10-25-2012, 02:32 PM
|
رقم المشاركة : 5
|
شكراً: 25
تم شكره 42 مرة في 16 مشاركة
|
رد: مخطوطة ابن أسحاق<<اقوى قصة رعب وتشويق
- الكابوس الغريب ؟
النوم شيء مريح , وخصوصاً إن كان الشخص النائم مرهق منذ الصباح الباكر , لقد نام كالقتيل .... من هو ؟ ( يوسف ) طبعاً ... فنحن لا نتكلم في تلك القصة عن شخص أخر... إن ( يوسف ) من الأشخاص الذين إذا ناموا كانوا كالحجر ... لا يتقلب ولا يتحرك , بل تكاد تشك أنة لا يتنفس ..... فكان غريباً الآن أن نرى ما نراه عليه وهو نائم ....!!!
( يوسف ) الآن نائم على جانبه الأيسر , وهو يبدوا كالحجر في تصلبه .... ولكنه فجأة أرتعش رعشة خفيفة ...! ثم تلتها رعشة ثانية , ثم ثالثة , لو اقتربنا الآن من عينية , وفتحناهما سنرى حدقتا عينية تتقلبان في محجريهما بسرعة كبيرة نسبياً , وهذا ما يدل على أنة الآن داخل حلم .....
إذن هيا نقترب أكثر لنرى الحلم الذي يراوده الآن ...؟
( يوسف ) يقف أمام عرش كبير مطعم بالذهب , وحول هذا الكرسي المطعم بالذهب يرى ناراً تشتعل في مكان وتخمد في أخر ... ثم تخمد في المكان الذي اشتعلت فيه وتشتعل في مكان أخر , فنظر حوله ليجد أنه يقف أمام العرش والماء يحيط بهم من جميع الجهات .... وظلام الليل حالك لا يبدده إلا النار .. التي تأجج حول هذا الكرسي المذهب .... ثم سمع فجأة صوت يتردد من حوله قائلاً بصوت كالفحيح
((هليع يا من تسمعون في وادي القرنيم بحق سيدكم وبحق مقبلكم فكوا قيد بن ذاعات فكوا قيد بن ذاعات فكوا قيد بن ذاعات فيدعاهاط موسماعل بق حتى إذا أحضرتم أحرقكم المولى بحق وصيل مشموهوه شرطيائيل موهوقمي نوخيشما بهدار مخلبي * ))
ظل الصوت يردد تلك الكلمات حتى انتهى منها .... وهنا سمع ( يوسف ) صوت احتكاك جسد معدني ... كأنك أتيت بسلاسل حديدية ورميتها على الأرض ..... ولكن الصوت عالي هذه المرة بلا شك ...
المشكلة أن ( يوسف ) قد عرف أنة يحلم منذ بداية الحلم .... وحاول الاستيقاظ أكثر من مرة , ولكنة مقيد في مكانة , حتى أنة وهو يعايش الحلم صار عقلة يفكر , أين سمع تلك الكلمات ؟؟.... أين سمعتها من قبل ؟ يبدوا لي أنني سمعتها أو قالها شخص لي
كان يفكر والحلم يسير في نطاقه الطبيعي , وكأنة يشاهد فيلماً سينمائياً وله ارادتة الخاصة حيث يمكنه الخروج من دار السينما في أي لحظة ....ولكنة حاول الخروج من الحلم ولكن لا جدوى ....
وهنا رأى في الحلم أربعة رجال يمشون باتجاه الكرسي المذهب , وهم مكبلين أيديهم وأرجلهم بالسلاسل ..... ويمشون وكأنهم في حالة من التنويم المغناطيسي ....! ظل يتابعهم ببصرة حتى شاهدهم وهم يقفون أما الكرسي , ثم يعطونه وجوههم ..... كان الأربعة أشخاص مختلفين في أشكالهم ولكن تجمع وجوههم شيء واحد ..... مسحة من الحزن , نعم مسحة من الحزن تغلف وجوههم كأنهم ارتكبوا إثماً أو أذنبوا ذنباً
كان يقول في نفسه " يا ترى متى ينتهي هذا الكابوس المرعب " عندما شم رائحة شياط تغمر أنفة ..... يا ترى هذا الشياط قادم من مطبخهم وقد دخلت رائحته الحلم ..؟ أم أن أنفة يمكنها أن تشم تأثيرات الحلم ....؟ في الحقيقة لم يفكر كثيراً .... لأنة رأى من أين تأتي رائحة الشياط ....
