!~ آخـر 10 مواضيع ~!
|
|
إضغط على
![]() ![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
5.00 من 5
عدد المصوتين: 3
|
انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||
|
||||||
نهاية الفصل السابع عشر : بأي حال عدت يا عيد ؟؟؟؟ خشبة ذات أذرع و غ ط اء .. عتمة ليل في وضح النهار ودموع ترفض الانصياع .. رائحة ك ا ف و ر شقت عنان السماء .. . . . ماذا أسمع ؟؟ قرع للطبول أم دوي مدافع !! برودة غلفت حرارة جسد ي ذ و ب .. و نحيب أغرق أنفاسا تسابق المجهول .. . . . لحظة !! لماذا أهرب ؟؟ مم أحاول الاختباء ؟؟ . . . القرع و الدوي بدأ يتخافت ... بل يتباطأ .. يتباطأ حد الألم .. لحظة صمت فـ هـ د و ء .. . . . لماذا لا نعرف قيمة من نحب إلا عندما يغادرنا ؟؟ يرحل عنا .. يتركنا في هذه الدنيا نصارع وحدنا .. . . . لن نسمع همسه الحاني وهو يشجعنا .. لن نرى بسمته الحلوة عندما يمازحنا .. لن نستشعر دفأ يديه وهو يصافحنا .. لن تلمع عينيه فرحا وهو يطالعنا .. لن نضحك له اعتذارا عندما يعاتبنا .. . . . اقرعي يا طبول .. غلفيني يا برودة .. أغرقني يا نحيب .. . . . أ كـ رهـ ك يا جسدي عندما تذوب ألما .. و يخفق قلبك شوقا .. و فوق هذا ... تأبى الدموع أن تجد لها من عينك هربا .. . . . و ل ك ن . . . إلي يا كل خيوط الأمل .. أربطيني , أوثقيني .. أنسجيني بإبرة الإيمان على جدارن الصبر .. اصنعي مني وشاحا حتى غ ط ا ء اصنعيني لو أردت للألم .. . . . أقنعي جسدي الكريه أن روحي تحتويه .. ذب ألما واجعل قلبك يخفق شوقا .. اصنع ما بدا لك اصنع .. جفف دمعي لا أبالي .. يكفيني أن لقاءها في جنان ربي ......... روحي ت رت ج ي هـ .. ***************************** في القاعة : بياض القماش الفخم يلمع الكلين على سطحه الواسع المطرز أطرافه و الصدر المطعم ببعض الفصوص الخليط من الوردي و التركواز حول كريستلات لامعه براقه تزينه , طالعت نورة في فستان بنت أخوها قبل ما تسحب سحاب الغطاء ويتوارى عن نظرها ببطء وهي تتذكر البندري يوم قاسته و مشيت فيه وهم مشغلين لها شريط زفتها عشان يشوفون هل تقدر تمشي به بسبب ثقله أم لا , مسحت دموعها وناولته لسيتي اللي ضمته وهي تصيح , قالت نورة : سيتي الله يرحم أهلك ماني ناقصة صياحك , ترى أنا قلبي يوجعني .. مسحت سيتي دموعها وقالت : ماما نورة , والله بندري سوا سوا بنتي أنا , والله .. وانخرطت في البكاء مرة ثانية , زفرت نورة وهي تطالع في جناح العروسة اللي بدأوا الشغالات يلمون اللي فيه , سبتات الورد وبداخلها الورد اللي اتفقوا إنه سمية والخنساء هم اللي يرشونها عليها وقت زفتها , مسكتها اللي كانت وردها متفتحه برونق جميل لدرجة يبعث الألم , جلست على السرير وصاحت , الكل كان يشوف إنها أقواهم عشان كذا دقت الصدر وقالت إنها هي بتلم أشياء البندري لكنها كانت تنطحن بداخلها مليون مرة , اليد اللي لامست كتفها خلتها ترفع وجهها وهي تمسح دموعها بسرعة , ابتسمت لها خوله وقالت : يلا يا أمي , خلاص شلنا كل شي .. قامت نورة وهي تستند على يد بنتها وتحركت خارجه , كانت القاعه شبه خاوية بعد ماكان الناس يملؤنها بصخبهم .. ****************************** طالع بذهول في أبوه ورجع طالع في عبد الإله يبغاه ينكر اللي انقال , نزل عبد الإله راسه بانكسار , حط حسان يده موضع قلبه وهو يحس بوجع يجتاحه وهو يقول : لا إله إلا الله , لا حول ولا قوة إلا بالله .. كان عقله يدور في دوامة ~ خاله أحمد ومرته , عبدالرحمن , جاسم , جدته و ...~ رفع راسه بسرعة وهو يسأل بخوف : هنوف ؟؟ قال أبوه بهدوء : الحمد لله كويسة .. بعد لحافه ونزل وهو يقول : لازم أروح لهم .. مسكه علي بقوة وقال وهو يرجعه للسرير : الدكتور ما أعطاك فسح .. لف على أبوه وقال : أبويه ما أقدر أقعد .. قال علي بهدوء : حسان ترا وقوفك مع خالك وعياله واجب لكن صحتك أهم , ما نبغى يصير شي ونقول لو إنه سمع كلام الدكتور كان ماصار اللي صار , أنا عارف إنه كل شيء بقضاء وقدر بس لازم ناخذ الأسباب , الدكتور قال ممنوع خروجك يعني ممنوع .. وفلت يده وهو يقول : وإنت كبير وتعرف مصلحتك .. تدلت أكتافه باستسلام وغطى وجهه وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون , الله يصبرهم , الله يصبرهم ... ومسك جواله , دق عليها كذا مرة لكنها ماردت , لمن شاف أبوه قلقه من عدم ردها نقل له بأبسط و ألطف طريقة ممكنه إن الهنوف ما تقدر ترد عليه حاليا لأنه أغمي عليها لمن دريت بالخبر بطريقة صاعقة .. ********************************* الساعة 1,30 صباحا : في فيلا حمده : البيت رغم الزحام الموجود فيه إلا إنه كان هادئ , كل غرفة فيه فيها جماعة من الناس , العائلة كلها رجعت من القاعه ومعاهم أخت جدتهم حمده وبناتها .. أول ما رن الجرس جريت العنود للباب , كانت تبغى أي شي يشغلها عن التفكير , و أول ماشافت عمها جلال داخل وهو شايل الهنوف دمعت عيونها , قال بهدوء ولطف : ماعليك , قالوا إنهيار بسيط , أعطيناها إبرة ومحلول , شوفيلي درب لغرفة أمي .. طرقت له ودخلته لغرفة جدتها اللي كانت منسدحه على سريها وهي متلثمه بمسفعها و سفانة عند راسها تقرأ عليها , فزت سفانة لمن شافت الهنوف اللي مددها عمها على الكنبه قبل ما يفك غطاها ويزيح طرحتها وهو يقول : ها هنوفه , دحين أحسن ... كانت تطالع فيه بعيون غريبة وهي تهز راسها بصمت يعني إيوه , مسح على شعرها وراح لأمه , جلس جنبها على السرير ودنق عليها وسلم على جبينها وهو يقول : يمه كيف ضغطك ؟؟ أشرت على فمها يعني ما تقدر تتكلم ودموع عيونها تنزل بصمت , زفر وبدأ يكبس راسها وهو يطالع في العنود اللي جلست على الأرض قدام أختها وهي تمسد شعرها بحنان , قالت سفانة الجالسة عند رجولها تمسحها بحنان : هنوف اش تحسين ؟؟ ماحركت الهنوف الصامته عيونها الثابته على اللامكان , ابتسمت العنود ومررت يدها على خد أختها بحنان وهي تقول : هنوفه حبيبي إن شاء الله دحين أحسن .. غمضت الهنوف عيونها للحظة وهزت راسها بصمت , مسكت العنود يدينها وضغطتها بقوة وهي تطالع فيها بخوف , ولمن سابت يدينها انفجعت لمن لقيتها تطيح على الكنبه بلا مقاومه , همست برجاء : هنوفي , هنوف .. كانت الهنوف تطالع فيهم وهي مهي حاسة بشي , ولا تفكر بشي , كانت الأفكار تجي في راسها ولمن تحاول تمسكها عشان تفكر فيها أو تحللها تهرب وتجي فكرة جديدة , كان ودها تقوم وتقول للعنود الخايفة إنها بخير لكن جسمها ولسانها صاروا بثقل الجبال , كانت تعاني حتى من رمشة عيونها وبالقوة تحرك راسها بإيوه ولا , كانت تحس نفسها جسد بلا روح .. ~ هنوف لا تخوفيني عليك , كافي فقدت وحده ما أبغى أفقد الثانية , فقدت وحده ؟؟ فقدت وحده !! ~ حست بالرعب والألم يجتاحها ففضلت تبعد هالفكرة عن راسها , وهي تمسح شعر الهنوف ولمن تذكرت أمها قامت بسرعة رايحة لأمها اللي تمددت في مجلس الحريم الصغير , دخلت عليها لقيت عندها أزهار و ريم , حطت أزهار سبابتها قدام فمها وهي تهمس : شششششش .. همست ريم : ماحسبنا إنها تنام .. جات العنود وجلست عندهم وهي تهمس : جات الهنوف , جابها عمي جلال .. قامت ريم عشان تشوفها , كان المجلس مظلم إلا من الأبجورة الصغيرة اللي تضيء المكان بإضاءة صفراء خفيفة , طالعت أزهار في زولية المجلس وهي تلعب في أطرافها وحست بنظرات عليها فرفعت راسها و حست بالحزن يتجمع في قلبها لمن شافت العنود تطالع فيها بنظرات متسائلة , سألتها العنود بهمس : اش آخر شي قالته ؟؟ بلعت أزهار غصتها وهمست : ما أدري , آخر شي قلته لها توضي قبل ما تحطين المكياج و بس .. دنقت العنود بتفكير ورجعت همست تسأل بصوت مخنوق : اللي يموتون بالسكتة القلبية يتوجعون ؟؟ حاربت أزهار دموعها وهي تهمس : علمي علمك .. زفرت العنود ومسحت دموعها وهمست : تتوقعين إنها نازعت طويل ومحد عندها , يمكن لو كان أحد عندها كان .. قاطعتها أزهار بهمس وهي تزحف لجنبها قبل ما تضمها : حبيبتي هذا قضاء الله وقدره .. همست بوجع وهي تغطي وجهها : ماتت لوحدها يا أزهار , أكيد كانت تدور على أحد يكون معاها أكيد .. همست أزهار وهي تضمها أكثر : انت توجعين نفسك أكثر بهالكلام , حطي دايم في بالك إنه كللللللللللله بقضاء وقدر , مكتوب لها من كانت في بطن أمها ... : الله يرحمها .. همست أزهار : إيوه ابغاك كل ما جيتي تصيحين تقولين هالكلمة عارفه ليه , لأنها دحين ماتبغانا نتذكرها ونبكيها , ماتحتاج لهذا كله , اللي تحتاجه هو الدعاء , هي بحاجة للدعاء والصدقة , لكن البكاء ما بيفيدها في قبرها .. وصلهم نشيج صامت , التفتوا وشافوا أكتاف هدى المتلحفة والمغمضة عيونها تهتز من بكاها , تفجرت الدموع من عيون العنود اللي قامت بسرعة وراحت حضنتها وهي تقول : اصبري يا أمي .. : بنتي راحت , بنتي الصغيرة ماتت يا عنود , تعرفين اش معنى بنتي ؟؟ يوم بتجيبين عيال بتحسين بغلاتهم .. وشهقت قبل ما تكمل بصوت متقطع يختلط بأنين : ماعاد بأسمع صوتها وهي تناديني ماما , ماعاد بأدخل غرفتها وأصحيها , انحرمت من شوفتها عروس , 21 سنة عمرها , ماشفتها زين , ما عشت معاها .. ضمتها أكثر وهي تقول من بين دموعها : إدعيلها بالرحمة , إدعيلها بالرحمة , كلامك هذا اعتراض , مايجوز , ربي خلاك تشوفينها 21 سنة , ربي أعطاك إياها وهو أخذها , بتعترضين دحين ليش استرجع أمانته , بعدين هو أرحم منك بها , والله هو أرحم .. حست أزهار بألمها يزيد , العنود اللي توها تشتكي تحولت للمصبر عند أمها المكلومة .. قامت وخرجت من الغرفة في اللحظة اللي دخلت فيها الجوهرة , اصطدموا ببعض رغما عنهم , زفرت الجوهرة وقالت بخشونه : عميا ماتشوفين .. تجاهلتها أزهار وتحركت وهي تقول لنفسها إنها لازم تسكت عنها لأنه مو وقته الرد على بعض , وصلها صوتها الحاد وهي تقول : ولا تدورين في البيت براحتك ترى أعمامي رايحين جايين .. ~ تجاهليها , تجاهليها ~ وكملت طريقها وهي تدعي البروده ومن داخلها مجروحة من تعاملها معاها ومقهورة في نفس الوقت .. سألت سمية إذا في احد في غرفة حمده ولمن قالت لها إنه جلال خرج دخلت عشان تتطمن على الهنوف لقيت الخنساء عندها واللي قالت برجاء : هنوف حرام عليك , لازم تزورينه , تراه من زمان يطلبك .. دقتها سفانة وهي تقول : اش تزوره في هالوقت ؟؟ صدق سخيفه .. قالت الخنساء : هو يبغى يشوفهااااا , والمستشفى مانعته و ... قرصتها من تحت عشان تسكتها من دون ماتشوفها الهنوف اللي قالت لها سفانة وهي تمد لها الجوال : خذي على الأقل كلميه , تراه على الخط من فوق العشر دقايق .. ولمن ما شافت أي رد فعل من الهنوف رجعت الجوال على إذنها وقالت وهي تزفر : ما ترد علي وما تبغى تسوي أي شي .. قال بحزم : حطي الجوال على إذنها بأكلمها حتى لو ماردت .. حطت سفانة الجوال على إذنها وهي تهمس : هو يبغى يكلمك مو لازم تردين .. وصلها صوته الحنون الخائف وهو يقول : هنوف , سامعتني , هنوف ردي علي بكلمة على الأقل .. طالعت الهنوف فيهم بجمود , كانت منسدحة بدون مخدة على الكنبة وهي متكورة على نفسها , قالت حمده : يا حسرتي إن كان هالبنت بتلحق أختها .... همس : هنوف عمري , يااااااا حبيبتي قولي لو حرف واحد تراك أقلقتيني , هنوفه , لاتخليني أخرج من المستشفى وأجيك , تراهم مانعيني من الخروج هنا , هنوفو , أجيك دحين , إذا تبغيني أجيك أجي .. هزت راسها بلا , سحبت سفانة الجوال وقالت : تراها تهز راسها بلا .. زفر وقال : كنت أبغى تنطق , هي اش فيها ؟؟ ليش ماتنطق ؟؟ بعدت سفانة عن الهنوف اللي جلست أزهار جنبها تقرأ عليها وقالت : هذي وحده من الحريم الله يهديها قالت لها عظم الله أجرك في أختك وطاحت الهنوف من طولها فجأة , ويوم شلناها قال الطبيب انهيار عصبي , أعطوها إبرة مهدئة ومحلول وجات .. : لاحول ولا قوة إلا بالله , إسمعي , خلي الجوال في حلقك بأتصل عليك بعد شويه يمكن هي تعبانه شوي لأنها توها رجعت من المستشفى .. : إن شاء الله .. : مع السلامه .. : مع السلامه .. وقبل ما تصك سمعته يناديها رجعت الجوال فقال برجاء : سفانه لا تبعدين عيونك عنها أخاف تتعب ولا شي ومحد عندها .. ابتسمت وقالت : لا تشيل هم , كلنا حولها , المهم انتبه لنفسك ولا تشغل بالك .. وتوادعوا وقفلت الجوال وراحت للمجلس الكبير وهي في الطريق شافت عهود جالسه بصمت غريييييييب عند أمها اللي جالسة تتكلم في الجوال .. ************************** طالعت العنود برهبة وخوف في الطاولة الكبيرة الخشب المفرغة بأشكال مستطيلة تسمح للمويه بالخروج , كانت عمتها نورة واقفة عند الطاولة وهي تحط سطول موية كبيرة ومعاها مغارف حسب تعليمات جارتهم أم محمد اللي تغسل الموتى , كانت تطالع في ظهر أم محمد اللي كانت تسبح وتهلل وتكبر وهي تحط زبادي الكافور والسدر و ترتب أقمشة الكفن , رصت بقبضتها على الباب والتفتت لسمية والخنساء اللي وقفوا جنبها وهم يطالعون بذهول في المطبخ اللي شالوا عنه طاولة الطعام والكراسي عشان يلقون مساحة لطاولة الغسيل , أول ما انتبهت لهم نورة تحركت بسرعة وخرجتهم وهي تقول بلطف : روحوا شوفوا أمي وهدى , يمكن يحتاجون شي ولا غيره .. وصكت الباب , تبادلت العنود نظرات غريبة مع البنتين الواقفات وعيونهم زايغة , همست الخنساء : من جد ماتت .. جلست سمية على الأرض وهي تغطي وجهها وتصييح , تجاهلتهم العنود وهي تتحرك باضطراب , دخلت المجلس الكبير ودارت ببصرها بين بنات خالة أبوها و الجوهرة اللي نايمة ريناد على رجولها وتحركت خارجة , غرفة جدتها كانت سفانة وهدى جالسات عند راس الهنوف اللي مازالت مشخصه بصرها وتطالع بذهول في اللامكان , وجدتها مغيرة وضعية سدحتها على السرير للمرة الخامسة , خرجت ودورت إلين لقيتها , كانت تنشج نشيج موجع وهي تقول : يااااارب أحسن نزلها , يارب ثبتها عند السؤال , يارب وسع مدخلها , اللهم اغسلها بماء الثلج والبرد ونقها من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس , اللهم صبرهم على فقدها , اللهم اربط على قلوبهم , اللهم .... وانخرطت في نوبة بكاء جديدة , جلست العنود على سرير سفانة وهي تطالع في أزهار اللي تلحفت بشرشف الصلاة ووقفت بين يدين ربها تدعيه بتذلل ويدينها المتعبه من الرفع تتراخى وترجع ترتفع وهي تهمس : يااااااااااااااارب ثبتها عند السؤااااااااااااااااال , يارب نزلت بك ضيفة وأنت خير المكرمين , يارب أكرم نزلها , يارب وسع مدخلها , يااااااااااااااارب إنك تنزل إلى السماء الدنيا نزولا يليق بجلااااااال وجهك وعظيم سلطانك , اللهم إنك تقول هل من داع فأستجيب له , اللهم إن سؤالي أن تقيها عذاب القبر , اللهم بدل سيئاتها حسنااااااااااات , يا حي يا قيوم , ارحمها , اللهم ارحمها , اللهم ارحمها .. غطت العنود وجهها وصاحت من قلبها , ليش ما كانت زيها , ليش بدل ما تبكي ماقامت تدعي في آخر الليل والدعاء مستجاب في هذا الوقت , ليش إنشغلت بالبكاء والتفكير , غطى بكى أزهار على بكى العنود وهي تقول برجاء : يااااااااااااااااااارب ارحمهاااااااااا , يارب اغفر لها ذنوبهاااااااااااااااا .. قامت العنود وراحت للحمام وقفلته واستندت على بابه وهي تصيح من قلبها , توضت وراحت لبست شرشفها وحذت حذو أزهار .. بعد فترة رن جرس الباب يخترق سكون المكان الكل قام بترقب وهم متوقعين إنه جثة البندري هي اللي وصلت عشان يغسلونها و يكفنونها قبل الفجر .. هدى وسفانة تحركوا بسرعة خارجين من غرفة حمده اللي انحنت تطالع رغم معرفتها إنها ما حتشوف أحد تحاول تلمح أي شي ورى بابها , دقايق وطل عليها , حست بالدموع تتجمع في مآقيها وهي تطالع في طوله المهيب , اشتاقت له , لكل شي فيه , طالع حسان في الغرفة وشاف جدته على السرير والهنوف على الكنبه , تجاوز الهنوف اللي كانت معطيته ظهرها وتقدم من جدته وهو يسحب الكمام الأبيض عن فمه وأنفه ويخليه متدلي حولين رقبته , مد ذراعينه واحتوى جسدها بصمت , شهقت حمده وصاحت بصوت عالي وهي تضمه وتشده لصدرها كإنها تبغى تدخله داخل صدرها , همس بحب : أنا هنا , أنا هنا ... شهقت مرة ثانية وهي تقول بصوت مخنوق : آآآآآآآآآآآآآآه ياربي , ياحبيبي إنت , ياربي لك الحمد , يارب لك الحمد اللي خليتني أشوفه .. دفن وجهه في حضنها وهو يقول : أنا هنا ياجده , خلاص لاتبكين , دموعك غاليه .. تأوهت وهي تشده لصدرها أكثر وهي تسلم على راسه وتحضنه وهي تقبض على شعره بشوق , قالت بوجع : والله إني أبغى أجيك بس رجولي , رجولي ماعاد تشيلني , ماقدرت , والله ماقدرت .. همس وهو يشد يدينه حولينها : عارف , عارف , يكفيني صوتك كل يوم يا جده .. ضمته أكثر وهي تسلم مرة ثانية وهي تقول بشوق : أبويه إنته .. جا أحمد ومسد على يد أمه بحنان وهو يقول : يمه تراك بتخنقينه , ما حسبنا بالقوة أعطاه الدكتور فسح .. أشر له حسان من ورى جدته إنه يخليها براحتها ورجع ضمها بصمت , ولمن سابته بنفسها بعد عنها وسلم على راسها ويدها وقام وعيونه متعلقه بجسدها المستلقي بلا حراك , تجاهل نظرات أخواته وبنات أخته الواقفات بصدمة من حضوره المفاجئ عند الباب وتحرك لها , قالت سفانة : نايمه , دوبها اللي نامت .. جلس على الأرض وسحب الكمام وحطه على الكنبه وهو يحط يده الثانية على كتفها , هزها بلطف وهو يقول : هنوف , نوفه , الهنوف .. فتحت الهنوف عيونها بتعب وفي جزء من الثانية استعادت ذكرى موت أختها , فزت من سدحتها وطالعت بعيون زايغة في اللي حولها , ولمن شافت الكل يطالع فيها وإنه في شخص جنبها التفتت له , طالع فيها بحنان وهو يهمس : هنوف .. ومد يده وبعد خصلات شعرها الطايحه على وجهها , طالعت فيه بصمت غريب , همس برجاء : هنوف ما بتكلميني .. كان يحس قلبه يخفق وجع عليها , من عرف بحالتها أصر يخرج حتى لو ما أعطاه الدكتور الموافقه , التزمت الصمت وهي تطالع فيه بجمود , حط راحة يده اليمين على خدها اليسار وهمس : إذا ما تبغين تتكلمين هزي راسك عادي , إنت بخير ؟؟ هزت راسها بإيوه , كانت بداخلها تصرخ من أعماقها ~ لاااااااااااااااااااا أنا ماني بخير , أختي ماتت , ماني بخييييييييييييييييييييييييييير , لااااااااااااااااااااااااااا , ماني بخير ~ لكن في شي يمنعها من البكاء , في شي ساد حلقها , طالعت في أبوها الواقف وراه ولمحت نظرة الخوف في عيونه , رمقته بنظرات غريبة ورجعت طالعت في حسان اللي حس بالخوف يخنقه , بعد راحته عن خدها و رجع مسد عليه بقفا يده وهو يهمس : هنوفه ماتبغين تقولين شي .. طالعت بجمود في عيونه اللي تجول على وجهها بخوف , ليه مهي قادرة تعبر عن اللي جوتها ليه , حط أحمد يده على كتف حسان وهو يقول : الدكتور قال إنها مصدومة .. جات نورة وجلست جنب الهنوف وقالت بحنان : هنوف حبيبتي اش تحسين ؟؟ طالعت في عمتها بفتور ولفت وجهها ورجعت انسدحت على الكنبه بتعب , من بين الأجساد المحيطة بها شافت البندري جالسة بنفس البنطلون اللي تحبه وبلوزتها المفضلة الحمراء وهي ملتهية بمحمولها وحاطة السماعات على إذنها , فزت فجأة ومدت يدها وهي تقول : بندري , البندري هناك .. طالعت سفانة جنبها على المكان اللي تأشر عليه الهنوف بصدمة , قالت نورة بخوف : مافي أحد .. أشر حسان لأمه يقاطعها وهو يسأل بحنان وهو يمسد شعرها : اش تسوي ؟؟ قالت بوجع : جالسة .. قال بهدوء : بس جالسه .. همست وهي تطالع في الفراغ الغريب وهي تهز راسها : كانت هنا .. مد يده وحطها موضع قلبها وقال بهدوء يؤكد لها : كانت هنا .. لفت عليه وهزت راسها بإيوه بحركة بطيئة دلته على وهنها , ضغط يده أكثر لمن حس بخفقات قلبها تخفق بسرعة غير طبيعية وقال بألم : هي ماتت , راحت عن الدنيا لكنها بتظل هنا يا هنوف , صدقيني بتظل هنا على طول .. وهمس وهو يضمها : بتظل هنا يا قلبي , والله بتظل هنا .. غمضت الهنوف عيونها وتسللت دمعتين منها وهي تهمس : صح , بتظل هنا .. وبعدته وضغطت موضع قلبها وهي تهمس بتوهان : بتظل هنا , صح ؟؟ قبض على يدها الثانية وهز راسه وهو يبلع غصة خنقت حنجرته , كان كل شي فيها يدل إنها مهي واعية للي يصير , مهي واعية أبدا , هنوف اللي يعشقها لو فكر يقرب منها تموت من شدة الخجل , يحمر وجهها وترتفع حرارتها , وجهها أصفر شاحب وجسدها بارد بدرجة مخيفة , قالت نورة : حسان قوم عن الأرض تعب عليك هالجلسة .. كان ثاني رجوله تحته وجالس قدام الهنوف اللي بدأت تطالع في اللي حولينها بنظرات غريبة ~ الله يسامح اللي كان السبب , الله يسامح اللي كان السبب , ليه ما نقلوه لها بشكل تدريجي , هم يعرفون إنها ~ انقطعت أفكاره لمن وصله صوت جلال اللي سابوه يتعاون مع جاسم و أخوه صالح على نقل جثمان البندري للمطبخ يقول بعصبية : محد يخش عليها قبل ماتتغسل , أم محمد و نورة وخوله هم اللي يدخلون بسسسسسسسسسسس .. ووصله صوت بكاء الحريم اللي بدأ يتعالى , فتحت الهنوف عيونها على اتساعها وقامت بسرعة عجيبة وهي تقول : أبغى أشوفها .. شهقت نورة وقال حسان يناديها : هنوووووووووف .. وقام بسرعة لحقها مع أحمد اللي كان يقول : درب , طريييييييييييق .. تعدت الهنوف كل الواقفين وبعدتهم وهي تجري للمطبخ , أول ماشافها جلال قال بفجعة : هنوف , لسه ما غسلناها و .. صرخت وهي تبعده : أبغى أشوفهااااااااااااااااااااااا ... مسكها بقوة وهو خايف إنها تشوفها وهي لسه مغلفه بأكياس الثلاجة وقال بحزم : مو دحييييييييييييين .. صرخت بشكل هستيري وهي تضرب صدر عمها : أبغى أشوفها , أبغى أشوفها , أبغى أشوفهااااااااااااااااا .. جات أزهار جري مع العنود لمن سمعوا صريخها الحاد وتراجعوا لمن شافوا حسان وأحمد يقبضون عليها كل من ذراع وهم يبعدونها عن جلال المذهول , صرخت وهي تحاربهم : سيبونييييييييييييييييييييييييييي , أبغى أشوفهاااااااااااااااااااااااا .. انذهل حسان من القوة الغريبة اللي حسها فيها , كان بالقوة يمسك ذراعها , غمض عيونه بألم لمن حس بيدها المقاومة تضرب في صدره , قال صالح بحدة : خلوها تشوفها الله أكبر عليكم .. قال جلال : ماجهزت يا صالح .. قال صالح بوجع : غطيتها بشرشف , ووجهها باين , خليها تدخل تشوفها .. لمن حست بتراخي يدينهم عنها بعدتهم ودخلت المطبخ , كانت مسجاة على الخشبة ومغطية بشرشف أخضر فاتح , باين إنه شرشف المستشفى , خطواتها المستعجلة تباطأت لمن شافت المنظر وازداد تباطأها كل ما قربت من الطاولة , ولمن شافت وجه أختها تفجرت الدموع من عيونها وهي تهمس : بندري , بندري .. حطت يدها على كتفها ورغم وجود الغطاء استشعرت برودة جسم أختها اللي كانت تنام في حضنها الدافي قبل أيام , لفت يدينها حولين راس البندري وضمتها وهي تقول بهمس متوجع : ودعتك الله يا بندري , ودعتك الله يا قلبي , ودعتك الله , ودعتك الله .. وتفلتت يدينها وهي تنهار على الأرض وهي تصيح بكل الألم والفقد والوجع اللي حسته , صياحها صيح الكل حتى أعمامها اللي تلثموا بغترهم اللي لابسينها من دون عُقل , تحرك جاسم من مكانه في طرف المطبخ وسندها وخرجها , حسان اللي حس بوجعها يذبحه ذبح واللي ماقدر يدخل عشان البندري , سحبها منه بعد ما خرجت وضمها بقوة , صرخت من أعماقها وهي تتشبث بأكتافه : مااااااااااااتت ياحساااااااااااااااااان , البندري مااااااااااااااااااتت , مااااااااااااااتت , ماعاد بأشوفها مرة ثانية , بتدفنونها وماعاد بأشوفهااااااااااااا , ماتت يا حساااااااااااااااااااان , البندري ماااااااااااااااااتت .. ضمها أكثر وهو يبلع غصته اللي تزايدت , لازم يكون أقوى عشانها , قال بثبات بعد ما تمالك نفسه : الصبر يا هنوف , الصبر , وين إيمانك ؟؟ من قال ماعاد بتشوفينها , كلنا إن شاء الله بنشوفها وهي حورية وسط الجنة , قولي يارب ارحمها , يارب اغفر لها , ادعيلها , الدنيا فانية , كلللللللللنا بنموت , يمكن اليوم , بكره , بعده , محد يدري متى يومه صح , إدعيلها بالرحمة , ما تجوز على الميت إلا الرحمة , وين إيمانك وصبرك وكلامك اللي تقولينه لي دايم , الواحد لازم يؤمن بالقضاء والقدر , قولي يارب ارحمها , قولييييي .. هدأت صرخاتها وهي تقول من بين شهقاتها : يارب ارحمها , يارب ارحمها , يارب ارحمها .. ضمها أكثر وهي تردد العبارة وهو يهمس : خلاص , اقري المعوذات واستعيذي بالله , المؤمن عند الصدمة الأولى وانت دايم أقول عنك صابرة لا تخليني أغير كلامي .. ولمن حس بثقلها عرف إنه أغمي عليها , أشر لجاسم إنه يجي يشيلها لأنه مستحيل يقدر يشيلها قدامهم لسببين , إحراج و ... ممنوع عنه لفترة طويلة إنه يشيل أي شي حتى لو كان خفيف ... شالها جاسم ودخل مع أعمامه وحسان لغرفة جدته , سدحها على السرير ورى جدتها اللي جلست وهي تمسد شعرها ووجهها بحنان .. سحب حسان الكمامة وحطها على وجهه وسند ظهره على المخدات اللي جابتها له أمه وحطتها ورى ظهره عشان يريح , غمض عيونه بتعب ورجع فتحها وهو يطالع في جدته والهنوف .. *************************** الكل كان جالس في المجلس الكبير , وبسبب قربهم من المطبخ وصلتهم رائحة الكافور والسدر اللي فاحت من أثر طرطشة المويه , حست خوله باختناق فخرجت وسابت أم محمد وأمها جوة , سحبت نفس عميق ومسحت دموعها ورجعت تساعدهم , قلموا أظافر يدينها ورجولها , فرخوا جوفها من أي شي بداخله , غسلوا شعرها الطويل وجدلوه ثلاث جدائل وبعد ما انتهوا من الغسيل بدأوا يكفنونها , شهقت نورة لمن غطى الشرشف الأبيض يد البندري المحناة وبلا تفكير بعدت الشرشف ورفعت يدها وقبلت راحتها الباردة وهي تصيح , قال أم محمد بحنان وهي تمسد ظهرها : يزفونها للجنة يارب , يزفونها للجنة .. رجعت يد البندري وبعدت عن الطاولة وهي تمسح دموعها , ربطت خوله خيط القماش حولين رجول البندري وثبتتها و دموعها تتقاطر غصب عنها على الكفن .. ولمن انتهوا مابقي إلا غطاء الرأس قالت أم محمد : نغطيها بعد مايسلمون عليها , شهقت خوله لمن شافتها مكفنه ومو باين إلا وجهها الصغير وتفجرت دموعها وهي تقول : بندريييييييييييي .. وضمتها بقوة وهي تصيح من قلبها , وبعد ما تمالكوا نفسهم فتحوا الباب وراحوا للمجلس عشان يدخلون الرجال عندها , خرج حسان للمجلس الخارجي عشان وراح عند الشباب اللي جالسين هناك بصمت , و أعمامها دخلوا وسلموا على جبينها بالتناوب وضمها أحمد بقوة من دون أي همسة وبعد عنها , سلم جاسم على جبينها وبعد بسرعة وهو يقاوم دموعه , خرجوا من باب المطبخ وتركوا المجال للحريم بعد ما نقلوها على الخشبة اللي بتحمل عليها .. راحوا الحريم يسلمون وبعدها قالوا للبنات إنهم ممكن يشوفونها راحوا لها , وأول ما شافوها فتحوا مناحة جديدة و ما قدروا يقربون من الطاولة الغريبة اللي كانت لها أربعة أذرع عشان تحمل بها فوق الأكتاف , خاصة لمن رمت العنود نفسها على البندري وضمتها وهي تقول بهدوء : بنات تعالوا ضموها والله تحسون براحة إذا ضميتوها .. وهي تصرخ بداخلها ~ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يابندري , رحتي وسبتيني لييييييييييييييه ؟؟ لييييييييييه سبتيني ؟؟ استغفرك يارب , لازم أكون أصبر , لازم أكون أقوى ~ مسحت أزهار دموعها الصامته وتقدمت منها وسحبتها وضمتها عشان تعطي مجال لهدى اللي تقدمت مع نورة وهم ساندين حمده اللي كانت تمشي بخطوات متثاقلة وهي تسبح وتدعي ولمن وصلت لها قالت بصوت متحشرج : وااااو يا بنيتي والله إنك صغيرة , أنا قاعدة وانتي رحتي يا البندري .. ودنقت عليها بالقوة وسلمت على راسها وهي تقول ببكاء : تراني ودعتك الله اللي ما تضيع عنده الودايع , تراني ودعتك الله , تروحين تقابلين جدك في الجنة إن شاء الله , تراك ارتحتي والشقا لنا إحنا اللي لساعنا عايشين , ودعتك الله .. وسندتها نورة تبعدها وهي تكرر : ودعتك الله , ودعتك الله .. وقفت هدى تطااااالع فيها بصمت ودموعها تتساكب ولمن انحنت وحضنتها انفجرت بعويل زاد دموعهم , مسكتها العنود وقالت من بين دموعها وهي تسحبها : أمي خلااااااص , خلاص ارحمي نفسك , خلاااااااااص ... وتساعدت هي وأزهار والجوهرة وبعدوها عن البندري , عهود طالعت فيها من البعيد ومارضيت تسلم زي باقي البنات اللي سلموا عليها , ولمن قالولهم إنهم يخرجون عشان ياخذونها زاد نحيب البنات وتشبثت ريم بالبندري وهي تصيح من قلبها , دق جاسم باب المطبخ بقوة وقال : يلااااااااااا , يادوب نتحرك عشان نصلي الفجر .. تحركوا الحريم وسحبوا البنات تسحيب عن البندري وهم يحاولون يصبرونهم , تفلتت سمية ورجعت ضمت البندري , سحبتها أمها وهي تقول بوجع : خلااااااص , سيبوها .. قال جاسم بحزم : أنا داخل .. غطت نورة وجهها ولفته برباط محكم ومسكت آخر قماش وغطتها بالكامل , قال جلال بعصبية لجاسم : خش عليهم عشان يخرجون .. ولمن تردد جاسم دخل جلال وهو يصرخ : خلاااااااص , قلنا خلااااااااااص , أدخل يا جاسم .. دخل جاسم و أشر للشباب اللي تجمعوا برا عشان يشيلون الجنازة إنهم يدخلون , ولمن دخلوا كانت رؤوسهم للأرض وهم يمسكون أطراف الخشبة .. أول ماشافتهم العنود يخرجونها صرخت وهي تندفع بلا تفكير : لاااااااااااااااااااا , أبغى أسلم عليها , أبغى أسلم عليهااااااااااااا ... لف جاسم وغطاها بغترته وهو يرجعها ويقول بحزم : خلاص .. صرخت وهي تتشبث به : الله يخليك , والله بوسه بس , آآآآآآآآآخر مرة , الله يخليييييييييييييييييييك , جااااااااااااااااااااااااســـــم , الله يخليييييييييييييييييييييييييك .. قالت أزهار من ورى الباب : خليها تسلم عليها , جاسم الله يخليك خليها تسلم عليها , تراها ماعاد بتشوفها .. واختنق صوتها وهي تتذكر أمها اللي ما قدر لها ربي وشافتها , نزلوا الرجال الخشبة وسحب جاسم العباية من عمته نورة وغطى فيها العنود اللي راحت وضمتها بقوووووة وهي تقول بصوت حنون : سامحيني , سامحيني إذا زعلتك في يوم , ترا كل عنادي لك والله من حبي , سامحيني , بندري , ماعاد بشوفك .. وسلمت عليها من فوق غطاها وسلمت ودموعها تتساكب على وجهها كانت تحس ملامح وجهها من فوق الغطى , سلمت على خدودها وعيونها حتى فمها سلمت عليه وهي تصيح , مسح جاسم عيونه وسحبها وهي تطالع في جسد أختها المسجى , تلقتها أمها في صدرها وضمتها وهي تصيح معاها ... وفي دقائق صار المطبخ خالي إلا من همهمات البكاء و رائحة الكافور والسدر ... ******************************** العصر : رفع راسه عن الأرض وطالع في المعزي الجديد القادم , ولمن شاف واحد قدامه وهو لابس ثوبه ولاف شماغه حولين وجهه عرفه , قال بحنين : عبد الرزاق .. وقبل ما يقوم جري عبد الرزاق وطاح عند رجوله وهو يصيح من قلبه وهو يصرخ : ليش دفنتوها قبل ما أشوفهاااااااااااااااااا , ليش دفنتوهااااااااااااااااااااااا .. ضمه أبوه وهو يقول : ما قدرنا نأخرها يا ولدي إلى بعد رحلتك , إكرام الميت دفنه .. صاح عبد الرزاق وهو دافن وجهه على فخوذ أبوه وهو ماهمه اش يقولون الرجال عليه , من المطار اللي استقبله فيه جاسم وعمر وهو كاتم بكاه ومو قادر يسألهم دفنتوها ولا لا كله خوف يقولون له إنها خلاص اندفنت , ولمن وصل وشاف المعزين عرف إنها خلاص اندفنت , ضم أبوه وهو يصرخ من قلبه : كنت أبغى أشوفهااااااااااااااااااا , كنت أبغى أودعهااااااااااااااااااااا , ليش دفنوتها ليييييييييييييييييييييييييش , ليش تحرقون لي قلبييييييييي , قلتلكم لا تدفنونها , قلتلكم لا تدفنونهاااااااااااااااااااااا والله قلتلكم ... مسح أحمد عيونه بطرف غترته ومسد ظهر ولده بصمت , لمن جا جلال يبعده عشان الرجال اللي جوا يسلمون أشر له صالح بعيون مبلله إنه يسيبه براحته , كان الرجال ينحنون من فوق عبد الرزاق ويسلمون على أحمد اللي يبادلهم السلام بيمنه ويسراه على تمسد باستمرار على ظهر ولده .. صاح وصاح وصاح وكل ما فكر إنه يوقف عن صياحه ويقوم يزيد وجعه ويزيد صياحه .. **************************** المكان كان مزدحم بسواد عظيم , دخلت سمية للمطبخ وهي شايلة ثلاجة القهوة , حطتها على الطاولة و حطت يدينها على آخر ظهرها وهي ترجع أكتافها لورى بتوجع , من الصباح والمعزيات موجودات وهم على حزنهم ووجعهم تكسرت رجولهم من كثر ما يباشرون بالقهوة , جات سفانة وقالت بضيق وهي شايلة صينية كلها فنجاين مستخدمه ومناديل مستعملة : السنة إنك تعزي وتروح , مهم شايفين إننا تعبانين , وياليتهم جالسين باحترام , قاعدين يهرجون كإنهم في جلسة .. عدلت طرحتها اللي لابستها وقالت : سماسم قلبي روحي ارتاحي أنا أباشر .. قالت سمية وهي تشيل الثلاجة : لا ما عليك يا خاله .. دخلت أزهار المطبخ وهي تزفر بضيق , ابتسمت سفانة وقالت : خير .. قالت أزهار وهي تحس بالضيق يخنقها : جماعة مسكوني يحققون معايا اش صار وكيف ومتى وليش , مااحترموا مشاعري , لا وجماعة ثانية جالسة تحدق فيه وأنا رايحة وأنا جاية ولمن صبيت لهم القهوة تسألني وحده منهم أنا زوجة جاسم و اش اسم أبويه وأمي وغيره .. دخلت العنود وجلست بتعب على واحد من الكراسي وربعت فوقه وهي تقول بهدوء : ترا عشان الكل كان يستنى طلتك , جواز الـ ..بندري كان أول طلة لك والكل كان متحمس .. غمضت أزهار عيونها ومسحت وجهها وهي تقول بطفش : ما أبغى أخرج .. سألت العنود : عشا اليوم على مين ؟؟ قالت سفانة وهي تشيل فناجين جديده : على أبويه , عمي عبد الكريم تكفل بالغدا .. قالت العنود : الله يسعدهم ويرزقهم , جزاهم الله خير .. قالت أزهار : عنود قلبي روحي نامي تراك مانمتى من أمس .. هزت العنود راسها وقالت : ما أقدر المكان رججججججه , وأصلا ماتلقين مكان تنسدحين فيه ولا تريحين , حتى غرفة نوم جدتي كلها حريم حتى فوق السرير .. وزفرت وطالعت في يدينها اللي مدخلتها في حضنها وسرحت للحظة قبل ماترجع تنفض كل أفكارها وتقوم بنشاط وهي تقول : بأروح أشوف أمي .. **************************** بعد المغرب : طالع عدنان في جواله طويل قبل ما يتصل عليها , أول ما سمع صوتها الهادي وهي تسلم ابتسم وقال بعد رد السلام : كيف أهل العزا ؟؟ همست سحر : إن شاء الله بخير , أحسن من أول ما جيت .. قال بهدوء : طيب يلا أخرجي , خلود وعلا يستنونك في الفندق .. قالت بخيبة أمل : بس أبغى أجلس معاهم شويه , أبغى أحس إني قدمت لهم شي .. زفر وقال : طيب أعطيني العنود عشان أعزيها , خلاص عزيت أم جاسم .. قالت سحر : طيب لحظة .. كانت العنود خارجة من المجلس الصغير لمن لقيتها , مسكتها من يدها وجرتها وهي تقول : عنود , عدنان بيعزيك .. حست بشعور غريب لمن حطت سحر الجوال في يدها قبل ماتروح , غمضت عيونها وحطت الجوال على إذنها وهي تقول : نعم .. كان صوتها متحشرج فتنحنحت عشان تسلكه . أول ما وصله صوتها قال بهدوء : كيف حالك ؟؟ كان صوتها بارد وهي تهمس : الحمد لله .. كان مقدر برودها فقال بهدوء : عظم الله أجرك في مصيبتك وأخلفك خيرا منها .. همست بذات الصوت : جزاك الله خير .. قال ينهي المكالمة : هذا واجب , مع السلامة .. صك الجوال ورجع للرجال , وهي صكت الجوال وطالعت فيه بألم , ما تخيلت ولا في أبشع أحلامها إنه أول مكالمة لها معاه بتكون عشان يعزيها في أختها الصغيرة , استغفرت وتحركت , استغربت لمن شافت الحريم يخرجون بسرعة من الممر المؤدي لغرفة جدتها , حست بخوف غريب , يكون الهنوف صار لها شي ولا أمها انهارت ولا ... تحركت بسرعة وهي تسمع صوت أبوها يقول : طريق , طريق ... اضطرت تستنى إلين خلصوا الحريم ودخلت الممر وراحت لغرفة جدتها وهناك شافته واقف بصمت و أمه متشبثه فيه وهي تصيح , صرخت : عبدالرزاااااااااااااق .. وجريت وضمته مع أمها وهي تصيح من صياحها , كان عبدالرزاق يطالع فيهم بانكسار غريب ما يناسب شخصيته , سلم عليهم وعلى جدته , الهنوف اللي فاقت من نومها على صوته تشبثت فيه وصاحت من قلبها على صدره وهو يهمس لها : على الأقل شفتيها , قولي الحمد لله اللي شفتيها ... جاته عمته وسلمت عليه , ولمن انتهى السلام جلس جنب أمه وانسدح وحط راسه على فخوذها وغطى وجهه بشماغه ولف جسمه ودفن وجهه في جنبها وهو يصيح و زاد معاه صياح هدى من حال ولدها .. *************************** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . |
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ اسير الصمت على المشاركة المفيدة: |
![]() |
رقم المشاركة : 2 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
