[استقبال رمضان حول العالم يختلف من بلد الي اخر وبدون مقدمات هيا الي الموضووع لانه كبير
اولا تركيا
يستقبل الشعب التركي المسلم شهر رمضان المبارك بمظاهر من الفرح والبهجة، مثلما هو الحال عند كل الشعوب الإسلامية في أركان المعمورة، والحقيقة أن هذه المظاهر العلنية من الشعب التركي فيها البراهين والأدلة الكافية على عمق وترسُّخ الإسلام، ورفض المبدأ العلماني اللاديني الذي تتمسك به نخبة من الجيش في تركيا.
من هذه المظاهر التي تجتاح الشارع التركي مع أيام شهر رمضان المبارك:
فما إن اقترب رمضان هنا في تركيا حتى تزينت مساجد مدينة إسطنبول المشهورة بمآذنها العالية، والتي كتب بالأضواء عليها (أهلا بك يا سلطان الشهور يا رمضان)، فهذه المآذن لا تضاء بهذه الطريقة إلا في رمضان وفي الأعياد والمناسبات الدينية؛ كذكرى الإسراء والمعراج والمولد النبوي.
قراءة القرآن الكريم
الحقيقة أن الأتراك من أكثر الشعوب الإسلامية حساسية واحترامًا وتبجيلاً لكتاب الله؛ فالقرآن الكريم مثلاً يوضع أعلى الكتب في المكتبات، أو في مكان بارز داخل المنزل أو المكتب، ولا يقبل الأتراك بأي حال وضع القرآن الكريم بين الكتب العادية، أيًّا كان شأنها أو قيمتها، بل يضعونه أعلاها دائمًا.
ومن العادات الجميلة والمحبوبة عند الشعب التركي اهتمامه بقراءة القرآن طوال شهر رمضان؛ فعلى صعيد تلك العادة المحببة يقوم الأتراك من الرجال بتقسيم سور القرآن الكريم فيما بينهم، على أساس قدرة الشخص في تحمل قراءة كمٍّ من السور القرآنية؛ فالبعض يقبل قراءة سورة والبعض الآخر يقبل قراءة أكثر من سورة، وفي الأيام الأخيرة من شهر رمضان تقوم هذه المجموعة أو تلك التي انتهت من ختم القرآن بالذهاب معًا إلى أحد الجوامع القريبة؛ لكي تقوم بالدعاء الجماعي الخاص بختم قراءة القرآن، ويشارك إمام الجامع -في الأغلب- هذه الجماعة في مسألة الدعاء والحفل الديني الصغير الذي يقام داخل الجامع على شرف القرآن الكريم.
أكلات تركيه
هذا حال المساجد، أما الناس فيكثر بينهم عبارة (مبارك عليكم رمضان)، فأينما توجهت سمعت هذه الكلمات. ومثل كل الناس في العالم الإسلامي، فإن رمضان هو شهر العبادة، وكذلك هو شهر يرفع فيه لموائد الطعام رايات كبيرة، فما إن يأتي رمضان حتى ترى الإقبال الشديد على شراء المواد الغذائية لعمل أشهى المأكولات..
فهنا في تركيا في شهر رمضان يصنع نوع من أنواع الخبز يسمى رمضان بيدسي، وهذا لا يصنع إلا في شهر رمضان. وكذلك يوجد هناك بعض الحلويات لا تصنع إلا في شهر رمضان، والغريب في الأمر أن التمر لا يباع أو تكاد لا تراه إلا في شهر رمضان، فترى المتاجر تبيع التمر، فهذا تمر عراقي، وهذا تمر إيراني، وهذا تمر المدينة، وهذا تمر الجزائر، فهذا أمر قد تعودنا عليه. أما الغريب في الأمر أن بعض التجار أضافوا صنفًا جديدًا من التمور في هذه السنة، وهذا الصنف الكيلو منه يعادل خمسة وعشرين دولارًا، بينما يباع التمر الإيراني بخمسة دولارات للكيلو الواحد أو أقل من ذلك. ولعلكم ستستغربون إذا علمتم أن الصنف الجديد من التمر هو تمر (القدس)، وسيشتد استغرابكم وعجبكم إذا علمتم أن القدس لا يوجد فيها تمر، ولكن القصة وما فيها أن بعض التجار استغل تعاطف الشعب
التركي مع القضية الفلسطينية والقدس، فباعوا تمرًا نسبوه إلى القدس بأغلى الأثمان.
