روايات وقصص - روايات طويلة وقصيرة روايات وجديد الـ رويات الطويلة و روايات قصيرة قصص رائعة, روايات كتابية, قصص مؤثرة, قصص محزنة, روايات |
!~ آخـر 10 مواضيع ~!
|
|
إضغط على
او
لمشاركة اصدقائك! |
|
أدوات الموضوع |
5.00 من 5
عدد المصوتين: 1
|
انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||
|
||||||
التعريف بالكاتب ويليام شكسبير (بالإنجليزية: William Shakespeare) أديب وكاتب مسرحي وشاعر إنجليزي ،ولد (تم تعميده) في 26 أبريل 1564 و توفي في 23 أبريل 1616 بكنيسة سترت فورد ،آفون ، بانجلترا. يعدّ وليم شكسبير من أعظم الشعراء والكتاب المسرحيين الإنكليز، ومن أبرز الشخصيات من الأدب العالمي إن لم يكن أبرزها على الإطلاق، يصعب تحديد عبقريته بمعيار بعينه من معايير النقد الأدبي، وإن كانت حكمه التي وضعها على لسان شخصيات رواياته خالدة في كل زمان. يعد شكسبير من أبرز الشخصيات في الأدب العالمي إن لم يكن أبرزها على الإطلاق. يصعب تحديد عبقريته بمعيار بعينه من معايير النقد الأدبي. وإن كانت حكمة التي وضعها على لسان شخصيات رواياته خالدة في كل زمان. هناك تكهنات وروايات عديدة عن حقيقية شخصيته التي يكتنفها الغموض والإبهام. وعن حياته التي لا يعرف عنها إلا القدر اليسير. والثابت أن وكان أباه رجلاً له مكانته في المجتمع، وكانت أمه من عائلة ميسورة الحال. وقيل إنه بلغ حداً من التعليم، مكنه من التدريس في بلدته ستراتفورد – أون – آفون التي يوجد بها الآن مسرح يسمى باسمه، يقوم بالتمثيل على خشبته أكبر الممثلين المتخصصين في رواياته. من أعماله:
نبدأ على بركة الله التعديل الأخير تم بواسطة Amedio ; 01-23-2012 الساعة 01:57 PM |
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ Amedio على المشاركة المفيدة: |
11-27-2011, 04:45 PM | رقم المشاركة : 2 |
شكراً: 2,318
تم شكره 2,125 مرة في 753 مشاركة
|
رد: ~من روائع شكسبير~
(حلم ليلة صيف) في ليلة طلوع القمر الجديد, كان دوق أثينا, ثيسيوس, على أهبة الزواج بملكة الأمازون الجميلة, هيبوليتا, وكان الأثينيون جميعا منهمكين بترتيبات الزفاف. قاطع إجيوس, وهو نبيل كبير السن ترتيبات البلاط ليشكو أمره إلى الدوق, وقد كان مشحونا بالغيظ من ابنته هرميا, التي رفضت بعناد الإذعان للقانون الأثيني القاضي تقترن الفتاة بالزوج الذي يختاره لها والدها. فقد اختار إجيوس ديمتريوس الشاب, لكن هرميا أصرت على أنها تحب ليسندر وأنها سوف تتزوجه بدلاً من الأول. أخبر أجيوس ابنته أن عقوبة عدم الطاعة هي الموت أو النفي مدى الحياة, وبما أنها رفضت الإذعان, فقد قام بإحضارها, مع الشابين, إلى حضرة الدوق. لكن الدوق نفسه لم يتمكن من إقناع هرميا, وأخيرا لم يعد بوسعه إلا تحذيرها من أنها ستتعرض للعقوبة القانونية, وقد أعطاها أربعة أيام - حتى موعد الزفاف الملكي - كي تتخذ قرارها. واغتاظت هرميا و ليسندر من ديمتريوس, وخصوصاً لأن ديمتريوس وقع ذات مره في حب هيلينا, صديقة هرميا المفضلة, وكانت, في الواقع, لا تزال تحبه. لكن ديمتريوس أصر على أنه يحب هرميا واستطاع أن يستميل والدها إلى جانبه – فالقانون هو القانون. وهكذا وقف العاشقان البائسان يتفجعان على أن (مجرى الحب الحقيقي لم يكن يجري على نحو سلس) إلى أن تذكر ليسندر فجأة أن القانون لا يطبق عملياً حيث تعيش عمته, خارج أثينا. هده العمة الغنية, التي كانت أرملة لا أولاد لها, والتي أحبت ليسندر واعتبرته أبناً لها, سترحب بيه وبعروسته بكل طيبة خاطر. فقال ليسندر أنهما سيتمكنان من العيش بسلام وأمان خارج أثينا, وتدبر العاشقان بابتهاج أمر اللقاء في الليلة التالية في غابات القصر خارج المدينة, حيث يستطيعان الفرار خلسة ومن ثم يتزوجان. أخبرت هرميا هيلينا بأمر خطتها, معتقدة بأن صديقتها الكئيبة ستفرح حين تعلم بأنها راحلة, تاركة ديمتريوس طليقاً ليعود إلى حبه السابق. لكن هيلينا عندما سمعت بالترتيب السري, لم تستطع إلا أن تفكر في أنها إذا أخبرت ديميريوس, فإنه سيشكرها على هذه المعلومات,وإذ ذاك سيسعى من غير ريب وراء العاشقين الفارين, وهي ستتمكن من الاستمتاع بالفرح المؤلم الناجم من اللحاق به (إلى هناك