عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-25-2012, 02:06 PM
الصورة الرمزية طيف عابر
طيف عابر طيف عابر غير متواجد حالياً
عضو مبتدئ
 
شكراً: 25
تم شكره 42 مرة في 16 مشاركة

طيف عابر عضوية تخطو طريقها








Story مخطوطة ابن أسحاق<<اقوى قصة رعب وتشويق

  نبدا بسم الله

ظل الشاب مغمض العينين وهو يرتجف ومن جسده تخرج اهتزازات خفيفة دلالة على الخوف , أما من خلفه فقد تحرك ذلك الكائن الغريب وهو يتجه ناحية الشاب
كان الكائن متوسط الطول لا يرتدي شيئاً تقريباً , ولكن الغريب أن جلدة قد كان مغطى بالكامل بالشعيرات الطويلة .. وفي أعلى رأسه وبين الشعيرات كانت هناك قرون صغيرة تخرج منه


أما الشاب فكان يرتدي ملابس غريبة بعض الشيء لا تمت لهذا العصر ...
ملامح ذلك الشاب غريبة تعطيك انطباعاً من أول مرة أنها ليست ملامح عربية , ربما كانت بوجهه لمحة من الوسامة لا تخفى على أحد
مشهد غريب جداً فالشاب يقف في غرفة خالية تماماً وهناك شمعه صغيرة بجانبه على أرض الغرفة .. أما الشاب نفسه فقد كان مغمض العينين وقد أعطى ظهره للكائن , فهو لم ينسى التحذير الذي سمعه قبل أن يحضر الكائن .. يجب علية أن يغمض عينية ولا ينظر خلفه أبداً في فترة حضور الكائن
كان الحوار يجري بينهم بلغة غريبة تشبه العربية ... أعتقد أنها الفارسية
- << ماذا تريد أيها الطفل ؟ >>
انطلقت تلك العبارة من الكائن الذي يقف خلف الشاب .. انطلقت بنبرات خافتة جعلت القشعريرة تسري في جسد الشاب الذي رد بنبرات مرتعشة :
- << أريد القوة , القوة المطلقة والأمان باقي حياتي >>
أقترب الكائن من الشاب أكثر حتى أصبح على مسافة سنتيمترات من الشاب .. ثم اقترب برأسه من أذن الشاب وقال :
- << إذا أردت القوة سنعطيك بعضها ... ولكن إذا السيطرة فيجب عليك التضحية بأشياء كثيرة جداً .. >>
قال الشاب وهو يرتجف :
- << أوافق >>
فقال الكائن :
- << إذن أدر وجهك لي ولا تفتح عينيك .. ونفذ كل ما أقوله لك ... >>

...............................................

