[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:94.5%;background-image:url('https://up.monms.org/uploads/1426816278951.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:95.3%;background-image:url('https://up.monms.org/uploads/1426821061311.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:92.5%;background-image:url('https://up.monms.org/uploads/1426897355252.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
الســلام عليــكم ورحمــة الله وبركـاتــهـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد ابن عبد الله
وعلى آله وصحبه أجمعين ..وبــعــد
مرحبا بكم اخوتي الكرام في مقتبسات من نسائم الإيمان
والتي هي من كتاب هبي ياريح الإيمان " لـخالد أبو شادي ..
********************************************
النسمة الأولى " الذنوب جراحات وآلآم (2)
7. شؤم على الخلق كلهم: ليت العاصي يضر نفسه فحسب، لكن كل من حوله؛ الإنس والجن والحيوان والشجر والحجر، فذنبه متعدى الضرر وإن بدا في ظاهره أنه لم يؤذ غيره ولم يصب أحداً بسوء .صحح أبو هريرة هذا الفهم الخاطئ حين سمع رجلا يقول: إن الظالم لا يظلم إلا نفسه.
فقال أبو هريرة: "كذبت، والذي نفسي بيده إن الحبارى (نوع من الطير) لتموت فى وكرها من ظلم الظالم".
وليس أبو هريرة وحده من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من يؤكد هذا، فهذا أنس بن مالك يقول: "كاد الضب يموت في جحره هزلا من ظلم بني آدم".
ولذلك وبسبب ذنب ابن آدم وإصراره على ذنبه وتعدي ضر ذنبه تتأذى الخلائق كلها فتستنصر عليه العظيم وتستعدي عليه الجليل، فتطلب من الله أن يحرمه من نعمته ويطرده من رحمته ويلعنه.
قال المجاهد في تفسير قول الله عز وجل: {ويلعنهم اللاعنون} "دواب الأرض والخنافس منعت القطر (المطر) بخطاياهم".
لطيفة: قال فقيه العراق ابن شبرمة: عجبت للناس يحتمون من الطعام مخافة الداء، ولا يحتمون من الذنوب مخافة النار.
عجباً لك !!
- تضيع منك حبة فتبكى، وتضيع منك الجنة فتضحك !!
- لو كنت بالمال الحرام أكسى من الكعبة، لم تخرج من الدنيا إلا أعرى من الحجر الأسود!!
- الدنيا بحر وساحلة المقبرة، وقد اقتربت مركب نفسك من الشاطئ.
- علمت كلبك أن يترك شهوته في تناول ما صاده شكراً لنعمتك وخوفاً من سطوتك،
- وكم علمك الله ورسوله، وأنت كما أنت!
إيقاظة نبوية: ولاشيء يوقظ العقل من سكرته، وينبهه من نومه مثل ذكر النار؛
لذا عمد النبي صلى الله عليه وسلم في حالات فساد العقل، وغياب الوعي إلى ذكر هذه الكلمة (النار).
- ففي حالة التخلف عن صلاة الجماعة يقول صلى الله عليه وسلم: «لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب،
- ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلاً فيؤم الناس، ثم أُخالف إلى رجال فأُحرق عليهم بيوتهم»
- (صحيح كما في ص ج ص رقم (7072).
- وفى حالة لبس الرجال الذهب يقول: «يعمد أحدكم إلى جمرةٍ من نار فيجعلها في يده»
- (صحيح كما في ص ج ص رقم:8109).
كل هذا لأنه صلى الله عليه وسلم بنا رؤوف رحيم يلفح وجوهنا بكلام عن (النار)
- بدلاً أن تلفح وجوهنا غداً ألسنة النار.
- والعاقل من إذا وصلته رسالة الإنذار أورثته الاعتذار، فيرد على جواب التهديد بالرجوع إلى توبته بالتجديد.