والعودة مرة أخرى). وهكذا روت له كل شيء. وفي الأمسية التالية, حين أنسلت هرميا وليسندر ليلتقيا في الغابات التي أضاءها القمر, لحق بهما ديمتريوس ليعثر على هرميا ويعيدها - ولحقت بهم هيلينا كي تكون على مقربة من حبيبها ديمتريوس. وفيما كل هذا يجري, اجتمع جماعة من العمال الأثينيين لمناقشة مسرحية يريدون تمثيلها في البلاط كجزء من احتفالات الزفاف. كان زعيمهم بيتر كوينس, النجار, هو الذي اختار المسرحية لهم. وقد جهز بيتر كوينس وهو يحاول أن يمنع سنضطر لحذف عضويتك فورا ان لم تحذفهسنضطر لحذف عضويتك فورا ان لم تحذفهسنضطر لحذف عضويتك فورا ان لم تحذفه بوتوم الحائك من السيطرة على كل الأعمال والقيام بكل الأدوار الرئيسية. ومع ذلك تم أخيراً الاتفاق على كل شيء, فوزعت الأدوار وانصرفوا جميعاً - بيتر كوينس النجار ونيك بوتوم الحائك وسناغ مركب الأعمال الخشبية وطوم سناوت السمكري وفرانسيس فلوت مصلح المنافخ و روبن ستار فلينغ الخياط - ليحفظوا أدوارهم على أن يلتقوا في الغابات في الأمسية التالية, حيث يتسنى لهم التدرب على التمثيل, فلا يفسد أحد المفاجأة التي يهيئونها من اجل الدوق وعروسه. لكن الغابات المنعزلة حيث دبر العشاق والعمال أمر لقائهم السري كانت زاخرة بنشاط خفي. فهي غابات سحرية, حيث في كل ليلة, عند الساعة الثانية عشرة, يأتي الجن للعربدة. من المحزن القول أن أوبيرون, ملك الجن, قد تشاجر مع تيتانيا, زوجته الملكة, حول ولد هندي صغير تبنته تيتانيا وأبقته بكل حب إلى جانبها. وقد رغب أوبيرون في أن يتخذه وصيفاً, لكن تيتانيا رفضت أن تتخلى عنه, فأنب الملك والملكة كل واحد الآخر بمرارة. و قد عكست الرياح والأمطار خلافهما وتشابكت الفصول بحيث لم يعد باستطاعة العالم المنذهل معرفة أيما شيء. تواجه أوبيرون وتيتانيا مرة أخرى, فحيا الملك زوجته الملكة قائلاً: (أنه لقاء سيء في ضوء القمر, ياتيتانيا المتعجرفة). فأجابت تيتانيا: (ماذا! يا أوبيرون الغيور! أيها الجن انصرفوا من هنا: فقد أقسمت يميناً كاذبة على هجر مضجعه ورفقته). طالب أوبيرون بالولد الهندي الصغير مرة أخرى, ومرة أخرى رفضت تيتانيا. فقال أوبيرون متوعداً: (حسنٌ, أمضي لسبيلك, فأنت لن تخرجي من هذه الأجمة حتى أعذبك بسبب هذا الظلم). أستدعي أوبيرون مساعده الأول باك. كان باك, (المتجول الليلي المرح), عفريتاً عابثاً, يبتهج بالقيام بشتي أنواع الحيل والمزاح. أمر أوبيرون باك أن يأتيه بزهرة الحب السحرية. فعصارة هذه الزهرة, إن وضعت في جفون النائمين, تدفعهم إلى الوقوع في حب أول كائن يرونه عندما يستيقظون. وقد خطط أوبيرون لاستخدام هذا السحر على تيتانيا ومن ثم يأمرها أن تمنحه الولد الهندي قبل أن يخلصها من السحر. انطلق باك بسرعة الضوء قاطعاً وعداً: (سأضرب طوقا حول الأرض في أربعين دقيقة): وفيما جلس أوبيرون, في الخفاء, ينتظر عودة باك, جاء ديمتريوس, تتبعه هيلينا وهي تبكي و تتفجع على انه قاس, لا يحبها ولا يأبه لها . فأجاب ديمتريوس بنزق انه حاول بالتأكيد انه لا يحبها ولا يطيق رفقتها, وانه أقتحم عمق الغابة, حيث أمل في أن لا تتمكن من العثور عليه. أحس أوبيرون بالأسف تجاه هيلينا المسكينة الحزينة, وعندما رجع باك بالزهرة السحرية, أعطاه شيئاً من السائل وأمره بسكبه في جفني (الشاب المزدري) (ديمتريوس), حيث عندما يفيق من نومه, يرى هيلينا ويبادلها حبها. وكان باستطاعة باك تمييز الشاب من خلال الزي الأثيني الذي يرتديه. وهكذا انطلق باك للبحث عن الأثيني, وانطلق أوبيرون للبحث عن تيتانيا التي كانت تنام على منحدر جميل مكسو بالطحلب ومحاط بالأزهار الذكية الرائحة. لم يجد أوبيرون الخفي صعوبة في المرور في محاذاة الحارس الصغير, وفيما هو يكسب السائل السحري في عيني تيتانيا النائمتين, نطق بتعويذة: (ما تريه عندما تفيقين أقدمي عليه فتأخدين حبك الحقيق,... أفيقي عندما تجدين عزيزك, أفيقي عندما يوشك شر أن يحدث). ثم تلاشى. كان الظلام قد اشتد فأضاع ليسندر وهرميا الدرب, وكانا منهكين فقررا أن يستريحا حتى الصباح قبل أن يتابعا سيرهما. رأى باك ليسندر نائماً, فأعتقد أنه الأثيني الذي ذكره أبيرون, فسكب السائل السحري في جفنيه بعناية..
