السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
حياكم الله اخوتي واخواتي في الله
لاشك ان الأطفال نعمة رزقنا الله اياها فكما اننا نأمل برهما بنا فإن واجبنا اولاً ان نحسن تربيتهما
فكيف لنا ان نحصد ان لم نزرع ان زرعنا بهم الخير حصدناه بإذن الله والهداية من الله
ومن الأخطاء في تربية الأطفال الشجار امامها يبديان غضبهما ويلقيا الكلمات ثم يفترقان من
امامهما متخاصمان مما يؤثر على الطفل رؤية والديه بهذا الحال فيشعر بالوحدة وعدم الأمان
وفي هذا الطرح يوضح كيفية تأثير هذه المشاكل على الأطفال
الطفل عندما يسمع الأصوات الغاضبة لوالده ووالدته فإن درجة توتره ترتفع بشدة، بل إن الأمر قد يصل لدرجة أنه
إذا تشاجر الأبوان وطفلهما نائم فإن نسبة هورمونات التوتر عنده سترتفع وسيحتاج لبعض الوقت حتى يهدأ. عندما
يتشاجر الأب والأم فإن الأمربالنسبة للطفل يكون مخيفا لأن الأب والأم فى الأصل يعتبران مصدر إحساس الطفل بالأمان.
وبما أن الطفل فى حالة تشاجر والده مع والدته لا يستطيع اللجوء إليهما مما قد يدفعه لإخفاء خوفه وهو الأمر الذى يظهر
فى عناد وسوء سلوك يظهره الطفل. إن الطفل أيضا عندما يسمع أبويه يتشاجران فإنه يبدأ فى الاقتناع بأن طريقة حل الخلافات
بين الكبار هى التشاجر والصراخ على بعضهم البعض.
يواجه الأب والأم العديد من التحديات والمسئوليات خلال العام الأول بعد ولادة طفلهما، بالإضافة إلى أن أسلوب
حياتهما يختلف تماما بعد ولادة الطفل، وهو الأمر الذى قد يرفع من نسبة الخلافات بين الاثنين. وهناك العديد من
الطرق الفعالة والإيجابية التى يمكن للأب والأم من خلالها التعامل مع خلافاتهما ومشاكلهما مع ضرورة الابتعاد تماما
عن استخدام العنف يمكن للأب والأم مثلا أن يتحدثا معا أمام الطفل عن شرائهما لسيارة جديدة بطريقة حضارية
وهو الأمر الذى سيجعل الطفل يؤمن بإمكانية وجود خلافات بينهما أو اختلاف فى الرأى بكل حب واحترام.
إذا شاهد الطفل أمه وأباه وهما يتشاجران فإنه قد يصبح مهزوزا ويبدأ فى التساؤل ما إذا كانا قادرين على حمايته
والاعتناء به لأن تصرفاتهما قد تظهر له أنهما غير قادرين على الاعتناء به من الأساس. وقد يبدأ الطفل فى الشعور
بالقلق والاكتئاب وقد تبدأ ثقته بنفسه فى الانخفاض. وعلى الأم أن تعلم أنها عندما تتشاجر مع والد طفلها فإن
انتباهها لا يكون مركزا على الطفل، مع الوضع فى الاعتبار أنه فى تلك الحالات يكون الطفل فى أشد الحاجة
لاهتمام أمه. إن الطفل فى تلك الأوقات قد يختار عدم الذهاب لوالده أو والدته لأنه لا يشعر بالأمان.
فى كثير من الأحيان قد لا يفهم الطفل السبب وراء الخلافات والعراك بين والده ووالدته، ولذلك فإنه قد
يعتقد أنه هو السبب وراء خلافاتهما. فعلى سبيل المثال قد لا ينجح الطفل فى الانتهاء من تنظيف غرفته
أو إنهاء طعامه أو قد يسئ السلوك ويأتى الليل ليجد أبويه يتشاجران مما قد يجعله يعتقد أنه هو السبب وراء
هذا الأمر مع الوضع فى الاعتبار أن هذا الأمر يعتبر حملا ثقيلا على الطفل يؤدى مع الوقت لشعوره بالذنب
والإحراج، بل إنه قد يبدأ فى أن يكره نفسه.
إن الطفل وهو صغير يتصرف بناء على ما يراه من تصرفات والده ووالدته وهذا الأمر يتضمن طريقة تعاملهما
مع المشاكل وحلهما لها. فالطفل مع الوقت سيتعلم أن طريقة حل المشاكل هى النوبات العصبية والشجار
والضرب لأن تلك هى الطرق التى يتبعها أهله. وهناك أمر آخر قد يحدث للطفل فى حالة خلافات أهله الدائمة
أمامه، فقد يبدأ فى كبت مشاعره والانزواء بعيدا وعدم الرغبة فى التعامل مع أى شخص على المستوى الاجتماعى.
إن أى أب وأم سيتشاجران بالتأكيد فى مرحلة من المراحل ولكن يكمن الأمر فى كيفية تعاملهما مع تلك المشاكل
أمام طفلهما بطريقة محترمة يحاولان من خلالها إيجاد حلول بدلا من إلقاء اللوم على بعضهما البعض.
دمتم في حفظ الله ورعايته
التعديل الأخير تم بواسطة -قمر الليالي- ; 10-15-2013 الساعة 09:35 PM