أخـي الغـافـل:
يا من باع الجنة بأبخس الثمن، إذا لم تكن لك خبرة بقيمة السلعة فاسأل جموع الصالحين فهم الخبراء المثمنون، فيا عجباً من بضاعة وهبك الله إياها هي نفسك ومالك ثم منك اشتراها ووعدك المقابل جنة الخلد، والسفير الذي جرى على يده عقد البيع من النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف بالله عليك بعتها بعد ذلك لغير الله بثمن بخس وبجزءٍ يسير من دنيا لا تساوى عند الله جناح بعوضة؟!
8. موت القلب: قال ذلك زين القراء محمد بن واسع: "الذنب على الذنب يميت القلب".
ولهذا لما قيل لسعيد بن المسيب: إن عبد الملك بن مروان قال: قد صرت لا أفرح بالحسنة أعملها، ولا أحزن
على السيئة أرتكبها. الآن مات قلبه. وليست هذه علامة موت القلب الوحيدة، بل إن هناك علامات أخرى منها:
- الفرح بالذنب والمجاهرة به.
- البشاشة للقاء أهل المعاصي.
- الانقباض لرؤية أهل الطاعة.
- الإصرار على الذنب دون التعجيل بالتوبة.
- عدم الحزن لفوات الطاعة.
- عدم إنكار المنكر باليد وباللسان أو بالقلب.
أخي العاصي..
مازلت أناديك وأقول: ونبه فؤادك من نومه فإن الموفق من ينتبه، وإن كنت لم أنتبه بالذي وعظت به فانتبه أنت به.
يسير الذنب يقتل!!!
قال بن الجوزى :"لاتحتقر يسير الذنب، فإن العشب الضعيف يفتل منه الحبل القوى فيختنق به الجمل السمين".
9. هوان حق الله على العبد: لأن الذنب يجرئ العبد على حدود الله، فيألف قلبه العصيان وانتهاك محارم الله، خاصة إذا أمحت من ذكرياته مترادفات كلمة (توبة)، ولذلك لما نظر أنس بن مالك إلى جيل التابعين قال: "إنكم لتعملون أعمالا هي في أعينكم أدق من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات.
وإنما كانت كذلك، في -أعينهم- لأن إيمانهم جلا الغشاوة عن بصيرتهم فعلموا قدر الله وعظمته.
فانطلق أحدهم ينصحك: لا تنظر إلى صغر المعصية، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت.
بل كان حذيفة بن اليمان يقول: "إن الكلمة كان الرجل في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم
يحسب بها من المنافقين، أسمعها اليوم في المجلس الواحد أربع مرات".
أخي العاصي؛ أنت الذي بيدك أن تنجو أو تهلك، كلما عظم الذنب في قلبك صغر عند الله، وكلما هان عليك عظم عند الله، فعظم الله في قلبك يعظم عليك ذنبك لتثبت بذلك أنك مؤمن، وإلا كتبت اسمك بنفسك في سجل المنافقين.
10. الحرمان اليوم أهون منه غداً: قال سلمة بن دينار :"ما أحببت أن يكون معك في الآخرة فاتركه اليوم".
11. عبـادات ضـائـعـة:...
12. شراكة لا تنفك: كل معصية من العاصي هي ميراث أمة من الأمم التي أهلكها الله عز وجل، فمن علا في الأرض وأفسد فله من تركة فرعون نصيب، ومن تكبر وتجبر فله من تركة قوم هود نصيب، ومن نقص المكيال والميزان فقد تشبه بقوم شعيب، ومن سار على طريق الهالكين هلك، ومن اقتفى أثر الضائعين ضل سواء السبيل.
أمامك طريقان: طريق أبى بكر وعمر أو طريق أبي جهل وفرعون، إما معالجة القلب في مصحة الهوى، وتقييده بقيود الشرع، وكيه بنيران الخوف، وإلا فإن علاجه سيكون في أودية جهنم، ومعاناة أغلال الهوان، وكيه بنيران العقوبة.