آخر تعديل Amedio يوم 11-27-2011 في 05:40 PM.
|
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ Amedio على المشاركة المفيدة: |
11-27-2011, 04:49 PM | رقم المشاركة : 3 |
شكراً: 2,318
تم شكره 2,125 مرة في 753 مشاركة
|
رد: ~من روائع شكسبير~
حدث ذلك في المكان نفسه حيث ترك ديمتريوس هيلينا. وكانت هذه المسكينة, التي أنهكها تماماً الجري وراءه, قد توقفت لالتقاط أنفاسها عندما وقع بصرها فجأة على ليسندر وهو ممدد على الأرض. فانحنت لترى إن كان مصاباً بأذى أو انه نائم فقط. فتح ليسندر عينيه وكانت هيلينا أول إنسان رآه, ففعل السحر فعله فوراً وأعلن أنه أحبها أكثر من أي شيء في العالم. اعتقدت هلينيا أنه يسخر منها وهي التي تعلم كم يحب ليسندر صديقتها هرميا, ففرت وهي تشعر بألم وتعاسة لا مثيل لهما. أما ليسندر, وبتأثير من السحر, فقد لحق بها تاركاً هرميا نائمة على الأرض. أفاقت هرميا بعد لحضات قليلة, فشعرت بالذعر عندما وجدت نفسها وحيدة, ثم انطلقت تبحث عن ليسندر. في تلك الأثناء, التقى بيتر كوينس وبوتوم الحائك وأصدقائهما في الغابة للتدرب على مسرحيتهم. سمعهم باك فوجد الفرصة مواتية للقيام بإحدى حيلة. وبينما كان بوتوم ينتظر دوره ليتقدم ويلقي خطابة العظيم, وضع باك بسرعة رأس حمار على كتفيه. رأى أصدقاؤه رأس الحيوان الكبير على جسد بوتوم ففروا مذعورين, وهم يصيحون: (لقد انتابنا شبح!) لكن بوتوم ظن أنهم يسخرون منه ويستحمرونه. لذا أخذ يتمشى ذهابا وإياباً وهو يغني بصوت مرتفع ليظهر انه غير خائف. أيقظ غناؤه تيتانيا, ففتحت عينيها, ومرة أخرى فعل السحر فعله, فهتفت في دهشة فرحة: (أي ملاك يوقظني من سريري الوردي؟). لقد ضنت أن بوتوم الخشن, الأخرق, برأس الحمار ونهيقه, من أجمل الكائنات المحببة التي سبق أن رأتها, واستدعت خدمها من الجن ليعتنوا به ويطعمونه ما لذ وطاب. فاهتموا به وغنوا له أغاني الأطفال, بينما أخذت هي تربت على أذنيه,أذني الحمار. وبزهو سمح بوتوم للجن بحك رأسه, وبامتنان قبل عروضهم مع انه أشار بأدب إلى أنه يفضل (مقداراً كبيراً من العلف والشوفان الجاف والتبن) على شهد العسل وبندق السنجاب الذي يجلبونه له. ولقد سر باك بنجاح جهوده وانطلق ليخبر أوبيرون النبأ السعيد. وفيما كان باك يدلي بتقريره, مر ديمتريوس, الذي كان مازال يلاحق هرميا التي كانت تبحث عن ليسندر. سعى أوبيرون إلى معرفة السبب الذي جعل باك لا يضع السائل السحري في عيني ديمتريوس لكي يقع في حب هيلينا, فكان على باك أن يشرح أنه سحر الشاب الآخر. قرر أوبيرون أن يسوي الأمور, وهكذا أنهك ديمتريوس الجري وراء هرميا, وتمدد ليستريح, سكب أوبيرون بنفسه السائل في عيني الرجل النائم, ولكي يتأكد من أن ليس هناك خطأ آخر, أمر باك أن يأتيه بـ هيلينا على الفور. وفي لحظة عاد باك بها, ولكن ليسندر كان يتبعها عن كثب ويخبرها كم يحبها! ثم, ومثلما خطط أوبيرون, أفاق ديمتريوس من نومه فرأى هيلينا, وبدأ أيضاً يخبرها كم هي جميلة. أحست هيلينا أن الرجلين يسخران منها, وعندما وصلت هرميا بعد دقائق قليلة وسألت عما يجري, أدركت أن هرميا متورطة أيضاً في القصة. اندلع نزاع خفيف انتهى بعراك بين السيدتين, فيما حاول الرجلان تفرقتهما. وأخيراً دعا الرجلان بعضهما بعضاً إلى المبارزة. أدرك أوبيرون أنهما تماديا بما فيه الكفاية, أمر باك بإحداث ضباب وإرباك الرجلين. كيلا يستطيعا القتال, ثم تحرير ليسندر من السحر ليحب هرميا ثانية, مثلما فعل في البداية, على أن يبقى ديمتروس تحت تأثير السحر, فيبقى محباً لـ هيلينا إلى الأبد. كان الفجر تقريباً, عندما أختفى الجن, وعاد أوبيرون إلى تيتانيا ثانية. شعر بالأسف بسبب الحيلة التي أحتال بها عليها, ولكنه ظل يحب الولد الهندي الصغير. وهكذا أقنعها, وهي ما تزال تحت تأثير السحر, بالتخلي عنه, ثم حررها وحرر بوتوم من السحر. وساد السلام والتناغم بلاد الجن ثانية. أما بالنسبة إلى البشر فقد فرح