عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-2012, 09:36 PM   رقم المشاركة : 2
بحر المشاعر
عضو متألق






 

الحالة
بحر المشاعر غير متواجد حالياً

 
بحر المشاعر عضوية ستكون لها صيت عما قريببحر المشاعر عضوية ستكون لها صيت عما قريب

شكراً: 213
تم شكره 245 مرة في 169 مشاركة

 
افتراضي رد: صنائـــــع المعـــــروف .،.


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابتسامة مشاهدة المشاركة




( صنــــــائع المعــــــــروف )



المعروف / المقصود هنا هو فعل الخير وإسداؤه للعباد، سواء كان هذا الخير مالاً كالصدقة
والإطعام وسقاية الماء وسداد الديون، أو جاهاً كما في الإصلاح بين المتهاجرين والشفعة
وبذل الجاه، أوعلماً، أو سائر المصالح التي يحتاجها الناس، كحسن المعاملة وإماطة
الأذى وعيادة المرضى، و...


ومن النصوص التي أشارت إلى تنوع هذه العبادة قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو ذر
قال: قلت : يا رسول الله ذهب الأغنياء بالأجر يصلون ويصومون ويحجون ! قال ( وأنتم تصلون
وتصومون وتحجون ) قلت: يتصدقون ولا نتصدق؟ قال ((وأنت فيك صدقة، رفعك العظم عن
الطريق صدقة، وهدايتك الطريق صدقة، وعونك الضعيف بفضل قوتك صدقة، وبيانك عن الأرثم
( الذي لا يبين الكلام ) صدقة ، ومباضعتك امرأتك صدقة ) قال : قلت : يا رسول الله نأتي شهوتنا
ونؤجر ؟ قال ( أرأيت لو جعلته في حرام أكان تأثم ) قال: قلت: نعم قال ( فتحتسبون بالشر ولا
تحتسبون بالخير ) [أحمد ح20856]


وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن صانع المعروف صاحب القلب الرحيم من أهل الجنة ،
فقال : ( وأهل الجنة ثلاثة ، ذو سلطان مقسط متصدق موفق ورجل رقيق القلب لكل ذي قربى
ومسلم ، وعفيف متعفف ذو عيال ) رواه أحمد وتتنوع أساليب النبي صلى الله عليه وسلم ليرسخ
هذا المعنى في جذور قلوب أصحابه فتراه يسألهم يوما ( من أصبح اليوم منكم صائما ؟ " قال أبو
بكر رضي الله عنه : أنا ، قال صلى الله عليه وسلم " من اتبع اليوم منكم جنازة " قال أبو بكر رضي
الله عنه : أنا ، قال صلى الله عليه وسلم " فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟" قال ابو بكر رضي الله
عنه : أنا ، فقال صلى الله عليه وسلم " ماجتمعن في رجل إلا دخل الجنة " رواه مسلم .

كم من بلية غائبة أجهضها معروف بذلته ، أو هم فرجته ، أو حاجة قضيتها أو محنة أزحتها ،
اسمع إلى محمد بن الحنفية حين يجزم بأن ( صانع المعروف لا يقع ولو وقع لا ينكسر )

بل يقسم علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : ( والذي وسع سمعه الأصوات ما من أحد
أودع قلبا سرورا إلا خلق الله تعالى في ذلك السرور لطفا ، فإذا نزلت به نائبة جرى إليها
كالماء في انحداره ، حتى تطردهاعنه كما تطرد غريبة الإبل ) ،


يذكر أن رجلا يسمى ابن جدعان يقول : خرجت في فصل الربيع ، وإذا بي أرى إبلي سمانا
يكاد الربيع أن يفجر الحليب منها ، فقلت : والله لأتصدقن بهذه الناقة وولدها لجاري ، فالله
تعالى يقول : {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } آل عمران ،، وأحب حلالي هذه الناقة يقول :
فأخذتها وابنها ، وطرقت الباب على الجار وقلت : خذها هدية مني لك ، فرأيت الفرح في وجهه
يقول : وجائه منها خير عظيم فلما انتهى الربيع وجاء الصيف بجفافه وقحطه ، شددنا الرحال
نبحث عن الماء في الدحول ، والدحول هي حفر في الأرض توصل إلى محابس مائية لها فتحات
فوق الأرض ، يقول : فدخلت في هذا الدحل حتى أحضر الماء لنشرب ـ وأولاده الثلاثة خارج
الدحل ينتظرون ، فتاه تحت الأرض ، وانتظر ابناؤه يوما ويومين وثلاثة حتى يئسوا ، وكانوا عياذا
بالله ينتظرون هلاكه ، طمعا في تقسيم المال ، فذهبوا إلى البيت وقسموا ، وتذكروا أن أباهم
أعطى ناقة لجارهم الفقير ، فذهبوا إليه وقالوا له : أعد الناقة خير لك ، وخذ هذا الجمل مكانها
وإلا سنسحبها عنوة ولا نعطيك شيئا ـ


