أخرج النسائي عن جابر قال لما كان يوم أحد وولى الناس
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ناحية في اثني عشر رجلا
منهم طلحة فأدركهم المشركون فقال النبي (صلى الله عليه وسلم)
من للقوم قال طلحة:
أنا قال كما أنت فقال رجل أنا قال أنت فقاتل حتى قتل ثم التفت
فإذا المشركون فقال من لهم قال طلحة أنا قال كما أنت فقال رجل
من الأنصار أنا قال أنت فقاتل حتى قتل فلم يزل كذلك
حتى بقي مع نبي اللهطلحة فقال من للقوم قال طلحة أنا فقاتل
طلحة قتال الأحد عشر حتى قطعت أصابعه فقال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) لو قلت باسما الله لرفعتك الملائكة
والناس ينظرون ثم رد الله المشركين.
•••
روي عن موسى وعيسى ابني طلحة عن أبيهما أن أصحاب رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) قالوا لأعرابي جاء يسأله عمن قضى نحبه
من هو وكانوا لا يجترئون على مسألته (صلى الله عليه وسلم)
يوقرونه ويهابونه فسأله الأعرابي فأعرض عنه ثم سأله
فأعرض عنه ثم إني اطلعت من باب المسجد وعلي ثياب خضر
فلما رآني رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال: أين السائل عمن قضى نحبه قال الأعرابي أنا
قال: هذا ممن قضى نحبه.
•••
وروي عن سلمة ابن الأكوع قال ابتاع طلحة بئرا بناحية الجبل
ونحر جزورا فأطعم الناس فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
"أنتطلحة الفياض"
عن موسى بن طلحة عن أبيه أنه أتاه مال من حضرموت
سبع مائة ألف فبات ليلته يتململ فقالت له زوجته مالك قال تفكرت
منذ الليلة فقلت ما ظن رجل بربه يبيت وهذا المال في بيته قالت
فأين أنت عن بعض أخلائك فإذا أصبحت فادع بجفان وقصاع فقسمه
فقال لها رحمك اللهإنك موفقة بنت موفق وهي أم كلثوم بنت الصديق
فلما أصبح دعا بجفان فقسمها بين المهاجرين والأنصار فبعث إلى
علي منها بجفنة فقالت له زوجته أبا محمد أما كان لنا في هذا المال
من نصيب قال فأين كنت منذ اليوم فشأنك بما بقي قالت
فكانت صرة فيها نحو ألف درهم.
جاء أعرابي إلى طلحة يسأله فتقرب إليه برحم فقال إن هذه
لرحم ما سألني بها أحد قبلك إن لي أرضا قد أعطاني بها عثمان
ثلاث مائة ألف فاقبضها وإن شئت بعتها من عثمان ودفعت
إليك الثمن فقال الثمن فأعطاه.
•••
قال الأصمعي حدثنا ابن عمران قاضي المدينة أن طلحة فدى عشرة
من أساري بدر بماله وسئل مرة برحم فقال قد بعت لي حائطا
بسبع مائة ألف وأنا فيه بالخيار فإن شئت خذه وإن شئت ثمنه.
وروي عن عائشة وأم إسحاق بنتي طلحة قالتا جرح أبونا يوم أحد
أربعا وعشرين جراحة وقع منها في رأسه شجة مربعة وقطع نساه
يعني العرق وشلت إصبعه وكان سائر الجراح في جسده
وغلبه الغشي (الإغماء)
ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) مكسورة رباعيته مشجوج
في وجهه قد علاه الغشي وطلحة محتمله يرجع به القهقرى كلما
أدركه أحد من المشركين قاتل دونه حتى أسنده إلى الشعب.
•••
عن مالك بن أبي عامر قال جاء رجل إلى طلحة فقال رأيتك هذا اليماني
هو أعلم بحديث رسول الله منكم (يعني أبا هريرة) نسمع منه أشياء
لا نسمعها منكم قال أما أنه قد سمع من رسول الله ما لم نسمع فلا أشك،
وسأخبرك إنا كنا أهل بيوت، وكنا إنما نأتي رسول الله غدوة وعشية،
وكان مسكينا لا مال له إنما هو على باب رسول الله فلا أشك أنه قد سمع
ما لم نسمع وهل تجد أحدا فيه خير يقول على رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) ما لم يقل.
•••
وروى مجالد عن الشعبي عن جابر أنه سمع عمر يقول لطلحة
ما لي أراك شعثت واغبررت مذ توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
لعله أن ما بك إمارة ابن عمك يعني أبا بكر قال معاذ الله
إني سمعته يقول إني لأعلم كلمة لا يقولها رجل يحضره الموت
إلا وجد روحه لها روحا حين تخرج من جسده وكانت له نورا يوم القيامة
فلم أسأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عنها ولم يخبرني بها
فذاك الذي دخلني
قال عمر فأنا أعلمها قال فلله الحمد فما هي قال الكلمة
التي قالها لعمه قال صدقت.