التفت ( يوسف ) إلى صديقة قائلاً
- << ما رأيك في سور الأزبكية >>
- << ممل لدرجة رهيبة .. ماذا أستفيد من بعض الأكشاك تبيع كتباً قديمة لا تساوي شيئاً >>
- << لكن انظر إلى تلك الجنة كل ما تحتاجه من الكتب القديمة ذات الورق الأصفر العتيق والغلاف السميك الذي يشعرك بأنك تمسك التاريخ نفسه بين يديك >>
لقد كانت تلك هي الزيارة الأولى ليوسف لسور الأزبكية فقد كان يسمع عنة قديماً , وقد رسم له في مخيلته أنة سور طويل والباعة يفترشون الكتب على الأرض ، لكنه صدم من تلك الطريقة الغريبة في رص الأكشاك الخشبية بجانب بعضها البعض , التي تشعره أنة ذاهب إلى السوق ليشتري خضار أو فاكهه ... ولكنة استمتع اشد استمتاع من كل تلك الكتب التي كان يحلم باقتنائها , فهو تربى على مجلات مثل ( ميكي ) و ( سمير ) , وعندما زاد عمره قرأ روايات رومانسية وبوليسية وبعض روايات الرعب . ولكنة شعر بأنة يجب أن يقرأ كتباً كبيرة الحجم وثقيلة الوزن .. فربما أعطته تلك الكتب العلم الوفير الذي يحلم به
- << أتفضل يا باشا عايز كتاب إية وأنا اجيبهولك >>
بالطبع تلك الجملة كانت من أحد باعة الأكشاك ليوسف , ولكن يوسف لأنة لم يكن معتاداً على تلك الطريقة من الباعة فقد أعتبر تلك العبارة مودة زائدة .. وبالفعل اتجه لصاحب الكشك
- << تحت أمرك >>
- << أريد كتاباً قديماً >>
- << ما أسمة ....؟ >>
- << لا أعرف ..!! >>
- << ماذا ؟؟؟ >>
- << أريد أي كتاب قديم ويتحدث عن شيء مهم >>
وبالطبع لم يتمالك البائع نفسه من الضحك .. حتى احمر وجهه ( يوسف ) خجلاً
- << عندما تعرف ما تريد فأنا تحت أمرك >>
فذهب ( يوسف ) إلى كشك أخر ينظر داخلة , ليرى خليط غريب من كتب دينية وكتب فضائح وكتب سياسية وكتب جنسية و مجلات أجنبية وعربية . ولكنة أحس بخيبة الأمل فقد كان يعرف أنة لا يعرف ماذا يريد من البداية ..! وأنة لن يرى ما يريده , بل هو ينظر هو وصديقة إلى الكتب بانبهار ويبحث عن الكتب القديمة التي في داخل نفسه يعرف أنة لن يشتريها
- << لقد تعبت من المشي هيا بنا نستريح على ذلك المقعد الحديدي >>
كانت تلك العبارة من صديق ( يوسف )
فأجابه ( يوسف )
- << كشك أو أثنين ونعود للمترو مرة أخرى >>
وهنا رأى ( يوسف ) رجل عجوز يجلس داخل كشك _ أمام المقعد الحديدي _ على الأرض فشدة المنظر ودخل إلى الكشك ...
- << سلام عليكم يا حاج >>
نظر العجوز ببطء إلى ( يوسف ) لتظهر أن عين الرجل اليسرى بيضاء تماماً ووجهه مليء بالتجاعيد
- << وعليكم السلام يا بني >>
- << هل تبيع كتب قديمة يا حاج >>
ضحك العجوز بطيبة وقال
- << يا بني أنا لا أمتلك غير الكتب القديمة .. أبحث في الكتب التي على الرفوف واختار منها ما تريد >>
فرح ( يوسف ) بهذا العرض الذي سيجعله يرى أسماء الكتب بدون أن يدفع مليماً واحداً , هذا غير أن هذا أول عرض يتلقاه بأن يبحث بنفسه , وبالفعل بدأ البحث ورأى الكثير من الأسماء
( حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح )
( مذبحه القلعة برؤية جديدة )
( نظم الملك )
( العرائس )
( تهافت التهافت )
( انهيار دولة البطالسة )
ولكن جاء ( يوسف ) إلى مجموعة كتب مربوطة بحبل غليظ .. يدل أثر الحبل على غلاف الكتاب أنة مربوط منذ مدة , ففض الحبل وبدأ في قراءة أسماء تلك الكتب باستغراب ....!!
( الهياكل السبع )
( الدر والترياق )
( الأجناس لأصف بن برخيا )
( المنظومة السباعية )
( شمس المعارف الكبرى )
( الأربعون الإدريسية )
( المفتاح الكبير لسليمان )
( الدر المنظم في السر الأعظم )
( النور المبين في تحضير القرين )
لا يعلم ( يوسف ) لما اقشعر جلدة من أسماء تلك الكتب ..!! ربما من ملمسها ..! لا يعرف لكنة رأى كتاب قد شد انتباهه , في الواقع لم يكن كتاب بالمعنى الحرفي بل هو سبع ورقات من الحجم الكبير .. وهناك خيط يجمعهم من جانبهم الأيمن كي لا ينفك الورق , ولكن ما شدة أكثر هو ملمس الورق .. فقد كان ورقاً خشناً وسميك وقد كتب في أول ورقة من الأعلى بخط يدوي
( عن رواية الرحالة أحمد بن إسحاق البغدادي )
فنظر ( يوسف ) لصاحبة وقال
- << ما رأيك بهذا الورق ؟؟ >>
- << بالتأكيد هذا الورق يتحدث عن هراء من شاكلة ابن فلان قابل ابن علان يوم كذا كذا , وقد أمر الوالي بذبحهم بعد خيانتهم له .. صدقني لن تحب هذا الهراء , ستجد مثله كثيراً في كتب تاريخ الثانوية العامة التي درسناها !!! >>
- << ولكن يبدوا من ملمس الورق أنه قديم .. ربما كان نادراً كذلك , وبالتالي سعره سيكون مرتفعاً ولن اشتريه بالتأكيد , دعني أسال عن سعره من باب الفضول لا أكثر >>
- << بكم ذلك الكتاب يا حاج ...؟ >>
ولوح ( يوسف ) بالورقات ناحية العجوز ليراها , ولكن العجوز رد بسرعة
- << عشرة جنيهات >>
- << ماذا !!! >>
- << عشرة جنيهات يا بني .... أي كتاب عندك بعشرة جنيهات >>
هنا نظر ( يوسف ) لصاحبة باندهاش ثم قال له
- << سأشتري هذا الورق >>
كاد صاحبه يموت من الغيظ , لأن ( يوسف قد تراجع في كلامه .. وكاد يعترض إلا أن أخرسه ( يوسف ) بأن أخرج من جيبه عشرة جنيهات ليعطيها للرجل , فقربها من يد الرجل بدون كلام .. ولكن الرجل لم يحرك ساكناً وكأنة لا يراه .... فنادى ( يوسف ) على الرجل
- << يا حاج امسك الفلوس >>
وهنا رفع العجوز يده المعروقة ملوحاً بهاً في الهواء باحثاً عن النقود قائلاً
- << سامحني يا بني ... لأنني لا أرى جيداً بعيني الوحيدة فأنت تعرف حكم السن >>
أدرك هنا لما لم ينتبه العجوز للورق الذي يحمله .. فربما كانت قيمته أكثر من عشره جنيهات ولكن ضعف نظر العجوز جعله لم يلاحظ ماذا قد أخذ .. وقد عقد صفقة رابحة للغاية .....