قال : أشكيكم إلى أبيكم ،
قالوا : اشتك إليه فإنه قد مات ،
قال : مات !! كيف مات !! ولم لم أعلم بذلك ؟
قالوا : دخل دحلا في الصحراء ولم يخرج منه ،

قال قد ناشدتكم الله اذهبوا بي إلى مكان هذا الدحل ثم خذوا الناقة وافعلوا ماشئتم ولا أريد
جملكم ،فذهبوا به ، فلما رأى المكان الذي دخل فيه صاحبه الوفي ذهب وأحضر حبلا وأشعل
شمعة ثم ربطه خارج الدحل ونزل يزحف ويشم رائحة الرطوبة تقترب ، ويتلمس الأرض حتى
وقعت يده على الرجل ، فإذا هو يتنفس بعد أسبوع ، فقام وجره ، وربط عينيه حتى لا تنبهر بضوء
الشمس ، ثم اخرجه معه خارج الدحل وأطعمه وسقاه وحمله على ظهره وجاء به إلى داره ،
ودبت الحياة في الرجل من جديد ، وأولاده لا يعلمون ، فقال : أخبرني بالله عليك اسبوعا
كاملا وأنت تحت الأرض ولم تمت ؟ قال : سأحدثك حديثا عجبا ، لما نزلت ضعت وتشعبت
بي الطرق فقلت : آوي إلى الماء الذي وصلت إليه وأخذت أشرب منه ولكن الجوع لا يرحم
فالماء لا يكفي ..

يقول : وبعد ثلاثة أيام وقد أخذ الجوع مني ما أخذ وبينما انا متسلق على قفاي قد أسلمت
وفوضت أمري إلى الله ، وإذا بي أحس بدفء اللبن يتدفق على فمي فاعتدلت في جلستي ،
وإذا بإناء في الظلام لا أراه يقترب من فمي ، فأشرب حتى أروى ثم يذهب ، فأخذ يأتي ثلاث
مرات في اليوم ولكنه منذ يومين انقطع ما أدري ماسبب انقطاعة ؟ يقول : فقلت له : لو تعلم
سبب انقطاعه لتعجبت ظن اولادك أنك مت ، وجاؤا إلي وسحبوا الناقة التي كان الله يسقيك
منها والمسلم في ظل صدقته { ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب }


عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق
للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه،
وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه)) [ابن ماجه ح237، وابن أبي عاصم في السنة،

وعن أبي جرىٍّ الهجيميّ قال أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقلت: يا رسول اللّه إنّا قوم
من أهل البادية فعلّمنا شيئًا ينفعنا اللّه تبارك وتعالى به قال ( لا تحقرنّ من المعروف شيئًا ولو
أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلّم أخاك ووجهك إليه منبسط )[أحمد ح20110]


وهذا موسى عليه السلام {ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم
امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير فسقى لهما
ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير} [القصص:23-24]

وقال الله على لسان عيسى {وجعلني مباركاً أينما كنت} [مريم:31]
روى أبو نعيم وغيره بسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
في تفسيره للآية:(جعلني نفاعاً للناس أين اتجهت){الدر المنثور5/509}


اللهم اجعلنا مباركين أينما كنا وحيث ما حللنا واجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر
اللهم وفقنا لفعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين حليمين متسامحين
اللهم اهدنا واهد بنا ويسر الهدى لنا واجعلنا ناصحين متناصحين لك طائعين
يارب العالمين ~


وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .



شكرا للك حبي
ع الموضوع الجميل
جدا تسلميييييين حبي
جدا تسلميييين حبي

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ بحر المشاعر على المشاركة المفيدة: