المنتدى الإسلامي العام يحوي قصص وروايات ومواضيع دينية نصية |
!~ آخـر 10 مواضيع ~!
|
|
إضغط على
او
لمشاركة اصدقائك! |
|
أدوات الموضوع |
5.00 من 5
عدد المصوتين: 2
|
انواع عرض الموضوع |
02-21-2010, 03:03 PM | رقم المشاركة : 91 |
شكراً: 2
تم شكره 59 مرة في 30 مشاركة
|
رد: موسوعة القصص الإسلامية
لما فتح السلطان العثماني مراد الثاني مدينة سل**** عام 1431 م وهزم
البندقيين شر هزيمة ودخل المدينة منتصراً أعلم الحاجب السلطان أن وفداً من مدينة (يانيا) قد حضر، وهم يرجون المثول بين يديه لأمر هام تعجب السلطان من هذا الخبر، إذ لم تكن له أي علاقة بهذه المدينة التي كانت آنذاك تحت حكم إيطاليا. كانت مدينة (يانيا) تحت حكم عائلة (توكو)الإيطالية، وعندما مات (كارلو توكو الأول) عام 1430م، ولي الحكم بعده ابن أخيه (كارلو توكو الثاني) ولكن أبناء (توكو الأول) غير الشرعيين ثاروا وطالبوا بالحكم، فبدأ عهد من الاضطراب والفوضى والقتال عانى منه الشعب الأمرين، وعندما سمعوا بأن السلطان (مراد الثاني) بالقرب منهم في مدينة (سل****)، قرروا إرسال وفد عنهم. أمر السلطان مراد رئيس حجابه بالسماح للوفد بالدخول عليه، ثم قال لرئيس الوفد بواسطة الترجمان : أهلاً بكم، ماذا أتى بكم إلى هنا ؟ وماذا تبغون ؟ قال رئيس الوفد : أيها السلطان العظيم، جئنا نلتمس منكم العون، فلا تخيب رجاءنا. وكيف أستطيع معاونتكم ؟ يا مولاي، إن أمراءنا يظلموننا، ويستخدموننا كالعبيد، ويغتصبون أموالنا ثم يسوقوننا للحرب. وماذا أستطيع أن أفعل لكم ؟ إن هذه مشكلة بينكم وبين أمرائكم. نحن أيها السلطان لسنا بمسلمين، بل نحن نصارى، ولكننا سمعنا كثيراً عن عدالة المسلمين، وأنهم لا يظلمون الرعية، ولا يكرهون أحداً على اعتناق دينهم، وإن لكل ذي حق حقه لديهم، لقد سمعنا هذا من السياح، ومن التجار الذين زاروا مملكتكم، لذا فإننا نرجو أن تشملنا برعايتكم وبعطفكم، وأن تحكموا بلدنا لتخلصونا من حكامنا الظالمين. ثم قدموا له مفتاح المدينة الذهبي واستجاب السلطان لرجاء أهل مدينة (يانيا)، وأرسل أحد قواده على رأس جيش إلى هذه المدينة، وتم فتحها فعلاً في السنة نفسها، أي في سنة 1431 م. هذه ليست قصة خيالية ومع أنها قصة غريبة، إلا أنها حقيقة وتاريخية، لقد كان المسلمون رمزاً للعدل
|
|
02-21-2010, 03:10 PM | رقم المشاركة : 92 |
شكراً: 2
تم شكره 59 مرة في 30 مشاركة
|
رد: موسوعة القصص الإسلامية
آخر تعديل أبو رويم يوم 02-21-2010 في 03:17 PM.