* * *

ظل ( يوسف ) جالساً أمام شاشة الكومبيوتر كعادته , لا يفعل شيئاً سوى الدخول لمحادثات الدردشة أو متابعه بعض المنتديات الفكاهية وكتابه الردود بها حتى شروق الشمس ... فلم يكن يفعل شيئاً في أجازة نصف السنة التي قاربت على الانتهاء بعد بضعة أيام سوى الجلوس على الانترنت .. أو التسكع مع أصدقاءه ليلاً في المقاهي حتى الصباح , يشربون كميات من القهوة والشاي بلا داع ... ويثرثرون في كل أمور الحياة التافهة ... ولكن قبل الفجر بما يقرب من الساعة , دخل شخص يطلب الحديث مع ( يوسف ) على إيميله الخاص به .....!! فوجده صاحبة الذي كان يرافقه منذ أيام لسور الأزبكية
- << كيف حالك >>
- << الحمد لله >>
- << لم أرك منذ زمن ؟ >>
<< زمن ....!! لقد كنت معك أول أمس في سور الأزبكية , يوم اشتريت الورق الغريب .... ما رأيك به ؟ >>
- << لم أقرأه بعد ... ولكنني سأقرأ ذلك الورق قريباً >>
وسار نمط الحديث ككل مرة , ممل وعادي مع صديقة قرابة النصف ساعة .. حتى انتهت المحادثة بينهم ، ولكن ( يوسف ) أحس أنه لكي يرضي ضميره على العشرة جنيهات التي دفعها في الورق , فيجب عليه قرأته .. وفعلاً قام ليحضر الورق ثم وضعة أمامه ...
سبع ورقات من الحجم الكبير , والكثير من الكلام ممسوح بل وفي بعض المواضع قد تداخلت بعض العبارات البسيطة على بعضها .. , ولكن بشيء من العسر يمكن تبين كنه الكلمات ..
[size=5](( عن رواية الرحالة أحمد بن اسحاق البغدادي رحمة الله واسكنه فسيح جناته
بسم الله الرحمن الرحيم الغفور الحليم خالق الجبال وقاهر الجبابرة مالك السموات والأرض رافع السموات بغير أعمده * وفقنا الله يوم النفخ في الصور ويوم العرض علية وأدخلنا جنته وحفظنا من ناره * كتب سيدي وشيخي العلامة بن اسحاق في كتابه كنز الرحلة بعنوان مدينه الموتى في فصل رحلته إلى مصر * أنة سار من إحدى قرى الصعيد حتى أهلكه التعب فرأى على مرمى البصر سور طويل يتوسطه باب عظيم فاقترب منه فرأى على السور نقش كلمات كأروع ما يكون تقول * يا معشر الإنس والجن لا تقربوا هذه البلدة فإن أهالها نيام حتى تقوم الساعة فإذا دخلتم اليوم فليرحمكم الله وإذا لم تدخلوا لا تذكروا مكانها حتى لا يراها غيركم ولكم يوم الحساب جزاء على أفعالكم وسيسألكم الله جل وعلى كيف حفظتم سر هذه البلدة * فلم يتمالك بن إسحاق نفسه فربط ناقته عند السور ودخل من الباب الحديدي وسار وحيداً * فكانت البلدة كأحد أحياء القاهرة ولكن العجب كان أنها بلا بشر فالحوانيت مفتوحة وجاهزة لعرض بضاعتها ولكن لا بشر سوى بن إسحاق * فسار بن إسحاق حتى خرج عليه من أحد الحوانيت رجل أسود اللحية عظيم الشحم أبيض البشرة يقبض بيده اليمنى على عصا كبيرة * اقترب الرجل من بن إسحاق ودعاه لأن يرتاح في بيته وقال بأنة لحاد البلدة وأنة يكنى بمحمد السالمي * وحدثه اللحاد أن مرض غريب أجتاح البلدة فمات كل من فيها * فدخل بن إسحاق بيت الرجل * وسأله عن ما حدث للبلدة فقص الرجل على شيخنا قصه عجيبة * منذ سنين طويلة كانت البلدة مزدهرة ومليئة بالتجار من كل البلاد وكل الأجناس حتى جاء فتى من بلاد الفرس يدعى الحي بن القصاب وكان يفعل العجائب فكان يجري على الماء ويطير فوق الأرض ويقول كلمات فيتحول الماء إلى عسل * وإذا لمس جداراً أو بيتاً حوله تصاعد صوتاً قوياً ثم يتحول البيت إلى ذرات وفتات * ثم أعلن الفتى عن أنه في مقدوره أن يحول الفقراء إلى أغنياء وأنة يحتاج إلى أربعة من البشر ليثبت كلامه * فتقدم إليه احمد بن يزيد صانع السجاد و يوسف العطار و احمد بن إبراهيم بن محمد و شاب فقير يدعى إسماعيل الحلاج
