سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

العودة   ملتقى مونمس ® > القسم الإسلامي > المنتدى الإسلامي العام

المنتدى الإسلامي العام يحوي قصص وروايات ومواضيع دينية نصية

!~ آخـر 10 مواضيع ~!
إضغط على شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
5.00 من 5 عدد المصوتين: 1
انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-30-2012, 10:33 AM
الصورة الرمزية ابتسامة
ابتسامة ابتسامة غير متواجد حالياً
مراقبة عامة
مشرفة القسم الإسلامي
 
شكراً: 9,781
تم شكره 5,490 مرة في 2,349 مشاركة

ابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدى









افتراضي رد: ......

 

والمحافظة على الفجر والعصر من أسباب دخول الجنة ، لقوله صلى الله عليه
وسلم : من صلى البَردين دخل الجنة . رواه البخاري ومسلم . والبَرْدان هما الفجر

والعصر . وإنما خصّهما لأنهما يقعان غالباً بعد نوم فيتمحّص - في القيام لهما
وأدائِهما - الإيمان بالله ، وإيثار طاعته على هوى النفس ورغباتها .ومَن حافظَ
عليهما مع غَلَبَةِ النوم والكسل فهو لما سواهما أحفظ .



وقد أمر الله بالمحافظة على الصلاة الوسطى ، وهي صلاة العصر ، فقال :(حَافِظُوا

عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)[ البقرة:238] .وقال النبيُّ صلى
الله عليه وسلم يوم الأحزاب : شغلونا عن الصلاةِ الوسطى صلاةِ العصر .وقد كان
المشركون يُدرِكون قَدْر الصلاة عند الصحابة ، فقد روى مسلمٌ من حديث جابر قال :
غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما من جهينة ، فقاتلونا قتالا شديداً ،
فلما صلّينا الظهر قال المشركون : لو ملنا عليهم ميلة لاقتطعناهم ، فأَخْبَر جبريل
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ، فَذَكَر ذلك لنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : وقالوا : إنه ستأتيهم صلاة هي أحبّ إليهم من الأولاد ! فلما حضرت
العصر قال : صفّنا صفِّين ، والمشركون بيننا وبين القبلة ، قال : فكبّر رسول الله
صلى الله عليه وسلم وكبرنا ، وركع فركعنا .



والمحافظة على صلاة الجماعة سبب في عِظم الأجر .قال صلى الله عليه وسلم :

من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ، ومن صلى الصبح في جماعة
فكأنما صلى الليل كله . رواه مسلم .

والمرأة إذا صلّت في بيتها محتَسِبَةً أجر الجماعة ، وأنها ما تركت الجماعة إلا لقوله

صلى الله عليه وسلم : صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها ،
وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها . رواه أبو داود وغيره .

فإنها إذا احتسبت ذلك كان لها أجر الجماعة ، بل أفضل من ذلك .فقد جاءت امرأةٌ إلى

النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إني أحب الصلاة معك . قال :قد
علمت أنك تحبين الصلاة معي ، وصلاتُكِ في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك ،
وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك ، وصلاتك في دارك خير من صلاتك
في مسجد قومك ، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك قي مسجدي .
قال : فأمَـرَتْ فَبُنِيَ لها مسجـداً في أقصى شيء من بيتهــا وأظلمِـه ، فكانت
تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل . رواه الإمام أحمد وابن خزيمة وغيرهما ،
وهو حديث حسن .



والصلاة بِعَامّة فرضُها ونفلُها سببٌ لدخول الجنة ، ورفعة الدرجات فيها ، فقد سأل

ثوبانُ رضي الله عنه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال : أخبرني بعمل أعمله
يدخلني الله به الجنة ، أو قال : بأحب الأعمال إلى الله ؟ قال : فَسَكَت ، ثم سألته ،
فَسَكَت ، ثم سألته الثالثة ، فقال : عليك بكثرة السجود لله ؛ فإنك لا تسجد لله
سجدة إلا رفعك الله بها درجة ، وحطّ عنك بها خطيئة . رواه مسلم .

وقال ربيعــة بن كعب الأسلمي : كنت أبيتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

فأتيتُه بوَضوئه وحاجته ، فقال لي :سل ، فقلت : أسألُك مرافقتك في الجنة . قال :
أوْ غيرَ ذلك ؟ قلت : هو ذاك . قال : فأعنِّي على نفسك بكثرة السجود . رواه مسلم .



ومن فَضْلِ الصلاة أن المصلي إذا جَلَسَ في مُصلاّه استغفرت له الملائكة ما دام في

مُصلاّه ، ما لم يَقُم مِن مكانه أو يُحدِث .

لقوله صلى الله عليه وسلم :لا يزال العبد في صلاة ما كان في مصلاه ينتظر الصلاة
، وتقول الملائكة : اللهم اغفر له . اللهم ارحمـه ، حتى ينصرف أو يحدث . رواه البخاري ومسلم .

وهذا لا شك أنه فضلٌ كبير ، وأجر عظيم لمن جَلَسَ في مُصلاّه ، فإنه بمجرّد
الجلوس تستغفـر لـه الملائكة وتدعوا له ، ما لم يَقُمْ أو يُحدِث فينتقض
وضوءه .



ومِن فضل الله ورحمته أن جَعَلَ لفروض الطاعات ما يَسُدّ الخلل مِنْ النوافل ، لأنه ما
منّا إلا وفي أعماله خلل ونقص ، ولكن مِن رحمة الله أن شرع ما يُكمِل النقص ، كما
في قوله صلى الله عليه وسلم : يقول ربنا جل وعز لملائكته - وهو أعلم - : انظروا
في صلاة عبدي أتمها أم نقصها ؛ فإن كانت تامـة كُتِبَتْ له تامة ، وإن كان انتقص منها
شيئا قال : انظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فإن كان له تطوع قال : أتموا لعبدي
فريضته من تطوعه ، ثم تؤخذ الأعمال على ذلك . رواه أحمد وأهل السنن .

فاحرص – رحمك الله - على تمام صلاتِك ، وكمالِها ، فإنه ليس لكِ مِن صلاتك إلا ما

عَقَلْتِ منها ، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما .وقد أخبر النبيُّ صلى الله عليه
وسلم أن المصلي ربما ينصرف من صلاته لم يُكتب له إلا عُشرُها



وبعض النساء إذا دَخَلَتْ في الصلاة أخذَتْ تُفصِّل وتخيط وتلبس ! وتستحضر
( الموديلات ) بدل استحضار النيّة ! وربما تشتري حاجاتها أثناء صلاتِها ، فليس لها
مِن صلاتها إلا ما عَقَلَتْ وَوَعَتْ .

وربما يُصلّي الْمُصلِّي وإلى جواره آخر وبين صلاتيهما كما بين السماء والأرض ، فهذا

أحضَرَ قلبه وقالبه ، والآخر حضرَ جِسمُه .وربما نَقَرَ صلاتَه نقر الغُراب ، والتَفت اِلتفات
الثعلب ، فلا يُتم ركوعَها ولا سجودها ، وأنتُـم على ذِكرٍ من قصة المسيء صلاتَه ،
وردّده النبيُّ صلى الله عليه وسلم قائلا له في كل مرة : ارجع فَصَلِّ ، فإنك لم
تُصَلِّ . رواه البخاري ومسلم .



والأمر في غاية الخطورة فالذي يُقال له : ارجع فَصَلِّ ، فإنك لم تُصَلِّ ، ثلاث مرّات يدلّ

على أن صلاته لا تصحّ ولا تُقبل وإن أعادها مرّات ومرّات .وقد دخل رجل ورسولُ الله
صلى الله عليه وسلم جالسٌ ، فقام يصلي ويَنْقُر في سجوده ، فقال النبي صلى الله
عليه وسلم : لو مات هذا على حاله هذه ، مات على غير ملة محمد صلى الله عليه
وسلم ينقر صلاته كما ينقر الغراب ! رواه أحمد وابن خزيمة .

وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال :
إن الرجل ليصلي ستين سنة وما تُقبَلُ
له صلاة ، لعله يُتم الركوع ولا يتم السجود ، ويتم السجود ولا يتم الركوع .وقال صلى
الله عليه وسلم : لا صلاةَ لمن لا يُقيمُ صُلبَه في الركوع .

وعن أبي وائل أن حذيفة رأى رجلا لا يتمّ ركوعه ولا سجوده ، فلما قضى صلاته قال
له حذيفة : ما صليت ، قال : وأحسبه قال : لو متّ مُتّ على غير سنة محمد صلى
الله عليه وسلم . رواه البخاري .



