68 ـ ما سبب عودة المهاجرين من الحبشة؟
قال ابن القيم: (فبلغهم أن قريشًا أسلمت، وكان هذا الخبر كذبًا، فرجعوا إلى مكة، فلما بلغهم أن
الأمر أشد مما كان، رجع منهم من رجع ودخل جماعة فلقوا من قريش أذى شديدًا).
69 ـ ماذا حدث لما رأوا أن الخبر كذب وأن العذاب أشد من قبل؟
أذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة للحبشة مرة ثانية.
70 ـ كم عدد أهل الهجرة الثانية؟
قال ابن القيم: (فهاجر من الرجال ثلاثة وثمانون رجلاً، ومن النساء ثمان عشرة).
وقيل: تسع عشرة امرأة.
71 ـ ماذا فعلت قريش لكي تعيد المهاجرين؟
بعثت بوفد للنجاشي لكي يردهم ويسلمهم.
72 ـ ممن كان يتكون هذا الوفد؟
هذا الوفد يتكون من : عمرو بن العاص، وعبد الله بن أبي أمية.
73 ـ ماذا فعلا قبل الدخول على النجاشي؟
قدمّا الهدايـا لأعيان رجال النجاشي، سياسة ليحصلا على دعم الأعيان عند مطالبته الملك برد المهاجرين.
74 ـ ماذا قال وفد قريش للنجاشي؟
قالا: أيها الملك، إنه قد ضوى إلى بلدك غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك،
وجاءوا بدين ابتدعوه، لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم
وأعمامهم وعشائرهم، لتردهم إليهم.
وقالت البطارقة: صدقا أيها الملك، فأسلمهم إليهما، فليرداهم إلى قومهم وبلادهم.
75 ـ ماذا فعل النجاشي عندما سمع ذلك؟
أرسل إلى المسلمين ودعاهم فحضروا، وقال لهم: ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم، ولم تدخلوا به
في ديني ولا دين أحد من هذه الملل؟
76 ـ من الذي تكلم نيابة عن المسلمين؟ وماذا قال للنجاشي؟
جعفر بن أبي طالب.
قال للنجاشي: أيها الملك، كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش،
ونقطع الأرحام …. حتى بعث الله إلينا رسولاً منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفاه، فدعانا
إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة..... وأوضح للنجاشي
حقيقة هذا الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وموقف قومهم منه).
77 ـ ماذا قال النجاشي لما سمع كلام جعفر بن أبي طالب؟
قال: (إن هذا والذي جاء به عيسى يخرج من مشكاة واحدة، انطلقا، والله لا أسلمهم إليكما أبدًا).
78 ـ ماذا فعلا سفيرا قريش بعد ذلك؟
لما كان من الغد جاء عمرو إلى النجاشي وقال له: إن هؤلاء يقولون في عيسى قولاً عظيمًا.
79 ـ ماذا فعل النجاشي حينما قال له عمرو هذا الكلام؟
أرسل إليهم وسألهم عن قولهم في عيسى.
فقال جعفر: نقول فيه الذي جاء به نبينا، هو عبد الله ورسوله وروحه، وكلمته ألقاها إلى
مريم العذراء البتول.
فأخذ النجاشي عودًا من الأرض وقال لجعفر: ما عدا عيسى ما قلت قدر هذا العود.
فأعطى المسلمين الأمان في بلاده ورد هدية قريش.
80 ـ ماذا نستفيد من هذه القصة؟
ـ إن هذه الحادثة مصداق لقوله تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا}.
ـ وفيها لطف الله عز وجل بأوليائه ودفاعه عنهم كما قال تعالى: {إن الله يدافع عن الذين آمنوا}.
ـ وفيها أيضًا مصداق لقول الله عز وجل: {إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله
فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون}.
ـ وكذلك فيها عاقبة الصدق، وكيف أن جعفر بن أبي طالب ومن معه صدقوا مع النجاشي ولم يكتموا
شيئًا من عقيدتهم، فكانت العاقبة أحسن العواقب وأحمدها.
