هيا لنجتمع
- << السلام عليكم >>
- << وعليكم السلام .... >>
- << ( حامد ) موجود ...؟ >>
- << نعم , نقول له من يريده ؟ >>
- << ( يوسف ) >>
- << لحظة واحدة >>
بالتأكيد لا تحتاج إلى الكثير من الذكاء كي تعرف أن تلك محادثه تليفونية , ولا عبقرية لكي تعرف أيضاً أن الطرف الأول هو ( يوسف ) , وأنه يطلب صديقة ( حامد ) في منزلة ...
- << الو >>
- << ( حامد ) ... كيف حالك يا شقي >>
- << أبو ( يوسف ) ... هل مازلت حياً , كيفك وكيف أحوالك؟؟ >>
- << الحمد لله , ما أخر أخبار الصياعة ... وأخبار الشقاوة >>
قهقه ( حامد ) _ المهييس _ بصوت عال وقال
- << تم تدعيم الصياعة منذ يومين , ولكن ما أخبار الجماعة ؟؟؟ >>
- لا نحتاج هنا للتوضيح أن بعض الشباب عندما يتكلمون عن البنت التي يحبها أحدهم يطلقون عليها لفظة ( مدام ) أو ( جماعه ) , وربما كان ذلك للدلالة على نية الزواج منها , وذلك عكس الشباب الذين يطلقون على البنت لفظة ( مزة ) أو ( البت بتاعتي ) والتي تدل على أن الشاب يتسلى لا أكثر .... وهنا يقصد ( حامد ) بكلمه الجماعة ( حبيبة )
- << كويسين الحمد لله , أريدك في خدمه صغيرة ..... >>
- << تحت أمرك ... هل تريد سيجارة بانجو أم حشيش بالحنة ....؟ >>
- << خيبك الله .... أنا أتكلم بجديه , أريدك الليلة أنت وباقي الشلة , نتسامر ونجلس سوياً >>
- << لكني مشغول الليلة , سألعب في الدور قبل النهائي في دوره البلاي ستيشن >>
- << أعصابي ....!!! اترك دوره البلاي ستيشن الليلة لأجلي فقط >>
- << سأحاول ولكني لا أعدك , فتصفيات الليلة ستؤهل للدور النهائي بين منتخب شباب ( شبرا مصر ) ومنتخب شباب ( شبرا الخيمة ) ..... ويجب أن لا أتخلى عن فريقي >>
- << ولأي فريق فيهما تنتمي ؟؟؟؟ >>
- << منتخب شباب ( أبو أتاتا ) نياهاهاهاهاهاهاهاها >>
- << ( حامد ) , ستأتي الليلة بلا مناقشة , ولا تتعب أعصابي بهزارك السخيف هذا .... موعدنا عندي في الشقة بعد صلاه العشاء >>
- << تقبل الله >>
- << منا ومنكم يا خفيف >>
- << أقابلك الليلة إذن بعد صلاه العشاء في العوامة يا سي السيد >>
- << سلام يا ( حامد ) , فإن أعصابي لن تتحمل خفة دمك أكثر من ذلك >> * * *
نص رسالة أرسلها ( يوسف ) إلى صديقة ( إسلام ) على هاتفه المحمول :
- اسلام أريدك أنت و أحمد عبد الحميد الليلة في الشقة عندي بعد صلاه العشاء . سنتقابل جميعا بما فينا حامد ومصطفى ومحمود . لا تنسى التأكيد على محمود . انتظركم * * *
الساعة ( السابعة ) ليلاً في منزل ( يوسف )
22 / 1
الله أكبر . الله أكبر . الله أكبر . الله أكبر
أشهد أن لا اله إلا الله ...... أشهد أن لا اله إلا الله
أشهد أن محمد رسول الله ...... أشهد أن محمد رسول الله
حي على الصلاة ...... حي على الصلاة
حي على الفلاح ....... حي على الفلاح
الله أكبر . الله أكبر
لا اله إلا الله
كان هذا آذان العشاء من المسجد المجاور لـ ( يوسف ) , ولكنه لم يسمع سوى أخره ... لأنه كان يغط في النوم من قبل صلاه المغرب عندما شعر بالإجهاد , وحتى يكون متيقظ أثناء وجود أصدقاءه ليلاً ....
