فيِنا بصماتٌ من أمنياتِ آدم
و لهفة قابيل
فينا من دلالِ حوّاء
و حزنِ أم موسى
فينا من طهر هارون
... و عنفوان موسى
فينا من تراتيل سحرة فرعون
و أمواج من البحر المفلوق
فينا من فقدِ يعقوب
و براءةِ الذئبِ الذي طالما يتّهمونه
و فينا ريح من قميص يوسُف
فينا عيسى المسيح
و فينا سليمان الملك
فينا من مريم الـ لّم يمسسها بشر
و فينا من نوح قلب أب
و شموخ الجودي
و فينا مُحمّد المُعلّم
و محمد الأب
و مُحمد الشرف
و مُحمد المُفدّى
و مُحمد الـ لا ينتهي و لا ينفد و لا يغيب
و مُحمد السّؤدد
و محمد الذي لا يشبه إلا قلبه
و فينا الزهراء
و أنوار من عيون الحجاز
فينا أسراب الطيور تجيء من سبأ
و فينا بلقيس سليلة التاريخ
و إسماعيل يبني بيديه الحرم
و مكّة تحتفي بالناس
و النيل لم يعُد يطمع في العذارى
و العراقين عراقٌ واحِدة
فينا الشام لا يموتُ من كثرة ما طعنوه
فينا يثرب مازالت أمنية خفية في قلوب المهاجرين
فينا شعرٌ من ابنُ رواحة
و فينا الحيدرة
و حنظلة تغسله الملائكة لأن زمن المتاعب قد تعب
و فينا عُمر و سلمان الفارسي
فينا بلال لم يعد يبكي في شجن
فقد التقى الرسول
و فينا القُدس يضيّعُها اليهود الوطنيون
و اليهود السياسيون
و اليهود المُفكرون
و اليهود الماركسيون
و اليهود الباعة المُتجولون
.
فينا المصابيح
و نحنُ في الظلام
_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-