عادات الأتراك في رمضان
من عادات الأتراك في شهر رمضان أن يبدءوا إفطارهم بتناول التمر أو الزيتون، ويأكلون التمر والزيتون والجبن بأنواعه قبل تناول الطعام الشهي، والبعض يقوم لأداء صلاة المغرب أولاً، ثم يعود لمائدة الطعام مستمرًّا في إفطاره، والبعض يكمل إفطاره ثم يؤدي صلاة المغرب.
وفي شهر رمضان تقوم الأفران والمخابز بعمل خبز خاص لا يُرى إلاّ في شهر رمضان ويسمونه بـ(بيدا)، وهي كلمة فارسية تعني (الفطير)، وهو نوع من الخبز المستدير بأحجام مختلفة ويباع بسعر أغلى من سعر الخبز العادي. ولمّا كانت فطائر (البيدا) تخص شهر رمضان، فإن الأطفال يقفون في صفوف طويلة قبل موعد الإفطار بقليل للحصول على الفطائر الطازجة، والأتراك -عادة- من الشعوب الإسلامية التي تتمتع بثقافة في الطعام والشراب تفوق أخواتها، وتعتبر الكنافة (العجائن المستديرة التي تمتلئ أو تُحشى بالمكسرات وتُسمى عند أهل الشرق بالقطائف) والجلاّش والبقلاوة من أبرز أنواع الحلويات التي يقبل عليها الأتراك في شهر رمضان، ولكن يظل دائمًا وأبدًا طبق الشوربة الساخنة من الأطعمة الأساسية في المائدة التركية؛ ولعل هذا راجع لظروف المناخ البارد في أكثر أوقات السنة
الخرقة الشريفة
ومن العادات الشهيرة عند الأتراك في رمضان قيام الرجال والسيدات من كل أنحاء البلاد بزيارة جامع الخرقة الشريفة بحي الفاتح بإستانبول؛ لمشاهدة الخرقة النبوية الشريفة التي أهداها الرسول لأوس القرني، وقد نقلها السلطان سليم من الحجاز لإستانبول أثناء حكمه للدولة العثمانية.
وهذه الخرقة محفوظة في الجامع منذ تأسيسه عام 1853م، حيث سمح السلطان عبد الحميد الثاني بفتح صندوق الخرقة الشريفة لعرضها على المواطنين في شهر رمضان.
ويصاحب هذه العادة إقامة سوق حول الجامع لبيع الكتب والهدايا والملابس الشرقية والحلويات والمسابح وأغطية الرأس.
ويتم السماح للناس أيضًا في رمضان بزيارة حجرة الأمانات المقدسة الموجودة بقصر طوب قابي -الباب العالي- التي تحوي مقتنيات للرسل والأنبياء والصحابة.
ومع اقتراب وقت السحور يدور المسحراتي في شوارع وأزقة المدن التركية؛ ليوقظ المسلمين من أجل تناول السحور.
وبعد تناول السحور ودخول وقت الإمساك يتوجهون إلى المساجد للصلاة والدعاء بعدها وتلاوة شيء من القرآن قبل الاستماع إلى شيخ المسجد ملقيًا عليهم الدروس في أحكام الصيام وآدابه حتى تطلع الشمس، فيصلون ركعتي الضحى ويعودون إلى بيوتهم.
ومما يميز أهل تركيا أيضًا كثرة الموالد في هذا الشهر؛ ففي كل بيت ومسجد مولد، وقد تقام في الحي الواحد عشرات الموالد التي يمدح فيها النبي ، ويذكر ما جاء في مولده من الآيات، وما ورد في وصفه خَلقًا وخُلقًا.
رمضان في تنزانيا
تعتبر تنزانيا واحدةً من الدول الإسلامية القليلة في الجزء الأسمر من القارة الإفريقية، ويعيش المسلمون
فيها كأصحاب بلاد، لديهم العادات والتقاليد الخاصة بهم، ولديهم الحرية الكاملة في ممارسة شعائرهم، وبالتالي يصطبغ شهر رمضان الكريم في هذه البلاد بصبغة إفريقية إسلامية.
الإسلام في تنزانيا
دخول الإسلام في البلاد
بدأ الإسلام في الدخول إلى هذه البلاد عن طريق التجار الذين كانوا يفدون إلى هناك ثم يعودون لبلادهم،
وكذلك عن طريق المسافرين من أهالي هذه البلاد إلى الخارج الذين عرفوا الدين الحنيف، ثم عادوا ونشروه
في بلادهم، وقد تدعم الوجود الإسلامي في هذه البلاد عن طريق البعثات الدعوية التي ترسلها الدول
الإسلامية الأخرى، مثل البعثات الأزهرية المصرية وبعثات المملكة العربية السعودية، ويعتبر المجتمع
الإسلامي في هذه البلاد مجتمعًا متماسكًا، كما يتسم بالحفاظ على تعاليم الدين الإسلامي والاهتمام
بإحياء كل المناسبات الدينية الإسلامية، وعلى رأسها بطبيعة الحال شهر رمضان المعظم.
المسلمون التنزانيون في شهر رمضان
يُعَظِّمُ التنزانيون شهر رمضان ويجلُّونه ويعاملونه بمهابة تتوافق مع جلال هذا الشهر الكريم، فيبدأون
الاستعداد له منذ حلول نصف شهر شعبان المبارك، ويكون ذلك عن طريق تزيين الشوارع بالأنوار وكذلك تزيين
المحال التجارية والمساجد، وتنشط أيضًا الزيارات العائلية من أجل التحضير للشهر الكريم، ويهتم المسلمون
التنزانيون بالصوم، حتى إن الصيام يبدأ من سن الـ12 عامًا ويعتبرون الجهر بالإفطار في نهار رمضان من أكبر
الذنوب، ولذلك تغلق المطاعم أبوابها خلال أوقات الصيام ولا تفتح إلا بعد صلاة المغرب وحلول موعد الإفطار.
وللشهر الفضيل الوجبات المخصصة له، والتي يلجأ إليها التنزانيون من أجل المساعدة على الاستمرار في
الصيام، فهناك التمر وكذلك الماء المحلَّى بالسُّكَّر إلى جانب طبق الأرز المليء بالسعرات الحرارية والذي
يساعد الصائم، إلى جانب الخضروات والأسماك التي يحصلون عليها من سواحلهم المطلَّة على المحيط.
رمضان في أمريكا
دخل الإسلام في المجتمعِ الأمريكي عن طريقِ المهاجرين من الشرق الأوسط وإفريقيا والدول الإسلامية
الآسيوية، وأخذت الأجيال الأولى تنجب أجيالاً ثانيةً، ومن ثمَّ تكاثر المسلمون في المجتمع الأمريكي وخاصةً
مع بدء اعتناق الأمريكيين الأصليين للدين الإسلامي.. الأمر الذي جعل الإسلام هو الدين الأكثر نموًا في
الولايات المتحدة، وحاليًا تنشط على الأراضي الأمريكية العديد من المنظمات والمؤسسات الخيرية الإسلامية،
ومن أهمها مجلس تنسيق العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير"، وكذلك "مؤسسة القدس"، وكل هذه
المؤسسات تعمل على خدمةِ المسلمين على المستويات الاجتماعية والسياسية أيضًا
المسلمون في شهر رمضان على الطريقة الأمريكية
احتفظ المسلمون المقيمون في المجتمع الأمريكي-
سواء من يحلمون الجنسية الأمريكية أو غيرهم- بالعادات والتقاليد الإسلامية في خلال الشهر الكريم، فكل
أسرة تحمل تقاليدَ مجتمعها، وتعمل على إحيائها في بلادِ الغربةِ، فعلى سبيل المثال لا تزال الأُسر تحرص
على التجمعِ على مائدةٍ واحدةٍ للإفطار معًا من أجلِ تقوية العلاقات بين جميع أفرادِ الأسرة والمجتمع
الإسلامي هناك عامة، كذلك يشهد الشهر الفضيل إقبال المسلمين غير الملتزمين على الصيام.. الأمر الذي
يُشير إلى الدفعةِ الروحية التي يُعطيها الصيام للمسلمين في داخل وخارج أوطانهم، كذلك تمتلئ المساجد
بالمصلين وخاصةً صلاة التراويح، إلى جانبِ تنظيم المؤسسات والجمعيات الخيرية الإسلامية العديدَ من
الأنشطة التعريفية بالصيام وفضله وبالإسلام عامة، فيتحول الشهر الكريم إلى مناسبةٍ دعويةٍ إرشاديةٍ
للمسلمين وغير المسلمين.