فهذه الفريضة ربما تكون هي عملُك الصالح ، فاجتهد في إصلاحها وإقامتها .فإن الله
يُحبُّ إذا عمِلَ أحدكم عملاً أن يُتقِنَه ، كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم .
وانظر كم تُمضي لطاعة ربِّكِ مِن الوقت ، ربما لا يَصِل الوقت المبذول لطاعة الله إلى
نصف ساعة في كلِّ يوم ، وفلاحُ الإنسان مُقيّدٌ بالعمل الصالح بعد الإيمان بالله ، فإن
الله تبارك وتعالى قال (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) ) [العصر:1-3] .

ولذا قال الإمام الشافعي- رحمه الله - :لو تدبّر الناس هذه السورة لوسِعَتْهم .ومَدَارُ

صلاح الأعمال يوم القيامة مُرتهنٌ بصلاح الصلاة ، فالصلاة أولُ ما يُحاسب به العبدُ يومَ
القيامة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : أولُ ما يُحاسَبُ به العبدُ يومَ القيامة الصلاة ،
فـإن صَلَحَتْ صَلَحَ سائرُ عمله ، وإن فَسَدَتْ فَسَدَ سائرُ عمله .فاحرص رحمك الله
على صلاح صلاتِك فَبِها يصلُح سائرُ عملِك .



التوقيع :
لكل من ظلمته أو جرحته أو آذيته بكلمة أوفعل أرجو أن تحللوني
فالحياة قصيرة وكل ما فيها زائل إلا الخالق سبحانه وتعالى ,عفا الله عني وعنكم ..
يارب و إن نامت أجزائي بين التراب وكنت نسياً منسياً
أكرمني ببرد عفوك وارزقني من يدعو لي بلا ملل.
اللهمّ برد العيش وسُكنى الفِردوس ورؤيتك أعظم أمنياتي
وأجلّ دعواتي
وأقصى ما أرجوه يا الله ’فحقق بفضلك رجائي
;
رد مع اقتباس
4 أعضاء قالوا شكراً لـ ابتسامة على المشاركة المفيدة:
قديم 04-30-2012, 11:40 AM   رقم المشاركة : 2
ابتسامة
مراقبة عامة
مشرفة القسم الإسلامي






 

الحالة
ابتسامة غير متواجد حالياً

 
ابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 9,781
تم شكره 5,490 مرة في 2,349 مشاركة

 
افتراضي رد: ......

حكمها :

فرض عين لا تسقط عن المُحارِب المصافّ للعــدو ، رغــم الخوف الشديد . ولم تَسْقُـط
عـن المريض وهو على فراش المرض ، ولم تَسْقُط عن المسافر رغْم المشقّة ،
إلا أنه خُفِّفَ عن الحائض والنفساء .

فالمصافّ للعدو قال الله فيه : (وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ
مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ
يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ) [النساء:102] .
والمريض لقوله تعالى : (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)[ التغابن:16] .ولقوله صلى الله
عليه وسلم : صل قائما ، فإن لم تستطع فقاعدا ، فإن لم تستطع فعلى جنب .
رواه البخاري .



ولا تسقط عن النائم ، فيجب عليه القيامُ لأداء الصلاة ، أما مَن غَلَبَه النوم فتجبُ عليه
الصلاة إذا قام ، ولا تسقط عن الناسي ، فمتى ذَكَرَها صلاّها ، لقوله صلى الله عليه
وسلم : من نسي صلاة ، فليصلها إذا ذكرها . رواه مسلم .ولقوله صلى الله عليه
وسلم : من نام عن صلاة أو نسيها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها .




عقوبةُ تارِكها :

ترك الصلاة كفرٌ وردّةٌ عن دين الإسلام ، فقد قاتَلَ أبو بكر رضي الله عنه مَن مَنَعَ
الزكاة ، وإن كان مُقِرّاً بوجوبها ، فلما عَـزَمَ على ذلك قـال له عمر رضي الله عنه :
كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أقاتل الناس
حتى يقولوا : لا إله إلا الله ؛ فمن قال : لا إله إلا الله ، فقد عَصَمَ مِنِّي ماله ونفسه
إلا بحقه ، وحسابه على الله ؟ فقال أبو بكر : والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ،
فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه ، فقال عمر : فوالله ما هو إلا أن رأيت الله
عز وجل قد شرح صدر أبي بكر للقتال ، فعرفت أنه الحق . رواه البخاري ومسلم .