|
|
02-21-2010, 03:21 PM | رقم المشاركة : 93 |
شكراً: 2
تم شكره 59 مرة في 30 مشاركة
|
رد: موسوعة القصص الإسلامية
قال أبو الحسن المدايني : خرج الحسن والحسين رضي الله عنهما وعبدالله بن جعفر حُجاجا ففاتتهم أثقالهم فجاعوا وعطشوا، فمروا بعجوز في خباء لها فقال لها أحدهم: هل من شراب؟
فقالت : نعم، فأناخوا إليها وليس لها إلا شويهةٌ في كسر الخيمة. فقالت : احلبوها وامتذقوا لبنها ففعلوا، ثم قالوا لها هل من طعام؟ قالت : لا إلا هذه الشاة فليذبحها أحدكم حتى أهيئ لكم منها ما تأكلون، فقام إليها أحدهم فذبحها وكشطها، ثم هيأت لهم فأكلوا وأقاموا حتى أبردوا، فلما ارتحلوا قالوا لها: نحن نفر من قريش نريد هذا الوجه، فإذا رجعنا سالمين فألمي بنا، فإنا صانعون إليك خيراً ثم ارتحلوا. وأقبل زوجها فأخبرته بخبر القوم والشاة فغضب وقال : ويحك تذبحين شاتي لقوم لا تعرفينهم ثم تقولين نفر من قريش . ثم بعد مدة ألجأتهما الحاجة إلى دخول المدينة فدخلاها، وجعلا يتنقلان البعر ويبيعانه، ويعيشان بثمنه، فمرت العجوز في بعض سكك المدينة فإذا الحسن بن على رضي الله عنه على باب داره جالس، فعرف العجوز وهي له منكرة، فبعث إليها غلامه، فدعا بها فقال لها: يا أمة الله أتعرفينني؟ قالت: لا. قال: أنا ضيفك يوم كذا. قالت: بأبي أنت وأمي. ثم أمر فاشترى لها من شاء الصدقة ألف شاة، وأمر لها معها بألف دينار، وبعث بها مع غلامه إلى الحسين رضي الله عنه، فقال لها الحسين: بكم وصلك أخي؟ قالت: بألف شاة وألف دينار. فأمر لها الحسين أيضاً بمثل ذلك، ثم بعث بها مع غلامه إلى عبدالله بن جعفر، فقال لها: بكم وصلك الحسن والحسين؟ قالت: بألفي شاة وألفي دينار، فأمر لها عبدالله بألفي شاة وألفي دينار، وقال لها: لو بدأت بي لأتعبتهما. فرجعت العجوز إلى زوجها بأربعة آلاف دينار وأربعة آلاف شاة.
آخر تعديل أبو رويم يوم 02-21-2010 في 03:25 PM.
|
|
02-21-2010, 03:23 PM | رقم المشاركة : 94 |
شكراً: 2
تم شكره 59 مرة في 30 مشاركة
|
رد: موسوعة القصص الإسلامية
حدث الأصمعي قال : لقيت أعرابياً نظيف الثياب حسن الوجه في بعض البادية، فقلت : يا أعرابي من أين تأكل؟ فقال لي : لو اتكلت على أن آكل من حيث أعلم لطال جوعي.
تقدم أعرابي مع خصم إلى الولاة، فقال له الوالي : قل الحق وإلا أوجعتك ضرباً. فقال له الأعرابي : فأنت أيضاً فاعمل به فما وعدك الله منه أعظم مما وعدتني منك.
أمر عمر بن الخطاب بقتل رجل يدعي الهرمزان فاستسقى (طلب ماء ليشرب)، فأتي بقدح ماء، فأمسكه بيد مضطربة وقال : لالني لني حتى أشرب هذا القدح.
فقال عمر : لك ما طلبت. فألقى القدح من يده وأريق الماء. فأمر عمر بقتله فقال: أولم تؤمّنني؟ وكيف تقتلني ولم أشرب القدح؟ لقد كنت أرجو حلمك، والآن أرجو حلمك ووعدك. فضحك عمر وقال: قاتله الله، أخذ أماناً ولم نشعر به، وأمر بسجنه بدلاً من قتله
|
|
02-21-2010, 03:26 PM | رقم المشاركة : 95 |
شكراً: 2
تم شكره 59 مرة في 30 مشاركة
|
رد: موسوعة القصص الإسلامية
خرج الحجاج بن يوسف متصيداً فلقي أعرابياً فقال : كيف سيرة الحجاج فيكم؟
قال : ظلوم غشوم لا حياه الله ولا بَيّاه. قال له : فلو شكوتموه إلى أمير المؤمنين عبد الملك؟ فقال الأعرابي : هو والله أظلم منه وأغشم، فعليه لعنه الله. فأغضب ذلك الحجاج وقال له : أما تدري من أنا ؟ قال : وما عسيت أن تكون ؟ قال : أنا الحجاج. فقال الأعرابي : وتدري من أنا ؟ قال : لا من أنت ؟ قال : مولى بني أبي ثور أُجَنّ مرتين من الشهر وهذه إحداهما، فضحك الحجاج وانصرف عنه.