ومن مظاهر تفاعل المجتمع الأمريكي عامةً مع الشهر الكريم اهتمام وسائل الإعلام بحلولِ الشهر،
ونشر الصحف مواعيد بدء الصيام، وكذلك نشر المواد الصحفية الخاصة بالشهر من عادات وتقاليد المسلمين
وأشهر الأكلات التي تنتشر في أوساط الجالية الإسلامية، كما يهتم الرئيس الأمريكي "جورج بوش الابن"
بدعوة المسلمين إلى "البيت الأبيض" في أول الشهر الفضيل كما ينص الدستور الأمريكي على احترامِ العباداتِ والأديانِ كلها دون تفرقة.
وعلى مستوى الأفراد بدأ الأمريكيون من غيرِ المسلمين في التعرُّف على الصيامِ والعبادات الإسلامية.. الأمر
الذي يُعطي صورةً عن تقديم المسلمين الأمريكيين نموذجًا جيدًا للدين الإسلامي، وهو ما جعل الإسلام بالفعل الدين الأكثر انتشارًا ونموًّا.
رمضان كشمير .. شهر المقاومة والصبر
تتداعى الثواني والدقائق والأيام سريعًا، والآهات تلو الآهات، تطلقها القلوب قبل الحناجر، ولكن هيهات هيهات أن تجد لها صدى، أو تسمع لها دويًّا، فتتلاشى أوجاعها في جدران الزمن حتى بِتْنَا لا نسمع تنهداتها، أو لعلها ملّت سكوننا فآثرت الانطواء على نفسها لتناجي ربها فهو حسبها ونصيرها.. إنها كشمير، جرح قديم في جسد الأمة الإسلامية، لم يلتئم بَعْدُ، رغم السنين، فما زال ينزف وينزف، لكننا ما عدنا نرى ما يخطّه قلم الحقد الأحمر، ويمر عليها الشهر تلو الشهر، حتى يأتي شهر رمضان.
فكيف نتوقع أن يكون شكل رمضان في هذا البلد الذي يعيش حالة مستمرة من المقاومة تحتمها ظروف الاحتلال الهندوسي، الذي يحشد 700 ألف جندي لضرب المقاومة الإسلامية في كشمير، التي تبلغ مساحتها 242000 كيلو متر مربع، وعدد سكانها يصل إلى 5.12 مليون نسمة، نسبة المسلمين 85% من إجمالي السكان، وقدمت المقاومة في كشمير أكثر من مائة ألف شهيد، منهم 90 ألفًا من المدنيين الأبرياء الذين سقطوا نتيجة سياسة القتل العشوائي، واستشهد أكثر من خمسة آلاف خلال الاحتجاز في السجون وأقسام الشرطة الهندوسية، فضلاً عن وجود أكثر من مائة ألف أسير مسلم يعانون في هذه السجون قسوة القهر وظلم حكام العالم الإسلامي، الذين تركوهم ليلتهمهم الهندوس غير عابئين بتقارير منظمات حقوق الإنسان التي تفضح ممارسات الهندوس ضد المسلمين الكشميريين.
وعن انتهاكات الهندوس للمقدسات الإسلامية فحدث ولا حرج، فقد أحرقت القوات الهندوسية ودنست حوالي 825 مسجدًا، كما أحرقت عشرات الآلاف من المصاحف، ودمرت وأحرقت مائة ألف منزل ومتجر، ومئات الآلاف من المواشي، كما تم إتلاف بساتين وغابات وحبوب زراعية تقدر قيمتها بملايين الدولارات؛ فكشمير ذات أغصان وارفة, وجنة غناء, وأشجار الفاكهة فيها تبلغ 219 نوعًا, منها 111 نوعًا من التفاح، و63 نوعًا من الكمثرى، ونحو 31 نوعًا من البرقوق, ونحو 14 نوعًا من الكريز, والليمون الهندي, والجوز والخوخ, والمشمش, واللوز, والفستق والسفرجل والمانجو.
جغرافيا وتاريخ
يعود تاريخ دخولها الإسلام في القرن الأول الهجري في زمن محمد بن القاسم الثقفي الذي دخل السند وسار حتى وصل إلى كشمير, وضمها جلال الدين أكبر عام 1587م إلى دولة المغول الإسلامية، وتقع كشمير في أقصى الشمال الغربي لشبه قارة جنوب آسيا، وتتمتع بموقع استراتيجي بين آسيا الوسطى وجنوب آسيا، حيث تتقاسم الحدود مع كل من الهند، وباكستان، وأفغانستان، والصين.