لقد رأى الأربعة المكبلين بالسلاسل وهم يعرقون بغزارة .... ثم يصعد دخان من أجسادهم .... لماذا يصعد الدخان من أجسادهم ...؟ لأن وجوههم تسيح بالطبع ..... كان مشهد مثير للاشمئزاز أكثر من كونه مرعباً .... وجوههم تسيح وتتحول لسائل لزج يتساقط على الأرض ببطء
وهنا أحس خالد بالحر .... إن الحر هذه الأيام في الأحلام لا يطاق , يجب أن يهتموا بتركيب مبرد هواء أو مروحة في الأحلام .... ولكن الحر تحول لنار , نار شديدة يحس بها تحرق جلدة .... لا لا , إنه يسيح , يسيح فهو يشعر بذلك .... إنه يفقد القدرة على التنفس .... يسيح .. ويفقد القدرة على التنفس ويحاول جاهداً أن يأخذ شهيق فلا يجد ...كأن رئتيه مملوءة بالهواء ولا تريد المزيد .... لا إنه يموت .... لقد قرأ قديماً أن الإنسان إذا مات داخل الحلم يموت في الواقع .... إنه يشعر بذلك الآن ... إن يموت , نفسه يختنق , لا يقد على سحبة , جسده يسيح , هناك حراً لا يطاق ..... لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
* * *
اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااا
ماذا يحدث ......؟ لقد أستيقظ ( يوسف ) أخيراً من ذلك الكابوس .... ظل لحظات ينظر بعين لا تريان إلى سقف غرفته وهو يقنع عقلة أنة بخير وأن الحلم انتهى منذ مدة , وأنة حي يرزق , كان عقله يرتعد بشدة من هذا الحلم كلما تذكر أي إحساس من الذي راوده في الحلم ....
يا ترى هل سمع أحد من المنزل صراخه بعد أن استيقظ من الحلم ...؟ بالطبع لا .... في الأفلام عندما يصرخ البطل يرى الجميع يهرعون وهم يدخلون من الباب ويهدئونه ... أما هو الآن يبدوا أنة لو مات مذبوحاً فلن يشعر به أحد ....
وعندما بدأ يهدأ بدأت شفتاه تلقائياً تردد بعض آيات القران الكريم وبعض الأدعية بصوت خافض ....
وهنا أكتشف أن هناك بلل بسيط في سريرة ..... كاد أن يبتسم وهو يقول في نفسه هل عادت أيام الطفولة مرة أخرى ... ولكنة فهم من أين يأتي هذا البلل ... إن جسده بالكامل مليء بالعرق وكأنه يعمل في فرن ....!!!
عرق غزير , ودرجه حرارة جسده مرتفعه كأنة مصاب بالحمى , هو لا يفهم من أين أتى هذا العرق ولا هذه السخونة ، لكنة يعرف أنة رأى نفسه في هذا المشهد من قبل
في الحلم بالتأكيد .....!!! , هناك تفسير جاهز بالطبع لهذا العرق وتلك السخونة ... لشدة حرارة الجو بالطبع , ولانفعاله الشديد في الحلم ... نعم هذا تفسير مريح , ولكنة تذكر أن الجزء الثاني من تفسيره _ الانفعال الشديد في الحلم _ تفسير صحيح ... أما الجزء الأول من تفسيره _ شدة الحرارة _ ليس صحيحاً تماماً
ببساطة لأنة في شهر ( يناير ) أو بتفسير أخر .... هو في فصل الشتاء ... وبالتحديد في أشد أوقاته برداً إن أردت رأيي .....!!!
مد ( يوسف ) يده اليمنى يتحسس مكتبة الصغير الذي يلتصق بسريرة ليبحث عن ( موبايلة ) حتى يرى كم الساعة الآن .... الثانية بعد منتصف الليل ..... إذن علية أن ينام الآن حتى يستيقظ مبكراً للذهاب للكلية .....
أخذ يردد بعض الأدعية مرة أخرى حتى هدأ قلبه قليلاً , وقال في نفسه " عندما أصحوا من النوم يمكنني تذكر الحلم مرة أخرى ويمكنني التفكير فيه كما يحلو لي أما الآن فالحل اللذيذ هو النوم " .....
غط ( يوسف ) مرة أخرى في النوم لدرجة أنك تسمع صوت شخيره وقد بدأ يصدر .... يبدوا أن ( يوسف ) يتمتع بضمير سفاح لكي يمكنه النوم بعد هذا الكابوس
...............................
يتبع
|
|
|