![]() يوم الاثنين 10 / 9 / 1427 هـ : بعد الفطور في سيارة جاسم : : يا حيا الله النشبة .. دقته أزهار وهي تطالع فيه باستنكار من ورى غطاها اللي رفعته عشان السيارة مضللة , وابتسمت العنود وقالت : عادي يا أزهار , لاتخزينه ولا شي أعرف ثقالة دمه , أخويه , خابزته وعاجنته .. قال وهو يحرك حواجبه ويطالع لها من المراية الأمامية : عاجنتني بعسل مو .. ضحكت أزهار وقالت : ترا يا شينك يوم تخفف دمك .. ولفت على العنود وكملت : مو عنيدي ؟؟ قالت العنود تأيدها : مومو , مو مو واحد بس .. قال بمرح : اللي يسمكعم يقول بقر يهرجون , اش مو مو !! قالت أزهار : مو يعني إي ولا لا , مو يا عنيدي .. ضحكت العنود وقالت : موين وعشر موات , تصدقين حاولت أشرح لوحده من صحباتي ما عرفت , يبغالي أرسلها لها في رسالة .. قال جاسم : سؤال اليوم , كم مو نطقتها العنود ؟؟ وضحك للحظة وسكت لمن انتبه إن الثنتين يطالعون فيه ببرود والعنود تقول : ويييييييي الله يعينك عليه يا أزهار , يا حبيبتي متزوجه واحد دمه كاتشب .. ضحك وقال : حللللللللللللللوة , حلللللللللللللللللوة كاتشب .. وساب الدركسون ولف على ورى وضربها وهو يقول : تتريقين إنتي ووجهك على أخوك الكبير .. قالت أزهار وهي تمد جسمها وتثبت الدركسون بيدينها : بسم الله , تعااااااااال إمسك الدركسون .. وصرخت العنود : بنمووووووووووووووووووت .. قال : قولي آسف .. قالت بسرعة : آآآآآآآآآآآآآآآآآآسفه بس لف وامسك الطارة بسرعة .. لف جاسم وعدل إحرامه وهو يقول لأزهار : ثبتي يدك زين عشان أعرف أصلح إحرامي .. صرخت أزهار : بسسسسسسسسسسرعة , ظهري يعورني .. مسك الدركسون وقال : شكرا .. ضربته أزهار على كتفه وهي تصرخ : لا عاد تسويها مرة ثانية , خلعت قلبي , ولدي أحسه طار لحلقي من الفجعة ... قال بحزم : طيب انتبهي لا يطلع مع خشمك , بعدين تقعدين تعاطسين , بعدين ما عندنا لبس نلبسه به .. ثانية وقهقهوا الثنتين , ابتسم وقال بفخر : إعترفوا إنه دمي خفيف .. وبعد لحظات طالعت العنود في أزهار وهي تصب كوب شاهي لجاسم وتناوله له مع كروسان وهم يناقشون موعد الدكتورة الجاي , لفت على القزاز وهمست بداخلها ~ بندور ما حسينا برمضان وفرحة دخوله من وجعنا برحيلك , يوم قطع عزاك كان ليلة رمضان اللي طلع ناقص , أول رمضان يمر من دون ما أتحارب أنا واياك من يخبر إنه رمضان كامل ولا ناقص , عارفه أنا رايحة أعتمر عنك ~ مدت يدها ونزعت قفازها وحطت راحة يدها على قزاز السيارة , كان بارد من أثر المكيف ~ الجو بدأ يعتدل , يمكن على شوال يكون بارد زي ما تحبينه دايما , شوال اللي حيكون أول عيد من دونك يا بندري , أول عيد من بعد 21 سنة حاربتيني فيها على التسريحة كل صباح عيد ~ سحبت يدها ورجعتها في القفاز وهي ترص شفايفها عشان ماتصيح , هي عزمت تكون أقوى عشان أمها و أبوها اللي مهم قادرين يتجاوزون محنتهم وعشان الهنوف اللي صارت تنام معاها كل ليلة في نفس السرير وهي تقولها إنها معاها , بلعت ريقها مرة ومرتين وثلاث عشان تضيع الغصة اللي اجتاحتها وهي تصرخ ~ محد بيعوضني فقدها , محد ~ سحبت نفس عميق ودخلت راسها بين المقعدين وقالت : شوف لا رجعنا أبغى أتسحر في البيك .. أشر على عيونه وقال : تامرين أمر .. ورفع نفسه يخرج جواله من حزامه وهو يقول بتريقة : بس استني خليني أستأذن من عدنان .... ضربته على كتفه ورجعت لمقعدها وهي تقول : يا نذل .. قال بعد لحظة : هلااااااااااااا بو رحم , كيف حالك يالدب ؟؟ قالت العنود بتريقة : ماتمشي عليه هالحركات .. أشر لها إنه يكلم وهو يقول : أنا رايح مكة ومعايا المدام ومدامتك .. عقدت يدينها قدام صدرها وقالت : هاهاها إلعب علي غيرها .. مد لها الجوال وقال : خذي بيكلمك .. سحبت الجوال وقالت بدلع : يا هلاااااااااا .. قهقة جاسم العالية ما منعتها من سماع صوته العميق وهو يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. شهقت لمن سمعت صوته و انشرقت من قوة شهقتها , لفت عليها أزهار برعب ولفت تدور على موية الصحة وجاسم يقول : اش فييييييييييييييك ؟؟ هذا كله عشان سمعتي صوته .. سحب الجوال منها وقال لعدنان وهو يطالع في أزهار اللي تمد لها الموية وهي تقولها : تنفسي من خشمك , من خشمك .. : معليش , تحسبني أمزح معاها عشان كذا كانت منطلقه .. من وسط كحاتها مدت يدها وضربته , لف عليها قال : هااااااااا , تبغيني أكذب عليه , أنا مِحرم .. وصله صوت عدنان وهو يقول بتريقة : وإنت ماتكون صادق إلا وإنت محرم سيد جاسم , ياخي كل شي منك يتعكنن لأنك مو سافطه , البنت بغت تموت من مزحتك ... رفع حواجبه وقال : عجييييييييييييييييييييييييب , دحين صار كل شي معكنن , ما أقول غير أ .... اللهم إني صائم , يلا مع السلامة .. وصله عتاب عدنان وهو يقول : ياخي حرام عليك تقول مع السلامة , أتطمن عليها على الأقل , إنت مسمعني صوتها حسرة يعني , ورانا عبادة وصلاة ... قهقه جاسم وقال : الله يـ ..... يا خي لا تخليني أسب وأنا في هالأيام الفضيلة , ما أقول إلا الله يخلف على صاحبي .. ولف على العنود وقال : راحت الشرقه ؟؟ هزت راسها بإيوه وأشرت على حلقها وهي تهمس بصوت مبحوح من قوة الشرقه : ما أقدر اتكلم .. كانت تقدر تحمحم وتجلي صوتها لكنها ما تخيلت إنها تكلمه قدام أخوها و أزهار فحطته عذر وهي تشوف إنها جات من ربها , رجع الجوال لورى وهو يقول : مو لازم تتكلمين هو يبغى يقولك كلام ... مسكت الجوال بيد مرتجفه وحطتها في إذنها وهي تتذكر محادثته السابقة والوحيدة , قالت بصوت مخنوق : نعم .. وصلها صوته الهادئ وهو يقول : كيف حالك دحين ؟؟؟ حست بالمغصة ترجع لها فبلعت ريقها والتزمت الصمت , فكمل بذات الهدوء المريح : حبيت أتطمن عليك وأقولك إني .............. أبغاك قوية , أقوى من أي وقت .. وسكت للحظة قبل ما يكمل : لا تنسينا من دعائك , في آمان الله .. وقبل ما تبعد الجوال سمعته يقول : إي صح .. رجعت الجوال لإذنها فقال بحزم : امسكي جاسم زين , ترى سحر تقول لك سوابق ضياع كثيرة .. ~ سحــــــــــر والله لا أذبحك ضرب على الفضايح ~ كمل : انتبهي لنفسك , في آمان الله .. صكت الجوال ومدته من بين الكنبتين تناوله جاسم بصمت استغربته العنود ~ غرييييييييييييييييبه ما علق , يمكن تأدب وقال أرحم أختي شويه ~ مامرت دقايق إلا وهو يتنهد ويقول : تصدقين يا أزهار , صوت عدنان حلوووووو , ولا اش رايك يا عنود .. ~ وااااااااااااااااا , بدأ , بدأ ~ غاصت العنود في المقعد بصمت وهي تحس بالعرق يتجمع بين أصابيع يدينها رغم القفاز , كانت مقهورة من أزهار اللي بالقوة ماسكه ضحكها وهو يكمل : لااااااااااااااا مو بس الصوت , حتى الشكل ماشاء الله .. وطالع في المراية اللي ورى وقال : انتي شفتيه في النظرة الشرعية مو حلو ؟؟ دقته أزهار وقالت : خلااااااااااص , ذبحت البنت دحين تقول ليتني ما جيت معاهم , بتطلع العمرة من خشمها .. سأل بشكل مباشر كإنه اتهام : تكلمينه يا بنت .. ردت بسرعة : لاءا .. ضحك من قلبه وقال : حلللللللللوة لاءا , أقول تراني أمزح معاك , زوجك بتكلمينه كلميه .. قالت أزهار بتريقه : اللي يسمعك يقول إن عدم موافقتك هي اللي كانت مانعه المكالمات , هي ودددددددددها بس هو ثقيل ما اتصل عليـ .. نطت العنود وضربتها بطرف يدها على كتفها تسكتها , ضحك جاسم من قلبه على أزهار اللي بدأت تشتكي إن النونو تأزم نفسيا و العنود اللي قالت بطفش : تراك ذليتينا بالنونو لاتخليني أبطل وما أدعي له .. قال جاسم : بسك إنتي وإياها , عنود إنوي , لبيك عمرة ... همست العنود بابتسامة : لبيك عمرة عن البندري .. ************************** في الدمام _الشرقية : في شقة العزابية : طالع في جواله بابتسامه وهو مقهور على إيش يبتسم وهو ما أخذ منها حرف , لكن مجرد تذكره لترحيبها و شرقتها يدفعه للابتسام .. : لاااااااااااااا إله إلا الله , عدنان يبتسم للجوال , يا خي لا تكلم البنات على الأقل في رمضان , خله ليلة العيد .. لف عدنان على رفيقينه اللي قعدوا معاه من بعد ماراح جاسم وقال بطفش وضيق من حالهم : أموت وأعرف ماعندكم إلا أنا تراقبوني , قوموا نظفوا غرفكم اللي يرحم الأم المسكينة اللي جابتكم ونظفوا الفوضى اللي سويتوها .. وأشر على الصالة اللي كعادتها تبدو كأن إعصار هادر مر بها , قال هاني بلا اهتمام : لا إحنا بنخليها كمان كم يوم إلين تطفش وتبدأ تنظفها .. رماه بنظرة نارية وقال بصوت قوي : لا تخليني أحطك في راسي , قوم بسرعة ونظف الصالة , غرفتك مالي دخل فيها , ويلا تجهزوا للصلاة .. وتحرك لغرفته عشان يستعد لصلاة العشاء والتراويح .. قال هاني وهو يدقه : قلتلك لا عاد تطري المغازل عنده تراه بيذبحك , إنت تعرف كيف هو شديد في هالموضوع .. ابتسم أيمن وقال : تصدق قابلت بنية حلووووة طلعت أخت ليلى رفيقة جاسم .. الاسم وقع في إذن عدنان وهو رايح لغرفته , التفت لهم وقال بصدمة : ليلـــى .. قال هاني من بين أسنانه : جاك الموت ياتارك الصلاة . رجع عدنان لهم وهو يقول بتساؤل يحمل الغضب بين طياته : ليلى ليلى ما غيرها ؟؟ إنت لساعك تكلمها وترد عليها ؟؟ أنا ما حذرتك منها .. قال أيمن باعتراض : ياخي اش فيك إنت على هالبنية الضعيفة و .. قاطعه عدنان : ياخي ما أواطنها , كيفي , قلت لك مليون مرة إبعد عنها وإني ما أبغى أسمع سيرتها .. زفر وقال يفهمه : ياخي يوم نطري البنات ما تعصب بهالشكل اش معنى ليلى ؟؟.. صرخ بعصبية : ليلى بالذات ما أبغى أسمع سيرتها على لسانك .. ولمن شاف إنهم مهم فاهمين سبب عصبيته سحب نفس عشان يهدي نفسه بعدها قال : ما أبغى أسمع سيرتها لأنك ما تعرف إن البنت الضعيفة اللي تقول عليها متزوجة وعندها ولدين .. انصعقوا من اللي قاله , وقال هاني : مستحيييييييييييييييل , شكلها بنية .. قال عدنان وهو مقهور إنه ما قدر يحافظ على هالسر اللي احتفظ فيه لنفسه من خبرته به أريام : شكلها ولا مو شكلها , إبعدوا عنها وبس , ترانا ماحسبنا نفتك من ملاحقتها .. قال أيمن بهمس : بس أنا لمن قابلت أختها أعطيتها رقم جاسم .. هتف بصدمة هو وهاني : إييييييييييييييييييييش ؟؟ وقبض عدنان يدينه بقوة لمن صرخ هاني بعصبية : ياخي من متى وهي تلاحقنا عشان جوال جاسم وإحنا متفقين ما نعطيها إياه , الرجال تزوج وراح في حال سبيله اش يبغى بها دحين , بعدين هو ناقص , توه اللي فاق من موت أخته ... قال يفهمهم : أختها قالت إن ليلى من حزنها بلعت أدوية منومة وحاولت تنتحر وبالقوة لحقوا عليها وإنها في حالة صعبة وتبغى تكلم جاسم ضروري وكلمة منها وكلمة مني و أعطيتها الرقم .. قال هاني بضيق : ياخي ليه ماشاورتنا , اتصل على واحد فينا واسأل .. زفر عدنان وقال بهدوء : خلاص الشي صار وانتهى , اش بيفيد العتاب .. وفكر يدق على جاسم يخبر لكنه تراجع وهو يقول : إن شاء الله هو بيتصرف .. ولمن حس بعدم راحة اتصل على جاسم , ثواني ورد عليه وهو يقول بمرح بعد السلام : تراك اشغلتنا ... قال بعد مارد السلام : ترى هاني أعطاها رقمك .. وصله صوت جاسم الهادئ وهو يقول : مشكووووووور على الإهتمام , خلاص خلصت هالموضوع .. هتف بفرح : والله .. وصله صوته الواثق وهو يقول : الحمد لله .. قال : الحمد لله , ريحتني , هيا مع السلامة .. ولف على هاني وأيمن وبدأ يلقي محاضرته الدائمة عن الأعراض و اللي متأكد مليون إنهم حفظوها من كثر ما يرددها على مسامعهم .. ************************* جدة بعد التراويح : زفرت حمده وقالت وهي تدفه : وخر عنيييييييييييي , تراك ذبحتني .. مسك حسان المنسدح على سريرها صدره وغمض عيونه وهو يتأوه , شهقت حمده و حطت يدها على جبينه تزحفه عشان تشوف وجهه وهو تقول : ولد , تعورت , صار لك شي .. فتح عيونه وابتسم لها , ضربته على كتفه وهي تقول : قوم , قوم يعللللللللك العافية قوم .. قام عن سريرها اللي يحب ينسدح عليه بعد كل فرض وقال بضحكه : جده هذي عاشر مرة أسويها فيك وكللللل مرة تصدقين .. زفرت وقالت : من خوفي عليك , لكن إن شااااء الله يجي اليوم اللي تتزوج فيه وأفتك منك وتخلي لعبك الزايد لحرمتك .. حط يده موضع قلبه وقال : آآآآآآآمين .. ضحكت نورة اللي توها داخله في اللحظة اللي لف فيها على جدته وهو يسلم على راس جدته اللي تدفه وهي تقول : خلااااااص ياللصقة , خلاااااص , إطلع من غرفتي لا أشوفك , يلا إطلع .. رفع حواجبه وقال : أفاااااااااااااا يا أم عبد الكريم تطردين حبيبك ولد بنتك الغاليه .. قالت بعصبية : وأطرد عشرة زيك , قوم عني حشرتني وجبت لي الصداع .. مثل إنه يبلع حاجة وقال بابتسامة : كل شي حلو منك يا جميل .. قالت نورة : روح صحي أخواتك عشان يصلون العشاء والتراويح وفك جدتك من لصقتك شويه تراك رفعت لها الضغط .. قام وهمس ببراءة وهو يمسك يد جدته : أنا رفعت لك الضغط يا شيخة الحريم .. ضحكت حمده وهشته بيدها عشان يروح عنها , ابتسم وتحرك عشان يصحي أخواته .. ************************ الرياض : فيلا عبد الكريم : زفرت وهي تشوفها متنصبة قدام التفزيون تتابع المسلسل الرمضاني , قالت بغيض : انتي ما تتوبين , من أذن المغرب و انتي طاش ما طاش واللي بعده وتقلبين في القنوات , مسلسل على الإم بي سي و مسابقات في القناة الفلانية , حرام عليك اللي تسوينه ترانا في شهر فضييييييييييييل , الصحابة كانوا يتركون قراءة كتب العلم عشان يتفرغون للقرآن وانتي قاعدة على الخرابيط و .. سدت أذانيها وقالت : كلها موسيقى , رخيييييييييييي الصوت .. زفرت سلافة وصكت التلفزيون وقالت : أتفرج في غرفتي أحسن .. طالعت فيها سحر بصدمة وقالت باستنكار : كلامي ما حرك فيك شعره , أقولك البنت ماتت وهي تتمكيج لفرحها فجأة يعني ممكن يجيك ملك الموت وياخذ روحك وانتي قدام التلفزيون .. ولمن انقفل باب غرفتها نزلت للمطبخ وهي تتمتم بغيض , جاها سامر وقبل ما يفتح فمه قالت بعصبية : عارفه جيعاااااااااااان , حفظنا الموال .. وراحت للمطبخ وخطواتها تضرب الأرض بقوة , هز أكتافه وقال : جيبيه للمجلس أوكييييييييييييييي .. جاوبه الصمت فعرف إنها أكيد مقهورة من شي , راح بسرعة للمجلس وفرك يدينه وهو يطالع في ماهر المبتسم عند الباب قبل ما يأشر له بإبهامينه إنه كل شي تمام , دخل ماهر للمجلس وقال : يا حيا الله صقرنا .. ابتسم صقر وقال : الله يحيك , ترا هاتها من الآخر وقول اش عندك و لك ساعة تهلي فيني , مو من عادتك إنت والـ ... طالع في سامر المبتسم وكمل : تيت اللي واقف .. قال سامر بضحكه : تكفى لا تعلم طلابي هالإختصار الرهيب لكلمة teacher لأني بأروح فيها من كثر تقطيعهم لله هم حشاشاين درجة أولى .. كان صقر يسأله عن المدرسة وهو يجاوب بأجوبه ركيكه من كثر ما عقله مشغول بدخلة سحر , قال صقر : ياخي منت معاي , جسمك هنا وعقلك في مكان ثاني , يعني لو ماهر قلت عند أريج , إنت عقلك عند مين ؟؟ خاف إنها تسمع صوته فتشرد , عشان كذا قال : والعقل ما يروح وينشغل إلا بحرمه , أنا أفكر في المنتدى وفي الحصص وفي حياتي وفي مستقبلي وفي اللي بأسويه بكره واللي بعده .. ضحك ماهر وقال : هي قمت تحشش زي طلابك .. لو كان سمع هالكلمة قبل شهر كان حطمته وجرحت قلبه حتى لو كانت من توأمه لكنه تغير وهو سعيد بهالتغير , لف عليه وقال من بين أسنانه : أخاف تسمع صوته النشاز وتشرد .. أول ما سمع ماهر صوت خطواتها العالية وهي تسحب صندلها قال بسرعة : جات , جات , حط نفسك مشغول .. استغرب صقر من حركته خاصة لمن ناوله سامر الجريدة وهو يقول : إقرأ هالخبر .. مسك الجريده وطالع فيها بحيرة قبل ما يرفعها عنه لحظة دخول سحر وهي تقول بعصبية : تقولون بارد أذبحكم ووالله لو تموتون ما أحميه عشان المرة الجاية تتعلمون تجون في الوقت اللي تحددونه .. وحطت الصينية وسطهم وهي تكمل بتريقة : سحر الساعة 10 والأكل محمى بنمووووووووووووت جوع , طالعوا الساعة كـ.... لمن رفعت راسها وهي تأشر على ساعتها انتبهت إنه أخوانها الإثنين صاروا أكثر , في ثوب ثالث في المكان , لفت بكل قوتها على الثوب الثالث وجات عينها في عينه وهو يطالع فيها بصدمة والجريدة في يده , عرفها من دخلت بسبب طولها ~ الله يخس عدوكم يالشياطين , كان قلتكم على الأقل ~ , ~ يامااااااااااااااااااااااااامااااااااااااااا , رجااااااااااااااااااااال , ياويلي منهم ~ فزت من مكانها وهي مستغربة إنهم ماغطوها ولا وقفوها ولا .... , مسكها ماهر وهو يقول : وين رايحة ؟؟ ماعليك هذا خالك العتيد صقور .. التفتت برعب له وطالعت فيه بعيون متسعة ~ هذا صقــــــــر !!!!!! ~ فتح صقر فمه بالقوة وقال : هلا سحر , اش أخبارك ؟؟ ثواني وماشاف إلا غبارها , فرطوا الإثنين ضحك وقال ماهر : شفت سرعتها .. قال سامر : وقسما بالله غلبت على النعامة اللي مع الذيب .. مسك صقر الجريدة ونط عليهم و ضربهم بها بكل قوته , ضربة لسامر وضربه لماهر وهو يقول : يالمتخلفين , طيب أعطوني خبر , نبهوني , نبهوا الضعيفة , انقطع خلفها من الفجعة .. وصلتهم حمحمه عند الباب التفتوا وانصدموا لمن شافوا سحر واقفه تطالع فيهم ببرود , تقدمت منهم وشالت الصينية وقالت : موتوا جوع عشان تعرفون إنتم تتعاملون مع مين .. وقبل ما تتحرك خارجه قالت : وصح .. رمتهم بنظرات جليدية وهي تقول : بلا بزرنه استحوا على وجيهكم طاقين الـ 27 وهذي تصرفاتكم .. وخرجت , لحظة صمت سادت المكان وصقر ساد ركبته على بطن ماهر وماسك سامر من ياقة ثوبه , طالع فيهم وهمس : يمه تخوف .. انفجروا بالضحك وماهر يقول : لسه ماشفت شي منها , تمشيك على الصراط المستقيم .. قال سامر بحب عميق وهو يطالع للباب اللي خرجت منه وهي رافعة خشمها بكبرياء كإنها تأكد لهم إنه حركتهم ماهزت شي فيها : بس حنونه , عصبية , قيادية , حنونه .. ولمن انتبه للصمت طالع وراه وقال بتساؤل : خير , اش فيكم تطالعون فيني كذا ؟. قال صقر بهدوء : عيدها عيدها , تكفى عيدها .. وقال ماهر بشكل حالم : بس حنونه , عصبية , ... إيش الوصف الثاني .. قال صقر وهو مقطب حواجبه بقوة ويقبض يده : قيادية .. : آآآآآه صح قيادية .. ورجع يقلده وهو يقول : بس حنونه , عصبية قيادية , حنونه .. قال الكلمة الأخيرة بتأكيد وهو يطالع في صقر بشموخ , صفق له صقر بحماس وهو يحني راسه شاكر له قبل ما يرفعه وهو يقول بعصبية وهو يأشر بيده : أموت وأعرف من أي معجم جاب هالمصطلح الغريب أدفع نصصصصصصصصصصص عمري إذا مو كله وأعرف من .. قام سامر وضربه على راسه وهو يقاطعه بعصبية : ما عندكم سالفة , أروح أرتاح شويه وأطقطق في المنتدى وبعدها أحضر دروسي أصرف لي من القعده معاكم .. وخرج وهو يسمع ضحكهم وراه , وتوجه للمطبخ اللي أكيد سحر موجوده فيه .. سحر اللي انصدمت بالموقف وكرهت في لحظة أخوانها اللي سووا فيها هذا المقلب لكنها لمن تمالكت نفسها خارج المجلس وحست بالرهبة اللي كانت تفكر فيها كل ليلة وكيف حيكون شعورها لمن تقابله و خوفها من هاللقاء تزول شكرتهم بداخلها , أخيرا حتنام براحة بعد ليالي طوال من التفكير , سبحان الله , توقعت إنها حتموت خجل ومستحييييييييييل تدخل عليه لو بعد سنين لكن شي دفعها إنها تدخل مرة ثانية لهم , يمكن عشان توريهم قوتها وإنها ماتهزها الريح , ضحكت على نفسها وعلى حركتها خاصة لمن تذكرت عيونهم الستة وهي تراقبها بصدمة وذهول .. ابتسم سامر لمن شافها تضحك وقال : بس خرعتي خالك .. لفت عليه وانفرطت بالضحك وهي تقول : خليه عشان يعرف من بدايتها من هي سحر .. ضحك من ضحكها وقال : يلا واحد واتخلصتي منه بقي البقية .. قالت بحرج : الأربعاء الجاي بأروح أفطر عند عمتي نجلاء وهناك بأقابل ماجد زوج وفاء وعيالها .. ابتسم وقال وهو يضرب كتفها بطريقة خشنة : قدها وقدود .. مسكت كتفها ومالت وهي تقول : عورتنييييييييييييييييييي .. حك شعره وهو يقول : طيب انت أحيانا تحسسيني إنك واحد من الشباب عشان كذا .. فرصعت عيونها وقالت بعصبية : اش قصددددددددددك ؟؟ قال بتوتر : قصدت إنك قوية و ... لمن شافها تشمر عن أكمامها قال بهدوء وهو يأشر لراسه : مع السلامة .. وخرج من المطبخ , كانت عارفه إنه جاي يتطمن عليها , تعرف يشيل همها كثير .. قالت للعنود وهي تفك غطاها وتناوله لها : خذي ما يجوز النقاب أثناء الطواف وقت العمرة .. تناولت منها العنود الغطى وهي تقول : لكن فوقه غطى .. قالت أزهار : حتى ولو , وكمان ما تجوز القفازات .. وسحبتها منها وكملت : حطيها في شنطتك لا خلصتي البسيها .. شكرتها العنود وراحت لجاسم اللي لوح لأزهار مودع وهو قابض على يد العنود , جلست بحسرة , كله من دكتورتها , منعتها من العمرة بسبب حملها , جلست في مكانها وسط قسم النساء وقرأت القرآن عشان تبغى تختمه اليوم كأول ختمة .. زفرت لمن تذكرت ختم القرآن وفتحت شنطتها وخرجت من جيب محفظتها ورقتين مطبقة بعناية .. أول ما شافت خطها دمعت عيونها وهي تترحم عليها , كانت الورقة كلها أسهم وأرقام وحسابات هذا كله لأنها نوت تختم القرآن ثلاث مرات زي أزهار هالسنة , كانت متحمسة جدا وهي تقولها إنها تقدر تختمه ثلاث مرات , لكن أزهار أصرت عليها إنها تختمه مرتين عشان تدبره خاصة وهي بتكون أول مرة تختم فيها القرآن مرتين وهي اللي في حياتها كلها ما ختمته مرة , شافتها كاتبة (( جزئين في اليوم = 40 صفحة قسمة 5 فروض يعنــــــي 8 صفحات بعد كل فرض )) .. ابتسمت لمن تذكرت شهقتها وهي تقول بصدمة : ثمانية صفحاااااااااااااااات مو أربعة بعد كل فرض أحسن عشان أختمه مره .. وتراجعت بسرعة وهي تقول : اش عندي ثمانية يعني ثمانية .. غمضت عيونها ومسحت دموعها وهي تهمس بوجع : ليش أصريتي تاخذيني يا بندري ليه ؟؟ والله كنت حاسه إنه عندك كلام كثير تبغين تقولينه لكن .... الحمد لله , صار اللي صار وما كان في وقت تقولين لي .. شالت ورقة الحسابات المشخمطة والمرسمة عليها رسومات تدل على طفولية صاحبتها وطالعت في الورقة الثانية المعنونة بـالبسملة ولقب (( صغيرتي الحالمه .... بندوري )) استغربت لمن لقيتها في شنطة البندري وهم راجعين من المشغل للمستشفى , هالورقة هي رسالة أزهار للبندري بعد ما استعادت ذاكرتها .. (( بسم الله الرحمن الرحيم صغيرتي الحالمة ............ بندوري
