أي حال هي حالك
في الحياة ومواقفها عبر لمن اعتبر ، وفي تقلب الناس وتبدل أحوالهم ذكرى لمن تذكر .
يسير الناس في هذه الدنيا فرحين يتسابقون في دنياهم ويلهثون وراء أمانيهم كل بحسبه
الصغير والكبير الرجال والنساء . . والمعظم منهم قد غرق في لهوه وشهوته وأمانيه إلا من رحم الله
لكن يا رعاك الله إفتح قلبك ودعنا نتأمل في هذا المشهد العظيم
وذلك المنطر الرهيب . . أما سمعت عنه ؟
أما تخيلته يوما ما . . إنه مشهدُ جدير بنا جميعاً أن نتذكره وان نتأمل فيه
بل جدير بنا أن لا يفارقنا بينما أنت بين أهلك وأطفالك تغمرك السعادة ، ويغشاك السرور
تمازج هذا وتلاطف ذاك . . بهي الطلعة ، فصيح اللسان ، قائم الأركان . . إذ بقدميك تعجزان عن
حملك لتسقط شاحب الوجه شاخص البصر قد اعجم لسانك وعطلت أركانك والأهل حولك
قد تحلقوا وبأبصارهم أليك نظروا... وبك صرخوا . . . ينادونك فهل تجيب ؟!
بماذا تحس ؟ بماذا تشعر ؟ وأنت تنظر إليهم بعينيين ذابلتين ، تريد الحديث فما تستطيع ،
ترفع يديك لتضمهم إليك فما تقدر . .
أمك قد غصًت بدموعها وأبناؤك قد ارتموا على صدرك الحنون ،
أي حال هي حالك . . .
قال أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه :
ألا أحدثكم بيومين وليلتين لم تسمع الخلائق بمثلهن أول يوم يجيك البشير من الله
أما يرضاه وأما يسخطه ، واليوم الثاني يوم تعرض فيه على ربك آخذاً كتابك إما بيمينك
وإما بشمالك . وأول ليلة ثبت فيها القبر والليلة الثانية صبحتها يوم القيامة
قال تعالى
{وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد * ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد *
وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد * لقد كنت في غفلة من هذا فبصرك اليوم حديد }
إنها حقيقة الموت وما بعد الموت . . الموت الذي سيذوقه كل واحد منا فقيراً كان أو غنياً
صحيحاً كان أو سقيماً كبيراً كان أو صغيراً رئيساً أو مرؤساً ولن ينجوا من الموت أحد ولو
فرّ إلى مكان بعيد أو برج عالٍ أو وادٍ سحيق
قال تعالى { أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيده } .
اللهم إرزقنا توبة قبل الموت
وشهادة عند الموت
وجنة بعد الموت
اللهم لاتتوفنا إلا وأنت راض عنا
يا أرحم الراحمين