رد: عنـدمـــا تناثـــر الجمـــر ... برنامج ❀ قارئ اليوم قـــائد الغـد {5}
قــراءة فى كتاب...فقرتنا الأولى والتى
سنستكمل فيها كتاب بدأناه معا منذ أول لقاء
وهــــو كتاب:
نتمنـــى لكــــــــم قــــــراءة ممتعـة؛
فلما حمي القتال .. وظهر قوم مسيلمة ..
وبدأ بعض المسلمين يفرون .. وأبو عقيل على فراشه لا يقوى على الحركة .. سمع صائحاً يقول :
يا معاشر الأنصار ! الله الله والكرة على عدوكم ..
قال عبد الله بن عمر :
فنهض أبو عقيل .. يتكئ على يمينه .. ويريد سيفه ..
فقلت : ما تريد ؟ ما فيك قتال ..
قال : قد نوه المنادي باسمي ..
قلت له : إنما يقول : يا للأنصار .. و لا يعني الجرحى ..
قال أبو عقيل :
أنا من الأنصار وأنا أجيبه والله ولو حبواً ..
قال ابن عمر :
فتحزم أبو عقيل .. وأخذ السيف بيده اليمنى ..
ثم خرج وهو ينادي : يا للأنصار ! كرةٌ كيوم حنين .. فاجتمِعوا رحمكم الله .. وجعل يصيح بهم .. ويضرب
من رأى من الكفار بسيفه .. قال ابن عمر :
فنظرت إلى أبي عقيل .. وقد قطعت يده المجروحة
من المنكب .. فوقعت إلى الأرض .. وجراحه تنزف ..
فلما انتهى القتال .. أقبلت ألتمسه ..
فإذا هو صريع بآخر رمق ..
فقلت :
أبا عقيل .. فقال ـ بلسان ملتاث ـ: لبيك لمن الدّبَرة ؟
قلت : أبشر .. قد قتل عدو الله ..
فرفع إصبعه إلى السماء وقال : الحمد لله .. ثم مات ..
وهزم الله قوم مسيلمة .. وهربوا وأخذوا يتفرقون
في الشعاب .. ولم يزل الصحابة يسوقونهم أمامهم .. ويضعون السيوف في رقابهم .. وهم مضطربون
لا يدرون إلى أين يلجئون .. حتى وقف حكم بن الطفيل من قوم مسيلمة ثم صاح بقومه :
تحصنوا بالحديقة ..
فتسابقوا إليها .. وقام هو على مرتفع يناديهم ..
ويشير لهم .. فرماه عبد الله بن أبي بكر بسهم
في عنقه وهو يخطب فقتله .. ودخل جيش
مسيلمة الحديقة .. وكانت حديقة عظيمة .. طويلةٌ جدرانها .. محصنةٌ أطرافها .. وأغلقوا بابها .. فجعل الصحابة يطوفون بجدرانها .. ويدفعون أبوابها .. وقد اشتد
حنقهم على الكفار .. فأقبل البراء بن مالك ..
هل رأيت البراء بن مالك ..؟؟ لم تره !!
كان نحيل الجسم .. دقيق الساقين .. صغير اليدين .. قصير القامة .. لكنه كان بطلاً قتل مائة مشرك
مبارزة وحده .. فضلاً عمن قتلهم أثناء المعارك ..
أخذ البراء يطوف بالحصن كالأسد .. يزار من حرّ ما
يجد .. كيف ينجو الكفار بهذه السهولة .. ثم أخذ
ينظر إلى جدار الحديقة فإذا هو رفيع ..
فأقبل إلى باب الحديقة فإذا عنده عدد من الأصحاب ..
فقال لهم :
يا معشر المسلمين .. احملوني في ترس ..
وألقوني عليهم في الحديقة ..
فعجبوا .. كيف نلقيك وأنت واحد وهم مائة ألف ..
فلا زال بهم .. حتى حملوه في ترس .. ورفعوها بالرماح .. حتى بلغ أعلى الجدار .. فقفز وحده داخل الحديقة ..