|
|
![]() |
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ اسير الصمت على المشاركة المفيدة: |
![]() |
رقم المشاركة : 3 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
![]() أعلم أني كنت ضيفة ثقيلة عليك .. أعلم أنني احتللت جزءا من حياتك ليس لي الحق فيه .. ولكن هذا قضاء ربنا .. صغيرتي لكم أحبك .. رغم كل ما فيك أحبك .. رغم كلماتك الباردة , نظراتك المستهزئة ورغم صدودك أحبك .. أتعلمين لماذا ؟؟ لأنني رغم قسوتك السابقة معي كنت أرى جانبا خفيا منك .. أراك تقفين بعيدا عنا , ترمقيننا وأنت ترغبين بمشاركتنا ولكنك تتراجعين .. وحقيقة لا أعلم حتى الآن سبب ابتعادك عنا .. سأشتاقك صغيرتي .. سأشتاق الأيام الأخيرة التي بدأت فيها التقرب مني ومحاولة التعرف علي .. سأشتاقك ولكني لن أكون بعيدة .. لاتظني لوهلة أن بعدي عن المنزل الذي أعتبره منزلي حتى الآن يعني ابتعادي عنك أو عن العائلة .. ولا تحاولي التقليل من شأن نفسك لأن أكرمنا عند الله أتقانا يا بندور .. لا تقولي فات الأوان فأبواب التوبة لن تغلق حتى الممات .. لا تدعيني أتألم لأنك عدت لأمور سابقة بعد رحيلي .. لست أنا الرقيب عليك , الله هو الرقيب .. كوني أنقى , كوني أصفى , خالطي أخواتك واشكي لهم بعض همومك .. لا تبتعدي عنهم لتلجئي لغريب لا تهمه مصلحتك .. وحتى ألقاك ......................................... كوني بخير .. أحبـــــــــــــك يا صغيرتي )) قلبت الورقة وشافت الكتابات المسطرة بقلم أزرق وبخط منمق صغير عشان تكفي الورقة .. (( لم أكن أعلم يوما أن غرق سفينة سيخرجني من لجة الظلام التي كنت أتخبط فيها .. كرهتك منذ أول مرة عرفت فيها أنك ستحلين ضيفة ثقيلة علينا وفوق هذا يجيب علينا أن نداريك , نحبك ونعاملك كأخت لنا .. عنود مغامرة لذا عاشت الحدث بسرعة واندمجت فيه .. هنوف مسالمة (( معاكم معاكم )) لذا تقبلت الوضع .. لكن أنا .... المنحطة السافلة الـ ##### على قول عبد الرزاق لم أستطع لأنك كنت تمثلين كل يوم أمامي الجانب المعاكس لي .. كنت أراك مدعية البراءة والصلاح التي حضرت بعينين غريبتين لتسرق بيتي ومكانتي وفوق هذا ........... لتشعرني بحقارتي ... لم أكن أصلي يا أزهار ....... والله منذ بلغت لم أركع ركعة لله , لم أصم , لم أتصدق .. وكنت أراك تصلين قبل فراغ المسجد من الصلاة أو بعده بعدة دقائق .. متلهفة غير متثاقلة .. وكنت حينها أكرهك أكثر فأكثر .. رفضت الخروج من أجل عباءة وصممت على رأيك وخرجت بالعباءة التي تريدين .. كرهتك أكثر ......... أنت نقيضي بلا منازع .. وأصوات أخرى كانت تزيدني كرها لك , شخص ما خبيث مثلي وكره طهرك .. لم أصلي إلا بعد أن وقعت علي وأمسكتني بجرمي .. ياااااااااااه يا أزهاري العطرة لكم أنا شاكرة لك أن أخرجتني من غفلتي .. ولكن عندما بدأت أصلي , تفاجأت بعدها بحملي و بإسلابي .. علمت حينها أن الله يخبرني أني سأعاقب على جرمي وأنه لن يغفر لي .. لاتخافي هذا مارددته حينها قبل أن أراك أمامي كما وعدتني .. قلت أنك ستكونين بجواري وفعلت .. أزهار أنا سعيدة الآن .. البندري التي تلقت رسالتك ليست هي نفسها من تكتب هذه الكلمات .. البندري الآن تصلي وتبكي رجاء الغفران .. البندري الآن تبتسم وتبر والديها لتكسب نفسها بعض الحسنات .. البندري الآن ليست حزينة كئيبة لأنها فوضت أمرها كله لله .. سأتزوج منه رغم كرهي له وسأعيش معه رغما عن أنفي.. سأعيش بوجع ولكن بقلب راض أني لن آخذ من الدنيا إلا ما قسمه الله .. البندري الآن تقول لك شكرا و كتب الله لك أجر ما صنعته معي .. و ................................. أحبك زهرتي , تمنيت قولها كثيرا من قبل .. وأحب لقبي الذي أطلقته علي ...... صغيرتك ......... البندري )) ضمت أزهار الورقة وهي تصيح كإنها تقرؤها لأول مرة وهي قرأتها من قبل مئات المرات وهمست : خلاص يا بندري ارتاحي , ماعشتي معاه , ربي رحمك وأخذك منه , والله رحمك منه ... وتذكرت جاسم وهو يبكي عندها بحرقة بعد ما سافر عبدالرحمن في نفس الليلة لأمريكا بلا أدنى اهتمام بعزا عروسته اللي مافكر حتى يدخل عليها ويشوفها قبل ما تتكفن , كان يبكي بكاء مقهور وهو يدعي عليه من قلبه ,أكثر ماكان قاهره إنه كان مصر إن البندري تاخذه , صاحت وصاحت وصاحت لدرجة جاتها وحده من الحريم تسألها عن الموضوع وتصبرها وهي مهي عارفه شي , تمنت أزهار من أعماق قلبها لو تعرف السبب اللي خلى البندري تصر إنها تروح معاها ومحد يرافقهم ~ في شي , والله في شي كانت بتقوله , شي غريب , بس كيييييييييييف أعرفه ~ ... **************************** في الرياض : في شقة نجلاء : غمضت عيونها ومسحت دموعها الغزيرة و رفعت يدها القابضة على السكين .. : هذا كله من البصل .. فتحت عين وحده وهي تمسح بقفا يدها عينها الثانية وهي تقول : قلتلك يا مجرمة ما أحب تقطيع البصل ما سمعتي , عيوني حساسة و ... طنشتها وسام اللي راحت وفتحت الثلاجة وخرجت منها صحن جلي أحمر , جلست على طرف الطاولة بعد ما سحبت ملعقة من المجلى وبدأت تاكل بتلذذ , قالت هيام وهي تكمل تقطيع البصل : لازم نجيب شغاله و .. قاطعتها وسام بحزم : شغالة لمين , انتي وماما ماعندكم شغل , فاضين طول النهار وكمان كبار يعني ما بتجرون وتخربون المكان وتحوسونه , نجيبها عشان كم لبس وكم صحن , أصلا كل وحده فينا قايمه بشغلها , هو الطبخ بس اللي نتناوب عليه والأهم من هذا كله نجيبها بفلوس مين , عندك 5000 التقديم , يلا هاتيها .. سكتت هيام ولفت بوزها بدلع , قالت وسام بهدوء : كلها كم يوم وتجي الإجازة وأروح معاك السوق عشان نقضي للعيد و أتفضى لدلعك هيومه .. لفت عليها هيام وقالت بفرح : والله , من تأجزين تتفضين لكلللللللللل اللي أبغاه .. هزت راسها بإيوه وهي تقول : قولي إن شاء الله .. رجعت تقطع البصل بحماس , كانت عارفه إنها طفشانه ومحبوسة بين أربع جدارن مالها إلا التلفون , من بعد ما تخرجت من الثانوي جلست في البيت يعني لها فوق الخمس سنين وهي في البيت .. طالعت في الدفتر اللي شايلته معاها , كانت كاتبة معلومات عن طالبة تصرفاتها غريبة مريبة , لازم تناقش معلماتها وتسألهم عنها وبعدين تطلب رأي المديرة , كانت تعععععشق وظيفتها كمشرفة اجتماعية , ولطالما سألها الكثير ليش اختارت هذه الوظيفة بالذات لكنها تلتزم الصمت , صمت مؤلم يذكرها بمشرفتها أيام المتوسط , اليوم اللي استجمعت فيه كل شجاعة طفلة الـ12 عام اللي بداخلها عشان تشكي همها للمشرفة اللي توسمت على وجهها الخير وأملت إنها تلقى صدر حاني يشاركها همها ومصيبتها اللي سكتت عنها في صغرها طويلا تبخر لمن قابلتها المرشدة الطلابية بفتور , ولأنها تلعثمت وقالت عدة كلمات غير مترابطة طردتها وهي تتهمها إنها جات عشان تتهرب من حصصها في ذات اللحظة اللي استقبلت فيها طالبة بارعة الجمال من الصف الثالث بابتسامة ملتوية ودخلتها قبل ما تصك الباب ..... بالمفتاح .. ضحكت على قدرها اللي يسوقها دوما لأكثر الناس انحطاطا لكنها اتخذته معول تشق به طريقها , أقسمت بالله على نفسها إنها تصير مشرفة حقيقة تستمع للأصوات الملجمة بصدر رحب , أقسمت إنها ما تخلي عمها و المشرفة اللي أخرستها بتصرفها إلى أن بلغت الـ 33 من عمرها يقفون في طريقها أو يثنونها عن اللي عزمته , وهاهي الآن بعون الله مشرفة والكل يشهد لها إنها مخلصة حد الجنون في عملها .. شبه لمسة على كتفها خرجتها من ذكرياتها وهي تشهق وتفز من مكانها , لفت على هيام وصرخت بعصبية : قلتلك لا تلمسيني كذا .. قالت هيام باستغراب : حطيت يدي على كتفك , اش صار ؟؟ هو كمان من الممنوعات زي ظهرك .. تمالكت أعصابها ورجعت نبضات قلبها اللي تخافقت بجنون لوضعها الطبيعي وهي تقول بهدوء : تعرفيني ما أحب أحد يلمسني وأنا مسرحة .. ضحكت وقالت ببراءة : لمن أصحيك من النوم تقومين وانتي تشهقين , لمن تخرجين من الحمام وتلقيني قدامك تشهقين , لمن ألمس ظهرك تشهقين , لمن أقرب منك وانتي سرحانه تشهقين , أمووووووووووووت وأعرف متى أقدر أمسكك بدون ماتشهقين .. ضحكت وسام وقالت : لمن تحج البقرة على قرونها .. دخلت نجلاء وحطت يدهاعلى ظهر وسام وهي تقول : صليتوا الـ .. تصلب ظهر وسام اللي بعدت بسرعة وهي تقوسه للأمام وهي تقول بقشعريرة : ياناااااااااااس اش فيكم علي اليوم ؟؟ إنتم مستقصديني ولا إيييييييييييييييييه .... ضحكوا على طباعها اللي يشوفونها غريبة وبادلتهم هي ابتسامة لطيفة ... ****************************** تم بحمد الله الجزء الثالث والأخير من الفصل السابع عشر .. تتابعون في الفصل القادم : وريقات برائحة الـ أ ل م .. ........... قالت بصوت حاد باكي : هاتوا عربيـــــــة , جيبوا لي عربيــــــــــة والله ما أقدر أمشي ......... ............. (( أنا عارف إنه عمك اغتصبك )) طالعت في شاشة الجوال برعب ........ ............. حست بخفقات قلبها تهدر وهي تطالع في الأوراق برعب ....... . . . . . . أتمنى لكم قراءة ممتعة
|
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
![]()
لفصل الثامن عشر : وريقات برائحة الـ أ ل م ....
أمعن يا مجرم في طغيانك أمعن .. وبخطاك المتسارعة للآثام أقبل .. اهتك عرضا .. اسرق أرضا .. املأ قلبك حقدا إملأ .. اصنع سحرا .. عش دنيا فانية أملا .. فهناك رب يــمــهل ولا يـــهـــمل .. واصبر يا مؤمن في دنياك اصبر .. وبكل أمل الدنيا أقبل .. ابك خوفا .. انشر خيرا .. اشكُ لربك ذنبك اشكُ .. ارسم حبا .. عش دنيا فانية أملا .. فهناك رب يــــجــزي و يـــجـــزل .. تعاش أملا كلا الدُنيتين .. ولكن .......... شتان بين أملين .. زائف الأمل وأمل باق .. عش يا إنسان .. أحد الأملين اختار .. أحدهما بالتأكيد للجنان .. وآخر .... بيد رب السماء .. **********************
|
|
![]() |
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ اسير الصمت على المشاركة المفيدة: |
![]() |
رقم المشاركة : 5 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
![]()
في الرياض :
قبل صلاة الفجر بساعة : غطت القدر وطفت النار وراحت للحمام , توضت وخرجت عشان تصلي الركعات الباقية لها والشفع والوتر قبل ما تصحي نجلاء وهيام , طالعت بتوجس في جوالها وهي تربط شرشفها , راحت له وحولته صامت وحطته على الطاولة ورجعت لسجادتها و كبرت ما خلصت ورقتين من القرآن في ركعتها الأولى إلا وتعالى صوت اهتزاز الجوال على الطاولة , علت صوتها بالقرآن شويه عشان تغطي صوت الإهتزاز اللي حسته يرجف قلبها , ولمن هدأ هدأت نفسها , عرفت إنها ترتجف لمن قلبت صفحة المصحف وشافتها تهتز , أغلقته وكبرت وركعت وهي تحطه على الحامل الخشبي اللي جنبها , رجع اهتزاز الجوال ورجع معاه اهتزاز قلبها , كانت تسبح وهي تصرخ بداخلها ~ ركزي في صلاتك , اخشعي , ركزي في صلاتك ~ ولمن رفعت وهي تقول : سمع الله لمن حمده ربـ .. وقفت الحروف فجأة ورجع عقلها يردد سمع الله لمن حمده , سمع الله , تذكرت لحظتها إنها بين يديه تعالى , وفي ليلة فضيلة , أول ليالي المغفرة في رمضان , سجدت وهي تتذكر إنه أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد , سبحت وحمدت الله بما جادت به نفسها وهمست بوجع ودموعها تغرق وجهها : اللهم اكفنيه بما شئت , اللهم اكفنيه بما شئت , اللهم اكفنيه بما شئت ... دعت دعت ورفعت وأتمت صلاتها وسحبت الجوال , لقيت مكالمة ورساله , مسحتها بسرعه بدون ما تفكر تقرأها , و راحت للأوضاع وحولته بدون اهتزاز ورجعته وكملت صلاتها , ومن فرغت منها كانت تحس براحه كبيرة , زفرت وهي تتمنى لو كل أيامها رمضان , روحانية كبيرة في هالشهر , حتى الناس يتغيرون , تساءلت بداخلها ~ ليش الناس ما تخلي حياتها كلها رمضان بينها وبين نفسها , ليش ؟؟ ~ تحركت وغرفت الأكل وراحت لغرفة النوم , ابتسمت لمن شافت هيام نايمه بالعرض وراسها متدلي من السرير , راحت وهزتها تصحيها وهي تقول : هيوم , يا أم كراتيه إنتي , قوميييييييي , هيومه , بنت .. تحركت هيام وهي تقول بتعب : ما أبغى أقووووو .. وقطعت كلامها وهي تمسك رقبتها وهي تتأوه , ضحكت وسام وقالت : أموت وأعرف إنت ليش تحبين تتقلبين زي المصارعين كذا .. ضمت هيام المخده وهي تحط راسها عليه وهي تتوجع من رقبتها وتقول : مالك دخل , موتي وتعرفين , بعدين ما أبغى أتسحر .. قالت وسام وهي تتحرك خارجة : إنت حرة أنا مالي شغل مو تقعدين تصيحين العصر وتقولين إنك عطشانه وجيعانه عشان ما تسحرتي .. قامت لمن تذكرت جوع الأمس وقالت : خلاص قمت .. وقامت بتثاقل وهي تقول بطفش : ليش ما نتسحر اثنين ولا ثلاثة .. وصلها صوت وسام من البعيد يقول : تأخير السحووووور سنـــــة ... ************************** بعد هالوقت بنصف ساعة : في سيارة جاسم : ضحكت أزهار وهي تشوف العنود تشرب في قارورة موية الصحة الثالثة , قال جاسم : تستاهلييييييييين قلت لك البيك يعطش الواحد ما سمعتي .. نزلت موية الصحة وطالعت فيهم بغيض وقالت وهي تأشر على أزهار وجاسم : مابرد لا على ضحكك ولا على شماتتك لأني توني معتمرة ما بأقول غير اللهم إني صااااااااائم .. زاد ضحك أزهار وهي تقول : أنا ما سويت شي , أنا ضحكت بس .. حول على إذاعة القرآن وقال لمن سمع أحاديث قبل الصلاة : يلا أتمي يا بنت .. خلصت القارورة ونطت على أزهار وهي تقول : بقي عندك مويه .. ناولها جاسم قارورته المشروب نصها , طالعت فيها بنص عين بتردد , رحمتها أزهار وناولتها قاروتها المشروب منها وقالت : تفضلي قارورتي .. وأخذت قارورة جاسم وشربتها , قال جاسم : يا سلااااااااااام , تشربين ورى أزهار وما تشربين ورايا ليييييييييييييه ؟؟ خلصت الموية و تحمدت ربها وقالت : نقص علي أشرب بعد رجال يععععععععععع .. قال بغيض : اش معنى أزهار شربت ورايا ؟؟ زفرت العنود وقالت وهي تربع فوق المقعد الخلفي : عاد هذي زهره مو أنا .. رفع حاجبه وقال بتريقه : اش قصدك ؟؟ يعني إنتي بتشربين ورى عدنان عادي بي ورايا لا ... تفرصعت عيونها من الصدمة وانلجم لسانها من شدة الخجل و ضحكت أزهار من قلبها وقالت تفهمه : قصدها إنه أنا عادي ما أتقرف , حتى من ورى أخواني أشرب .. ابتسم وقال بأذيه : لا مو هذا قصدها , ولا إيه عنيد .. جاوبه الصمت , لف عليها لقيها منسدحة ضحك وقال بهمس : خمدتها .. ضربته أزهار بخفة وقالت : ياخي ذبحتها , قطعتها من المطعم وإنت منشب الأكل في حلقها .. قال بصوت عالي : والله اللي يشوف خبالها وتنطيطها زي المجانين وصوتها وضحكها مايقول هذي بيجي يوم وتستحي , سبحااااااااااااان اللي يغير و ما يتغير .. تعبت أزهار من كثر ما تقرصه وتدقه عشان يسكت ويفك العنود اللي ولا تحركت من سدحتها .. ************************ يوم الثلاثاء 11 | 9 | 1427 هـ : في فيلا حمده قبل صلاة الظهر : قال علي وهو يحط يده على صدره : أنا أدفك يا عمه .. هزت حمده راسها وأشرت بيدها وهي تقول : لا يعني لا , أنا لو بأروح كان رحت مع عيالي بس أنا ما أبغى أروح , صعب أعتمر في رمضان .. قال : يا عمه إنت لا تصعبينها وهي تتسهل إن شاء الله .. هزت راسها بلا , ابتسمت نورة وقالت : قلت لك إنها ما راح ترضى , أمي وأعرفها .. قال بهدوء : يعني هي مهي أمي .. كانت نبرة الضيق واضحة في صوته رغم إنه حاول يخفيها قد ما يقدر , قالت حمده بسرعة : إلا والله بحسبة أمك , لكن أنا رجيلاتي ما تشيلني يا ولدي , والله أعرف نفسي , وكل شوي أبغى حمام و شغلات يا كثرها .. ماكانت حمده تبغى تزعله لأسباب كثيرة أولها إنه من خرج من السجن ما رضي يرجع لبيته و ياخذ حرمته وعياله اللي تعودت عليهم و صمم يعيش معاها .. قال : طيب مين بيجي يفطر عندك ما دام نورة والبنات بيمشون .. قالت بابتسامة : ما عليك , عندي طوير الحنا .. : أحد طراني .. التفت لحسان اللي دخل ووراه سفانة وقال بضحكه : إنت طوير الحنا ؟؟ ابتسم حسان وهو يقلد صوت العصفور , الكل ضحك على حركته وقام بعدها علي عشان يتروش ويتجهز للعمرة , قالت نورة : حسان لا أوصيك بجدتك , مو ترفع ضغطها , تراك صاير ... وأشرت بيدها بحركة مبهمة وهي تكمل : هذه الأيام .. قالت سفانة وهي تفرق شعرها بالنص وتظفره : صاير لصقة جنسون مززززعجة .. رماها بنظرة حاده وقال : خلاص السبت إن شاء الله راجع للعمل وأفككم ساعتها من وجهي .. ضحكت وقالت وهي تربط نهاية الظفيرة بمطاط ملون : زين , لأنك صاير حساس وما تتحمل أي كلمة .. ابتسم لمن عرف نغزتها وتذكيرها له بهوشته معاها قبل يومين لمن قالت له بعد ما طفشها في المطبخ إنه يدور له على شغلة يسويها غير تطفيشها , ثار وقتها فيها من غير سبب , قال بصوت ممطوط مدلع : سفسفه إدعيلي .. ضحكت على طريقته وقالت وهي تقوم بعد ما عقدت ظفيرتها الثانية : مي لايقه عليك , لا تكرهني في اسم الدلع اللي اخترعته عنيد رجاء , ومن ناحية الدعاء ... زفرت وقالت : اللـــــــه يعينني محسوب علي أخو يعني لازم أدعيلك .. وشردت لمن شافته متقدم لها بتهديد .. **************************** في بيت صالح : : لااااااااااا حول ولا قوة إلا باللــــــــه ... سدت ريم أذانيها وقالت بهمس : يوووووو بدأناااااااا .. وصلها صوت أبوها الحاد مرة ثانية وهو يقول بحزم : دحين بتمشي معاي ولا لا ؟؟ إحنا ماشين بعد صلاة الظهر مع عمك علي , هي كلمة وحده أبغى أسمعها إيوه و لا لا .. بعدت يدينها وهي تطالع في أمها اللي وقفت جنب أبوها اللي ماسك جواله ووجهه المحمر يدل على عصبيته , قال صالح : أصلا أنا ما عندي عيال , ما عندي عيال , زيك زي أخوك النذل ما باعدته في شي .. كانت أمها تهز يده وتحاول تسحب منه الجوال وهي تقول : قول اللهم إني صائم , صالح اش هالكلام .. صك صالح الجوال وهو يقول بعصبية : تفوووووو , لا بارك الله فيهم من عيال , كللللللللل الرجال عيالهم معاهم إلا أنا ... وضرب صدره بقوة وهو يقول جملته الأخيره , وكمل وهو يأشر على الأرض : واحد حط راسي في الترااااااااااااب وقاعد يـ#### في أمريكا والثاني ما منه رجاء .. قالت أمها باعتراض : عبد الإله ما بيده شي , يقولك المدير ما سمح له يستأذن , يعني اش يسوي يعني ؟؟ يخرج من العمل ويطنش مديره .. قال صالح : يخرج , يقوله أهم شي أبويه ... قالت بهدوء : إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع يا صالح .. دخلت غرفتها و صكت الباب عشان ما تسمع بقية نقاشهم ولفت على عهود الغارقة في النوم , هزتها وهي تقول : عهود , عهود .. فتحت عينها بكسل , سألتها ريم : منتي رايحة معانا للعمرة .. قالت وهي تعدل نومتها : أنا ما أعتمر لو أموت في نهار رمضان , جنان هو .. قالت تحاول تحمسها : بيت خالي علي بيروحون معانا , وأكيد بنفطر في مطعم وإحنا راجعين .. سحبت لحافها وقالت : فكيني من إزعاجك .. زفرت ريم وسألت : وكيف تفطرين لوحدك ؟؟ ترى كلنا ما حنكون موجودين .. سكتت لفترة بعدين قالت : عادي أنادي جي جي تجي تفطر عندي .. قالت ريم بحيرة : وجيهان هذه عادي تجي في أي وقت من دون موعد مسبق يعني .. قامت عهود وقالت بعصبية : اشلك دخل فيها ؟؟ تجي بموعد ولا بدون موعد , يعني حرام تجيني من يوم أطلبها .. استغربت ريم ثورتها فقالت بهدوء : ما قصدت كذا , أنا كنت مستغربة بس و .. قاطعتها : ريم ترا مافيني لك ,طيرتي النوم من عيني .. ورجعت وتلحفت وهي تزفر بضيق .. خرجت ريم من الغرفة وهي تحس بضيق من حال عهود اللي صايرة حادة ومنطوية على نفسها , ابتسمت لمن شافت أبوها يقول بهدوء : خلاص , خلاص , فهمت , انتبه لنفسك , إحنا رايحين بعد شويه .. تقدمت وحطت يدها على ظهر أبوها اللي التفت لها وابتسم بهدوء , كان وجهه يظهر إنه قفز 10 سنوات للأمام , تجاعيده زادت والظلال السوداء لونت ما تحت عينيه , حست بالشفقة عليه , الأيام اللي تلت وفاة البندري كانت بمثابة أيام تعذيب له , خاصة والكل كان يتكلم في عبدالرحمن اللي سافر بدون ما يحترم مشاعر أحد , بعضهم حزنوا عليه وقالوا من صدمته باللي صار , وبعضهم قالوا إنه حقير وما اهتم بغير نفسه وإنه ما فكر يؤخر رحلته وعمله لكم يوم عشان العزا , وبعضهم قال و بعضهم قال , كثير الكلام اللي دار بين الناس واللي زاد عذاب أبوها أكثرواللي احتفظوا به سر إلى الآن هو شنط البندري اللي رجعت بعد أسبوع من وفاتها واللي شحنها عبدالرحمن لهم , أمها أخذت الشنط زي ما هي و ودتها للتبرعات بدون ما تفتح أي شنطة فيها , انقطع حبل أفكارها وذكرياتها لمن رجع أبوها الجوال لجيبه وهو يقول : خلاص قلت له لا يجي , لاحق على العمرة مع الشباب , المهم تراه بيفطر عند أختك , وإنت يلا اجهزي .. قالت وهي تلحقه : أبويه , عهود بتعزم صحبتها .. لف عليها وقال بحده : هذا وقته .. ابتسمت وقالت بلطف : أنا أدري عنها .. قالت أمها وهي خارجة من غرفتها : خلوها براحتها , البنت حابسة نفسها من فترة , إن شاء الله صحبتها تنشطها , وعبدالإله أنا أتصل عليه وأقوله يفطر عند جدته و حسان .. **************************** في فيلا أحمد بعد صلاة الظهر : صحيت من نومها على صوت الهنوف , حاولت تتذكر وضعها و تمغطت بتعب لمن تذكرت إنهم صلوا الفجر في واحد من المساجد اللي عند محطه في أطراف جدة و ووصلوها هنا وراحوا , طالعت في ساعتها بنص عين و لمن سمعت الهنوف تقول بهمس عشان ما تصحيها من نومها : لا , ما قابلتها وصلت بعد ما نمت , إنتم رايحين دحين .. رفعت راسها بسرعة وقالت : هذي مييييييين ؟؟ شهقت الهنوف و قالت وهي تبعد الجوال : بسم الله , اش صحاك ؟؟ قالت وهي تسحب منها الجوال : هذي مين ؟؟ ولمن سمعت صوت سفانة تنادي الهنوف قالت : سفانة فين رايحين ؟؟ وصلها صوت سفانة وهي تقول : بسم الله , توني كنت أكلم هنوف .. : رايحين للعمرة ؟؟ : آآآآهااااااا , بابا قال بيودينا و معانا بيت عمي صالح .. قالت العنود بسرعة وهي تعدل وقفتها : أتروش و أمشي معاكم .. : إييييييييييييش ؟؟ : إيييييييييييش ؟؟ طنشت الثنتين وناولت الجوال للهنوف وراحت للحمام بسرعة , حطت الهنوف جوالها على إذنها وقالت : من جدها هذه .. ضحكت سفانة وقالت : إذا وافق خالي أحمدمحدله دخل , هي حرة لو تعتمر 4 مرات .. توادعوا وراحت الهنوف للحمام ودقت الباب وهي تقول : عنود , من جد بتروحين ؟؟ : إمممممممممممممممم .. ابتسمت ومشيت , أول ما خرجت من غرفتها وشافت باب الغرفة المقابل لها من البعيد حست بألم , أشاحت بوجهها عن الباب وتحركت للصالة , حست بألمها يزيد وهي تشوف أمها جالسة بصمت وعيونها سارحه , جات وجلست جنبها وسلمت على خدها وهي تقول : كيف حالك أمي ؟؟ التفتت عليها هدى وهمست : الحمد لله .. مسدت شعر أمها بحنان وهي تقول : أمي عنود تبغى تروح تعتمر مرة ثانية مع عمي صالح .. هزت راسها بطيب ورجعت تطالع في اللامكان , طالعت فيها الهنوف بحسرة , أسبوعين مرت على وفاة البندري وإلى الآن أمها مهي قادرة تتجاوز الصدمة , أبوها نفس الشي لكنه يقوم ويتحرك ويروح شغله ويرجع , صح ماعاد يبتسم ويضحك معاهم زي أول لكنه على الأقل يبذل جهد عشان ما يستسلم لألم فقده , هي والعنود صاروا يبذلون ضعف طاقاتهم عشان يسيطرون على وضع البيت , خرجت العنود من الغرفة وشعرها الطويل يقطر مويه وقالت وهي تلبس ساعتها الجلد : أم جاااســـم .. رفعت هدى راسها , ابتسمت العنود وقالت : إذا ما عليك أمر يا أحلى أم في الدنيا تراني مشتهية فطاير اللحمة المفرومة اللي تسوينها كل رمضان , يلا عاد أعطيناك إجازة عششششرة أيام , ولا إجازة الملك .. ابتسمت هدى وقالت : إن شاء الله .. قالت وهي تسحب ربطة الشعر من راس الهنوف : وكمان أبغى شوربة عدس , مو تسويها مدينة تراني تضاربت معاها أمس ليش حطت نعناع في سلطة الفتوش .. زادت ابتسامة هدى وهي تقول : سيبي بنت الناس في حالهم تراك شيبتي راسها .. جات لها العنود وسلمت على راسها وهي تقول : الله لا يحرمنا هالإبتسامة الحلوة , والله يا أمي إن البيت مو شي بدون صوتك .. زفرت هدى وقالت بصوت متحشرج : الحمد لله على كل حال .. لفت العنود على الهنوف وقالت وهي تقسم شعرها قسمين : ما تبغين تعتمرين معانا .. هزت راسها بلا قالت : خلاص اعتمرت في بداية رمضان , أخلي غيري يعتمر .. قالت العنود بحزم وهي تتأكد من عقد شعرها : كل شي أؤثري فيه غيرك من المسلمين إلا في العبادات , إحنا في الدنيا في سبااااااااق للجنة , لازم نقدم من الطاعات قد ما نقدر .. طالعوا فيها الثنتين بتعجب وقالت الهنوف : وااااااو ماشاء الله , الله يزيدك يا عنود .. تحول الحزم في وجهها لابتسامة عريضة وهي تقول : هييييييييي لا يغرك , سمعتها من الشيخ في وحده من المحاضرات وحفظتها ... ضحكوا الثنتين عليها خاصة لمن شهقت بقوة وهي تنزل الدرج بسرعة لمن وصلهم صوت بوري السيارة , وصلهم صوتها من تحت تصرخ عشان يسمعونها : مع السلااااامـــــــــه , أدعولييييييييييييييييييييييي ... زفرت هدى وقامت وهي تقول : قومي خلينا نصلي الظهر ونشوف اش ناقص في المطبخ , أبوك طفش من أكل الشغالات .. ابتسمت الهنوف وفزت من مكانها وهي تقول : إن شاء الله .. راقبت أمها إلين دخلت غرفتها ونزلت وهي تحس نشاط عجيب , أخيرا أمها قررت تتحرك من جلستها .. دخلت العنود سيارة صالح وهي تسلم , وبعد ما صافحتهم كلهم لفت على ريم وقالت بضيق : ما صليت الركعتين .. سألت ريم بحيرة : أي ركعتين ؟؟ قالت العنود : اللي بعد ما نتروش ونتجهز للعمرة .. شهقت ريم وقالت : لاااااااازم , ما صليتهاااااا .. ضحكت العنود وقالت : سنة , سنة , مو معناته إنه عمرتك مهي مقبولة لو ما صليتيها .. قالت ريم وهي تضربها : طيب المرة الجاية يوم يكون عندك شي تعرفينه وإحنا ما نعرفه قولي من بدري .. دخلت العنود راسها بين المقعدين وقالت : ماشاء الله سيارة عمي علي زححححححمة , مين معاه غير سفسفه و الخنساء ؟؟ قالت ريم : النشبة أسماء أصرت تمشي معاهم وكمان شغالة جده حمده .. : وجده حمده قعدت لوحدها ؟؟ : لاءا خوله خلت عندها شغالتها .. : أهااااااااااااا .. وسكتت شويه وبعد ما استمعت لعمها وهو يقول دعاء السفر خرجت مصحفها , طالعت ريم فيها وقالت : مااااااااشششششاء الله واصلة الجزء العشرين , كم مرة بتختمينه ؟؟.. قالت العنود : إن شاء الله مرتين .. : مرة عنك ومرة عن البندري ؟ التفتت لريم وضحكت من قلبها وقالت : خبله ولا تتخيبلين , اش أقرأ عنها ؟؟ من وين مطلعه هالكلام ؟؟ قالت ريم : إلا تقرئين وتنوين الأجر لها .. ابتسمت وقالت : ريمان الميت لمن يموت تنطوي صحفته خلاص ما عاد يكتب له فيها شي إلا بعض الأعمال اللي قالها الرسول صلى الله عليه وسلم , زي الصدقة والدعاء والحج والعمرة وإذا في صوم واجب بس نصوم عنها .. حكت ريم راسها وقالت : أول مرة أدري , أفتكر إنه وحده من الأبلات قالت لنا هالكلام .. : لااااا حول ولا قوة إلا بالله , ولا وحده فيكم ناقشتها أو عارضتها ؟؟ : ياحلييييييييييييلك إحنا نبغاها تخلص عشان نخرج من الفصل .. **************************** الساعة 3 الظهر في الرياض : : أفففففففففففففففف , أنا نفسي أعرف ليش ما يخلون رمضان كله إجازة .. ابتسمت وسام وقالت وهي ترتب أوراقها في الملف : يمكن عشان إحنا أكثر ناس في العالم عندهم إجازات من المدارس ولو أخذناه كله نضرب الرقم القياسي بين الشعوب الأكثر كسلا وإهمالا للعلم , ونعطي للعالم رسالة إننا لازم نتقاعص ونجلس في البيوت بلا أعمال عشان العبادة وبكذا بيعتقدون إنه الإسلام يشجعنا على الكسل والخمول , ترى محد ياخذ إجازات زينا , ثاني حاجة عشان ما يخلون الطلبة أربعة وعشرين ساعة نايمين ولا قدام التلفزيون , على الأقل يوم يجون المدرسة يتعبون و يحسون بالجوع والعطش , يستشعرون العبادة صح , والله لو مافي دراسة كانوا نوم إلى المغرب ومن المغرب للفجر سهر على الدش وغيره , الحمد لله اللي في دراسة .. لفت عليها أنغام مدرسة العلوم وقالت : وسام أنا نفسي أعرف انتي تحبين تتفلسفين ولا الفلسفة تجري في دمك .. قالت بنفس الابتسامه وهي تحط الملف في الدرج : كلاهما .. دخلت وحده طويلة شقراء رشيقة للغرفة وقالت : وسومه إنتي ماتردين ليه ؟؟ أول ما انتبهت لوجود أنغام زمت شفايفها وقالت من بين أسنانها : كيف حالك ؟؟ رمتها أنغام بنظرات متعالية وقالت : هلا سامية , شخبارك ؟؟ نقلت وسام نظراتها بينهم وزفرت وهي تقول بداخلها ~ ياربيييييييييييي حتى في رمضان متخاصمات , لاحول ولا قوة إلا بالله ~ قامت وقالت بهدوء : لو بتقعدون تتراشقون بالنظرات اللي لو ربي خلاها تذبح كان دمكم مغرق أرضية مكتبي بأخرج وأخليلكم المكتب , كلوا بعض إلين تشبعون , ولا جاكم عسر هضم تعالوا لي عشان أشوف اش تبغون .. لفت كل وحده وجهها عن الثانية وقالت سامية : المهـــم , لا جيتي خارجة قوليلي عشان أوصلك معايا .. وخرجت بسرعة , قالت أنغام من بين أسنانها : أكرههاااااااااا , شايفة نفسها يا عالم .. استغفرت وسام وقالت : استغفري , اغتبتيها , بعدين لو تبغين الحق إنتي اللي غلطتي عليها أول , يعني هي ما سمعتك وانتي تشتكين من ضرب زوجك , مسكينة كانت فرحانه إنه أخيرا قرر يسافر برا وجاب لها التذاكر مفاجأة , اش دراها إنك كنت زعلانة وقتها , ما أعطيتيها فرصة توها تتكلم هبيتي في وجهها وقعدتي تلومينها .. غرقت عيون أنغام بالدموع وقالت بصوت مخنوق : يعني طلعت أنا الغلط , ألقاها من فين ولا من فين , إنت والزمن علي يا وسام .. زفرت وسام وقالت بهدوء : أنا ما قصدت شي , أنا قلت الحق وكلمة الحق ما تزعل , يعني من صارت المشكلة قبل يومين وأنا ما تكلمت عشان أستناك تهدين , أنا معاك إنك كنت متضايقة وقتها وتحتاجين أحد يطبطب عليك بس سامية ماكانت تدري بشي , بعدين ترى الكلمة الأخيرة ما تجوز , الزمن هو الله و الله مو على أحد , الله مو ظالم .. استغفرت أنغام وخرجت من الغرفة , زفرت وسام وجلست على كرسي مكتبها كانت متألمة من وضع أنغام اللي عمرها تجاوز الأربعين والمتزوجة من خمس سنوات بشاب أصغر منها بعشر سنين واللي بعد ما تنعم بخيرها بدأ يعاملها بوحشية عشان تطلب الخلع وهي ساكته وصابره على أمل يجيها لو ولد واحد يشيلها لا كبرت , متألمة جدا لكنها المرة الأخيرة كانت هي الغلطانه , لمت أشياءها وخرجت من مكتبها بعد ما طفت الأنوار , وهي ماشيه في الممر شافت بنت من الصف الثاني تتلكم مع صحباتها وهي تاكل لبان , ابتسمت لها وقالت بهدوء وهي توقف عندها : ما شاء الله تهاني فاطره اليوم , إجازة ربي .. استحت تهاني ونزلت اللبان من فمها والبنات كاتمين ضحكهم , حطت وسام يدها على راس تهاني ودنقت عليها وهمست في إذنها : لازم ما نجرح صيام صحباتنا طيب .. وتحركت بدون ما تنتظر جواب , وهي ماشية سمعت الوكيله تصرخ بصوت عالي : يا هااااانم وإذا بليتم فاستتروا , قاعدة تطرقعين باللبان يعني شوفونييييييييي أنا فاااااااااطره , اتحركي بسرعة وارمي اللبانه لا أجي أخرجها مع فكك .. غمضت عيونها وهمست : يا أسلوبك العسلللل يا أماني , هذا اللي ينمي العناد في البنات .. وسمعت البنات وراها يتضاحكون و تهاني تهمس : أششششوه اللي ما طحت في لسان الملسونه أمانيو والله كان شرشحتني زي الضعيفة ذيك .. تحركت وسام وهي تقول بضيق : ويعلمهم التطاول على المعلمات .. ~ إحنا قدوة , يعني إذا إنت تعاملت معاهم بهالأسلوب اش تتوقعين بيكونون البنات , الله يهديك ويسامحك , صح هم يرفعون الضغط بس في المواقف اللي ما تحتاج شدة وحزم ماله داعي نشد ~ لمن وصلت عند باب المدرسة ووسط رجة بنات المتوسط تذكرت إنها ما قالت لسامية إنها خرجت , جلست على كرسي المعلمة المناوبة اللي لسه ما جات وفتحت شنطتها عشان تخرج جوالها .. وصلها صوت عابث : أبلـــــــــه .. أول ما مميزت الصوت رفعت راسها لوحده من بنات ثالث متوسط واقفة وسط شلة وهي تقول : ابتسمي عشان الصورة تطلع حلوة .. ابتسمت لها ورجعت راسها لشنطتها وهي تسمعهم يقولون : وااااااااا سوتها .. : يا مجنونه .. : عشان تعرفون إني قد التحدي .. : قلتلكم هذي خبله تسوي أي شي .. هذي البنت بالذات كانت تبغى تكسبها بأي طريقة عشان أمها المطلقة اللي جاتها وبكت عندها في مكتبها هي تترجاها إنها تعقل بنتها اللي بدأت تفلت من بين يدينها و ... , انقطعت أفكارها لمن انتبهت للصاعقة اللي حلت بها .. ************************** في مكة في ساحة السعي : زفرت بتعب وقالت وهي تمسك يد ريم عند الصفا : ما حفظتي الدعاء إلى الآن .. قالت ريم بهمس : إنتي ما قلتي ليه إلا مره وحده من وين أحفظه .. رفعت يدينها وهي متوجهة للقبلة وكبرت ثلاث وقالت وهي تحس جسمها كله ينبض من شدة التعب : لا إله إلا الله وحده لا شريك لهُ ، لهُ الملك ولهُ الحمد وهو على كل شيءٍ قدير ، لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده .. كررتها ثلاث مرات وكانت تدعي بين كل مرة , ولمن بدأت تتحرك وهي تقرأ (( إن الصفا والمروة من شعائر الله )) .. : عنيد .. لفت لسفانة اللي ماشية بقربهم ومعاها الخنساء وسمية .. سألتها بقلق : اش فيك تتمايلين ؟؟ ابتسمت العنود وقالت : ولا شي , إمشي بس ورانا أربع أشواط كمان .. قالت سمية وهي تشوف الرجال يسرعون بين العلمين : يااااااااااي أحب هالمنظر يا ناس .. قالت سفانة : طيب إنتم تعرفون ليش يهرولون ما بين العلمين .. قالت سمية بحماس : يسوون زي هاجر عليها السلام .. قالت الخنساء بتريقة : لا والله , كلنا عارفين إننا نسعى زيها لكن ليش يهرولون ؟؟.. قالت ريم : عشان الصفا والمروة كانت مرتفعة , ولمن تروح هاجر تدور على الموية وتطلع للصفا تنتبه إنه إسماعيل عليه السلام بدأ يختفي عن نظرها فترجع جري له , ونفس الشي يصير لمن تطلع المروة و مسكينة طلعت ونزلت 7 مرات .. ضحكت على تتنيح سمية والخنساء وسميه تقول : هذي أول مرة أدري بهالموضوع , قصدي الهرولة .. قالت سفانة : ومكان العلمين هو المسافة اللي كانت تقطعها هرولة , تخيلوا كلللللللل الرجال يتبعون شي سوته إمرأة , وبعد كذا يقولون العلمانية إن الإسلام مهمش المرأة و ما أدري إيه من كلامهم .. قالت سمية بحماس : من زمان احب منظرهم وهم يجرون دحين صرت أحبه أكثر .. همست الخنساء : رخي صوتك يالـ ... : عنوووووووووووووووووود .. التفتوا على صرخة ريم , وانفجعوا لمن شافوا العنود جالسة على الأرض , رجعوا لها وقالت سفانة بخوف : اش فيه ؟؟ قالت ريم وهي تجلس جنبها : فجأة انزلقت من جنبي , عنود , عنود .. طالعت فيهم العنود بصمت وفجأة وبلا مقدمات قالت بصوت حاد باكي : هاتوا عربيـــــــة , جيبوا لي عربيــــــــــة والله ما أقدر أمشي .. شهقت سفانة وجلست جنبها وهي تقول : عنود الله يقطع إبليسك الناس تطالع , رخي صوتك , قومي تحركي أنا أساعدك .. هزت العنود راسها وقالت بنفس الصوت : مااااااااا أقدر أمشييييييييييي , هاتوا عربيـــــة ... سكتتها ريم لمن شافت الناس موقفين سعيهم وجالسين يطالعون اش فيه , همست سمية برعب : خاله الناس تطالع .. قالت سفانة بهدوء وهي تمسك يد العنود : تعالي طيب , قومي عشان نجيب لك عربية .. كانت العنود تحس بكل جسمها ينتفض لدرجة مهي قادرة تقوم , أصلا عقلها مو متخيل إنها ممكن تقوم وتوقف على أقدامها , سحبت يدها من سفانة وهي تقول : ما أقدر , والله ما أقدر .. سكتتها ريم وهي حاسة بالفشلة من الناس المتجمهرة و أشرت للخنساء وسمية وقالت : روحوا شوفوا عربية .. شهقت الخنساء وقالت : أنااااا , أضيع بعدين , أخااااااااااف .. سحبتها سمية وهي تقول : تعالي أنا عارفه وين ألقى العربيات .. تساعدت ريم وسفانة وقوموا العنود اللي كانوا يحسون برجفتها , جلسوها في طرف المسعى عند وحده من النوافذ الحديد الكبيرة , سألتها ريم : قالت لك الهنوف تعب عليك ما سمعتي .. ضمتها سفانه اللي جابت كاسة مويه وفتحت غطاها ومسحت لها وجهها بالمويه البارده وهي تقول : كيف تحسين دحين ؟؟ بلعت العنود ريقها اللي تحسه جاف وقالت بصوت مخنوق : تعبانه .. قالت ريم بعتاب : كان استنيتي واعتمرتي بعد أسبوع , أمس واليوم .. همست العنود وهي تشهق من المويه البارده : خفت ما أحد بيعتمر بعد كذا , كلكم إعتمرتوا .. بعدت سفانة يدها ونشفت وجه العنود وريم تسألها بهمس : العمرتين لك ؟؟.. قالت سفانة : ريم , خليها براحتها .. قالت العنود بهمس : أمس اعتمرت عنها واليوم عني .. وكملت بوجع وهي تغطي وجهها : مفتقدتها , والله مفتقدتها .. ضمتها سفانة وهي تقول بحنان : نقابلها في الجنة إن شاء الله , نقابلها في الجنة .. تعالى نشيج العنود وهي تقول بصوت باكي : تعبت يا سفانة , تعبت من كثر ما أنا كاتمة قدامهم , أمي وأبويه حالتهم ما تسر العدو , وعبد الرزااااااق آآآآآآآه يا عبد الرزاق , أحاول أخلي نفسي قوية لكني من جوة أنهااااار , كل يوم يزيد فقدها , كل يوم أصحى وأقول الألم بيخف لكنه يزيد ويزييييييييد .. غطت ريم وجهها تصيح وهمست سفانة بصوت مخنوق حاولت تخليه قوي : الحمد لله , هذا اللي كتبه ربي ولازم نصبر , وإنت ماشاء الله عليك محد توقع إنك بتكونين الصابرة بينهم , عارفه يا عنود يقولون إنه ربي يربط على قلب المؤمن وقت المصيبة , و أكثر ناس يحبون الميت ربي يثبتهم ويهون عليهم لأنه ما في أصعب على الله تعالى من نزع روح المؤمن , خليك قويه زي ما كنت دايما .. حست العنود براحة من الدموع اللي سكبتها واللي كانت تقاومها في البيت عشان أهلها وحست براحة أكثر من كلام سفانة , مسحت دموعها وقالت : الحمد لله , الله يرحمها .. قالت سفانة : أبغاك بعد ما ترجعين تفتحين غرفتك وغرفة البندري وتخرجين أشياءها .. توترت العنود لم تذكرت غرفتها اللي قفلتها من يوم رجعت للبيت ثاني يوم العزا عشان تجيب لها ملابس وإلى هاليوم مافتحتها و رفضت تعطي المفتاح لأي أحد , كملت سفانة : صدقيني بترتاحين لمن تفرغين أشياءها , طول مالغرفة مقفلة وإنت بتحسين إنه في شي يطاردك .. طالعت العنود في زحمة الناس اللي تروح وتجي في المسعى , أشكال وألوان وأجناس , كانت عارفه ومتأكدة إنه كلام سفانة صحيح لكنها إلى الآن ما هي لاقيه القدره على فتح الغرفة .. وبعد لحظة صمت قالت ريم وهي تمسح دموعها : ما تلاحظون إنه سمية والخنساء تأخروا .. شهقت سفانة وقالت لمن حست باهتزاز جوالها : يا ويلييييييييي أكيد هذا أبويه .. رفعت الجوال وقالت وهي ترد : أمي , هلا أمي .. واستمعت لأمها وقالت : هاااااااا , لسه ما خلصنا , لا إن شاء الله ما نتأخر .. وقفلت جوالها ورجعته للشنطة وهي تقول بهمس : المخبل جوالاتهم معايا .. شهقت ريم وقالت : نـــعـــــم .. العنود اللي حست رجفتها بدأت تخف قالت وهي تقوم : قوموا خلينا نشوف فينهم .. جلسوها وقالت سفانة : خليك هنا , إحنا ندور عليهم ونجيك .. وقامت هي وريم , طالعت فيهم العنود وهم رايحين واستندت بظهرها على جدر الممر وغمضت عيونها بتعب , ما كانت تبغى أحد يشيل همها , ما تبغى تحسس أحد إنها تعبانة وفاقدة البندري لدرجة لا يمكن لأحد إنه يتصورها , كافيهم همومهم , هذا اللي كانت تفكر فيه طول الوقت ~ لازم أكون أقوى , لازم أكون أصبر ~ .. ***************************** في الرياض : (( أنا عارف إنه عمك اغتصبك )) طالعت في شاشة الجوال رعب ماله حدود , وشهقت بقوة وانفلت الجوال من يدها , التفتت هيام لأمها وقالت : أمي اش فيك ؟؟ التفتت نجلاء لبنتها وقالت : هاااااااا .. وتمالكت نفسها ودنقت أخذت الجوال وقالت وهي تخنق صرخاتها : ولا شي .. قالت هيام وهي ترجع للف السمبوسة : أكيد وسام حايسه بدون جوال .. خرجت نجلاء من المطبخ وراحت لغرفتها وقفلت الباب بالمفتاح وطالعت في الرسالة وهي تصرخ ~ يارب إن شاء الله قريته خيال , كابوس , يارب ~ وأول ما قرأت نفس الكلمات حست بدمها يتجمد في عروقها , الرقم كان بدون اسم , حطت يدها على راسها وهي تجلس على طرف سريرها اللي وراها , تمنت للحظة لو إنها مافتحت الجوال , عمرها ما فتحته لكنها لمن شافت 10 مكالمات وثلاث رسايل خافت إنه وسام تدق على جوالها في المدرسة تدور عليه وهي مهي عارفه إنها ناسيته في البيت , وأول ما شافت الرقم الغريب فتحت الرسايل وانصعقت بأول رسالة , ضغطت بأصابعها بسرعه وبلا تفكير وفتحت باقي الرسايل , لمن قرأتها صرخت وهي تبعد الجوال عن نظرها , رمته على السرير و طالعت فيه بعدم تصديق , ما تبغى تصدق , ما تبغى .. : أمي , ناديتيني .. التفتت للباب اللي يدق وكبتت كل اللي بداخلها وقالت بصوت مخنوق : لا ما ناديتك , أبغى أرتاح شويه .. : طيييييييب .. ************************** في جدة : فيلا أحمد : خرجت الهنوف من غرفتها جري لمن سمعت الأصوات العالية اللي اعتادت عليها مؤخرا , ووقفت مكانها لمن شافت أبوها واقف قدام عبدالرزاق وهو يقول بصوت عالي : بتروح تكمل دراستك .. انصدمت لمن شافت جاسم ببذلته العسكرية واقف بينهم وهو حاط يدينه على صدر أبوه وهو يقول بلطف : أبويه الله يسلمك ماله داعي تعصب نفسك .. صرخ أحمد : عاجبك اللي يسويه , عاجبك آخر ترم له و مو راضي يروح له , الشركة متصلة علي اليوم تقول إنه لو ما رجع هالأسبوع بينفصل من الجامعة نهائيا , عاجبك ثلاث سنين من عمره تروح في غمضة عين .. نزل عبد الرزاق راسه بصمت , قال جاسم يهديه : أبويه اصبر عليه .. قال أحمد بحزم : أصبر إلى متـــــى ؟؟ مو كلنا فقدناها , لكننا نمشي في حياتنا , لو وقفنا عند كل موت نجلس في بيوتنا على طوووووووول , إذا كان هو فاقد أخته أنا فاقد بنتـــــــي , تفهم يعني إيه بنتي .. جلست هدى على أقرب كنبه لها وغطت وجهها تبكي بصمت , قال جاسم وهو حاس بوجع أبوه : أبويه أنا فاهمك , خليه علي أنا أقنــ.... قاطعه صوت عبد الرزاق البارد وهو يقول : لا تحاول تقنع ولا شي , فرنسا أنا ماني راجع لها لو على جثتي .. صرخ أحمد بعصبية وهو يتقدم له : والدرااااااااااااسة ؟؟ مسكه جاسم وهو يقول : أبويه استهدي بالله , استهدي بالله .. لف عبد الرزاق وجهه بصمت , كان الكل ملاحظ النحف المفاجئ اللي صابه وشحوب وجهه اللي نمت لحيته بشكل مهمل , صرخ أحمد : والدراااااااااااااسة ؟؟ ولمن شافه ملتزم الصمت قال : أخرج برااااااااا , ما أبغى أشوفك قدامي إلين تجي وتقول إنك رايح تلحق على مستقبلك اللي بدأ يضيع , إطلع براااااااااااااا .. تحرك عبد الرزاق ونزل الدرج بسرعة , وجاسم يحاول يهدي أبوه اللي قال بحزم لهدى اللي بدأت تدافع عن عبد الرزاق : كللللللللله منك , إنت اللي دلعتيه بكلامك , شوفيه قاعد ومطنش دراسته ولا همه في شي .. قالت الهنوف برجاء : خلااااااااااص .. التفت لها الكل فكملت بصوت باكي : الله يخليكم خلاص , كل يوم مهاوشة , كل يوم مضاربه , من ماتت البندري وإحنا على هالحال , أبويه عبد الرزاق كبير ويعرف مصلحته , خلوه براحته , تراه يتعذب من عدم رغبته في السفر أكثر مننا , مستقبله اللي قاعد يضيع مو مستقبل واحد فينا , وهو عارف هذا الشي لكنه مو قادر يسوي شيييييي .. ومسحت دموعها وهي تقول : خلوه براحته .. تقدم منها جاسم وضمها , كان لأول مرة يسمعها تتكلم بهالصوت العالي الواثق النبرات , بهالحزم الممزوج برجاء وألم , ابتسم بداخله وهو يقول ~ موتك غير ناس كثيييييييييييير يالبندري , كثييير ~ , جلس أحمد جنب هدى الباكيه بصمت وحط يده على كتفها وقال بأسف : أنا خايف على مستقبله بس .. بعد جاسم الهنوف وقال : خلاص لا تصيحين .. ولف على أبوه وقال : ما عليك أبويه أنا أكلمه بهدوء ورويه , أعزمه اليوم عندي على الفطور وأكلمه .. قالت هدى وهي تمسح دموعها : لاتعزمه ولا شي , تعال إنت بعد التراويح تلقاه موجود , ناقصة حرمتك تجيب لها ضيف , هي يادوب تسوي أكل على قدكم , ترا الدكتورة المرة اللي فاتت قالت لي إن الجنين ممكن يتضرر من ضعفها , ما تاكل ولا شي .. ابتسم جاسم وقال يمازحها يبغى يخفف الجو : لا تخافين عليها ماشاء الله تاكل عن قبيلة .. ضحكت الهنوف وقالت هدى : الله أكبر بتحسد حرمتك , قول ماشاء الله .. قال أحمد : جبناك من شغلك و .. قاطعه بهدوء : أصلا يوم كلمتني أنا كنت خارج من العمل .. وتقدم منهم وسلم عليهم وودعهم وهو ماشي ضرب كتف الهنوف وهو يقول مع السلامة يا جامد .. ابتسمت وهي تحك مكان ضربته وكشرت بوجهها له .. **************************
|
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
![]()
في الرياض عند باب العمارة :
: وسام , وصلنا , نايمه .. انتبهت إنها عند باب العمارة لمن سمعت صوت سامية اللي توصلها كل يوم مع زوجها بحكم إنها ساكنة في الفيلا اللي تبعد عنهم بكم عمارة .. همست وهي تفتح الباب : جزاك الله خير .. صكت الباب ودخلت العمارة وهي تحس بأفكارها تعصف بها عصف , طلعت الدرجات بسرعة وهي تقول بداخلها ~ أتوسلك يا رب ما تكون وحده فيهم انتبهت للجوال , يارب ما يكون اتصل , يارب ما يصير شي ~ خرجت مفتاحها وفتحت الباب بسرعة .. أول ما دخلت وصكت الباب وهي ترفع غطاها لقيتها قدامها قالت متفاجئة : أمي .. ولأول مرة تنرفع يدها وتهوي على وجهها بصفعة كان لها صدى في إذنها , رفعت وسام يدها اليسار لخدها ولمسته بذهول وهي تهمس : أمي .. صرخت نجلاء : ليييييييييييييييييييييييه ؟؟ أنا قصرت معاك في شييييييييييييييييييي ؟؟ طالعت بذات الذهول في وجه نجلاء المحمر من شدة العصبية والـ....ـبكاء , صرخت نجلاء ودموعها تزيد وهي تأشر على صدرها : أنا حسستك في يوم إني ماني أمك .. هزت راسها بلا وهي تطالع في هيام اللي واقفة آخر الممر وعيونها متسعة بصدمة , رجعت بصرها لنجلاء وقالت بحنان : لـ ... صرخت تقاطعها : طيب لييييييييييييييه ؟؟ ليييييييييييه ؟؟ بعدت بصرها عنها وقالت لهيام : هيومه ادخلي جوة .. قالت هيام باعتراض : اش فيكم ؟؟ لفت نجلاء على هيام وصرخت بعصبية : ادخلي غرفتك .. تحركت هيام ودخلت غرفتها , التفتت نجلاء لوسام اللي قالت بهدوء وهي تحط شنطتها على طاولة المدخل وباليد الثانية تأشر على جوة : أمي خلينا ند.. ضربت نجلاء يدها وصرخت : لاااا , منتي معتبة قبل ما تقولين اللي .. هذا ... اللي ... وخرجت الجوال و ضغطت أزراره بيد مرتجفه وهي تتلعثم في كلامها الغير مترابط , أشفقت وسام عليها فتحركت بسرعة وضمتها , صرخت نجلاء والجوال يطيح من يدها : لييييييييييييييه ؟؟ لييييييييييييييييييه ؟؟ أنا قصرت في شيييييييييييييييييييييييي ... ضمتها وسام أكثر وهي تهمس : والله لا , والله عمري ما حسيت إني أقل عن بناتك .. تشبثت فيها وهي تصيح من قلبها وهي تقول : طيب ليييييييييييه ؟؟ لييييييه ما قلتيلي ليييييييه ؟؟ .. ضمتها وسام وهي تنزل معاها للأرض وهي تحس قلبها يتمزق عليها ~ أقولك إيه ؟؟ أقولك إني كنت مرتع لزوجك الحقير , أقولك إنه مضى على هالأمر فوق الـ 25 سنة , أقولك إييييييييه ولا إيييييييييه ~ كانت حاسة بدموع نجلاء تطعنها أكثر كإنها هي المجرمة , نجلاء اللي في حياتها ما حسستها إنها مرة عمها , عمرها في حياتها ما قصرت معاها لا في حب ولا في حنان ولا في معاملة حسنة , ماعمرها فرقت بينها وبين بناتها وما عمرها حسستها إنها أقل عنهم أو هم أزود عنها بشي , ضمتها بقوة وهي تهمس : والله مو بسببك , والله مو بسببك .. بعدت نجلاء عن صدرها ورفعت نفسها وحضنتها بقوة وهي تسلم على راسها وهي تقول : سامحينيييييي , سامحيني يا بنتي , سامحيني ... غمضت وسام عيونها بقوة وهي تدفن وجهها في حضن نجلاء اللي ما عمرها بخلت عليها به لمن تكون مريضة أو محتاجة للمحة حنان , كانت صوت بكاء نجلاء يزيد وجعها , كانت تصرخ بداخلها ~ يمه لا تصيحيييييين , تكفين لا تصيحين , ما أبغى أكون سبب وجعك دحين . إحنا ما حسبنا نتخلص منه قبل 5 سنين , تكفين لا تخليني سبب دموعك , يمه لا تصيحييييييييييين , أنا خلاص راضية بكل اللي صار , راضية والله ~ قطع أفكارها صوت نجلاء المقطع من كثر الصياح وهي تقول : أنا كنت وين عنك ؟؟ أنا كنت ويييين ؟؟ ابتسمت ورفعت راسها وقالت بهدوء وهي تمسح دموعها : يمه لا تلومين نفسك .. شهقت نجلاء وقالت : لا ألوم نفسي ؟؟ حراااااااام عليك هالكلمة .. زادت ابتسامتها وهي تقول : لا تحرمين شي حلال .. لكن مداعبتها ما هدأت نجلاء اللي غطت وجهها وهي تقول : لا تضحكين عشان ماتزيدين وجعي , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا حرقة قلبي آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ... انتبهت للجوال اللي على الأرض فرفعته وأول ما شافت رسائله (( أقول لا تتغلين , إنت في عز شبابك و أنا عارف إنك مشتاقه لـ ##### متى ما احتجتي لأحد ####### أنا جاهز )) , (( وسام , أعرف إنك تكونين لوحدك يوم الأربعاء إذا تبغيني ###### أنا موجود , رنة وأنا عند بابك , و إنت ###### يعني محد بيدري )) قالت وهي تضرب صدرها : يارب رمضان , شهرك الفضيل ولا هو متعض يا رب ما يمر هالشهر إلا وهو ..... ومسكت لسانها في آخر لحظة وقالت بغيض : حسبي الله ونعم الوكيل , اللهم اكفنيه بما شئت .. ولفت على نجلاء وضمتها وهي تقول : أمي الله يخليك لا تزعلين نفسك .. بعدت يدينها وأشرت على الجوال وهي تسأل : هذا ميييييييين ؟؟ هذا الحقير اللي راسل هالكلام الوقح ميييييييين ؟؟ خفضت وسام بصرها بسرعة وهي تزم شفايفها بمعنى إنها ما حتقول , قالت نجلاء وهي تمد يدها تاخذ الجوال : ما تعرفين , هاتي أنا أطلع مين صاحبه .. بعدت وسام الجوال عن نجلاء وهمست بوجع ورجاء : سامحيني ما أقدر أعطيك الرقم .. طالعت فيها نجلاء بصدمة ومسحت دموعها وجسمها يهتز من أثر شهقاتها وهمست : انتي تعرفين صاحب الرقم ؟؟ أول ما رفت عيون وسام بسرعة عرفت إنها تعرف صاحب الرقم , قامت نجلاء ومدت يدها وهي تقول بحزم : هاتي الجوال .. رصت وسام على الجوال وقالت برجاء وهي تحاول تقوم وعبايتها تعيقها : أمي ما يحتاج , أنا أطنشه و ... قاطعتها بحزم وهي تهز يدها : هاتي الجواااااااااااال ... ~ لااااااااااااااااااا , لو عرفت صاحب الرقم بتنقلب الدنيا , لاااااااااااا يارب أتوسلك ينتهي الموضوع , أتوسلك يارب ~ رصت الجوال بقوة أكبر وهي تطالع في أمها بنظرات معبرة , نزلت نجلاء يدها وهي تطالع بذهول في وسام اللي نزلت راسها وطالعت في الأرض بصمت , تحركت نجلاء بسرعة لغرفتها , لحقتها وسام وهي تقول : أمي , أمييي .. صكت نجلاء باب غرفتها بكل قوتها وقفلته بالمفتاح , سندت وسام جبينها على الباب وهي ترص الجوال أكثر , ولمن انفتح الباب اللي وراها التفتت بسرعة , شافت هيام تطالع فيها بخوف وتساؤل , ابتسمت بتردد وقالت : أغير ملابسي وأجي أساعدك في المطبخ .. سألت هيام : اش فيه ؟؟ هزت وسام راسها وقالت بهدوء : ما بأكذب عليك وأقولك ولا شي بس بأقولك إنه موضوع ما أقدر أتكلم فيه نهائيا .. وتحركت للمدخل وعلقت عبايتها على الشماعة وشالت شنطتها وهي تصرخ بداخلها ~ طول عمرك وانتي تقولين عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم يا وسام , نفس الشيء الآن , عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , يمكن معرفتها بالحقيقة بتنهي عذاب الربع القرن اللي عشته و أنا كاتمه هالسر بداخلي ~ .. *************************** في المسعى : صوت لهاثها العالي اخترقه صوتها وهي تقول : ما .. لقيـ .. ـتهم .. طالعت ريم في سفانة وقالت وهي تطالع في ساعتها : لنا ساااااااعة ندور عليهم , ساااااااااااااعة , وين بيكونون .. بلعت سفانة ريقها وهي تقول : عطشانه , بموووووووت من العطش وحلقي نشف من كثر ما أنادي عليهم , والله لو دري أبويه وعمي صالح بيذبحونا .. رفعت ريم جوالها اللي يدق وقالت : إيوه عنيد , إحنا جهة اليمين عند رابع طاقة .. شويه وجاتهم العنود ووقفت عندهم وقالت وهي تلهث : ياربيييييي كيف طار التعب عني من الخلعه , هذولي وين ذلفوا ؟؟ لمن اهتز جوال سفانة انتفضت وقالت : ياربي ما يكون أبويه ولا أمي , ياااااااارب .. رفعت الجوال لقيته رقم غريب , قالت ريم بحماس : يمكن افتهموا أخيرا ودقوا من أي جوال .. ردت سفانة بسرعة وصلها صوت سمية تقول : خاله دقي على هالرقم .. صكت الجوال وقالت براحة : أخيرا فكروا , أخيرا .. ولمن دقت ردت عليها سميه , قالت سفانة بعصبية : لنا سااااااااااااااعة ندور عليكم , وينكم ؟؟ قالت : يوم شفنا نفسنا ضيعناكم سبنا راعي العربية وكملنا السعي .. حست سفانة بضغطها يرتفع , قالت من بين أسنانها : ووينكم دحين ؟؟ سمعتها تسأل شخص مجاور لها وهي تقول : هي لو سمحت , يا عسكري إحنا فين ؟؟ سمعته يقولها عند المروة عند السلالم المتحركه , قالت بسرعة : خلاص عرفت إنتم فين مع السلامة .. وصكت الجوال وقالت بقهر : خلصوا سعييييييييييييي , ما فكروا فينا وإحنا حايسييييييييييييين هنا ندور عليهم .. جلست ريم وقالت بتعب : رجوليييييييييييييييي , والله لا أذبحهم , والله لا أوريهم .. كبست العنود فخوذها وهي تقول : أجل أنا اش أقول .. وضحكوا من صوت القهر اللي طلعته سفانه من قلبها , ولمن وصلوا المروة شافوهم جالسات عند البوابة براحة , قالت سفانة : والله ودي أرفسهم , لو ماني صايمة كان عرفت شغلي معاهم .. ضحكت ريم وقالت : الحمد لله اللي صايمة ... أول ما شافوهم قاموا والخنساء تسأل : خلصتوا ؟؟ قالت العنود بضحكه : لو سمحتم لا تسمع سفانة حسكم عشان ما تطير أسنانكم .. طالعوا فيهم باستغراب , قالت سفانة من بين أسنانها : انرزعوا هنا إلين نجيكم .. وناولتهم جوالاتهم وتحركت بسرعة , قالت سميه بهمس : طيب إحنا نبغى نقص .. خرجت ريم المقص من شنطتها وقالت : تعالوا أنا أقص لكم .. قصت لها مقدار أنملة من أطراف جديلتها وتعبت في قص شعر الخنساء القصير المدرج حاولت إنها تاخذ من كل طبقة , وبعد ما خلصت تحركت هي والعنود عشان يلحقون بسفانة .. ************************* ............................... يتبع على أذان المغرب في الرياض : في شقة نجلاء : دقت وسام الباب وقالت : أمي ما بتفطرين ؟؟ ترى ما يجوز تأخير الإفطار , السنة التعجيل .. فتحت نجلاء اللي حبست نفسها في الغرفة طوال العصر وتناولت التمرة من يد وسام وصكت الباب , زفرت وسام وراحت لهيام الجالسة قدام سفرة الإفطار , سألت هيام بحيرة : أمي اش فيها ؟؟ ابتسمت وسام وقالت : إن شاء الله خير .. أكلت شويه وحست بنفسها مسدوده فقامت تصلي , لمن سلمت تسليمتها الثانية انتبهت لنجلاء الواقفه عندها , رفعت راسها فقالت نجلاء بحزم : نروح دحين للمستشفى .. حست وسام بكل رعب الطفولة يرجع لها , هزت راسها بعنف وقالت : لااااا , ما أبغى أروح .. مسكتها نجلاء وقالت برجاء : حبيبتي ترى كثير يحسبون إنه شي صار لكنه يطلع إنه ماصار شي .. هزت وسام راسها وهي تقول بتأكيد : أمي صدقيني .. قالت نجلاء بحزم : كنت صغيرة , والبنات الصغار يكون صعب .. قاطعتها وسام : أمي أنا متأكده إنه .. قاطعتها نجلاء برجاء : روحي معايا و تتأكدين بنفسك إنه .. قامت وسام وقاطعتها للمرة الثانية بوجع : هي ما كانت مرة وحده .. ومسكت يدينها وقبضت عليها بقوة وهي تهمس : ما كانت مرة وحده .. غمضت نجلاء عيونها اللي نزلت منها دمعتين محروقة , ابتسمت وسام ومسحت دموعها وكملت بهمس : تكفين لا توجعيني أكثر وتحسسيني إني سبب هالدموع اللي حاربت عشان أكفكفها , يمه تكفين لا تبكيني أنا .. همست نجلاء وهي تطالع فيها بألم : عشان كذا رفضتي اللي تقدموا لك .. التزمت وسام الصمت وأشاحت بوجهها , هزتها نجلاء وقالت بعتاب : 33 سنة , استنيتي إلين صرتي 33 سنة عشان أعرف بالغلط , يعني لو ما قريت الرسالة ماكان خبرتيني , صح ولا لا ؟؟ قالت : اش أقولك ؟؟ اش أقولك ؟؟ كنت وقتها صغيرة وكان يهددني , ولمن صرت في المتوسط وفهمت فداحة الشي اللي صار كان من المستحييييييييييل إني أقولها , ومع كل سنة تصعب أكثر وأكثر وأشوف إنه إستحااااااااالة أحد يصدقني بعد هالعمر , الكل بيقول تبغى تغطي فضيحتها , أمي افهمي شعوري .. وحطت يدها على صدرها وهي تقول بصوت مرتجف : أنا غير عن كل البنات يوم تقدم لي أول عريس بكيت الليل بطوله , بكيت لأني عارفه إني ما أقدر أوافق وكنت أدعي إن المتقدم يكون فيه لو عيييييييييب واحد لأني خايفه إنكم تسألوني ليش ما وافقت .. وتسللت الدموع لعيونها لكنها كبحتها بقوة وهي تكمل : ما تدرين قد إيش كانت فرحتي إنه طلع مدخن , واللي بعده ماعنده وظيفة .. همست نجلاء : و سطام .. غمضت عيونها وأشاحت بوجهها , كملت نجلاء : هل السبب في رفضه لأنه أبكم زي ما قلتي ؟؟ سحبت نفس عميق وقالت بثبات مصطنع : إيوه .. ولمن شافت نظرات نجلاء كملت بهمس : لا .. ضمتها نجلاء وهي تصيح , زفرت وسام وضمتها وهي تهمس : ما طفشتي من كثر الصياح , ترا أنا أكره الدموع , خاصة دموعك .. وضمتها أكثر , كانت عارفه تضحية نجلاء اللي أجبرها أبوها تاخذ ولد عمها فهد اللي ما عنده وظيفة ثابته , تحملته بحكم إنه ولد عمها , تحملت صرفه لراتبها وشراؤه لأشياؤه اللي ما تخلص حشمت عمها المقعد و مرته الكبيرة السن , ولمن فاض بها الكيل منه بعد إمعانه في تعذيبها بعد وفاة أبوه كانت أم لثلاثة بنات , وفاء و ميعاد وميران , ولمن قررت تخبر أبوها بكل الحقيقة المرة عن زوجها السكير العربيد استشهد خالد , وترملت زوجته الشابه اللي سافرت لأهلها بعد ما قضت عدتها وتركت وراها ابنته الرضيعة الوحيدة عند الأم المريضة , هنا قررت إنها تستحمل فهد وسُكره عشان الأم و ابنة الشهيد اللي ما تكحلت عينه بشوفتها , ما مرت سنتين إلا وماتت الأم من كثر الحزن على ولدها البكر وحال ولدها فهد و بدأت بعدها معاناة وسام اللي انتقلت للعيش معاهم , ضمتها بكل حب حسته بداخلها لهالمرأة اللي ضحت وصبرت عشانها وعشان بناتها , ضمتها بكل امتنان حسته لها طول هالسنين لأنها شالتها وحضنتها في الوقت اللي تخلت فيه أمها عنها , ضمتها وهمست : خلاص يا أمي اللي فات مات , الموضوع هذا اندفن من زمان .. وصرخت بداخلها ~ صح هو واقع أعيشه كل يوم لكني أحاول قد ما أقدر أدفنه ~ , شافت هيام تمسح دموعها وتطالع فيهم بعدم فهم لكنها كانت تصيح من صياح أمها .. ولمن هدأت أمها مسكتها وجلستها في الصالة وفرشت لها سفرة جديدة وهي تترجاها تاكل عشانها , كانت نجلاء تاكل حشمتها وهي تتوجع من داخلها , ماعرفت اش تسوي , اش الحل , الأم لمن تدري بعفاف بنتها اللي ضاع على يد الشخص اللي مفروض يكون حاميها اش تسوي ؟؟ حست نفسها تايهة , طالعت في وسام اللي تضحك وهي تنغز هيام وهي تتريق على صياحها اللي ماله داعي و حست أنفاسها تضيق , ~ لازم أتصرف , لازم أسوي شي ~ .. ****************************** جدة في مسجد الحي : مسح عمر عرقه وهو يشد ظهره , وصله صوته وهو يقول : أنا أطلع بدالك .. طالع في عبد الرزاق اللي طلع لصندوق السيارة وبدأ ينزل كراتين إفطار الصائم ويناولها للشباب المتطوعين لتوزيع الوجبات على المحتاجين , ابتسم عمر ونزل من السيارة وراح يتوضأ في الحمام استعداد للصلاة , لوح لعبدالرزاق ودخل المسجد وهو يلبس بشته اللي ناوله له واحد من الشباب , أذن المغرب وحلوا الرجال إفطارهم وبعدها أقام عمر الصلاة وبدأها , كان كل مرة يؤم فيها الناس في المسجد تخنقه العبرة لأنه معتاد على الوقوف خلف عمار , إمام هالمسجد لسنين , وبعد ما سلم التفت يسبح وابتسم لمن شاف عبدالرزاق جالس قدامه , قام وصلى السنة وفرغ من الأذكار وقام , مشي لشقته ومعاه عبدالرزاق بصمت , ابتسم عمر وقال : اش عندك ؟؟ أنا من يوم شفتك بعد العصر وأنا حاس إنه عندك شي .. سأل عبد الرزاق يغير الموضوع : ماشاء الله , كل عصر توزعون إفطار صائم ؟؟ قال عمر لمن فهم إنه ما يبغى يناقش الموضوع : إيوه , عجبتك الشغله .. زفر عبد الرزاق والتزم الصمت , قال عمر وهو يطلع الدرج : ترى ما عندي أكل وبيتي مفررررررررقع , الأثاث لسه ما ترتب ولا سويت فيه شي .. ابتسم عبد الرزاق وقال : عادي الجود من الموجود , أنا ماجيت آكل .. ولمن دخلوا الشقة , ابتسم عبدالرزاق لمن شاف الكنب المغلف المراكم في جهة وحده وحمل له الهواء ريحة الجديد , قال : العنود كانت دايم تقول إن الأشياء الجديده لها ريحة وما صدقتها , دحين صدقتها .. دخل عمر وراه وهو شايل صينية وقال بابتسامة : الله يوفقهم كل يوم معنين نفسهم .. طالع عبد الرزاق في الصينية اللي فيها حافظة مغطاة وصحن سمبوسه ومقلية وصحن مهلبية , قال بإحراج : لا تقول بأحاشرك اليوم في أكلك .. ضحك عمر وقال وهو يبعد كرتون الطاولة اللي لسه ما ركبها : لا عادي , بحسب ابن آدم لقيمات تقمن صلبه , الموضوع مو شبعة , تفضل تفضل .. وحط الصينية على الأرض وراح يجيب زبديتين وملاعق , وبعد ما أكلوا وغسلوا , خرج عبد الرزاق دفتره من جيبه وناوله له وهو يقول : تفضل .. طالع عمر في دفتره اللي افتقده لفتره وابتسم وهو يتناوله منه وهو يسأل : اللي جابك اليوم هو الدفتر , ليه ناوي تسافر ؟؟ لف عبد الرزاق وجهه وقال : أبغاك تقرأ اللي كتبته .. طالع فيه عمر بحيره , وتحرك للمطبخ وقال : طيب اش رايك تريح في الصاله على بال ما أسوي شاهي من اللي يعدل المزاج .. ولمن دخل المطبخ رد الباب وفتح الدفتر على الصفحات اللي تركها فارغة فيما مضى .. طالع عبد الرزاق في أنحاء الصالة وشمر أكمام ثوبه ورفعه وربطه على وسطه بعد ما نزل غترته .. (( عبد الرزاق , الله يخليك رد علي , تعبت من كثر ما أتصل عليك وما ترد , أنا مقدرة زعلك لكني أبغى أقولك كم كلمة بس , الله يخليك اتصل علي ولا أعطيني رنة وأتصل عليك )) (( السلام عليكم , رزوق قلبي أنا بأتحنى بعد شوي , عارفه إنك ما تبغى تعرف عني أي شي , بس أنا أبغى أحس إنك معايا , عبد الرزاق والله أنا آآآآآآآآآسفة , آآآآآآآآآسفة على اللي صار , تراني ندمت وتبت , حرام عليك اللي تسويه فيني إذا رب العباد يغفر إنت ما تغفر , الله يخليك رد علي )) (( عبد الرزاق اليوم بعد ما وقعت حسيت بوجع في قلبي , جاسم سلم على راسي , حسيت إني ما أستحق هالبوسه منه , زي ما أنا مقدرة إنك ماتبغى تكلمني , بس أنا محتاجة لك , والله محتاجه لصوتك يا أخوي , لا تحرمني منك , تراني أموت وأحيا في اليوم مليون مرة , تكفى رد علي )) (( عبد الرزاق أنا فقدت الأمل في إنك تتصل علي , باقي كم ساعة وأنزف له وأروح لعالم ثاني بعيد عن العالم اللي عشته , خايفة منه ومن أمريكا ومن كل شي , بس إن شاء الله أرجع بعد فترة وأكون الأخت اللي كنت دايم تفتخر فيها , الإنسان يغلط لكن الغلط لو استمر عليه وأنا الحمد لله مااستمريت وجالسه أصلح غلطتي دحين , محتاجة أسمع صوتك , محتااااااااااجة أسمعه لدرجة إنه صار هاجس بالنسبة لي , أحبك يا عبد الرزاق , ما عرفت قد ايش أحبك إلا بعد ما فقدتك , فقدتك حييييييييل , سامحني على أي شي بدر مني ............ أختك وبأظل أختك حتى لو تبريت مني )) .. شاف سهم يأشر على هالكتابات وتحتها مكتوب بخط كبير .. (( هذه كانت آخر رسائل أرسلتها لي ............. قبل أن تموت )) .. صك الدفتر وركب الكافتيرا وجهز البرادي كله عشان يتهرب من اللي بقرأه بعد , ولمن انتهى من هذا كله طالع في الدفتر بتردد ورجع فتحه ليوقع بصره على اسمه ... عمر .. هل شعرت يوما أنك تتمنى لو أن الموت كائن أمامك لتقف أمامه وتمنعه عما سيفعل ؟؟.. هل تمنيت لو أنه إنسان لترجوه أن ينتظر لحظات فقط قبل أن يقتلع روح من تحب ؟؟.. لو أنه ريح وأمطار عاتيه تقف أمامها كدرع أو مظلة لتحمي بها من تعرفه .. لو أنه نار هشيم تطفئها بشلالات دموعك قبل أن تحرق وتأكل من لم تكن تعرف أنك ستبكيه .. نعم يا عمر .. لم أعلم أني سأبكيها لذا رحلت بدون أن أهمس لها بحرف .. هل تمنيت يوما أن ترجع عقارب الساعة للوراء لتفعل شيئا أو تدارك نفسك قبل فعله .. تمنيته و بشده , أردت أن أرى وجهها لأول مرة بعد صدود و لآخر مرة بعد ندم .. لماذا الموت بشع بهذه الطريقة ؟؟ قالت أنها راحلة إلى عالم آخر و لم أكن أعلم حينها أنه عالم لا تعود بعده لعالمنا هذا .. الآن فهمت لماذا يسمى هادم اللذات ومفرق الجماعات .. الآن فهمت أنه لا يفرق بين أحد.. خطفها عروس , لم يبالي بأمها ومن يحبها .. لم يبالي بأحد .. متى سيأتي ويخطفني أنا الآخر يا عمر .. في الحانة التي أشرب فيها .. أم وأنا أرقص في ساحتها .. ألثم الشقراوات عند بابها .. كنت ألثمهن وأقوم بأشياء أخرى لا أريد لعينيك الطاهرتين أن تتلوث بقراءتها .. متى سيأتي ؟؟ متى ؟؟ . . غمض عمر عيونه اللي دمعت وحس بوجع عبد الرزاق , ما كان فاهم نص اللي كتبه لكنه فهم إنه البندري ماتت وهو متخاصم معاها عشان شي , أخص شي الندم اللي ماله حل , بيكون طووووول عمره ندمان وما في شي بيغير هالأمر .. خرجه من عمق أفكاره صوت صافرة الكافتيرا اللي بدأت المويه تغلي بداخلها , صبها داخل البرادي وراح غسل وجهه بقوة بالموية البارده ونشفه بأكمامه وشال الصينية وهو يحط إنه ما صار شي , أول ما خرج انتبه للصالة اللي ترتب الكنب فيها بطريقة حلوه وشافه جالس على الأرض وهو فاك الطاولة ويطالع في كتالوج التركيب , ابتسم وقال : ماشاء الله , ما سمعتك وإنت ترتب .. قال بهدوء وعيونه على دفتر التعليمات : أكيد من هول اللي كنت تقرأه .. تمالك نفسه وقال بثبات : التوبة تمحو الذنوب .. نزل عبد الرزاق الدفتر وطالع فيه بصمت قبل ما يهمس : ما أبغى أرجع فرنسا ... حط عمر الصينية والتزم الصمت , جاسم اتصل عليه قبل العصر وطلب منه إنه يحاول يقنع عبد الرزاق بالسفر لفرنسا عشان مستقبله , كمل عبدالرزاق بصوت غريب : تراني أحس بخنقه كل ما أفكر إني بأرجع لفرنسا , أحس إني شويه وأموت من الضيق , ما أبغى أرجع , ماهمني لا في شهادة ولا في غيره , أكمل دراستي هنا , يعادلون المواد يسووووون أي شي .. واحتد صوته وهو يكمل : أهم شي ما أرجع هناااااااك .. ولمن شاف عمر ملتزم الصمت سأله : اش فيك ساكت ؟؟ قول شي .. زفر عمر وقال وهو يطالع في الطاولة المفككه : ما أدري اش أقول لك , إنت ما تبغى تسمع لأحد .. طالع فيه عبد الرزاق بصدمة وقال باستنكار : دحين أنا جاي لك وتقول إني ما أبغى أسمع لأحد .. طالع فيه عمر وقال بحزم : ولو قلت لك روح كمل الثلاثة أشهر اللي بقيت لك تروح .. سكت عبد الرزاق للحظة وقال بعدها : لا .. هز عمر اكتافه وقال : شفت , إنت ما تبغى تسمع لأحد عشان كذا سوي اللي يريحك , عبدالرزاق هذا مستقبل , لا تستنى من أحد يوافقك على اللي تسويه , بعدين بعد ما تفوق من صدمتك ووجعك بتقول ياليت وياليت وبتحط اللوم على كل واحد ما وقف في وجهك وقالك إرجع لمستقبلك , إنت تستنى أحد يقولك أقعد عشان لمن تندم ما تحس باللوم الكامل يقع عليك , في أحد تشاركه هاللوم .. وسكت وقال بعدها بحزم : إنت إتخذ الموقف بنفسك و تحمل تبعياته .. طالع فيه عبد الرزاق بصمت وقام بعدها وسحب شماغه وخرج , سابه عمر وما حاول يوقفه , ولمن انصك الباب زفر وقال : الله يسهل لك أمرك ويوفقك للي فيه الخير .. ************************* في نفس الوقت في فيلا صالح : دخل عبد الإله وهو يحس التعب هاد جسمه هد , من رجع من العمل راح لجدته عشان يفطر عندها لكن حسان ماخلاه ينام ساعة على بعضها , ما حسب فطر وجا عشان يريح شويه قبل صلاة العشا , لقي باب غرفته مفتوح استغرب ودخلها وطالع فيها , كانت مرتبة زي ما هو معتاد لكن نورها كان مفتوح , قبل ما يخرج انتبه لدرجه كان شبه مفتوح , فتحه وطالع فيه , هو صح مهو متذكر كيف كانت أوراقه وأشياؤه لكنه حس إنه في أحد لعب فيه , تأكد من كل شي وخرج بسرعة وطلع لعهود , أمه قالت له إنه مافي غيرها في البيت , أول ما وصل للصاله انصدم بالمنظر اللي قدامه , كانت وحده فاتنة قدامه تمشي بكل ثقة في الصالة كإنها صاحبة البيت , جسمها الممشوق محشور في بنطلون برمودا جلد أسود و بلوزة علاقي حمراء عليها كتابات سوداء , وصوت بوتها الأحمر العالي يسوي صدى غريب في أرجاء المكان , التفتت له وشهقت وهي تلف عنه تحاول تختبئ عنه , شعرها الناعم تتطاير مع إلتفاتتها , تراجع وقال وهو يلف وجهه : السموحه ما كنت أدري إنه في أحد .. خرجت عهود من الغرفة على صوت أخوها وقالت بصدمة : عبد الإلــــه , اش جابك .. ولفت على جيهان وقالت : سوري جي جي , دقيقة وراجعة لك .. ونزلت لعبد الإله اللي قال بحزم : ليه ما قلتولي إنه فيه أحد .. قالت عهود بدون اهتمام : أنا قلت لأمي إنه جي جي ما حتجي لكنها طلعت مسويتها لي مفاجأة وجات .. قطب حواجبه وقال : جي جي .. ضحكت وقالت : جيهان بس أدلعه جي جي .. زفر ومط شفايفه بضيق و قال وهو يروح لغرفته : قولي للشغالة مرة ثانية لمن تنظف لا تلعب بأدراجي , هذا اللي ناقص بعد .. وقبل ما يدخل لف عليها وقال : وهي عادي عندها تمشي كذا وسط المكان ؟؟ قالت بدفاع : والله قلت لها ما في أحد غيرنا اش دراها هي إنك بتطب عليها فجأة .. سأل قبل ما يتحرك : لا يكون هي نفسها بنت الـ .... اللي توصلك من الجامعة أحيانا .. ابتسمت قالت بتريقة : إلا هي ما غيرها , وتراها مهي متزوجة في حال تسأل يعني .. رماها بنظرة طفش وقال : ماكنت بأسأل هالسؤال .. ودخل غرفته وصك الباب بقوة , طالعت في الباب وطلعت لجيهان , لقيتها جالسة على سريرها هي تلعب بوحده من المجلات , لفت عليها جيهان وقالت وهي تحط رجل على رجل : لا تقولين لي هذا عبدالإله , ما صدقت إنه هو .. قالت عهود : إلا هو ما غيره .. سرحت بأفكارها شوي وقالت : ماشاء الله عليه حلو .. ضحكت عهود وقالت : بس مو أحلى مني .. ابتسمت جيهان وقالت : إي طبعا , هذا مؤكد , إلا ما قلتيلي , الكيس اللي أعطيتيني إياه لساعه عندي , اش تبغيني أسوي فيه ؟؟ سكتت عهود شويه بعدين قالت : جي جي ما أبغى أفكر في شي دحين , أنا إلى الآن ماني قادرة أنزع صورة البندري من عيوني .. زفرت جيهان وقالت وهي تضمها : حبيبتي خلاص , هو الموت كذا , يجي ويروح , العمر ما يوقف بموت أحد , صح ولا لا , إلى متى بتفكرين في البندري وتهملين عمرك , طالعي شكلك كيف صار , قومي , قومي خليني أسوي لك ريفرش لوجهك .. وبعدتها وخرجت شنطة مكياجها من الشنطة وهي تقول : والله لو يشوفك فوفو وإنت بهالشكل يعافك ويروح يدور على وحده غيرك .. وبدأت تحط لها شوية من الأساس وهي تكمل : حبيبتي الموت مو نهاية العمر .. ****************************** بعد العشاء في فيلا أحمد : طالعت الهنوف في العنود وقالت : عنيد متأكدة .. بلعت العنود ريقها وطالعت في باب غرفتها المغلق وقالت : إيوه .. وتقدمت ودخلت المفتاح في الباب وأول ما سمعت صوت القفل حست بعصرة في قلبها , فتحت الباب وطالعت من زاوية عينها لداخل الغرفة , كانت ريحة الهواء المكتومه تحمل ريحة معطر الجو اللي دايم يستخدمونه , تخطت عتبة الباب وانعصر قلبها أكثر لمن شافت فستانها المرمي على السرير بجانب صندلها العالي وبعض أشياء الفرح , تحركت بسرعة وشالت الفستان والصندل وحطتهم على جنب وتحركت لدولاب الملابس تبغى تفرغ أشياء البندري الباقية واللي سابتها عندهم لأنها ما تبغى تاخذها لأمريكا وفي نفس الوقت ما تبغى تتخلى عنها , حاولت قد ما تقدر ما تجي عينها على سرير البندري ودرجها وركنها الخاص فيها , سحبت الكرتون اللي جابته لها نور وشالت ملابس البندري بسرعة وحطتها في الكرتون , كانت محرمة عليهم يتدخل أحد ويمسك أشياءها غيرها هي , وقفت الهنوف عند الباب تطالع فيها بتماسك وهي الثانية تحاول ما تطالع في سرير البندري اللي كان لحافه منزاح على نفس الوضعية اللي كانت نايمه فيه آخر مرة , فرغت العنود الدولاب بسرعة وتحركت للسرير , شالت اللحاف وهي تحاول تبعد طيف البندري عنها , طبقت اللحاف وحطته على جنب وشالت غطاء السرير وطبقته و نزعت لبس المخده وحطته على جنب , وتحركت بعدها وتساعدت مع نور وسيتي و شالوا الطراحة وخرجوها , سابت التسريحة زي ما هي لأنها مشتركة بينهم وتوجهت للدرج , أول ما فتحته جات عينها على المجلات اللي كانت دايم تقرأها , سحبتها ورتبتها في كرتون جديد ولمن وصلت لدفاترها المحتفظة بها من أيام الثانوي شالتها وحطتها فوق سريرها , كان من المستحيل عليها إنها تتخلص منها , نظفت الأدراج وخلتهم يشيلونها بكاملها و لمن وصلت للركن الخاص فيها واللي يحوي كل هداياها و تذكاراتها اللي تحب تحتفظ فيها حست إنها بتتخلص من البندري ذاتها , تحركت الهنوف وخرجت من الغرفة عشان تتأكد إنه أمها ما صحيت من النوم لأنهم ماكانوا يبغونها تحضر هالموقف , ترددت العنود للحظة وبعدها حطتها كلللها في كرتون صغير بعد ما شالت أوراق التذكارات وقالت لسيتي : سيتي حطي كل هالأشياء مع التبرعات , والمجلات والأوراق كلها تنحرق .. و لمن خرجو بالكراتين , طالعت في السرير الفارغ ولفت على لحافها ومخدتها اللي لسه ما شالوها , اغتنمت إنه ما في أحد عندها وحضنتها بقوة وهي تشم ريحة عطر البندري المميز , حست بالدموع تحرق عيونها لكنها كبتتها بقوة وبعدت عنها قبل محد يجي ويشوفها , ولمن جووا الشغالات وشالوها طالعت فيها بحسرة وهي تغرق في ذكريات سنين عاشتها مع البندري في نفس الغرفة , حتى دعاويها وهي تطلب من ربها إنه يفكها من البندري وإزعاجها استعادتها , خرجها من ذكرياتها يد حنونه على كتفها , التفتت للوجه المحمر من البكاء وابتسمت وقالت بصوت متحشرج : مدينه تصيحين على إيه إنت ووجهك .. قالت سيتي وهي تمسح دموعها بطرف طرحتها : اس هادا أنووووووود , اس مدينـــه أنا سيتيييييييييييييي ... ضحكت العنود رغم وجعها وقامت وتساعدوا عشان يقلبون السرير الخشب اللي عزمت تخرجه , كان ثقيل فقالت نور : سيلي هذا خشبة أول بأدين سيلي سرير .. أول ما شالوا الخشبة اللي تسند الطراحة انصدمت العنود باللي شافته تحت السرير .. *************************