وأجتمع بهم الفتى الفارسي في بيته الذي اشتراه عند وصولة البلدة * وقضوا الليل عنده وفي الفجر خرج من البيت الأربعة فقراء ولم يخرج الساحر ولم نجد له أثر * ورأينا في أيدي كل منهم مفتاح ضخم لخزائن كبيرة تحت دار كل منهم تحتوي على ذهب وأشياء بديعة الصنع براقة المنظر * فاتت سبع ليال وحضر أهل البلدة ليروا أحمد بن يزيد وقد سال من حلقة سائل أبيض وأخذ يقول كلمات غريبة وكأنة يخاطب ....( جزء غير واضح من الورق ) .... فوقع أرضاً وقد أصيب بالحمى وأخذ يشكوا أنة رأى في منامة وكأنة يحمل من أربعة رجال طوال البنية سود الوجوه صلع الرؤوس حمر الأعين أنزلوه على صخرة * وتقدم منة رجل ....( جزء غير واضح من الورق ) .... فذبحة الرجل بعد أن قرأ علية الكلمات * وأخذ أهل البلدة يداوونه من الحمى * وعند اقتراب الفجر سمع جميع أهل البلدة صفير طويل وكأنة صفير الرياح * وبعد انقطاع الصفير خرج من فم وأنف وعين أحمد بن يزيد دماء كثيرة حتى توفاه الله عند الشروق * بعد سبعة أيام أصاب أحمد بن ابراهيم بن محمد ما أصاب أحمد بن يزيد * وروى لنا نفس الحلم الذي رواة لنا احمد بن يزيد وعند الفجر سمعنا كلنا الصفير وخرجت الدماء منة ومات * ...( جزء غير واضح من الورق ) فسمعنا الصفير وعرفنا أن يوسف العطار سيموت * ومات يوسف العطار بعد أن خرج الدم من جسده * طلع الصبح علينا ورأينا إسماعيل الحلاج وهو يغادر البلدة ويخرج وحيداً إلى الفلاة فسألناه ولكنه لم يجيبنا غفر الله له * بعد سبعة ليال أصيب أهل البلدة بمرض غريب فكان الواحد منهم يصرع في الأرض ويخرج الدم من جسده ثم يموت ولا نفهم السبب * ومات أهل البلدة جميعاً ولم يبقى غيري فعينتني الحكومة المصرية حارساً للبلدة أهتم بها إلى أن تأتي لتوزع أملاك البلدة * طلب اللحاد من بن إسحاق أن ينام لأن الليل قد حل * ففرش اللحاد حشية لابن إسحاق ونام جواره على الأرض وعند شروق الشمس استيقظ بن إسحاق فلم يجد اللحاد بجواره بل وجد قصاصة من ورقتان كتب عليهم * بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيئاً في الأرض ولا في السماء * أجتمع الساحر بالأربعة فقراء ثم جعلهم يحفظون هذه الكلمات
سمامها طولام فقدشبينا يوهانيط سمسمائيل يصيفيدش أحرق كل من عصى أمرك بحق إصطفار و بيوم عمياخ وبحياة هليع بحق إصطفار وبيوم عمياخ وبحياة هليع يا من تسمعون في وادي القرنيم بحق سيدكم وبحق مقبلكم فكوا قيد بن ذاعات فكوا قيد بن ذاعات فكوا قيد بن ذاعات فيدعاهاط موسماعل بق حتى إذا أحضرتم أحرقكم المولى بحق وصيل مشموهوه شرطيائيل موهوقمي نوخيشما بهدار مخلبي * وبعد أن حفظ الأربعة الكلمات جلس الأربعة وفي وسطهم شمعه صغيرة إذا ارتفع لهبها إلى سقف الدار كان خادم الجن قد حضر * و جلس الحي بن القصاب بعيدا عنهم * ثم بدأ الأربعة ينطقون الكلمات بصوت واحد حتى انتهوا منها * وفجأة أرتفع صوت الحي بن القصاب وهو يقول * أريقاً أريقاً فليقاً فليقاً حليقاً حليقاً أتوني مستكين مستكين مستكين احضروا أينما تكونوا احضروا فإنكم محاطون به من كل جانب سمسائيل الهوام يحاقوف المخلبي سمسائيل الهوام يحاقوف المخلبي ارجعوا يا جنود المارد ارجعوا يا جنود المارد فكوم يا حليق فكوم يا حليق نخدام بهاميم بحق سمسائيل أن تأتيني احضروا يا جنود المارد لتكونوا الجيش الأعظم الوحى الوحى العجل العجل الساعة الساعة احضروا بحق مخلبي * فأرتفع لهيب الشمعة إلى سقف الدار وحضر المارد لينفذ طلبات الساحر حتى انبلج عليهم الفجر ولم يعلم أحد ما حدث بعد ذلك حتى مات الثلاثة فقراء وهرب الرابع إلى دمياط ولا يعرف أحداً ماذا حدث له حتى ظهر ..... ( جزء غير واضح من المخطوطة ) ..... فأطلب منك يا أخي قبل أن تكمل رحلتك أن تذهب إلى مقابر البلدة التي ستجدها في أخر صف الحوانيت شرقي البلدة لتقرأ الفاتحة لأموات البلدة وتدعوا لهم بالمغفرة وأن يرحمهم الله * فبعد أن انتهى شيخنا بن إسحاق من قراءة الورقة حاجياته ونزل من بيت اللحاد وأتجه إلى شرقي البلدة * ورأى صف الحوانيت فمشى بجواره حتى وصل لأخره فوجد مقابر كثيرة تملأ الصفوف فوقف أمامها للدعاء لأصحابها * فلمح بعينية حجراً على أحد القبور مكتوب علية المتوفى إلى رحمة الله محمد السالمي اللحاد أدخلة الله فسيح جناته * فأندهش بن إسحاق كيف كان يكلمه محمد السالمي وهو من الأموات * فجرى بن إسحاق إلى أن وصل إلى ناقته التي ربطها في سور البلدة وركبها وسار بها وعندما نظر خلفه لم يجد أثراً للبلدة ولا لسورها الطويل * فحمد الله على سلامته وأكمل طريقة إلى أن وصل إلى القاهرة ))[/


