سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

العودة   ملتقى مونمس ® > القسم الإسلامي > المنتدى الإسلامي العام

المنتدى الإسلامي العام يحوي قصص وروايات ومواضيع دينية نصية

!~ آخـر 10 مواضيع ~!
إضغط على شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

 
 
أدوات الموضوع
5.00 من 5 عدد المصوتين: 1
انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-23-2010, 01:06 AM
Neon Neon غير متواجد حالياً
مشرف سابق
 
شكراً: 67
تم شكره 470 مرة في 99 مشاركة

Neon عضوية لديها صيت بسيطNeon عضوية لديها صيت بسيط









افتراضي ►◄أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ►◄مقدمة لكم من فريق flam team

 

فريق flam team يقدم لكم


►◄ عالمة نساء الإسلام►◄أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ►◄

___________________________

(هذه زوجتك في الدنيا والآخرة)
ا عائشة إن جبريل يقرئك السلام)
(ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط، فسألنا عائشة؛ إلا وجدنا عندها منه علما)
(الصديقة بنت الصديق، حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، المبرأة في السماء)
م عبدالله، حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بنت خليفة رسول الله، من أكبر فقهاء الصحابة)



بسم الله الرحمان الرحيم


الحمد لله الذي امتن على عباده بأن جعل لهم من أنفسهم أزواجا ليسكنوا إليها وجعل بينهم مودة ورحمة فقال جلا وعلا :
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم 21

وأخبر جلا وعلا أن الطيبين للطيبات فقال سبحانه الطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) النور 26
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،خص نبيه بأفضل الزوجات وأشهد أن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
شرفه ربه بتحريم نكاح نسائه بعد الوفاة
صلى الله عليه وعلى أزواجه الطيبات الطاهرات وسلم تسليم كثيرا





إن منزلة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، وفضلهن عما لا يخفى على مسلم، فيكفيهن فخرا وشرفا أنهن نلن تلك المكانة،
وارتقين ذلك المقام السامي بزواجهن من سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم، وما خصهن الله به من نزول الوحي على رسوله
صلى الله عليه وسلم في بيوتهن


وقد أنزل الله تبارك وتعالى في بيان منزلتهن قرآنا يتلى في محاريب المسلمين منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، يسمعه المؤمن
فيمتلئ قلبه حبا وإجلالا لمن شاركن رسول الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم في ضرائه وسرائه وصبرن معه على شظف
العيش وتحملن معه صروف الأذى قال تعالى يمدح نساء النبي صلى الله عليه وسلم وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً
نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً) الأحزاب 31


إلى غير ذلك من الآيات التي نوهن بفضلهن رضي الله عنهن
وقد كان من أعلامهن رضي الله عنهن :الصديقة بنت الصديق والحبيبة بنت الحبيب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
فقد كانت علما بينهن بما امتازت به من عظيم الصحبة، ورفيع المنزلةعند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى ما تم لها
من المكانة الكبرى في العلم والأدب، حتى احتاج إلى علمها عامة الناس وخاصتهم، فرحلوا إليها من مختلف الأقطار والأمصار،
ولا تزال مكانة أمهات المؤمنين عظيمة في قلوب المسلمين، وستبقى إلى يوم الدين




عائشة بنت أبي بكر (عبدالله)بن أبي قحافة (عثمان) بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي،
فاجتمعت معه صلى الله عليه وسلم في (مرة)


لقبها الصديقة، وكانت تخاطب بأم المؤمنين وكثيرا ما ناداها النبي صلى الله عليه وسلم بـ(بنت الصديق)
وكما هو معروف فإن العرب يعدون التكني من علامات الشرف، ورمزا للفضل والافتخار،وعائشة رضي الله عنها لم تحمل قط
فلم تكن لها ذرية ولذلك لم تكن بكنية،وقد ظهر ألمها هذا حين قالت للنبي صلى الله عليه وسلم وهي حزينة :يا رسول الله كل
صواحبي لهن كنى، فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم فاكتني بابنك عبدالله، يعني ابن أختها)