ديمتريوس بـ هيلينا, وفرح ليسندر بـ هرمي. نسج أوبيرون رقية أخرى جعلت كل ما حدث خلال الليل يبدو حلماً – (حلم ليلة صيف). وفيما بعد, في الصباح, اتى الدوق ثيسيوس ليصطاد في الغابات مع هيبوليتا و إجيوس وسائر رجال البلاط, فالتمس ديمتريوس الإدن ليتزوج هيلينا, وليتزوج ليسندر هرميا, فوافق الدوق وأقنع إجيوس بأن يعلن موافقته أيضاً. عاد الشبان الأربع إلى أثينا للتحضير للأمسية, حيث سيتزوجون في الوقت نفسه الذي سيتزوج فيه الدوق. في تلك الأثناء, افاق بوتوم من (حلمة الرائع) من أنه في بلاد الجن, و ذهب إلى البيت ليدهش رفاقه بالتحدث عنه. فقال باعتزاز لنفسه: (لقد رأيت حلماً يعجز المرء عن إدراكه.. فعين إنسان لم تسمع, و أذن إنسان لم تر, ويد إنسان لن تقدر أن تتذوق... ما كان حلمي . ساحمل بيتر كونيس على كتابة قصيدة عن هذا الحلم: وسوف نسميها حلم بوتوم.) في تلك الأمسية, مأدبة الزفاف, قدم بيتر كوينس وأصدقاؤه مسرحيتهم. وقد مثلوا بجدية كبيرة وأثاروا جلبة هائلة, المر الذي جعل كل امرئ يستمتع بها أكثر. ثم مرة أخرى كان منتصف الليل, وعندما أوى الدوق وضيوفه إلى فرشهم, ظهر الملك أوبيرون والملكة تيتانيا وحاشيتهما من الأتباع الصغار ثانية ليحيكوا سحرهم الجني على البشر النائمين وليتأكدوا من أن كل شيء انتهى نهاية سعيدة, مثلما ينبغي أن تنتهي كل الأحلام الجميلة.
آخر تعديل Amedio يوم 11-27-2011 في 05:41 PM.
|
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ Amedio على المشاركة المفيدة: |
11-27-2011, 04:50 PM | رقم المشاركة : 4 |
شكراً: 2,318
تم شكره 2,125 مرة في 753 مشاركة
|
رد: ~من روائع شكسبير~
تاجر البندقية نشرت لأول مرة عام 1600 لكن هناك دلائل على انها كتبت في الفترة بين1596و 1598 في مدينة فينيسيا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع "شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام .. فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش .. وكانت مدينة "البندقية" في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجّار كثيرون من المسيحيين .. من بينهم تاجر شاب اسمه "أنطونيو". كان "أنطونيو" ذا قلب طيب كريم .. وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون أن يحصل من المقترض على أي ربا أو فائدة. لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك" يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان يبديه له من نفاق واحترام مفتعل. وفي أي مكان كان يلتقي فيه "أنطونيو" و "شيلوك" كان "أنطونيو" يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال. وكان اليهودي يتحمل هذه المهانة، وفي الوقت نفسه كان يتحين أية فرصة تسنح له للإنتقام من "أنطونيو". وكان جميع أهالي "البندقية" يحبون "أنطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة، كما كان له أصدقاء كثيرون يعزهم ويعزونه .. ولكن أقرب الأصدقاء وأعزهم على قلب "أنطونيو" كان صديقاً شاباً اسمه "بسانيو" .. وهو نبيل من طبقة نبلاء البندقية، إلا أنه كان صاحب ثروة بسيطة، أضاعها وبددها بالإسراف الشديد على مظاهر حياته .. وكلما كان يحتاج إلى المزيد من النقود ليصرفها، كان يلجأ إلى صديقه "أنطونيو" الذي كان لا يبخل عليه أبداً ويعامله بكل كرم يليق به كصديق من أعز أصدقائه. وفي أحد الأيام قال "بسانيو" لصديقه "أنطونيو" أنه مقبل على الزواج من فتاة ثرية ورثت عن أبيها ممتلكات وثروة كبيرة .. وإنه يحتاج إلى ثلاثة آلاف من الجنيهات حتى يبدو مظهره أمامها كعريس يليق بها. ولكن "أنطونيو" لم يكن يمتلك هذا المبلغ في ذلك الوقت .. كان ينتظر سفنه القادمة المحمّلة بالبضائع التي يمكن أن يبيعها عند وصولها .. ولكي يلبي "أنطونيو" طلب صديقه العزيز، قرّر أن يقترض هذا المبلغ من اليهودي "شيلوك" .. على أن يرد له هذا الدين وفوائده فور وصول سفنه المحملة بالبضائع.