فلم يرُعِ الكفار .. إلا وهو بين أيديهم .. فاجتمعوا عليه .. هذا يضربه بسيف .. وذاك يطعنه بخنجر .. والثالث يضربه بعصا .. وهو يتقي هذا بترسه .. والآخرَ بسيفه .. ويدفع الثالث بيده .. ويزحف جهة الباب ليفتح للمسلمين .. ودماؤه تسيل .. ولحمه يتساقط ..
حتى اتكأ على الباب ففتحه .. وتدافع المسلمون كالسيل إلى الحديقة .. واشتد فيها القتال .. حتى سميت بحديقة الموت ..
وهزم الله جند الكافرين ..
أما البراء فقد مضى شهيداً مع المؤمنين ..
--------
فسبحان من أغرى المنايا بأهله
كأن لها ثأراً .. وليس لها ثأر
ليختار من يختارُ منهم ويصطفي
له الحكمة العُلياْ .. له النهي والأمر
دعتهم ثغور العز من كل موطن
فطاروا سراعاً ما لهم دونها صبر
نفى عنهمُ همًّ التنعم هـمُّهم
فأبدانهم شعث .. وأثوابهم غُبْر
نحافاً وسمراً كالرماح تراهمُ
وتحمد عند الطعن شُعثَ القنا السمر
مضوا يشربون الموت كأساً شهية
ولو أن طعم الموت مستثقل مر
ولكنَّ في ذات الإله ودينه
لمن أُشْرب الإيمانَ .. يُسْتعذب الصِّبر
أبوا أن يعيشوا كالعبيد بعالم
تحَكمَ فيه الظلم .. واستحكم الكفر
ففي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفي الموت منأى عنه إن لزم الأمر
فما عاش من عاش الحياة بذلة
ولو طال ذاك العيش ما بقي الدهر
هنيئا لكم أبطالنا
والله لو رايتم حالنا لبكيتم حزناً على
ما وصلت إليه الشجاعة والجهاد من
شباب اليوم إلا من رحم ربى منهم.
فى لقاءنا القادم سنرجع معا لعهد
عمر بن الخطاب .رضى الله عنه.
لنتعرف عى بطولات هزت الجبال.
والآن مـع فقرتنا الثانية من برنامجنا
وهــــــى:
أعطتها صغيرها ... مشى ببطء وهو يحملها ...
مشى بها الهوينا يقصد بها أضياف والده ...
يفوح شذاها وينبعث عبيرها
دَلَـفَ غرفة الجلوس ... تعثـّـر بطيات السجّـاد
سقط الطفل ... وسقطت من يده
هــرع أبوه ... بل هرع غير واحد
تـُـرى ما الذي حدث ؟؟
وإلى أي شيء يتسابقون ؟؟
إنها المجمرة ( المبخرة ) التي كان يحملها الصغير سقطت أرضــاً ... فتناثر الجمر على السجاد لم يكن ذلك الاهتمام من أجل السجاد ... ولا من أجل نفسية ذلك الصغير
هذا هو الموقف الأول
والموقف الثاني
كان قبل ما يزيد على عشر سنوات
حينما كُنـّـا في موسم الحج في ( منى )
نجلس بأمان في أحد الخيام
فجأة تطاير القوم كما يتطاير الشرر
كان الخوف قد خيّم على النفوس
والذعــر قد اعترى الوجــوه
هبّ أحد الشباب إلى حيث انطلق أنبوب الغاز
وهو يصيح حريق ... حريق أحدهم سحب اسطوانة الغاز أغلقها بسرعة ... دفعها بعيدا
وآخر تناول ما كان بِقُرْبِه من ماء وقذفه على الخيمة ورابع قطع طـُـنُـب الخيمة
خمدت النار وكفى الله شرهـا
هل تأملتم هذين الموقفين
وهل تفحّصتم هاتين الصورتين
ما هو القاسم المشترك بينهما ؟؟
إنه خشية الحريق والخوف من النار
إذ مُعظم النار من مُستصغر الشرر
ولا يُلام امرئ على ذلك
إن النار عدو لا يرحم – كما يُقال –
ولكن اللوم يقع على من
هرب من قط ووقف لأسد هصور !
كذلك بالضبط
من هرب من شرر ووثب في النار
يهرب الناس من جزء من سبعين جزء
" ناركم هذه التي يوقد بن آدم جزء من سبعين جزءا من حر جهنم " رواه البخاري ومسلم .