كان أبو بكر رضي الله عنه قد تزوج في الجاهلية قتله بنت عبدالعزى القرشية العامرية وقيل قتيلة واختلف في إسلامها،
وولدت له عبدالله وأسماء، ثم تزوج أم رومان فولدت له عائشة وعبدالرحمن وقد أسلمت أم رومان في مكة قديما، وتزوج في
الإسلام أسماء بنت عميس فولدت له محمدا وتزوج أيضا حبيبة بنت خارجة فولدت له بعد وفاته بنتا سُميت أم كلثوم




المرأة والقناعة صفتان متضادتان في وقتنا الحاضر،
وقد صدق الصادق المصدوق إني رأيتكن أكثر أهل النار) فقلن :بم يا رسول الله ؟ قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير) صحيح البخاري
ولكن عبقرية عائشة رضي الله عنها قد جمعت بين هذين الوصفين على بأتم وجه وأكمل صورة، فقد عاشت حياتها مع النبي
صلى الله عليه وسلم ولم يُسمع على لسانها كلمة شكوى قط، ورغم أنها كانت تشاهد ما يرد بيت المال من الخزائن والأموال
والخيرات بالكثرة الكاثرة لكنها لم تتقدم قط بأي طلب لزيادة نفقة ولم يخطر على بالها، وعاشت حياتها حياة زهد وقناعة،
لم تتيسر لها الملابس القيمة والمجوهرات الثمينة الغالية، والقصور الفاخرة الفخمة


ومما لا شك فيه أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها نالت شرف صحبة المصطفى صلى الله عليه وسلم منذ نعومة أظفارها
إلى مرحلة الشباب، وقضت هذه الفترة الطويلة تحت ظلال وفي رعاية ذلك النبي الذي بعثه فاطر السماوات والأرض في هذا
الكون ليكمل مكارم الأخلاق وقد وصفه قائلا وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) القلم 4 فأوصلتها هذه التربية العظيمة والصحبة الكريمة
إلى أوج الخلق الحسن، والمكانة العالية الرفيعة التي تعتبر قمة الترقية الروحانية ونهاية مطاف العلو المعنوي للإنسانية الحائرة،
ولذا كانت عائشة رضي الله عنها قد احتلت مكانة سامية مرموقة في الأخلاق الحسنة النبيلة الرفيعة، وكان الزهد والورع والعبادة
والسخاء والجود والشفقة على الناس من أهم أكبر معالم شخصيتها رضي الله عنها




إن العباقرة تبدو معلم عبقريتهم منذ نعومة أظفارهم في كل ما يصدر منهم من الاقوال والأفعال، وتتلمع آثار رفعتهم وعرمات
سعادتهم على نواصيهم تنبئ عن المستقبل الباهر الرائع لهم، وتوحي بأنهم يصنعون العظائم


وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت من هؤلاء العباقرة، فسيما الرفعة وعلو الدرجة والسعادة كان يلوح منذ صباها
في سائر أعمالها وحركاتها، لكن كما هو معروف فإن الطفل هو الطفل في فطرته وطبيعته، مهما بلغ أوج السعادة وقمة الشرف .
فهو يحب اللعب نظرا لسن طفولته، وعائشة رضي الله عنها كذلك كانت تحب اللعب كثيرا، فكانت جواري الحي تجتمع عندها
وتلعب معها، إلا أنها رغم هذه الطفولة وصغر السن لا يفوتها أن تراعي أدب النبي صلى الله عليه وسلم في كل لحظة، وغالبا
ما يحدث أن تكون ملهوفة على لُعبها ومعها صواحيها إذ يأتيها النبي صلى الله عليه وسلم فجأة ، فتسرع في إخفاء اللعبة عنه
وتنقمع صواحبها لكن الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي كان حنونا على الأطفال، محبا لهم، رؤوفا بهم، وشفبقا عليهم،
يأمرهن أن يلعبن معها


وذات مرة كانت تلعب بالبنات إذ جائها الرسول صلى الله عليه وسلم، ورأى بين البنات فرسا له جناحان من يمين وشمال،
فسألها :ما هذا يا عائشة؟ فقالت :فرس، فقال :وهل يكون للفرس جناحان؟ فردت عليه مرتجلة :أما كانت لخيل سليمان عليه
السلام أجنحة؟ فضحك الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا الرد الارتجالي المقنع، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على
قوتها الفائقة الطبيعية في الإسراع في الجواب، والثقافة العالية التي كانت تتمتع بها، وسعة اطلاعها على الأمور الدينية،