آخر تعديل Amedio يوم 11-27-2011 في 05:14 PM.
|
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ Amedio على المشاركة المفيدة: |
11-27-2011, 05:16 PM | رقم المشاركة : 5 |
شكراً: 2,318
تم شكره 2,125 مرة في 753 مشاركة
|
رد: ~من روائع شكسبير~
وذهب الصديقان إلى "شيلوك" وطلب "أنطونيو" منه أن يقرضه مبلغ ثلاثة آلاف من الجنيهات بأي نسبة فائدة يطلبها، مع وعد بأن يرد إليه القرض وفوائده عند وصول السفن في موعد قريب ..
هنا سنحت الفرصة التي كان يتحينها اليهودي "شيلوك" للتاجر "أنطونيو" .. ودارت في ذهن اليهودي أفكار الشر والأذى والانتقام .. وظل يفكر طويلاً فيما عساه يصنعه بهذا التاجر الذي يعطي للناس نقوداً بلا فائدة: هذا التاجر الذي يكرهني ويكره شعبنا اليهودي كله .. إنه يسبني ويلعنني ويسميني بالكافر .. وبالكلب الأزعر .. ويبصق على عبائتي كلما رآني .. وهاهي الفرصة قد سنحت أمامي لكي أنتقم .. وإذا لم أغتنم هذه الفرصة فلن يغفر لي ذلك أهلي وعشيرتي من اليهود الآخرين .. قال "شيلوك" وهو يخفي الحقد والكراهية في قلبه: يا سنيور "أنطونيو" .. كثيراً ما شتمتني ولعنتني وركلتني بقدمك كما لو أني كلب من الكلاب .. وهأنتذا جئتني وتطلب مني أن أساعدك بثلاثة آلاف من الجنيهات .. فهل تظن يا سيدي أن كلباً يمكنه أن يقدم لك هذا القرض ..؟! فقال "أنطونيو" بشجاعة: حتى لو أقرضتني هذه النقود، فسوف أظل أدعوك كلباً وأركلك بقدمي وأبصق عليك وعلى عباءتك .. اقرضني هذه النقود وافرض وزد عليها ما شئت من فوائد تطمع فيها .. وسوف يكون لك الحق في أن تفرض علي ما شئت من عقاب إذا لم أردها إليك في الوقت المتفق عليه. وعندئذ قال "شيلوك" بكل خبث ودهاء إنه على استعداد أن يقدم لأنطونيو هذا القرض بدون فوائد على الإطلاق .. ولكن بشرط واحد: هو أن يذهبا معاً الى المحامي، وأن يوقع "أنطونيو" على عقد يبدو كما لو كان مزاحاً، يتيح لليهودي "شيلوك" أن يقطع رطلاً من لحم "أنطونيو" ومن أي جزء يختاره "شيلوك" من جسم "أنطونيو" وذلك إذا لم يرد إليه الآلاف الثلاثة من الجنيهات في موعد محدد! وحاول "بسانيو" أن يثني صديقه "أنطونيو" عن توقيع هذا العقد اليهودي الماكر .. ولكن "أنطونيو" صمم على التوقيع دون خوف .. لأن سفنه وبضائعه ستصل قبل أن يحل موعد السداد بمدة كافية .. ولكن تكون هناك فرصة أمام "شيلوك" لتنفيذ هذا المزاح .. وهكذا وقع "أنطونيو" على العقد ..!
آخر تعديل Amedio يوم 11-27-2011 في 05:42 PM.
|
|
11-27-2011, 05:20 PM | رقم المشاركة : 6 |
شكراً: 2,318
تم شكره 2,125 مرة في 753 مشاركة
|
رد: ~من روائع شكسبير~
أما الفتاة الثرية التي يحبها "بسانيو" ويتمنى الزواج منها فقد كان اسمها "بورشيا" .. وكانت تتمتع إلى جانب أخلاقها الرفيعة ورجاحة عقلها بثروة طائلة ورثتها عن أبيها .. وكانت لها وصيفة اسمها "نيرسا" .. وكانت "بورشيا" تعيش في منطقة "بلمونت" القريبة من البندقية. وبعد أن حصل "بسانيو" على النقود، التي اقترضها صديقه "أنطونيو" من اليهودي "شيلوك" أخذ طريقه إلى "بلمونت" ليعرض الزواج على حبيبته "بورشيا" وكان قد اصطحب معه تابعه المهذب "جراتيانو" ومجموعة من الخدم الذين يرتدون ملابس حسنة المنظر ليكونوا في خدمته مؤتمرين بأمره .. ووافقت "بورشيا" على الزواج من "بسانيو" بسعادة غامرة .. واعترف لها "بسانيو" بأن ممتلكاته قليلة .. وأن الشيء الوحيد الذي يفخر به هو انتماؤه إلى أسرة عريقة من النبلاء .. فقالت له "بورشيا" إنها تهبه نفسها وكل أملاكها .. وأنه من الآن فصاعداً هو رب البيت ومن حقه أن يتصرف في كل شيء .. وخلعت الخاتم من أصبعها وأهدته إليه، وطلبت منه ألا يفرّط في هذا الخاتم أبداً .. وكان التابع "جراتيانو" والوصيفة "نيرسا" يحبان بعضهما ويرغبان في تتويج هذا الحب بالزواج .. لذلك فما أن علما بأن سيديهما سيتزوجان، حتى أعلن "جراتيانو" أنه يرغب في الزواج من "نيرسا". ووافق السيدان على ذلك بكل سرور. ولكن لحظة الهناء هذه لم تستمر طويلاً .. فقد وصل إلى "بسانيو" خطاب يتضمن أنباء مزعجة ومفزعة، فشحب وجهه وسألته "بورشيا" عن سر اضطرابه، فقال لها بكل صدق إنه مدين لصديقه العزيز "أنطونيو" بمبلغ ثلاثة آلاف من الجنيهات .. وقد اقترض صديقه هذا المبلغ من اليهودي "شيلوك" بناءً على عقد يعطي لليهودي الحق في قطع رطل من لحم "أنطونيو" إذا لم يسدد إليه هذا القرض في