|
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
![]()
في الرياض يوم الأربعاء 12 / 9 / 1427 هـ :
في شقة نجلاء بعد صلاة العصر : ابتسمت نجلاء لسحر الجالسة بهدوء جنب أبوها اللي قال : كيف حالك يا هيومه ؟؟ ابتسمت هيام لخالها وقالت : يسرك الحاااااااااااال , كيف حالك خالو ؟؟ قال بهدوء : الحمد لله , جزاكم الله خير على الدعوة .. قالت هيام : إيييييه وجدتي سلمى ودها تذبحنا تقول ما لقيتم تعزمونه إلا يوم الربوع .. ضحك وقال : ما عليك جدتك أروح لها إن شاء الله بعد التراويح .. قالت نجلاء : بنات روحوا لوسام , أكيد حايسة في المطبخ .. قامت سحر وهيام وراحوا وهيام تسأل سحر بحماس عن شعورها إنها بتقابل زوج وفاء وأولادها .. طالع عبد الكريم في نجلاء وسأل بهدوء : فهد رجع واتصل عليك ولا حاول يجيك ؟؟ هزت نجلاء راسها وبدأت دموعها تنزل بلا مقدمات , قام من مكانه وجلس جنبها وقال بقلق : خير يا نجلاء .. همست بوجع : أي خيييييييييييير ؟؟ أي خير وأنا من أمس ما غمض لي جفن , عقلي ما وقف من كثر التفكير وقلبي مع كل دقيقة يزيد وجعه .. حط يده على ظهرها بحنان وقال : نجلاء إنت تعرفيني و .. قاطعته : مو عشاني أعرفك قلت لازم أقولك , لازم أستشيرك .. ولمن شافت نظراته الهادئة المتزنة بدأت تحكيه الحكاية بتلعثم لكن على إنها جارتها هي اللي شكت لها اللي صار وقالت كل شي و أغفلت صاحب الاتصالات , كانت تشوف ملامح عبد الكريم المذهوله وبعدها المتقززة الممزوجة بوجع وأخيرا الألم الصارخ , قال بهمس : لا حول ولا قوة إلا بالله , لا حول ولا قوة إلا بالله , الله يجيرنا , أي أب هذا ؟؟ مستحيييييييييييل اللي أسمعه , أي أب هذا ؟؟ قالت نجلاء بتوتر : طيب اش الحل ؟؟ الحرمه المسكينة مهي عارفه اش تسوي ؟؟ توها اللي عرفت .. قال بهدوء : تروح تكشف على البنت .. قاطعته : البنت مقتنعه إنها ما عاد هي بنت و المشكلة إنه البنت كبيرة ورفضت خطاب كثير .. قطب حواجبه وقال : أنسب حل إن الأم تصارح أحد من العايلة ثقة وتقوله على الموضوع بدون ما يدري الأب وتخليه يتصرف مع الأب يخليه يعترف عشان يطلعون ورقة طبية للبنت ولا يحل المسألة بأي شكل ثاني .. سألته بلهفة : ممكن يطلعون تقرير طبي .. قال : ممكن لكن بصعوبة , يعني المفروض يكون التقرير بعد الحادثة ومن كانت صغيرة , لكن وهي كبيرة صعب جدا إنهم يطلعون لها تقرير طبي , هي كم عمرها البنت ؟؟ قالت باندفاع : 33 سنة .. انصعق من العمر ومن عقله اللي بدأ يأكد له بعض التوهمات اللي كان يبعدها عنه , غطت نجلاء فمها وطالعت فيه برعب زاد لمن فز عبدالكريم وهو يهمس بصوت غريب : إنت تتكلمين عن وسام .. هزت راسها بلا وحاولت تتدارك الموضوع لكن صرخة القهر اللي اختلطت بصوت اصطدام قبضته بالجدر خلتها تسكت , جلس على الكنب بانهيار وغطى وجهه وهو يتنفس بحدة , دخلت سحر جري ووراها هيام , طالعت سحر برعب في أبوها وقالت : أبويـــه .. وجريت له , أشر لها ما تقرب منه وقام بسرعة وخرج من المجلس , وسام اللي جات لعند الباب تراجعت واندست لمن شافته خارج بسرعة , طبق باب الشقة وراه بقوة , دخلت للمجلس وهي تسمع سحر تسألها بخوف : عمه اش صااااااااار ؟؟ اشبه أبويه ؟؟ ولمن شافت نظرة نجلاء مركزة عليها حست بطعنة في قلبها ~ لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااا , لاتقولين إنك قلتيله ؟؟ تكفين يا أمي لا تقولين إنك فضحتيني !! لاااااااااااااااااااااااااااااااا ~ بعدت عن باب المجلس وجريت لغرفتها , صكت الباب بالمفتاح وجلست على السرير وهي قابضة على موضع قلبها اللي تحسه بيخرج من شدة ضربه , غمضت عيونها وغطت فمها عشان ما تصرخ بطول صوتها وصوت بداخلها يردد ~ عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ~ آية كانت دائم ترددها معلمتها في الثانوي و اللي توفت بالسرطان في عمر يناهز الـ 34 , معلمة كيمياء كان لها عظيم الأثر في قلبها الغض اللي ما سمح له عقلها بأن يحلم أحلام الشابات في سنها بعريس يعشقها ويدللها , بيت صغير يضمها معه وتكون هي ملكة هذا البيت , إيمان هالمعلمة وصبرها وحضورها للمدرسة لأداء واجبها رغم أوجاع المواد الكيماوية اللي تسري في دمها واللي صحرت لها رأسها اللي كان يرفل بشعر طويل هو اللي منحها بعد الله هذا الإيمان الراسخ إنه ما أحب الله عبدا إلا ابتلاه , وما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك وخلاها تردد دائما عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , أخرجها من عمق آلامها صوت نجلاء اللي دقت الباب وهي تقول : وسام افتحي الباب .. لأول مرة في حياتها تتلحف بلحافها وتغطي راسها بالمخدة وهي تتجاهل نداءات نجلاء , كانت تحس بطعنة في قلبها وبجسدها أصبح عاري رغم الملابس اللي تثقله , ضغطت على المخده أكثر وهي تصرخ بداخلها ~ سيبونيييييييييييييييييييييييي , ما أبغى أحد , ما أبغى أحد ~ .. *************************** في جدة : في فيلا حمده قبل أذان المغرب : كانت سفرة الرجال ممدوده في غرفة حمده ومحطوطه كل الصحون فيها , وسفرة الحريم اللي في المجلس شبه خالية , لفت سارة المربعة على صدر السفرة بوزها وقالت : نصووووووم نصوووووووووم ونفطر على بصل .. ضربتها سمية على راسها وهي تقول : من وين جايبه هالكلام يا لخبلة ؟؟ قالت سارة وهي تحط يدينها على خصرها : اش معنى الرجال عندهـــم من كل شي اثنيييييييييييين هااااااااا وإحناااااااااا يا حسرة , نحلف على اللقمة هااااااا .. طالعت فيها العنود وقالت بتريقة : إحلفي إنت بس هااااااا , إحلفي .. قالت ببراءة : والله .. دفتها وقالت : أقووووووووول قومي بس , قال نحلف على اللقمة أموت وأعرف مين حفظها هالكم كلمة .. طالعت فيها سارة وقالت : موعشانك نحيفة عصلا هاااااااا ما تاكلين تحسبينا زيك .. قامت العنود من السفرة وقالت : أنا عصلا يا أم كرررررررررش .. جريت سارة لأمها وهي تقول : يا ماما مكنسة خشب تلحق ورايا .. جرتها العنود من شعرها و نورة تقول : بنت , استحي هذا طولك تراعين بزرة .. قالت العنود وهي ترجع لمكانها في السفرة : عمتي هذي بزره والله لسانها متبري منها الملسونة .. لفت سارة بوزها ولمن شافت أسماء جالسه على السفرة قالت بلا مقدمات : أسماء جالسه على السفرة لييييييييه وأنا شايفتك هااااااااا اليوم الظهر تاكلين ساندوتش جبنه .. تلون وجه أسماء وانفجروا البقية ضحك خاصة لمن ضربتها أمها وهي تقول : بس , صدق ملسونه , قلت لك عشانها وجعانه وبطنها تعورها فطرت .. حكت سارة ذراعها وقالت : طيب أنا وجعانه و أكح ليش ما أفطـــر زيهاااا هاااااا .. قالت العنود : ويعل يصيبك ما صاب أسماء على وعسى تعقلين ويصير عندك شويةمخ .. سألتها سارة ببراءة : ليش الوجع يعقل الواحد ؟؟ زاد ضحكهم على براءتها , قالت العنود : سارونه تراني فاهمتك زيييييييييين , كنت زيك وأنا في عمرك أحط نفسي غبيــــــــة وأنا أعرف الكفت وين يودي عياله .. مدت ساره لسانها وعضته وعيونها تلمع بلمعة شقاوة , لفت ريم على العنود وقالت : إلا صح , وين يودي الكفت عياله ؟؟ وبعد الإفطار قاموا يصلون وبعد ما رجعوا الرجال من الصلاة نادت العنود جاسم و قالت وهي تناوله ظرف مغلف : شوف أمانه معاك ما يفتح هالظرف إلا أزهار .. أخذ الظرف منها وقال : ترا الأمانه ما تجوز .. قالت : طيب أسألك بالله , هذا الظرف خاص بأزهار , ومن يوم تعطيها إياه خليها تتصل علي .. طالع في الظرف الأبيض المكتوب عليه بخط اليد (( خاص بأزهار )) وسأل : طيب من مين ؟؟ سكتت للحظة بعدين قالت : مني , أعطيها إياه وخليها تتصل علي .. هز أكتافه وراح وهو شايل الظرف , طالعت في الظرف بصمت وهي تتذكر صدمتها لمن شافته تحت السرير , رجعت للمجلس وهي تحس عقلها في عالم ثاني , كان ظرف أزهار محشور مع ظرفين ثانية , فتحت شنطتها وطالعت في الظرفين بتردد ورجعت قفلت الشنطة , كانت تحس ضربات قلبها تزيد كل ما فكرت بالمظاريف واللي بداخلها .. ******************************** في الرياض : في شقة نجلاء : رفعت سحر راسها لمن حست بعيون تحدق فيها , أول ما وقعت عيونها على راكان وريان خفضوا بصرهم وكل واحد يدق الثاني ويحط نفسه يتكلم معاه , ابتسمت ولفت بإحراج على ماجد زوج وفاء واللي يعتبر أبوها بالرضاع , هي دخلت وصافحتهم باليد وجلست قريبة بعيدة عنهم , قالت وفاء تكمل السيرة الذاتية : سحر , راكان خاطب بنت عمه وإن شاء الله ملكتهم قبل زواج ماهر وريان لسه باقي له سنتين ويتخرج .. قالت رولين أختهم اللي في الثانوي : وصاج راسنا يدور على عروسة .. ابتسمت سحر لمن شافته يفرصع عيونه لها يعني اسكتي ~ هذولي أخواني , وااااااي يا حلاة السالفة أنا أكبر منهم يعني أخوان أصغر مني أخيراااااااااا ~ صح ماكان ذاك الفرق بينهم , راكان أصغر منها بسنتين وريان بأربع بس برضوا اسم إنهم أصغر منها , كانت تفضل إنها تلتزم الصمت في أول مرة لكن راكان وريان اللي خبالهم يشبه خبال التوأم خلوها تضحك على تصرفاتهم وهي تجاوب على أسئلتهم الطويلة العريضة بدون تكلف .. قامت نجلاء من عندهم لمن شافت عبد الكريم يطالع فيها بنظرات غريبة وراحت وسابت لهم المجلس , شافت هيام عند الباب تتسمع للي يصير , قالت بغيض : متى يروح ماجد ؟؟ طولها وهي قصيرة , أبغى أدخل أتونس مع سحر وريانو وراكانو اش هذاااااااااا .. ولحقت أمها وهي تزن على راسها , طالعت نجلاء في غرفة وسام اللي ما زالت مغلقة وهي تحس بقلق عليها .. : نجلاء .. التفتت لعبد الكريم وقالت بلهفة : هلا .. لف عبد الكريم على هيام وقال بلطف : ترى راح ماجد إذا تبغين .. ماخلص كلمته إلا وهي طايرة للمجلس عند أختها وعيالها , طالع في نجلاء وقال : وسام دريت إنك .. قالت تقاطعه : حست , أنا ما قلتلها لكنها فهمتها ومن دريت وهي قافلة على نفسها الباب من قبل الفطور .. زفر وقال بحزم : ما في إلا حل واحد .. طالعت فيه بامتنان وهي تقول : قولي ريحني .. قال بهدوء : وطبعا لازم ما نستعجل فيه , أبغى أدور لها بنفسي على شخص ثقة ممكن يقدر ظروفها .. قالت متفاجئة : قصدك عريس ؟؟ هز أكتافه وقال : هذا الحل الوحيد لكن ما بأقدم على هالشي إلا برضاها , و إذا كان هي مرتاحة بوضعها الحالي أنا لا يمكن أضغط عليها وأجبرها على فعل شي هي ما ترضى به , هذا اللي أنا أقدر عليه غيره ما عندي حل , وشوفي لا تكلمينها دحين , خلي الموضوع يهدأ شويه لأنها أكيد مجروحة , يعني على العيد كذا إذا ربي أحيانا تكون نسيت الموضوع , فاتحيها فيه وقوليلها إنه وعـــد مني محد يدري بهالموضوع واسمها ما بأقوله إلا لمن أتأكد تمااااام التأكد إنه هالإنسان راضي بها وبوضعها , اش رايك ؟؟.. فكرت نجلاء طويل وهزت أكتافها وهي تقول : أنا لو عندي رأي كان ما لجأت لك , إنت رجال وأحكم مني في هالمواضيع , أنا بأسوي زي ما إنته تقول والله يقدم اللي فيه الخير .. زفر وقال يأيدها : الله يقدم اللي فيه الخير ... **************************** في جدة : حست بخفقات قلبها تهدر وهي تطالع في الأوراق برعب ~ مستحيل , اللي قاعدة أقرأه مستحيييييييييييييييييييييل , هذا كابوس , كابوووووووووس ~ رمت الأوراق وطالعت فيها كإنها تطالع في وحش مفترس , هزت راسها بلا ورجعت سحبت أول ورقة خرجتها من المظروف (( لمن تقرئين كلماتي هذه حأكون وقتها ماني موجوده و .... )) رمت الورقة دارت في غرفتها وهي تقول : مستحيييييييييييييييييييل اللي قاعد يصير مستحيل .. ولمن انفتح باب الغرفة التفتت وهي تصرخ : مين سمح لك تدخلين .. انصدمت ريم من ردة فعلها ووقفت متصنمة عند باب الغرفة , قالت عهود وهي تتقدم لها بعصبية : في شي اسمه استئذااااااااان .. ودفتها برى الغرفة وصفقت الباب بكل قوتها , غمضت ريم عيونها بقوة وحست بالهواء يصفع وجهها من قوة الصفقة , فتحت عيونها بذهول وقالت : بسم الله الرحمن الرحيم , هذي اش فيهاااااااا ؟؟ زفرت عهود بقوة وطالعت في الأوراق ودعستها بغيض وهي تقول : لساعك ما متي , مامتي , هذي لو أحد قراها .. وتفلت على الأوراق بغيض وراحت لجوالها ودقت على رقمها بسرعة , أول ما وصلها الصوت الأنثوي الرخيم قالت بسرعة : جي جي إلحقيني .. ************************* ما كان هاين عليها تصحيه من نومه , تعب وهو يسوي العفش والكنب والأشياء زي ما تطلب منه , دنقت عليه وهزته بخفه وهي تهمس : عمور , عمور .. فتح شويه من عيونه وهو يقول بصوت نايم : هاااااااااا .. ضحكت على صوته وهمست : تراني عاير تلك الساعة قبل صلاة الفجر بساعة وحطيتلك السحور في الفرن بس سخنه شويه وكله طيب .. همهم بشكر غير مفهوم , مسدت شعره وهمست : أنا رايحة دحين , مع السلامه .. وسلمت على راسه وخرجت وهي تعدل عبايتها , شهقت وهي تسمي لمن شافته قدامها وسط الظلام وهمست : جسوم , بغيت تجيب أجلي .. رماها بنظرة حاده وهو يقول : لا والله , ليه ما حضنتيه كمان و .. حطت يدها على فمه وبعدته عن الغرفه وهي تهمس : لا تصحييييييييييه , تعب من كثر الشغل , بعدين اش هالغيرة أخويه .. رماها بنفس النظرات , ضحكت وهمست بلغة عربية فصحى : هو أخي الوحيد و أنت زوجي الحبيب العتيد .. وسحبته من يده وهي تطفي نور الصالة وتخلي نور المطبخ والمدخل : يلا تحرك يا مدلع .. ولمن شافها وهي تتغطى وتلبس قفازتها رغم إن الساعة 1 الليل ابتسم وقال يمازحها : حي على الجهاد .. رمته بنظرة حاده وقالت : لا تتريق .. وكملت بدلع : ترى يتأزم ... كمل عنها : النونو , يا ذاااااااا النونو , حتى أبوي طايح فيه هو وأمي , لا تزعلها ترى الجنين يتأثر , لا تكدر خاطرها ترى الجنين يحس بأمه .. ضحكت من قلبها وقالت : الله لا يحرمني من بابا وماما حبايب قلبي , ما يحس فيني وفي ضعفي إلا هم .. صك الباب وتبعها وهو يقول : الله يا ضعفي , والله ما دروا عنك قووووووووية .. لفت عليه ورفعت غطاها وطالعت في ببراءة وقالت وهي ترف بعيونها : أنا قويه ؟؟ أنا أضعف ما خلق ربي .. سحب الغطى وقال : إمشي قدامي وإنت ساكته , قال أنا أضععععف ما خلق ربي قال .. ولمن ركبوا السيارة , تذكر وقال : في ظرف من العنود تلقينه ... وصرخ وهو يقول : جلستي فوقه .. بعدت عنه بفجعة وقالت وهي تسحب الظرف من تحتها : فجعتنييييي .. قال : غصب ما تحسين , إنتي مو الأميرة وحبة الفول إنت الأميرة وحبة الحبحب .. قالت باستنكار وهي تفتح الظرف : جاااااااسم .. قال مؤكد : إلا المرة اللي فاتت جلستي على جوالي وما حسيتي و المرة اللي قبلها نظارتي الشمسية و عفتي يدها المسكينة و ... قاطعته بعصبية وهي تسيب الظرف : محد قالك تحط أشياءك على مقعدتي .. قال بضحكه من عصبيتها اللي صار يموت عليها : وإنت ليش ما تطالعين لمن تجلسين هاااااااا !!! .. لفت عليه وأشرت على غطاها وقالت : أنا أشوف شي من غطاي , بعدين محد قااااااالك تخلي مكاني طاولة تحط عليها أشياءك , يا خي حطها قدامك ولا بين المقعدين و لا... وسكتت لمن شافته يقاوم ضحكته , مسكت الظرف وضربته به وهي تقول : لا عاد تعصبنييييييييييييي لأنه ... قال قبلها : يأزم النووووووونوووووووووو ... وانفجر بالضحك , قالت بغيض : لازم أدور شي ثاني غير يأزم النونو .. وخرجت الأوراق من الظرف , أول ما لمحت صورة البندري المقربة لوجهها المبتسم حست بالسكاكين تنغرز في قلبها , رجعت الأوراق بسرعة وصكت الظرف وهي تدعي إنه جاسم ماشاف شي , التفت لها جاسم وسأل : اش فيه ؟؟ اش راسله لك العنود ؟؟ قالت وهي تتمالك نفسها : أسرار حريم .. ورفعت غطاها وطالعت في الكتابة اللي على الظرف ومن شافت الخط عرفت إنها من البندري , غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ عشان كذا الصور حراااااااااااااااام , لأنها تجدد الأحزان , آآآآآآآآآآآآآآآآآآه يالبندري , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ياقلبي ~ , تمالكت نفسها إلين وصلت البيت , وبعد ما نام جاسم خرجت من غرفتها وراحت لغرفة التلفزيون , طالعت في الظرف بتردد ورجعت فتحته بيد مرتجفه , أول ما شافت صورتها , كانت متكيه بذقنها على يدينها المعقودة وتطالع في للأمام بثقة وانطلاق , عيونها , بسمتها , كل شي فيها كإنها حيه أمامها ضمت الصورة وصاحت من قلبها ~ ربي ما يحرم شيء عبث ~ حست بكل أوجاع الدنيا ترجع لها , كل حزنها اللي حسته وهي تصحيها وهي على سرير الصالون يرجع , بعدت الصورة وتأملت الصور اللي بعدها , صورة لها وهي متلثمه بطرحتها وثانية بشماغ و ثالثه بطرحة وهي كاشفة الوجه ولمن وصلت لكومة الأوراق المطبوعة بالكمبيوتر لقيت ملاحظة صغيرة بخط اليد عليها (( هذي الصور هي بداية طريقي معه , هذي هي أول صور تبادلتها معاه )) .. شافت الأوراق المطبوعة كانت عبارة عن محادثاتها معه في الانترنت , تصفحتها بسرعة بدون ما تطالع في أي حرف فيهم وتوقفت عند ورقة بيضاء كتبت فيها بخط اليد .. (( لمن وقع علي جاسم وعرف كل شي , ضربني ضربة وحيدة لكنها انحفرت بقلبي و كسر جهازي وكان هذا ليلة زواجك , ولمن تذكرت إني حافظة كل أشيائي في فلاش ميموري قررت إني أطبعها لك لأني أعرف إنك بتستفيدين منها , أبغاك تخلين منها عبرة لكل وحده حاولت تمشي في طريقي , كيف هذا إنتي شوفي لها حل لأني بأكون في أمريكا إذا ربي أحياني , وياليت ما تتصلين علي بعد ما تقرئين الأوراق لأني مستحية منك ولأنه الدقايق لأمريكا غاليه , يعني لا تقصمين ظهر أخويه بالفواتير هههههههه , إذا تقابلنا بعد فترة قوليلي إش سويتي في هالأوراق وقوليلي رأيك فيني , وإن شاء الله حأقولك أنا وقتها إنه هذا كله ماضي وإني صرت أحسن و .... لا تنسيني من دعائك ........ صغيرتك بندوري )) هزت راسها وهمست : ما بأقابلك في الدنيا يا البندري , ما حأقابلك فيها أبد .. ولمن جات بترجع الأوراق شافت ورقة بداخلها , خرجتها و انصعقت بالكلمات المكتوبة فيها , انزلقت الورقه من يدها وطاحت على الأرض , حطت يدها على موضع قلبها ورجعت طالعت في الورقة وهي تهز راسها بلا وغطت وجهها وهي تهمس : رحمتك يارب , سترك وعفوك ياااااااااااارب .. . . . . . . . . . . . . . . . . . (( عهود يا أزهار , انتبهي منها تراها تكرهك لأنه جاسم كان مفروض يخطبها قبل ما يصير الحادث ويتزوجك وحتى بعد الحادث كانت على أمل إنك تتطلقين ويرجع لها , هي مستحيل تتنازل عنه لأنه الوحيد اللي ممكن يستر عليها وما يفضحها , تراها معايا في نفس المركب ومازالت , سامحيني ما قدرت أوقف في وجهها بعد ما تبت , ولا قدرت أغير منها شي , سامحيني )) .. ****************************** .................... يتبع ..
|
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|