اكتشاف بسيط
عاد ( عماد ) من مكتبة مجهداً فدخل شقته ولكنة لم يجلس ليستريح بل توجه مباشراً إلى مكتبة ليكمل ما كان يبحثة أمس ليلاً .. فقد ظل طوال الليل يفرض الاحتمالات ويبحث في الكتب عن شيء يشبة تلك الطريقة التي كتبت بها الكلمات التي في المخطوطة ..
لقد تحول المكتب إلى حظيرة خنازير من كثرة الفوضى , كتب وأوراق مبعثرة في كل مكان وأقلام هنا وهناك ولكن في جزء صغير كان الورق الذي تركة له ( يوسف ) كما هو كي لا يضيع في وسط تلك الفوضى الرهيبة
جلس على المقعد المقابل للمكتب ثم أحضر ورقه بيضاء وقلماً وبدأ يفعل عادته القديمة , حيث يفكر بعقلة وكلما توصل لفكرة صحيحة يدونها على الورقة أو يدون كلمة تدل على تلك الفكرة وبدأ عقلة يفكر بقوة مرة أخرى :
هناك خيوط كثيرة متشابكة لا تقودة إلى شيء .. فهناك مخطوطة تحتوي على كلمات كتب بعضها بالسريانية وبعضها بالعربية وبعضها تجميع لحروف لا يفهم معناها
الكلمات العربية تدعو لفك قيد شخص يدعى ( بن ذاعات ) , ثم هناك دعوة لرجوع جنود المارد لتكوين الجيش الأعظم ..!!!
من المستحيل أن تكون تلك الكلمات مخصصة لاستدعاء خادم من الجن فاللهجة توحي بإستدعاء شيء غريب .. ولا أعتقد أن هذا الشيء إذا تم استدعاءه سيهتم بالمال
أما الكلمات السريانية فقد حوت على أسماء من ملوك الجن في العالم القديم هو يعرف اسم أو أثنين من أسماء هؤلاء الملوك لأنه قد قرأ أسمائهم في بعض كتب السحر .. ولكن هناك أسماء لم يسمع بها ..
هناك لهجة يعرفها جيداً تسمى القسم وهي لهجة تؤدي للكفر بالطبع , فقبل بعض الأسماء ذكرت كلمة ( بحق ) .. فتحولت اللهجة إلى بحق كذا وكذا .. وهي لهجة يخاطب بها الساحر أنفار الجن العاديين ليفعلوا شيئاً معيناً لأن الساحر عندما يقول بحق الملك كذا فإن خادم الجن يخاف من بطش هذا الملك به
فيفعل ما هو مأمور به إلا في حالات معينة ...
الغريب هنا أن هناك ما يدعى وادي القرنيم وهو لم يسمع بهذا الاسم أيضاً .. هناك وديان للجن وعشائرهم لكن أسمائهم مختفية عن الأغلبية وبعضها غير صحيح
رفع ( عماد ) عينية من على الورقة لاحساسة بألم بسيط في الرأس من كثرة التركيز في الورقة .. عينيه بدأت تتألم هي أيضاً
فقام من المكتب وذهب لغرفة نومه ليخلع العدسات اللاصقة التي يرتديها ثم يرتدي زوج أخر .. قليلون هم من يعرفون أن نظرة ضعيف جداً جداً وانة أجرى عملية من قبل بسبب ضعف نظرة وأجرى تعديل نظر بالليزك ولكنة يرتدي العدسات أيضاً ..
ولكن لا أحد يعرف أن ضعف النظر السريع هذا قد أصابه بعد تلك الليلة التي استطاع ان يرى فيها الجن ...
ربما هناك عيوب كثيرة لرؤية الجن ..
* * *
عاد مرة أخرى لمكتبة ولكنه توقف قبل أن يجلس على المقعد وبدأ يتذكر الكتاب الذي اشتراه من أربع سنوات وكان يتكلم عن الحروف وخواصها ... أين مكانه .. أين مكانة ؟؟
نعم ها هو , أخرج ( عماد ) الكتاب من على أحد الأرفف ثم أخذه معه إلى المكتب وفتحة وبدأ في النظر السريع لصفحاته حتى يجد ضالتة ...
كتاب أصفر اللون هو يتكلم عن الحروف وخدامها وأن لكل حرف خدام ينفذون أوامره الذي إذا أجتمعت بعض الحروف ونطقت فإن الخدام ينفذون أمراً معيناً بلا نقاش .. كما كان هناك طرق قديمة لحبس البشر والعفاريت على السواء بتلك الحروف ..
الحروف تكتب على جبينهم مثلاً فيفعل خدامها المأمور به
كأن أكتب مثلاً تلك الحروف على أيدي بشري فتمنعها من التحرك ...!!!
كذلك فإن التعاويذ بعضها هو مخاطبة للجان والعفاريت وبعضها هو حروف مجمعها تأمر خدام الحروف بفعل شيء معين
بالطبع الأشياء التي ذكرها الكتاب عن قدرات تلك الحروف ضئيلة جداً
لحظة ...
رفع ( عماد ) عينية وقد بدأت الأفكار تلتحم في رأسه في تسلسل
هناك حلقات مفقودة ولكن يمكن توقعها بشيء من العسر
الكتاب يتكلم عن حروف يمكن أن تسجن بشر أو جان ...
الكلمات العربية في المخطوطة كانت تدعو لفك قيد ( بن ذاعات ) ...!!! ياللهول
هل ما يفكر فية حقيقي ؟
هناك نوعين من التعاويذ كما ذكر الكتاب .. النوع الأول وهو الطلب أو القسم على الجني أو الخادم ليفعل شيء ما
وهو يعرف هذا النوع جيداً .. النوع الثاني وهو الحروف التي تتجمع لتأمر خدام الحروف بشيء معين .. ربما كان فعل معين مثل ... مثل حبس شخص
هناك شخص محبوس .. ولكن تلك الكلمات بالتأكيد لم تكن لحبسة .. بل هي لتحريره على ما يبدوا ...
ياللهول .. لقد فهم الآن .. لقد فهم
عندما نطق وقال ( بن ذاعات ) في المرة السابقة ورأى بعدها عمار المكان من الجن ينظرون له يتعجب ثم دخوله في غيبوية ونقل لعقلة الكثير من المشاهد الغريبة
كان هناك مشهد يمثل كائن مقيد بسلاسل وهو يصرخ وأمامة يقف شيئان لم يتبين ملامحهم يحملون حراب مدببة ويوجهونها ناحيته بتحفز
هذا الشيء هذا الشيء .. هذا الشيء هو :
- << بن ذاعاااااااااااااااااات >>
لقد نطق ( عماد ) تلك الكلمة بإنتصار وبدون وعي .. يبدوا أن ( عماد ) مصاب بنوع نادر من التخلف العقلي .. فعند نطق إسمة هذه المرة سمع أصوات صفير شديدة ثم غاب عن الوعي مرة أخرى
.........................................
يتبع