موعد محدد. وأراها الخطاب الذي وصله من صديقه الوفي "أنطونيو" والذي يحمل أنباء سيئة .. وكان الخطاب يقول: "عزيزي بسانيو" .. فقدت كل سفني .. ولم أستطيع سداد القرض "لشيلوك" .. بعد أن حل موعد الدفع .. ومعنى ذلك أن اليهودي سيقطع رطلاً من لحمي من أي جزء من جسمي .. وسوف تنتهي حياتي وكل ما أتمناه أن أراك قبل موتي .. تأثرت "بورشيا" كثيراً بالمصير المؤلم لهذا الصديق المخلص النبيل .. وقالت إن على "بسانيو" أن يرحل فوراً إلى مدينة "البندقية" ومعه أضعاف هذا المبلغ ليحاول تصحيح هذا الخطأ، وينقذ صديقه من براثن اليهودي "شيلوك" .. ووعدته بأنها سوف تبذل كل جهدها بالوقوف إلى جانبه في هذه المشكلة. ولكن لكي يصبح "لبسانيو" الحق في التصرف في أموال "بورشيا" فقد كان لا بد أن يتم زواجهما فوراً .. فتزوجا .. وتزوج أيضاً "جراتيانو" و "نيرسا".. وفور إتمام كل هذه الإجراءات، سافر "بسانيو" وتابعه "جراتيانو" إلى البندقية فوجدا "أنطونيو" محبوساً في السجن .. وحاول "بسانيو" أن يتفاهم مع اليهودي "شيلوك" الذي رفض قبول الثلاثة آلاف من الجنيهات التي قدمها إليه "بسانيو" .. وأصر "شيلوك" على أن يقوم بقطع رطل من لحم "أنطونيو" طبقاً لما تم الاتفاق عليه في العقد وبعد أن فات ميعاد السداد.. وتحدد موعد لمحاكمة "أنطونيو" أمام دوق "البندقية" ووقع "بسانيو" في قلق بالغ وحيرة شديدة..
|
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ Amedio على المشاركة المفيدة: |
11-27-2011, 05:25 PM | رقم المشاركة : 7 |
شكراً: 2,318
تم شكره 2,125 مرة في 753 مشاركة
|
رد: ~من روائع شكسبير~
بعد رحيل "بسانيو" خافت "بورشيا" أن يفشل "بسانيو" في إنقاذ هذا الصديق الوفي النبيل الذي ضحى بحياته من أجل زوجها .. وقررت بينها وبين نفسها أن تذهب إلى "البندقية" لتدافع عن هذا الصديق النبيل أمام المحكمة .. ولكن كيف؟! كان أحد أقارب "بورشيا" محامياً كبيراً اسمه "بلاريو" فقامت بالكتابة إليه بكل تفاصيل المشكلة .. وطلبت منه أن يعطيها النصيحة في كيفية الدفاع .. كما طلبت منه أيضاً أن يعيرها روب المحاماة حتى يمكنها الوقوف به أمام المحكمة، وسرعان ما وصلها رد المحامي "بلاريو" متضمناً كل النصائح والتفاصيل خطوة خطوة. وهكذا تزيت "بورشيا" ووصيفتها "نيرسا" بزي الرِّجال، وارتدت "بورشيا" روب المحاماة، وقامت "نيرسا" بدور كاتب المحامي .. وشدتا الرِّحال إلى البندقية .. ودخلت الفتاتان إلى قاعة المحكمة التي كانت منعقدة برئاسة دوق البندقية ومجموعة من المستشارين. وسلمت "بورشيا" إلى المحكمة خطاباً بتوقيع المحامي الكبير "بلاريو" يقول فيه إنه كان ينوي الحضور إلى البندقية للدفاع بنفسه عن "أنطونيو" ولكنه يعتذر عن الحضور بسبب مرضه .. ويفوّض الشاب المثقف الدكتور "بالتازار" وهو الاسم الذي سميت به "بورشيا" ليقوم بالدفاع نيابة عنه .. وقبل الدوق هذا الخطاب ووافق على أن يقوم الدكتور "بالتازار" بالدفاع عن "أنطونيو" بالرغم من صغر عمره وبالرغم من ملامحه الغضة الرقيقة التي تشع بالنضارة ..! ودارت "بورشيا" بعينيها في قاعة المحكمة .. وشاهدت خصمها اليهودي الجشع "شيلوك" الذي خلا قلبه من الرحمة .. كما شاهدت زوجها "بسانيو" الذي لم يستطع التعرف عليها وهي مرتدية ملابس الرِّجال وروب المحاماة .. وكان واقفاً إلى جوار صديقه الحميم "أنطونيو"، وقلبه مفعم بالحزن والأسى. وقالت "بورشيا" أو "الدكتور بالتازار المحامي" دفاعاً عن "أنطونيو" أنه طبقاً لقوانين "البندقية" فلا بد من تنفيذ الاتفاق الذي تم في هذا العقد .. وطلبت العقد من "شيلوك" لتقرأه .. ثم قالت إن هذا العقد يعطي الحق لليهودي "شيلوك" أن يقطع رطلاً من لحم "أنطونيو" .. ولكن الرحمة ضرورية وواجبة .. إن تحقيق العدالة لا بد أن يتم بالرحمة. وظلت تستعطف اليهودي لكي يكون رحيماً بخصمه ما دام المدين قادراً على رد الدين ودفع الثلاثة آلاف من الجنيهات. وعندئذ قال "بسانيو" أنه مستعد أن يرد لليهودي هذا المبلغ أضعافاً مضاعفة .. ولكن "شيلوك" لم يستجب لأي عرض، وأصر على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في العقد, وأن يقطع رطلاً من لحم "أنطونيو". وهنا تظاهرت "بورشيا" بقبولها لحكم القانون .. والتفتت إلى "أنطونيو" وطلبت منه أن يكشف صدره ويستعد لهذه العملية القاسية التي سيقوم بها اليهودي .. وأخذ اليهودي يسن سكينه الحادة ..
