06-22-2013, 06:52 PM
|
|
مسائل في احكام الصيام للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
حياكم الله اخوتي في الله اعضاء وزوار منتدى مونمس الكرام
كما نعلم جميعا انه لم يبقى إلا أيام معدودة حتى نستقبل شهر رمضان الكريم اسأل الله أن يبلغني وإياكم هذا الشهر الفضيل وأن لايحرمنا فضله
وأن يجعلنا ممن يصومه ويقومه إيمانا واحتسابا وأن يجعلنا فيه من المقبولين وأن يعتقنا فيه و والدينا وجميع المسلمين من النار
إنه ولي ذلك والقادر عليه
في هذا الطرح جزء من باب الصيام من كتاب تُحفة الأخوان بأجوبة أركان الإسلام
لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
فهو عبارة عن اسئلة وأجوبة تتعلق في الصوم فبما اننا مقبلين على شهر الصيام فعلينا ان نتعلم ماوجب علينا فعله وتركه وبما ان
الأمور قد اصبحت يسيره فقد أُقيمت علينا الحجة فنسأل الله ان يفقهنا في الدين وان يوفقنا لعبادته كما أمر
وكما سبق سيكون معنا في هذا الموضوع جزء بسيط من باب الصيام ليسهل عينا الطرح والقراءة
وسيتجدد معنا الطرح بإذن الله في مواضيع أُخرى حتى ننهيه إن شاء الله
1 على من يجيب صيام رمضان .. ومافضل صيامه وصيام التطوع ؟
يجب صوم رمضان على كل مسلم مُكلف من الرجال والنساء ويُستحب لمن بلغ سبعاً فأكثر وأطاقه
من الذكور الإناث ويجب على أولياء أمورهم أمرهم بذلك إذا أطاقو كما يأمرونهم بالصلاة
والأصل في هذا قول الله عز وجل
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾
إلى ان قال سبحانه
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ
فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ
وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )
وقول النبي صلى الله عليه الصلاة والسلام ( بُني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله , وإقام الصلاة , وإيتاء الزكاة , وصوم رمضان , وحج البيت )
متفق على صحته من حديث ابن عمر رضي الله عنهما وقوله صلى الله عليه وسلم لما سأله جبرائيل عن الإسلام قال
( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استعطت إليه سبيلا )
خرجه مسلم في صحيحه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأخرج معناه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفرله ماتقدم من ذنبه
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ( يقول الله عز وجل كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي
وأنا أجزي به ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله
من ريح المسك ) متفق على صحته والأحاديث في فضل صوم رمضان وفي فضل الصوم مطلقاً كثيرة معلومة
والله ولي التوفيق
2 هل يؤمر الصبي المميز بالصيام وهل يجزئ عنه لو بلغ في أثناء الصيام؟
الجواب : سبق في جواب السؤال الأول أن الصبيان والفتيات إذا بلغوا سبعاً فأكثر يؤمرون بالصيام ليعتادوه وعلى أولياء أمورهم أن يأمروهم
بذلك كما يأمرونهم بالصلاة فإذا بلغوا الحُلُمَ وجب عليهم الصوم وإذا بلغوا في أثناء النهار أجزأهم ذلك اليوم فلو فُرض أن الصبي أكمل الخامسة عشرة
عند الزوال وهو صائم ذلك اليوم أجزأه ذلك وكان أول النهار نفلاً وآخره فريضة إذا لم يكن بلغ قبل ذلك بإنبات الشعر الخشن حول الفرج
وهو المُسمى العانة أو بإنزال المني عن الشهوة وهكذا الفتاة الحكم فيهما سواء إلا أن الفتاة تزيد أمراً رابعاً يحصل به البلوغ وهو الحيض
3 أيهما أفضل للمسافر الفطر أم الصيام وخاصة السفر الذي لامشقة فيه كالسفر في الطائرة أو الوسائل الحديثة الأخرى ؟
الجواب : الأفضل للصائم الفطر في السفرمطلقاً ومن صام فلا حرج عليه لأن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه هذا وهذا وهكذا الصحابة
رضي الله عنهم لكن إذا اشتد الحر وعظمت المشقة تأكد الفطر وكره الصوم للمسافر لأنه صلى الله عليه وسلم لما رأى رجلاً قد ظُلل عليه