والذكاء المتوقد، وسرعة إدراك الأمور



وإن طبيعة الأطفال في كل عصر تكون واحدة حيث إنهم لا يبالون بشي ولا يهمهم الأمر، وتلفت نظرهم قضية حتى السن
السابعة والثامنة،ويكونون بعيدين كل البعد عن الأمور الفكرية، إلا أن السيدة عائشة رضي الله عنها قد اختلفت طبيعتها عن
الآخرين في هذا الشأن، فترى أنها كانت تحفظ كل ما حدث أيام طفولتها،وتخزنه في ذاكرتها، وتفقه من أحاديثه صلى الله عليه
وسلم ما تيسر لها أن تفقه، ثم ترويه، وتستخرج منه الأحكام، وتستنبط منه الجزيئات الفقهية، كما أنها كانت الحكم والمصالح
من واقعات الطفولة الجزيئية، حتى لو قرعت أذنيها آية من كتاب الله أثناء لعبها فإنها كانت تذكرها


تقول رضي الله عنها :لقد أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بمكة وإني لجارية ألعب (بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ) القمر 46
وعندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لم تكن عائشة تجاوزت الثامنة من عمرها لكنها كانت تفهم وتعي
وتحسن الحفظ لأسرار وقائع الهجرة النبوية والجزيئات المتعلقة بها، ولم يدانيها أحد من الصحابة في حفظ هذه الوقائع بالترتيب
المسلسل كما حفظته هي




كانت السيدة خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي الله عنها أولى زوجان النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تزوجها وعمره
نحو 25 سنة، وهي نحو أربعين سنة، وقد سعدت في البقاء معه صلى الله عليه وسلم زهاء 25 سنة إلى أن أوفت على
الـ65 عام فاستأثرت بها رحمة الله تعالى في شهر رمضان في السنة العاشرة بعد البعثة، أي قبل الهجرة بثلاث سنين،
وكان سن الرسول صلى الله عليه وسلم يومئذ خمسين سنة


كانت أول من آمن به، وكانت نعم القرين له في السراء والضراء، ولما توفيت رضي الله عنها، لم يعرف عنه صلى الله عليه
وسلم أنه حزن على أحد قط أشد من حزنه عليها، ولا أطال الذكرى لأحد قط بعد وفاته كما أطال ذكراها، حتى إنه قد صعبت
عليه الحياة من شدة ما أصابته من هموم الوحدة والتفرد، فشق ذلك على صحابته المخلصين رضي الله عنهم وآلمهم
ما لحظوه من حزن النبي صلى الله عليه وسلم على زوجه العزيز عليه، فجاءت السيدة خولة بين حكيم (امراة عثمان بن مظعون
من أجلاء الصحابة توفي سنة 2هـ) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :يا رسول الله ألا تتزوج ؟ قال :من ؟ قالت :
إن شئت بكرا، وإن شئت ثيبا، قال ومن البكر ومن الثيب ؟) قالت :أما الثيب فهي سودة بنت زمعة، وأما البكر فهي بنت أحب
الخلق إليك عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنه


قال فاذكريها لي) فأتت بيت أبي بكر وذكرت ذلك له (وكان الناس في الجاهلية لا يتزوجون بنات إخوانهم بالتآخي،
ويظنون أن المؤاخاة تمنع قرابة المصاهرة مثل بنات الأشقاء) فقال لها أبو بكر :وهل تصلح له ؟ إنما هي ابنة أخيه ؟
فرجعت خولة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكرت له ذلك فقال ارجعي فقولي له :إنه أخي في الدين،
وهي لي حلال) فلما علم ذلك أبو بكر قبل به


أهم مميزات نكاحه صلى الله عليه وسلم بعائشة
من أهم المميزات التي تميز بها زواجها أنه قضى على كثير من الطقوس والنقاليد غير الإسلامية، والعاداات غير الشرعية،
التي قد رسخت جذورها في المجتمع العربي، كما أنه استأصل تلك الجذور وأبدل بها خير طريقة وأحسن منهاج يتمتع
بالسهولة والسماحة واليسر


