آ- الدوافع الذاتية التي تكونت في نفس الإنسان نتيجة ظروف خارجية من
قبيل الاهمال وسوء المعاملة والعنف -الذي تعرض له الإنسان منذ طفولته-
إلى غيرها من الظروف التي ترافق الانسان
والتي أدت تراكم نوازع نفسية مختلفة تمخضت بعقد نفسية قادت في
النهاية إلى التعويض عن الظروف السابقة الذكر باللجوء إلى العنف داخل
الأسرة.
لقد أثبتت الدراسات الحديثة بأن الطفل الذي يتعرض للعنف إبان فترة
طفولته يكون أكثر ميلاً نحو استخدام العنف من ذلك الطفل الذي لم يتعرض
للعنف فترة طفولته
ب- الدوافع التي يحملها الإنسان منذ تكوينه والتي نشأت نتيجة سلوكيات
مخالفة للشرع كان الآباء قد اقترفوها مما انعكس أثر ذلك -تكويناً- على
الطفل ويمكن درج العامل الوراثي ضمن هذه الدوافع.
2- الدوافع الاقتصادية :-
إن هذه الدوافع مما تشترك فيها ضروب العنف الأخرى مع العنف الأسري، إلاّ
أن الاختلاف بينهما كما سبق أن بينّا هو في الأهداف التي ترمى من وراء
العنف بدافع اقتصادي .
ففي محيط الأسرة لا يروم الأب الحصول على منافع اقتصادية من وراء
استخدامه العنف أزاء أسرته وإنما يكون ذلك تفريغاً لشحنة الخيبة والفقر
الذي تنعكس آثاره بعنف من قبل الأب أزاء الأسرة "
أما في غير العنف الأسري فإن الهدف من وراء استخدام العنف إنما هو
الحصول على النفع المادي .
3- الدوافع الاجتماعية :-
إن هذا النوع من الدوافع يتمثل في العادات والتقاليد التي اعتادها مجتمع ما
والتي تتطلب من الرجل -حسب مقتضيات هذه التقاليد - قدراً من الرجولة
بحيث لا يتوسل في قيادة أسرته بغير العنف والقوة
وذلك أنهما المقياس الذي يمكن من خلالهما معرفة المقدار الذي يتصف به
الانسان من الرجولة وإلاّ فهو ساقط من عداد الرجال .
إن هذا النوع من الدوافع يتناسب طردياً مع الثقافة التي يحملها المجتمع
وخصوصاً الثقافة الأسرية فكلما كان المجتمع على درجة عالية من الثقافة
والوعي
كلما تضاءل دور هذه الدوافع حتى ينعدم في المجتمعات الراقية وعلى
العكس من ذلك في المجتمعات ذات الثقافة المحدودة إذ تختلف درجة تأثير
هذه الدوافع باختلاف درجة انحطاط ثقافات المجتمعات .
الأمر الذي تجب الإشارة إليه أن بعض أفراد هذه المجتمعات قد لا يكونون
مؤمنين بهذه العادات والتقاليد ولكنهما ينساقون ورائها بدافع الضغط
الاجتماعي