في السفر من شدة الحر وهو صائم قال صلى الله عليه وسلم ( ليس من البر الصوم في السفر ) ولما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال
( إن الله يُحب أن تُؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته ) وفي لفظ ( كما يُحب أن تؤتى عزائمُه ) ولا فرق في ذلك بين من سافر على السيارات
او الجمال او السفن والبواخر وبين من سافر في الطائرات فإن الجميع يشملهم اسم السفر ويترخصون برخصه والله سبحانه شرع للعباد أحكام السفر
والإقامة في عهده صلى الله عليه وسلم ولمن جاء بعده إلى يوم القيامة فهو سبحانه يعلم مايقع من تغير
الأحوال وتنوع وسائل السفر ولو كان الحكم يختلف لنبه عليه سبحانه كما قال عز وجل في سورة النحل (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ
وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) وقال سبحانه في سورة النحل أيضا ( وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ )
4بماذا يثبت دخول شهر رمضان وخروجه وماحكم من رأى الهلال وحده عند دخول الشهر أو خروجه ؟
الجواب : يثبت دخول الشهر وخروجه بشاهدي عدل فأكثر ويثبت دخوله فقط بشاهد واحد لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
( فإن شهد شاهدان فصوموا وأفطروا ) وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أمر الناس بالصيام بشاهد ابن عمر رضي الله عنهما وبشهادة أعرابي ولم
يطلب شاهداً آخر عليه الصلاة والسلام والحكمة في ذلك والله أعلم الاحتياط للدين في الدخول والخروج كما نص على ذلك أهل العلم
ومن رأى الهلال وحده في الدخول أو الخروج ولم يعمل بشهادته فإنه يصوم مع الناس ويُفطر مع الناس ولايعمل بشهادة نفسه في أصح أقوال أهل العلم
لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( الصومُ يوم تصومون والفطرُ يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون ) والله ولي التوفيق
5 كيف يصوم الناس إذا اختلفت المطالع ؟ وهل يلزم أهل البلاد البعيدة كأمريكا واستراليا أن يصوموا على رؤية أهل المملكة ؟ لأنهم لايتراءون الهلال ؟
الجواب : الصواب اعتماد الرؤية وعدم اعتبار اختلاف المطالع في ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر باعتماد الرؤية ولم يفصل في ذلك
وذلك فيما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غُم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين ) متفق على صحته
وقوله صلى الله عليه وسلم ( لاتصوموا حتى تروا الهلال أو تُكملوا العدة ولاتُفطروا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة ) والأحاديث في هذا
المعنى كثيرة . ولم يُشر صلى الله عليه وسلم إلى اختلاف المطالع وهو يعلم ذلك وقد ذهب جمعٌ من أهل العلم إلى أن لكل بلد رؤيته إذا اختلفت
المطالع واحتجوا بما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه لم يعمل برؤية أهل الشام وكان في المدينة رضي الله عنه وكان أهل الشام قد رأوا الهلال
ليلة الجمعة وصاموا بذلك في عهد معاوية رضي الله عنه أما أهل المدينة فلم يروه إلا ليلة السبت فقال ابن عباس رضي الله عنهما لما اخبره كريب
برؤيته أهل الشام وصيامهم : نحن رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نراه أو نكمل العدة واحتج بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( صوموا لرؤيته
وأفطروا لرؤيته ) الحديث . وهذا قول له حظه من القوة وقد رأى القول به أعضاءُ مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية جمعاً بين الأدلة
والله ولي التوفيق اللهم علمنا ما ينفعنا ونفعنا بما علمتنا وزدنا علما
جزى الله الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله خير الجزاء وجعل ماقدمه للأمة في ميزان حسناته
إنه ولي ذلك والقادر عليه
في حفظ الله ورعايته
|