ما الحياة الدنيا إلا دار ممر لدار مستقر، فهي بمثابة فترة اختبار قصيرة، ليدخل بعدها الإنسان إما إلى نعيم مقيم في جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، أو عذاب مقيم في نار جهنم والعياذ بالله؛ لذلك على الإنسان العاقل والواعي أن يغتنم كل ساعة بل كل دقيقة من وقته؛ ليستزيد من الحسنات والتي هي بمثابة الدرجات في الامتحان ليرتفع بها في الجنان بقدر جده واجتهاده، فعلى كل مسلم أن يغتنم هذه الفترة القصيرة من عمره (الستين أو السبعين عاما)؛ ليلقى الله وهو مطمئن ويدخل الجنة في المكانة التي يستحقها، فإن كنت ممن نشأ في طاعة الله منذ شبابه، فنقول لك: هنيئا لك واستمر في العبادة والطاعة، ولكن إن كنت عاصيا أو مقصرا فيما فاتك من العمر وأنت الآن في الثلاثينات أو الأربعينات أو حتى في الخمسينات أو الستينات من عمرك، فنقول لك: لقد أضعت الخير الكثير الكثير، ولكن نقول لك أيضا مازال هنالك فرصة للتعويض عن كل ما فاتك من العمر، بل ويمكن لك أن تسبق من سبقك في الخير –بإذن الله تعالى-؛ لأن وقت الامتحان لم ينته بعد، وما زال السباق مستمرا حتى ينقضي أجلك أو أن تطلع الشمس من مغربها، فعليك أولا أن تتوب إلى الله وتبتعد عن كل المعاصي التي كنت تفعلها وألا تعود إليها مرة أخرى.
اللهم ارحمنا و اجعلنا كما جئنا الى الدنيا ان نخرج منها
اشكرك اخي على الموضوع القيم