|
|
02-21-2010, 03:28 PM | رقم المشاركة : 96 |
شكراً: 2
تم شكره 59 مرة في 30 مشاركة
|
رد: موسوعة القصص الإسلامية
روي عن وهب بن منبه قال : كان عابد في بني إسرائيل وكان أعبد أهل زمانه , وكان في زمانه ثلاثة أخوة لهم أخت وكانت بكرا وليسلهم أخت غيرها فخرج البعث على ثلاثتهم فلم يدروا عند من يخلفون أختهم ولا من يأمنون عليها , ولا عند من يضعونها.. قال : فأجمع رأيهم على أن يخلفوها عند عابد بني إسرائيل وكان ثقة في أنفسهم , فأتوه فسألوه أن يخلفوها عنده فتكون في كنفه وجواره إلى أن يرجعوا من غزاتهم فأبى ذلك وتعوذ بالله عز وجل منهم ومن أختهم .. قال : فلم يزالوا به حتى أطاعهم فقال : أنزلوها في بيت حيال صومعتي , قال : فأنزلوها في ذلك البيت ثم انطلقوا واتركوها , فمكثت في جوار ذلك العابد زمانا ينزل إليهابالطعام من صومعته ثم يأمرها فتخرج من بيتها فتأخذ ما وضع لها من طعام . قال : فتلطف له الشيطان فلم يزل يرغبه في الخير ويعظم عليه خروج الجارية من بيتها نهارا ويخوفه أن يراها أحد فيعلقها , فلو مشيت بطعامها حتى تضعه على باب بيتها كان أعظملأجرك . قال : فلم يزل به حتى مشى إليها بطعامها ووضعه على باب بيتها ولم يكلمها .. قال : فلبث على هذه الحالة زمانا . . ثم جاءه إبليس فرغبه في الخير والأجر وحضه عليه وقال : لو كنت تمشي إليها بطعامها حتى تضعه في بيتها كان أعظم لأجرك . قال : فلم يزل به حتى مشى إليها بالطعام ثم وضعه في بيتها , فلبث على ذلك زمانا .. ثم جاءه إبليس فرغبه في الخير وحضه عليه فقال : لو كنت تكلمها وتحدثها فتأنس بحديثك فأنهاقد استوحشت بوحشة شديدة .. قال : فلم يزل به حتى حدثها زمانا يطلع إليها من فوق صومعته . ثم أتاه إبليس بعد ذلك فقال : لو كنت تنزل إليها فتقعد على باب صومعتكوتحدثها وتقعد هي على باب بيتها فتحدثك كان آنس لها .. فلم يزل به حتى أنزله وأجلسه على باب صومعته يحدثها وتحدثه وتخرج الجارية من بيتها حتى تقعد على باب بيتها فلبثا زمانا يتحدثان ... ثم جاءه إبليس فرغبه في الخير والثواب فيما يصنع بها وقال : لوخرجت من باب صومعتك ثم جلست قريبا من باب بيتها فحدثتها كان آنس لها , فلم يزل حتى فعل .. قال : فلبثا زمانا ثم جاءه إبليس فرغبه في الخير وفيما له عند الله سبحانهوتعالى من حسن الثواب فيما يصنع بها وقال له : لو دنوت منها وجلست عند باب بيتها فحدثتها ولم تخرج من بيتها ففعل .. فكان ينزل من صومعته فيقف على باب بيتها فيحدثها فلبث على ذلك حينا .. ثم جاءه إبليس فقال : لو دخلت البيت معها فتحدثها ولم تتركهاتبرز وجهها لأحد كان أحسن بك , فلم يزل به حتى دخل البيت فجعل يحدثها نهارها كله فإذا مضى النهار صعد إلى صومعته.. ثم أتاه إبليس بعد ذلك فلم يزل يزينها له حتى ضرب العابد على فخذها وقبلها ..!! فلم يزل به إبليس يحسنها في عينه ويسول له حتى وقع عليهافأحبلها فولدت له غلاما . فجاء إبليس فقال : أرأيت إن جاء أخوة الجارية وقد ولدتمنك كيف تصنع ؟ لا آمن أن تفتضح أو يفضحوك , فاعمد إلى ابنها فاذبحه وادفنه فأنهاستكتم ذلك عليك مخافة أخوتها أن يطلعوا على ما صنعت بها ففعل . فقال : أتراها تكتم أخوتها ما صنعت بها وقتلت ابنها ؟ قال : خذها واذبحها وادفنها مع ابنها , فلم يزل به حتى ذبحها وألقاها في الحفرة مع ابنها وأطبق عليهما صخرة عظيمة وسوى عليهما وصعدإلى صومعته يتعبد فيها , فمكث بذلك ما شاء الله أن يمكث حتى أقبل أخوتها من الغزو , فجاءوا فسألوا عنها , فنعاها لهم وترحم عليها وبكاها وقال : كانت خير امرأة وهذا قبرها فانظروا إليه فأتى أخوتها القبر فبكوا أختهم وترحموا عليها فأقاموا على قبرهاأياما ثم انصرفوا إلى أهاليهم . فلما جن عليهم الليل وأخذوا مضاجعهم جاءهم الشيطان في النوم على صورة رجل مسافر فبدأ بأكبرهم فسأله عن أخته فأخبره بقول العابد وموتها وترحمه عليها وكيف أراهم موضع قبرها فكذبه الشيطان , وقال : لم يصدقكم أمر أختكم أنه قد أحبل أختكم وولدت له غلاما فذبحه وذبحها معه فزعا منكم وألقاها في حفيرة احتفرها خلف باب البيت الذي كانت فيه عن يمين من دخله فانطلقوا فادخلوا البيت فإنكم ستجدونهما كما أخبرتكم هناك جميعا .. وأتى الأوسط في منامه فقال له مثل ذلك , وأتى أصغرهم فقال له مثل ذلك . فلما استيقظ القوم أصبحوا متعجبين مما رأى كل واحد منهم..فأقبل بعضهم على بعض يقول كل واحد منهم لقد رأيت الليلة عجبا فأخبر بعضهم بعضا بما رأى فقال كبيرهم : هذا حلم ليس بشيء فامضوا بنا ودعوا هذا عنكم , قال أصغرهم : والله لا أمضي حتى آتي إلى المكان فأنظر فيه !! فانطلقوا جميعا حتى أتوا البيت الذي كانت فيه أختهم وابنها مذبوحين في الحفيرة كما قيل لهم , فسألوا عنها العبد فصدققول إبليس فيما صنع بهما . فاستعدوا عليه ملكهم فأنزل من صومعته وقدم ليصلب , فلماأوثقوه على الخشبة أتاه الشيطان فقال له : قد علمت أني أنا صاحبك الذي فتنك بالمرأة حتى أحبلتها وذبحتها وابنها فأن أنت أطعتني اليوم وكفرت بالله الذي خلقك وصورك خلصتك مما أنت فيه , قال : فكفر العابد بالله تعالى , فلما كفر بالله تعالى خلىالشيطان بينه وبين أصحابه فصلبوه . . .!! قال المفسرون : في هذا وأمثاله نزلت : ( كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال أني بريء منك أني أخاف الله ربالعالمين * فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين ) . وروى ابن الجوزي بسنده إلى وهب بن منبه قال : كان راهب في صومعته في زمن المسيح عليهالسلام , فأراده إبليس فلم يقدر عليه , فأتاه بكل رائدة فلم يقدر عليه , فأتاه متشبها بالمسيح , فناداه : أيها الراهب : أشرف على أكلمك , قال : انطلق لشأنك فلست أرد ما مضى من عمري . فقال : أشرف علي فأنا المسيح , فقال : أن كنت المسيح فما ليإليك حاجة , ألست قد أمرتنا بالعبادة ووعدتنا القيامة , انطلق لشأنك فلا حاجة لي منك , فانطلق اللعين وتركه . . . انظر إلى كلا العابدين : الأول أضله الشيطان بسبب جهله , والثاني عصم من الشيطان بسبب علمه !! ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فضل العالم على العابد كفضلي على أدنى رجل من أصحابي ) .
