع برعب في وجهه وهو يسأل : اش فيه ؟؟ اش صاااار ؟؟ سمع الناس يحوقلون ويقولون : عظم الله أجرك .. وغيره من عبارات العزاء , بعد عمر وطالع في أبوه الجالس على طرف الرصيف حولينه أخوانه وعلي جالس على الشارع قدامه وهو حاط يدينه على أكتافه .. : الله يصبره , بنته تموت ليلة عرسها .. الكلمة انطلقت زي الرصاصة واخترقت إذنه خرق , طالع بذهول وهو مهو مصدق ~ البندري ماتت , مستحيييييييييييييييييييييييييييييييل ~ وفي لحظات استعاد كلماته الأخيرة معاها .. حس عدنان بانقباض في قلبه , لف على الرجال وقال بحزم : يا أخوان لو سمحتم أعطوهم نفس , شويه الله يسلمكم إبعدوا عنهم .. وحط يده على كتف جاسم اللي دف يده بخشونه وهو يلف للقاعة , كان يقطع المسافات بشبه هروله , ثواني وجري وراه عدنان وهو يصرخ : جااااااااااااسم .. نط جاسم الدرجات اثنين اثنين وبكل وجع يحسه تقدم من عبد الرحمن وصرخ : ماتت يالحيواااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان ... وجمع قبضته وضربها في وجه عبد الرحمن المذهول , تراجع عبد الرحمن من قوة الضربة وصدم في محمد اللي سنده وهو يطالع بصدمة في اللي قاعد يصير , مسكه عدنان من وراه وهو يصرخ : جاسم يا مجنووووووووووون .. طاحت غترته وعقاله من حركة جاسم العنيفة وهو يصرخ : مااااااااااااتت , البندري مااااااااااااتت .. صرخ عدنان وهو يشده لصدره : جاسم خلاااااااااااااااااااااص .. وحس بكل وجع جاسم لمن حس بتهدج أنفاسه تحت ذراعينه المكبلته بقوة , غطى جاسم وجهه وهو يحاول يتمالك نفسه , مسك عمر غترة جاسم اللي طاحت مع صراعه وغطى بها وجه جاسم , جلسه عدنان على واحد من الكراسي ودنق شال غترته وهو يرمي عبد الرحمن بنظرة حقد , ما عمره كره أحد مايعرفه , لكنه كره هالإنسان , ورغم منظره المذهول وشحوبه وعدم اهتمامه بغترته اللي صلحها له محمد وهو ينقل بصره بينهم بعدم تصديق , انتشر الخبر بسرعة واندفع الكل يعزون بعضهم بعد ماكانوا يلقون التبريكات قبل عدة ساعات , قفل عبد الإله الكاميرا وجلس على أول كرسي جنبه وهو ينقل بصره بين جاسم وأخوه والبقية بذهول ... *************************** لاحظت العنود إنه في حركة غريبة في المكان , أمها والهنوف والجوهرة و عمتها نورة كلهم مختفيات , قامت عن الطاولة وتحركت خارجه من القاعة وهي تقول : اشبهم الناس ؟؟.. وشهقت وهي تقول : لا يكون بندوري جات وهم ماخبروني , الخونه .. نطت ريم وبقية البنات لمن سمعوا احتمالية إنه البندري جات , وأول ما نزلت العتبة المؤدية من صالة الفرح لممر الإستقبال لاحظت تجمع عند الحاجز الزجاجي المعشق قدام باب القاعة , سألت : اش فيه ؟؟ : يا حسرتييييييييييييييييييي على بنتييييييييييييييييييييييييييييييي ... وصلتها الصرخة الغريبة اللي تحمل كل أنواع الوجع , صرخت بفجعة : أمييييييييي .. انتبهت ريم لخوله اللي كانت واقفة بعبايتها جنب سفانة الجالسة على أحد الكراسي وممدده جسمها على الكرسي المجاور وأشرت لها على العنود وهي تقول بحزم : امسكيها لا تروح .. حاولت تمسك العنود لكنها جريت بكل قوة في جسمها وهي تسمع صرخات امها تتوالى وهي تقول : ياحسرتي علييييييييييييييييييييييييييييييك يالبندريييييييييييييييييييييييييييييييييييييي , ياحسرتي عليييييييييييييييييييييييييييييييييييك يابنتي .. صرخت بلا شعور وهي تبعد الحريم المتجمعات : اش فييييييييييييه ؟؟ أمييييييييييييييي ... تلقتها نورة في حضنها وهي تقول بوجه دامع وأنف محمر : مافيها شي , مافيها شي ... تفلتت من عمتها لمن شافتها جالسه على الأرض جنب الباب أبوها اللي ساند ظهرها بصدره وهو يقول : قولي لا إله إلا الله يا هدى .. وجاسم وهو يقول برجاء : لا تسوين في نفسك كذا يا أمي .. وأزهار ماسكه كاسه مويه , سحبتها منها الجوهرة بخشونه وهي تقول : هاتي عنك يا وجه النحس .. انصدمت أزهار من كلمتها لكنها سكتت تقديرا لظروفها وهي تشوفها ترش الموية على أمها اللي صرخت من وسط دموعها : بنتي ماتت يوم عرسها وتقولون لي لاتسوين في نفسك كذاااااااااااااااااااااااا , بنتي مااااااااااااااااااااااااااااتت , بندري ماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااتت .. توقفت العنود عن تملصها من عمتها لثواني قبل ماتصرخ : لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااا .. وطالعت فيهم بذهول وهي تقول : كذابييييييييييييييييييييييييييييييين , بندري ماااااااااااااااااااتت , مااااااااااااااااااااااااااااااااااتت , إنتم كذااااااااااااااااااااابين .. تعالت صرخات البنات على صرخات الحريم , صرخ أحمد : نورة , نورة , روحي لأمي بسرعة قبل ما يوصل لها الخبر ... وجاسم يصرخ بعصبية : بسسسسسسسسسسسسسسسسس , خلاااااااااااااااااااص .. وبدأت رنات الجوال المختلفة تتعالى بعد ماوصل الرجال صرخات الحريم من خارج القاعة .. صرخت العنود وهي تهز راسها : أزهار تكلميييييييييييييييي , بندري ماتت , قوليلي إنها ما ماتت .. وقفت أزهار وقالت بوجع : لله ما أعطى ولله ما أخذ يا عنود .. سدت العنود أذانيها وصرخ : لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااا , لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا , ما أبغى أسمــــــــــــع , لا تقولون لي ماااااااااااااااااااتت , لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااا ... صرخ جاسم في أزهار لمن شاف أمه تغمض عيونها وتسكت صرخاتها مرة وحده : دخليها جوووووووووووووووه .. ضمت أزهار العنود وسحبتها لبعد الحاجز وهي تطالع في أحمد اللي صفع خد هدى عدة صفعات وهو يقول : هدى , هدى لا تسوين فيني كذا , أنا فقدت بنتي فلا تخليني أشيل همك كمان , هدى , هدى ... نورة انفجعت لمن شافت حريم يصيحون عند أمها المذهولة , تمنت لو تذبحهم ذبح على نقلهم لأمها الخبر بهالطريقة , طالعت فيها حمده بانكسار وسألت بهمس واهن : اللي أسمعه جد .. دمعت عيونها وجريت لأمها حضنتها وهي تبكي , ضمتها حمده بيد وغطت وجهها بمسفعها باليد الثانية وهي تقول : ياربي عليك التكلان , ياربي هذ حكمتك , ياربي ترحمها , ياربي تعوض أهلها , ياربي .. واختنق صوتها وزاد احمرار وجهها وهي تنخرط في بكاء مرير .. نزلت الهنوف من الجناح اللي طلعت له عشان تغير ملابس ريناد وهي مستغربة توقف الدق لفترة طويلة نوعا ما وانصدمت من الأصوات اللي تسمعها كانت تسمع أزيز مختلط بهدير غريب , ذكرها بأصوات الناس في المسجد لمن ينفتح المايكروفون قبل الأذان , رصت على يد ريناد اللي داخل راحتها لمن شافت الحريم على كراسي الممر وهم يصيحون , صمت غريب مايخترقه إلا هدير البكاء الصامت وبعض الهمهمات اللي يتناقلونها العاملات وبعض الحريم الواقفات عند الحمامات يتطلعون لذات المنظر اللي تطالع فيه , نقلت بصرها بذهول بينهم , العنود على الأرض في حضن أزهار تصيح بصوت عالي وريم ضامتها من وراها وهي تصيح معاها , سفانة منسدحة على الكراسي وعيونها شاخصه للسقف بصمت وخوله والخنساء عند راسها يصيحون , سمية في حضن أمها اللي حاطه يد عليها ويد على راس سفانة , أسماء الواقفة بذهول وسط المكان , أم عبد الرحمن اللي حاضنتها أختها , عهود الجالسة على الأرض بذهول وصاحبتها تحاول تقومها , جاتها وحده من الحريم مندفعة وقالت : عظم الله أجرك في أختك , الله يرحمها ويغمد روحها الجنة , والله إنها سخفت قلبي , ماتت في يوم عرسها و ...... اختفت الأصوات ومابقي إلا صوت ضربات قلبها تهدر في أذانيها مختلط بصوت البندري اللي ضمتها وهي تقول : إدعيلي يعدي هاليوم على خير .. وتذكرت ضحكتها وهي تستهزأ فيها على هالطلب الغريب , منظر الحرمة اللي مازالت تتكلم انكسر وتشوش من عيونها اللي غطت المنظر في أقل جزء من الثانية , وظلاااااااااااام غريب لفها وآخر شي تتذكره ضحكة ريناد وهي تقول بصوت طفولي : تاحت زي أفلام كرتون .. ****************************** صرخ فيه صاحبه وهو ينفث دخان سيجارته ويضم بيده الثانية حمراء الشعر لصدره : جوالك يالمزعج , قطعت علينا الجو .. بعد بصره عن ساحة الرقص ورفع جواله , استغرب من الرقم , خرج من البار وقال : هلاااااا .. وصله صوت جاسم الهادئ وهو يقول : اش أخبارك ؟؟ : بخير , كيف جوازكم ؟؟ وطالع في ساعته وقال : الساعة توها 12 عندكم مو ؟؟.. جاوبه الصمت , بعد الجوال وطالع فيه , المكالمة لساعها مرفوعه , رجعها لإذنه وهو يقول : جااااااااااسم , معاي .. : عبد الرزاق أبويه يبغاك ترجع لجدة في أول طيارة ... استغرب وقال بضحكه : ليييييييييييييه , اشتاق لي ؟؟ : لا صار عندنا حالة وفاة .. قطب حواجبه وقال بهدوء : مو معقولة بتنزلوني من فرنسا عشان أي أحد .. : عبد الرزاق , كل شي مقدر ومكتوب و .. قاطعه عبد الرزاق بنفاذ صبر : أخلص أنا ماني حمده تمهد لي عشان مايرتفع عندي الضغط ولا عمي عشان ما يوقف قلبه .. وصله همس جاسم وهو يقول : البندري تطلبك الحل .. تجمد الزمن حوله للحظة , كان ما يسمع إلا صوت دقات قلبه اللي تباطأت للحظات قبل ما تتسارع بشكل جنوني وهو يهمس : البندري ماتت .. : ما حبيت أوصلك الخبر في التلفون لكن ولا واحد من أصحابك رد علي فاضطريت أكلم و ... : طيب مع السلامة .. : عبد الرزاق خليني أكلمك .. صرخ بعصبية : مع السلاااااااااااامه , أصلا فكه منها.. وصك جواله , رن الجوال مرة ومرتين لكنه نزع بطاريته ودخله في جيبه ورجع للبار , جلس على كرسيه وهو يطالع في اللي حولينه وهو مو شايف شي , كل اللي كان يشوفه ضباب , طالع في يدينه لقيها ترتجف , قبضها بقوة وهو يحاول يركز على موسيقى الهب هوب اللي تضج المكان لكن ماكان يسمع إلا صوت ضرباته المتسارعه مختلطة بصوت أنفاسه المتهدجة .. : رزووووووووق , رزوق اش فيك ؟؟ : don’t said its about the .... كان وده يصرخ فيهم سيبوني , لكنه كان يحس بجمود .. : أقول يا شيخ , قوم أرقص لك كم رقصة , مو إنت دايم تقول سلي الروح قبل ما تروح .. ~ عبارتي اللي دايما أقولها ؟؟ ~ هب من مكانه ومسك كوب عصيره وطشه على وجهه وهو يقول بعصبية : سلي الرووووووووووح .. وصرخ بكل قوة في جسده : أسليها بإييييييييييييييييييييه , أختي ماتت ليلة عرسهاااااااااااااااااااااااااا .. وتوه بدأ يستوعب , تذكر دموعها , كل كلمة جارحة رماها في وجهها بدأ يستعيدها ومعاها تقطيبة حواجبها أو لمعة الألم في عيونها , حتى زمت شفايفها عشان ماتصيح قدامه استعادها , يدينها اللي تفركها وهي تتقدم له برجاء , مكالماتها اللي طنشها , رسالتها ... أول ما وصلت ذاكرته لراسلتها اللي أرسلتها قبل ساعات من موتها خلته يصرخ من قلبه وهو يقبض يدينه بقهر : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ... ومسك ياقة قميصه وجرها وهو يصرخ : مااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااتت , بندري مااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااتت .. نطوا أصحابه وفاقوا من الذهول اللي هم فيه وجريوا له وهم يصرخون بذهول ومطر يقول : عبد الرزاق , تمالك نفسك يا رجال .. صرخ نايف : عبد الرزااااااق .. انشق قميصه و يصرخ من أعماقه : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآه , مااااااااااااااااااااااااااااااااااااااتت , أختي ماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااتت , ماتت ليلة عرسهاااااااااااااااااااااااااااااااااااا .. تعاونوا عليه الثلاثه مع ميشيل اللي كان يصرخ بالفرنسية مهو عارف سبب هالصراخ , رغم إنهم أربعة ماقدروا يثبتونه وهو يصرخ صرخات متتالية , صفعه ميشيل وهو يصرخ : razoooooooooook waek up ... بعد الصفعة تفجرت دموعه وهو يصرخ : أبغى أرجع السعوديـــــــــة , سيبونييييييييييييييييييييييييييييييييييييي , أبغى أرجـــــــــــع , أبغى أشوفهاااااااااااااااااااااااااااااااااااااا , بندريييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ي .. وتشبث في مطر اللي بدأت عيونه تدمع وهو يقول : رزوق نوديك بس خلاص , ترى حرام اللي تسويه في عمرك .. صاح وهو يقول : الله يخليكم أبغى أشوفهاااااااااااااااااااااااااااا , تكفون قولولهم لا يدفنونهاااااااااااااااااااااااااااااااا , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآه يا البندري , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , خلوها ترجــــــــــــــع , أبغى أقولها آآآآآآآآآآآآآسف , قولولها لا تمووووووووووووووووووووووووووووت , لا ترووووووووووووووووووووووح وأنا ماقلتلها آآآآآآآآآآآآآآآسف , بندري لا تموتيييييييييييييييييييييييييييييييين , لا تموتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين .. وطالع في نايف وهو يشهق ويقول : عذبتهااااااااااااااااااااا , عذبتهاااااااااااااااااا , أرسلت لي رسالة تترجاني فيها وتقولك محتاجة تسمع صوتييييييييييييييي , لكني طنشتهااااااااااااااااااا , مااااااااااااااااااااااااااااااااتت خلااااااااااااااااااااص , ماعاد بأسمع صوتها وماعاد بتسمع صوتييييييييييييييييييييييييييي .. وانهار على الأرض , وأصحابه معاه وهم يحاول يوقفونه وهم يصيحون من صياحه , لأول مرة يشوفونه منهار بهالشكل , صرخ فيه مطر وهو يمسح دموعه : خلاص يا عبدالرزاق الله أخذ أمانته خلاص .. انبح صوته من قوة صراخه لكنه استمر يقول رغم بحته : قولولها ترجــــع , أنا اللي محتاج أسمع صوتها , تكفون رجعوها , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يالبندري .. وضرب صدره وهو يتأوه , كانت عيونه زايغه وحركاته واضح إنه مو واعي لها , كان يرفع يده وتنهار جنبه ويحرك قدمه ويرجع يرخيها وهو يتأوه , ضمه مطر وهو يقول : إدعيلها بالرحمة .. زاد صياح عبد الرزاق وهو يقول : أنا أعرف ربي , أنا أعرفه عشان أدعيه , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يالبندري , لييييييييييييه ؟؟ ليه متي ؟؟ ليه قررت تعذبيني لآآآآآآآآآآخر يوم في حياتي , ليييييييييييييييييييييييييييييييييييه ؟؟ وزاد صياحه وتحول لنشيج وهو يقول برجاء كسير : ودوني السعودية , أبغى أشوفهاااااااااااااااااااا , قلولهم لا يدفنونها .. مسح صاحبه نايف دموعه وخرج جواله وناوله لميشيل وهو يطلب منه يشوف أول حجز لجدة على أي خطوط وتعاونوا وشالوا عبد الرزاق اللي تجمهر حولينه الناس بعد ما قفلوا الـ دي جي بسبب صرخاته , وسدحوه على الكنبة الخلفية للسيارة , قال مطر : لازم نوديه على المستشفى , ترى شكله مو بوعيه .. طالعوا فيه , كان عيونه شبه مغمضة ودموعه بلا توقف ويتمتم بخفوت كلمات غير مفهومة , زفر نايف وقال : لا حول ولا قوة إلا بالله , ليلة عرسها , الله يصبرهم .. ولمن دخل السيارة شاف جواله يضيء رفعه أول ما عرف الرقم وقال : هلا جاسم , عظم الله أجركم .. ولف على عبد الرزاق وقال : لا هو الحمد لله كويس , ودحين يدور حجز على جدة , المهم .. وحرك سيارته بعد ماركب ميشيل ورى مع عبد الرزاق و ركبوا إثنين من الشلة السيارة الثانية وهو يكمل : لا تدفنونها قبل ما يجي , رجاء , تراه مأمني أقولك إنكم ماتدفنونها .. ********************************** وقف وهو يحس بثقل العالم في قلبه , شد جاسم على يده وقال : أبويه إذا ... سحب أحمد يده وأشر له بحزم إنه يسكت وتقدم للدرج اللي فتحه الممرض قبل مايخرج , فتح الغطاء وتأمل وجهها الهادئ الشاحب , كان مربوط بشريط من تحت دقنها لأعلى راسها عشان مايتدلى فكها , قال بصوت متحشرج : أبويه انتي , أبويه انتي بندوري .. ومد يده يتلمس خدها وهو يكمل : رحتي عن أبوك وسبتيه , شكلك كنك نايمه .. بعد خصلات شعرها الناعمه عن جبينها ودنق عليها وسلم عليها ورجع سلم على خدها , كان باااااارد زي الثلج , وسلم على خدها الثاني ورجع سلم على عيونها المغمضة ولف يدينه حولينها وضمها وهو يقول : أبويه انتي بندوري بتوحشيني , أبويه أنا مابنساك من الدعاء , والله مابنساك .. ورجعها وطالع فيها وهو يقول ودموعه تتقاطر على وجهها : ترا فراقك كنه قطعه وانزعت من قلبي , فراغ محد بيمليه , مكانك بقلبي لك لكنه صار خاوي .. ورجع مسح وجهها وهو يقول بحزن : أبويه انتي سامحيني , سامحيني إن كان غلط عليك .. ودنق يسلم عليها مرة ثانية , تلثم جاسم بغترته ولف وجهه وهو يمسح عيونه , كان يحس بناااااااار تحرق جوفه وكلام أبوه زاد وجعه أكثر وأكثر .. ولمن سمع صياح أبوه وهو رامي نفسه على البندري وهو حاضنها ويهمس لها إنه بيفتقدها , خرج وهو يبلع دموعه , وأول ما شاف عدنان قدامه تقدم له , ضمه عدنان وهو يقول : اصبر , اصبر وإن شاء الله يجيك أجر صبرك .. همس بوجع : قهرتها , ماتت وأنا قاهرها يا عدنان ... قال بلطف : بتعرف إنه من ورى قلبك , و الله هي عارفه هالشي وإنه غصب عنك ... ******************************** ضمت خلود سحر الباكيه وهي تطالع في أبوها اللي جلس قدامهم وهو حاط راسه بين كفينه و علا واقفة جنبه وهي تمسد على ظهره وتطالع في خالد اللي واقف بذهول يطالع فيهم , همس عبد الكريم : تذكرت كل لحظة مرت علي في عزا أخوي , كل لحظة ... قالت سحر وهي تبعد عن حضن خلود : أبويه أبغى أروح لهم الله يخليك .. قال بحزم : مو دحين .. مسحت الكحل اللي سال على خدودها وهي تقول : طيب متى ؟؟؟ قال : بعد مايجيبون البنت من المستشفى , دحين نصهم في القاعة ونصهم راحوا البيت ومتشتتين , مو لازم نشغلهم إحنا كمان .. قالت خلود : لا حول ولا قوة إلا بالله .. وقالت علا وهي تحط يدها على موضع قلبها : الحمد لله اللي أخرتنا الكوفيره , ما أتخيل إني كنت بأشوف منظرهم وسط الفرح وهم يتلقون الخبر , عروس و ... قال خالد بهدوء : خلاص ياعلا .. كان يعرف حرمته وقت الخلعه والخوف تقعد تثرثر بكلام ماله نهاية ... قام عبد الكريم وقال : بأرتاح شوي إلين الفجر .. ولف على خالد وقال : ترانا بنصلي عليها الفجر في الفيصلية يعني لازم نصحى قبل الأذان ... ولمن راح خالد وحرمته لجناحهم طالعت سحر في أختها وهمست بوجع : ماتت فجأة .. زفرت خلود وقالت : كثر موت الفجأة , الله يرحمنا برحمته , هذا من علامات قرب الساعة ... زفرت سحر وطالعت في جوالها اللي أزعجتها العنود من كثر الإتصال عليه وهي تعجلها عشان مايفوتها الدق , ولمن تذكرت صوتها المرح وجلست تتخيل اش شعورها الآن رجعت تصيح من قلبها ... ******************************
|
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ اسير الصمت على المشاركة المفيدة: |
09-08-2012, 02:03 AM | رقم المشاركة : 118 |
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
رد: روايه جميله جدا
نهاية الفصل السابع عشر : بأي حال عدت يا عيد ؟؟؟؟
خشبة ذات أذرع و غ ط اء .. عتمة ليل في وضح النهار ودموع ترفض الانصياع .. رائحة ك ا ف و ر شقت عنان السماء .. . . . ماذا أسمع ؟؟ قرع للطبول أم دوي مدافع !! برودة غلفت حرارة جسد ي ذ و ب .. و نحيب أغرق أنفاسا تسابق المجهول .. . . . لحظة !! لماذا أهرب ؟؟ مم أحاول الاختباء ؟؟ . . . القرع و الدوي بدأ يتخافت ... بل يتباطأ .. يتباطأ حد الألم .. لحظة صمت فـ هـ د و ء .. . . . لماذا لا نعرف قيمة من نحب إلا عندما يغادرنا ؟؟ يرحل عنا .. يتركنا في هذه الدنيا نصارع وحدنا .. . . . لن نسمع همسه الحاني وهو يشجعنا .. لن نرى بسمته الحلوة عندما يمازحنا .. لن نستشعر دفأ يديه وهو يصافحنا .. لن تلمع عينيه فرحا وهو يطالعنا .. لن نضحك له اعتذارا عندما يعاتبنا .. . . . اقرعي يا طبول .. غلفيني يا برودة .. أغرقني يا نحيب .. . . . أ كـ رهـ ك يا جسدي عندما تذوب ألما .. و يخفق قلبك شوقا .. و فوق هذا ... تأبى الدموع أن تجد لها من عينك هربا .. . . . و ل ك ن . . . إلي يا كل خيوط الأمل .. أربطيني , أوثقيني .. أنسجيني بإبرة الإيمان على جدارن الصبر .. اصنعي مني وشاحا حتى غ ط ا ء اصنعيني لو أردت للألم .. . . . أقنعي جسدي الكريه أن روحي تحتويه .. ذب ألما واجعل قلبك يخفق شوقا .. اصنع ما بدا لك اصنع .. جفف دمعي لا أبالي .. يكفيني أن لقاءها في جنان ربي ......... روحي ت رت ج ي هـ .. ***************************** في القاعة : بياض القماش الفخم يلمع الكلين على سطحه الواسع المطرز أطرافه و الصدر المطعم ببعض الفصوص الخليط من الوردي و التركواز حول كريستلات لامعه براقه تزينه , طالعت نورة في فستان بنت أخوها قبل ما تسحب سحاب الغطاء ويتوارى عن نظرها ببطء وهي تتذكر البندري يوم قاسته و مشيت فيه وهم مشغلين لها شريط زفتها عشان يشوفون هل تقدر تمشي به بسبب ثقله أم لا , مسحت دموعها وناولته لسيتي اللي ضمته وهي تصيح , قالت نورة : سيتي الله يرحم أهلك ماني ناقصة صياحك , ترى أنا قلبي يوجعني .. مسحت سيتي دموعها وقالت : ماما نورة , والله بندري سوا سوا بنتي أنا , والله .. وانخرطت في البكاء مرة ثانية , زفرت نورة وهي تطالع في جناح العروسة اللي بدأوا الشغالات يلمون اللي فيه , سبتات الورد وبداخلها الورد اللي اتفقوا إنه سمية والخنساء هم اللي يرشونها عليها وقت زفتها , مسكتها اللي كانت وردها متفتحه برونق جميل لدرجة يبعث الألم , جلست على السرير وصاحت , الكل كان يشوف إنها أقواهم عشان كذا دقت الصدر وقالت إنها هي بتلم أشياء البندري لكنها كانت تنطحن بداخلها مليون مرة , اليد اللي لامست كتفها خلتها ترفع وجهها وهي تمسح دموعها بسرعة , ابتسمت لها خوله وقالت : يلا يا أمي , خلاص شلنا كل شي .. قامت نورة وهي تستند على يد بنتها وتحركت خارجه , كانت القاعه شبه خاوية بعد ماكان الناس يملؤنها بصخبهم .. ****************************** طالع بذهول في أبوه ورجع طالع في عبد الإله يبغاه ينكر اللي انقال , نزل عبد الإله راسه بانكسار , حط حسان يده موضع قلبه وهو يحس بوجع يجتاحه وهو يقول : لا إله إلا الله , لا حول ولا قوة إلا بالله .. كان عقله يدور في دوامة ~ خاله أحمد ومرته , عبدالرحمن , جاسم , جدته و ...