1- إن العرب ما كانوا يستبيحون الزواج مع ابنة الصديق الأخ، ويظنون أن الصحية والمؤاخاة تبلغ مبلغ القاربة التي تمنع
المصاهرة،و تلك خولة بنت حكيم لما أخبرت أبا بكر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم في زواجه من ابنته سألها
أبو بكر مستغربا :وهل تصلح له ؟ لأنها بنت أخيه، فقضى النبي صلى الله عليه وسلم على هذه العادة، فقال هي حلال
لي، وأنت أخ في الإسلام)


2- إن العرب ما كانوا يتزوجون في شهر شوال، ويكرهون أن يدخلوا بالنساء في شوال، لاعتقادهم أن طاعونا وقع في
شوال في الزمن الأول، فقصد النبي صلى الله عليه وسلم دفع هذا الوهم التوهم عند الناس في كراهية الدخول بالنساء
في شوال (الطبقات الكبرى لابن سعد)


3- ومن العادات الشائعة في العرب إشعال النار أمام العروس، وأن الزوج لا يدخل على امرأته لأول مرة إلا في المحمل
أو المحفة، وقد صرح البخاري والقسطلاني بأنه قد تم القضاء على هذه العادة كذلك







يظن عامة الناس أن حب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها كان لحسنها وجمالها وهذا مرفوض إطلاقا،
لأن غيرها من الأزواج المطهرات أمثال زينب وجويرية وصفية رضي الله عنهن، أيضا كن ذوات حسن وجمال


والشيء الذي يميز أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على غيرها من أمهات المؤمنين هو بلوغ علمها ذروة الإحاطة
والنضج في الاجتهاد،و النظر في دقائق المسائل، واستنباط الأحكام للوقائع الجديدة،و الاضطلاع فيه، فكان من الطبيعي
أن تكون هي أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من غيرها
وقد فصّل القول في هذا الموضوع العلامة ابن حزم رحمه الله في كتابه (الفِصَل في الملل والأهواء والنحل) وأثبت ذلك بالدلائل القاطعة


روى أصحاب الكتب الستة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون، وإن فضل عائشة على النساء

كفضل الثريد على سائر الطعام) أخرجه البخاري في صحيحه



وهذا الحديث خير دليل على الباعث الحقيقي والسبب الواقعي الذي من أجله كان النبي صلى الله عليه وسلم
يحب عائشة رضي الله عنها ويكرمها


والتي تلي عائشة رضي الله عنها في الكمالات الداخلية والفضائل والمناقب هي أم سلمة رضي الله عنها ولهذا
فإنها كانت محبوية لدى الرسول صلى الله عليه وسلم رغم كبر سنها




في غزوة غزوة بني المصلق (غزوة المريسيع) كانت قصة الإفك ، وملخصها ‏:‏ أن عائشة رضي الله عنها كانت قد خرج بها
رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في هذه الغزوة بقرعة أصابتها ، وكانت تلك عادته مع نسائه ، فلما رجعوا من الغزوة
نزلوا في بعض المنازل ، فخرجت عائشة لحاجتها ، ففقدت عقداً لأختها كانت أعارتها إياه ، فرجعت تلتمسه في الموضع الذي
فقدته فيه في وقتها ، فجاء النفر الذين كانوا يرحلون هَوْدَجَها فظنوها فيه فحملوا الهودج ، ولا ينكرون خِفَّتَه ، لأنها رضي الله عنها
كانت فَتِيَّةَ السن لم يَغْشَهَا اللحم الذي كان يثقلها ، وأيضاً فإن النفر لما تساعدوا على حمل الهودج لم ينكروا خفته ، ولو كان الذي
حمله واحداً أو اثنين لم يخف عليهما الحال ، فرجعت عائشة إلى منازلهم ، وقد أصابت العقد ، فإذا ليس به داع ولا مجيب ، فقعدت
في المنزل ، وظنت أنهم سيفقدونها فيرجعون في طلبها ، والله غالب على أمره ، يدبر الأمر من فوق عرشه كما يشاء ،
فغلبتها عيناها ، فنامت ، فلم تستيقظ إلا بقول صفوان بن المُعَطَّل ‏:‏ إنا لله وإنا إليه راجعون ، زوجة رسول الله صلى الله عليه
وسلم؟‏ وكان صفوان قد عَرَس في أخريات الجيش ، لأنه كان كثير النوم ، فلما رآها عرفها ، وكان يراها قبل نزول الحجاب ،
فاسترجع وأناخ راحلته ، فقربها إليها ، فركبتها ، وما كلمها كلمة واحدة ، ولم تسمع منه إلا استرجاعه ، ثم سار بها يقودها ،
حتى قدم بها ، وقد نزل الجيش في نحر الظهيرة ، فلما رأى ذلك الناس تكلم كل منهم بشاكلته ، وما يليق به ، ووجد الخبيث
عدو الله ابن أبي متنفساً ، فتنفس من كرب النفاق والحسد الذي بين ضلوعه ، فجعل يستحكي الإفك ، ويستوشيه ، ويشيعه ،
ويذيعه ، ويجمعه ويفرقه ، وكان أصحابه يتقربون به إليه ، فلما قدموا المدينة أفاض أهل الإفك في الحديث ، ورسول الله
صلى الله عليه وسلم ساكت لا يتكلم ، ثم استشار أصحابه ـ لما استلبث الوحي طويلاً ـ في فراقها ، فأشار عليه علي
رضي الله عنه أن يفارقها ، ويأخذ غيرها ، تلويحاً لا تصريحاً ، وأشار عليه أسامة وغيره بإمساكها ، وألا يلتفت إلى كلام الأعداء ‏.‏
فقام على المنبر يستعذ من عبد الله ابن أبي ، فأظهر أسيد بن حضير سيد الأوس رغبته في قتله فأخذت سعد بن عبادة ـ
(سيد الخزرج) ، وهي قبيلة ابن أبي ـ الحمية القبلية ، فجرى بينهما كلام تثاور له الحيان ، فخفضهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم حتى سكتوا وسكت ‏.‏


