05-28-2013, 02:35 AM
|
|
ذكاء وفراسة الامام الشافعي نضّر الله وجهه ورضي عنه ورحمه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم أما بعد :
فقد سُئل الامام الشافعي عن رجل في فمه تمرة
فقال : إن أكلتها فامرأتي طالق , و إن طرحتها فامرأتي طالق .
قال الامام الشافعي : يأكل نصفاً و يطرح النصف !!
قال الربيع بن سليمان : كنت يوماً عند الامام الشافعي فجاءه رجل فقال : أيها العالم ما تقول
في حالف حلف : إن كان في كمي دراهم أكثر من ثلاثة فعبدي حر ؟! وكان في كمه أربعة دراهم !!
فقال الامام الشافعي : لم يعتق عبده , قال الرجل : لم ؟
قال الامام الشافعي : لأنه استثنى من جملة ما في كمه دراهم , والدرهم لا يكون دراهم
فقال الرجل : آمنت بالذي فوَهك هذا العلم .
جاءت امرأة الى الامام الشافعي وقالت له :
مات اخي وترك 600 درهم .. فلم أنل من هذه التركة إلا درهمًا واحدًا .. فكيف هذا ؟
فقال الامام الشافعي : لعل هذا الرجل مات عن ابنتين وأم و زوجة واثني عشر أخاً وأختٍ واحدةٍ
فأخذت البنتان الثلثين وهما 400 درهم .. وأخذت الأم السدسَ وهو 100 درهم
وأخذت الزوجة الثمنَ وهو 75 درهم .. وأخذ الإثنا عشر أخاً 24 درهمًا فبقي درهم واحد للأخت والتي هي انت !!!!!
عندما كان الامام الشافعي صغيرا كان يتردد كثيرا على مجلس الامام مالك
ولانه وقتها صغير السن كان لا يستطيع ان يجلس في مجلس علم الامام مالك
فكان يلجأ الي ان يسال كل من يطلب الامام مالك في فتوى عن الاجابة
وفي مرة جاء رجل الي الامام مالك ليسأله في امر , حيث انه قال لزوجته : ( انتِ طالق ان لم تكوني اجمل من القمر )
فقال له الامام مالك انت قد طلقتها , فخرج الرجل حزيناً , فسأله الامام الشافعي عن جواب فتواه
وعندما علم الامام الشافعي دخل الي الامام مالك وقال له يا امام الله سبحانه وتعالي يقول : ( لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم )
فتراجع الامام مالك عن فتواه وقال : ( اخطأ مالك وأصاب الشافعي )
ومن حينها صار يسمح للامام الشافعي للدخول الي مجلسه ..
ذات يوم جاء بعض الملحدين إلى الإمام الشافعي وكان يجلس تحت شجرة للتوت
وطلبوا منه أن يذكر لهم دليلاً على وجود الله عز وجل , فقال لهم على الفور : انا اعطيكم الدليل عبر ورقة التوت هذه !!
فتعجب الملحدون وقالوا : كيف تكون ورقة التوت دليلاً على وجود الله ؟!
فقال الإمام الشافعى : ورقة التوت طعمها واحد ؛ لكن إذا أكلها دود القز أخرج حريرا طريا
وإذا أكلها النحل أخرج عسلاً جنيا , وإذا أكلها الظبي أخرج المسك زكيا
وإذا أكلتها الشاة أخرجت لبناً شهيا ، فمن الذي وحد الأصل وعدد المخارج ؟! إنه الله عز وجل
فأعجب الملحدون بذكائه واسلم كثيرا منهم ..
كان الامام الشافعي في جلسة علم له وبعد ان انهاها خرج هو وتلاميذه
فذهب اليه احد السفهاء الحاقدون وشتمه وسبه سبا شنيعاً !!
فقال احد تلاميذ الامام الشافعي : دعني اؤدبه يا امام .. فقال له الامام الشافعي : لا دعه .. ثم أنشد قائلا :
يخاطبني السفيه بكل قبح .. فآبى أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلماً .. كعودٍ زاده الإحراق طيبا
كان الامام الشافعي رضي الله عنه يستشهد كثيرا في مجالس علمه
بأقوال واشعار وفتاوي الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه ..
فذهب اليه احد الخوارج برؤيا رآها قبحهم الله - الذين يكفرون سيدنا علي -
فقال : يا ابا عبد الله , كلما جلستَ في مجلس تكلمتَ فيه عن فقه علي وعن علم علي !
ولقد رأيته البارحة في منامي .. وكلما طرحتُ عليه سؤالاً قال لي : سلاما .. سلاما
إنه جاهل , إنه لا يعرف شيئا !
فضحك الامام الشافعي وقال : وهل ترى جواباً اعظم من هذا الجواب ؟
ألم تقرأ قول الله سبحانه : ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً ) ؟؟
فضج المجلس كله بالضحك ^^
قال الربيع : مرض الامام الشافعي فدخلت عليه
فقلت : يا أبا عبد الله قوى الله ضعفك
فقال : يا ابا محمد لو قوى الله ضعفي على قوتي لأهلكني
قلت : يا ابا عبد الله ما أردت الا الخير
فقال : ولو دعوت الله عليّ لعلمت أنك لم ترد الا الخير !
قيل للامام الشافعي :
إني رأيت رجلا يصلي اماماً بنفسين - يعني بفردين - وهو صائم
فالتفت عن يمينه فنظر الى قوم يتحدثون , فحرمت عليه امرأته وبطل صومه
ووجب جلد المأمومين ونقض الجامع - يعني هدمه - وبطلت صلاته .. فكيف هذا ؟!!