~ رفع راسه بسرعة وهو يسأل بخوف : هنوف ؟؟ قال أبوه بهدوء : الحمد لله كويسة .. بعد لحافه ونزل وهو يقول : لازم أروح لهم .. مسكه علي بقوة وقال وهو يرجعه للسرير : الدكتور ما أعطاك فسح .. لف على أبوه وقال : أبويه ما أقدر أقعد .. قال علي بهدوء : حسان ترا وقوفك مع خالك وعياله واجب لكن صحتك أهم , ما نبغى يصير شي ونقول لو إنه سمع كلام الدكتور كان ماصار اللي صار , أنا عارف إنه كل شيء بقضاء وقدر بس لازم ناخذ الأسباب , الدكتور قال ممنوع خروجك يعني ممنوع .. وفلت يده وهو يقول : وإنت كبير وتعرف مصلحتك .. تدلت أكتافه باستسلام وغطى وجهه وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون , الله يصبرهم , الله يصبرهم ... ومسك جواله , دق عليها كذا مرة لكنها ماردت , لمن شاف أبوه قلقه من عدم ردها نقل له بأبسط و ألطف طريقة ممكنه إن الهنوف ما تقدر ترد عليه حاليا لأنه أغمي عليها لمن دريت بالخبر بطريقة صاعقة .. ********************************* الساعة 1,30 صباحا : في فيلا حمده : البيت رغم الزحام الموجود فيه إلا إنه كان هادئ , كل غرفة فيه فيها جماعة من الناس , العائلة كلها رجعت من القاعه ومعاهم أخت جدتهم حمده وبناتها .. أول ما رن الجرس جريت العنود للباب , كانت تبغى أي شي يشغلها عن التفكير , و أول ماشافت عمها جلال داخل وهو شايل الهنوف دمعت عيونها , قال بهدوء ولطف : ماعليك , قالوا إنهيار بسيط , أعطيناها إبرة ومحلول , شوفيلي درب لغرفة أمي .. طرقت له ودخلته لغرفة جدتها اللي كانت منسدحه على سريها وهي متلثمه بمسفعها و سفانة عند راسها تقرأ عليها , فزت سفانة لمن شافت الهنوف اللي مددها عمها على الكنبه قبل ما يفك غطاها ويزيح طرحتها وهو يقول : ها هنوفه , دحين أحسن ... كانت تطالع فيه بعيون غريبة وهي تهز راسها بصمت يعني إيوه , مسح على شعرها وراح لأمه , جلس جنبها على السرير ودنق عليها وسلم على جبينها وهو يقول : يمه كيف ضغطك ؟؟ أشرت على فمها يعني ما تقدر تتكلم ودموع عيونها تنزل بصمت , زفر وبدأ يكبس راسها وهو يطالع في العنود اللي جلست على الأرض قدام أختها وهي تمسد شعرها بحنان , قالت سفانة الجالسة عند رجولها تمسحها بحنان : هنوف اش تحسين ؟؟ ماحركت الهنوف الصامته عيونها الثابته على اللامكان , ابتسمت العنود ومررت يدها على خد أختها بحنان وهي تقول : هنوفه حبيبي إن شاء الله دحين أحسن .. غمضت الهنوف عيونها للحظة وهزت راسها بصمت , مسكت العنود يدينها وضغطتها بقوة وهي تطالع فيها بخوف , ولمن سابت يدينها انفجعت لمن لقيتها تطيح على الكنبه بلا مقاومه , همست برجاء : هنوفي , هنوف .. كانت الهنوف تطالع فيهم وهي مهي حاسة بشي , ولا تفكر بشي , كانت الأفكار تجي في راسها ولمن تحاول تمسكها عشان تفكر فيها أو تحللها تهرب وتجي فكرة جديدة , كان ودها تقوم وتقول للعنود الخايفة إنها بخير لكن جسمها ولسانها صاروا بثقل الجبال , كانت تعاني حتى من رمشة عيونها وبالقوة تحرك راسها بإيوه ولا , كانت تحس نفسها جسد بلا روح .. ~ هنوف لا تخوفيني عليك , كافي فقدت وحده ما أبغى أفقد الثانية , فقدت وحده ؟؟ فقدت وحده !! ~ حست بالرعب والألم يجتاحها ففضلت تبعد هالفكرة عن راسها , وهي تمسح شعر الهنوف ولمن تذكرت أمها قامت بسرعة رايحة لأمها اللي تمددت في مجلس الحريم الصغير , دخلت عليها لقيت عندها أزهار و ريم , حطت أزهار سبابتها قدام فمها وهي تهمس : شششششش .. همست ريم : ماحسبنا إنها تنام .. جات العنود وجلست عندهم وهي تهمس : جات الهنوف , جابها عمي جلال .. قامت ريم عشان تشوفها , كان المجلس مظلم إلا من الأبجورة الصغيرة اللي تضيء المكان بإضاءة صفراء خفيفة , طالعت أزهار في زولية المجلس وهي تلعب في أطرافها وحست بنظرات عليها فرفعت راسها و حست بالحزن يتجمع في قلبها لمن شافت العنود تطالع فيها بنظرات متسائلة , سألتها العنود بهمس : اش آخر شي قالته ؟؟ بلعت أزهار غصتها وهمست : ما أدري , آخر شي قلته لها توضي قبل ما تحطين المكياج و بس .. دنقت العنود بتفكير ورجعت همست تسأل بصوت مخنوق : اللي يموتون بالسكتة القلبية يتوجعون ؟؟ حاربت أزهار دموعها وهي تهمس : علمي علمك .. زفرت العنود ومسحت دموعها وهمست : تتوقعين إنها نازعت طويل ومحد عندها , يمكن لو كان أحد عندها كان .. قاطعتها أزهار بهمس وهي تزحف لجنبها قبل ما تضمها : حبيبتي هذا قضاء الله وقدره .. همست بوجع وهي تغطي وجهها : ماتت لوحدها يا أزهار , أكيد كانت تدور على أحد يكون معاها أكيد .. همست أزهار وهي تضمها أكثر : انت توجعين نفسك أكثر بهالكلام , حطي دايم في بالك إنه كللللللللللله بقضاء وقدر , مكتوب لها من كانت في بطن أمها ... : الله يرحمها .. همست أزهار : إيوه ابغاك كل ما جيتي تصيحين تقولين هالكلمة عارفه ليه , لأنها دحين ماتبغانا نتذكرها ونبكيها , ماتحتاج لهذا كله , اللي تحتاجه هو الدعاء , هي بحاجة للدعاء والصدقة , لكن البكاء ما بيفيدها في قبرها .. وصلهم نشيج صامت , التفتوا وشافوا أكتاف هدى المتلحفة والمغمضة عيونها تهتز من بكاها , تفجرت الدموع من عيون العنود اللي قامت بسرعة وراحت حضنتها وهي تقول : اصبري يا أمي .. : بنتي راحت , بنتي الصغيرة ماتت يا عنود , تعرفين اش معنى بنتي ؟؟ يوم بتجيبين عيال بتحسين بغلاتهم .. وشهقت قبل ما تكمل بصوت متقطع يختلط بأنين : ماعاد بأسمع صوتها وهي تناديني ماما , ماعاد بأدخل غرفتها وأصحيها , انحرمت من شوفتها عروس , 21 سنة عمرها , ماشفتها زين , ما عشت معاها .. ضمتها أكثر وهي تقول من بين دموعها : إدعيلها بالرحمة , إدعيلها بالرحمة , كلامك هذا اعتراض , مايجوز , ربي خلاك تشوفينها 21 سنة , ربي أعطاك إياها وهو أخذها , بتعترضين دحين ليش استرجع أمانته , بعدين هو أرحم منك بها , والله هو أرحم .. حست أزهار بألمها يزيد , العنود اللي توها تشتكي تحولت للمصبر عند أمها المكلومة .. قامت وخرجت من الغرفة في اللحظة اللي دخلت فيها الجوهرة , اصطدموا ببعض رغما عنهم , زفرت الجوهرة وقالت بخشونه : عميا ماتشوفين .. تجاهلتها أزهار وتحركت وهي تقول لنفسها إنها لازم تسكت عنها لأنه مو وقته الرد على بعض , وصلها صوتها الحاد وهي تقول : ولا تدورين في البيت براحتك ترى أعمامي رايحين جايين .. ~ تجاهليها , تجاهليها ~ وكملت طريقها وهي تدعي البروده ومن داخلها مجروحة من تعاملها معاها ومقهورة في نفس الوقت .. سألت سمية إذا في احد في غرفة حمده ولمن قالت لها إنه جلال خرج دخلت عشان تتطمن على الهنوف لقيت الخنساء عندها واللي قالت برجاء : هنوف حرام عليك , لازم تزورينه , تراه من زمان يطلبك .. دقتها سفانة وهي تقول : اش تزوره في هالوقت ؟؟ صدق سخيفه .. قالت الخنساء : هو يبغى يشوفهااااا , والمستشفى مانعته و ... قرصتها من تحت عشان تسكتها من دون ماتشوفها الهنوف اللي قالت لها سفانة وهي تمد لها الجوال : خذي على الأقل كلميه , تراه على الخط من فوق العشر دقايق .. ولمن ما شافت أي رد فعل من الهنوف رجعت الجوال على إذنها وقالت وهي تزفر : ما ترد علي وما تبغى تسوي أي شي .. قال بحزم : حطي الجوال على إذنها بأكلمها حتى لو ماردت .. حطت سفانة الجوال على إذنها وهي تهمس : هو يبغى يكلمك مو لازم تردين .. وصلها صوته الحنون الخائف وهو يقول : هنوف , سامعتني , هنوف ردي علي بكلمة على الأقل .. طالعت الهنوف فيهم بجمود , كانت منسدحة بدون مخدة على الكنبة وهي متكورة على نفسها , قالت حمده : يا حسرتي إن كان هالبنت بتلحق أختها .... همس : هنوف عمري , يااااااا حبيبتي قولي لو حرف واحد تراك أقلقتيني , هنوفه , لاتخليني أخرج من المستشفى وأجيك , تراهم مانعيني من الخروج هنا , هنوفو , أجيك دحين , إذا تبغيني أجيك أجي .. هزت راسها بلا , سحبت سفانة الجوال وقالت : تراها تهز راسها بلا .. زفر وقال : كنت أبغى تنطق , هي اش فيها ؟؟ ليش ماتنطق ؟؟ بعدت سفانة عن الهنوف اللي جلست أزهار جنبها تقرأ عليها وقالت : هذي وحده من الحريم الله يهديها قالت لها عظم الله أجرك في أختك وطاحت الهنوف من طولها فجأة , ويوم شلناها قال الطبيب انهيار عصبي , أعطوها إبرة مهدئة ومحلول وجات .. : لاحول ولا قوة إلا بالله , إسمعي , خلي الجوال في حلقك بأتصل عليك بعد شويه يمكن هي تعبانه شوي لأنها توها رجعت من المستشفى .. : إن شاء الله .. : مع السلامه .. : مع السلامه .. وقبل ما تصك سمعته يناديها رجعت الجوال فقال برجاء : سفانه لا تبعدين عيونك عنها أخاف تتعب ولا شي ومحد عندها .. ابتسمت وقالت : لا تشيل هم , كلنا حولها , المهم انتبه لنفسك ولا تشغل بالك .. وتوادعوا وقفلت الجوال وراحت للمجلس الكبير وهي في الطريق شافت عهود جالسه بصمت غريييييييب عند أمها اللي جالسة تتكلم في الجوال .. ************************** طالعت العنود برهبة وخوف في الطاولة الكبيرة الخشب المفرغة بأشكال مستطيلة تسمح للمويه بالخروج , كانت عمتها نورة واقفة عند الطاولة وهي تحط سطول موية كبيرة ومعاها مغارف حسب تعليمات جارتهم أم محمد اللي تغسل الموتى , كانت تطالع في ظهر أم محمد اللي كانت تسبح وتهلل وتكبر وهي تحط زبادي الكافور والسدر و ترتب أقمشة الكفن , رصت بقبضتها على الباب والتفتت لسمية والخنساء اللي وقفوا جنبها وهم يطالعون بذهول في المطبخ اللي شالوا عنه طاولة الطعام والكراسي عشان يلقون مساحة لطاولة الغسيل , أول ما انتبهت لهم نورة تحركت بسرعة وخرجتهم وهي تقول بلطف : روحوا شوفوا أمي وهدى , يمكن يحتاجون شي ولا غيره .. وصكت الباب , تبادلت العنود نظرات غريبة مع البنتين الواقفات وعيونهم زايغة , همست الخنساء : من جد ماتت .. جلست سمية على الأرض وهي تغطي وجهها وتصييح , تجاهلتهم العنود وهي تتحرك باضطراب , دخلت المجلس الكبير ودارت ببصرها بين بنات خالة أبوها و الجوهرة اللي نايمة ريناد على رجولها وتحركت خارجة , غرفة جدتها كانت سفانة وهدى جالسات عند راس الهنوف اللي مازالت مشخصه بصرها وتطالع بذهول في اللامكان , وجدتها مغيرة وضعية سدحتها على السرير للمرة الخامسة , خرجت ودورت إلين لقيتها , كانت تنشج نشيج موجع وهي تقول : يااااارب