.................................................. .................................................. .............


انتهى ( يوسف ) من قراءة الورقة وقد شعر برجفة غريبة تسري في جسد , لم يعرف أهي نسمات هواء الفجر أم هو الرعب مما قرأه في تلك الوريقات ...؟ كان أول ما فعلة هو أن دخل إلى الحمام ليتوضأ حيث أنة قد سمع أذان الفجر وهي يأتي له من المسجد القريب ....... توضأ ليستعد للصلاة وأيضاً لكي يهدأ مما قرأه .. فقد كان تأثير ما قرأه علية رهيباً , لقد شغل كل تفكير ، فدخل ليصلي الفجر حتى انتهى منه وقد شعر براحة نفسية أزالت بعض الرعب الذي دخل في قلبه بعد قراءة تلك الوريقات
بالرغم من الرعب الذي داخل نفسه إلا أنه قد انجذب لتلك الكلمات التي قرأها , حتى أنة شعر معها أنه يعاصر الأحداث .. وأنة هو أحمد بن إسحاق ..... ولكن من هو أحمد بن إسحاق هذا ؟
هو لم يسمع به من قبل , ولكن الاسم له رنين جميل يجعلك تحترمه في التو واللحظة ... فالاسم يذكرك بالعلماء الأجلاء الذين كنا نقرأ أسمائهم بشيء من العسر في المراجع التاريخية .. فيكفي أن ترى الاسم ليعطيك رهبة من صاحبه , وتتخيله شخصاً طويلاً عريضاً مهاباً له كيان كبير ...
أخذ ( يوسف ) يفكر كثيراً وهو يجلس على فراشة في الشخصيات التي قرأ عنها منذ قليل ، إن الأحداث التي تم سردها غريبة جداً ولم يسمع بمثلها من قبل غريبة على ذلك العصر !! عصر لم يعرفوا فيه أسماء مثل ( سوسو ) و ( ميمي ) بل أسماء أخرى ..
فيكفي أن ترى اسماً كاسم ( الحي بن القصاب ) أو ( بن إسحاق ) لتقف مهابة لتلك الأسماء , فلا أعتقد أنهم كانوا سيقبلون أسماء هذه الأيام ... فربما كان اسم ( مصيلحي ) بالنسبة لهم ركيكاً .. أو يكونوا قد استخدموه للتدليل ، ثم هذا الشخص الذي يدعى ( محمد السالمي ) يظهر في النهاية أنة شخص ميت ... ؟ لو كانت تلك الوريقات هي محاولة لتأليف قصة رعب فقد نجح مؤلفها وربما كان ليصير كاتب رعب شهير في عالمنا لو كان يعيش الآن ... أما لو كانت تلك الكلمات حقيقية فتلك مصيبة أشد .... فهذا يعني أنة يمتلك نصاً حقيقياً لمخطوطة وأن ما جاء بها حقيقي 100 % ...!! وربما أشتهر وصار عالماً كبيراً يظهر في البرامج التليفزيونية , وربما يظهر في برنامج ليقول بهدوء ورصانة " روتانا سينما مش هاتقدر تغمض عنيك " .... ما هذا الذي يقوله ..؟ يبدوا أنة بدأ يخرف بما لا يعلم ...!! لقد غلبة النعاس ونام وقد قرر أنة لابد له أن يبحث تلك المسألة الهامة غداً ...... أي مسألة ؟.. مسألة روتانا سينما بالطبع .