روي عن علقمة بن وقاص الليثي قال: لما خرج طلحة والزبير
وعائشة للطلب بدم عثمان عرجوا عن منصرفهم بذات عرق
فاستصغروا عروة بن الزبير وأبا بكر بن عبد الرحمن فردوهما
قال ورأيت طلحة وأحب المجالس إليه أخلاها وهو ضارب بلحيته
على زوره فقلت يا أبا محمد إني أراك وأحب المجالس إليك أخلاها
إن كنت تكره هذا الأمر فدعه فقال يا علقمة لا تلمني كنا أمس يدا
واحدة على من سوانا فأصبحنا اليوم جبلين من حديد يزحف أحدنا
إلى صاحبه ولكنه كان مني شيء في أمر عثمان مما لا أرى كفارته
إلا سفك دمي وطلب دمه. قلت الذي كان منه في حق عثمان
تأليب فعله باجتهاد
ثم تغير عندما شاهد مصرع عثمان فندم على ترك نصرته رضي الله عنهما،
وكانطلحة أول من بايع عليا أرهقه قتلة عثمان وأحضروه حتى بايع،
•••
قال البخاري حدثنا موسى بن أعين حدثنا أبو عوانة عن حصين
في حديث عمرو بن
جاوان قال التقى القوم يوم الجمل فقام كعب بن سور معه المصحف
فنشره بين الفريقين وناشدهم الله والإسلام في دمائهم فما زال
حتى قتل وكان طلحة أول قتيل وذهب الزبير ليلحق ببنيه فقتل.
•••
وروي عن يحيى القطان عن عوف حدثني أبو رجاء
قال رأيت طلحة على دابته وهو يقول أيها الناس أنصتوا فجعلوا
يركبونه ولا ينصتون فقال أف فراش النار وذباب طمع.
قال ابن سعد أخبرني من سمع إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر
قال: قال طلحة إنا داهنا في أمر عثمان فلا نجد اليوم أمثل
من أن نبذل دماءنا فيه اللهم خذ لعثمان مني اليوم حتى ترضى.
•••
وروي عن وكيع حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس
قال رأيت مروان بن الحكم حين رمى طلحة يومئذ بسهم
فوقع في ركبته فما زال ينسح حتى مات.
•••
وروي عن عبد الله بن إدريس عن ليث عن طلحة بن مصرف
أن عليا انتهى إلى طلحة وقد مات فنزل عن دابته وأجلسه
ومسح الغبار عن وجهه ولحيته وهو يترحم عليه
وقال ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة.
•••
وروى زيد بن أبي أنيسة عن محمد بن عبد الله من الأنصار
عن أبيه أن عليا قال بشروا قاتل طلحة بالنار.
وروي عن عن أبي حبيبة مولى لطلحة
قال دخلت على علي مع عمران بن طلحة بعد وقعة الجمل فرحب به
وأدناه ثم قال إني لأرجو أن يجعلني الله وأباك ممن قال فيهم ونزعنا
ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين (الحجر:15)
فقال رجلان جالسان أحدهما الحارث الأعور الله أعدل
من ذلك أن يقبلهم ويكونوا إخواننا في الجنة قال قوما
أبعد أرض وأسحقها فمن هو إذا لم أكن أنا وطلحة يا ابن أخي
إذا كانت لك حاجة فائتنا.
•••
وروي عن اسحاق بن يحيى عن جدته سعدى بنت عوف قالت
قتل طلحة وفي يد خازنه ألف ألف درهم ومائتا ألف درهم وقومت
أصوله وعقاره ثلاثين ألف ألف درهم.
وكان قتله في سنة ست وثلاثين في جمادي الآخرة وقيل في رجب
وهو ابن ثنتين وستين سنة أو نحوها وقبره بظاهر البصرة.
قال يحيى بن بكير وخليفة بن خياط وأبو نصر الكلاباذي إن الذي
قتل طلحة مروان بن الحكم ولطلحة أولاد نجباء أفضلهم محمد
السجاد كان شابا خيرا عابدا قانتا لله ولد في حياة النبي
(صلى الله عليه وسلم) قتل يوم الجمل أيضا فحزن عليه
علي وقال صرعه بره بأبيه.
في الأخير تحياتي للجميع
وأتمنى إن وفقت لِما يحبه الله ويرضاه ...
فإن أصبت فمن الله سبحانه وتعالى
وإن أُخطأت فمن نفسي والشيطان
أسأل الله لي و لكم حسن الأعمال و الأقوال
و نسأل الله الثبات على الحق .