أما عائشة فلما رجعت مرضت شهراً ، وهي لا تعلم عن حديث الإفك شيئاً ، سوي أنها كانت لا تعرف من رسول الله صلى الله
عليه وسلم اللطف الذي كانت تعرفه حين تشتكي ، فلما نَقِهَتْ خرجت مع أم مِسْطَح إلى البَرَاز ليلاً ، فعثرت أم مسطح في
مِرْطِها ، فدعت على ابنها ، فاستنكرت ذلك عائشة منها ، فأخبرتها الخبر ، فرجعت عائشة واستأذنت رسول الله صلى الله
عليه وسلم، لتأتي أبويها وتستيقن الخبر ، ثم أتتهما بعد الإذن حتى عرفت جلية الأمر ، فجعلت تبكي ، فبكت ليلتين ويوماً ،
لم تكن تكتحل بنوم ، ولا يرقأ لها دمع ، حتى ظنت أن البكاء فالق كبدها ، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ،
فتشهد وقال ‏:‏ ‏" ‏أما بعد يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا ، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله ، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري
الله وتوبي إليه ، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ، ثم تاب إلى الله تاب الله عليه‏"‏‏.‏


وحينئذ قَلَص دمعها ، وقالت لكل من أبويها أن يجيبا ، فلم يدريا ما يقولان ‏.‏ فقالت ‏:‏ والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث
حتى استقر في أنفسكم ، وصدقتم به ، فلئن قلت لكم ‏:‏ إني بريئة ـ والله يعلم أني بريئة ـ لا تصدقونني بذلك ، ولئن
اعترفت لكم بأمر ـ والله يعلم أني منه بريئة ـ لتُصَدِّقنِّي ، والله ما أجد لي ولكم مثلاً إلا قول أبي يوسف ، قال ‏:‏
" ‏فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ‏ "‏ ‏[‏يوسف‏:‏ 18‏]‏‏.‏


ثم تحولت واضطجعت ، ونزل الوحي ساعته ، فَسُرِّي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك ‏.‏ فكانت أول كلمة تكلم بها ‏:‏
" يا عائشة، أما الله فقد برأك‏ "‏ ،فقالت لها أمها ‏:‏ قومي إليه‏ .‏‏.‏ فقالت عائشة ـ إدلالاً ببراءة ساحتها ، وثقة بمحبة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ـ والله لا أقوم إليه ، ولا أحمد إلا الله ‏.


وقد أنزل الله بشأن حادثة الإفك قوله :
إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى
كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)11( لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ)12( لَوْلَا جَاؤُوا
عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ)13( وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ
فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)14( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ)15
(وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ)16( يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)17
( وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)18( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)19( وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)20(



وهكذا وبعد شهر أقشعت سحابة الشك والارتياب والقلق والاضطراب عن جو المدينة ، وافتضح رأس المنافقين افتضاحاً لم
يستطع أن يرفع رأسه بعد ذلك ، قال ابن إسحاق ‏:‏ وجعل بعد ذلك إذا أحدث الحدث كان قومه هم الذين يعاتبونه ويأخذونه

ويعنفونه ‏.‏ فقال رسول الله

صلى الله عليه وسلم لعمر‏:‏‏" ‏كيف ترى يا عمر ‏؟‏ أما والله لو قتلته يوم قلت لي ‏:‏ اقتله ، لأرعدت له أُنُف ،


ولو أمرتها اليوم بقتله لقتلته "‏‏.‏ قال عمر‏:‏ قد والله علمتُ ، لأمْر رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم بركة من أمري‏








توفيت رضي الله عنها سنة 58 وقيل 57 ، ليلة سبعة عشر من رمضان بعد الوتر فاجتمع الناس وحضروا فلم تُر ليلة أكثر أناسا فيها


عن عثمان بن أبي عتيق عن أبيه قال رأيت ليلة ماتت عائشة ورأيت الناس بالبقيع كأنه عيد) الطبقات الكبرى لابن سعد 77/8



وسمعت أم سلمة الصرخة فقالت لجارية :اذهبي فانظري، فقال :وجبت، فقالت أم سلمة :والذي نفسي بيده لقد كانت


أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أباها (أخرجه الحاكم في المستدرك) وكان أبي هريرة والي المدينة


بالنيابة فصلى على عائشة رضي الله عنها، ونزلها في القبر كلا من القاسم بن محمد بن أبي بكر، وعبدالله بن عبدالرحمن بن
أبي بكر، وعبدالله بن عتيق، وعروة بن الزبير، وقد دفنت رضي الله عنها بالبقيع (الطبقات الكبرى لابن سعد 77/8)








وأخيرا نأتي إلى حكم من سب عائشة رضي الله عنها أو التنقص لها والطعن في عرضها :



يعد من الكفر الصراح وفاعله خارج من الملة لأنه مكذب لله ورسوله ومخالف أمرا مجمعا عليه مقطوعا فيه ، فالله يثبت


الإيمان لعائشة ويبرئها وهذا يكذب وصف الله عز جلاله ويكذب وصف رسول الله في زوجه عائشة وهو منتقص لمقام رسول


الله صلى الله عليه وسلم الذي رضيها أن تكون زوجة له وأبقاها على ذلك حتى مات فيلزم من قوله الآثم أن يكون رسول الله


صلى الله عليه وسلم ديوثا يرضى الفساد في أهله أو يكون مغفلا لا يطلع على مساؤى بيته أو ضعيفا لا يجرؤ على بيان الحق


ونفي التهمة عن بيته وكل هذه المعاني الباطلة ممتنعة عن رسول الله صلى اله عليه وسلم ومنزه عنه مقام النبوة الذي تكفّل
الله بحمايته والذب عنه ونفي الخبائث والدنس عن بيته. قال تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرً),
وقوله يستلزم أيضا بطلان طائفة عظيمة من الأحاديث والشريعة التي نقلت لنا عن طريق أمنا عائشة رضي الله عنها لأنها غير مؤتمنة
وهذا باطل بالاتفاق. ومعلوم أن أمنا رضي الله عنها تفردت بنقل كثير من السنن عن رسول الله لكثرة ملازمتها له واختصاصها به.





جمع المعلومات وكتابة الموضوع: MoHAmEd A

تصميم الفواصل : المبدعة ٲنڤآأآڛ』





-:مواضيع أخرى تفيدك:-

Share

التوقيع :
رد مع اقتباس
7 أعضاء قالوا شكراً لـ Neon على المشاركة المفيدة:
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
►◄أم, ►◄مقدمة, الله, المؤمنين, flam, team, عائشة, عنها, فريق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لموقع مونمس / " يمنع منعاً باتا المواضيع السيئة المخالفة للشريعة الإسلامية" التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما رأي الكاتب نفسه