* * *


مشهد غريب للغاية الذي نراه الآن ...!! حيث من المعروف أن لون الرمال دائماً يميل إلى اللون الأصفر أو إلى البني الداكن ... ولكن أن يكون لون الرمال أحمر قانياً هذا هو الغريب ؟ فقد كانت الرمال على امتداد البصر وكأنها بلا نهاية , حتى دوى فجأة في المكان صوت مفزع ..... كأنك تسمع ألف شخص يعذب أو كأنك تسمع صوت حيوان يسلخ وهو حي ...
وهنا بدأ الهواء يتخلخل بطريقة غريبة .. حتى بدأت الرؤية تصعب على من يشاهد المنظر , وتصاعد دخان كثير في الهواء حتى ارتفع من الدخان لسان طويل من اللهب الذي يميل إلى اللون الأبيض ... لهب أبيض ؟؟؟
وفجأة دوت فرقعة تصم الآذان في مكان الخلخلة , ليظهر جيشان عظيمان متباعدين عن بعضهما البعض ...!! ولكن كل منهم يعدوا بسرعة ليقابل كل منهم الأخر من جهة .....
كان الجيش الأول يتكون من رجال طوال شعر الرأس يصل طول شعر الواحد منهم إلى ما تحت خصريه ، عيونهم مشقوقة بالطول يتخللها لون أخضر قاتم وملابسهم تلتصق بأجسادهم , وكأن من ينظر لها يتبادر إلى ذهنه أنها جلودهم وليست ملابسهم .....!!
أما الجيش الأخر فكانوا سود البشرة صلع الرؤوس , عيونهم كبيرة جداً , حتى أنك عندما ترى الواحد منهم تعتقد أن عينية تأخذ نصف وجهه ..!!
ولكن المشكلة ليست بالعينين المشكلة أن العينين من داخلها لون اسود قاتم فلا ترى الحدقة أو القرنية فكلها سوداء فكيف يرون ..!!!
لا يلبسون أية ملابس بل هم عراه تماما , ولكن أجسادهم مليئة بالشعر الغزير ... يطلقون من أفواههم ذلك الصوت الذي شبهناه منذ قليل بصوت حيوان يسلخ جلدة وهو حي ... الآن الجيشان يقتربان من بعضهما بسرعة كبيرة ، ترى ماذا سيحدث .......؟
ولكن ما دخل هذا في قصتنا الآن .....؟
ربما نعرف بعد قليل
.................................................. .......

صوت أذان الظهر يتردد من المسجد القريب , ويتخلل اذن ( يوسف ) ليجعل النوم يطير من رأسه رويداً رويداً , ليستيقظ ولكنة يحاول العودة للنوم فلا يقدر , يتقلب على الجانب الأخر ليحاول الرجوع مرة ثانية للنوم اللذيذ .. ولكن كل محاولاته باءت بالفشل .. فالنوم هو ضيف يأتي وقتما يشاء ويرحل وقتما يشاء ....
بدأ ( يوسف ) يفتح عينية وهو مازال نائماً على ظهره يحاول أن يتقبل حقيقة أنة يوم أخر ليعيشه ... ينزل من على الفراش ليذهب إلى الحمام كما هي عادته اليومية .. حيث أنة يظل في الحمام قرابة النصف ساعة ليخرج شخصاً أخر وقد أصبح منتعشاً ومبتسماً للحياة ... لا يعرف أحد ماذا يحدث في الحمام .. ولا يهتم أحد بأن يعرف إن كان يحضر القنبلة الذرية حتى داخل الحمام .... الذي يعرفه أهلة أنة لن ينهي حمامة قبل أن يتوضأ .... يخرج ( يوسف ) ليصلي صلاة الظهر في غرفة نومه , ويبدأ رحلة البحث في ثلاجة المنزل عن أي شيء يؤكل , حتى تقع يديه على أي شيء تتخيله ليضعه في فمه , فهو لا يدقق على نوعية الطعام ولكنها عادة منذ صغره , أن يضع أي شيء في فمه بعد استيقاظه مباشره
ذهب بخطوات بطيئة ناحية جهاز ( الكومبيوتر ) الذي يضعه في صالون منزلة ليفتحه , ثم يبدأ في ممارسة حياته الرتيبة المملة .... وكأنه قد فقد الذاكرة ثم استعادها مرة أخرى اتسعت عيناه وقد تذكر فجاءه أخر شيء فعلة البارحة قبل أن يخلد إلى النوم ...
لقد كان يقرأ في تلك الوريقات ... لقد تذكر كل شيء الآن ... وهنا قام إلى غرفته ليحضر الورق وعاد إلى الكومبيوتر وفعل أول شيء خطر إلى ذهنه ...
لقد قال في باله " لما لا أبحث على شبكة الانترنت عن أي معلومات تخص تلك الحكاية التي قرأها أمس " .... ففتح أحد مواقع البحث الشهيرة , وجال بخاطرة ماذا يكتب في مربع البحث ...؟
كتب في المربع ( ابن إسحاق ) وبدأ البحث .. ليرى أن جميع المواقع التي ظهرت في البحث كانت تخص ( ابن إسحاق ) الذي كتب كتاب ( سيرة ابن إسحاق ) الذي يتحدث عن حياة ( النبي ) صلى الله علية وسلم ..... فما كان منه إلا أن أعاد البحث , ولكن كتب في خانة البحث هذه المرة ( أحمد بن إسحاق البغدادي ) .. وظهرت النتائج له ...
أول ثلاثة مواقع في البحث كانت تتحدث عن أسماء رجال كانت تدخل في أسماءهم اسم ( إسحاق ) أو ( البغدادي ) ، أما الموقع الرابع فعند دخوله وجده منتدى مغمور , كتب فيه موضوع عنوانه :
( أساطير العرب ومقارنتها مع الواقع )
أما الموضوع نفسه فقد تحدث عن أساطير من حياة العرب في البادية , وعلاقتهم بالجن .. ولكن في احد أجزاءه كتب الأتي :
(( وننتقل الآن إلى أسطورة لم تنل الشهرة ولا الصيت الذي نالته باقي أساطير العرب ، فنحن نتكلم عن شخصية تدعى " أحمد بن إسحاق البغدادي " والذي قيل عنة أنة رحالة يجوب البلاد شرقها وغربها لا يكل ولا يمل ، ولكن كتب في مراجع متفرقة أنة كان له حكايات كثيرة تتعلق بالسحر والسحرة , وأشهرها حكايته مع تلك المدينة التي كتب عنها في كتابه ( كنز الرحلة ) وسماها ( مدينه الموتى ) , وحكى عنها أنها مدينة خالية , لا بشر فيها ولا حياه وأنة وجدها في طريقة من قرية مصريه قديمة إلى القاهرة في مصر , فظهرت فجأة وأنها اختفت بطريقة غريبة ، حتى كان من الوالي إلا أن أحرق كتابة ( كنز الرحلة ) وكتابة ( غواص اللؤلؤ ) , ويقال أنة اختفى بعدها , ولم تصلنا من أخباره شيئاً إلا حكاية تلك المدينة التي قابلها في طريقة ، والحقيقة أن هناك أساطير كثيرة نسجت حول هذا الرجل منها الحقيقي ومنها المريب والذي يصعب التفرقة بينهم .
وفي منتدى أخر كتب موضوع بعنوان :-
( الرحالة أحمد بن إسحاق البغدادي )
ولد في ممباسا وعاش الكثير من عمرة في بغداد ولذلك لقب بالبغدادي , درس الفلك والطب ولكن لم يكن له نبوغ خاص في الأخيرة , حيث أنصبت جل شهرته على الفلك ، وقد ألف هذا الرحالة كتابان أحدهما هو ( غواص اللؤلؤ ) وكان يختص بالفلك والكواكب , والأخر ( كنز الرحلة ) وكان يختص برحلاته العجيبة في البلاد التي زارها ، ولم يصلنا من كتابية سوى شذرات بسيطة .. وبعض المخطوطات التي فقد أكثرها وذلك بسبب حرق كتبه واتهامه بالاشتغال بالسحر , ثم اختفاءه في نهاية حياته والذي أثار جدلاً حول شخصيته . ) كان عقل ( يوسف ) في تلك اللحظة يعمل بسرعة كبيرة , غير مصدق المعلومات التي أمامه .. حتى خرج من الصفحة التي كان يتصفحها إلى صفحة أخرى كتب بها عنوان عريض :-
" مخطوطة الشيخ أحمد بن إسحاق البغدادي "
_ ( دار الجدل حول حكاية تروى وتنسب إلى الرحالة العربي الشيخ ( أحمد بن إسحاق ) , أنة في إحدى رحلاته داخل مصر .. قد دخل مدينة كل من بها أموات .. ورأى فيها العجب ... حتى أنة قال بأنة رأى شخص ميت يتحدث معه وجهاً لوجه ..
فقد كان بن إسحاق مولع بالغرائب والعجائب , حيث كانت له العديد من الرحلات العجيبة التي شاهد فيها الكثير من الأشياء التي تصدم العقل , حتى أن الناس اعتقدوا بكفرة وحرقوا كل نسخ كتبة واتهموه بالاشتغال بالسحر ، وقد قيل بأن هناك نص من إحدى رحلاته نقلة عنة أحد تلاميذه والذي يدعى ( عبد الرحمن بن إبراهيم بن إسماعيل ) .. حيث تحدث في بضعة ورقات عن رحلته إلى مصر وأنة دخل إلى بلدة هاجمها وباء فقتل كل من بها ولم يبقى شخص حي في البلدة .... وأن هذا الوباء جاء عن طريق السحر , وأن بن إسحاق قد علم الطريقة التي تم جلب الوباء بها حيث أعطاه إياه ميت من البلدة قابلة ، والمشكلة هنا هي ضياع هذه المخطوطة نهائياً ولم تصلنا منها إلا روايات من الأشخاص الذين رأوها منذ القدم ، ويقول فريق من العلماء بأن هذه المخطوطة ليست موجودة وأنها حكاية أسطورية تداولها الأشخاص عبر التاريخ حتى اعتقد الكثيرين صحتها .... أما الفريق الثاني من العلماء فيقول بوجودها ولكن لم يحددوا مكانها أو معالمها , ولكنهم يستندون في أدلتهم إلى إيراد كلام يتحدث عن المخطوطة في أكثر من كتاب وأكثر من مجلد ، وبرغم الجدال القائم على هذا الرجل إلا أننا نقول بأنة كان أحد الرحالة الذين كتبوا المقارنات بين طرق المعيشة في البلدان ومحاولة مقارنتها بواقعنا العربي . )وهنا انتصب الشعر في مؤخرة رأس ( يوسف ) ... لو كان المكتوب عن ذلك الورق الذي يمتلكه حقيقي فذلك يعني أنة الوحيد الذي يمتلك نص تلك المخطوطة
مخطوطة بن إسحاق
.................................................. .................................................. .