|
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ Amedio على المشاركة المفيدة: |
11-27-2011, 05:27 PM | رقم المشاركة : 8 |
شكراً: 2,318
تم شكره 2,125 مرة في 753 مشاركة
|
رد: ~من روائع شكسبير~
تساءلت "بروشيا" عن وجود الميزان الذي سيستخدم في وزن رطل اللحم .. وقالت لليهودي: قبل أن تقوم بقطع الرطل من لحم "أنطونيو" يجب أن تحضر طبيباً حتى لا ينزف دمه إلى أن يموت ..
فقال "شيلوك" بغيظ: إن ذلك غير منصوص عليه في العقد. فقالت "بورشيا": نعم إن العقد يعطيك الحق في رطل من لحم "أنطونيو" ولكنه لا يعطيك الحق في أن تجعله ينزف دماً .. إن إراقة الدماء جريمة يعاقب عليها القانون .. فعليك أن تقطع رطل اللحم دون أن تريق ولو قطرة واحدة من دم هذا المسيحي .. وإلا فإن قوانين "البندقية" ستطبق عليك فوراً .. فتصادر جميع ممتلكاتك وجميع بضائعك وأموالك وتصبح حقاً لحكومة البندقية! وهنا هلل جميع الحاضرين في المحكمة فرحين .. لقد أصبح من المحال على اليهودي "شيلوك" أن ينفذ خطته الوحشية الدنيئة .. لذلك فقد اضطر إلى الاستسلام فوراً وأن يقوم في يأس: إذن أعطوني نقودي وسأنصرف إلى حال سبيلي! عندئذ صاح "بسانيو" متسرعاً: ها هي نقودك فخذها .. ولكن "بورشيا" قاطعته قائلة: انتظر .. إن العقد لا ينص إلا على حق اليهودي في أن يقطع رطلاً من لحم مدينه إذا فات ميعاد السداد ولم يقم المدين برد الدين .. فإذا استطاع اليهودي أن يقطع رطل اللحم دون أن يريق دم المدين فعليه أن يقوم بذلك الآن .. ثم إن هذا اليهودي قد ارتكب جريمة يعاقب عليها قانون "البندقية" .. هذه الجريمة هي التآمر على حياة أحد مواطني المدينة .. ولأنك يا "شيلوك" قد تآمرت على حياة "أنطونيو" فإن جميع أموالك ستصادر لصالح حكومة "البندقية" .. أما حياتك أو إعدامك .. فذلك أم متروك لرحمة الدوق رئيس المحكمة ليحكم ضدك بما يشاء طبقاً للقانون .. فهيّا اركع على ركبتيك والتمس العفو عنك أو الرحمة بك !! وقال الدوق رئيس المحكمة: لقد عفونا عنك دون أن تتوسل إلينا .. أما ثروتك وممتلكاتك فقد حكمنا بمصادرتها على أن يؤول نصفها إلى "أنطونيو" الذي كنت ستتسبب في موته .. ويؤول النصف الآخر إلى حكومة البندقية. ولأن "أنطونيو" كان طيباً وكريماً فقد أبدى استعداده للتنازل عن نصيبه إلى "شيلوك" بشرط أن يوقع على وصية تنص على أن تؤول ثروته بعد موته إلى ابنته وزوجها .. فقد كان "أنطونيو" يعلم أن لهذا اليهودي ابنة وحيدة، أحبت وتزوجت شاباً مسيحياً اسمه "لورنزو" وهو صديق عزيز من أصدقائه .. فغضب اليهودي على ابنته وقرّر أن يحرمها من ميراثه وَتَرِكَته بعد موته .. واستسلم اليهودي ولم يجد مفراً .. واضطر أن يقبل كل ذلك .. وبعدئذ حكم الدوق بإطلاق سراح "أنطونيو" وانتهت المحاكمة. وعندئذ تقدم "بسانيو" إلى الدكتور "بالتازار" المحامي ليشكره على دفاعه الذكي الذي أنقذ حياة صديقه "أنطونيو" .. ولم يكن "بسانيو" يعلم أن هذا المحامي ما هو إلا زوجته "بورشيا" .. وقال "بسانيو" بكل شر وامتنان: إن تقديرنا لك لا يقدر بثمن وأرجوك أن تقبل الآلاف الثلاثة من الجنيهات التي كنا سندفعها إلى اليهودي كأتعاب لك ..