أحسن نزلها , يارب ثبتها عند السؤال , يارب وسع مدخلها , اللهم اغسلها بماء الثلج والبرد ونقها من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس , اللهم صبرهم على فقدها , اللهم اربط على قلوبهم , اللهم .... وانخرطت في نوبة بكاء جديدة , جلست العنود على سرير سفانة وهي تطالع في أزهار اللي تلحفت بشرشف الصلاة ووقفت بين يدين ربها تدعيه بتذلل ويدينها المتعبه من الرفع تتراخى وترجع ترتفع وهي تهمس : يااااااااااااااارب ثبتها عند السؤااااااااااااااااال , يارب نزلت بك ضيفة وأنت خير المكرمين , يارب أكرم نزلها , يارب وسع مدخلها , يااااااااااااااارب إنك تنزل إلى السماء الدنيا نزولا يليق بجلااااااال وجهك وعظيم سلطانك , اللهم إنك تقول هل من داع فأستجيب له , اللهم إن سؤالي أن تقيها عذاب القبر , اللهم بدل سيئاتها حسنااااااااااات , يا حي يا قيوم , ارحمها , اللهم ارحمها , اللهم ارحمها .. غطت العنود وجهها وصاحت من قلبها , ليش ما كانت زيها , ليش بدل ما تبكي ماقامت تدعي في آخر الليل والدعاء مستجاب في هذا الوقت , ليش إنشغلت بالبكاء والتفكير , غطى بكى أزهار على بكى العنود وهي تقول برجاء : يااااااااااااااااااارب ارحمهاااااااااا , يارب اغفر لها ذنوبهاااااااااااااااا .. قامت العنود وراحت للحمام وقفلته واستندت على بابه وهي تصيح من قلبها , توضت وراحت لبست شرشفها وحذت حذو أزهار .. بعد فترة رن جرس الباب يخترق سكون المكان الكل قام بترقب وهم متوقعين إنه جثة البندري هي اللي وصلت عشان يغسلونها و يكفنونها قبل الفجر .. هدى وسفانة تحركوا بسرعة خارجين من غرفة حمده اللي انحنت تطالع رغم معرفتها إنها ما حتشوف أحد تحاول تلمح أي شي ورى بابها , دقايق وطل عليها , حست بالدموع تتجمع في مآقيها وهي تطالع في طوله المهيب , اشتاقت له , لكل شي فيه , طالع حسان في الغرفة وشاف جدته على السرير والهنوف على الكنبه , تجاوز الهنوف اللي كانت معطيته ظهرها وتقدم من جدته وهو يسحب الكمام الأبيض عن فمه وأنفه ويخليه متدلي حولين رقبته , مد ذراعينه واحتوى جسدها بصمت , شهقت حمده وصاحت بصوت عالي وهي تضمه وتشده لصدرها كإنها تبغى تدخله داخل صدرها , همس بحب : أنا هنا , أنا هنا ... شهقت مرة ثانية وهي تقول بصوت مخنوق : آآآآآآآآآآآآآآه ياربي , ياحبيبي إنت , ياربي لك الحمد , يارب لك الحمد اللي خليتني أشوفه .. دفن وجهه في حضنها وهو يقول : أنا هنا ياجده , خلاص لاتبكين , دموعك غاليه .. تأوهت وهي تشده لصدرها أكثر وهي تسلم على راسه وتحضنه وهي تقبض على شعره بشوق , قالت بوجع : والله إني أبغى أجيك بس رجولي , رجولي ماعاد تشيلني , ماقدرت , والله ماقدرت .. همس وهو يشد يدينه حولينها : عارف , عارف , يكفيني صوتك كل يوم يا جده .. ضمته أكثر وهي تسلم مرة ثانية وهي تقول بشوق : أبويه إنته .. جا أحمد ومسد على يد أمه بحنان وهو يقول : يمه تراك بتخنقينه , ما حسبنا بالقوة أعطاه الدكتور فسح .. أشر له حسان من ورى جدته إنه يخليها براحتها ورجع ضمها بصمت , ولمن سابته بنفسها بعد عنها وسلم على راسها ويدها وقام وعيونه متعلقه بجسدها المستلقي بلا حراك , تجاهل نظرات أخواته وبنات أخته الواقفات بصدمة من حضوره المفاجئ عند الباب وتحرك لها , قالت سفانة : نايمه , دوبها اللي نامت .. جلس على الأرض وسحب الكمام وحطه على الكنبه وهو يحط يده الثانية على كتفها , هزها بلطف وهو يقول : هنوف , نوفه , الهنوف .. فتحت الهنوف عيونها بتعب وفي جزء من الثانية استعادت ذكرى موت أختها , فزت من سدحتها وطالعت بعيون زايغة في اللي حولها , ولمن شافت الكل يطالع فيها وإنه في شخص جنبها التفتت له , طالع فيها بحنان وهو يهمس : هنوف .. ومد يده وبعد خصلات شعرها الطايحه على وجهها , طالعت فيه بصمت غريب , همس برجاء : هنوف ما بتكلميني .. كان يحس قلبه يخفق وجع عليها , من عرف بحالتها أصر يخرج حتى لو ما أعطاه الدكتور الموافقه , التزمت الصمت وهي تطالع فيه بجمود , حط راحة يده اليمين على خدها اليسار وهمس : إذا ما تبغين تتكلمين هزي راسك عادي , إنت بخير ؟؟ هزت راسها بإيوه , كانت بداخلها تصرخ من أعماقها ~ لاااااااااااااااااااا أنا ماني بخير , أختي ماتت , ماني بخييييييييييييييييييييييييييير , لااااااااااااااااااااااااااا , ماني بخير ~ لكن في شي يمنعها من البكاء , في شي ساد حلقها , طالعت في أبوها الواقف وراه ولمحت نظرة الخوف في عيونه , رمقته بنظرات غريبة ورجعت طالعت في حسان اللي حس بالخوف يخنقه , بعد راحته عن خدها و رجع مسد عليه بقفا يده وهو يهمس : هنوفه ماتبغين تقولين شي .. طالعت بجمود في عيونه اللي تجول على وجهها بخوف , ليه مهي قادرة تعبر عن اللي جوتها ليه , حط أحمد يده على كتف حسان وهو يقول : الدكتور قال إنها مصدومة .. جات نورة وجلست جنب الهنوف وقالت بحنان : هنوف حبيبتي اش تحسين ؟؟ طالعت في عمتها بفتور ولفت وجهها ورجعت انسدحت على الكنبه بتعب , من بين الأجساد المحيطة بها شافت البندري جالسة بنفس البنطلون اللي تحبه وبلوزتها المفضلة الحمراء وهي ملتهية بمحمولها وحاطة السماعات على إذنها , فزت فجأة ومدت يدها وهي تقول : بندري , البندري هناك .. طالعت سفانة جنبها على المكان اللي تأشر عليه الهنوف بصدمة , قالت نورة بخوف : مافي أحد .. أشر حسان لأمه يقاطعها وهو يسأل بحنان وهو يمسد شعرها : اش تسوي ؟؟ قالت بوجع : جالسة .. قال بهدوء : بس جالسه .. همست وهي تطالع في الفراغ الغريب وهي تهز راسها : كانت هنا .. مد يده وحطها موضع قلبها وقال بهدوء يؤكد لها : كانت هنا .. لفت عليه وهزت راسها بإيوه بحركة بطيئة دلته على وهنها , ضغط يده أكثر لمن حس بخفقات قلبها تخفق بسرعة غير طبيعية وقال بألم : هي ماتت , راحت عن الدنيا لكنها بتظل هنا يا هنوف , صدقيني بتظل هنا على طول .. وهمس وهو يضمها : بتظل هنا يا قلبي , والله بتظل هنا .. غمضت الهنوف عيونها وتسللت دمعتين منها وهي تهمس : صح , بتظل هنا .. وبعدته وضغطت موضع قلبها وهي تهمس بتوهان : بتظل هنا , صح ؟؟ قبض على يدها الثانية وهز راسه وهو يبلع غصة خنقت حنجرته , كان كل شي فيها يدل إنها مهي واعية للي يصير , مهي واعية أبدا , هنوف اللي يعشقها لو فكر يقرب منها تموت من شدة الخجل , يحمر وجهها وترتفع حرارتها , وجهها أصفر شاحب وجسدها بارد بدرجة مخيفة , قالت نورة : حسان قوم عن الأرض تعب عليك هالجلسة .. كان ثاني رجوله تحته وجالس قدام الهنوف اللي بدأت تطالع في اللي حولينها بنظرات غريبة ~ الله يسامح اللي كان السبب , الله يسامح اللي كان السبب , ليه ما نقلوه لها بشكل تدريجي , هم يعرفون إنها ~ انقطعت أفكاره لمن وصله صوت جلال اللي سابوه يتعاون مع جاسم و أخوه صالح على نقل جثمان البندري للمطبخ يقول بعصبية : محد يخش عليها قبل ماتتغسل , أم محمد و نورة وخوله هم اللي يدخلون بسسسسسسسسسسس .. ووصله صوت بكاء الحريم اللي بدأ يتعالى , فتحت الهنوف عيونها على اتساعها وقامت بسرعة عجيبة وهي تقول : أبغى أشوفها .. شهقت نورة وقال حسان يناديها : هنوووووووووف .. وقام بسرعة لحقها مع أحمد اللي كان يقول : درب , طريييييييييييق .. تعدت الهنوف كل الواقفين وبعدتهم وهي تجري للمطبخ , أول ماشافها جلال قال بفجعة : هنوف , لسه ما غسلناها و .. صرخت وهي تبعده : أبغى أشوفهااااااااااااااااااااااا ... مسكها بقوة وهو خايف إنها تشوفها وهي لسه مغلفه بأكياس الثلاجة وقال بحزم : مو دحييييييييييييين .. صرخت بشكل هستيري وهي تضرب صدر عمها : أبغى أشوفها , أبغى أشوفها , أبغى أشوفهااااااااااااااااا .. جات أزهار جري مع العنود لمن سمعوا صريخها الحاد وتراجعوا لمن شافوا حسان وأحمد يقبضون عليها كل من ذراع وهم يبعدونها عن جلال المذهول , صرخت وهي تحاربهم : سيبونييييييييييييييييييييييييييي , أبغى أشوفهاااااااااااااااااااااااا .. انذهل حسان من القوة الغريبة اللي حسها فيها , كان بالقوة يمسك ذراعها , غمض عيونه بألم لمن حس بيدها المقاومة تضرب في صدره , قال صالح بحدة : خلوها تشوفها الله أكبر عليكم .. قال جلال : ماجهزت يا صالح .. قال صالح بوجع : غطيتها بشرشف , ووجهها باين , خليها تدخل تشوفها .. لمن حست بتراخي يدينهم عنها بعدتهم ودخلت المطبخ , كانت مسجاة على الخشبة ومغطية بشرشف أخضر فاتح , باين إنه شرشف المستشفى , خطواتها المستعجلة تباطأت لمن شافت المنظر وازداد تباطأها كل ما قربت من الطاولة , ولمن شافت وجه أختها تفجرت الدموع من عيونها وهي تهمس : بندري , بندري .. حطت يدها على كتفها ورغم وجود الغطاء استشعرت برودة جسم أختها اللي كانت تنام في حضنها الدافي قبل أيام , لفت يدينها حولين راس البندري وضمتها وهي تقول بهمس متوجع : ودعتك الله يا بندري , ودعتك الله يا قلبي , ودعتك الله , ودعتك الله .. وتفلتت يدينها وهي تنهار على الأرض وهي تصيح بكل الألم والفقد والوجع اللي حسته , صياحها صيح الكل حتى أعمامها اللي تلثموا بغترهم اللي لابسينها من دون عُقل , تحرك جاسم من مكانه في طرف المطبخ وسندها وخرجها , حسان اللي حس بوجعها يذبحه ذبح واللي ماقدر يدخل عشان البندري , سحبها منه بعد ما خرجت وضمها بقوة , صرخت من أعماقها وهي تتشبث بأكتافه : مااااااااااااتت ياحساااااااااااااااااان , البندري مااااااااااااااااااتت , مااااااااااااااتت , ماعاد بأشوفها مرة ثانية , بتدفنونها وماعاد بأشوفهااااااااااااا , ماتت يا حساااااااااااااااااااان , البندري ماااااااااااااااااتت .. ضمها أكثر وهو يبلع غصته اللي تزايدت , لازم يكون أقوى عشانها , قال بثبات بعد ما تمالك نفسه : الصبر يا هنوف , الصبر , وين إيمانك ؟؟ من قال ماعاد بتشوفينها , كلنا إن شاء الله بنشوفها وهي حورية وسط الجنة , قولي يارب ارحمها , يارب اغفر لها , ادعيلها , الدنيا فانية , كلللللللللنا بنموت , يمكن اليوم , بكره , بعده , محد يدري متى يومه صح , إدعيلها بالرحمة , ما تجوز على الميت إلا الرحمة , وين إيمانك وصبرك وكلامك اللي تقولينه لي دايم , الواحد لازم يؤمن بالقضاء والقدر , قولي يارب ارحمها , قولييييي .. هدأت صرخاتها وهي تقول من بين شهقاتها : يارب ارحمها , يارب ارحمها , يارب ارحمها .. ضمها أكثر وهي تردد العبارة وهو يهمس : خلاص , اقري المعوذات واستعيذي بالله , المؤمن عند الصدمة الأولى وانت دايم أقول عنك صابرة لا تخليني أغير كلامي .. ولمن حس بثقلها عرف إنه أغمي عليها , أشر لجاسم إنه يجي يشيلها لأنه مستحيل يقدر يشيلها قدامهم لسببين , إحراج و ... ممنوع عنه لفترة طويلة إنه يشيل أي شي حتى لو كان خفيف ... شالها جاسم ودخل مع أعمامه وحسان لغرفة جدته , سدحها على السرير ورى جدتها اللي جلست وهي تمسد شعرها ووجهها بحنان .. سحب حسان الكمامة وحطها على وجهه وسند ظهره على المخدات اللي جابتها له أمه وحطتها ورى ظهره عشان يريح , غمض عيونه بتعب ورجع فتحها وهو يطالع في جدته والهنوف .. *************************** الكل كان جالس في المجلس الكبير , وبسبب قربهم من المطبخ وصلتهم رائحة الكافور والسدر اللي فاحت من أثر طرطشة المويه , حست خوله باختناق فخرجت وسابت أم محمد وأمها جوة , سحبت نفس عميق ومسحت دموعها ورجعت تساعدهم , قلموا أظافر يدينها ورجولها , فرخوا جوفها من أي شي بداخله , غسلوا شعرها الطويل وجدلوه ثلاث جدائل وبعد ما انتهوا من الغسيل بدأوا يكفنونها , شهقت نورة لمن غطى الشرشف الأبيض يد البندري المحناة وبلا تفكير بعدت الشرشف ورفعت يدها وقبلت راحتها الباردة وهي تصيح , قال أم محمد بحنان وهي تمسد ظهرها : يزفونها للجنة يارب , يزفونها للجنة .. رجعت يد البندري وبعدت عن الطاولة وهي تمسح دموعها , ربطت خوله خيط القماش حولين رجول البندري وثبتتها و دموعها تتقاطر غصب عنها على الكفن .. ولمن انتهوا مابقي إلا غطاء الرأس قالت أم محمد : نغطيها بعد مايسلمون عليها , شهقت خوله لمن شافتها مكفنه ومو باين إلا وجهها الصغير وتفجرت دموعها وهي تقول : بندريييييييييييي .. وضمتها بقوة وهي تصيح من قلبها , وبعد ما تمالكوا نفسهم فتحوا الباب وراحوا للمجلس عشان يدخلون الرجال عندها , خرج حسان للمجلس الخارجي عشان وراح عند الشباب اللي جالسين هناك بصمت , و أعمامها دخلوا وسلموا على جبينها بالتناوب وضمها أحمد بقوة من دون أي همسة وبعد عنها , سلم جاسم على جبينها وبعد بسرعة وهو يقاوم دموعه , خرجوا من باب المطبخ وتركوا المجال للحريم بعد ما نقلوها على الخشبة اللي بتحمل عليها .. راحوا الحريم يسلمون وبعدها قالوا للبنات إنهم ممكن يشوفونها راحوا لها , وأول ما شافوها فتحوا مناحة جديدة و ما قدروا يقربون من الطاولة الغريبة اللي كانت لها أربعة أذرع عشان تحمل بها فوق الأكتاف , خاصة لمن رمت العنود نفسها على البندري وضمتها وهي تقول بهدوء : بنات تعالوا ضموها والله تحسون براحة إذا ضميتوها .. وهي تصرخ بداخلها ~ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يابندري , رحتي وسبتيني لييييييييييييييه ؟؟ لييييييييييه سبتيني ؟؟ استغفرك يارب , لازم أكون أصبر , لازم أكون أقوى ~ مسحت أزهار دموعها الصامته وتقدمت منها وسحبتها وضمتها عشان تعطي مجال لهدى اللي تقدمت مع نورة وهم ساندين حمده اللي كانت تمشي بخطوات متثاقلة وهي تسبح وتدعي ولمن وصلت لها قالت بصوت متحشرج : وااااو يا بنيتي والله إنك صغيرة , أنا قاعدة وانتي رحتي يا البندري .. ودنقت عليها بالقوة وسلمت على راسها وهي تقول ببكاء : تراني ودعتك الله اللي ما تضيع عنده الودايع , تراني ودعتك الله , تروحين تقابلين جدك في الجنة إن شاء الله , تراك ارتحتي والشقا لنا إحنا اللي لساعنا عايشين , ودعتك الله .. وسندتها نورة تبعدها وهي تكرر : ودعتك الله , ودعتك الله .. وقفت هدى تطااااالع فيها بصمت ودموعها تتساكب ولمن انحنت وحضنتها انفجرت بعويل زاد دموعهم , مسكتها العنود وقالت من بين دموعها وهي تسحبها : أمي خلااااااص , خلاص ارحمي نفسك , خلاااااااااص ... وتساعدت هي وأزهار والجوهرة وبعدوها عن البندري , عهود طالعت فيها من البعيد ومارضيت تسلم زي باقي البنات اللي سلموا عليها , ولمن قالولهم إنهم يخرجون عشان ياخذونها زاد نحيب البنات وتشبثت ريم بالبندري وهي تصيح من قلبها , دق جاسم باب المطبخ بقوة وقال : يلااااااااااا , يادوب نتحرك عشان نصلي الفجر .. تحركوا الحريم وسحبوا البنات تسحيب عن البندري وهم يحاولون يصبرونهم , تفلتت سمية ورجعت ضمت البندري , سحبتها أمها وهي تقول بوجع : خلااااااص , سيبوها .. قال جاسم بحزم : أنا داخل .. غطت نورة وجهها ولفته برباط محكم ومسكت آخر قماش وغطتها بالكامل , قال جلال بعصبية لجاسم : خش عليهم عشان يخرجون .. ولمن تردد جاسم دخل جلال وهو يصرخ : خلاااااااص , قلنا خلااااااااااص , أدخل يا جاسم .. دخل جاسم و أشر للشباب اللي تجمعوا برا عشان يشيلون الجنازة إنهم يدخلون , ولمن دخلوا كانت رؤوسهم للأرض وهم يمسكون أطراف الخشبة .. أول ماشافتهم العنود يخرجونها صرخت وهي تندفع بلا تفكير : لاااااااااااااااااااا , أبغى أسلم عليها , أبغى أسلم عليهااااااااااااا ... لف جاسم وغطاها بغترته وهو يرجعها ويقول بحزم : خلاص .. صرخت وهي تتشبث به : الله يخليك , والله بوسه بس , آآآآآآآآآخر مرة , الله يخليييييييييييييييييييك , جااااااااااااااااااااااااســـــم , الله يخليييييييييييييييييييييييييك .. قالت أزهار من ورى الباب : خليها تسلم عليها , جاسم الله يخليك خليها تسلم عليها , تراها ماعاد بتشوفها .. واختنق صوتها وهي تتذكر أمها اللي ما قدر لها ربي وشافتها , نزلوا الرجال الخشبة وسحب جاسم العباية من عمته نورة وغطى فيها العنود اللي راحت وضمتها بقوووووة وهي تقول بصوت حنون : سامحيني , سامحيني إذا زعلتك في يوم , ترا كل عنادي لك والله من حبي , سامحيني , بندري , ماعاد بشوفك .. وسلمت عليها من فوق غطاها وسلمت ودموعها تتساكب على وجهها كانت تحس ملامح وجهها من فوق الغطى , سلمت على خدودها وعيونها حتى فمها سلمت عليه وهي تصيح , مسح جاسم عيونه وسحبها وهي تطالع في جسد أختها المسجى , تلقتها أمها في صدرها وضمتها وهي تصيح معاها ... وفي دقائق صار المطبخ خالي إلا من همهمات البكاء و رائحة الكافور والسدر ... ******************************** العصر : رفع راسه عن الأرض وطالع في المعزي الجديد القادم , ولمن شاف واحد قدامه وهو لابس ثوبه ولاف شماغه حولين وجهه عرفه , قال بحنين : عبد الرزاق .. وقبل ما يقوم جري عبد الرزاق وطاح عند رجوله وهو يصيح من قلبه وهو يصرخ : ليش دفنتوها قبل ما أشوفهاااااااااااااااااا , ليش دفنتوهااااااااااااااااااااااا .. ضمه أبوه وهو يقول : ما قدرنا نأخرها يا ولدي إلى بعد رحلتك , إكرام الميت دفنه .. صاح عبد الرزاق وهو دافن وجهه على فخوذ أبوه وهو ماهمه اش يقولون الرجال عليه , من المطار اللي استقبله فيه جاسم وعمر وهو كاتم بكاه ومو قادر يسألهم دفنتوها ولا لا كله خوف يقولون له إنها خلاص اندفنت , ولمن وصل وشاف المعزين عرف إنها خلاص اندفنت , ضم أبوه وهو يصرخ من قلبه : كنت أبغى أشوفهااااااااااااااااااا , كنت أبغى أودعهااااااااااااااااااااا , ليش دفنوتها ليييييييييييييييييييييييييش , ليش تحرقون لي قلبييييييييي , قلتلكم لا تدفنونها , قلتلكم لا تدفنونهاااااااااااااااااااااا والله قلتلكم ... مسح أحمد عيونه بطرف غترته ومسد ظهر ولده بصمت , لمن جا جلال يبعده عشان الرجال اللي جوا يسلمون أشر له صالح بعيون مبلله إنه يسيبه براحته , كان الرجال ينحنون من فوق عبد الرزاق ويسلمون على أحمد اللي يبادلهم السلام بيمنه ويسراه على تمسد باستمرار على ظهر ولده .. صاح وصاح وصاح وكل ما فكر إنه يوقف عن صياحه ويقوم يزيد وجعه ويزيد صياحه .. **************************** المكان كان مزدحم بسواد عظيم , دخلت سمية للمطبخ وهي شايلة ثلاجة القهوة , حطتها على الطاولة و حطت يدينها على آخر ظهرها وهي ترجع أكتافها لورى بتوجع , من الصباح والمعزيات موجودات وهم على حزنهم ووجعهم تكسرت رجولهم من كثر ما يباشرون بالقهوة , جات سفانة وقالت بضيق وهي شايلة صينية كلها فنجاين مستخدمه ومناديل مستعملة : السنة إنك تعزي وتروح , مهم شايفين إننا تعبانين , وياليتهم جالسين باحترام , قاعدين يهرجون كإنهم في جلسة .. عدلت طرحتها اللي لابستها وقالت : سماسم قلبي روحي ارتاحي أنا أباشر .. قالت سمية وهي تشيل الثلاجة : لا ما عليك يا خاله .. دخلت أزهار المطبخ وهي تزفر بضيق , ابتسمت سفانة وقالت : خير .. قالت أزهار وهي تحس بالضيق يخنقها : جماعة مسكوني يحققون معايا اش صار وكيف ومتى وليش , مااحترموا مشاعري , لا وجماعة ثانية جالسة تحدق فيه وأنا رايحة وأنا جاية ولمن صبيت لهم القهوة تسألني وحده منهم أنا زوجة جاسم و اش اسم أبويه وأمي وغيره .. دخلت العنود وجلست بتعب على واحد من الكراسي وربعت فوقه وهي تقول بهدوء : ترا عشان الكل كان يستنى طلتك , جواز الـ ..بندري كان أول طلة لك والكل كان متحمس .. غمضت أزهار عيونها ومسحت وجهها وهي تقول بطفش : ما أبغى أخرج .. سألت العنود : عشا اليوم على مين ؟؟ قالت سفانة وهي تشيل فناجين جديده : على أبويه , عمي عبد الكريم تكفل بالغدا .. قالت العنود : الله يسعدهم ويرزقهم , جزاهم الله خير .. قالت أزهار : عنود قلبي روحي نامي تراك مانمتى من أمس .. هزت العنود راسها وقالت : ما أقدر المكان رججججججه , وأصلا ماتلقين مكان تنسدحين فيه ولا تريحين , حتى غرفة نوم جدتي كلها حريم حتى فوق السرير .. وزفرت وطالعت في يدينها اللي مدخلتها في حضنها وسرحت للحظة قبل ماترجع تنفض كل أفكارها وتقوم بنشاط وهي تقول : بأروح أشوف أمي .. **************************** بعد المغرب : طالع عدنان في جواله طويل قبل ما يتصل عليها , أول ما سمع صوتها الهادي وهي تسلم ابتسم وقال بعد رد السلام : كيف أهل العزا ؟؟ همست سحر : إن شاء الله بخير , أحسن من أول ما جيت .. قال بهدوء : طيب يلا أخرجي , خلود وعلا يستنونك في الفندق .. قالت بخيبة أمل : بس أبغى أجلس معاهم شويه , أبغى أحس إني قدمت لهم شي .. زفر وقال : طيب أعطيني العنود عشان أعزيها , خلاص عزيت أم جاسم .. قالت سحر : طيب لحظة .. كانت العنود خارجة من المجلس الصغير لمن لقيتها , مسكتها من يدها وجرتها وهي تقول : عنود , عدنان بيعزيك .. حست بشعور غريب لمن حطت سحر الجوال في يدها قبل ماتروح , غمضت عيونها وحطت الجوال على إذنها وهي تقول : نعم .. كان صوتها متحشرج فتنحنحت عشان تسلكه . أول ما وصله صوتها قال بهدوء : كيف حالك ؟؟ كان صوتها بارد وهي تهمس : الحمد لله .. كان مقدر برودها فقال بهدوء : عظم الله أجرك في مصيبتك وأخلفك خيرا منها .. همست بذات الصوت : جزاك الله خير .. قال ينهي المكالمة : هذا واجب , مع السلامة .. صك الجوال ورجع للرجال , وهي صكت الجوال وطالعت فيه بألم , ما تخيلت ولا في أبشع أحلامها إنه أول مكالمة لها معاه بتكون عشان يعزيها في أختها الصغيرة , استغفرت وتحركت , استغربت لمن شافت الحريم يخرجون بسرعة من الممر المؤدي لغرفة جدتها , حست بخوف غريب , يكون الهنوف صار لها شي ولا أمها انهارت ولا ... تحركت بسرعة وهي تسمع صوت أبوها يقول : طريق , طريق ... اضطرت تستنى إلين خلصوا الحريم ودخلت الممر وراحت لغرفة جدتها وهناك شافته واقف بصمت و أمه متشبثه فيه وهي تصيح , صرخت : عبدالرزاااااااااااااق .. وجريت وضمته مع أمها وهي تصيح من صياحها , كان عبدالرزاق يطالع فيهم بانكسار غريب ما يناسب شخصيته , سلم عليهم وعلى جدته , الهنوف اللي فاقت من نومها على صوته تشبثت فيه وصاحت من قلبها على صدره وهو يهمس لها : على الأقل شفتيها , قولي الحمد لله اللي شفتيها ... جاته عمته وسلمت عليه , ولمن انتهى السلام جلس جنب أمه وانسدح وحط راسه على فخوذها وغطى وجهه بشماغه ولف جسمه ودفن وجهه في جنبها وهو يصيح و زاد معاه صياح هدى من حال ولدها .. *************************** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