فقال الامام الشافعي : هذا رجل قد تزوج بامرأة قد غاب زوجها وشهد المأمومان بوفاته
وأنه وصى بداره ان تجعل مسجدا وكان مقيما صائما , فالتفت فرأى زوج المرأة قد قدم
والناس يقولون خرج يوم الصوم وجاء يوم العيد , وهو لم يعلم بأن هلال شوال قد رئُي
ورأى الى جانبه ماء وعلى ثوبه نجاسة , فإن المرأة تحرم عليه لقدوم زوجها
وصومه يبطل بكون اليوم عيدا , وصلاته تبطل برؤية الماء , ويُجلد الرجلان لكونهما شاهدي زور
ويجب نقض المسجد لأن الوصية لم تصلح والدار لمالكها !
سـأل بعض الناس الامام الشافعي عن ثمانيـة أشياء فقالوا له :
ما رأيك في واجب وأوجب وعجيب وأعجب وصعب وأصعب وقريب وأقرب ؟
فرد عليهم بقوله : من واجب الناس أن يتوبوا ولكن ترك الذنوب أوجب والدهر في صرفه عجيب وغفلة الناس عنه أعجب
والصبر في النائبات صعب ولكن فوات الثواب أصعب وكل ماترتجي قريب والموت من دون ذلك أقرب
~ .. فراسة الامام الشافعي رضوان الله عليه .. ~
قال الربيع : مر أخي في صحن الجامع .. فدعاني الامام الشافعي فقال لى : " ياربيع أنظر إلى الذى يمشى هذا أخوك ؟ "
قلت : نعم أصلحك الله , قال : " اذهب " .. ولم يكن رآه قبل ذلك
قال قتيبة بن سعيد : رأيت محمد بن الحسن والامام الشافعى قاعدين بفناء الكعبة فمر رجل
فقال أحدهما للآخر : تعال نركز على هذا المار أى حرفة معه
فقال أحدهما هذا خياط وقال الآخر هذا نجار فبعثا إليه فسألاه .. فقال : كنت نجارا واليوم أخيط
وقال الربيع : سمعت الامام الشافعى وقدم عليه رجل من أهل صنعاء فلما رآه
قال الامام الشافعي له : من أهل صنعاء ؟ قال : نعم , قال : فحداد أنت ؟ قال نعم !!
وقال الربيع : كنا عند الشافعي إذا مر به رجل فقال الامام : لا يخلو هذا أن يكون حائكا أو نجارا
قال : فدعوناه .. فقال الامام : ما صنعتك ؟ فقال : نجار , فقلنا : أو غير ذلك ؟ قال عندى غلمان يعملون الثياب !!
وقال الربيع : دخلنا على الامام الشافعي عند وفاته أنا والبويطي والمزني ومحمد بن عبد الله ابن عبد الحكم
قال فنظر إلينا الامام الشافعي ساعة فأطال ثم التفت فقال : أما أنت يا أبا يعقوب فستموت في حديد يعنى البويطي
وأما أنت يا مزني فسيكون لك بمصر هنات وهنات ولتدركن زمانا تكون أقيس أهل ذلك الزمان
وأما انت يا محمد فسترجع إلى مذهب أبيك وأما أنت يا ربيع فأنت أنفعهم لى في نشر الكتب
قم يا أبا يعقوب فتسلم الحلقة .. قال الربيع : فكان كما قال !!
وقال الربيع : ما رأيت أفطن من الشافعي لقد سمى رجالا ممن يصحبه فوصف كل واحد منهم بصفة ما أخطأ فيها
فذكر المزني والبويطى وفلانا فقال ليفعلن فلان كذا وفلان كذا وليصحبن فلان السلطان وليقلدن القضاء
وقال لهم يوما وقد اجتمعوا ما فيكم أنفع من هذا وأومأ إلي لأنه أمثلكم بأخيه
وذكر صفاتا غير هذه فلما مات الامام الشافعي صار كل منهم إلى ما ذكر فيه ما أخطأ في شيء من ذلك !!
~ .. واخيرا فأختم بهذين الموقفين .. ~
عن المزني قال : دخلت على الامام الشافعي في علته التي مات فيها فقلت كيف أصبحت ؟
فقال : أصبحت من الدنيا راحلا ولإخواني مفارقا ولكأس المنية شاربا ولسوء أعمالي ملاقيا وعلى الله تعالى واردا
فلا أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنيها أم إلى النار فأعزيها ثم بكى وأنشأ يقول :
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ... جعلت الرجا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبـي فلمـا قرنتـه ... بعفوك ربي كان عفوك أعظمــا
وما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل ... تجود وتعفـو منـةً وتكَرُّمــا
وعن الربيع قال : كنا جلوسا في حلقة الامام الشافعي بعد موته بيسير
فوقف علينا أعرابي فسلم ثم قال لنا : أين قمر هذه الحلقة وشمسها ؟
فقلنا : توفي رحمه الله .. فبكى بكاءً شديداً ثم قال : رحمه الله وغفر له فلقد كان يفتح ببيانه منغلق الحجة
ويسد على خصمه واضح المحجة ويغسل من العار وجوها مسودة ويوسع بالرأي أبوابا منسدة ثم انصرف
~ وصلى الله تعالى على رسولنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .. ~
التعديل الأخير تم بواسطة البطل المجاور ; 06-02-2013 الساعة 12:51 PM
|