[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:88%;background-color:black;border:2px groove orangered;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة وإذا أعياه أذى الناس
وصدودهم وكيدهم ،.. نادى في بلال " أقم الصلاة أرحنا بها "
ولا تنبعث هذه الراحة من حركات مصطنعة تتخللها كلمات لا تجاوز الحناجر
إنما الراحة في من تدبر آيات الله وعاش في معانيها فانتشلته من همومه وأحزانه
إلى تسليمه وإيمانه ، ونقلته من عالم الألم إلى عالم الأجر ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة
قال الإمام ابن القيم الجوزية
والناس في الصلاة على مراتب خمس :
أحدها " مرتبة الظالم لنفسه المفرط ، وهو الذي انتقص من وضوئها ومواقيتها
وحدودها وأركانها
الثاني " من يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرة ووضوئها ،
لكن قد ضيع مجاهدة نفسه في الوسوسة فذهب مع الوساوس والأفكار
الثالث " من حافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار
فهو مشغول بمجاهدة عدوه لئلا يسرق صلاته ، فهو في صلاة وجهاد
الرابع " من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها واستغرق قلبه
مراعاة حدودها وحقوقها لئلا يضيع شيئا منها ، بل همه كله مصروف إلى إقامتها
كما ينبغي وإكمالها وإتمامها ، قد استغرق قلبه شأن الصلاة وعبودية ربه تبارك وتعالى فيها
الخامس " من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك ، ولكن مع هذا قد أخذ قلبه ووضعه
بين يدي ربه عز وجل ، ناظرا بقلبه إليه مراقبا له ممتلئا من محبته وعظمته ، كأنه يراه ويشاهده
وقد اضمحلت تلك الوساوس والخطرات ، وارتفعت حجبها بينه وبين ربه ، فهذا
بينه وبين الغافل في الصلاة أفضل وأعظم مما بين السماء والأرض ، وهذا مشغول
بربه عز وجل قرير العين به
فالقسم الأول معاقب ، والثاني محاسب ، والثالث مُكفَرٌ عنه ، والرابع مثاب ،
والخامس مقربٌ من ربه "
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]