فقام من نومه وهو ينظر لموبايلة ليرى كم الساعة ... رباه لقد ضاعت منه صلاه المغرب ....!!
قام جرياً إلى الحمام ليبدأ في التوضأ ليلحق الصلاة في المسجد ....
ثم خرج من منزله وهو يهرول ليلحق بالمسجد ....
* * *
نحن الان نجلس في المسجد الذي يصلي فية ( يوسف ) دائماً .. لقد انتهت صلاه العشاء وبدأ المصلين في المغادرة ولكن ( يوسف ) ذهب إلى الامام :
- << السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة >>
- << وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة .. ( يوسف ) .. ما أخبارك يا صديقي >>
كانت تلك العبارة من الشيخ ( محمد ) الذي ابتسم بمجرد رؤية ( يوسف )
- << هناك موضوع أريد أن أخبرك به يا شيخ .. لا أعرف لكني أشعر أنني يجب أن أخبرك أنت بكل شيء عن الموضوع لسبب لا أعلمة >>
- << تفضل يا ( يوسف ) ماذا هناك ؟؟؟ >>
أخذ الأثنين أحد أركان المسجد ثم بدأ ( يوسف ) في شرح كل شيء عن المخطوطة بتفاصيلها التي قابلته منذ أن وجدها إلى أن بحث عنها وأخبر أصدقاءه بها وحتى حادثة سور الأزبكية التي لم يجد الكشك بها , ثم ذهابة لـ ( عماد ) ..
في هذه المرة روى ( يوسف ) كل جوانب القصة بلا أي حذف .. كان الشيخ ينظر له مذهولاً لا يعلم كيف ينطق أو ماذا يقول ... * * *
الساعة ( السادسة والنصف ) في منزل ( إسلام )
22 / 1
( إسلام ) يجلس أمام شاشة الكومبيوتر , بجواره يجلس ( أحمد ) وهما يتحدثان
- << هل تعتقد أن ( يوسف ) قد توصل لشيء بخصوص موضوع المخطوطة ..؟؟ >>
كانت تلك العبارة من ( إسلام )
- << لا أعرف ولكن الموضوع نفسه شائك , وخصوصاً بعد أن قابلت اليوم ( مصطفى ) وأخبرني أن أحد أساتذة قسم التاريخ قد قال ببطلان تلك القصة >>
لم يكن ( أحمد ) يريد أن يخبر ( إسلام ) عن موضوع لقاء خاله هذا قبل أن يخبره هو ( يوسف ) فربما كان ( يوسف ) لا يريد أن يعلم أحد بهذا الموضوع
- << ومع ذلك نحن لم نعرف بعد ما توصل له ( يوسف ) عندما ذهب لسور الأزبكية , فربما وصل إلى طرف خيط بخصوص المخطوطة >>
- << ربما توصل لشيء .... ولكنني مقبوض من تلك المخطوطة بدرجة لا تتخيلها >>
- << ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ >>
وهنا أعتدل ( أحمد ) في جلسته وبدأ يتكلم
- << هل تعرف .... إن تلك المخطوطة لها تأثير كبير على نفسي , فبالرغم من أني لم أكن أصدقها منذ أن حكى لنا ( يوسف ) كيف اشتراها , لكن يبدوا أن عقلي قد تأثر بها جداً >>
- << ماذا تقصد ؟ >>
- << لقد حلمت أول أمس بكابوس رهيب ..... أنني أقف على يابسة في المياه ... وأمامي أربعه رجال مكبلين من أيديهم وأرجلهم , بالسلاسل .... ووجوههم تذوب بفعل السخونة التي لم أعلم مصدرها ... وفي نهاية الكابوس ذاب جسدي من السخونة مثلهم ... >>
كان ( إسلام ) منشغلاً بشيء ما على الكومبيوتر , ولكنه بمجرد سماع الكابوس الذي رواه ( أحمد ) توقفت عيناه في محجريهما ... ثم نظر ببطء إلى ( أحمد ) ...!!!
