قال النبي عليه الصلاة والسلام : " الدين "
هذا دين عمر فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه من اعظم الناس ديناً وعلماً ،
يذكر اهل السير أن عمر رضي الله عنه في فتره خلافته خرج متلبساً قاصداً الجمعة
فمر بميزاب (ميزاب الذي يصرف المياه) ، بميزابٍ للعباس – قطرَعليه دماً- وكان العباس
قد ذبح دجاجة ؛ فنزل الدم على ثوب عمر وهو ذاهب الى الجمعة وليس عنده الا ثوب
واحد وهو خليفة المسلمين وكنوز الدنيا تحت يديه فلما سآل الدم على ثيابه ماذا فعل ..؟
غضب عمر واخذ درته فضرب الميزاب بالدره فأوقعه على الارض و ذهب عمر ليغسل ثوبه ..
اتى العباس ورأى الميزاب قد سقط !!
وقال : من قلع الميزاب ؟!
قالوا: عمر .
قال العباس وهو عم النبي عليه الصلاة و السلام : والله الذي لا اله إلا هو
هذا الميزاب وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده . - كلمة قوية –
وصل هذا الخبر الى عمر فأتى عمر مهرولا ،
قال العباس : سبحان الله !!
أسألك بالله أوضعه رسول الله بيده؟
قال العباس : ايه والله .
تأثر عمر ، بكى عمر ، قال عمر والله الذي لا اله إلا هو لأتكئن لك على الارض
و لتصعدن على ظهري ولتردن الميزاب مكانه ، -تخيلوا هذه الصورة العظيمة ،
الخليفة جلس عمر وقام العباس على ظهره ورد الميزاب مكانه ، كل هذا اكراماً
لصاحب تلك العين ومن اجل عينٍ الفُ عين تُكرم ،
أخرج البخاري في صحيحة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : بينَا نحن جلوس
عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال رسول الله بينا انا نائمٌ رأيتني في الجنة
- رأى في المنام هو في الجنة - فإذا امرأة تتوضأ الى جانب قصر ، قصر جميل ورأى
هذه الامرأة تتوضأ عند هذا القصر فأتى النبي عليه الصلاة والسلام الى هذه المرأة
وسألها لمن هذا القصر؟ قالو لعمر ابن الخطاب ، يقول النبي عليه الصلاة و السلام :
فأردت ان ادخل القصر فلم ادخله لم يمنعني من ذلك إلا علمي بغيرتكَ يا عمر ، فوليت مدبراً .
قال ابو هريرة فبكى عمر رضي الله عنه ، ما ارق قلب هذا الانسان ؛ فبكى
عمر رضي الله عنه وقال : بأبي انت و امي يا رسول الله ، اعليكَ أغار !! اعليكَ أغار !!
ايها المشاهدون الكرام لقد بلغ من حب عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم
انه كان يبكي اشفاقاً عليه بسبب ما يراه من شظف عيشه و خشونة ملبسه
و قساوه فراشه و خلو مسكنه من المتاع يدخل عمر على رسول الله
صلى الله عليه وسلم في بيتهِ .. فماذا يرى؟؟!!
يرى حبيبه ينام على حصير وتحت رأسه و ساده من ادِم حشوها ليف من جلد ثم يرى
اثر الحصير في جنبه الشريف وهو محمد وهو سيد البشرية وهو عظيم الدنيا و الآخرة
فيتأثر عمر و يبكي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرى بكاء عمر ،
يقول ما يبكيك يا عمر !!
فيقول عمر : يا رسول الله ان كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت رسول الله ،
هم في القصور مع الاموال و الذهب والفضة والجواري وأنت رسول الله تنام على الحصير !!
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا عمر ، اما ترضى ان تكون لهم الدنيا ولنا الاخرة ؟!
فيرضى عمر وتصير هذه الحادثة ، وهذه الحال التي رآها رأى عليها رسول الله
دستوراً سار عليها عمر في حياته كلها حتى استشهد رضي الله عنه ،
وتمضي السنوات وتأتي ايام عمر – ايام الخلافة –
فيأخذ عمر الدنيا في يوم ؛
يستولي على امبراطورية كسرى في يوم و يسلمها للفقراء في يوم ،
و يفتح دولة هرقل في يوم ويدكدك عاليها بسافلها في يوم ،
تأتيه الموائد من الذهب والفضة على الجمال وتدخل المدينة وهو يصلي في الناس
و في بردته اربعة عشر رقعة من الفقر و العِوز ، ولا يجد خبز الشعير الذي يأكله
مع فقراء المسلمين ،
هذا هو عمر الذي تعلم من استاذه و معلمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
وبعد ايها الاحبة ، ذلك هو عمر وتلك هي ايامه مع حبيبه صلى الله عليه و آله وسلم
وتلك هي بعض اوسمته التي حظي بها من معلم البشرية الاول ،
فعمر من اهل الجنة ببشارة سيد المرسلين له ، بل من اهل الحظوه فيها
وهو من ايد الله تعالى به نبيه عليه الصلاة والسلام ، عمر ذو القدم الراسخ في العلم
و الفقه و الدين ألا ما اسعد الأمة التي تقرأ ايام عمر وتتربى في مدرسته
وما اخلقها بالسمو والرفعة و الخلود وما اجدرها بأن تعود لسالف عهدها كيوم
كانت على عهد عمر " خير أمة أخرجت للناس " فما كانت مدرسته إلا
امتداد حقيقي من مدرسة محمد صلى الله عليه وآله وسلم و ثمره من ثمارها ،
قد طورتها الاحداث و صقلتها التجارب فكانت بحق مدرسة الالتقاء و الفلاح
والسعادة في الدنيا و الاخرة ، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
وصل اللهم على نبينا محمد و على آله وصحبه وسلم .
إخوتى وأخواتى حرصاً من أعضاء الفريق على استفادتكم الكاملة من الحلقة
نقدم لكم
تحميل الحلقة"فيديو" وبرابط مباشر
هنـــا
رفع الحلقة:فرسان الإسلام
التقسيم الصوتى: شــــذى الحـور
التفريغ النصى : شذى الحور + توبـة نصـوح
تصميم الفواصل و التنسيق : همسات مسلمة
وختاماً..... نسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا وما قرأنا
ما كان من توفيق فمن الله وحــــــده
وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمنا ومن الشيطان
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.