الحمد لله الذي جعل كلمة التوحيد لعباده حرزاً وحصناً، والصلاة والسلام على محمد نبي الرحمة
وسيد الأمة، وعلى آله وصحبه الطيبين أتباع الحق، وسادة الخلق، ثم أما بعد:
*الحيــاة صفقة*
قال الله تعالى : { إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ
فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى
بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } التوبة111
مأجمل هذة الصورة البديعة , والتمثيل الرائع , صورة العقد الذي عقده رب العزة جل جلالة بنفسة ,
وجعل ثمنة مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولاخطر على قلب بشر وسجل كلماته بحروف من نور
في الكتب السماوية الثلاثة , وماأشرفه من صك وتوثيق ووعدا ألزم الله به نفسة وجعله حقا عليه
مبالغــة في الفضل منه والكرم وأيناسا لعبادة ولطفا بهم , ولأاحد أوفى من صاحب هذا الوعد
أفضلها :
فالوعد الغائب من الرب الغائب أقوى من بضاعة كل عبيده الحاضرة .
,*ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ,*
لكن .. ماذا تساوي نفوسنا المعيبة _ وإن طهرت _
حتى يشتريها الله منا بكل هذا الثمن ,
لذا قال الحسن البصري وقتادة " بايعهم والله فأغلى ثمنهم " تفسير إبن كثير
وهو مادفع محمد بن الحنيفة: أن يحثك على تزكية نفسك وتطيبها بالعمل الصالح
والطاعات والقربات مبررا ذلك بقوله
إن الله عزوجل جعل الجنة ثمنا لأنفسكم فلا تبيعوها بغيرها "
,*ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ,*
أنت إذن _ غال جدا عند الله
يحبك ويريد أن يكرمك غاية الأكرام , لذا اشتراك بجنة عرضها السماوات والأرض
, جمة لأتُقدًر بمال , فأنت والله أغلى عنده من الدنيا بأسرها , وقد مرً بك :
" موضوع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا ومافيها..