وقد كانت كشمير ضمن شبه القارة الهندية حتى عام 1947م عندما تم تقسيم شبه القارة إلى الهند وباكستان، وكان قرار التقسيم ينص على أن الولايات ذات الأغلبية المسلمة تنضم للباكستان، والولايات ذات الأغلبية الهندوسية تنضم للهند، إلا أن هذا القرار لم يُطبق على ولاية كشمير التي احتلت الهند ثلثيها -وما زالت- ويسمى كشمير المحتلة، وهذا الجزء هو موضوعنا اليوم، أما الثلث الأخير فيسمى كشمير الحرة، وهو الجزء الذي تسيطر عليه باكستان.
وقد بدأت المقاومة المسلحة في كشمير المحتلة في السنوات الأخيرة من العقد التاسع من القرن الماضي، وما زالت مستمرة حتى الآن، وقد ذكرنا في بداية مقالنا نتيجة هذه المقاومة والانتهاكات التي يتعرض لها المسلمون هناك، فكيف يا ترى يستقبل المسلمون هناك الأعياد والمواسم الإسلامية، خصوصًا شهر رمضان المبارك؟ السطور التالية تجيب على السؤال السالف.
رؤية الهلال
انتظار هلال رمضان من العادات المنتشرة بين شعوب العالم الإسلامي، وكذلك هي عادة أهل كشمير الذين ينتظرون إعلان لجنة روية الهلال الباكستانية الموكل إليها الإعلان عن بدء الشهر المبارك وكذلك انقضاؤه، ورغم ذلك فهناك بعض الجماعات الكشميرية تعتمد في صيامها على روية الهلال في الهند دون النظر لما تعلنه لجنة رؤية الهلال الباكستانية. كما أن هناك جماعات أخرى (السلفيون) تصوم على روية الهلال في المملكة العربية السعودية، ولا تعتمد أيضًا على إعلان لجنة رؤية الهلال الباكستانية. وهذه الانشقاقات داخل المجتمع الكشميري هي عورة منتشرة على خريطة العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، وينتظر المخلصون لهذا الدين أن يجتمع المسلمون على هلال واحد، كما هم مجتمعون على إله واحد، ونبي واحد، وكتاب واحد، وقبلة واحدة.
وفور الإعلان عن رؤية الهلال يتم تزيين المساجد التي تُقام فيها صلاة التراويح، وتستمر هذه الزينة حتى انقضاء عيد الفطر، وصلاة التراويح عشرون ركعة، ويتم ختم القرآن الكريم مرة واحدة في صلاة التراويح، ويكون ختم القرآن في ليلة القدر (ليلة السابع والعشرين من الشهر الكريم)، وبين كل أربع ركعات من التراويح يردد المصلون الأوراد والأذكار، وفي بعض المساجد تكون هناك دروس تفسير للآيات التي صلى بها الإمام، وهي دروس تسهِّل على المصلين فهم ما يتلوه الإمام في صلاة التراويح.
إفطار وسحور وتراويح
يعيش المسلمون في كشمير أوضاعًا مأساوية بسبب الاحتلال الهندوسي فينتشر الفقر، والبطالة، والتشرد، وينتشر المتسولون في أنحاء كشمير، وهذه الأوضاع تخيم بظلالها السيئة على الكشميريين في رمضان؛ حيث لم يعد يشعر الكشميريون بالفرحة، فطبق "وازوان" الذي يحوي أكثر من ثلاثين نوعًا من أنواع الطعام، أصبح إعداده أمرًا نادرًا في رمضان، أما الـ"كونجري" وهو وعاء صغير يضعه كل مواطن داخل صدره، وأسفل ملابسه العليا من أجل التدفئة خلال شتاء كشمير القارس، ويحتوي على لهب من نار.. فقد أصبح أداة من أدوات المقاومة ضد الاحتلال الهندي، فهو بمنزلة عبوة ناسفة ضدهم.
ومع هذا الوضع المأساوي الذي يعيشه المسلمون في كشمير المحتلة إلا أن المسلمين يصرون على الاحتفاء بالشهر الكريم من خلال موائد الإفطار التي يقيمها الأثرياء للفقراء والمساكين في المساجد -رغم الحصار الهندوسي- حيث يتناول الصائمون بعض التمرات ثم يصلون المغرب، وبعدها يتحلّق الصائمون حول موائد الطعام، ثم ينتظرون العشاء والتراويح، وبعد ذلك يتوجهون إلى بيوتهم للنوم، ويستيقظون للسحور على مكبرات الصوت المنطلقة من المساجد تعلنهم بدخول وقت السحور. ولا ينام الكشميريون بعد السحور، بل يستعدون لصلاة الفجر، وبعد الفجر يجلسون في مصلاهم يقرءون القرآن ويذكرون الله -تعالى- حتى تشرق الشمس، يصلون ركعتين وينطلقون إلى أعمالهم، ودوام العمل يستمر من الشروق حتى صلاة الظهر.
