رد: ೋ الحياة بين زهر وأشواك ೋ
كان الحلم والاحتمال، والعفو عند المقدرة، والصبر على المكاره، صفاتٌ أدبه الله بها،
فكان صلى الله عليه وسلم لم يزد مع كثرة الأذي إلا صبرا، وعلى إسراف الجاهل إلا حلما،
وقالت عائشة: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا
اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثما كان أبعد الناس عنه،
وما انتقم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها.
وكان أبعد الناس غضباً، وأسرعهم رضاً.
وكان أشد الناس حياء وإغضاء، قال أبو سعيد الخدري: كان أشد حياء
من العذراء في خِدْرها، وإذا كره شيئاً عرف في وجهة. وكان لا يثبت
نظره في وجه أحد، خافض الطرف. نظره إلى الأرض أطول من
نظره إلى السماء،
وكان لا يسمي رجلاً بلغ عنه شيء يكرهه، بل يقول.
(ما بال أقوام يصنعون كذا)
وكان أوفي الناس بالعهود، وأوصلهم للرحم، وأعظمهم شفقة ورأفة
ورحمة بالناس، أحسن الناس عشرة وأدباً، وأبسط الناس خلقاً،
أبعد الناس من سوء الأخلاق، لم يكن فاحشاً، ولا متفحشاً،
ولا لعاناً، ولا صخابا في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة،
ولكن يعفو ويصفح،
وكان لا يدع أحدا يمشي خلفه، وكان لا يترفع على عبيده وإمائه في
مأكل ولا ملبس، ويخدم من خَدَمَه، ولم يقل لخادمه أف قط،
ولم يعاتبه على فعل شيء أو تركه، وكان يحب المساكين ويجالسهم،
ويشهد جنائزهم، ولا يحقر فقيراً لفقره.
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم محلي بصفات الكمال
أدبه ربه فأحسن تأديبه، حتى خاطبه مثنياً عليه
فقال: { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}
آخر تعديل -قمر الليالي- يوم 11-29-2012 في 06:01 AM.
|