إن الكابوس الذي يصفه ( أحمد ) قد شاهده هو نفسه أول أمس أثناء نومه ........!!!! * * *
لقد رأى الأربعة المكبلين بالسلاسل وهم يعرقون بغزارة .... ثم يصعد دخان من أجسادهم .... لماذا يصعد الدخان من أجسادهم ...؟ لأن وجوههم تسيح بالطبع ..... كان مشهد مثير للاشمئزاز أكثر من كونه مرعباً .... وجوههم تسيح وتتحول لسائل لزج يتساقط على الأرض ببطء
* * *
الساعة ( الثامنة إلا الربع ) أمام باب شقة ( يوسف )
22 / 1الآن ( يوسف ) يفتح باب الشقة ليدلف إليها بهدوء .... ولكن مهلاً ... نسيت أن أصف لك الشقة من الداخل ...
هي شقة .... كأي شقه .... تتكون من صالة واسعة وثلاث غرف و صالون , بالطبع لن أذكر لك عدد أمتار الشقة ولا على ماذا تطل , فنحن لسنا بصدد بيعها على كل حال ...
نسيت أن أقول لك أن المنزل الذي يسكن به ( يوسف ) يتكون من خمسة طوابق ... وشقته تحتل الطابق الثالث , نسيت أيضاً أن أقول أن ذلك المنزل بالكامل يسمى ( منزل عائلي ) ..... أي أن جميع طوابقه تسكنه عائلة واحدة , وهذا هو ما كان
فعائلة والد ( يوسف ) يحتلون الدور الأول والثاني والرابع , أما الدور الخامس فقد بناه والد ( يوسف ) ليجعله شقه ليتزوج فيها ابنة ......
وكان الدور الخامس يتكون من شقة تم تجهيزها بأشياء بسيطة , كان ( يوسف ) يذاكر فيها من وقت لأخر .... وربما جلس بها هو وأصدقاءه يثرثرون في أي شيء ,وفي بعض الأحيان كان ينقل إليها جهاز الكومبيوتر ليجلس هو وأصدقاءه أمامه , ولا تسألني ماذا كانوا يفعلون .....
الآن قد وصفت لك منزل ( يوسف ) وشقته , بقى أن أصف لك ( يوسف ) نفسه .... فقد أجلت وصفه لسبب لا أعلمه أنا شخصياً ... ولكني سأصفه لك الآن ...
( يوسف ) .... طوله يتراوح بين الـ 180 و الـ 185 ... و ربما كان أطول , لا أعلم فأنا لا أخذ المقاسات ولست ترزي إن أردت رأيي .... جسده يميل للنحافة
أبيض البشرة .... لا يوجد شيء يميزه .... فليس له شارب ولا لحية , وعيناه غير مميزة في شيء سوى شيء بسيط ... أن حواجبه تأخذ شكلا يجعل للعين مظهراً يذكرك بالذئاب _ لو كانت للذئاب حواجب _ عندما تنظر لفريستها قبل الاصطياد ... حتى أن البعض عندما يراه لأول مرة يعتقد أنه ينظر لعيني حيوان مفترس ...
أما فمه فكان عادياً لا شيء يميزه ربما قلنا انه يمتلك أنفاً صغيراً نسبياً ....
نرجع مرة أخرى لصديقنا وهو يفتح باب الشقة ليدلف لداخلها ثم يضيء الأنوار التي أغلقها قبل أن يذهب للمسجد ...
بدأ ( يوسف ) في التحضير لجلسة أصدقاءه , فجهز ستة أكواب فارغة ووضعهم على صينية في المطبخ , وبجانبهم وضع البراد جاهزاً ليرفعه على النار .... براد واحد لا يكفي ... لذا أخرج براداً أخر من أحد أرفف المطبخ
بضعه دفقات من معطر للجو انتهت صلاحيته منذ شهران ...
أضاء أنوار غرفة الصالون .... إذن كل شيء جاهز للشباب عندما يأتون ...
* * *
<< الليلة سأنهي كل شيء صدقيني >>
.................................................. ....................................
يتبع