|
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ Amedio على المشاركة المفيدة: |
11-27-2011, 05:30 PM | رقم المشاركة : 9 |
شكراً: 2,318
تم شكره 2,125 مرة في 753 مشاركة
|
رد: ~من روائع شكسبير~
رفضت "بورشيا" أن تأخذ النقود .. ولكن "بسانيو" أصر على المحامي أن يقبل أي هدية يحددها .. وعندئذ قالت "بورشيا": إذن أعطني قفازك هذا! وعلى الفور خلع بسانيو قفازه وأعطاه للمحامي وعندما شاهدت "بورشيا" الخاتم الذي أهدته إليه ووعدها بألاّ يُفرِّط فيه أبداً .. قالت له: أرجوك .. أعطني هذا الخاتم وسوف أقبله كهدية بدلاً من الأتعاب ..! شحب وجه "بسانيو" وشعر بحرج شديد وقال معتذراً: بأن هذا الخاتم بالذات هدية من زوجته العزيزة ولا يستطيع أن يُفرِّط فيه أو يتصرف فيه .. وأنه على استعداد لشراء أغلى وأثمن خاتم في "البندقية" وتقديمه هدية للمحامي .. ولكن "بورشيا" أصرت على أخذ الخاتم الذي يلبسه "بسانيو" في اصبعه. وانصرفت وهي تتظاهر بالغضب .. وانصرفت وراءها وصيفتها "نيرسا" التي كانت متنكرة في زي كاتب المحامي .. وعندئذ اقترح "أنطونيو" على صديقه "بسانيو" أن يعطي الخاتم للمحامي وأن يعتذر لزوجته عن هذا التصرف .. وازداد حرج "بسانيو" وخاف أن يتهم بأنه ناكر للجميل، فخلع الخاتم وأعطاه لتابعه "جراتيانو" ليلحق بالمحامي ويعطيه إياه .. وعندما أخذت "بورشيا" الخاتم، طلبت من "جراتيانو" أن يبلغ شكرها لسيده .. وهنا طلبت "نيرسا" من زوجها "جراتيانو"، الذي لم يعرفها وهي متنكرة في زي الرِّجال، أن يعطيها الخاتم الذي يلبسه في إصبعه (وكانت "نيرسا" قد أهدت لزوجها هذا الخاتم وأقسم لها ألاّ يفرِّط فيه)، ولم يجد "جراتيانيو" مناصاً سوى أن يخلع الخاتم ويقدمه إلى الكاتب .. وانصرفت "بورشيا" ووصيفتها عائدتين إلى بيتهما.
|
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ Amedio على المشاركة المفيدة: |
11-27-2011, 05:32 PM | رقم المشاركة : 10 |
شكراً: 2,318
تم شكره 2,125 مرة في 753 مشاركة
|
رد: ~من روائع شكسبير~
جلست الزوجتان "بورشيا" و "نيرسا" تنتظران عودة زوجيهما "بسانيو" و "جراتيانو" .. ووصل الزوجان ومعهما "أنطونيو" ليتعرف على زوجة صديقه الكريمة، وما هي إلا لحظات حتى نشب شجار بين "جراتيانو" و "نيرسا" التي اكتشفت أن زوجها قد فرَّط في الخاتم الذي أهدته له، واتهمته بأنه أعطاه لامرأة أخرى .. وعندما حاولت "بورشيا" التدخل لفض النزاع بين الزوجين، اكتشفت هي الأخرى أن زوجها "بسانيو" قد فرَّط في الخاتم الذي أهدته له، واتهمته بأنه قد أعطاه لامرأة أخرى. وعبثاً حاول الزوجان أن يقنعا زوجتيهما بأنهما قد أعطيا الخاتمين للمحامي وكاتب المحامي، وذلك بعد أن رفض المحامي أن يأخذ أتعاباً سوى الخاتم الذي كان يلبسه "بسانيو". وتظاهرت الزوجتان بالحزن والغضب .. بينما ساد حزن حقيقي في قلب كل من الرِّجال الثلاثة .. وكان "أنطونيو" أشدهم حزنا .. لذلك فقد قال "لبورشيا" بتأثر: سيدتي .. أرجو أن تغفري لي لأني تسببت في هذا الشجار .. وفي أن زوجك الكريم قد أعطى الخاتم للمحامي الذكي العظيم الذي أنقذ حياتي .. وإني على يقين يا سيدتي بأن زوجك سيحافظ على ثقتك فيه طوال حياته. وعندئذ قالت "بورشيا": ولأجل خاطرك يا سيدي .. فسوف أعيد إليه هذا الخاتم .. وهو نفس الخاتم الذي أهديته من قبل .. وفوجئ الرِّجال بأن المحامي الدكتور "بالتازار" لم يكن سوى "بورشيا" نفسها .. وأن كاتب المحامي لم يكن سوى "نيرسا" .. وفرح الرِّجال كثيراً بهذه المفاجأة .. وفرحوا أكثر وأكثر عندما أعطت "بورشيا" "لأنطونيو" خطاباً يحمل أنباء طيبة بأن سفنه قد وصلت سالمة ولم تلحق بها أية خسارة. وهكذا انتهت حكاية تاجر البندقية بهذا الحظ السعيد .. وهذا الضحك الصادر من القلب على حكاية الخاتمين .. وحكاية الزوجين اللذين لم يتعرفا على زوجتيهما عندما تنكرتا في زي الرِّجال ..!! [IMG]https://*************/uploads/00bdc9440f.jpg[/IMG]
|
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ Amedio على المشاركة المفيدة: |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|