81 ـ هل آمن النجاشي بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم؟
نعم، ويدل على ذلك صلاة النبي صلى الله عليه وسلم عليه صلاة الغائب عندما مات في العام التاسع.
عن أبي هريرة (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي ـ أصحمة ـ في اليوم الذي
مات فيه، فخرج بهم إلى المصلى، وصلى بهم وكبر أربع تكبيرات)
متفق عليه.
وفي رواية: (مات اليوم عبد لله صالح).
وفي رواية: (استغفروا لأخيكم).
وقد جاء النص الصريح بتصديقه بنبوتــه صلى الله عليه وسلم: عن أبي موسى الأشعري قال:
(أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننطلق إلى أرض النجاشي.. القصة.. وفيها:
وقال النجاشي: أشهد أنه رسول الله، وأنه الذي بشر به عيسى ابن مريم، ولولا ما أنا فيه من الملك
لأتيته حتى أحمل نعليه) رواه أبو داود.
82 ـ ما سبب إسلام حمزة؟
لقد كان الاستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم سببًا لإسلام حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم،
فقد روي في سبب إسلامه أن جارية (مولاة لعبد الله بن جدعان) أخبرته أن أبا جهل قد أساء إلى
ابن أخيك محمد صلى الله عليه وسلم، إساءات بذيئه، فتوجه حمزة إليه وغاضبه وسبه، وقال:
كيف تسب محمدًا وأنا على دينه، فشجه شجة منكرة، فكان إسلامه في بداية الأمر أنفــة
ثم شرح الله صدره بنور اليقين حتى صار من أفاضل المؤمنين.
(كان ذلك في السنة السادسة من البعثة).
83 ـ هل دعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يسلم عمر؟
نعم؛ فقد جاء في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك:
بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب) رواه الترمذي.
84 ـ هل كان إسلام عمر بن الخطاب عزًا للمسلمين؟
نعم؛ فقد قال ابن مسعود: (ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر) رواه البخاري.
قال ابن حجر: (المراد إعزاز المسلمين بإسلام عمر لما كان فيه من الجلد والقوة في أمر الله).
وعنه قال: (كان إسلام عمر عزًا، وهجرته نصرًا، وإمارته رحمة) رواه الطبراني.
85 ـ ماذا فعل عمر عندما أسلم؟
عندما شرح الله صدره للإسلام قال: أيّ قريش أنقل للحديث؟ فقيل: جميل بن معمر، فجاء عمر
فأخبره بإسلامه فأسرع جميل إلى الكعبة وصرخ في القوم بأعلى صوته قائلاً: ألا إن عمر صبأ،
وعمر خلفه يقول: كذب ولكن قد أسلمت.
86 ـ ماذا فعلت قريش عندما رأت كثرة الداخلين في الإسلام؟
قرروا وتحالفوا على بني هاشم وبني عبد المطلب: أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا يجالسوهم
ولا يخالطوهم ولا يدخلوا بيوتهم ولا يكلموهم حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتبوا
في ذلك صحيفة وعلقت في جوف الكعبة.
فانحاز بنو هاشم وبنو المطلب مؤمنهم وكافرهم ـ إلا أبا لهب ـ وحبسوا في شعب أبي طالب.
87 ـ من الذي تولى كتابة الصحيفة؟
قال ابن القيم: (الصحيح أنه بغيض بن عامر بن هاشم فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فشلت يده).
88 ـ كم كانت مدة الحصار؟
قال ابن القيم: (بقوا محبوسين ومحصورين مضيقًا عليهم جدًا، مقطوعًا عنهم الميرة والمادة نحو ثلاث سنين).
89 ـ من الصحابي الذي ولد في الشعب؟
عبد الله بن عباس.
90 ـ من الذي سعى في نقض الصحيفة؟
هشام بن عمرو بن عامر بن لؤي.
وكان قد اتفق مع زهير بن أبي أمية، والمطعم بن عدي، وزمعة بن الأسود، وأبو البختري.