آخر تعديل أبو رويم يوم 02-21-2010 في 03:31 PM.
|
|
02-22-2010, 06:45 PM | رقم المشاركة : 97 |
شكراً: 2
تم شكره 59 مرة في 30 مشاركة
|
رد: موسوعة القصص الإسلامية
لقد عشت في المدينة التي درس فيها الشيخ ... وما أن حضر الشيخ حتى اجتمع أكثر الطلاب المسلمين في تلك المدينة ... وكان الطلاب – قبل مجيئه – في غفلة وإعراض عن دينهم ... فلم يكونوا يصلـّون الجمعة على الأقل ... وقليل منهم من يصلي لوحده في بيته ... فجمعَـهم الشيخ على مأدبة غداء ... ووعظهم وذكّـرهم وحثهم على المحافظة على الصلوات الخمس في جماعـة ... وأوصاهم بالمحافظة على صلاة الجمعة وعدم التفريط فيها ...
فاعتذروا بعدم وجود من يخطب بهم خطبة الجمعة ... فتكفل هـو بالقيام بالخطبة والصلاة ابتغاء ثواب الله تعالى ... وبدأ الطلاب المسلمون في الجامعة يصلون الجمعة ... بشكل دائم ومنتظم ... بل لقد استأجروا مصلىً ليصلوا فيه الصلوات الخمس كل يوم ... وبدأ كثير منهم يعود إلى الله تعالى ... ويُقلع عما كان عليه من ضلال ومجون... وانحرافٍ مع الحضارة الغربية الزائفة ومغرياتها الدنيوية... وبفضل الله وتوفيقه ... ثم بجهود هذا الشيخ الصالح... تشكلت حركة إسلامية لطلاب الجامعة ... أخذت تدعو إلى الله تعالى في وسط المجتمع الكافر الضال ... وهدى الله على يديها خلقا كثيرا من الشباب والعرب والأجانب ... . وكان من عادة الشيخ "عبد الرحمن" في كل رمضان ... أن يدعو كل الطلبة المسلمين في الجامعة ... في أول يوم من رمضان ... لتناول طعام الإفطار عنده ... فيجتمع الطلاب الصائمون وتوزع التمرات عليهم ... وبعدها يُقيمون صلاة المغرب ... وبعد ذلك يتناولون طعام الإفطار ... وذات مرة دعاه أحد العرب في الجامعة ... لتناول طعام الإفطار عنده ... وكان ذلك الشاب كثير الهزل والمزاح ... وكان فاسقاً قليل التمسك بدينه !!... وقبل الشيخ الدعوة بالترحيب ... وهو لا يدري ما الذي ينتظره في هذه الدعوة !!... وحان موعد الإفطار ... وأفطر الشيخ "عبد الرحمن" على تمرات إتباعا للسنة ... ثم ناوله صاحب الدار كأسا من العصير وأصرّ عليه أن يشربه ... فشرب منه الشيخ "عبد الرحمن" عدة رشفات ... ولكنه ردّه عن فمه لما أحس أن فيه طعما غريبا ... وقال لصاحب الدار : أحس أن في هذا العصير طعما غريباً !!... فرد صاحب الدار قائلا : نعم ... فيه طعم غريب ... لأن الشركة المنتجة لهذا العصير أعلنت أنها تُجرب مادة جديدة أفضل من السابقة ... وصدق الشيخ "عبد الرحمن" هذا الكلام ... فأكمل شرب كأسه ... ثم قام لصلاة المغرب ... وصلى معه بعض الحاضرين ... بينما كان الباقون في شغل بإعداد المائدة (!)... ولما انتهى الشيخ من صلاته ... صبّ له صاحب الدار كوبا آخر من نفس العصير ... فشربه الشيخ ... ولما انتهى الشيخ من شرب الكوب الثاني ... قال له صاحب الدار : أهلا بك يا شيخ ... لقد شاركتنا الإفطار على الخمر!!... لقد وضعنا بعض الويسكي في كوبك الذي شربتَ منه ... ولذا أحسست بتغير طعم العصير ... وأخذ صاحب الدار يضحك ... وشاركه بعض الحاضرين في الضحك... بينما عقدتْ الدهشة والذهول ألسنة بقية الحاضرين ... وهنا أخذ الشيخ "عبد الرحمن" يرتجف ... وأخذت أوصاله ترتعد !!... وما كان منه إلا أن وضـع إصبعه في فمه ... وتقيأ كل ما شربه وأكله – في بيت هذا الطالب الفاجر – على السجادة في وسط الغرفة !!... ثم أجهش بالبكاء ... وأرسل عينيه بالدموع ... وعلا صوته بالنحيب !!... لقد كان يبكي بحرقة شديدة ... ويقول مخاطبا ذلك الشاب الفاجر : ألا تخاف الله يا رجل ؟!!! أنا صائم وفي أيام رمضان المباركة ... وتدعوني إلى بيتك لتضحك علي !!... أعلى الخمر اُفطر ؟؟!!... أما تخاف الله ؟!!... جئتك ضيفا فهل ما فعلتَهُ معي من أصول الضيافة العربية فضلا عن الإسلامية ؟!!... لقد ضيعتم فلسطين بهذه الأخلاق !!... وضيعتم القدس بابتعادكم عن الإسلام وتقليدكم للغرب ... سكت الشيخ "عبد الرحمن" قليلا ليسترد أنفاسه ... ثم تابع قائلا : أنا أشهد أن الغربيين أشرف منك أيها العربي !!... إنهم يحذرونني من أي شيء يحتوي على الخمرة ولحم الخنزير ... .بينما أنت أيها العربي المسلم اسما فقط تخدعني وتضع لي الخمر سرا في كوبي الذي أشرب منه !!... وأين تفعل ذلك ؟!!... في بيتك وأمام الناس ليضحكوا مني ويهزءوا بي !!! ... عليك من الله ما تســـتحق ... عليك من الله ما تسـتحق... واُسقط في يد صاحب الدار ... وتوجهت أنظار الحاضرين تجاهه كالسهام الحارقة... لقد كانت تلك الكلمات الصادرة عن الشيخ كأنها رصاصات موجهة إليه ... فلم يملك إلا أن قال بنبرة منكسرة ... وقد علا الخجل وجهه: أرجوك ... أرجوك سامحني ... أنا لم اقصد إهانتك ... لقد كانت مجرد فكرة شيطانية ... إنك تعلم مقدار حبي واحترامي لك ... إنني والله أحبك يا شيخ !!... أحبّـك من كل قلبي !!... وساد صمتٌ مطبق لفترة ... وقطعه صوت صاحب الدار وهو يقول : أرجوك يا شـيخ اجلس على كرسيك ... وسأنظف السجادة بنفسي !!... وأنت تناول بقية فطورك ... أرجوك كفّ عن البكاء ... أنا المذنب !!... أنا المخطئ !!... وذنبي كبير !!... أرجوك سامحني وأعطني رأسك لأقبله !!... أرجوك سامحني !!... وساد صمتٌ مطبق ... قطعه صوت الشيخ والدموع تترقرق من عينيه قائلا : كيف أسامح من ارتكب منكرا ؟!!... وسقاني الخمرة وهو يعلم أنها حرام !!... وتفاجأ جميــع الحاضرين بالشيخ "عبد الرحمن" وهو يسجد على الأرض مناجيا ربه تعالى قائلا في سجوده ومناجاته : ربّـاه إنك تعلم أنني لم أشرب حراما طيلة حياتي ... رباه إنك تعلم أنني قضيت في هذا البلد خمس سنوات ... لم أقرب فيها لحما ... لأن هناك شبهة في ذبحه... رباه إنك تعلم أن ما شربته اليوم لم يكن بعلم مني ... اللهم اغفر لي ... اللهم اغفر لي ... اللهم لا تجعله نارا في جوفي ... اللهم لا تجعل النار تصل إلى جوفي بسبب خمرة شربتها ولم أدري ما هي !!... ربِّ أطلب منك الغفران ... فاغفر لي يا رب !!. وهنا نهض أحد الطلبة الإنجليز المدعوين للطعام واسمه "جيمس" ... وقال : يا شيخ :إني أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله !!... وعلا الذهول والدهشة وجوه الحاضرين جميعا ... .وتابع "جيمس" كلامه قائلا : لقد أسلمت على يديك يا شيخ في هذه اللحظة !!... أنا "جيمس"أخوك في الإسلام فسمني باي اسم إسلامي ... أنا أريد أن أصلي معك يا شيخ ... وانفجر "جيمس" بالبكاء... وبكى الشيخ "عبد الرحمن" ... وبكى كافة الحاضرين في المجلس ... حتى صاحب الدار – ذلك الشاب الفاسق الفاجر – بكى من هول الموقف وروعة المشهد وتأثيره !!... ولما هدأ "جيمس" وكفّ عن البكاء ... اعتدل في جلسته ثم أخذ يحدثهم عن سبب إسلامه قائلا: أيها الاخوة ... لقد كنتم في شغل عني وأنتم تتناقشون !!... لقد دُعيت لأتناول معكم طعام الإفطار ... أو أخر غدائي وحين جئتُ إلى هذا المكان كنتُ أفكر ملياً... نعم كنت أفكر كيف أن الشيخ "عبد الرحمن" شخص من ماليزيا... وهي بعيدة آلاف الأميال عن مكة التي ولد فيها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ... ومع هذا كله ... ومع كونه في بلد غريب كافر ... يختلف الجو فيه عن جو بلده ماليزيا ... مع هذا فهو صائم !!... سألتُ نفسي حينها : لماذا يصوم هذا الشيخ ؟!!... لماذا يمتنع عن الطعام والشراب ؟!!... وأخذني التفكير إلى احتمالات واسعة متشعبة ... وزاد تفكيري حين رأيت الشيخ يتحرى تمرات ليفطر عليها !!... هنا في أقصى الدنيا حيث يعزّ التمر ويقل وجوده !!... يتحراها لا لشيء إلا لأن محمدا عليه الصلاة والسلام نبيه الكريم ... كان يفطر على تمرات !!. ثم رأيت الشيخ يترك الطعام وهو جائع مشتاق إليه ... ويترك جميع الحاضرين ... ثم يقف يتوجه إلى الكعبة ... يصلي لله بخشوع وخضوع وتضرع ... يقوم بهذه الحركات التعبدية الرائعة بمفرده ... ويصلي معه بعض الحاضرين ... في حين ترك أكثر الحاضرين معنا في هذه لدار الصلاة وقصّروا فيها لقد رأيته يسجد لله ويركع لله ... ويقوم لله ... ويفكر في مخلوقات الله ... والله معه في كل تصرفاته وحركاته وسكناته ... ثم رأيت الشيخ يشرب كأسا وهو لا يعلم ما فيها ... ومع هذا فهو يخاف الله ويخشاه بعد أن علم أن فيها خمرا ... والأعجب من كل ما تقدم ... أنه يضع إصبعه في فمه ليتقيأ الطعام والشراب الذي به خمر ... غير مبال أو مهتم بأنه يتقيأ أمام ناس وفي غرفة !!... وعلى سجادة فاخرة نظيفة !!... لقد كان تصرفه هذا حركة طبيعية ... ردة فعل حقيقية !!... إنه حين علم أنه قد شرب من الخمر ... تحرّكَ تحرُّكَ الملدوغ !!... شعره وقف!!... وجلـده اقشعرَّ ... وعيناه دمعتا !!... وأنفه سال !!... حتى فمه شارك في الاستفراغ !!... أي درجةٍ تلك التي يصل إليها الإنسان حين ينسى نفسه ؟!!... وينسى زملاءه ... وينسى من حوله !!... ولا يتذكر ولا يراقب إلا ربه وخالقه العظيم ؟!!... لقد قرأتُ كثيرا عن الإسلام ... وسمعت منكم أيها الطلاب المسلمون الكثير منذ اختلطتُ بكم ... وكنت أراقب !!... أراقب المسلم الذي يصلي !!... والمسلم المتمسك بدينه ... وكنت أرى مَنْ لا يصلي ولا يتمسك بدينه ... كأي إنسان عادي ... لا فرق بينه وبين أيّ رجل من بلادنا الكافرة ... ولكن – وللحقيقة – أقول : أنّ للمتمسك بدينه شخصية خاصة به ... وطبعا متميزا ... يضطرني إلى التفكير فيه وفي تصرفاته !!... واليوم ... هذا اليوم بالتحديد ... لم أتمالك نفسي !!... نعم لقد رأيت اليوم معنى العبودية والذل لله عند المسلمين الحقيقيين الصادقين ... اليوم رأيت كيف يكون حبُّ محمد عليه الصلاة والسلام في قلوب هؤلاء المسلمين الصادقين ... رأيت هذا عمليا لا قوليا ... فأردت أن أشاركهم في هذا الصدق وهذا الحب وهذا الدين !!... سكت"جيمس" قليلا... ثم قال والدموع تتحدر من عينيه : أرجوكم ... علّموني الإسلام ... علـّموني الصلاة ... أنا منذ اليوم أخوكم ... الحمد لله الذي هداني لهذا الدين العظيم !!... وأنت يا صاحب الدار ... لقد كانت نكتة غيّرتْ مجرى حياتي !!... نعم لقد كانت نقطة تحول في حياتي كلها !!... لم يصدق الحاضرون ما يسمعون ... وساد صمت رهيب ... ووجوم مُطـبق ... لم يقطعه إلا الشيخ "عبد الرحمن" حين قام وقبّل "جيمس" ... وردد الشهادة ببطءٍ... ورددها "جيمس" خلفه ... وأصبح اسمه منذ ذلك اليوم "محمد جيمس" !!... ثم التفتَ الشيخ "عبد الرحمن" إلى صاحب الدار ... وقال له : الحمد لله الذي استجاب دعائي ... والحمد لله الذي هدى مسلما على يديّ ... ولأن يهدي الله بكَ رجلا واحدا خيرُ لك من الدنيا وما فيها ... سامحك الله يا ولدي على ما اقترفت ... وليغفرْ الله لك ما جنيت ... وهنا اغرورقت عينا صاحب الدار بالدموع ... وقال والعَبْرة تخنقهُ: أعدك يا شيخ بأنني منذ الآن لن أقطع الصلاة ... ولن أضيع فريضة واحدةً أبداً... واُشهد الله على ذلك ... وسأكفّر عما فعلت معك... وسأحج هذا العام لعل الله أن يغفر لي ما اقترفت !!... وهنا التفت صديق الشيخ الماليزي إلى زميله وهما في صالة المطار ... فوجد الدموع تترقرق من عينيه ... فقال له : هذه هي قصة الشيخ الماليزي التي لا تخطر على بال ... ألا تغبط الشيخ الماليزي على هذه النعمة التي أعطاها الله إياه ؟!!... وشهد بعض الذين حضروا القصة أنهم التقوا ذلك الشاب صاحب المأدبة في الحج و كله ندم علي ما بدر منه............
|
|
02-22-2010, 06:51 PM | رقم المشاركة : 98 |
شكراً: 2
تم شكره 59 مرة في 30 مشاركة
|
رد: موسوعة القصص الإسلامية
|
|
02-22-2010, 06:59 PM | رقم المشاركة : 99 |
شكراً: 2
تم شكره 59 مرة في 30 مشاركة
|
رد: موسوعة القصص الإسلامية
|
|
02-25-2010, 03:04 PM | رقم المشاركة : 100 |
شكراً: 4,294,967,294
تم شكره 123 مرة في 33 مشاركة
|
رد: موسوعة القصص الإسلامية
شكرا لك ....
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
موسوعة, الإسلامية, القصص |
|
|