كيف تحببي إلى طفلك القراءة تعلُّق الطفل بالقراءة ينبع من تعلقه بالكتاب، فالمدخل هو أن نحبِّب إليه الكتاب، وأن يتعوَّد على قضاء بعض الوقت مع الكتاب، مثل توفير بعض الكتب التي تحتوي على الصور التي يحبُّها للحيوانات والطُّيور وغيرها، فيقوم بتصفُّحه، وتَمليكه الكتاب حتَّى يحرص عليه ويطلبه، ومصاحبة الطِّفْل لأحد الوالدَين لشراء هذا الكتاب واختِياره بنفسه من المكتبة، وعند دخول المدْرسة يفضَّل تكوين مكتبة صغيرة للطِّفل تَحتوي على الكتُب ، وبعض القصص ، وبعض المجلات التي تصدر للأطفال، وتشجيع الطِّفل على قراءتِها ومناقشته فيها، واستِحْسان ما يقوله من حكايات نقَلَها من الكتُب؛ حتَّى يحرص على القراءة وحتى يُستمع له. يُفضل تعويد الطفل الجلوس على مكتب منذ صغره، وخاصَّة بعد دخوله المدرسة؛ لأنَّ ذلك من أسباب التفوُّق في الدراسة، ويساعد على التَّركيز، وتقْدير الوقت المناسب للاستذكار، وإمْكان حساب الوقت وتنظيمه، وقد سأل طالب أستاذًا مربِّيًا في الجامعة، عن كيفيَّة تحقيق حلمه بأن يُصبح أستاذًا للأدب المقارن في الجامعة، فيحفظ عدَّة لغات ويتقِنُها، فأجاب الأستاذ بعد تفكير، فقال له: هل تستطيع الجلوس على مكتبِك ستَّ ساعاتٍ يوميًّا؟ إنِ استطعْتَ ذلك تحقَّق لك ما تريد. - قد تُنْفِق على طفلك مبالغ طائلة في شراء أدوات التَّسلية واللَّعِب والتَّرفيه، وضمّه في النوادي، وترفض - في الوقْت نفسِه - إشراكَه في مجلَّة أطفال، أو شراء الكتُب له، فهل فكَّرت كيف سيكون انطِباع طفلك؟ هل فكَّرت كمْ كتابًا يُمكنك أن تشتريَ ببعض المال الذي تُنْفِقه في شراء أدوات التَّسلية واللَّعِب والترفيه؟ إنَّ مِن واجبنا كآباءٍ وأمَّهات أن نخصِّص مبلغًا شهريًّا مهْما كان قليلاً، ونُخصِّصه لشراء الكتُب لأطفالنا. - خُذ أطفالَك إلى محلات بيْع الكتُب كلَّما استطعت ذلك، ودعْهم يشترون كتُبهم المفضَّلة، واغتنِمْ فرصة ذهابك لمركز التسوُّق الذي يحوي ركنًا للكتُب، واشترِ لكلّ ابنٍ من أبنائك كتابًا، ولو كان رخيصَ الثمن جدًّا، والهدف من ذلك أن نلفت انتِباه الأطفال إلى أننا لا ننفِق نقودنا على المأكولات فقط؛ بل على الكتُب أيضًا. - إذا أبدى طفلَك الرَّغبة لشراء أو قراءة كتاب صعب؛ فأحْضِره له، وسوف تلمس نتائجَ مدهِشة، سوف ترى أنَّه يستغرِق ساعاتٍ في قراءة صفحاتٍ قليلة، وربَّما يكرِّر لفظ كلمة ما أكثر من مرَّة، والمدهش أنَّه يستطيع قراءة كلِمات كثيرة إذا ما توافرت لديه الرغبة، وقد يقرأ الطفل قسمًا يسيرًا من الكتاب في سنوات، ولا بأس في ذلك مادام يحب الكتاب. إذا اشترى طفلك كتابًا أو أحضرتَه إليه فلم يقرأْه، فلا تقلقي فسوف يقرؤُه فيما بعد، وكثيرًا ما يترُك الأطفال الكتُب لمدَّة طويلة ثم يعودون إليها ولقراءتها، وأحيانا قد يقرأ الطفل قسمًا صغيرًا من الكتاب، ثم يكمله فيما بعد، وقد يقرؤه كله دون أن يعلم أحد. - شجِّعي طفلك على قراءة الكتُب والقصص والروايات المسلْسلة، فعندما يتعلَّق طفلك بسلْسلة كتُب، ويقرأ كتابًا منها، فمن السَّهل العثور على الكتاب التَّالي لها، وإذا أحبَّ واحدًا منها فغالبًا ما يحب السلْسلة بأكملها، مع نهاية السلسلة سيكون إنْ شاء الله قدِ اكتسب عادةَ القراءة وأحبَّ شراء الكتب. - علِّم طفلك كيف يختار كتابًا ليشتريه أو ليقرأه، ويتمّ ذلك عن طريق مسْح شامل للكتاب بسرعة وإتقان، فلكل كتاب أربعة أقسام رئيسة هي: الغلاف والمقدِّمة والخاتِمة والمحتوى، نبدأ بالغلاف، وفيه نقرأ عنوان الكتاب واسم المؤلِّف، الناشر وتاريخ النشْر، وهذا مهمٌّ في الكتُب العلميَّة وكتب الكمبيوتر؛ وذلك بسبب التطوُّرات السَّريعة والاكتِشافات الكثيرة والجديدة، ثم يأتي دور المقدِّمة أو المدخل، ستجِد فيها ملخَّصًا عن فِكْرة الكِتاب ولمن كتب، وفي الخاتمة تجد القاموس الذي يبيِّن مصطلحات موضوع الكتاب، والمراجع وفهرس محتويات الكتاب مرتَّبة هجائيًّا، وعليك أن تلقي نظرة على محتوى الكتاب، لاحظ العنوان والعناوين الفرعية: اقرأها أوَّلاً لتتكوَّن لديك صورةً عامَّة عن الكتاب، عند ذلك تقرِّر: هل سيكون الكتاب مناسبًا أو لا؟ في حفظ الله ورعايته