خذ ( يوسف ) يتحسس الأوراق وهو ينظر لها بتمعن والأفكار تتصارع في رأسه بلا انتظام .....
- << لو كانت تلك المعلومات صحيحة فأنا أمتلك نص المخطوطة الأصلية >>
وهنا وضع ( يوسف ) يده يتحسس الورق من جديد ويمرر يده عليه .... لقد شعر منذ الوهلة الأولى بأن ملمس ذلك الورق غير مريح منذ أن اشتراه ، كان طول الورق يتجاوز طول الورق المستخدم في الطباعة أو الكتابة .... هذا غير أن الحروف بعضها ممسوح وبعضها ممتزج بعضة البعض .. مما ينبيء أن الحبر المكتوب به الكلمات قد تأثر وطار بعضة وأمتزج بعضة ليؤدى لاختفاء وعدم وضوح بعض الكلمات والعبارات من داخل الورق .... ثم ماذا عن ذلك الخيط الذي يربط تلك الوريقات من الجانب ...؟؟ تلك الطريقة التي لا تمت للطباعة الحديثة بصلة من قريب أو بعيد .
لقد ارتفعت ضحكة ( يوسف ) وهو يسخر من نفسه ....!! كيف لم يلاحظ ذلك ؟ إن الكتابة على تلك الوريقات كتابة يدوية , وذلك للاختلاف الطبيعي بين الكلمات وكبر بعضها وصغر بعضها ...... رائحة الورق ...... ملمسه الخشن السميك .....!!
وكأنة لا يريد تصديق النتيجة التي توصل لها عقلة ويحاول أن يتملص منها بأي حجة يجدها كي يبعدها عنه ... ولكنه لا يجد مفر من أن يعيد تلك النتيجة لعقلة مرة أخرى ..... هو للأسف لا يمتلك نص المخطوطة الأصلية المفقودة ...... ولكنة يمتلك المخطوطة الأصلية ذاتها .....!!!
.................................................. .................................................. ...





يتبع

-:مواضيع أخرى تفيدك:-

Share

التوقيع :
م}}ج}}ر}}د
ط}}ي}}ف
ع}}ا}}ب}}ر
رد مع اقتباس