رمضان حزين
رمضان في كشمير حزين، وهو أشبه برمضان في فلسطين المحتلة، حيث يزيد جنود الاحتلال الهندي من حصارهم للقرى والمدن الكشميرية التي تنطلق منها المقاومة خلال شهر رمضان الكريم؛ من أجل الحيلولة بين توجه الناس إلى المساجد التي يبلغ عددها في الإقليم نحو خمسة آلاف مسجد، كما يلقون القبض على من يشتبهون في أنه ملتزم دينيًّا، أما من يشتبهون في أنه ينتمي إلى الجماعة الإسلامية، فإنهم لا يترددون في قتله فورًا، ويزيد البطش والظلم للمسلمين في شهر رمضان الكريم؛ لأن الإقليم يشهد صحوة دينية؛ فرغم هذا الحصار يزداد إقبال الشباب على التجمع بالمساجد لأداء الصلوات وبخاصة التراويح، وهذا ما يغيظ القوات الهندية بشدة ويستفزها؛ لأنها تتخوف من قيام البعض بتدبير عمليات جهادية ضدها.
وتتزايد في رمضان العمليات الجهادية ضد قوات الاحتلال الهندي، الأمر الذي يدفع المسئولين الهندوس لإعلان الهدنة، ووقف القتال خلال شهر رمضان، مدعين احترامهم للشهر الكريم، ويؤكد المسئولون أن الحكومة ستلتزم بهذه الهدنة، إلا أن المقاومة الإسلامية تكثف من هجماتها ضد القوات الحكومية خلال شهر رمضان.
ومع تزايد العمليات الجهادية في رمضان يتزايد الإقبال على التعليم الإسلامي؛ حيث تنتشر 1200 مدرسة إسلامية في سائر أرجاء الإقليم.
ي النيجر يستقبلون رمضان بالدفوف، يبلغ عدد سكان النيجر 10 ملايين نسمة يشكل المسلمون نسبة 98% من عدد السكان.
تقديم الهدايا:
مع بداية شهر رمضان المعظم يتم تبادل الهدايا بين الخطيب أو الزوج حيث يقدم الخطيب لخطيبته (سكر القوالب) ويقدمه الزوج لأهل زوجته، وكذلك يخرج الأطفال بالدفوف لإعلام الناس بمقدم الشهر الكريم.
تلاوة القرآن:
المساجد في رمضان تتحول إلى حلقات الدروس الدينية وتتواصل تلك الدروس (ليلا -ونهارا ) وكذلك البرامج الإعلامية تأخذ صبغة دينية وفي العشر الأواخر من رمضان يعتكف الصائمون في المساجد.
ليلة القدر:
يوم ليلة القدر أجازة رسمية في كل المصالح الحكومية ويذهب رئيس الدولة ورئيس وأعضاء الحكومة ورئيس وأعضاء البرلمان ورجال القضاء ورؤساء المحاكم إلى المسجد الكبير في العاصمة لإحياء ليلة القدر.
المسحراتي في النيجر:
يقوم المسحراتي في ليل رمضان بضرب الدف لإعلان الاستعداد للسحور ثم يمر بعد تناول السحور لإعلان قرب موعد صلاة الفجر والإقلاع عن الطعام.
الإفطار:
تتكون وجبة الإفطار من:
مكرونة، وبيض ، وخضروات وغالبا ما تكون العصيدة هي أهم وجبة في الإفطار.
خضروات ممزوجة الفلفل والبهارات بجميع أنواعها لفتح شهية الطعام وتسمى (كبطة).
تهدي كل الأسر بعضها البعض أنواعا من إفطارها.
ليلة العيد
تقوم كل الأسر بطبخ طعام عبارة عن:
دجاج، أو لحم، ومكرونة ليأكلون صباح يوم العيد قبل الذهاب إلى صلاة العيد وتتبادل الأسر والأقارب هذا الطعام كهدايا.
التعديل الأخير تم بواسطة التائب الحزين ; 07-10-2013 الساعة 12:51 PM