وقد جعل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الصلاةَ حدّاً فاصلاً بين الإسلام والكفر ،
فقال صلى الله عليه وسلم : بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة . رواه
مسلم .وهي العلامة التي يُعرف بها المسلم مِن غيرِه ، فقال صلى الله عليه
وسلم : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر . رواه أحمد وغيره .فعلّق
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الْحُكم بالكفر على مجرّد التـرك ، فَمَنْ تَرَكَ الصلاة
بغير عذر حتى يخرج وقتها ويدخل وقت الأخرى فقد كَفَر .
وقد جَعَلَ الله إقامةَ الصلاةِ علامةً على قبولِ توبة المشركين ، فقال :(فَاقْتُلُوا
الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا
وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [التوبة:5] .

وقال سبحانه :(فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ
الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [التوبة:11]



وقد اتّفق أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم على أن تَرْكَ الصلاة كُفْرٌ .
كما قال شقيق بن عبد الله : ما كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يَرَون شيئاً
من الأعمال تَركه كفرٌ غير الصلاة . رواه الترمذي وابن أبي شيبة .وصحّ عن عمر
رضي الله عنه أنه قال على المنبر : لا إسلام لمن لم يُصَلِّ . وكان ذلك بمرأى من
الصحابة ولم يُنكروا عليه ولم يُخالِفوه .

وقال ابن مسعود رضي الله عنه : من تَرَكَ الصلاة فلا دِين له وقال أبو الدرداء رضي
الله عنه : لا إيمان لمن لا صلاة له ، ولا صلاة لمن لا وضوء له . وقال أيوب
السختياني : تركُ الصلاةِ كفرٌ لا يُختلف فيه .



وفي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا تشرك بالله شيئا وإن
قطعت أو حرقت ولا تـتـركن الصلاة المكتوبة متعمدا ، ومن تركها متعمدا برئت منه
الذمة ، ولا تشربن الخمر فإنـها مفتاحُ كل شر .
قال إسماعيل بن سعيد : سألت أحمد بن حنبل عن من ترك الصلاة متعمــداً . قال : لا
يَكفر أحدٌ بذنبٍ إلا تارك الصلاة عمدا ، فإن تَرَكَ صلاةً إلى أن يدخل وقت صلاةٍ أخرى
يستتاب ثلاثا .وقال أبو أيوب سليمان بن داود الهاشمى : يُستتاب إذا تـركها متعمـداً
حتى يذهـب وقتها فإن تاب وإلا قُتِل ، وبه قال أبو خيثمة .
وقال وكيع بن الجراح عن أبيه في الرجل يحضره وقت صلاة ، فيُقال له : صَلِّ ؛ فلا
يُصلِّى ؟ قال : يُؤمر بالصلاة ، ويُستتاب ثلاث صلوات ؛ فإن صلى وإلا قُتل .يعني يُقتل
ردّةً – عياذاً بالله – ومَنْ استحقّ أن يُقتلَ ردّةً سواءً قُتِلَ أو لم يُقتل فلا يجوز تزويجه
أو قبوله زوجاً ، كما لا يجوز التّرحم عليه ، ولا دفنه في مقابر المسلمين ، ولا يَرِثُ
ولا يُورث ؛ لأنه مات على غير مِلّةِ الإسلام ، فليس ترك الصلاة بالأمر الهيِّن .



وقال محمد بن نصر المروزي :سمعت إسحاق يقول : قد صح عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم أن تارك الصلاة كافر ، وكذلك كان رأى أهل العلم من لدن النبي
صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا : أن تارك الصلاة عمدا من غير عذر حتى يَذهب
وقتُها كافر .

وقال أيضا : أفلا ترى أن تارك الصلاة ليس من أهل ملة الإسلام الذين يُرجى لهم
الخروج من النار ، ودخول الجنة بشفاعة الشافعين ، كما قال صلى الله عليه وسلم
في حديث الشفاعة الذي رواه أبو هريرة وأبو سعيد جميعا - رضى الله عنهما - أنـهم
يَخرجون من النار يُعرفون بآثار السجود ، فقد بين لك أن المستحقين للخروج من النار
بالشفاعة هم المصلون ، أو لا ترى أن الله تعالى مَيّزَ بين أهل الإيمان وأهل النفاق
بالسجود ، فقال تعالى : (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ)
وقال الله تعالى :(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ) أفلا تراه جَعَل علامةَ ما بين ملة
الكفر والإسلام وبين أهل النفاق والإيمان في الدنيا والآخرةِ الصلاة . اهـ



وتركُ الصلاةِ سبب لعذاب الله وسَخَطِه ودخولِ النار ، قال الله جل جلاله حاكياً تخاصم
أهلِ النار :(مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ
الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا
الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ)وتوعّد الله المُضيّعين لصلواتهم ، فقال
الله جل جلاله : (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) [ الماعون:4-
واعلم أنه لا حـظّ في الإسلام لمن ترك الصلاة ، كما قال أميرُ المؤمنين عمرُ بن
الخطاب رضي الله عنه .فقد روى الإمام مالك في الموطأ أن المسوَر بن مخرمة
دخل على عمر بن الخطاب من الليلة التي طُعِنَ فيها فأيقظ عمرَ لصلاة الصبح ،
فقال عمر : نعم . ولا حظّ في الإسلام لمن ترك الصلاة فصلى عمر وجرحه يثعب

دما .


