الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد
ابن عبد الله عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ومن اتبع هداه واستن بسنته
إلى يوم الدين ،، أما بعد ..
الحمد لله الرحيم الكريم الذي أعزنا بدين الإسلام وأرانا طريق الحق والإيمان وحفظ للمرأة حقها
بعد ان كانت مهانة ومضطهدة بل كانت توأد وتدفن وهي حية ظلما وعدوانا مخافة للعار فأعزها الله
بدين الإسلام دين الرحمة والتسامح والرفق الذي هدم تلك العادات والتقاليد الباطلة فحفظها كأم
، وأخت ، وزوجة ،وابنة .. وحفظ لها حقها في الورث وحفظها من كل ما قد يؤذيها إذا تمسكت بشرع
اللهوأتبعت أوامره واجتنبت نواهيه ,
فقد قال الله تعالى عنها في كتابه الكريم : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) [النساء:19] ،
وقال تعالى : وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
(228)) البقرة.
وقال تعالى : ( وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ
فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً ) [النساء : 129] .
وقال: (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ
وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً (7)) النساء.
وقال: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا
مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) النساء: 34.
وقد أوصى بهن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : " عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( استوصوا بالنساء خيراً ؛ فإن المرأة خلقت
من ضلع ، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ،
فاستوصوا بالنساء )) متفق عليه (72) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يفرك
مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر )) أو قال : (( غيره )) رواه مسلم (78) .
وقوله (( يفرك )) هو بفتح الياء وإسكان الفاء وفتح الراء معناه : يبغض ، يقال : فركت
المرأة زوجها ، وفركها زوجها ، بكسر الراء ، يفركها بفتحها : أي أبغضها ، والله أعلم .
فإن للمرأة المسلمة مكانة رفيعة في الإسلام، وأثراً كبيراً في حياة كل مسلم، فهي المدرسة الأولى
في بناء المجتمع الصالح، إذا كانت هذه المرأة تسير على هدى من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه
وسلم؛ لأن التمسك بهما يبعد كل مسلم ومسلمة عن الضلال في كل شيء وضلال الأمم وانحرافها لا
يحصل إلا بابتعادها عن نهج الله سبحانه وتعالى وما جاء به أنبياؤه ورسله عليهم الصلاة والسلام، قال
صلى الله عليه وسلم:((تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي)).
ولقد جاء في القرآن الكريم ما يدل على أهمية المرأة أماً وزوجة وأختاً وبنتاً، وما لها من حقوق وما
عليها من واجبات، وجاءت السنة المطهرة بتفصيل ذلك.
والأهمية تكمن فيما يلقى عليها من أعباء وتتحمل من مشاق تفوق في بعضها أعباء الرجل؛ لذلك كان
من أهم الواجبات شكر الوالدة وبرها وحسن صحبتها وهي مقدمة في ذلك على الوالد قال تعالى: وَوَصَّيْنَا
الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ[1].
وقال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا[2]
وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحق
الناس بحسن صحابتي؟ قال: ((أمك)) قال ثم من؟ قال: ((أمك)) قال ثم من؟ قال: ((أمك)) قال ثم
من؟ قال: ((أبوك))، ومقتضى ذلك أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر.
ومكانة الزوجة وتأثيرها على هدوء النفوس أبانته الآية الكريمة قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ
أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً[3]قال الحافظ بن كثير رحمه الله في تفسير
قوله تعالى: مَوَدَّةً وَرَحْمَةً المودة هي: المحبة، والرحمة هي: الرأفة، فإن الرجل يمسك المرأة إما
لمحبته لها، أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد.
ولقد كان للوقفة الفريدة التي وقفتها خديجة رضي الله عنها أكبر الأثر في تهدئة روع رسول الله صلى
الله عليه وسلم عندما نزل عليه جبريل عليه السلام بالوحي في غار حراء لأول مرة فجاء إليها ترجف
بوادره فقال: ((دثروني دثروني لقد خشيت على نفسي))، فقالت: رضي الله عنها: (أبشر فوالله لا يخزيك
الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين
على نوائب الحق).
وأيضاً لا ننسى أثر عائشة رضي الله عنها حيث أخذ عنها الحديث كبار الصحابة وكثير من النساء الأحكام
المتعلقة بهن. وبالأمس القريب وعلى زمن الإمام محمد بن سعود رحمه الله نصحته زوجته بأن يتقبل
دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله عندما عرض عليه دعوته، فإنه كان لنصيحتها له
أكبر الأثر في اتفاقهما على تجديد الدعوة ونشرها، حيث نلمس بحمد الله اليوم أثر ذلك برسوخ العقيدة
في أبناء هذه الجزيرة.
ولا شك أن لوالدتي رحمة الله عليها فضلاً كبيراً وأثراً عظيماً في تشجيعي على الدراسة والإعانة عليها
ضاعف الله مثوبتها وجزاها عني خير الجزاء.
ومما لا شك فيه أن البيت الذي تسوده المودة والمحبة والرأفة والتربية الإسلامية
سيؤثر على الرجل فيكون بإذن الله موفقاً في أمره، ناجحاً في أي عمل يسعى إليه،
من طلب علم أو كسب تجارة أو زراعة إلى غير ذلك من أعمال.
والله أسأل أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
:: الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ..
كــانـت جـارتـنـا عـجـوزاً.. قد يبس جلدها.. واحدودب ظهرها.. ورقَّ عظمها.. وحيدة بين جدران أربعة.. منزلها
كأنه مقبرة.. ليس فيه أحد غيرها.. و لا يقرع أحد بابَها.. دعتها زوجتي لزيارتنا ذات يوم .. فلما دخلت بيتنا..
.. كنت في ألمانيا.. فطُرق علي الباب.. وإذا امرأة تنادي من ورائه.. افتح الباب.. فقلت لها :ما تريدين..؟
ليس عندي أحد.. ولا يجوز أن تدخلي عليَّ.. فأخذت تنادي وتترجى.. فوليت الباب ظهري.. ومضيت
إلى غرفتي.. فما كان منها إلا أن..
.. هي عابدة في محرابها .. معتزة بحجابها.. خلقت لقضية واحدة.. تحيا من أجلها ..وتموت من أجلها..
الملكة : هل تعرفينها ؟ كانت ملكة على عرشها .. على أسرةٍ ممهدة ، وفرشٍ منضدة ..بين خدم
يخدمون .. وأهلٍ يكرمون .. لكنها كانت ...
إنها ملكة.. كلمات بريئة.. ونقاشات جريئة.. ودعوات ساخنات.. بل نداءات وصرخات.. إلى الملكة..
التي من أجلها نسحق الجماجم.. ونسكب الدم.. لتستعيد عرشها.. وتعتز بدينها.. فمحرابها يبكي
عليها.. ومصلاها اشتاق إليها.. فكيف كادوا لها..واستلبوا ملكها .. فإليكِ في هذه الورقات شيئاً
من خبرها .. وطرفاً من وصفها
لقراءة الكتاب على هيئة عرض فلاشي ادخلي على الرابط التالي
للتحميـــــل
أو