عجبت من هذا ... وطال تعجبي
ومن قبلي تعجب سيد الخلق صلى الله عليه وسلم .يوم قال :
ما رأيت مثل النار نام هاربها ، ولا مثل الجنة
نام طالبها . رواه الترمذي وغيره ،
وهو في صحيح الجامع
عجب أننا نهرب من نار الدنيا ولا نهرب من نار الآخرة عجب أن نقي أهلينا نار الدنيا ولا نقيهم نار الآخرة عجبت أننا نهرع لنطفي نار الدنيا
ولا نهرع لنقي أنفسنا نار الآخرة
وهي – أي نار الآخرة – أشد حـرّاً
تأمل قوله صلى الله عليه وسلم : اشتكت النار إلى ربها فقالت : يا رب أكل بعضي بعضا ، فأذن لها بنفسين : نفس في الشتاء ، ونفس في الصيف ، فهو أشدّ ما تجدون من الحر ، وأشد ما تجدون من الزمهرير . متفق عليه .
ثم تأمل قوله صلى الله عليه وسلم : ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار . رواه البخاري .
تجد عجباً إننا نهرب من وهج الصيف
ونلجأ لبيوتنا من حـرّ القيظ ولا نحتمل نفس جهنم ولكننا نُعرّض أنفسنا للعذاب الشديد
نُعرّضها للعذاب نتيجة الإسبال .
وإنما خصصته بالذِّكر لأنه مما تساهل فيه الرجال .
ثم تأملي – أخيّتي – صورة أخرى
عندما تفرّ المرأة من أمام النار
وعندما تتضجّر نتيجة الحر
ولكنها تُعرّض نفسها لتلك النار الهاوية
عندما تسقط في الامتحان نتيجة شهوة عاجلة
ومما تساهلت فيه بعض النساء أو كثير منهن
تساهلن في المحرمات الموجبات لِلّعن ، وهو الطرد والإبعاد عن رحمة الله
" لعن الله الواشمات والمستوشمات ، والنامصات والمتنمصات ، والمتفلجات للحسن "
ما هو القاسم المشترك بين هذه الأصناف ؟
" المغيرات خلق الله " كما في الصحيحين .
بل ربما دخلت المرأة النار بسبب لسانها
قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار ، وتفعل وتصّدّق ، وتؤذي جيرانـها بلسانـها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لا خير فيها هى من أهل النار .
وقيل : فإن فلانة تصلى المكتوبة ، وتصدق بأثوار من أقط ، ولا تؤذي أحدا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي من أهل الجنة . رواه البخاري في الأدب المفرد وغيره ، وهو حديث صحيح .
ثم هي – أي المرأة – لا تتقي النار ، ولا تهرب منها .
ثم تأملوا صاحب البيت الذي شرّفه الله وكلّفة بالولاية والقوامة
انظروا إليه كيف يهرع ؟ وكيف يفقد صوابه لو شبّ حريق في بيته ؟
ولكن الحريق المعنوي قد اشتعل في بيته
وما سمع نهي ربّه ولا أطاع أمره
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )
لقد أدخل النار إلى بيته وأشعلها وربما مات وما انطفأت فاشتعلت عليه في قبره نارا
لقد أدخل الأطباق الفضائية الفارغة غالباً إلا من كل سوء ورذيلة
لقد أدخل بيته المجلات الساقطة الرديئة
لقد أدخل بيته سائقاً كافراً أو مسلماً وجعله يخلو بمحارمه
لقد أدخل بيته خادمة شابة كافرة كانت أو مسلمة ، وفي البيت وقود الشباب يضطرم
غير أن تلك الأشياء وغيرها لا يحس بها وإن اكتوى بنارها
ولكنه يُحسّ بجمرة واحدة ربما تكون قد انطفأت أو بقي حرّها دون وَهَجها
عـذراً أحبائي فقد أردتها كليمات ، فإذا بها كلمات تطول ولم آت على كل ما أريد قوله . والله ولي التوفيق
كتبه:
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
نسأل الله جل وعلا أن يجيرنا وإياكـم من نار جهنم ويحرم عليها أجسادنا إنه ولـى ذلكـ ومـــــولاه.
آخر تعديل همسات مسلمة يوم 09-26-2012 في 06:07 AM.
|