|
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ اسير الصمت على المشاركة المفيدة: |
09-08-2012, 02:04 AM | رقم المشاركة : 119 |
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
رد: روايه جميله جدا
يوم الاثنين 10 / 9 / 1427 هـ : بعد الفطور في سيارة جاسم : : يا حيا الله النشبة .. دقته أزهار وهي تطالع فيه باستنكار من ورى غطاها اللي رفعته عشان السيارة مضللة , وابتسمت العنود وقالت : عادي يا أزهار , لاتخزينه ولا شي أعرف ثقالة دمه , أخويه , خابزته وعاجنته .. قال وهو يحرك حواجبه ويطالع لها من المراية الأمامية : عاجنتني بعسل مو .. ضحكت أزهار وقالت : ترا يا شينك يوم تخفف دمك .. ولفت على العنود وكملت : مو عنيدي ؟؟ قالت العنود تأيدها : مومو , مو مو واحد بس .. قال بمرح : اللي يسمكعم يقول بقر يهرجون , اش مو مو !! قالت أزهار : مو يعني إي ولا لا , مو يا عنيدي .. ضحكت العنود وقالت : موين وعشر موات , تصدقين حاولت أشرح لوحده من صحباتي ما عرفت , يبغالي أرسلها لها في رسالة .. قال جاسم : سؤال اليوم , كم مو نطقتها العنود ؟؟ وضحك للحظة وسكت لمن انتبه إن الثنتين يطالعون فيه ببرود والعنود تقول : ويييييييي الله يعينك عليه يا أزهار , يا حبيبتي متزوجه واحد دمه كاتشب .. ضحك وقال : حللللللللللللللوة , حلللللللللللللللللوة كاتشب .. وساب الدركسون ولف على ورى وضربها وهو يقول : تتريقين إنتي ووجهك على أخوك الكبير .. قالت أزهار وهي تمد جسمها وتثبت الدركسون بيدينها : بسم الله , تعااااااااال إمسك الدركسون .. وصرخت العنود : بنمووووووووووووووووووت .. قال : قولي آسف .. قالت بسرعة : آآآآآآآآآآآآآآآآآآسفه بس لف وامسك الطارة بسرعة .. لف جاسم وعدل إحرامه وهو يقول لأزهار : ثبتي يدك زين عشان أعرف أصلح إحرامي .. صرخت أزهار : بسسسسسسسسسسرعة , ظهري يعورني .. مسك الدركسون وقال : شكرا .. ضربته أزهار على كتفه وهي تصرخ : لا عاد تسويها مرة ثانية , خلعت قلبي , ولدي أحسه طار لحلقي من الفجعة ... قال بحزم : طيب انتبهي لا يطلع مع خشمك , بعدين تقعدين تعاطسين , بعدين ما عندنا لبس نلبسه به .. ثانية وقهقهوا الثنتين , ابتسم وقال بفخر : إعترفوا إنه دمي خفيف .. وبعد لحظات طالعت العنود في أزهار وهي تصب كوب شاهي لجاسم وتناوله له مع كروسان وهم يناقشون موعد الدكتورة الجاي , لفت على القزاز وهمست بداخلها ~ بندور ما حسينا برمضان وفرحة دخوله من وجعنا برحيلك , يوم قطع عزاك كان ليلة رمضان اللي طلع ناقص , أول رمضان يمر من دون ما أتحارب أنا واياك من يخبر إنه رمضان كامل ولا ناقص , عارفه أنا رايحة أعتمر عنك ~ مدت يدها ونزعت قفازها وحطت راحة يدها على قزاز السيارة , كان بارد من أثر المكيف ~ الجو بدأ يعتدل , يمكن على شوال يكون بارد زي ما تحبينه دايما , شوال اللي حيكون أول عيد من دونك يا بندري , أول عيد من بعد 21 سنة حاربتيني فيها على التسريحة كل صباح عيد ~ سحبت يدها ورجعتها في القفاز وهي ترص شفايفها عشان ماتصيح , هي عزمت تكون أقوى عشان أمها و أبوها اللي مهم قادرين يتجاوزون محنتهم وعشان الهنوف اللي صارت تنام معاها كل ليلة في نفس السرير وهي تقولها إنها معاها , بلعت ريقها مرة ومرتين وثلاث عشان تضيع الغصة اللي اجتاحتها وهي تصرخ ~ محد بيعوضني فقدها , محد ~ سحبت نفس عميق ودخلت راسها بين المقعدين وقالت : شوف لا رجعنا أبغى أتسحر في البيك .. أشر على عيونه وقال : تامرين أمر .. ورفع نفسه يخرج جواله من حزامه وهو يقول بتريقة : بس استني خليني أستأذن من عدنان .... ضربته على كتفه ورجعت لمقعدها وهي تقول : يا نذل .. قال بعد لحظة : هلااااااااااااا بو رحم , كيف حالك يالدب ؟؟ قالت العنود بتريقة : ماتمشي عليه هالحركات .. أشر لها إنه يكلم وهو يقول : أنا رايح مكة ومعايا المدام ومدامتك .. عقدت يدينها قدام صدرها وقالت : هاهاها إلعب علي غيرها .. مد لها الجوال وقال : خذي بيكلمك .. سحبت الجوال وقالت بدلع : يا هلاااااااااا .. قهقة جاسم العالية ما منعتها من سماع صوته العميق وهو يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. شهقت لمن سمعت صوته و انشرقت من قوة شهقتها , لفت عليها أزهار برعب ولفت تدور على موية الصحة وجاسم يقول : اش فييييييييييييييك ؟؟ هذا كله عشان سمعتي صوته .. سحب الجوال منها وقال لعدنان وهو يطالع في أزهار اللي تمد لها الموية وهي تقولها : تنفسي من خشمك , من خشمك .. : معليش , تحسبني أمزح معاها عشان كذا كانت منطلقه .. من وسط كحاتها مدت يدها وضربته , لف عليها قال : هااااااااا , تبغيني أكذب عليه , أنا مِحرم .. وصله صوت عدنان وهو يقول بتريقة : وإنت ماتكون صادق إلا وإنت محرم سيد جاسم , ياخي كل شي منك يتعكنن لأنك مو سافطه , البنت بغت تموت من مزحتك ... رفع حواجبه وقال : عجييييييييييييييييييييييييب , دحين صار كل شي معكنن , ما أقول غير أ .... اللهم إني صائم , يلا مع السلامة .. وصله عتاب عدنان وهو يقول : ياخي حرام عليك تقول مع السلامة , أتطمن عليها على الأقل , إنت مسمعني صوتها حسرة يعني , ورانا عبادة وصلاة ... قهقه جاسم وقال : الله يـ ..... يا خي لا تخليني أسب وأنا في هالأيام الفضيلة , ما أقول إلا الله يخلف على صاحبي .. ولف على العنود وقال : راحت الشرقه ؟؟ هزت راسها بإيوه وأشرت على حلقها وهي تهمس بصوت مبحوح من قوة الشرقه : ما أقدر اتكلم .. كانت تقدر تحمحم وتجلي صوتها لكنها ما تخيلت إنها تكلمه قدام أخوها و أزهار فحطته عذر وهي تشوف إنها جات من ربها , رجع الجوال لورى وهو يقول : مو لازم تتكلمين هو يبغى يقولك كلام ... مسكت الجوال بيد مرتجفه وحطتها في إذنها وهي تتذكر محادثته السابقة والوحيدة , قالت بصوت مخنوق : نعم .. وصلها صوته الهادئ وهو يقول : كيف حالك دحين ؟؟؟ حست بالمغصة ترجع لها فبلعت ريقها والتزمت الصمت , فكمل بذات الهدوء المريح : حبيت أتطمن عليك وأقولك إني .............. أبغاك قوية , أقوى من أي وقت .. وسكت للحظة قبل ما يكمل : لا تنسينا من دعائك , في آمان الله .. وقبل ما تبعد الجوال سمعته يقول : إي صح .. رجعت الجوال لإذنها فقال بحزم : امسكي جاسم زين , ترى سحر تقول لك سوابق ضياع كثيرة .. ~ سحــــــــــر والله لا أذبحك ضرب على الفضايح ~ كمل : انتبهي لنفسك , في آمان الله .. صكت الجوال ومدته من بين الكنبتين تناوله جاسم بصمت استغربته العنود ~ غرييييييييييييييييبه ما علق , يمكن تأدب وقال أرحم أختي شويه ~ مامرت دقايق إلا وهو يتنهد ويقول : تصدقين يا أزهار , صوت عدنان حلوووووو , ولا اش رايك يا عنود .. ~ وااااااااااااااااا , بدأ , بدأ ~ غاصت العنود في المقعد بصمت وهي تحس بالعرق يتجمع بين أصابيع يدينها رغم القفاز , كانت مقهورة من أزهار اللي بالقوة ماسكه ضحكها وهو يكمل : لااااااااااااااا مو بس الصوت , حتى الشكل ماشاء الله .. وطالع في المراية اللي ورى وقال : انتي شفتيه في النظرة الشرعية مو حلو ؟؟ دقته أزهار وقالت : خلااااااااااص , ذبحت البنت دحين تقول ليتني ما جيت معاهم , بتطلع العمرة من خشمها .. سأل بشكل مباشر كإنه اتهام : تكلمينه يا بنت .. ردت بسرعة : لاءا .. ضحك من قلبه وقال : حلللللللللوة لاءا , أقول تراني أمزح معاك , زوجك بتكلمينه كلميه .. قالت أزهار بتريقه : اللي يسمعك يقول إن عدم موافقتك هي اللي كانت مانعه المكالمات , هي ودددددددددها بس هو ثقيل ما اتصل عليـ .. نطت العنود وضربتها بطرف يدها على كتفها تسكتها , ضحك جاسم من قلبه على أزهار اللي بدأت تشتكي إن النونو تأزم نفسيا و العنود اللي قالت بطفش : تراك ذليتينا بالنونو لاتخليني أبطل وما أدعي له .. قال جاسم : بسك إنتي وإياها , عنود إنوي , لبيك عمرة ... همست العنود بابتسامة : لبيك عمرة عن البندري .. ************************** في الدمام _الشرقية : في شقة العزابية : طالع في جواله بابتسامه وهو مقهور على إيش يبتسم وهو ما أخذ منها حرف , لكن مجرد تذكره لترحيبها و شرقتها يدفعه للابتسام .. : لاااااااااااااا إله إلا الله , عدنان يبتسم للجوال , يا خي لا تكلم البنات على الأقل في رمضان , خله ليلة العيد .. لف عدنان على رفيقينه اللي قعدوا معاه من بعد ماراح جاسم وقال بطفش وضيق من حالهم : أموت وأعرف ماعندكم إلا أنا تراقبوني , قوموا نظفوا غرفكم اللي يرحم الأم المسكينة اللي جابتكم ونظفوا الفوضى اللي سويتوها .. وأشر على الصالة اللي كعادتها تبدو كأن إعصار هادر مر بها , قال هاني بلا اهتمام : لا إحنا بنخليها كمان كم يوم إلين تطفش وتبدأ تنظفها .. رماه بنظرة نارية وقال بصوت قوي : لا تخليني أحطك في راسي , قوم بسرعة ونظف الصالة , غرفتك مالي دخل فيها , ويلا تجهزوا للصلاة .. وتحرك لغرفته عشان يستعد لصلاة العشاء والتراويح .. قال هاني وهو يدقه : قلتلك لا عاد تطري المغازل عنده تراه بيذبحك , إنت تعرف كيف هو شديد في هالموضوع .. ابتسم أيمن وقال : تصدق قابلت بنية حلووووة طلعت أخت ليلى رفيقة جاسم .. الاسم وقع في إذن عدنان وهو رايح لغرفته , التفت لهم وقال بصدمة : ليلـــى .. قال هاني من بين أسنانه : جاك الموت ياتارك الصلاة . رجع عدنان لهم وهو يقول بتساؤل يحمل الغضب بين طياته : ليلى ليلى ما غيرها ؟؟ إنت لساعك تكلمها وترد عليها ؟؟ أنا ما حذرتك منها .. قال أيمن باعتراض : ياخي اش فيك إنت على هالبنية الضعيفة و .. قاطعه عدنان : ياخي ما أواطنها , كيفي , قلت لك مليون مرة إبعد عنها وإني ما أبغى أسمع سيرتها .. زفر وقال يفهمه : ياخي يوم نطري البنات ما تعصب بهالشكل اش معنى ليلى ؟؟.. صرخ بعصبية : ليلى بالذات ما أبغى أسمع سيرتها على لسانك .. ولمن شاف إنهم مهم فاهمين سبب عصبيته سحب نفس عشان يهدي نفسه بعدها قال : ما أبغى أسمع سيرتها لأنك ما تعرف إن البنت الضعيفة اللي تقول عليها متزوجة وعندها ولدين .. انصعقوا من اللي قاله , وقال هاني : مستحيييييييييييييييل , شكلها بنية .. قال عدنان وهو مقهور إنه ما قدر يحافظ على هالسر اللي احتفظ فيه لنفسه من خبرته به أريام : شكلها ولا مو شكلها , إبعدوا عنها وبس , ترانا ماحسبنا نفتك من ملاحقتها .. قال أيمن بهمس : بس أنا لمن قابلت أختها أعطيتها رقم جاسم .. هتف بصدمة هو وهاني : إييييييييييييييييييييش ؟؟ وقبض عدنان يدينه بقوة لمن صرخ هاني بعصبية : ياخي من متى وهي تلاحقنا عشان جوال جاسم وإحنا متفقين ما نعطيها إياه , الرجال تزوج وراح في حال سبيله اش يبغى بها دحين , بعدين هو ناقص , توه اللي فاق من موت أخته ... قال يفهمهم : أختها قالت إن ليلى من حزنها بلعت أدوية منومة وحاولت تنتحر وبالقوة لحقوا عليها وإنها في حالة صعبة وتبغى تكلم جاسم ضروري وكلمة منها وكلمة مني و أعطيتها الرقم .. قال هاني بضيق : ياخي ليه ماشاورتنا , اتصل على واحد فينا واسأل .. زفر عدنان وقال بهدوء : خلاص الشي صار وانتهى , اش بيفيد العتاب .. وفكر يدق على جاسم يخبر لكنه تراجع وهو يقول : إن شاء الله هو بيتصرف .. ولمن حس بعدم راحة اتصل على جاسم , ثواني ورد عليه وهو يقول بمرح بعد السلام : تراك اشغلتنا ... قال بعد مارد السلام : ترى هاني أعطاها رقمك .. وصله صوت جاسم الهادئ وهو يقول : مشكووووووور على الإهتمام , خلاص خلصت هالموضوع .. هتف بفرح : والله .. وصله صوته الواثق وهو يقول : الحمد لله .. قال : الحمد لله , ريحتني , هيا مع السلامة .. ولف على هاني وأيمن وبدأ يلقي محاضرته الدائمة عن الأعراض و اللي متأكد مليون إنهم حفظوها من كثر ما يرددها على مسامعهم .. ************************* جدة بعد التراويح : زفرت حمده وقالت وهي تدفه : وخر عنيييييييييييي , تراك ذبحتني .. مسك حسان المنسدح على سريرها صدره وغمض عيونه وهو يتأوه , شهقت حمده و حطت يدها على جبينه تزحفه عشان تشوف وجهه وهو تقول : ولد , تعورت , صار لك شي .. فتح عيونه وابتسم لها , ضربته على كتفه وهي تقول : قوم , قوم يعللللللللك العافية قوم .. قام عن سريرها اللي يحب ينسدح عليه بعد كل فرض وقال بضحكه : جده هذي عاشر مرة أسويها فيك وكللللل مرة تصدقين .. زفرت وقالت : من خوفي عليك , لكن إن شااااء الله يجي اليوم اللي تتزوج فيه وأفتك منك وتخلي لعبك الزايد لحرمتك .. حط يده موضع قلبه وقال : آآآآآآآمين .. ضحكت نورة اللي توها داخله في اللحظة اللي لف فيها على جدته وهو يسلم على راس جدته اللي تدفه وهي تقول : خلااااااص ياللصقة , خلاااااص , إطلع من غرفتي لا أشوفك , يلا إطلع .. رفع حواجبه وقال : أفاااااااااااااا يا أم عبد الكريم تطردين حبيبك ولد بنتك الغاليه .. قالت بعصبية : وأطرد عشرة زيك , قوم عني حشرتني وجبت لي الصداع .. مثل إنه يبلع حاجة وقال بابتسامة : كل شي حلو منك يا جميل .. قالت نورة : روح صحي أخواتك عشان يصلون العشاء والتراويح وفك جدتك من لصقتك شويه تراك رفعت لها الضغط .. قام وهمس ببراءة وهو يمسك يد جدته : أنا رفعت لك الضغط يا شيخة الحريم .. ضحكت حمده وهشته بيدها عشان يروح عنها , ابتسم وتحرك عشان يصحي أخواته .. ************************ الرياض : فيلا عبد الكريم : زفرت وهي تشوفها متنصبة قدام التفزيون تتابع المسلسل الرمضاني , قالت بغيض : انتي ما تتوبين , من أذن المغرب و انتي طاش ما طاش واللي بعده وتقلبين في القنوات , مسلسل على الإم بي سي و مسابقات في القناة الفلانية , حرام عليك اللي تسوينه ترانا في شهر فضييييييييييييل , الصحابة كانوا يتركون قراءة كتب العلم عشان يتفرغون للقرآن وانتي قاعدة على الخرابيط و .. سدت أذانيها وقالت : كلها موسيقى , رخيييييييييييي الصوت .. زفرت سلافة وصكت التلفزيون وقالت : أتفرج في غرفتي أحسن .. طالعت فيها سحر بصدمة وقالت باستنكار : كلامي ما حرك فيك شعره , أقولك البنت ماتت وهي تتمكيج لفرحها فجأة يعني ممكن يجيك ملك الموت وياخذ روحك وانتي قدام التلفزيون .. ولمن انقفل باب غرفتها نزلت للمطبخ وهي تتمتم بغيض , جاها سامر وقبل ما يفتح فمه قالت بعصبية : عارفه جيعاااااااااااان , حفظنا الموال .. وراحت للمطبخ وخطواتها تضرب الأرض بقوة , هز أكتافه وقال : جيبيه للمجلس أوكييييييييييييييي .. جاوبه الصمت فعرف إنها أكيد مقهورة من شي , راح بسرعة للمجلس وفرك يدينه وهو يطالع في ماهر المبتسم عند الباب قبل ما يأشر له بإبهامينه إنه كل شي تمام , دخل ماهر للمجلس وقال : يا حيا الله صقرنا .. ابتسم صقر وقال : الله يحيك , ترا هاتها من الآخر وقول اش عندك و لك ساعة تهلي فيني , مو من عادتك إنت والـ ... طالع في سامر المبتسم وكمل : تيت اللي واقف .. قال سامر بضحكه : تكفى لا تعلم طلابي هالإختصار الرهيب لكلمة teacher لأني بأروح فيها من كثر تقطيعهم لله هم حشاشاين درجة أولى .. كان صقر يسأله عن المدرسة وهو يجاوب بأجوبه ركيكه من كثر ما عقله مشغول بدخلة سحر , قال صقر : ياخي منت معاي , جسمك هنا وعقلك في مكان ثاني , يعني لو ماهر قلت عند أريج , إنت عقلك عند مين ؟؟ خاف إنها تسمع صوته فتشرد , عشان كذا قال : والعقل ما يروح وينشغل إلا بحرمه , أنا أفكر في المنتدى وفي الحصص وفي حياتي وفي مستقبلي وفي اللي بأسويه بكره واللي بعده .. ضحك ماهر وقال : هي قمت تحشش زي طلابك .. لو كان سمع هالكلمة قبل شهر كان حطمته وجرحت قلبه حتى لو كانت من توأمه لكنه تغير وهو سعيد بهالتغير , لف عليه وقال من بين أسنانه : أخاف تسمع صوته النشاز وتشرد .. أول ما سمع ماهر صوت خطواتها العالية وهي تسحب صندلها قال بسرعة : جات , جات , حط نفسك مشغول .. استغرب صقر من حركته خاصة لمن ناوله سامر الجريدة وهو يقول : إقرأ هالخبر .. مسك الجريده وطالع فيها بحيرة قبل ما يرفعها عنه لحظة دخول سحر وهي تقول بعصبية : تقولون بارد أذبحكم ووالله لو تموتون ما أحميه عشان المرة الجاية تتعلمون تجون في الوقت اللي تحددونه .. وحطت الصينية وسطهم وهي تكمل بتريقة : سحر الساعة 10 والأكل محمى بنمووووووووووووت جوع , طالعوا الساعة كـ.... لمن رفعت راسها وهي تأشر على ساعتها انتبهت إنه أخوانها الإثنين صاروا أكثر , في ثوب ثالث في المكان , لفت بكل قوتها على الثوب الثالث وجات عينها في عينه وهو يطالع فيها بصدمة والجريدة في يده , عرفها من دخلت بسبب طولها ~ الله يخس عدوكم يالشياطين , كان قلتكم على الأقل ~ , ~ يامااااااااااااااااااااااااامااااااااااااااا , رجااااااااااااااااااااال , ياويلي منهم ~ فزت من مكانها وهي مستغربة إنهم ماغطوها ولا وقفوها ولا .... , مسكها ماهر وهو يقول : وين رايحة ؟؟ ماعليك هذا خالك العتيد صقور .. التفتت برعب له وطالعت فيه بعيون متسعة ~ هذا صقــــــــر !!!!!! ~ فتح صقر فمه بالقوة وقال : هلا سحر , اش أخبارك ؟؟ ثواني وماشاف إلا غبارها , فرطوا الإثنين ضحك وقال ماهر : شفت سرعتها .. قال سامر : وقسما بالله غلبت على النعامة اللي مع الذيب .. مسك صقر الجريدة ونط عليهم و ضربهم بها بكل قوته , ضربة لسامر وضربه لماهر وهو يقول : يالمتخلفين , طيب أعطوني خبر , نبهوني , نبهوا الضعيفة , انقطع خلفها من الفجعة .. وصلتهم حمحمه عند الباب التفتوا وانصدموا لمن شافوا سحر واقفه تطالع فيهم ببرود , تقدمت منهم وشالت الصينية وقالت : موتوا جوع عشان تعرفون إنتم تتعاملون مع مين .. وقبل ما تتحرك خارجه قالت : وصح .. رمتهم بنظرات جليدية وهي تقول : بلا بزرنه استحوا على وجيهكم طاقين الـ 27 وهذي تصرفاتكم .. وخرجت , لحظة صمت سادت المكان وصقر ساد ركبته على بطن ماهر وماسك سامر من ياقة ثوبه , طالع فيهم وهمس : يمه تخوف .. انفجروا بالضحك وماهر يقول : لسه ماشفت شي منها , تمشيك على الصراط المستقيم .. قال سامر بحب عميق وهو يطالع للباب اللي خرجت منه وهي رافعة خشمها بكبرياء كإنها تأكد لهم إنه حركتهم ماهزت شي فيها : بس حنونه , عصبية , قيادية , حنونه .. ولمن انتبه للصمت طالع وراه وقال بتساؤل : خير , اش فيكم تطالعون فيني كذا ؟. قال صقر بهدوء : عيدها عيدها , تكفى عيدها .. وقال ماهر بشكل حالم : بس حنونه , عصبية , ... إيش الوصف الثاني .. قال صقر وهو مقطب حواجبه بقوة ويقبض يده : قيادية .. : آآآآآه صح قيادية .. ورجع يقلده وهو يقول : بس حنونه , عصبية قيادية , حنونه .. قال الكلمة الأخيرة بتأكيد وهو يطالع في صقر بشموخ , صفق له صقر بحماس وهو يحني راسه شاكر له قبل ما يرفعه وهو يقول بعصبية وهو يأشر بيده : أموت وأعرف من أي معجم جاب هالمصطلح الغريب أدفع نصصصصصصصصصصص عمري إذا مو كله وأعرف من .. قام سامر وضربه على راسه وهو يقاطعه بعصبية : ما عندكم سالفة , أروح أرتاح شويه وأطقطق في المنتدى وبعدها أحضر دروسي أصرف لي من القعده معاكم .. وخرج وهو يسمع ضحكهم وراه , وتوجه للمطبخ اللي أكيد سحر موجوده فيه .. سحر اللي انصدمت بالموقف وكرهت في لحظة أخوانها اللي سووا فيها هذا المقلب لكنها لمن تمالكت نفسها خارج المجلس وحست بالرهبة اللي كانت تفكر فيها كل ليلة وكيف حيكون شعورها لمن تقابله و خوفها من هاللقاء تزول شكرتهم بداخلها , أخيرا حتنام براحة بعد ليالي طوال من التفكير , سبحان الله , توقعت إنها حتموت خجل ومستحييييييييييل تدخل عليه لو بعد سنين لكن شي دفعها إنها تدخل مرة ثانية لهم , يمكن عشان توريهم قوتها وإنها ماتهزها الريح , ضحكت على نفسها وعلى حركتها خاصة لمن تذكرت عيونهم الستة وهي تراقبها بصدمة وذهول .. ابتسم سامر لمن شافها تضحك وقال : بس خرعتي خالك .. لفت عليه وانفرطت بالضحك وهي تقول : خليه عشان يعرف من بدايتها من هي سحر .. ضحك من ضحكها وقال : يلا واحد واتخلصتي منه بقي البقية .. قالت بحرج : الأربعاء الجاي بأروح أفطر عند عمتي نجلاء وهناك بأقابل ماجد زوج وفاء وعيالها .. ابتسم وقال وهو يضرب كتفها بطريقة خشنة : قدها وقدود .. مسكت كتفها ومالت وهي تقول : عورتنييييييييييييييييييي .. حك شعره وهو يقول : طيب انت أحيانا تحسسيني إنك واحد من الشباب عشان كذا .. فرصعت عيونها وقالت بعصبية : اش قصددددددددددك ؟؟ قال بتوتر : قصدت إنك قوية و ... لمن شافها تشمر عن أكمامها قال بهدوء وهو يأشر لراسه : مع السلامة .. وخرج من المطبخ , كانت عارفه إنه جاي يتطمن عليها , تعرف يشيل همها كثير .. قالت للعنود وهي تفك غطاها وتناوله لها : خذي ما يجوز النقاب أثناء الطواف وقت العمرة .. تناولت منها العنود الغطى وهي تقول : لكن فوقه غطى .. قالت أزهار : حتى ولو , وكمان ما تجوز القفازات .. وسحبتها منها وكملت : حطيها في شنطتك لا خلصتي البسيها .. شكرتها العنود وراحت لجاسم اللي لوح لأزهار مودع وهو قابض على يد العنود , جلست بحسرة , كله من دكتورتها , منعتها من العمرة بسبب حملها , جلست في مكانها وسط قسم النساء وقرأت القرآن عشان تبغى تختمه اليوم كأول ختمة .. زفرت لمن تذكرت ختم القرآن وفتحت شنطتها وخرجت من جيب محفظتها ورقتين مطبقة بعناية .. أول ما شافت خطها دمعت عيونها وهي تترحم عليها , كانت الورقة كلها أسهم وأرقام وحسابات هذا كله لأنها نوت تختم القرآن ثلاث مرات زي أزهار هالسنة , كانت متحمسة جدا وهي تقولها إنها تقدر تختمه ثلاث مرات , لكن أزهار أصرت عليها إنها تختمه مرتين عشان تدبره خاصة وهي بتكون أول مرة تختم فيها القرآن مرتين وهي اللي في حياتها كلها ما ختمته مرة , شافتها كاتبة (( جزئين في اليوم = 40 صفحة قسمة 5 فروض يعنــــــي 8 صفحات بعد كل فرض )) .. ابتسمت لمن تذكرت شهقتها وهي تقول بصدمة : ثمانية صفحاااااااااااااااات مو أربعة بعد كل فرض أحسن عشان أختمه مره .. وتراجعت بسرعة وهي تقول : اش عندي ثمانية يعني ثمانية .. غمضت عيونها ومسحت دموعها وهي تهمس بوجع : ليش أصريتي تاخذيني يا بندري ليه ؟؟ والله كنت حاسه إنه عندك كلام كثير تبغين تقولينه لكن .... الحمد لله , صار اللي صار وما كان في وقت تقولين لي .. شالت ورقة الحسابات المشخمطة والمرسمة عليها رسومات تدل على طفولية صاحبتها وطالعت في الورقة الثانية المعنونة بـالبسملة ولقب (( صغيرتي الحالمه .... بندوري )) استغربت لمن لقيتها في شنطة البندري وهم راجعين من المشغل للمستشفى , هالورقة هي رسالة أزهار للبندري بعد ما استعادت ذاكرتها .. (( بسم الله الرحمن الرحيم صغيرتي الحالمة ............ بندوري
|
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ اسير الصمت على المشاركة المفيدة: |
09-09-2012, 05:05 PM | رقم المشاركة : 120 |
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
رد: روايه جميله جدا
أعلم أني كنت ضيفة ثقيلة عليك .. أعلم أنني احتللت جزءا من حياتك ليس لي الحق فيه .. ولكن هذا قضاء ربنا .. صغيرتي لكم أحبك .. رغم كل ما فيك أحبك .. رغم كلماتك الباردة , نظراتك المستهزئة ورغم صدودك أحبك .. أتعلمين لماذا ؟؟ لأنني رغم قسوتك السابقة معي كنت أرى جانبا خفيا منك .. أراك تقفين بعيدا عنا , ترمقيننا وأنت ترغبين بمشاركتنا ولكنك تتراجعين .. وحقيقة لا أعلم حتى الآن سبب ابتعادك عنا .. سأشتاقك صغيرتي .. سأشتاق الأيام الأخيرة التي بدأت فيها التقرب مني ومحاولة التعرف علي .. سأشتاقك ولكني لن أكون بعيدة .. لاتظني لوهلة أن بعدي عن المنزل الذي أعتبره منزلي حتى الآن يعني ابتعادي عنك أو عن العائلة .. ولا تحاولي التقليل من شأن نفسك لأن أكرمنا عند الله أتقانا يا بندور .. لا تقولي فات الأوان فأبواب التوبة لن تغلق حتى الممات .. لا تدعيني أتألم لأنك عدت لأمور سابقة بعد رحيلي .. لست أنا الرقيب عليك , الله هو الرقيب .. كوني أنقى , كوني أصفى , خالطي أخواتك واشكي لهم بعض همومك .. لا تبتعدي عنهم لتلجئي لغريب لا تهمه مصلحتك .. وحتى ألقاك ......................................... كوني بخير .. أحبـــــــــــــك يا صغيرتي )) قلبت الورقة وشافت الكتابات المسطرة بقلم أزرق وبخط منمق صغير عشان تكفي الورقة .. (( لم أكن أعلم يوما أن غرق سفينة سيخرجني من لجة الظلام التي كنت أتخبط فيها .. كرهتك منذ أول مرة عرفت فيها أنك ستحلين ضيفة ثقيلة علينا وفوق هذا يجيب علينا أن نداريك , نحبك ونعاملك كأخت لنا .. عنود مغامرة لذا عاشت الحدث بسرعة واندمجت فيه .. هنوف مسالمة (( معاكم معاكم )) لذا تقبلت الوضع .. لكن أنا .... المنحطة السافلة الـ ##### على قول عبد الرزاق لم أستطع لأنك كنت تمثلين كل يوم أمامي الجانب المعاكس لي .. كنت أراك مدعية البراءة والصلاح التي حضرت بعينين غريبتين لتسرق بيتي ومكانتي وفوق هذا ........... لتشعرني بحقارتي ... لم أكن أصلي يا أزهار ....... والله منذ بلغت لم أركع ركعة لله , لم أصم , لم أتصدق .. وكنت أراك تصلين قبل فراغ المسجد من الصلاة أو بعده بعدة دقائق .. متلهفة غير متثاقلة .. وكنت حينها أكرهك أكثر فأكثر .. رفضت الخروج من أجل عباءة وصممت على رأيك وخرجت بالعباءة التي تريدين .. كرهتك أكثر ......... أنت نقيضي بلا منازع .. وأصوات أخرى كانت تزيدني كرها لك , شخص ما خبيث مثلي وكره طهرك .. لم أصلي إلا بعد أن وقعت علي وأمسكتني بجرمي .. ياااااااااااه يا أزهاري العطرة لكم أنا شاكرة لك أن أخرجتني من غفلتي .. ولكن عندما بدأت أصلي , تفاجأت بعدها بحملي و بإسلابي .. علمت حينها أن الله يخبرني أني سأعاقب على جرمي وأنه لن يغفر لي .. لاتخافي هذا مارددته حينها قبل أن أراك أمامي كما وعدتني .. قلت أنك ستكونين بجواري وفعلت .. أزهار أنا سعيدة الآن .. البندري التي تلقت رسالتك ليست هي نفسها من تكتب هذه الكلمات .. البندري الآن تصلي وتبكي رجاء الغفران .. البندري الآن تبتسم وتبر والديها لتكسب نفسها بعض الحسنات .. البندري الآن ليست حزينة كئيبة لأنها فوضت أمرها كله لله .. سأتزوج منه رغم كرهي له وسأعيش معه رغما عن أنفي.. سأعيش بوجع ولكن بقلب راض أني لن آخذ من الدنيا إلا ما قسمه الله .. البندري الآن تقول لك شكرا و كتب الله لك أجر ما صنعته معي .. و ................................. أحبك زهرتي , تمنيت قولها كثيرا من قبل .. وأحب لقبي الذي أطلقته علي ...... صغيرتك ......... البندري )) ضمت أزهار الورقة وهي تصيح كإنها تقرؤها لأول مرة وهي قرأتها من قبل مئات المرات وهمست : خلاص يا بندري ارتاحي , ماعشتي معاه , ربي رحمك وأخذك منه , والله رحمك منه ... وتذكرت جاسم وهو يبكي عندها بحرقة بعد ما سافر عبدالرحمن في نفس الليلة لأمريكا بلا أدنى اهتمام بعزا عروسته اللي مافكر حتى يدخل عليها ويشوفها قبل ما تتكفن , كان يبكي بكاء مقهور وهو يدعي عليه من قلبه ,أكثر ماكان قاهره إنه كان مصر إن البندري تاخذه , صاحت وصاحت وصاحت لدرجة جاتها وحده من الحريم تسألها عن الموضوع وتصبرها وهي مهي عارفه شي , تمنت أزهار من أعماق قلبها لو تعرف السبب اللي خلى البندري تصر إنها تروح معاها ومحد يرافقهم ~ في شي , والله في شي كانت بتقوله , شي غريب , بس كيييييييييييف أعرفه ~ ... **************************** في الرياض : في شقة نجلاء : غمضت عيونها ومسحت دموعها الغزيرة و رفعت يدها القابضة على السكين .. : هذا كله من البصل .. فتحت عين وحده وهي تمسح بقفا يدها عينها الثانية وهي تقول : قلتلك يا مجرمة ما أحب تقطيع البصل ما سمعتي , عيوني حساسة و ... طنشتها وسام اللي راحت وفتحت الثلاجة وخرجت منها صحن جلي أحمر , جلست على طرف الطاولة بعد ما سحبت ملعقة من المجلى وبدأت تاكل بتلذذ , قالت هيام وهي تكمل تقطيع البصل : لازم نجيب شغاله و .. قاطعتها وسام بحزم : شغالة لمين , انتي وماما ماعندكم شغل , فاضين طول النهار وكمان كبار يعني ما بتجرون وتخربون المكان وتحوسونه , نجيبها عشان كم لبس وكم صحن , أصلا كل وحده فينا قايمه بشغلها , هو الطبخ بس اللي نتناوب عليه والأهم من هذا كله نجيبها بفلوس مين , عندك 5000 التقديم , يلا هاتيها .. سكتت هيام ولفت بوزها بدلع , قالت وسام بهدوء : كلها كم يوم وتجي الإجازة وأروح معاك السوق عشان نقضي للعيد و أتفضى لدلعك هيومه .. لفت عليها هيام وقالت بفرح : والله , من تأجزين تتفضين لكلللللللللل اللي أبغاه .. هزت راسها بإيوه وهي تقول : قولي إن شاء الله .. رجعت تقطع البصل بحماس , كانت عارفه إنها طفشانه ومحبوسة بين أربع جدارن مالها إلا التلفون , من بعد ما تخرجت من الثانوي جلست في البيت يعني لها فوق الخمس سنين وهي في البيت .. طالعت في الدفتر اللي شايلته معاها , كانت كاتبة معلومات عن طالبة تصرفاتها غريبة مريبة , لازم تناقش معلماتها وتسألهم عنها وبعدين تطلب رأي المديرة , كانت تعععععشق وظيفتها كمشرفة اجتماعية , ولطالما سألها الكثير ليش اختارت هذه الوظيفة بالذات لكنها تلتزم الصمت , صمت مؤلم يذكرها بمشرفتها أيام المتوسط , اليوم اللي استجمعت فيه كل شجاعة طفلة الـ12 عام اللي بداخلها عشان تشكي همها للمشرفة اللي توسمت على وجهها الخير وأملت إنها تلقى صدر حاني يشاركها همها ومصيبتها اللي سكتت عنها في صغرها طويلا تبخر لمن قابلتها المرشدة الطلابية بفتور , ولأنها تلعثمت وقالت عدة كلمات غير مترابطة طردتها وهي تتهمها إنها جات عشان تتهرب من حصصها في ذات اللحظة اللي استقبلت فيها طالبة بارعة الجمال من الصف الثالث بابتسامة ملتوية ودخلتها قبل ما تصك الباب ..... بالمفتاح .. ضحكت على قدرها اللي يسوقها دوما لأكثر الناس انحطاطا لكنها اتخذته معول تشق به طريقها , أقسمت بالله على نفسها إنها تصير مشرفة حقيقة تستمع للأصوات الملجمة بصدر رحب , أقسمت إنها ما تخلي عمها و المشرفة اللي أخرستها بتصرفها إلى أن بلغت الـ 33 من عمرها يقفون في طريقها أو يثنونها عن اللي عزمته , وهاهي الآن بعون الله مشرفة والكل يشهد لها إنها مخلصة حد الجنون في عملها .. شبه لمسة على كتفها خرجتها من ذكرياتها وهي تشهق وتفز من مكانها , لفت على هيام وصرخت بعصبية : قلتلك لا تلمسيني كذا .. قالت هيام باستغراب : حطيت يدي على كتفك , اش صار ؟؟ هو كمان من الممنوعات زي ظهرك .. تمالكت أعصابها ورجعت نبضات قلبها اللي تخافقت بجنون لوضعها الطبيعي وهي تقول بهدوء : تعرفيني ما أحب أحد يلمسني وأنا مسرحة .. ضحكت وقالت ببراءة : لمن أصحيك من النوم تقومين وانتي تشهقين , لمن تخرجين من الحمام وتلقيني قدامك تشهقين , لمن ألمس ظهرك تشهقين , لمن أقرب منك وانتي سرحانه تشهقين , أمووووووووووووت وأعرف متى أقدر أمسكك بدون ماتشهقين .. ضحكت وسام وقالت : لمن تحج البقرة على قرونها .. دخلت نجلاء وحطت يدهاعلى ظهر وسام وهي تقول : صليتوا الـ .. تصلب ظهر وسام اللي بعدت بسرعة وهي تقوسه للأمام وهي تقول بقشعريرة : ياناااااااااااس اش فيكم علي اليوم ؟؟ إنتم مستقصديني ولا إيييييييييييييييييه .... ضحكوا على طباعها اللي يشوفونها غريبة وبادلتهم هي ابتسامة لطيفة ... ****************************** تم بحمد الله الجزء الثالث والأخير من الفصل السابع عشر .. تتابعون في الفصل القادم : وريقات برائحة الـ أ ل م .. ........... قالت بصوت حاد باكي : هاتوا عربيـــــــة , جيبوا لي عربيــــــــــة والله ما أقدر أمشي ......... ............. (( أنا عارف إنه عمك اغتصبك )) طالعت في شاشة الجوال برعب ........ ............. حست بخفقات قلبها تهدر وهي تطالع في الأوراق برعب ....... . . . . . . أتمنى لكم قراءة ممتعة
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|