أخي العاصي؛ على وجه الطائع نور طاعته، وعلى وجه العاصي ظلام معصيته، وعند الموت يؤتى هذا بالبشارة، ويقع ذلك في الخسارة، وينزلان القبر ليفرش الطائع مهاد الجنان، ويتقلب العاصي على جمرات النيران، وعند الحشر؛ هذا يركب وذلك يسحب؛ هذا في ظل عرش الرحمن والآخر غارق في بحور العرق والنسيان.
ثم يقال للعصاة: ألم يأتكم نذير؟ وللطائعين: سلام عليكم بما صبرتم، فاسلك طريق أهل السعادة واطلب رفقتهم توفق للشهادة.
كانوا يصومون وأنت تفطر؛ كانوا يقومون وأنت نائم؛ كانوا يبكون وهم يطيعون، فخلف من بعدهم خلف يضحكون وهم يعصون؛ فهل في الآخرة هم يستوون؟!
13. شماتة الشيطان: سئل شيخ الإسلام ابن تيمية: هل ينام الشيطان؟ فقال: لو نام الشيطان لاسترحنا.
أخي؛ كل ذنب منك يسعده، وكل معصية لك تفرحه، لأنك بفعلها تساويت معه في المعصية، والمعاصي بريد الكفر، والكفر طريق النار وهو لا يريد الخلود فيها وحده.
وهذا هو السر في أنه إذا قرأ ابن آدم سجدة التلاوة فسجد اعتزل الشيطان يبكي بقوله: يا ويله أُمر بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار.
فأرغم أنف شيطانك بإدمان السجود؛ إطالة الركوع وظمأ الهواجر، حتى يظل باكياً في
الدنيا قبل أن ينفجر في البكاء غداً على أعتاب جهنم.
لطيفة: قال مطرف بن عبد الله: "لو أن رجلا رأى صيداً، والصيد لا يراه، أليس يوشك أن يأخذه؟! قالوا: بلى؛ فإن الشيطان هو يرانا، ونحن لا نراه فيصيب منا.
14- سوء الخاتمة: الذنوب بريد إلى سوء الخاتمة، لأن الإنسان يموت على ما عاش عليه، فمن أراد أن يموت ساجداً فليكن أكثر أعماله السجود، ومن أراد أن يموت صائما فليكن أكثر أعماله الصيام ، ومن أراد أن يموت ذاكر فليكثر من الذكر، والعاصي مثل ذلك، فمن رأيتموه يختم له بسوء فاعلموا أنه أسرف على نفسه في حياته فحرم التوفيق عند مماته.
وماذا بعد الكلام:
- قس إيمانك بميزان تأثرك بالذنوب، وعلى هذا الأساس حدد مقدار حاجته للإصلاح والترميم.
- أول الطريق إلى الله الرجوع والتألم على اقترافه والندم على الوقوع فيه والتفكر في آثاره واتباعاته.
- من منع نفسه من نعيم زائل اليوم غرق في نعيم الأبد غداً.
- من عمل أعمال الكافرين حشر معهم، ومن عمل أعمال الظالمين حشر معهم، ومن عمل أعمال المنافقين حشر معهم.
- إذا نسيت هذه الآثار فاذكرها عند القبور، فإذا فاتك هذا فمع الرفقة الصالحة، فإن فاتك هذا فاذكرها عند مجالس الذكر، فإن فاتك كل هذا، فقس نبضك لتعرف أحيٌ أنت أم ميت؟!.
- من كره شيئاً هرب منه، ومن أحب شيئاً أصر عليه، فاقرأ هذه الرسالة مرة بعد مرة لتتقن فن الهرب من الذنوب عساك تفلح عند علام الغيوب.
********************************************
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنة إلى لقاء آخر بإذن المولى عز وجل في نسمة أخرى..
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لآ إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
التعديل الأخير تم بواسطة ابتسامة ; 04-05-2015 الساعة 12:03 PM