فما عُذرُ مَنْ يَتْركَ الصلاة وهو أنشطُ ما يكون ؟ وعمرُ يُصلّي وجُرحه يثعبُ دماً ، حتى
إنه سُقيَ اللبنُ فخرج من جُرحـه .
ولولا أهمية الصلاة لما كانت وصية رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عند حلول ونُزول
السَّكرات ، ولَما أكّد عليها ، فكان آخرُ كلامه صلى الله عليه وسلم : الصلاةَ الصلاة ،
وما ملكت أيمانكم . رواه أحمد

وبعض النساء تؤخِّر الصلاة حتى يخرج وقتها ، وإذا كان هذا بغير عذرٍ شرعي فإنـها
تُـردّ على صاحبتها ، لقوله تبارك وتعالى : (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا
مَوْقُوتًا) [النساء:103] .روى البخاري عن أمِّ سلَمة قالت : استيقظ النبي صلى الله
عليه وسلم من الليل وهو يقول : لا إله إلا الله ماذا أُنزِل الليلة من الفتنة ! ماذا أُنـزِل
من الخزائن ! من يُوقِظ صواحب الحجرات ؟ كم من كاسية في الدنيا عَارِية يوم القيامة .



إذا كان هذا في النوم عن صلاة الليل ، فكيف بمَنْ تؤخّر الصلاة حتى يخرج وقتها
؟وبعض النساء تؤخّر الاغتسال بعد الطُّهر يوم أو يومين وأحياناً ثلاثة ، فتجلس هذه
الأيام لا تُصلي وهي قد طهُرت ، فما عذرها أمام الله ؟
والواجب عليها المبادرة إلى الاغتسال بعد الطهر ثم تصلي الصلاة التي عليها ، ولو
كان الأمر في شيء يتعلّق بالمرأة كَحَقٍّ من حقوقها لما رَضِيَتْ بتأخيره أو نقصه أو
بخسه ، فهي لا ترضى أن يُخصم عليها شيء من راتبها إذا كانت مُعلّمة ، ولا يُنقص
شيء مِنْ درجاتها إن كانت طالبة ، ولا يُقصّر في شيء من حقوقها إن كانت زوجة ،
بينما هي تٌقصِّر في حقّ ربِّها ، وفي فريضة من أعظم الفرائض ، بل هي أعظم
الفرائض بعد الشهادتين .


فاحرصي أُخيّة على أداء الصلوات في أوقاتها من غير نُقصان ، ولا عَجَلَة . واحرص
على التـزام أوامر الله ، فليس لك خيارٌ فأنت أمةُ الله وفي قبضته ، (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ
وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا) [الأحزاب:36] .

وفقكِ الله لطاعته ومرضاته ، وجنَّبَكِ أسباب سخطِه وغضبه مَقْتِه .
وتذكّر أن من ترك الصلاة فقد ترك دين ربِّه ، وقد اتفق العلماء على أن تارك الفرائض

كافر ، ولو أقرّ بها ، إذ الإقرار الصادق يقتضي العمل ، فإنك لو أُخبِرت بوجود عدوٍّ أو
ضرر في مكان لما ذهبت إليه ، إلا إن كنت لم تُصدّق القائل ، فإن كنت صدّقت خبرَ
اللهِ ورسولِه صلى الله عليه وسلم وجوب الصلاة ووجود النار لمن تركها ، إذا صدّقت
بذلك وجبَ عليكِ الفِرار من النار والهروب منها ، وطلب جنةٍ عرضها السماوات والأرض .




والله تعالى أعلم .
منقول

آخر تعديل ابتسامة يوم 04-30-2012 في 11:53 AM.

رد مع اقتباس
5 أعضاء قالوا شكراً لـ ابتسامة على المشاركة المفيدة:
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لموقع مونمس / " يمنع منعاً باتا المواضيع السيئة المخالفة للشريعة الإسلامية" التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما رأي الكاتب نفسه